ملتقى نسائم العلم

ملتقى نسائم العلم (http://nsaaem.com/index.php)
-   ملتقى المعتقد الصحيح (http://nsaaem.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   مدخل لدراسة المعتقد الصحيح-الجزء الثاني اليوم الآخر (http://nsaaem.com/showthread.php?t=481)

أم أبي التراب 07-11-2018 06:17 AM

مدخل لدراسة المعتقد الصحيح-الجزء الثاني اليوم الآخر
 
مدخل لدراسة المعتقد الصحيح-الجزء الثاني
الإيمان باليوم الآخر
ما المراد باليوم الآخر ؟
إن المراد " باليوم الآخر" أمران :
الأول : فناء هذه العوالم كلها ، وانتهاء هذه الحياة بكاملها
الثاني : إقبال الحياة الآخرة وابتداؤها .

فدل لفظ اليوم الآخر على آخر يوم من أيام هذه الحياة ، وعلى اليوم الأول والآخِر من الحياة الثانية .عقيدة المؤمن / ص : 249 .

===============
مقتضيات الإيمان " باليوم الآخر " :
ـ التصديق بإخبار الله تعالى بفناء هذه الحياة الدنيا ، وبما يسبقه من أمارات وما يتم فيه من أهوال ، واختلاف الأحوال .

ـ تصديق الله تعالى في إخباره عن الحياة الآخرة ، وما فيها من نعيم وعذاب ، وما يجري فيها من أمور عظام : كبعث الخلائق ، وحشرهم وحسابهم ، ومجازاتهم على أعمالهم الإرادية الاختيارية التي قاموا بها في هذه الحياة الدنيا .
عقيدة المؤمن / ص : 249 .

والإيمان باليوم الآخر ليس واجبًا فحسب ، بل هو أحد أركان ستة عليها تُبنى عقيدة المسلم .
ولأهمية هذا المعتقد في حياة المسلم ، ولآثاره الكبرى في استقامة الفرد وصلاحه ، عني القرآن به عناية لا تقل عن العناية بالإيمان بالله سبحانه وتعالى ، فقد ذُكِرَ في عشرات السور ..... وذلك :
إما بوصفه والحديث عنه ، كقوله تعالى "فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ * وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً * فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * وَانشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ * وَالْمَلَكُ عَلَىظ° أَرْجَائِهَا غڑ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ * يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ * فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ *فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ* هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لَّا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ "سورة الحاقة / آية : 13 : 37 .
* وإما بتقريره وتأكيد مجيئه :
°كقوله تعالى "ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ"سورة الحج / آية : 6 ، 7 .
وقوله تعالى" زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ " . سورة التغابن / آية : 7 .

* وإما بتعليق الاستقامة على الإيمان به :
كقوله تعالى". ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ." .سورة الطلاق / آية : 2 .
وقوله " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ ... " .سورة الأحزاب / آية : 21 .
* وإما بإثبات الهداية والفلاح للموقنين به :
كقوله تعالى ".. وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " .سورة البقرة / آية : 4 ، 5 .

ومما يؤكد أهمية هذا المعتقد ، ويجعله كالصمام لحياة الاستقامة والطهر والخير ، هو ذكره مقرونًا بالإيمان بالله ـ في غير موضع في كتاب الله وفي السنة المطهرة الصحيحة ـ :

o نماذج من الآيات :
وذلك كقوله تعالى ". فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً " .سورة النساء / آية : 59 .

وقوله تعالى " ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ".سورة الطلاق / آية : 2 .
هذه الآيات على سبيل المثال لا الحصر .

o نماذج من السنة المطهرة :

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه " .متفق عليه .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم عليها " . متفق عليه .عقيدة المؤمن / ص : 258 / بتصرف يسير جدًا.
*أهمية الإيمـان باليوم الآخر :
الإيمان باليوم الآخر هو الدافع لكل خير ، وهو المانع لصاحبه من الوقوع في الشر ، فالمؤمن بلقاء الله تعالى ، يستعد لهذا اللقاء بالعمل الصالح وترك العمل السيئ وتراه يؤدي حقوق الخلق كما يؤدي حقوق الخالق ، والعكس .
فإن الذي لا يؤمن " باليوم الآخر " ، أو يؤمن به على هواه ويتصوره بخياله على غير حقيقته ، فإنك تراه لا ينشط إلى معروف ، ولا يتورع عن معصية ، ولا يكف عن ظلم . سلسلة أركان الإيمان / ج : 2 / ص : 6 .
* * * * *
تفصيل الإيمان " باليوم الآخر " :
سبق بيان أن لفظ " اليوم الآخر " يدل على آخر يوم من أيام هذه الحياة ، وعلى اليوم الأول والأخير من الحياة الثانية .
وآخر يوم من أيام هذه الحياة هو اليوم الذي تفنى فيه الحياة الدنيا .ويسبق ذلك " أمارات " .
فهناك علامات صغرى تسبق ذلك اليوم :
إنَّ لكل كائن حي كالإنسان والحيوان ، أو نامٍ كالأشجار والنباتات ، علامات تظهر له عند دنو أجله ، وقرب ساعة هلاكه .
فالإنسان يشيب ويهرِم ، ويمرض ويضعف ، ويكون ذلك علامة دنو أجله ، وقرب ساعة موته ، والحيوان في غالب أحواله كالإنسان يعتريه الهرم والضعف ، وينتابه المرض فتخور قواه ، وتنحل بنيته ويهلك .
والنبات كالزرع مثلاً يصفر وييبس ، ثم يذوي ويسقط .
هذه أجزاء من الكون يسبق هلاكها وفناءها علامات تؤذن بقرب ذلك ، والكون هو كلٌّ له علامات تدل على قرب فنائه ، ووقت دماره وخرابه ، وقد جاء الوحي الإلهي بذكر تلك العلامات وبيانها ، ونبهت الرسل عليها .
قال تعالى " فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ "سورة محمد / آية : 18 .

هذا وقد صح عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه ذكر للساعة " علامات صغرى " معظمها يدور حول فساد الناس في آخر الزمان ، وظهور الفتن بينهم ، وبُعدهم عن هدى الله وطريق الرسل ، و " علامات كبرى " .
وقد اختلف العلماء في ترتيبهم لبعض العلامات الصغرى ، وأيضًا الكبرى . وذلك حسب توجيههم للنصوص واستنباطهم الدلالات منها ، وبِنَاءً على ذلك ، سنسرد العلامات بأدلتها كما تيسر ، وعلى الدارس أن يأخذ في اعتباره الاختلافات التي ألمحنا إليها سابقًا .


* * * * *


أم أبي التراب 07-11-2018 06:55 AM

أولاً


علامــات الســاعة

الصغـــرى

أم أبي التراب 07-11-2018 06:58 AM

أولاً : علامات الساعة الصغرى


فمن العلامات الصغرى والفتن التي تظهر قرب قيام الساعة
= بعثة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتحذيره من قرب الساعة
* عن سهلٍ ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم" بُعِثْتُ أنا والساعة هكذا ويشيرُ بإصبعيهِ فيمُدُّ بِهِما " . صحيح البخاري.
قال ابن حجر في شرح هذا الحديث / ص : 356 :
وفي رواية سفيان " وقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى "
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 11 / كتاب : الرقاق / باب : 39 / حديث رقم : 6503 / ص : 355 .

فهذا يدل على أن بعثة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وختم النبوة والرسالة به من علامات قرب الساعة ، ففي الحديث دلالة على أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليس بينه وبين الساعة نبي آخر ، فهي تليه ، وتأتي بعده ، وهذا إخبار بقرب وقوعها .

* عن أبي سعيدٍ الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم" كيف أنعم (1) وصاحب القرن (2) قد التقم القرن وحنا جبهته ينتظر متى يؤمر أن ينفخ ؟ " .
قيل : قلنا يا رسول الله ، ما نقول يومئذٍ ؟
قال صلى الله عليه وسلم : " قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا " .
صححه الوادعي - الدرر -رواه الحاكم . وصحح إسناده الشيخ مصطفى العدوي في الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 371 .
1 )أنعم : أعيش في نعيم .
( 2 )صاحب القرن : هو إسرافيل .

* * * * *
=انشقاق القمر:
قال عز وجل " اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ " .سورة القمر / آية : 1.

وقد انشق القمر فعلاً على عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث طلبت منه قريش آية تدل على نبوته ، فانشق القمر فلقتين ، على مرأى من أهل مكة وهم ينظرون إليه .

* عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال :
" انشق القمرُ على عهدِ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فِرْقَتَين : فِرْقَةٌ فوقَ الجبلِ ، وفِرْقَةٌ دُونَه .
فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : اشهَدوا " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 8 / كتاب : التفسير / 1 ـباب" وانشق القمر ... " / حديث رقم : 4864 / ص : 483 .

* عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال :
" سأل أهلُ مكةَ أنْ يُريَهُمْ آيةً فأراهم انشِقاق القمر " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 8 / كتاب : التفسير / ( 1 ) ـ باب :" وانشق القمر ... " / حديث رقم : 4867 / ص : 484 .

* * * * *
خروج نار من أرض الحجاز
* عن سعيد بن المسيَّب : أخبرني أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " لا تقومُ الساعةُ حتى تخرجَ نارٌ من أرضِ الحجازِ تُضِيءُ أعناقَ الإبلِ بِبُصْرَى " .فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 24 / حديث رقم : 7118 / ص : 84 .
وورد في الفتح / ص : 86 :
معنى : تضيء أعناق الإبل ببصرى :
قال ابن التين : يعني من آخرها يبلغ ضوؤها إلى الإبل التي تكون ببُصْرى ، وهي من أرض الشام .
" وأضاء " : يجيء لازمًا ومتعديًا ، يقال أضاءت النار ، وأضاءت النار غيرها .
وبُصْرَى : بلد بالشام وهي حوران .

اختلف العلماء في هذه النار هل هي النار التي تحشر الناس أم هي نار أخرى :

ذكر العسقلاني في الفتح / ج : 13 / ص : 85 :
* والذي ظهر لي أن النار المذكورة في حديث الباب هي التي ظهرت بنواحي المدينة كما فهمه القرطبي وغيره ، وأما النار التي تحشر الناس فنار أخرى .

* قال القرطبي ـ رحمه الله ـ في " التذكرة " :
قد خرجت نار بالحجاز بالمدينة ، وكان بدؤها زلزلة عظيمة في ليلة الأربعاء بعد العتمة ، الثالث من جُمَادى الآخرة ، سنة أربع وخمسين وستمائة ، واستمرت إلى ضحى النهار يوم الجمعة فسكنت .

* وقال النووي :
تواتر العلم بخروج هذه النارعند جميع أهل الشام .
* وقال أبو شامة في " ذيل الروضتين " :
وردت في أوائل شعبان سنة أربع وخمسين وستمائة ، كتب من المدينة الشريفة فيها شرح أمر عظيم حدث بها ، فيه تصديق لما في الصحيحين ، فذكر هذا الحديث . قال : فأخبرني بعض من أثق به ممن شاهدها أنه بلغه أنه كتب " بتيماء " على ضوئها الكتب ، فمن الكتب ..... فذكر نحو ما تقدم .
ومن ذلك أن في بعض الكتب : ظهر في أول جمعة من جمادى الآخرة في شرقي المدينة ، نار عظيمة بينها وبين المدينة نصف يوم ، انفجرت من الأرض وسال منها واد من نار حتى حاذى جبل أُحد . ا . هـ .



أم أبي التراب 07-28-2018 01:48 AM

تقاتل فئتين عظيمتين

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان ، يكون بينهما مقتلة عظيمة دعوتهما واحدة " .متفق عليه .
فتح الباري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 25 / حديث رقم : 7121 / ص : 88 .

قال ابن حجر : المقصود فئة " عليّ " ومن معه ، وفئة " معاوية " ومن معه " .



* * * * *

غربة الإسلام وأهلِهِ آخر الزمان
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" بدأ الإسلامُ غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء "
صحيح مسلم . صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : الفتن / 15 ـ باب :بدأ الإسلام غريبًا / حديث رقم : 3221 / ص : 363

معنى الحديث ـ والله تعالى أعلم ـ أن الإسلام اعتنقه أول الأمر قليل من الناس فأوذوا وابتلوا في سبيل ذلك ، ثم اتسعت رقعته وكثر معتنقوه وأتباعه ، فظهر وانتشر ، ثم سيلحق أهلُهُ الخللَ فيتناقصون ويجهلون أحكامه فيصير المستمسك به غريبًا بين الناس فيطارد ويوصف بالتطرف كما هو الحال في زمانِنَا ، وسيظهر الشركُ مرة ثانية ، فيطغى ويعم . حسبنا الله ونِعم الوكيل .
رسالة الأشراط الصغرى للساعة /الشيخ مصطفى العدوي / ص : 12 / الحاشية .

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" إن الإيمان ليأرِزُ (1) إلى المدينة كما تأرِزُ الحَيَّةُ إلى جُحرها " .
رواه البخاري ومسلم وابن ماجه . صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : المناسك / 104 ـ باب : فضل المدينة / حديث رقم : 2525 / ص : 196 .
( 1 )يأرز : أي يلوذ أو يثبت أو ينضم .

* عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" إن الإسلام بدأ غريبًا وسيعودُ غريبًا كما بدأ وهو يأرزُ بين المسجدين (1) كما تأرزُ الحيةُ إلى جُحرها " .
صحيح مسلم / ج : 1 / كتاب : الإيمان / 65 ـ باب : بيان أن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا ، وإنه يأرز بين المسجدين / حديث رقم : 146 / ص : 232 .
( 1 )بين المسجدين : أي مسجدَيْ مكة والمدينة .
* * * * *

سكنى المدينة وعمارتها

====================
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، أن المدينة سيمتد العمران فيها ، وتتوسع مساحتها .
* فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" تَبْلُغُ المساكِنُ إهَابَ أو يَِهَابَ (1) " .
صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 15 / حديث رقم : 2903 / ص : 41 .
( 1 )إهاب أو يهاب : وهو موضع بقرب المدينة على أميال منها .

===============

ذهاب الصالحين

================
* عـن مرداس الأسلمي قال : قال النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" يذهب الصالحون الأول فالأول ، ويبقى حفالة كحفالةِ الشعير أو التمر لا يُباليهمُ اللهُ بالة (1) " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 11 / كتاب : الرقاق / باب : 9 / حديث رقم : 6434 / ص : 256 .

( 1 )لا يباليهم الله بالة : قال الخطابي : أي لا يرفع ـ الله ـ لهم قدرًا ولا يقيم لهم وزنًا .الفتح / ج : 11 / ص : 257 .
* قال ابن بطال - تعقيبًا على الحديث - : في الحديث موت الصالحين من أشراط الساعة . وفيه الندب إلى الاقتداء بأهل الخير ، والتحذير من مخالفتهم خشية أن يصير مَنْ خالفهم مِمَّنْ لا يعبأ الله به . وفيه : أنه يجوز انقراض أهل الخير في آخر الزمان حتى لا يبقى إلا أهل الشر .
الفتح / ج : 11 / ص : 257 .

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" لتُنْتَقَوُنَّ كما يُنْتَقَى التَّمْرُ مِنْ أَغْفَالِهِ . فَلْيَذْهَبَنَّ خِيارُكم ، وَلَيَبْقَيَنَّ شِرَارُكم " .
صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / باب : 24 / حديث رقم : 3263 / ص : 375 .
* عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : سمعتُ رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقول :
" لا يَذهبُ الليلُ والنهارُ حتى تُعبدَ اللاتُ والعُزَّى " .
فقلتُ : يا رسولَ اللهِ إنْ كنتُ لأظنُّ حينَ أََنْزَلَ اللهُ : " هو الذي أَرْسَلَ رسولَهُ بالهدى ودينِ الحقِّ ليُظْهِرَهُ على الدينِ كلِّهِ ولوْ كَرِهَ المشركونَ " أن ذلك تامًّا ؟ ! ! .
قـال صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" إنهُ سيكونُ منْ ذلكَ ما شاءَ اللهُ ، ثم يبعثُ اللهُ ريحًا طيبةً فَتَوَفَّى كلَّ مَنْ في قلبهِ مثقالُ حبةِ خردلٍ من إيمانٍ ، فيبقى من لا خيرَ فيهِ ، فيَرْجِعونَ إلى دينِ آبائهمْ " .
صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 17 / حديث رقم : 2907 .

الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 379 .

* عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال :
" لا تقوم الساعةُ إلا على شرار الناس " .
صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / 24 ـ باب : شدة الزمان / حديث رقم : 3264 / ص : 375 .

شُـبْهَة والـرد عليها :
لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه :
عن الزبير بن عدي قال : " أتينا أنسَ بنَ مالكٍ فشكَوْنَا إليه ما يَلْقَوْنَ من الحَجَّاجِ فقال : اصبروا ، فإنه لا يأتي عليكم زمانٌ إلا والذي بعده أشَرُّ منه حتى تَلْقَوْا ربَّكم سمعته من نبيكم ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 6 / حديث رقم : 7068 / ص : 22 .
قال الشيخ الألباني رحمه الله:
" فهذا الحديث ينبغي أن يُفْهَم على ضوء الأحاديث المتقدمة وغيرها ؛ مثل أحاديث " المهدي " ، ونزول " عيسى عليه السلام " ؛ فإنها تدل على أن هذا الحديث ليس على عمومه بل هو مِنَ العام المخصوص ؛ فلا يجوز إفهام الناس أنه على عمومه ، فيقع في اليأس الذي لا يصحُّ أن يتصف به المؤمن ؛
". إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ " .سورة يوسف / آية : 87 .
أسأل الله أن يجعلنا مؤمنين حقًا " . ا . هـ .نظم الفرائد ... / ج : 2 / باب : عودة أرض العرب مروجًا وأنهارًا / ص : 522 .

فمن الأحاديث الدالة على ظهور الحق إلى قيام الساعة :
* عن عمران بن الحصين قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ، ظاهرين على من ناوأهم ، حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال " .
رواه الإمام أحمد في المسند ، وأبو داود ، والحاكم . وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع ... / الهجائي برقم : 3819 . الرسالة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 116 .
* عن ثوبان قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك " . صحيح مسلم / حديث رقم : 1920 .
الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 360 .

قال النووي : المراد بقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم " حتى يأتي أمر الله " :
الريح التي تأتي فتأخذ روح كل مؤمن ومؤمنة .
حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 360 .

* عن أبي عنبة الخولاني قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" لا يزال اللهُ يغرسُ في هذا الدين غرسًا ، يستعملهم فيه بطاعتهِ إلى يوم القيامة " .حسن .
رواه أحمد . وابن ماجه . السلسلة الصحيحة / حديث رقم : 2442 .

صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 7692 / ص : 1272 .
* * * * *

أم أبي التراب 07-28-2018 02:57 AM

نقض عُرَى الإسلامِ عُرْوَة عُرْوَة

* عن أبي أُمامة الباهلي ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال " لتنقضنَّ عُرى الإسلام عُرْوَةٌ عُرْوَةٌ ، فكلما انتقضت عُرْوَة تشبث الناسُ بالتي تليها ، وأوَّلهن نقضًا الحكم ، وآخرهن الصلاة " .
صحيح . رواه أحمد . الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 381 .

* عن زيد بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " أولُ ما يُرفعُ من الناس الأمانة ، وآخرُ ما يبقى من دينهمُ الصلاة ، ورُبَّ مُصَلٍّ لا خلاق له عند اللهِ تعالى " .
رواه الحاكم . وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 1 / حديث رقم : 2575 / ص : 503 .
* عن أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" أولُ شيءٍ يُرْفَعُ من هذه الأمة الخشوع ، حتى لا ترى فيها خاشعًا " .
رواه الطبراني في الكبير . وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 1 / حديث رقم : 2569 / ص : 502 .
===============

تداعي الأمم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم

=======================
* عن ثوبان مولى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " يوشك أن تداعى عليكم الأمم (1) من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها " .
قال : قلنا يا رسول الله أمِنْ قلةٍ بنا يومئذٍ ؟
قال صلى الله عليه وسلم " أنتم يومئذٍ كثير ولكن تكونون غثاءً كثغاءِ السيل ينتزع المهابة من قلوب عدوكم ، ويجعل في قلوبكم الوهن " .
قال : قلنا : وما الوهنُ ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم " حُبُّ الحياةِ وكراهيةُ الموتِ " . أخرجه أحمد ، وأبو نعيم في الحلية .

حسنه الشيخ مصطفى العدوي في رسالته الأشراط الصغرى للساعة / ص : 17 .
( 1 ) تداعى عليكم الأمم : أي اجتمعوا ودعا بعضهم بعضًا .

=============

قلة العلم ورفعه وثبوت الجهل

=======================
* عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم" إن من أشراط الساعةِ أن يُرفعَ العلمُ ، ويَثبتَ الجهلُ ، ويُشَْرب الخمرُ ، ويظهر الزنا " .رواه البخاري ومسلم .فتح الباري / ج : 1 / كتاب : العلم / باب : 21 / حديث رقم : 80 / ص : 213 .صحيح مسلم / حديث رقم : 2671 .
* عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ قال : سمعتُ رَسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم يقول :
" إن الله لا يَقْبضُ العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد ، ولكن يَقْبِضُ العلم بقبض العلماءِ ، حتى إذا لم يُبْـقِ عالمًا اتخذ الناسُ رؤوسًا جهَّالاً فَسُئِلُوا فأفْتَوا بغَيرِ علمٍ فضلوا وأضلُّوا " .رواه البخاري ومسلم .فتح الباري / ج : 1 / كتاب : العلم / باب : 34 / حديث رقم : 100 / ص : 234 .صحيح مسلم / حديث رقم : 2673 .
* عن أبي أمامة الباهلي قال :
لما كان في حجة الوداع قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يومئذٍ مُردف " الفضل ابن عباس " على جملٍ آدم ، فقال صلى الله عليه وسلم :
" يا أيها الناس خذوا من العلم قبل أن يقبض وقبل أن يرفع " .
وقد كان أَنزل الله عز وجل :
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَسأَلُوا عَن أَشيَاء إِن تُبدَ لَكُم تَسُؤكُم وَإِن تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ "101 .سورة المائدة / آية : 101 .قال : فكنا نذكرها كثيرًا من مسألته ، واتقينا ذاك حين أنزل الله على نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
قال : فأتينا أعرابيًّا فرشوناه برداءٍ .
قال : فاعتمَّ به حتى رأيتُ حاشيةَ البرد خارجةً من حاجبه الأيمن .
قال : ثم قلنا له : سَلِ النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
قال : فقال له -أي للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
يـا نبيَّ الله كيف يرفع العلم منا وبين أظهرنا المصاحف وقد تعلمنا ما فيها وعلَّمناها نساءَنا وذرارينا وخدمنا .
قال : فرفع النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ رأسه وقد علت وجهَهُ حُمرةٌ من الغضب .
قال : فقال صلى الله عليه وسلم :
" أي ثكلتك أمك هذه اليهود والنصارى بين أظهرهم المصاحف لم يصبحوا يتعلقوا بحرفٍ مما جاءتهم به أنبياؤهم ، ألا وإن ذهاب العلم أن يذهب حملتُهُ . ثلاث مرار " .
رواه أحمد . وصححه الشيخ مصطفى العدوي في رسالته الأشراط الصغرى للساعة / ص : 20 .

* حدثنا أبو خيثمة : عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد ، عن ابن لَبِيد قال : ذكر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ شيئًا ، قال " وذاكَ عندَ أوانِ ذهاب العلمِ " .
قالوا : يا رسول الله وكيف يذهب العلمُ ، ونحن نقرأ القرآن ، ونُقْرِئُهُ أبناءَنا ، ويُقرِئهُ أبناؤنا أبناءَهم ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم :
" ثَكِلَتْكَ (1) أُمُّكَ ابن أم لَبيد ، أو ليس هذه اليهود والنصارى يقرأون التوراة والإنجيل ، لا ينتفعون منها بشيءٍ ؟ " .
حديث صحيح . أخرجه أحمد ، وابن ماجه . صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : الفتن /26ـ باب : ذهاب القرآن والعلم / حديث رقم : 3272 / ص : 377 .
من كتاب العلم / تأليف الحافظ أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي / تحقيق الشيخ الألباني / ص : 25 .
( 1 ) ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ : أي فقدتك . وهو دعاء بالموت ، ظاهرًا .
والمقصود : التعجب من الغفلة عن مثل هذا الأمر .
لا يعملون بشيءٍ مما فيهما : أي ومن لا يعمل بعلمه هو والجاهل سواء .

* عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : لأحدثكم حديثًا لا يحدثكم أحدٌ بعدي ، سمعتُ رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول :
" من أشراط الساعة أن يقِل العلم ويظهر الجهل ويظهر الزنا ، وتكثر النساء ، ويقل الرجال حتى يكون لخمسين امرأةٍ القيِّمُ الواحد " .
رواه البخاري ومسلم .فتح الباري / ج : 1 / كتاب : العلم / باب : 21 / حديث رقم : 81 / ص : 214 .صحيح مسلم / حديث رقم : 2671 .

================

كثرة النساء وظهور الزنا

================
* عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : لأحدثكم حديثًا لا يحدثكم أحد بعدي ، سمعتُ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول :
" من أشراط الساعة أن يقِل العلم ويظهر الجهل ويظهر الزنا ، وتكثر النساء ، ويقل الرجال حتى يكون لخمسين امرأةٍ القيِّمُ (1) الواحد " .
رواه البخاري ومسلم .فتح الباري / ج : 1 / كتاب : العلم / باب : 21 / حديث رقم : 81 / ص : 214 .صحيح مسلم / حديث رقم : 2671 .
( 1 )القيم : أي من يقوم بأمورهن .
وهذه الأشياء الموجودة في الحديث قد يقع بعضها في زمن من الأزمان ، أو مكان من الأمكنة ، ولكن من علامات الساعة اجتماعها واستحكامها .
حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 393 .
* عن أبي موسى ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " ليأتين على الناس زمان يطـوف الرجـل فيه بالصدقة من الذهب ثم لا يجد أحدًا يأخذها منه ، ويُرَى الرجلُ الواحد يتبعه أربعون امرأة يلذن به من قلة الرجال وكثرة النساء " .
فتح الباري / حديث رقم : 1414 . صحيح مسلم / حديث رقم : 1012 .
الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 394 .

قال الحافظ في الفتح 1 / 179 :
" يحتمل أن يراد بهذا العدد ـ لخمسين ـ حقيقته ، ويحتمل أن يراد المجاز عن الكثرة " .ا . هـ .
حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 393 .
==============

تفشي الزنا والمجاهرة به

================
* عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " لا تقوم الساعةُ حتى يتسافدوا (1) في الطريق تسافد الحمير " . قلت : إن ذلك لكائن ؟ . قال صلى الله عليه وسلم " نعم ليكونن " .
رواه ابن حبان .وصححه الشيخ مصطفى العدوي في الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم ..... / ص : 396 .
( 1 )يتسافدوا : في لسان العرب : السفاد نزو الذكر على الأنثى .
وقد وقع ذلك في بعض دول الكفر . أعاذنا الله من ذلك .

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " والذي نفسي بيده لا تفنى هذه الأمة حتى يقومَ الرجلُ إلى المرأةِ فيفترشها في الطريق ، فيكون خيارهم يومئذ من يقول لو واريتها وراء هذا الحائط " .
رواه أبو يعلى . وحسن إسناده الشيخ / مصطفى العدوي في الصحيح
المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 397 .


* * * * *

أم أبي التراب 07-28-2018 03:59 AM

تغير أحوال الناس
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" قبل الساعة سنواتٌ خَدَّاعَة ، يُكَذَّبُ فيها الصادق ، ويصدَّقُ فيها الكاذب ، ويخوَّنُ فيها الأمين ، ويؤتمنُ فيها الخائن ، وينطِقُ فيها الرويبضةُ1 " .
رواه أحمد . وقال الشيخ مصطفى العدوي : صحيح لشواهده في الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 398 .

1الرويبضة : السفيه يتكلم في أمر العامة .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" لا تذهبُ الدنيا حتى تكونَ لِلُكَعِ بن لُكَعِ " .
رواه أحمد . صحيح لغيره في الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 399 .
يطلق اللكع على الصغير ، وعلى الأحمق ، وعلى اللئيم ، وعلى خبيث الفعال قليل الخير .


============

رفع الأمانة وقلتها

* عن حذيفة بن اليمان ـ رضي الله عنه ـ قال : حدثنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حديثين رأيتُ أحَدَهما وأنا أنتظر الآخر ، حدثنا أن الأمانة نزلت في جَذْرِ 1 قلوبِ الرجال ، ثم علموا من القرآن ثم علموا من السنة ، وحدثنا عن رفعها قال : ينام الرجلُ النومةَ فتقبضُ الأمانة من قلبه فيظلُّ أثرُها مثلَ أثَرِ الوَكْتِ 2 ، ثم ينام النومةَ فتقبض فيبقَى فيها أثرُها مثلَ أثرِ المَجْلِ 3 كجمرٍ دَحْرَجتَه على رِجلِكَ فَنَفِطَ 4، فتراه منتَبرًا 4 وليس فيه شيء ، ويصبح الناس يتبايعون ، فلا يكادُ أحدٌ يؤدي الأمانة ، فيقال إن في بني فلان رجلاً أمينًا ، ويقال للرجلِ ما أعقلَه وما أظرفَه وما أجلده ، وما في قلبه حبةُ خردلٍ من إيمان .
ولقد أتى عليَّ زمانٌ 5 ولا أُبالي أيكم بايَعْتُ 6 لئن كان مُسلمًا رده عليَّ الإسلامُ وإن كان نصرانيًا رده عليَّ ساعيه ، وأما اليوم فما كنتُ أُبايعُ إلا فلانًا وفلانًا .
رواه البخاري ومسلم .فتح الباري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 13 / حديث رقم : 7086 / ص : 42 .
1-الجذر : الأصل من كل شيء .
2-الوكت : أثر الشيء اليسير منه .
3-المَجْلُ : أثر العمل في الكف إذا غلظ .
قال الحافظ ابن حجر : وحاصل الخبر أنه ـ عليه السلام ـ أنذر برفع الأمانة ، وأن الموصوف بالأمانة يسلبها حتى يصير خائنًا بعد أن كان أمينًا .الفتح / ج : 13 / ص : 43 .
4-يقال انتبر الجرح وانتفط : إذا ورم وامتلأ ماء .
5-ولقد أتى علىَّ زمان : يشير إلى أن حال الأمانة أخذ في النقص من ذلك الزمان ، وكانت وفاة حذيفة في أول ست وثلاثين بعد قتل " عثمان " ـ رضي الله عنه ـ بقليل فأدرك بعض الزمن الذي وقع فيه التغير فأشار إليه .
6-بايعت : من البيع والشراء . الفتح / ج : 13 / ص : 43 .

أي أنه كان في عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعهد الصحابة يطمئن في بيعه وشرائه إلى من يبايعهم ، ويشتري منهم لتوفر الأمانة وتوطنها في قلوب الناس ، وحتى وإن حدثت خيانة أو خطأ أو نحو ذلك من بعض البائعين والمشترين ، فالوالي أو القاضي أو الساعي أو الأمير يردُّ إليَّ مظلمتي وحقي .
أما الآن فقلَّت الأمانة ، وقل من يبحثون عن رد الحقوق إلى أهلها والأخذ على يد الظالم ، فدفعني ذلك إلى أن لا أبيع ولا أشتري إلا مع من أثق به .
حاشية رسالة الأشراط الصغرى للساعة / ص : 29 .

=============
إسناد الأمر إلى غير أهله
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : بينما النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ في مجلس يحدث القوم ، جاءه أعرابيٌّ ، فقال : متى الساعة ؟ .
فمضى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحدث .
فقال بعض القوم : سمع ما قال ، فَكَرِه ما قال ، وقال بعضهم بل لم يسمع .
حتى إذا قضى حديثه قال صلى الله عليه وسلم " أين أراه السائل عن الساعة ؟ " .
قال : ها أنا يا رسول الله .
قال صلى الله عليه وسلم :
" فإذا ضُيِّعت الأمانة فانتظر الساعة . قال : كيف إضاعتها ؟
قال : إذا وسِّد 1 الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 1 / كتاب : العلم / باب : 2 / حديث رقم : 59 / ص : 184 .
1وسد : أي أُسْنِدَ .
===============

اتباع هذه الأمة سَُنَنَ اليهود والنصارى

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها 1 شِبرًا بشبرٍ وذراعًا بذراعٍ " .
فقيل : يا رسول الله كفارس والروم ؟ .
فقال صلى الله عليه وسلم : " ومَنِ الناسُ إلا أولئك ؟ "
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الاعتصام بالكتاب والسنة / باب : 14 / حديث رقم : 7319 / ص : 312 .
1-أخذ فلان بأخذ فلان : أي سار بسيرته . الفتح / ج : 13 / ص : 313 .
* عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ 1 من كان قبلَكم شبرًا بشبرٍ وذراعًا بذراعٍ حتى لو دخلوا جُحْرَ ضَبّ تبعتموهم " .
قلنا : يا رسول الله اليهودَ والنصارَى ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم : " فمن ؟ ! ! " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الاعتصام بالكتاب والسنة / باب : 14 / حديث رقم : 7320 / ص : 313 .
1-سَنَن : قال النووي ـ رحمه الله ـ شرح مسلم 5 / 525 :
السنن : بفتح السين والنون وهو الطريق .
والمراد بالشبر والذراع وجحر الضب : التمثيل بشدة الموافقة لهم .
والمراد الموافقة في المعاصي والمخالفات لا في الكفر .
حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 403 .

=========

السلام للمعرفة

* عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" إن من أشراط الساعة أن يسلم الرجل على الرجل ، لا يسلم عليه إلا للمعرفة " .
رواه الإمام أحمد رحمه الله . وقال الشيخ مصطفى العدوي : صحيح لغيره في كتابه :الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 404 .

===============

التطاول في البنيان

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يومًا بارزًا للناس إذ أتاه رجل يمشي فقال : يا رسول الله ما الإيمان ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم :
" أن تؤمن بالله وملائكته ورسله ولقائه وتؤمن بالبعث الآخر " .
قال : ما الإسلام ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم :
" الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئًا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان1" .
قال : يا رسول الله ما الإحسان ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم :
" الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك " .
قال : يا رسولَ اللهِ متى الساعة ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم :
" ما المسئول عنها بأعلم من السائل ، ولكن سأحدثك عن أشراطها ، إذا ولدت المرأة ربتها 2 فذاك من أشراطها ، وإذا كان الحفاة العراة 3 رؤوس الناس فذاك من أشراطها في خمس لا يعلمهن إلا الله ..... " .
فتلا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" إنَّ اللهَ عندَهُ علمُ الساعةِ ويُنَزِّلُ الغيْثَ ويعلَمُ ما في الأرحامِ ..... 4 " .
ثم انصرف الرجل فقال صلى الله عليه وسلم ردوا علىَّ فأخذوا ليردوا فلم يروا شيئًا .
فقال صلى الله عليه وسلم " هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم " .رواه البخاري ومسلم .
فتح الباري / ج : 8 / كتاب : التفسير / باب : 2 / حديث رقم : 4777 / ص : 373 .
1 - في حديث عمر : وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً
2- إذا ولدت المرأة ربتها :
قال ابن حجر في معنى هذا :
أن يكثر العقوق في الأولاد ، فيعامل الولد أمه معاملة السيد أَمَته ، من الإهانة بالسب والضرب والاستخدام ، فأُطلِق عليه ربها مجازًا لذلك .
والمحصلة أن الساعة يقرب قيامها عند انعكاس الأمور بحيث يصير المربَّى مربيًا ، والسافل عاليًا ، وهو مناسب لقوله في العلامة الأخرى : أن يصير الحفاة ملوك الأرض . الفتح / ج : 1 / ص : 101 .
3-وفي رواية البخاري " وإذا تطاول رعاة الإبل البُهمُ في البنيان " .
و " ميم " البهم : يجوز ضمها على أنها صفة الرعاة ، ويجوز كسرها على أنها صفة الإبل ، يعني الإبل السود .
وقيل : إنها شر الألوان عندهم ، وخيرها الحمر التي ضرب بها المثل فقيل :
" خير من حمر النعم " .
قال القرطبي : المقصود الإخبار عن تبدل الحال بأن يستولى أهل البادية على الأمر ويتملكوا البلاد بالقهر ، فتكثر أموالهم وتنصرف هممُهم إلى تشييد البنيان والتفاخر به .
4- سورة لقمان آية : 34 : وتمامها :
" وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " سورة لقمان / آية : 34 .

أم أبي التراب 08-26-2018 11:01 PM

كثرة المال وعودة جزيرة العرب مروجًا وأنهارًا
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض (1) حتى يخرج الرجل بزكاة مالِهِ فلا يجد أحدًا يقبلها منه ، وحتى تعود أرض العرب مروجًا (2) وأنهارًا " .
صحيح مسلم / حديث رقم : 157 . الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 410 .

* قال الشيخ مصطفى العدوي في حاشية رسالته :
( 1 )والذي يبدو أن وقت ذلك ـ استفاضة المال ـ عند نزول عيسى ـ عليه السلام ـ فيفيض المال حتى لا يقبله أحد .
عن حارثة بن وهب ـ رضي الله عنه ـ قال : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقول :
" تصدقوا فسيأتي على الناس زمان يمشي الرجل بصدقته فلا يجد من يقبلها " .
رواه البخاري ومسلم والنسائي . رسالة الأشراط الصغرى للساعة / ص : 37

فتح الباري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 25 / حديث رقم : 7120 / ص : 88 .
( 2 )المروج : هي الأراضي ذات الكلأ التي ترعى فيها الدواب وتكون نباتاتها كثيرة .

* قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ :
" وقد بدأت تباشير هذا الحديث تتحقق في بعض الجهات من جزيرة العرب ؛ بما أفاض الله عليها من خيرات وبركات وآلات ناضحات تستنبط الماء الغزير من بطن أرض الصحراء ، وهناك فكرة بجر نهر الفرات إلى الجزيرة كنا قرأناها في بعض الجرائد المحلية ، فلعلها تخرج إلى حَيِّزِ الوجود " . ا . هـ .
السلسلة الصحيحة / ج : 1 / القسم الأول / حديث رقم : 6 / ص : 36 .

فشو التجارة
* عن عمرو بن ثعلب ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :
" إن من أشراط الساعة أن يفشو المال ويكثر، وتفشو التجارة ، ويظهر العلم (1) ، ويبيع الرجل البيع فيقول لا حتى أستأمر (2) تاجرَ بَني فلان ، ويلتمس في الحي العظيم الكاتب فلا يوجد " .
رواه النسائي . وصححه الشيخ مصطفى العدوي في الصحيح المسند من
أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 413 .
( 1 )ويظهر العلم : أي يزول ويرتفع . أي : يذهب العلم عن وجه الأرض .
وهنا وجه آخر أن العلم بعلوم الدنيا يظهر ويتفشى والله أعلم .
حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 413 .
( 2 )أستأمِر : تأمَّر على القوم : أي صار عليهم أميرًا .
أستأمَرَهُ : طلب أمره . المعجم الوجيز / ص : 24 .
______________

عدم تحري الرزق الحلال
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" ليأتينَّ على الناسِ زمانٌ لا يبالي المرء بما أخذ المال ؟
أمِنْ حلالٍ أم من حرامٍ " .
رواه البخاري والنسائي . رسالة الأشراط الصغرى للساعة " العدوي " / ص : 39 .
صحيح الجامع ..... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 5344 / ص : 944

____________

تقارب الأسواق
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" يوشك أن لا تقومَ الساعة حتى يقبضَ العلمُ ، وتظهرَ الفتنُ ، ويكثرَ الكذبُ ، ويتقاربَ الزمانُ ، وتتقاربَ الأسواقُ " .
رواه ابن حبان . صحيح . رسالة الأشراط الصغرى للساعة / ص : 40 .
___________

تقارب الزمان
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :
" لا تقوم الساعة حتى يقبضَ العلمُ ، وتكثرَ الزلازل ُ، ويتقاربَ الزمانُ ، وتظهرَ الفتن ، ويكثر الهَرْج ـ وهو القتل القتلُ ـ حتى يكثر فيكم المال فيفيض " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 2 / كتاب : الاستسقاء / باب : 27 / حديث رقم : 1036 /ص : 603 . الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 415 .

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :
" لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر ، ويكون الشهر كالجمعة ، وتكون الجمعة كاليوم ، ويكون اليوم كالساعةِ ، وتكون الساعة كالسعفة (1) الخوصة (2) " . رواه الإمام أحمد رحمه الله ، وابن حبان .
وحسنه الشيخ مصطفى العدوي في رسالة الأشراط الصغرى للساعة / ص : 42 .
( 1 )السًّعَفة : أغصان النخيل . وقيل إذا يبسَت سُميَت سَعفة ، وإذا كانت رطبة فهي شَطْبَة .
النهاية ... / ابن الأثير / ج : 2 / ص : 368 .
( 2 )الخوص : خُوص النخل . وهو وَرَقُه .
يُقَال : خَوِّص ما أعطاك : أي : خذه وإنْ قَلَّ .
النهاية ... / ابن الأثير / ج : 2 / ص : 87 .
______________

شرب الخمور واستحلال المعازف والقَيْنَات
* عن أبي مالك الأشعري ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :
" ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِرَّ (1) والحرير والخمر والمعازف (2)..... " .
رواه البخاري في صحيحه تعليقًا / الفتح / ج : 10 / كتاب : الأشربة / باب : 6 / حديث رقم : 5590 / ص : 53 .
وقد وصله البيهقي في السنن الكبرى ( 10 / 1 ، 2 ) . حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 391 .
وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة / ج : 1 / حديث رقم : 91 / ص : 186 .

وفي صحيح الجامع الصغير ..... / تحت رقم : 5342 .
( 1 )الحرَّ : الفرج : والمعنى : يستحلون الزنا .
( 2 )المعازف : آلات الملاهي .الفتح / ج : 10 / ص : 57 .
قال ابن حجر العسقلاني :
..... والحديث صحيح معروف الاتصال بشرط الصحيح ، والبخاري قد يفعل مثل ذلك لكونه قد ذكر الحديث في موضع آخر من كتابه مسندًا متصلاً ، وقد يفعل ذلك لغير ذلك من الأسباب التي لا يصحبها خلل الانقطاع . الفتح / ج : 10 / ص : 55 .
* عن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" ليكونن في هذه الأمة خسف (1) وقذف (2) ومسخ (3) ، وذلك إذا شربوا الخمور واتخذوا القَيْنَاتِ (4) ، وضربوا المعازف " .
ذكره ابن أبي الدنيا في " ذم الملاهي " .

صححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع ..... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 5343 .
( 1 )خسف : يقال : خَسَفَتِ الأرض ، خَسْفًا وخسوفًا : غارت بما عليها .
ويقال : خَسَفَ الله بهم الأرضَ : غَيَّبَهُم بها . المعجم الوجيز / ص : 196 .
( 2 )قذف : يقال قَذَفَ فلانًا بالحجر ، وبالشيء .
قَذْفًا : رماه به بقوة . المعجم الوجيز / ص : 494 .
( 3 )مسخ : مَسَخَهُ مَسْخًا : حَوَّلَ صورته إلى أخرى قبيحة .
ومنه مَسَخهُ اللهُ قردًا .المعجم الوجيز / ص : 581 .
( 4 )القَّيْنَات : القَيْنَةُ : المُغَنِّيةُ .المعجم الوجيز / ص : 523 .
*عن أبي أمامة ـ رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :
" ليبيتنَّ أقوامٌ من أمتي على أكلٍ ولهوٍ ولعبٍ ، ثم لَيُصْبِحُنَّ قردةً وخنازيرَ " . رواه الطبراني . وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله في : صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 5354 / ص : 945 .
السلسلة الصحيحة / تحت رقم : 1604 .
______________
ظهور السيارات والنساء الكاسيات العاريات
* عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ،قال : سمعتُ رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ، يقول :
" سيكون من أمتي رجالٌ يركبون على سروجٍ كأشباهِ الرحالِ (1) ينزلون على أبواب المساجدِ ، نساؤهم كاسياتٌ عارياتٌ ، على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف ، العنوهُنَّ فإنَّهُنّ ملعوناتٍ ، ..... " .
أخرجه أحمد . وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة / ج : 6 / القسم الأول / حديث رقم : 2683 / ص : 411 .
( 1 )كأشباه الرحال : جملة " كأشباه الرحال " ليست في محل صفة لرجال ، وإنما هي صفة لسروج ، وذلك يعني أن هذه السروج التي يركبها أولئك الرجال في آخر الزمان ليست سروجًا حقيقية توضع على ظهور الخيل ، وإنما هي أشباه الرحال .

والرِّحال : جمع رَحْل ، وتفسيره كما في " المصباح المنير " وغيره :
" كل شيء يعدّ للرحيل من وعاء للمتاع ومركب للبعير "

إذا علمت هذا ، يتبين لك بإذن الله أن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يشير بذلك إلى هذه المركوبة التي ابتُكِرَت في هذا العصر ، ألا وهي السيارات ، فإنها وثيرة وطيئة لينة كأشباه الرحال .
السلسلة الصحيحة / شرح حديث رقم :2683 / ص : 415 .


___________

انحسار الفرات عن كنز من ذهب
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :
" يوشك الفراتُ أنْ يُحْسِرَ (1) عن كَنْزٍ (2) من ذهبٍ . فمن حَضَرَهُ فلا يأخُذْ منه شيئًا " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 24 / حديث رقم : 7119 / ص : 84 .
( 1 )يُحْسِرُ : أي ينكشف لذهاب مائِه .
( 2 )"عن كنز " وفي بعض الروايات " عن جبل " .

* عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال : كنت واقفًا مع " أُبي بن كعب " فقال : لا يزالُ الناسُ مختلفةً أعناقُهُمْ في طلبِ الدنيا .
قلت : أجلْ . قال : سمعتُ رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول :
" يوشكُ الفراتُ أنْ يَحْسِرَ عن جبلٍ من ذهبٍ فإذا سمع به الناسُ ساروا إليه ، فيقولُ مَنْ عنده : لَئِنْ تركنا الناسَ يأخذون منه لَيُذْهَبَنَّ به كلّهِ ، قالَ : فيقتتلونَ عليه ، فَيُقْتَلُ من كُلِّ مائةٍ تسعة وتسعون " . رواه مسلم .
صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن / باب : 8 / حديث رقم : 2895 / ص : 27 .

والناس يقتتلون رغم معرفتهم لهذا الحديث ، ولكن يقول كل رجل منهم لعلي أنا الذي أنجو فأفوز بجبل الذهب .

* فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" لا تقوم الساعة حتى يَحْسِرَ الفراتُ عن جبل من ذهب ، يقتتل الناس عليه ، فَيُقْتَلُ من كلِّ مائةٍ ، تسعةٌ وتِسْعُونَ ، ويقول كلُّ رجلٍ منهم : لعلِّي أكونُ أنا الذي أَنْجُو " .رواه مسلم .
صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 8 / حديث رقم : 2894 .

الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / العدوي / ص : 433 / الحاشية .
__________

تكليم السباع للإنس
*عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال :
" عدا الذئب على شاة فأخذها فطلبه الراعي فانتزعها منه ، فأقعى الذئب على ذَنَبِهِ ، قال : ألا تتقي الله ! ! تنزع مني رزقًا ساقه اللهُ إليَّ .
فقال : يا عجبي ذئب . وقع على ذَنَبِهِ يُكلمني كلام الإنس .
فقال الذئب : ألا أخبرك بأعجب من ذلك ! محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بيثرب يخبر الناس بأنباء ما قد سبق .
قال : فأقبل الراعي يسوق غنمه حتى دخل المدينة ، فزواها إلى زاويةٍ من زواياها ثم أتى رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأخبره .
فأمر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فنودِيَ الصلاة جامعة ، ثم خرج فقال صلى الله عليه وسلم للراعي أخْبِرهم ، فأخبرهم .
فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" صدق والذي نفسي بيده ، لا تقوم الساعة حتى يكلم السباعُ (1) الإنس ، ويكلم الرجل عذبة (2) سوطه (3) ، ويخبره فخذُهُ بما أحدث أهلُهُ بعده " .
رواه الإمام أحمد . وصحح إسناده الشيخ مصطفى العدوي في الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 439 .

( 1 )السباع : هي سباع الوحش كالأسد والنمر ونحو ذلك ، أو سباع الطير كالبازي ، ولا مانع من الجمع . أشـار إلى بعض ذلك المباركفوري .
تحفة الأحوذي 6 / 409 . حاشية كتاب الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 439 .
( 2 )العذبة : هي الطرف .
( 3 )وفي بعض الروايات " وشراك نعله " وهو أحد سيور النعل التي تكون على وجهها .

_____________

فتح القسطنطينية وروما
* عن أبي قَبيل المعافري ـ رحمه الله ـ قال :
كنا عندَ عبدِ الله بن عمرُو بن العاصي (1) ، وسُئِلَ : أيُّ المدينتينِ تُفتحُ أولًا : القسطنطينية (2) أو رومية (3) ؟ .
فدعا عبد الله بصُنْدوق له حِلَقٌ ؛ قال : فأخرج منه كتابًا ؛
قال : فقال عبدُ الله بينما نحن حول رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ نكتُبُ ؛ إذ سُئِلَ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
أيُّ المدينتين تُفتَحُ أولًا : أقسطنطينية أو رومية ؟
فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :
" مدينة هِرَقْلَ تُفْتَحُ أولًا . يعني : قسطنطينية " .
رواه أحمد . وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة / ج : 1 / حديث رقم : 4 / ص : 33 .
( 1 ) العاصي : لها لغتان " العاصي " ، و " العاص " .
( 2 ) قسطنطينية : مدينة بـ تركيا . بناها الملك قسطنطين ، وهي مثلثة الشكل ، جانبان منها في البحر ، وجانب في البر .
حاشية كتاب : المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 81 .
( 3 ) رومية : هي روما ، كما في " معجم البلدان " ، وهي عاصمة إيطاليا اليوم .

* عن أبيِ الغيثِ عن أبي هريرة أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم قال " سمعتُمْ بمدينةٍ جانِبٌ منها في البرِّ وجانب منها في البحر ؟ " .
قالوا : نعم . يا رسولَ اللهِ .
قال " لا تقومُ الساعةُ حتى يغزوها سبعونَ ألفًا منْ بني إسحَقَ (1) . فإذا جاءوها نزلوا . فلم يقاتِلوا بسلاحٍ ولم يَرْمُوا بسهمٍ . قالوا : لا إله إلا الله والله أكبر . فيسقط أحد جانبيها " .
صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 18 / حديث رقم : 2920 / ص : 60 .
( 1 ) بنو إسحاق : هم الروم .
وهم من سلالة العيص بن إسحاق بن إبراهيم ـ عليه السلام ـ ويظهر ـ والله أعلم ـ أن كثيرًا من الروم يعتنقون الإسلام في آخر الزمان قبل الملحمة الكبرى وبعدها .
* أما قبلها ، فيدل عليه حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ حيث يقول الروم للجيش الآتي من المدينة المنورة " ..... خلوا بيننا وبين الذين سَُبوا منا نقاتلهم ، فيقول المسلمون : لا والله ، كيف نخلي بينكم وبين إخواننا ..... " .
صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 9 / حديث رقم : 2897 / ص : 29 .
ـ وأما بعد الملحمة ، فتتزعزع عقيدتهم ـ الفاسدة ـ ، فيدخل كثير منهم في الإسلام ، ويكونون أغلب الجيش الذي يفتح القسطنطينية .
قال الْمُسْتَوْرِدُ القرشيُّ ، عند عَمْرِو بن العاصي :
سمعتُ رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقولُ :
" تقومُ الساعةُ والرومُ أكثرُ الناسِ " . ا . هـ .
صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 10 / حديث رقم : 2898 / ص : 31 .
من كتاب : المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 83 / بتصرف يسير جدًا .
فائدة :
ـــ
ـ وقد تحقق الفتح الأول ـ للقسطنطينية ـ على يد " محمد الفاتح " العثماني ؛ كما هو معروف ، وذلك بعد أكثر من ثمانمائة سنة من إخبار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالفتح .
وسيتحقق الفتح الثاني بإذن الله تعالى ولابد .
" وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بعد حينٍ " .ا . هـ.
من كتاب : المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 88 . نُظُم الفرائد / ج : 2 / ص : 529 .

ـ وقد تم فتح القسطنطينية عام : 857 هـ ـ 1453 م ، على يد السلطان العثماني محمد الثاني ، المعروف بالفاتح ، فنال مع جنوده البشارة الكريمة من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسماها : إسلام بول ، أي مدينة السلام .
وهذا الفتح تهيئة للفتح العظيم الآخر قبل ظهور الدجال . المذكور في حديث : أبى الغيث عن أبي هريرة ..... .
ـ يرجع أصل العثمانيين إلى قبيلة تركية اسمها " قاي خان" هاجرت من موطنها بقيادة زعيمها سليمان شاه ، ثم تولى الزعامة بعد وفاته ابنه أرطغرل ، فسار بمن معه إلى الأناضول ، حيث السلاجقة يحكمون ، فجاهدوا معه ضد البيزنطيين ، ولما توفي أرطغرل سنة 687 هـ خلفه ابنه عثمان ، ثم فتح مدينة " قرة صو " في الأناضول واتخذها عاصمة له ، ثم بويع بالخلافة ، وإليه تنسب الدولة وسلاطينها ، وقد استمرت قرونًا عديدة .
كتاب : المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 30 .

ـ وبذلك يكون فتح القسطنطينية في المرتين على أيدي المسلمين من غير العرب ، ففي المرة الأولى على أيدي العثمانيين ، وفي الأخيرة على أيدي الروم والعرب ، غير أن الروم أكثر . كتاب : المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 84 .
فالعرب في آخر الزمان قليلون :
* عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : أخبرتني أم شَريك ـ رضي الله عنها ـ أنها سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقول " ليفرن الناسُ من الدجالِ في الجبال " .
قالت أم شَريك : قلتُ : يا رسول الله فأين العرب يومئذ ؟
قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " هم قليل " .
أخرجه مسلم والترمذي . كتاب : المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 84 .

* وعن طلحة بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" إن من اقتراب الساعة هلاك العرب " .
أخرجه الترمذي . قال الزين العراقي : حسن . ورمز السيوطي لحسنه ـ فيض القدير 5 / 10 .

كتاب : المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص 84 .
=============

أم أبي التراب 08-27-2018 01:21 AM

قتال الترك
___________
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" لا تقوم الساعةُ حتى تقاتلوا قومًا نعالُهم الشعر (1) ، وحتى تقاتلوا التركَ (2) صغارَ الأعين حمرَ الوُجوه ، ذُلفَ الأنوف (3) كأن وجوهَهُمُ المجانُّ (4) المطْرَقة (5)" .
رواه البخاري ومسلم .
فتح الباري / ج : 6 / كتاب : المناقب / باب : 25 / حديث رقم : 3587 / ص : 699 .
( 1 )نعالهم الشعر : قال الحافظ في الفتح : أن هذا الحديث ظاهر في أن الذين ينتعلون الشعر
غير الترك .
( 2 )الترك عند العرب هم التتار الذين هم المغول ، وليس الترك الذين نعرفهم .
أشرطة الدار الآخرة .
( 3 ) ذلف الأنوف : قصر الأنف وانبطاحه .
( 4 )المجان : جمع مجن وهو : الترس .
( 5 )المطْرَقة : التي ألبست الأطرقة من الجلود ، وهي الأغشية .
ووردت هذه الكلمة في الفتح أيضًا : ج : 6 / ص : 122 :هكذا : المُطَرَّقة .
قيل : ومعناه تشبيه وجوه الترك بالترس لبسطتها وتدورها ، وبالمطْرَقة لغلظها وكثرة لحمها .

* قال النووي ـ رحمه الله ـ :
وقد وجد قتال هؤلاء الترك بجميع صفاتهم التي ذكرها صلى الله عليه وسلم صغار الأعين ، حمر الوجوه ، ذلف الأنف ، عراض الوجوه كأن وجوههم المجان المطْرقة ، ينتعلون الشعر ، فوجدوا بهذه الصفات كلها في زماننا ، وقاتلهم المسلمون مرات .

ونسأل الله الكريم إحسان العاقبة للمسلمين في أمرهم وأمر غيرهم ، وسائر أحوالهم ، وإدامة اللطف بهم وصلى الله على رسوله الذي لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى .
حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 329 .

______________

ست خلال بين يدي الساعة

* عن عوف بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال :
أتيتُ النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غزوة تبوك وهو في قُبَّةٍ من أَدَمٍ (1) .
فقال صلى الله عليه وسلم " اعْدُدْ ستًّا بين يدي الساعة ، موتي ثم فتح بيت المقدس ، ثم مُوتَانٌ (2) يأخذ فيكم كَقِعَاص (3) الغنمِ ، ثم استفاضَةُ المال (4) حتى يُعْطى الرجل مائةَ دينار فيظلّ ساخطًا ثم فتنة (5) لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته ، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر (6) فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غايةً (7) تحت كـل غايةٍ اثنا عشر ألفًا " .رواه البخاري .
فتح الباري / ج : 6 / كتاب : الجزية والموادعة / باب : 15 / حديث رقم : 3176 / ص : 320 .
( 1 )أَدَم : جِلْد .
( 2 )مُوتان : الموت الكثير الوقوع .
( 4 )كقعاص : هو داء يأخذ الدواب فيسيل من أنوفها شيء فتموت فجأة .
وقد قيل إن هذه الآية ظهرت في طاعـون عَمْوَاس في خلافة عمر ـ رضي الله عنه ـ وكان ذلك بعد فتح بيت المقدس .

* طاعون عمواس : وقع ذلك في بلاد الشام بعد فتح بيت المقدس ؛ حيث انتشر مرض الطاعون سنة 18 هـ على المشهور ، في خلافة عمر ـ رضي الله عنه ـ وهو المعروف بطاعون عَمَواس . ومات فيه من الصحابة وغيرهم خلق كثير قرابة 25 ألف نسمة ، وممن مات فيه من الصحابة " معاذ بن جبل وامرأتاه وابنه " و " أبو عبيدة بن الجراح " ـ رضي الله عنهم ـ ،
..... ..... .
ـ عَمَواس : قرية بين الرملة وبيت المقدس ، نسب الطاعون إليها لكونه بدأ فيها .
وقيل لأنه عَمَّ الناس وتواسوا فيه .
المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 21 . مقدمة شرح صحيح مسلم .

ـ عَمَْواس : لغتان : وردت بفتح العين وسكون الميم في :
لسان العرب / ج : 6 / حرف السين المهملة / وفصل العين المهملة ، وكذلك في صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب الفرائض / باب : ميراث الولاء / حديث رقم : 2208 ـ 2732 / ص : 116 .
ووردت بفتح العين وفتح الميم في :
صحيح مسلم / ج : 1 / مقدمة الشارح قال فيها : وعَمَواس بفتح العين والميم . ا . هـ .
( 4 )ثم استفاضة المال : أي كثرته ، وظهرت في خلافة عثمان عند تلك الفتوحات العظيمة .
( 5 )ثم فتنة ..... : قيل الفتنة المشار إليها هي التي دارت بين علي ومعاوية ـ رضي الله عنهما ـ وقال بعض المتأخرين هي " التلفاز " وفتنته . والله أعلم .
( 6 )هدنة مع بني الأصفر : الهدنة هي الصلح على ترك القتال بعد التحرك فيه .
بنو الأصفر : الروم .
( 7 )غايـة : أي رايـة .
حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 343 ، 344 .

* عن ذي مِخْبَرٍ ـ رجل من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول :
" ستصالحون الروم صلحًا آمنًا فتغزون أنتم وهم عدوًّا من ورائكم فتنتصرون وتغنمون وتسلمون (1) ثم ترجعون (2) حتى تنزلوا (3) بمرج ذي تلول (4) ، فيرفعُ رجلٌ من أهل النصرانية الصليب فيقول : غلبَ الصليب ، فيغضب رجلٌ من المسلمين فيدقه ، فعندَ ذلك تغدرُ الروم ، وتجمعُ للملحمة " .
صحيح سنن أبي داود / ج : 3 / كتاب : الملاحم / باب : 1 / حديث رقم : 3607 / ص : 809 .
( 1 )وتسلمون : من السلامة ، أي : تسلمون من القتل والجرح في القتال . ا . هـ .
( 2 )ثم ترجعون : أي عن عدوكم .
( 3 )حتى تنزلوا : أي أنتم وأهل الروم .
( 4 )بمرج ذي تلول : مَرْج : أي الموضع الذي ترعى فيه الدواب . قاله السندي .
وفي النهاية أرض واسعة ذات نبات كثيرة .
ذو تُلول : بضم التاء ، جمع " تَل " بفتحها ـ أي بفتح التاء ـ ، وهو موضع مرتفع .
عون المعبود / شرح سنن أبي داود / ج : 11 / كتاب : الملاحم / باب : في أمارات الملاحم / الشرح / ص : 269 .


_____________
كثرة الفتن

* عن أبي سعيد قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف (1) الجبال ومواقع القَطْرِ (2) يفر بدينه من الفتن " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 14 / حديث رقم : 7088 / ص : 44 .صحيح الجامع ... / الهجائي / حديث رقم : 8029.
( 1 )شعف : الشعفة من كل شيء أعلاه .المعجم الوجيز / ص : 345 .
( 2 )القَطْر : المطر . القِطْر : النحاس والحديد الذائب . القُطْر : الناحية . المعجم الوجيز / ص : 507 .

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" ستكون فتنٌ القاعد فيها خيرٌ من القائم ، والقائم فيها خيرٌ من الماشي ، والماشي فيها خيرٌ من الساعي ، من تشرف لها تستشرِفْه ، فَمَن وَجدَ منها ملجأ أو معاذًا فلْيَعُذ به " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 9 / حديث رقم : 7081 / ص : 33 .

* عن أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " اكسِروا قِسِيَّكُمْ – يعني في الفتنة – واقطعوا أوتارَكم ، والزموا أجوافَ البيوت ، وكونوا فيها كالخَيِّر من ابن آدم " .
رواه الترمذي . صحيح . السلسلة الصحيحة / حديث رقم : 1524 . نظم الفرائد / ج : 2 / ص : 509 .

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يَمُرَّ الرجلُ على القبرِ فيتمرغُ عليه ، ويقول يا ليتني كنتُ مكانَ صاحبِ هذا القبرِ . وليس به الدِّينُ إلا البلاءُ " .
رواه البخاري ومسلم . واللفظ لمسلم .
صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب 18 : لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبرالرجل ، فيتمنى أن يكون مكان الميت ، من البلاء / ص : 47 .

فتح الباري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 22 / حديث رقم : 7115 / ص : 80 .

* أورد ابن حجر العسقلاني في شرح الحديث قول القرطبي :
ثم قال القرطبي " كأن في الحديث إشارة إلى أن الفتن والمشقة البالغة ستقع حتى يخف أمر الدِّين ، ويقل الاعتناء بأمره ، ولا يبقى لأحد اعتناء إلا بأمر دنياه " .
وتعقبه الطيبي بأن حمل الدِّينَ على حقيقته ، أي ليس التمني والتمرغ لأمر أصابه من جهة الدين بل من جهة الدنيا .

* وقال الشيخ مصطفى العدوي في الحاشية :
أي أن الحامل له على تمني الموت ليس الخوف على دينه وإنما هو كثرة الفتن والمحن وسائر الضراء ، لذلك عَظُمَ قدر العبادة أيام الفتنة .
رسالة الأشراط الصغرى للساعة / ص : 68 .

* عن معقل بن يسار رَفَعَهُ " العبادةُ في الهَرْجِ كهجرةٍ إليَّ "
رواه مسلم . أورده العسقلاني في الفتح / ج : 13 / ص : 81 .صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : الفتن / باب : 14 / حديث رقم : 3220 / ص : 362 .

* عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" يأتي على الناس زمان ، الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر " .
رواه الترمذي . السلسلة الصحيحة / حديث رقم : 957 .
الرسالة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 75 .
الفتنة من قِبَلِ المشرق :
* عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قام إلى جَنْبِ المنبرِ فقال :
" الفتنة هاهنا ، الفتنة هاهنا ، من حيثُ يطلعُ قرنُ الشيطان . أو قال : قرن الشمس " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 16 / حديث رقم : 7092 / ص : 49 .
* عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنه سمعَ رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو مستقبلٌ المشرقَ يقول " ألا إن الفتنة هاهنا من حيث يطلعُ قرنُ الشيطان " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 16 / حديث رقم : 7093 / ص : 49 .
* عن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ قال : ذكر النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" اللهمَّ بارِكْ لنا في شامِنَا ، اللهم بارِك لنا في يمننا " .
قالوا : يا رسول الله : وفي نجدنا (1) .
قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا " .
قالـوا : يا رسولَ الله وفي نجدِنا .
فأظنه قال في الثالثة :
" هُناك الزلازلُ والفتن ، وبها يطلُعُ قرنُ الشيطان " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 16 / حديث رقم : 7094 / ص : 49 .
( 1 )نجدنا : نجد هي " العراق " .

* عن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ أن النبيِّ ـ صلى الله عليهوسلم ـ دعا ، فقال :
" اللهم بارِك لنا في مكتنا ، اللهم بارِك لنا في مدينتنا ، اللهم بارك لنا في شامنا وبارك لنا في صاعنا ، وبارك لنا في مُدِّنا " .
فقال رجلٌ : يا رسولَ الله ! وفي عراقِنا . فأعْرَضَ عنه ، فردَّدَها ثلاثًا ، كلُّ ذلك يقولُ الرجلُ : وفي عِراقِنا ، فَيُعْرِضُ عنه .
فقال صلى الله عليه وسلم :
" بها الزلازِلُ والفتنُ ، وفيها يطلُعُ قرنُ الشيطانِ " .
أخرجه أبو نُعيم في الحلية وغيره .

السلسلة الصحيحة / ج : 5 / حديث رقم : 2246 / ص : 302 . نظم الفرائد / ج : 2 / ص : 508 .

* قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ تعليقًا على هذا الحديث :
وإنما أفضتُ في تخريج هذا الحديث الصحيح وذِكْر طرقه وبعض ألفاظه ؛ لأن بعض المبتدعة المحاربين للسنة والمنحرفين عن التوحيد يطعنون في الإمام " محمد بن عبد الوَهَّاب " ـ رحمه الله ـ مُجَدد دعوة التوحيد في الجزيرة العربية ، ويحملون الحديث عليه باعتباره مِنْ بلاد " نجد " المعروفة اليوم بهذا الاسم وجهلوا أو تجاهلوا أنها ليست هي المقصودة بهذا الحديث ، وإنما هي "العراق " كما دل عليه
أكثر طرق الحديث وبهذا قال العلماء قديمًا ، كالإمام الخطَّابي ، وابن حجر العسقلاني وغيرهم .

وجهلوا أيضًا أن كون الرجل مِنْ بعض البلاد المذمومة لا يستلزم أنه هو مذموم أيضًا إذا كان صالحًا في نفسه ، والعكس بالعكس ..... فكم في مكة والمدينة والشام مِنْ فاسق وفاجر ، وفي العراق من عالم وصالح .

وما أحكم قول " سلمان الفارسي " " لأبي الدرداء " حينما دعاه أنْ يهاجر مِنَ العراق إلى الشام " أما بعد ؛ فإن الأرض المُقَدَّسَة لا تُقَدِّس أحدًا ، وإنما يُقَدِّس الإنسانَ عملُهُ " . ا . هـ .
القُدْسُ : الطُّهْرُ . المعجم الوجيز / ص : 492 .

وورد في " نُظُم الفرائد " :
* عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنه سمع النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو مستقبل المشرق يقول :
" ألا إن الفتنة هاهنا ، ألا إن الفتنة هاهنا - قالها مرتين أو ثلاثًا - ، من حيثُ يَطْلُعُ قرنُ الشيطانِ - يُشيرُ صلى الله عليه وسلم بيده إلى المشرِقِ ، وفي روايةٍ : العراقِ " .
وهو من حديث ابن عمر ، وله عنه طرق .
نظم الفرائد / ج : 2 / باب : أين ظهر أول الفتن / ص : 506 .صحيح / السلسلة الصحيحة للألباني / ج : 5 / حديث رقم : 2494 / ص : 653 .

o فائـــدة :
قلـت : أي الشـيخ الألبانـي : في السلسلة / ج : 5 / ص : 656 .
قلتُ : وطرق الحديث متضافرة على أن الجهة التي أشار إليها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنما هي المشرق ، وهي على التحديد " العراق " كما رأيتَ في بعض الروايات الصريحة ، فالحديث عَلَمٌ من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم ،فإن أول الفتن كان من قِبَلِ المشرق ، فكان ذلك سببًا للفرقة بين المسلمين ، وكذلك البدع نشأت من تلك الجهة ، كبدعة التشيع والخروج ونحوها .

وقد روى البخاري :
* عن ابن أبي نُعْم قال :
شهدت ابن عمر وسأله رجل من أهل العراق عن مُحْرِم قتل ذبابًا .
فقال : يا أهل العراق ! تسألوني عن محرم قتل ذبابًا ، وقد قتلتم ابن بنت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وقد قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " هما ريحانتاي من الدنيا " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 7 / كتاب : المناقب / ( 22 ) ـ باب : مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما / حديث رقم : 3753 / ص : 119 .

* عن أبي نُعْم قال :
" كنت شاهدًا لابن عمر وسألَهُ رجل عن دم البعوض .
فقال : ممَّن أنت ؟ قال : من أهل العراق . قال : انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض ، وقد قَتَلُوا ابن النبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
وسمعتُ النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول " هما ريحانتايَ من الدنيا " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 10 / كتاب : الأدب / باب : 18 / حديث رقم : 5994 / ص : 440 .

* قال ابن حجر في الفتح : ج : 10 / ص : 441 في شرح هذا الحديث:
والذي يظهر أن ابن عمر لم يقصد ذلك الرجل بعينه ، بل أراد التنبيه على جفاء أهل العراق وغلبة الجهل عليهم بالنسبة لأهل الحجاز ، ولا مانع أن يكون بعد ذلك أفتى السائل عن خصوص ما سأل عنه لأنه لا يحل له كتمان العلم إلا إن حمل السائل متعنتًا .
ويؤكد ما قلته أنه ليس في القصة ما يدل على أن السائل المذكور كان ممن أعان على قتل الحسين . ا . هـ .
وهناك مزيد من ذلك بنفس المرجع لمن أراد الاستزادة .
السلسلة الصحيحة / ج : 5 / ص : 656 .

* عن المقداد بن الأسود ـ رضي الله عنه ـ قال :
وايم الله (1) لقد سمعتُ رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول :
" إن السعيد لَمَنْ جُنِّبَ الفتـنُ - قالها ثلاثًا - وَلَمَنِ ابْتُلِيَ فصبر ، فواها (2) " .
رواه أبو داود . صحيح سنن أبي داود / ج : 3 / كتاب : الفتن / ( 2 ) ـ باب : في النهي عن السعي في الفتنة /حديث رقم : 3585 / ص : 803 . صحيح الجامع ... / حديث رقم : 1633 .
( 1 )وايم الله : كلمة قسم ، همزتها وصل .المعجم الوجيز / ص : 31 .
( 2 )فواها " واها " : كلمة يقولها المتأسف على الشيء والمتعجب منه .
الرسالة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 46 .

العزلة ومتى تكون :
مما سبق يتبين أنه عند وقوع الفتن يتعين الاعتزال وعدم الخوض فيها ونبذ الاختلاف .
* وقال النووي :
المختار تفضيل المخالطة لمن لا يغلب على ظنه أنه يقع في معصية ، فإن أشكل الأمر فالعزلة أولى . ا . هـ .
* وقال غيره :
يختلف ـ الأمر ـ باختلاف الأشخاص ، فمنهم من يتحتم عليـه أحد الأمرين ومنهم من يترجح . فمن يتحتم عليه المخالطة ، من كان له قدرة على إزالة المنكر ، فيجب عليه إما عينًا وإما كفاية بحسب الحال والإمكان . وهذا حيث لا يكون هناك فتنة عامة .
فإن وقعت ، ترجحت العزلة لما ينشأ فيها غالبًا من الوقوع في المحذور وقد تقع العقوبة بأصحاب الفتن فتعم من ليس من أهلها كما قال تعالى :
" وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً ... ". سورة الأنفال / آية : 25 .
الرسالة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 49 .

* عن عبد الله بن عمرو ؛ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" كيف بكم وبزمان يوشِكُ أنْ يأتِيَ ، يُغَرْبَلُ الناسُ فيهِ غربلةً ، وتبقى حُثالةٌ مِنَ الناسِ ، قد مَرِجَتْ (1) عُهُودُهم وأماناتُهُم ، فاختلفوا ، وكانوا هكـذا ؟ " . وشبَّك بين أصابِعِهِ . قالوا :
كيف بنا يا رسول الله ! إذا كان ذلك ؟ . قال صلى الله عليه وسلم " تأخذونَ بما تعرفون . وتَدَعون ما تُنكِرون . وتُقْبِلُون على خاصَّتِكُم (2) . وتذرون أمرَ عوامِّكُم " .
صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : الفتن / ( 10 ) ـ باب : التثبت في الفتن /حديث رقم : 3196 /ص : 354 . السلسلة الصحيحة : 205 .
( 1 ) مَرِجَت : أي اختلفت وفسدت .
( 2 )على خاصتكم : أي على من يختص بكم من الأهل والخدم ؛ أو على إصلاح الأحوال المختصة بأنفسكم .
حاشية صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / ص : 354 .

* عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :
" كيف أنْتَ ؛ يا أبا ذرٍّ ! ومَوْتًا يصيب الناس حتى يُقَّوَّمَ البيتُ بالوصيف (1) ( يعني القبر ) . قلت ما خار الله لي ورسوله ، أو قال : الله ورسوله أعلم .
قـال صلى الله عليه وسلم " تصبَّر " .
قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " كيف أنتَ ، وجُوعًا يصيبُ الناسَ حتى تأتِيَ مسجِدَكَ فلا تستطيع أن ترجِعَ إلى فِرَاشِـكَ . ولا تستطيع أن تقومَ مـن فِراشِكَ إلى مسجِدكَ ؟ " .
قال : قلتُ : الله ورسوله أعلم - أو ما خار الله لي ورسوله .
قال صلى الله عليه وسلم " عليك بالعِفَّةِ " .
ثم قال " كيف أنت وقتلًا يصيبُ الناسَ حتى تُغْرَقَ حجارةُ الزيتِ (2) بالدَّمِ ؟ " . قلت : ما خار الله لي ورسوله .
قال صلى الله عليه وسلم " الْحَقْ بمن أنت منه (3) " .
قال ، قلت : يا رسول الله ! أفلا آخذ بسيفي فأضربَ به مَنْ فعل ذلك ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم " شارَكتَ القومَ إذًا . ولكِنِ ادْخُلْ بيتَكَ " .
قلت : يا رسول الله ! فإن دُخِلَ بيتي ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم :
" إن خَشِيتَ أن يَبْهَرَكَ شُعَاعُ السَّيْفِ (4) ، فَأَلْقِ طرَفَ رِدَائِكَ على وجهِكَ فيبوء بإثمِهِ وإثمِكَ ، فيكونَ منْ أصحابِ النارِ " .

صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : الفتن / باب : 10 / حديث رقم : 3197 / ص : 355 ـ الإرواء / حديث رقم : 2451 .
وورد في حاشية صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / ص : 355 :
( 1 ) حتى يُقَوَّمَ البيت بالوصيف : من التقويم ، المراد بالبيت القبر .
وبالوصيف : الخادم والعبد . أي يكون العبد قيمة القبر بسبب كثرة الأموات .
وقيل : المراد بالبيت المتعارف .
والمعنى : أن البيوت تصير رخيصة لكثرة الموت وقلة من يسكنها فيباع البيت بعبد .
( 2 ) حجارة الزيت : موضع بالمدينة في الحرة ، سمي بها لسواد الحجارة كأنها طليت بالزيت ، أي الدم يعلوحجارة الزيت ويسترها لكثرة القتلى ، وهذا إشارة إلى وقعة الحرة التي كانت زمن يزيد .
( 3 ) بمن أنت منه : أي : بأهلك وعشيرتك .
( 4 ) يبهرك شعاع السيف : أي : إن غلبك ضوء السيف وبريقه ، فغط وجهك حتى يقتلك .
ا . هـ .

بعض ما جاء في الشام وأهله :

* ..... عن ابن أبي قتيلة عن ابن حوالة قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :
" سيصير الأمر إلى أن تكوـوا جنودًا مجندة ، جند بالشام ، وجند باليمـن ، وجند بالعراق " .
قـال ابن حوالـة : خر لي (1) يا رسول الله إن أدركت ذلك .
فقال صلى الله عليه وسلم " عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده ، فأما إن أبيتم فعليكم بيمنكم واسقوا من غُدُركم فإن الله توكل لي بالشام وأهله " .
أخرجه الإمام أحمد رحمه الله . صحيح لغيره .الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 437 .
( 1 ) خر لي : أي اختار لي .

* وورد في حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة ص : 437 :
وهذا الحديث محمول على أزمنة مخصوصة وليس على إطلاقه فإذا ظهرت فتن بالشام يخشى المسلم منها على دينه فحينئذ يشرع له الفرار منها .
ولاشك أن اللجوء إلى مكة والمدينة في زمن الدجال أولى من اللجوء إلى الشام ، وقد قال صلى الله عليه وسلم :
" ..... وإنه - أي الإسلام- يأرز بين المسجدين كما تأرز الحية إلى جحرها " .
* عن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ دعا فقال :
" اللهم بارك لنا في مكتنا ، اللهم بارك لنا في مدينتنا ، اللهم بارك لنا في شامنا ، وبارك لنا في صاعِنَا ، وبارك لنا في مُدِّنا " .
فقال رجل : يا رسول الله ! وفي عراقنا . فأعرض عنه ، فرددهـا ثلاثًا ، كلُّ ذلك يقولُ الرجل : وفي عراقنا ، فَيُعْرِضُ .
فقال صلى الله عليه وسلم " بها الزلازلُ والفتنُ ، وفيها يطْلُعُ قرنُ الشيطانِ " .
أخرجه أبو نُعيم في الحلية وغيره .السلسلة الصحيحة / ج : 5 / حديث رقم : 2246 / ص : 302 .
قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ : قلت : وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين .

أم أبي التراب 08-27-2018 01:26 AM

كثرة القتل
* حدثنا أبو اليمان أخبرَنا شعيب عن الزهري قال أخبرني حميدُ بن عبدِ الرحمن أنَّ أبا هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " " يتقارب الزمان ، وينقص العمل ، ويُلقى الشُّحُّ ، ويكثرُ الهَرْجُ " .
قالوا : وما الهَرْجُ ؟
قال صلى الله عليه وسلم" القتلُ ، القتلُ " . رواه البخاري . ومسلم : 157 . وأبو داود .
فتح الباري / ج : 10 / كتاب : الأدب / باب : 39 / حديث رقم : 6037 / ص : 471 .
الشُّحُّ : وهو أخص من البخل ، فإنه بخل مع حرص .الفتح / ج : 10 / ص : 471 .



* وورد في حاشية الصحيح المسـند مـن أحاديـث الفتن والملاحم وأشراط الساعة ص : 426 :
" هذه الرواية صريحة في تفسير الْهَرْج هنا بأنه القتل ، وقد ورد ذلك في عدد من الروايات المرفوعة إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " .
* وفي اللسان : وأصل الْهَرْج الكثرة في المشي والاتساع ، وأورد له هناك جملة معاني منها القتل ، ومنها شدة القتل وكثرته ، ومنها الاختلاط ، ومنها الفتنة في آخر الزمان ومنها كثرة الجماع والنكاح ومنه حديث أبي الدرداء : يتهارجون تهارج البهائم أي يتسافدون ، ومنها كثرة الكذب وكثرة النوم . ا . هـ .
* حدثنا مُسَدَّدُ حدثنا عُبَيْدُ الله بنُ موسى عن الأعمشِ عن شقيق قال " كنتُ مع عبدِ الله وأبي موسى فقالا : قال النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم " إنَّ بين يديِ الساعةِ لأيَّامًا ينـزِلُ فيها الجهلُ ، ويُرفعُ فيها العلم ، ويكثرُ فيها الهَرْجُ . والهَرْجُ القَتْلُ " رواه البخاري . مسلم : 2672 . ابن ماجه . الترمذي فتح الباري / ج : 13 / كتاب : الفتن / ( 5 ) ـ باب : ظهور الفتن / حديث رقم : 7062 / ص : 16 .
قال أبو موسى : والهرْجُ القتل بلسان الحبشة .الفتح / ج : 10 / جزء من حديث رقم : 7066 / ص : 16 .
* عن أبي موسى . حدثنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " إن بين يَدَي الساعةِ لَهَرْجًا " .قال ، قلتُ : يا رسولَ اللهِ ! ما الهَرْجُ ؟ قال صلى الله عليه وسلم " القتلُ " .
فقال بعض المسلمين : يا رسول الله ! إنا نقتل الآن في العام الواحد ، من المشركين كذا وكذا . فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " ليس بقتلِ المشركين . ولكن يقتُلُ بعضُكُمْ بعضًا ، حتى يقتُلَ الرجلُ جارَهُ وابن عمهِ وذا قرابتِهِ " .
فقال بعضُ القومِ : يا رسول الله ! ومعنا عقولُنا ، ذلك اليوم ؟ .
فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " لا . تُنْزَعُ ( 1 ) عقولُ أكثرِ ذلك الزمانِ . ويَخْلُفُ له هباءٌ ( 2 ) من الناسِ لا عقولَ لهم" .صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : الفتن / ( 10 ) ـ باب : التثبت في الفتن / حديث رقم : 3198 / ص : 355 .
( 1 ) تنزع عقول أكثر ذلك الزمان : لشدة الحرص ـ على الدُّنيا ـ ، والجهل .
( 2 )..... هباءٌ..... : الهباءٌ الذرات التي تظهر في الكوة (1) بشعاع الشمس .
والمراد : الحثالة من الناس .حاشية صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / ص : 355 .
( 1 )الكُوَّةُ : الخرق في الجدار يَدْخُل منه الهواء أو الضوء . المعجم الوجيز / ص : 546 .

* عن أبي ذرٍّ ؛ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " كيف أنْتَ ، يا أبا ذرٍّ ! ومَوْتًا يصيب الناسَ حتى يُقَّوَّم البيتُ بالوصيف " يعني القبر .
قلتُ : ما خار الله لي ورسوله " أو قال : الله ورسوله أعلم " .
قال صلى الله عليه وسلم " تصبَّر " .
قال صلى الله عليه وسلم " كيف أنتَ ، وجُوعًا يصيبُ الناسَ حتى تأتِيَ مسجِدَكَ فلا تستطيع أن ترجِعَ إلى فِراشِكَ . ولا تستطيع أن تقومَ من فِراشِكَ إلى مسجِدَكَ ؟ " .
قال : قلتُ : الله ورسوله أعلم " أو ما خار الله لي ورسوله " .
قال صلى الله عليه وسلم " عليك بالعِفَّةِ " .
ثم قال " كيف أنت وقتلًا يصيبُ الناسَ حتى تُغْرَقَ حجارةُ الزيتِ بالدَّمِ ؟ " .
قلت : ما خار الله لي ورسوله .
قال صلى الله عليه وسلم" الْحَقْ بمن أنت منه " .
قال ، قلت : يا رسول الله ! أفلا آخذ بسيفي فأضربَ به مَنْ فعل ذلك ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم " شارَكتَ القومَ إذًا . ولكِنِ ادْخُلْ بيتَكَ " .
قلت : يا رسـول الله ! فإن دُخِلَ بيتي ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم " إن خَشِيتَ أن يَبْهَرَكَ شُعَاعُ السَّيْفِ ، فَأَلْقِ طرَفَ رِدَائِكَ على وجهِكَ فيبوء بإثمِهِ وإثمِكَ ، فيكونَ منْ أصحابِ النارِ " .صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : الفتن / باب : 10 / حديث رقم : 3197 / ص : 355 .الإرواء / حديث رقم : 2451 .

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم" والذي نَفْسِي بيَدِهِ لَيَأْتِيَنَّ علَى النَّاسِ زَمانٌ لا يَدْرِي القاتِلُ في أيِّ شيءٍ قَتَلَ، ولا يَدْرِي المَقْتُولُ علَى أيِّ شيءٍ قُتِلَ." رواه مسلم : 2908 . الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 428 .



* عن معقل بن يسار ؛ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم" العبادَةُ في الهَرْجِ ، كهجرةٍ إليَّ " . صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : الفتن / باب : 14 / حديث رقم : 3220 / ص : 362 .

===============

الحث على المبادرة بالأعمال الصالحة قبل نزول الفتن
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال :
" بَادِرُوا بالأعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا."رواه مسلم / حديث رقم : 118 .الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة " العدوي " / ص : 423

* قال النووي: "معنى الحديث الحث على المبادرة إلى الأعمال الصالحة قبل تعذرها والاشتغال عنها بما يحدث من الفتن الشاغلة المتكاثرة، المتراكمة كتراكم ظلام الليل المظلم لا المقمر، ووصف صلى الله عليه وسلم نوعًا من شدائد تلك الفتن، وهو أن يمسي مؤمنًا ثم يصبح كافرًا أو عكسه، وهذا لعظم الفتن، ينقلب الإنسان في اليوم الواحد هذا الانقلاب". حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 424 .

* عن حارثة بن وهب قال : سمعتُ رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقول"تَصَدَّقُوا فَسَيَأْتي علَى النَّاسِ زَمانٌ يَمْشِي الرَّجُلُ بصَدَقَتِهِ، فلا يَجِدُ مَن يَقْبَلُها .".فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 25 / حديث رقم : 7120 / ص : 88 .


* أورد الحافظ في الفتح :
احتمالات للزمان الذي يقع فيه هذا ، فقال رحمه الله :
إن ذلك يقع في الزمان الذي يستغنى الناس فيه عن المال :
ـ إما لاشتغال كل منهم بنفسه عند طروق الفتنة ، فلا يلوي على الأهل فضـلًا عن المال ، وذلك في زمن الدجال .
ـ وإما بحصول الأمن المفرط والعدل البالغ بحيث يستغنى كل أحدٍ بما عنده عما في يد غيره ، وذلك في زمن المهدي وعيسى بن مريم .
ـ وإما عند خروج النار التي تسوقهم إلى المحشر فيعـز حينئذ الظهر ، وتباع الحديقة بالبعير الواحد ، ولا يلتفت أحدٌ حينئذ إلى ما يثقله من المال ، بل يقصد نجاة نفسه ومن يقدر عليه من ولده وأهله ، وهذا أظهر الاحتمالات ، وهو مناسب لصنيع البخاري ، والعلم عند الله. حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 424 .

* وقال ابن حجر رحمه الله في الفتح : ج : 13 / ص : 89 .
يحتمل أن يكون ذلك وقع كما ذُكِر في خلافة عمر بن عبد العزيز .ا . هـ .

===========

زخرفة المساجد والتباهي بها واتخاذها طرقًا
* عن أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال " إذا زَخْرَفْتُم مَساجِدَكُم ، و حَلَّيْتُم مَصاحِفَكُم ، فالدَّمارُ علَيكُمْ"رواه الحاكم . وحسنه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع الصغير ... / الهجائي / ج : 1 / حديث رقم : 585 / ص : 162 .


* عـن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال "لاتَقومُ السَّاعةُحتَّى يَتباهى النَّاسُ في المساجِدِ"رواه الإمام أحمد . وصححه الشيخ مصطفى العدوي في كتابه : الصحيح المسندمن أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 418 .

* عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم"مِنَ اقترابِ الساعةِ أنْ يُرَى الهلالُ قَبَلًا فيُقالُ : لِلَيْلَتَيْنِ وأنْ تُتَّخَذَ المساجدُ طرُقًا وأنْ يَظهَرَ موتُ الفَجأةِ"رواه الطبراني في الأوسط ..صحيح الجامع الصغير ..... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 5899 / ص : 1026 .

"مِنَ اقترابِ الساعةِ أنْ يُرَى الهلالُ قَبَلًا: بفتح القاف والباء : أي يُرَى ساعة ما يطلع لعظمه ووضوحه من غير أن يتطلب .
فيُقالُ : لِلَيْلَتَيْنِ: أي يقال هو ابن ليلتين .
وأنْ تُتَّخَذَ المساجدُ طرُقًا: أي للمارة ، يدخل الرجل من باب ويخرج من باب فلا يصلي
فيه تحية ولا يعتكف فيه لحظة .
وأنْ يَظهَرَ موتُ الفَجأةِ: أي فيسقط الإنسان ميتًا وهو قائم يكلم صاحبه أو يتعاطى
مصالحه .

============

إصابة الأمة بداء الأمم

* عن أبي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ قـال : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقـول " سيصيبُ أمتي داءُ الأممِ " . فقالوا : يا رسولَ اللهِ ! وما داءُ الأممِ ؟ .
قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " الأشَرُ (1) ، والبطَرُ (2) ، والتكاثُر ، والتناجُشُ (3) في الدنيا ، والتباغُضُ والتحاسُدُ ؛ حتى يكون البغْيُ (4) " .أخرجه الحاكم والطبراني . وصححه الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة / ج : 2 / حديث رقم : 680 / ص : 290 .
( 1 ) الأشَرُ : بطر واستكبر .
( 2 ) البطر : الاستخفاف بالنعم .
( 3 ) التناجش : هو الزيادة في ثمن السلعة لا بقصد الشراء وإنما لإغراء غيره بالشراء .
( 4 ) البغي : هـو التعدي . حاشية الرسالة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 82 .

ظهور السِّمَن
*قال البخاري في صحيحه: حدثنا آدم،قال: حدثنا شُعبَة،قال: حدثنا أبو جمْرةَ قال سمعتُ زَهْدم بنَ مُضرِّبٍ قال : سمِعْتُ عِمْرانَ بنَ حُصينٍ ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم- خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ - قالَ عِمْرَانُ: لا أَدْرِي أَذَكَرَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ بَعْدُ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً - قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ: إنَّ بَعْدَكُمْ قَوْمًا يَخُونُونَ وَلَايُؤْتَمَنُونَ، وَيَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ، وَيَنْذِرُونَ وَلَا يَفُونَ، وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ." فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 5 / كتاب : الشهادات / ( 9 ) ـ باب : لا يشهدُ على شهادةِ جور إذا أُشْهِد / حديث رقم : 2651 / ص : 306 .

وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ: أي يحبون التوسع في المآكل والمشارب وهي أسباب السِّمَن .
قال ابن التين : المراد ذم محبته وتعاطيه لا من تخلق بذلك . الفتح / ج : 5 / ص : 308 .
قالوا: والمذموم منه من يستكسبه، وأما من هو فيه خلقة فلا يدخل في هذا، والمتكسب له هو المتوسع في المأكول والمشروب، زائدا على المعتاد.
* عن عِمْران بن حُصَين قال : سمعتُ رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقول" خيرُ النَّاسِ قَرني ، ثمَّ الَّذينَ يلونَهُم ، ثمَّ الَّذينَ يَلونَهُم ثمَّ يأتي من بعدِهِم قَومٌ يتسمَّنونَ ويُحبُّونَ السِّمنَ يُعطونَ الشَّهادةَ قبلَ أن يَسأَلوها"صحيح سنن الترمذي / ج : 2 / كتاب : الفتن / ( 39 ) ـ باب : ماجاء القرن الثالث / حديث رقم : 1809 – 2334 / ص : 2

يتسمَّنونَ ويُحبُّونَ السِّمنَ: وهو ظاهر في تعاطي السِّمَن على حقيقته .
فهو أولى ما حمل عليه خبر الباب ، وإنما كان مذمومًا لأن السمين غالبًا بليد الفهم ثقيل عن العبادة كما هو مشهور. الفتح / ج : 5 / ص : 308 .

==============

كثرة الكذابين والدجالين
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال لا تَقُومُ السَّاعَةُحتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذّابُونَ قَرِيبٌ مِن ثَلاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أنَّه رَسولُ اللَّهِ "فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 6 / كتاب : المناقب / حديث رقم : 3609 / ص : 712 .مسلم / حديث رقم : 157 .


قال صاحب الرسالة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة : ص : 86 / الحاشية .
يُبْعَثَ : أي يظهر .
قال صاحب الفتح :
وقد ظهر مصداق ذلك في آخر زمن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خرج مسيلمة باليمامة, والأسود العنسي باليمن, وطليحة بن خويلد في خلافة أبي بكر الصديق, وسجاحة التميمية،وقتل الأسود قبل أن يموت النبي عليه الصلاة والسلام, وقتل مسيلمة في عهد أبي بكر الصديق, وتاب طليحة ومات على الإسلام على الصحيح في خلافة عمر, ونقلَ أن سَجَاح أيضًا ثابت .فتح الباري / ج : 6 / كتاب : المناقب / ص : 714 .
* عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : سمعتُ النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقـول "- إنَّ بين يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابينَ ، مِنْهُمْ صاحِبُ اليَمامَةِ ، ومِنْهُمْ صاحِبُ صَنْعَاءَ العَنْسِيُّ ، ومِنْهُمْ صاحِبُ حِمْيَرَ ، ومِنْهُمُ الدَّجَّالُ ، وهوَ أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً ".رواه ابن حبان . وصححه الشيخ مصطفى العدوي في رسالة الأشراط الصغرى للساعة / ص : 46 .
وقال الشيخ في الحاشية : أما الدجال فخروجه من الأشراط الكبرى للساعة .وإنما أوردنا الحديث لما به من أشراط صغرى .

أم أبي التراب 08-27-2018 01:28 AM

تَغَيّر الزمان حتى تُعْبَد الأوثان
* قال سعيد بنُ المسيَّبِ : أخبرني أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عله وعلى آله وسلم ـ قال " لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تَضْطَرِبَ ألَياتُ نِساءِ دَوْسٍ علَى ذِي الخَلَصَةِ." . وكانـت صنمًا تَعبدُها دوسٌ في الجاهلية بتبالةَ .فتح الباري / ج : 13 / كتاب : الفتن / ( 23 ) ـ باب : تغير الزمان ... / حديث رقم : 7116 / ص : 82 .صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 17 / حديث رقم : 2906 / ص : 45 .
تَضْطَرِبَ: أي يضرب بعضها بعضًا .
قال ابن التين : فيه الإخبار بأن نساء دوس يركبن الدواب من البلدان إلى الصنم المذكور ، فهو المراد باضطراب ألياتهن .
قلت -أي ابن حجر - ويحتمل أن يكون المراد أنهن يتزاحمن بحيث تضطرب عجيزة بعضهن الأخرى عند الطواف حول الصنم المذكور .

بتبالةَ:تبالة : موضع باليمن ، وليست تبالة التي يضرب بها المثل ويقال : أهون على الحجاج من تبالة. شرح بصحيح مسلم للحديث / ج : 18 / ص : 45 .
وفي معنى هذا الحديث :
عن سعيد عن أبي هريرة رفعه " لا تقوم الساعة حتى تُعْبد اللات والعُزَّى " . الفتح / ج : 13 / ص : 82 .
دوسٌ: هي قبيلة من قبائل اليمن .
حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 379 .
ذو الخَلَصَةِ: طاغية دوس التي كانوا يَعبدون في الجاهلية .
وورد بحاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 379 :
وفي الحديث أن الشرك سيرجع إلى بعض بلاد العرب مرة ثانية ، ولا يلزم من رجوعه أن يعم : فقد قال النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم " لا تَزالُ طائِفَةٌ مِن أُمَّتي يُقاتِلُونَ علَى الحَقِّ ظاهِرِينَ إلى يَومِ القِيامَةِ"صحيح مسلم.
اللهـم إلا أن يُقَال إنْ يَعُمّ (1) وعلى أهله تقوم الساعة لقول النبي ـ صلـى الله عليه وعلى آله وسلم " لا تَقُومُ السَّاعَةُ، إلَّا علَى شِرارِ النَّاسِ." صحيح مسلم.ا . هـ .
( 1 ) إن يعم : أي إن يَعُمّ الشرك ، وعلى أهل الشرك تقوم الساعة .
* عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : سمعتُ رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقولُ " لا يَذْهَبُ اللَّيْلُ والنَّهارُ حتَّى تُعْبَدَ اللّاتُ والْعُزَّى فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنْ كُنْتُ لأَظُنُّ حِينَ أنْزَلَ اللَّهُ"هو الذي أرْسَلَ رَسوله بالهُدَى ودِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ علَى الدِّينِ كُلِّهِ ولو كَرِهَ المُشْرِكُونَ"الصف: 9. أنَّ ذلكَ تامًّا قالَ إنَّه سَيَكونُ مِن ذلكَ ما شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا طَيِّبَةً، فَتَوَفَّى كُلَّ مَن في قَلْبِهِ مِثْقالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِن إيمانٍ، فَيَبْقَى مَن لا خَيْرَ فِيهِ، فَيَرْجِعُونَ إلى دِينِ آبائِهِمْ..صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن والملاحم وأشراط الساعة / باب : 17 / حديث رقم : 2907 / ص : 46 .

* عـن ثوبـان قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم " لاَ تقومُ السَّاعةُ حتَّى تَلحقَ قبائلُ من أمَّتي بالمشرِكينَ ، وحتَّى يعبُدوا الأوثانَ ، وإنَّهُ سيَكونُ في أمَّتي ثلاثونَ كذَّابونَ كلُّهم يزعمُ : أنَّهُ نبيٌّ ، وأَنا خاتمُ النَّبيِّينَ لاَ نبيَّ بَعدي"صحيح سنن الترمذي . وصححه صاحب كتاب : الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 380 .

خروج رجل من قحطان
* عـن ثَـور عـن أبـي الغيـثِ : عـن أبـي هريـرة أن رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قـال "لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِن قَحْطانَ، يَسُوقُ النَّاسَ بعَصاهُ."فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 23 / حديث رقم : 7117 / ص : 82 .
قحطان : في اليمن .
* لما ورد في الفتح / ج : 6 / كتاب المناقب / باب نسبة اليمن إلى إماعيل / ص : 621 :
قال ابن حجر العسقلاني :
" ..... جماع نسب اليمن ينتهي إلى " قحطان " . ويقال إن " قحطان " أول من تكلم بالعربية ، وهو والد العرب المتعربة . وأما إسماعيل فهو والد العرب المستعربة ، وأما العرب العاربة فكانوا قبل ذلك ، كعاد ، وثمود ، ..... " . ا . هـ .
* وورد بـ لسان العرب / ج : 1 / حرف الباء / فصل العين / عرب :
"اختلف الناس في العرب لما سُمُّوا عربًا ، قال بعضهم أول من أنطق الله لسانه بلغة العرب " يعرب بن قحطان " ، وهو أبو اليمن كلهم ، وهم العرب العاربة .
ونشأ إسماعيل عليه السلام معهم ، فتكلم بلسانهم ، فهو وأولاده ؛ " العرب المستعربة " ا . هـ .
* وقيل القحطاني بعد المهدي وعلى سيرته أي على طريقته .
لما ورد في الفتح / ج : 6 / كتاب المناقب / باب : ذِكر قَحطانَ / ص : 631
قال ابن حجر في معرض شرحه للحديث " لا تقوم الساعة حتى يخرج رجلٌ من قحطانَ يسوقُ الناسَ بعصاهُ " . البخاري / حديث رقم : 3517 .
قال ـ ابن حجر ـ وهذا الحديث يدخل في علامات النبوة من جملة ما أخبر به صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، قبل وقوعه ولم يقع بعد ، وقد روى " نُعيم بن حماد " في الفتن من طريق أرطأة بن المنذر ـ أحد التابعين من أهل الشام " أن القحطاني يخرج بعد المهدي ويسير على سيرة المهدي " .
وأخرج أيضًا من طريق عبد الرحمن بن قيس بن جابر الصدفي عن أبيه عن جده مرفوعًا : " يكون بعد المهدي القحطاني ، والذي بعثني بالحق ما هو دونه " .
وهذا الثاني مع كونه مرفوعًا " ضعيف الإسناد " .
والأول مع كونه موقوفًا أصلح إسنادًا منه ، فإن ثبت ذلـك ؛ فهو في زمن عيسى بن مريم
وفي رواية أرطأة بن المنذر :
" أن القحطاني يعيش في المُلك عشرين سنة " .
واستشكل ذلك كيف يكون في زمن عيسى يسوق الناس بعصاه والأمر إنما هـو لعيسى ؟
ويجاب بجواز أن يقيمه عيسى نائبًا عنه في أمور مهمة عامة . ا . هـ .
فائدة : ما سبق أقوال وتوقعات مع عدم الجزم بصحة ما استدل به .
* قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح / ج : 13 / كتاب الأحكام / باب : 2 / ص : 123 :..... وقد مضى في الفتن قريبًا من حديث أبي هريرة مرفوعًا " لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِن قَحْطانَ، يَسُوقُ النَّاسَ بعَصاهُ."صحيح البخاري.
أورده ـ يعني البخاري ـ في باب " تغير الزمان حتى تعبد الأوثان " .
وفي ذلك إشارة إلى أن مُلْك القحطاني يقع في آخر الزمان عند قبض أهل الإيمان ورجوع كثير ممن يبقى بعدهم إلى عبادة الأوثان ، وهم المعبَّر عنهم بشرار الناس الذين تقوم عليهم الساعة . ا . هـ .
* قال الحافظ ابن حجر في الفتح / ج : 13 / كتاب الفتن / ص : 83 :
قال القرطبي في التذكرة""قوله " يَسُوقُ النَّاسَ بعَصاهُ" كناية عن غلبته عليهم وانقيادهم له ، ولم يُرِدْ نفس العصا ، لكن في ذِكْرَها إشارة إلى خشونته عليهم وعسفه بهم .
قال : وَقد قيل إنه يسوقهم بعصاه حقيقةً كما تساق الإبل والماشية لشدة عنفه وعدوانه . قال : ولعله جهجاه المذكور في الحديث الآخر (1) ، وأصل الجهجاه الصياح وهي صفة تناسب ذكر العصا " . ا . هـ .
( 1 ) ما جاء في الجهجاه : عـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ عـن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال" لا تَذْهَبُ الأيَّامُ واللَّيالِي، حتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ يُقالُ له الجَهْجاهُ." صحيح مسلم
* قال المباركفوري في تحفة الأحوذي 6 / 483 :
أي لا ينقطع الزمان ، ولا تأتي القيامة - حتى يملك رجل من الموالي- أي على سبيل التغلب لا بشورى أهل الحل والعقد . فهذا الحديث لا يخالف الأحاديث القاضية بأن الخلافة في قريش . والموالي جمع مولى : أي المماليك . والمعنى يصير حاكمًا على الناس .حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم ... / ص : 435 .
* قلت ـ أي ابن حجر العسقلاني ـ :
وَيَرُدّ هذا الاحتمال إطلاق كونه ـ أي الجهجاه ـ من قحطان ، فظاهره أنه من الأحرار ، وتقييده في جهجاه بأنه من الموالي ما تقدم أنه يكون بعد المهدي وعلى سيرته وأنه ليس دونه . ا . هـ .

أسرع قبائل العرب فناءً قريش
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم " - أسرَعُ قبائِلِ العرَبِ فَناءً قُريشٌ يُوشِكُ أنْ تَمُرَّ المرأةُ بالنَّعلِ ، فتقولُ : هذه نَعلُ قُرَشِيٍّ"الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين للوادعي

* عـن عائشـة قالـت : دخـل علـيّ رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وهـو يقـول "يا عائشةُ قومُك أسرعُ أمتي بي لحاقًا قالت : فلما جلس قلتُ : يا رسولَ اللهِ ، جعلني اللهُ فداءَك لقد دخلتَ وأنتَ تقولُ كلامًا ذَعرني قال : وما هو ؟ قالت : تزعمُ أنَّ قومي أسرعُ أمتِّك بكَ لِحاقًا ؟ قال : نعم ، قالت : وممَّ ذاك ؟ قال : تستحليهم المنايا ، وتنفسُ عليهم أمتُّهم قالت : فقلتُ : فكيف الناسُ بعد ذلك أو عند ذلك ؟ قال : دَبًى يأكلُ شدادُه ضعافَه حتى تقومَ عليهم الساعةُ ." الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين للوادعي.
المنايا:المنية : الموت . الجمع : منايا . المعجم الوجيز / ص : 593 .

والمعنى أن الموت يراهم صيدا حلوا فيهجم عليهم.
تنفسُ عليهم أمتُّهم:نَفِسْتُ بكذا : ضَنَّتْ نفسي به . معجم مفردات ألفاظ القرآن / ص : 523 .والمقصود الحسد من الأمة لهم على مكانتهم.
دَبًى :الدبى : هو الجراد قبل أن يطير ، أو أصغر ما يكون من الجراد .المعجم الوجيز / ص : 220 .
شبه النبي عليه الصلاة والسلام كيف أن القوي يأكل الضعيف ويقهره ويظلمه، كما تأكل شداد الدبى ضعافه. كما تأكل شداد الدبى ضعافه حتى تقوم عليهم الساعة.

أم أبي التراب 08-27-2018 01:30 AM

فتنة قبيلة مُضر للناس

*عن أبي الطفيل عن حذيفة سمعتُ رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقول " إنَّ هذا الحيَّ من مُضرَ لا تدعُ للَّهِ عبدًا صالحًا إلَّا فتَنتهُ وأَهْلَكَتهُ ، حتَّى يُدْرِكَها اللَّهُ بجنودٍ من عبادِهِ فيذلَّها حتَّى لا تَمنعَ ذنبَ تَلعةٍ"
رواه الطيالسي . وصححه صاحب الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم ... / ص : 435 . الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين للوادعي.
ذَنَب : الذنب ذيل الحيوان ـ والذنب ـ من كل شيء : آخره . ويقال : هو ذَنَبُ فلان : تابِعُه . المعجم الوجيز / ص : 247 .
أذناب المسايل : هي أسافل الأودية . النهاية ... / ابن الأثير / ج : 2 / ص : 170 .
تَلعة : التلعة أرض مرتفعة يتردد فيها السيل ، ثم يُدفع منها إلى تلعة أسفل منها ،
ـ وقيل ـ التلعة مجرى الماء من أعلى الوادي إلى بطون الأرض .لسان العرب / ج : 8 / كتاب : العين / فصل التاء .
لا تَمنعَ ذنبَ تَلعةٍ : يضرب للدليل الحقير .القاموس المحيط للإمام الفيروز آبادي / باب : العين / فصل التاء .
ومن أمثال العرب " فلان لا يمنع ذنب تلعة " : يضرب للرجل الذليل الحقير .لسان العرب / ج : 8 / كتاب : العين/ فصل التاء .

يريد كثرتَه وأنه لا يخلُو منه موضع

تقوم الساعة والروم أكثر أهل الأرض
قال الْمُستَوْرِدُ القرشيُّ ، عن عَمْرِو بنِ العاصِ : سمعتُ رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقول " تَقُومُ السَّاعَةُ والرُّومُ أكْثَرُ النَّاسِ"صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 10 / حديث رقم : 2898 / ص : 31 .

ظهور الخوارج

* عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم " يَخرُجُ في آخرِ الزَّمانِ قومٌ أَحداثُ الأسنانِ سُفَهاءُ الأحلامِ ، يَقرأونَ القرآنَ ، لا يجاوِزُ تَراقيَهُم ، يقولونَ مِن قولِ خَيرِ البريَّةِ ، يمرُقونَ منَ الدِّينِ كما يمرُقُ السَّهمُ منَ الرَّميَّةِ"رواه البخاري ومسلم . الإرواء / حديث رقم : 2470 .صحيح الجامع الصغير وزيادته / الفتح الكبير / الهجائي / ج : 1 / حديث رقم : 3654 / ص : 681 .

* عن علي ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم " يَخْرُجُ قومٌ مِنْ أُمَّتِي ، يقرؤونَ القرآنَ ، ليس قراءَتَكم إلى قراءتِهم بشيءٍ ، ولا صلاتَكم إلى صلاتِهم بشيءٍ ، ولا صيامَكم إلى صيامِهم بشيءٍ ، يَقْرؤُونَ القرآنَ ، يحسِبونَ أنَّهُ لهم ، وهُوَ عليْهِم ، لا تُجاوِزُ صلاتُهم تراقِيَهم ، يَمْرُقونَ مِنَ الإسْلامِ كما يَمْرُقُ السَّهمُ مِنَ الرمِيَّةِ ، لَوْ يَعْلَمُ الجيشُ الذي يُصِيبونَهم مَا قُضِيَ لَهم على لسانِ نَبِيِّهْمْ ، لاتَّكَلُوا عنِ العملِ ، وآيةُ ذلِكَ أنَّ فيهم رجلًا لَهُ عضُدٌ ليسَ فيهِ ذراعٌ ، عَلَى رأسِ عضُدِهِ مثلُ حَلَمَةِ الثَّدْيِ ، علَيْهِ شَعَرَاتٌ بيضٌ"رواه مسلم . أبو داود . صحيح الجامع الصغير ..... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 8056 / ص : 1339 .

* عن أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم "يَخْرُجُ ناسٌ مِن قِبَلِ المَشْرِقِ، ويَقْرَؤُونَ القُرْآنَ لا يُجاوِزُ تَراقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كما يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لا يَعُودُونَ فيه حتَّى يَعُودَ السَّهْمُ إلى فُوقِهِ، قيلَ ما سِيماهُمْ؟ قالَ: سِيماهُمُ التَّحْلِيقُ" رواه أحمد . البخاري . صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 8063 / ص : 1340 .
الرَّمِيَّة : الصيد الذي يُرمى بالسهام . حاشية صحيح الجامع ... الفقهي / ج : 4 / ص : 148 .
الفوق : موضع وقوع الوتر من السهم . حاشية صحيح الجامع ... الفقهي / ج : 4 / ص : 151 .
( 3 ) التحليق : أي حلق شعر رؤوسهم . حاشية صحيح الجامع ... الفقهي / ج : 4 / ص : 148 .

هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض
* عن أبي قِلابةَ ، عن أبي أسماء ، عن ثوبانَ ، قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم "إنَّ اللَّهَ زَوَى لي الأرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشارِقَها ومَغارِبَها، وإنَّ أُمَّتي سَيَبْلُغُ مُلْكُها ما زُوِيَ لي مِنْها، وأُعْطِيتُ الكَنْزَيْنِ الأحْمَرَ والأبْيَضَ، وإنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتي أنْ لا يُهْلِكَها بسَنَةٍ عامَّةٍ، وأَنْ لا يُسَلِّطَ عليهم عَدُوًّا مِن سِوَى أنْفُسِهِمْ، فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ، وإنَّ رَبِّي قالَ: يا مُحَمَّدُ إنِّي إذا قَضَيْتُ قَضاءً فإنَّه لا يُرَدُّ، وإنِّي أعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أنْ لا أُهْلِكَهُمْ بسَنَةٍ عامَّةٍ، وأَنْ لا أُسَلِّطَ عليهم عَدُوًّا مِن سِوَى أنْفُسِهِمْ، يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ، ولَوِ اجْتَمع عليهم مَن بأَقْطارِها، أوْ قالَ مَن بيْنَ أقْطارِها، حتَّى يَكونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا، ويَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا." صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 5 / حديث رقم : 2889 / ص : 19 .
( 1 ) يستبيح بيضتهم : أي جماعتهم وأصلهم . والبيضة أيضًا العز والمُلْك .
قال الإمام مسلم في صحيحه: حدثنا عثمانُ بنُ حكيمٍ .قال: أخبرني عامرُ بنُ سعدٍ عن أبيه ؛ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أَقْبَلَ ذَاتَ يَومٍ مِنَ العَالِيَةِ، حتَّى إذَا مَرَّ بمَسْجِدِ بَنِي مُعَاوِيَةَ دَخَلَ فَرَكَعَ فيه رَكْعَتَيْنِ، وَصَلَّيْنَا معهُ، وَدَعَا رَبَّهُ طَوِيلًا، ثُمَّ انْصَرَفَ إلَيْنَا، فَقالَ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: سَأَلْتُ رَبِّي ثَلَاثًا، فأعْطَانِي ثِنْتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً، سَأَلْتُ رَبِّي: أَنْ لا يُهْلِكَ أُمَّتي بالسَّنَةِ فأعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لا يُهْلِكَ أُمَّتي بالغَرَقِ فأعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بيْنَهُمْ فَمَنَعَنِيهَا."صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 5 / حديث رقم : 2890 / ص : 20 .
السَّنَة : أي القَحْط .

مطـر شديد بين يدي الساعة
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم
" لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى يُمطَرَ النَّاسُ مطرًا لا تُكِنُّ منهُ بيوتُ المدَرِ ، ولا تُكِنُّ منهُ إلَّا بُيوتُ الشَّعَرِ ." رواه الإمام أحمد رحمه الله ... وحسن إسناده الشيخ مصطفى العدوي حفظه الله في كتابه : الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 421 .
المَدَر : القُرى والأمصار . واحدتها : مَدَرَة . النهاية في غريب الحديث والأثر / ج : 4 / ص : 309 .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ليسَتِ السَّنَةُ بأَنْ لا تُمْطَرُوا، ولَكِنِ السَّنَةُ أنْ تُمْطَرُوا وتُمْطَرُوا، ولا تُنْبِتُ الأرْضُ شيئًا."رواه مسلم / حديث رقم : 2904 . الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 421 .
السَّنَةُ : المراد بالسنة هنا القحط .

كثرة الموت والزلازل بين يدي الساعة

* حدثنا أبو المغيرة،قال حدثنا أرطأة يعني ابن المنذر ، قال حدثنا: ضمرة بن حبيب قال حدثنا مسلمة بن نفيل السكوني قال: بينَما نحنُ عندَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ إذْ قال قائلٌ : يا رسولَ اللَّهِ هل أُتيتَ بطعامٍ منَ السَّماءِ ؟ قال : نعَم أتيتُ بطعامٍ . قال : يا نبيَّ اللَّهِ هل كانَ فيهِ مِن فَضلٍ ؟ قال : نعَم . قال : فما فُعِلَ بهِ ؟ قالِ : رُفِعَ إلى السَّماءِ ، وقد أوحِيَ إليَّ أنِّي غيرُ لابثٍ فيكم إلَّا قليلًا ، ثمَّ تلبَثونَ حتَّى تقولوا متى متى ثمَّ تأتوني أفنادًا يُفني بعضُكُم بعضًا بينَ يديِ السَّاعةِ مُوتانٌ شديدٌ وبعدَه سنواتُ الزَّلازلِ"الراوي : مسلمة السكوني - المحدث : الوادعي - المصدر : صحيح دلائل النبوة -الصفحة أو الرقم- 555 خلاصة حكم المحدث : حسن .وصححه الشيخ مصطفى العدوي في الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 429 .

موت الفجأة

* عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم " مِنَ اقترابِ الساعةِ أنْ يُرَى الهلالُ قَبَلًا فيُقالُ : لِلَيْلَتَيْنِ وأنْ تُتَّخَذَ المساجدُ طرُقًا وأنْ يَظهَرَ موتُ الفَجأةِ"رواه الطبراني في الأوسط .صحيح الجامع الصغير ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 5899 / ص : 1026 .
مِنَ اقترابِ الساعةِ أنْ يُرَى الهلالُ قَبَلًا: بفتح القاف والباء : أي يرى ساعة ما يطلع لعظمه ووضوحه من غير أن يتطلب .
فيُقالُ : لِلَيْلَتَيْنِ: أي هو ابن ليلتين .
وأنْ تُتَّخَذَ المساجدُ طرُقًا: أي للمارة ، يدخل الرجل من باب ويخرج من باب فلا يصلي
فيه تحية ولا يعتكف فيه لحظة .
وأنْ يَظهَرَ موتُ الفَجأةِ: أي فيسقط الإنسان ميتًا وهو قائم يكلم صاحبه أو يتعاطى
مصالحه . أي بغتة دون مقدمات .
انتفاخ الأهلة
* عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " مِنَ اقترابِ الساعَةِ انتفاخُ الأهِلَّةِ"راوه الطبراني في الكبير .صحيح الجامع الصغير .../ الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 5898 / ص : 1025 .السلسلة الصحيحة / حديث رقم : 2292 .

خاتمة الفتن وعلامات الساعة الصغرى
بعد ذكر أحاديث الفتن وعلامات الساعة الصغرى ، نجمل هذه الأشراط إجمالًا ليتضح الطريق وليظهر العدو من الصديق ، وليعلم الإنسان أنه على قارعة الساعة .
فمن هذه العلامات كثرة الفحش والتفحش ، وتخوين الأمين وائتمان الخائن وكثرة القُرَّاء - فشو القلم - وقلة الفقهاء ، وظهور المعازف وشرب الخمور والتعليم لغير دين الله - فشو القلم - ، تقارب الزمان ، كثرة الهَرْج ، التسافد في الطريق ، ..... .فالفتن كثيرة لا تحصى والأخبار فيها غزيرة لا تستقصى ، فهذه الجملة من الأشراط للساعة موجودة تحت أديم السماء وهي في التزايد يومًا فيومًا ، فقد ظهر أشراطُها ووضحت علاماتُها وقويت أماراتُهَا ، وقد كادت أن تبلغ الغاية ، وأوشكت الأشراط الكبرى التي إذا ظهرت تتابعت كخرزات العَقْدِ .أي مثل العقد إذا قُطِعَ تسقط خرزاته الخرزة تِلْو الخرزة ، وكل علامة منها أكبر من أختها . تتتابع بسرعة إلى أن تقوم الساعة ، ليست كالعلامات الصغرى التي لا يربطها رابط واحد .
* فعن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عله وسلم " خُروجُ الآياتِ بعضُها على إِثْرِ بعضٍ ، يَتَتَابَعْنَ كما تَتَابَعُ الخَرَزُ في النِّظامِ"الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم- 3227 خلاصة حكم المحدث : صحيح
فيا معشر المسلمين : اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد .
بادروا بالتوبة ، وبادروا بالعودة إلى كتاب الله وسنة رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، وتمسكوا بهما فلن تضلوا ما تمسكتم بهما .
ابن آدم : لا يغرنك الأمل ، لا تغرنك الصحة ، لا تغرنك العافية ، لا يغرنك الجاه ، لا يغرنك الشيطان ، لا يغرنك المال ، فذلك كله متاع الحياة الدنيا ، ولا ينفع عند الله :
قال تعالى " وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ.." سورة الأنعام / آية : 94 .
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يثبتنا على الإيمان ويختم لنا به .
رحلة في رحاب اليوم الآخر / ص : 19 .

* * * * *

أم أبي التراب 08-27-2018 01:32 AM

ثانيا : علامات الساعة الكبرى
تتابع العلامات الكبرى :
* عن أنس بن مالك مرفوعًا به" الآياتُ خَرَزاتٌ مَنظوماتٌ في سلكٍ ، فانقطع السِّلكُ ، فيتبعُ بعضُها بعضًا"أخرجه الحاكم ، وقال صحيح على شرط مسلم . ووافقه الذهبي . وهو كما قالا . السلسلة الصحيحة / ج : 4 / حديث رقم : 1762 / ص : 361 .
فإذا ظهرت أول علامة من علامات الساعة الكبرى ، تتابعت بعدها بقية العلامات
ترتيب ظهور الآيات :
اختلف أهل العلم في ترتيب ظهور العلامات الكبرى ، وهذا الاختلاف ناشئ من اختلاف روايات الأحاديث التي ورد فيها ذكر الأمارات .
وهذا الاختلاف بين الروايات جعل أهل العلم يختلفون في ترتيب ظهور الآيات .
وَكُلٌّ قال بما أداه إليه فهمه للنص .وعلى كل حال ، فإن ظهور ذه الآيات أمرٌ واقع ما له من دافع .
وأما ترتيب ظهورها ، فالله أعلم به ، فليس لدينا نص صريح في ترتيبها .علامات يوم القيامة الكبرى / ص : 7 .


ظهور المهدي
* من العلماء من جعلوا هذه العلامة التي هي ظهور المهدي من آخر العلامات الصغرى ، ومنهم من جعلوها من أول العلامات الكبرى .
* كثيرٌ من المسلمين اليوم قد انحرفوا عن الصواب في موضوع ظهور المهدي .
ـ فمنهم : من استقر في نفسه أن دولة الإسلام لن تقوم إلا بخروج المهدي ، وليس في شيء من أحاديث المهدي ما يُشعِر بذلك مطلقًا ، بل هي كلها لا تخرج عن أن النبيَّ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ بَشَّرَ المسلمين برجل من أهل بيته ، ووصفه بصفات بارزة أهمُّها أنه يحكم بالإسلام وينشر العدل بين الأنام ، فهو في الحقيقة من المجددين الذين يبعثهم الله على رأس كل مائة سنة كما صح عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
* فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال :
إنَّ اللَّهَ يبعثُ لِهَذِهِ الأمَّةِ على رأسِ كلِّ مائةِ سنةٍ من يجدِّدُ لَها دينَها"صحيح سنن أبي داود / ج : 3 / كتاب : الملاحم / باب : ما يذكر في قَرْنِ المائة / حديث رقم : 4291 . السلسلة الصحيحة / حديث رقم : 599 .

فكما أن ذلك لا يستلزم تَرْكَ السعي وراء طلب العلم والعمل به لتجديد الدين ، فكذلك خروج المهدي لا يستلزم التواكل عليه وترك الاستعداد والعمل لإقامة حكم الله في الأرض ؛ بل العكس هو الصواب ، فإن " المهدي " لن يكون أعظـم سعيًا من نبينا محمد ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ الذي ظل ثلاثة وعشرين عامًا وهو يعمل لتوطيد دعائم الإسلام ، وإقامة دولته ، فماذا عسى أن يفعـل " المهدي " لو خرج اليوم فوجد المسلمين شِيَعًا وأحزابًا ، وعلماءهم ـ إلا القليل منهم ـ اتخذهم الناس رؤوسًا ! !لما استطاع أن يقيم دولة الإسلام إلا إلى زمن مديد الله أعلم به .
فالشرع والعقل معًا يقتضيان أن يقوم بهذا الواجب المخلصون من المسلمين حتى إذا خرج " المهدي " لم يكنْ بحاجة إلا أن يقودَهم إلى النصر ، وإن لم يخرج فقد قاموا هم بواجبهم والله سبحانه يقول " وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ." سورة التوبة / آية : 105 .
ـ ومنهم : من رأى أن عقيدة " المهدي " قد استُغِلّتْ عبر التاريخ الإسلامي استغلالاً سيئًا ، فادعاها كثير من المغرِضين . فرأوا أن قطع دابر هذه الفتن ، إنما يكون بإنكار هذه العقيدة الصحيحة . وما مثل هؤلاء إلا كمثل من ينكر عقيدة نزول " عيسى " ـ عليه السلام ـ في آخر الزمان التي تواتر ذكرها في الأحاديث الصحيحة ، لأن بعض الدجاجلة ادَّعاها . نُظُم الفرائد / ج : 2 / ص : 526 / بتصرف يسير .

* ومن شرح رسالة الفتن والملاحم : شريط رقم : 15 .
... ونبدأ في الكلام عن علامة تعتبر عند " بعض " أهل العلم من أشراط الساعة الكبرى ، ولعلها من أوائلها ، ألا وهي ظهور رجل صالح من هذه الأمة يُمَكِّنه الله من حكمها ويُوَلَّى على المسلمين ويملأ الأرض قِسطًا وعَدْلًا بعد أن كانت مُلِئت ظُلمًا وجَوْرًا ، وهو الذي يُعرف " بالمهدي " .
انقسم الناس تجاه أخبار المهدي إلى ثلاثة فرق :
ـ الفرقة الأولى قالت : هذه خرافة ، لا يوجد شيء يقال له " المهدي "
ـ الفرقة الثانية تحت المنحنى المقابل : فقبلوا هذه الأخبار كلَّها أو جلها ، لعل بعضهم قَبِل ما صح منها وما لم يصح ، ولكنهم بالغوا وغالَوْا في الأمر ، فصار كثير منهم يتواكل عن العمل لله انتظارًا لخروج المهدي ، لينقذهم ويخلصهم من الفتن ومن الشرور والآثام التي تحيط بهم ، ويخلصهم من الظلم .
فتعلقت نفوسهم بفكرة ظهور المهدي لدرجة أنهم تواكلوا عن العمل ، وبعضهم بدأ يرى هذا في منامه ، ولما كثرت مناماته بدأ يحاول رؤيته في اليقظة .
ومن هنا بدأت تظهر تلك الفرق بين حين وآخر ، ويقولون " المهدي " ظهر .
ـ والفرقة الثالثة : وهم أهل السنة والجماعة ، وهم العدلْ والوسطُ في هذه المسألة . فهم أقوام لا يعيشون في الأوهام ، ولا ينكرون ما ثبت وصح عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في هذه المسألة .
وهم أقوام لا يتواكلون ، ولا يتركون الدعوة إلى الله انتظارًا لخروج المهدي . فلا أحد يدري متى يخرج " المهدي " . ا . هـ .
* فما هي الأخبار الواردة في هذا الباب ؟
قال صاحب عون المعبود ـ رحمه الله ـ 11 / 361 :
واعلم أن المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممر الأعصار ، أنه لابد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين ويظهر العدل ويتبعه المسلمون ، ويستولى على الممالك الإسلامية ويسمى " بالمهدي " ويكون خروج الدجال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أثـره .
وأن عيسى ـ عليه السلام ـ ينزل من بعده فيقتل الدجال أو ينزل معه فيساعده على قتله ويأتم بالمهدي في صلاته . ا . هـ .

الأخبار الصحيحة الواردة في " المهدي " ، منها ما هو في صحيح مسلم ولكن دون تسميته
" بالمهدي " .
ومنها ما هو في كتب السنة الأخرى وفيها النص على أنه " المهدي " .
ومن هذه الأحاديث ما يلي :
* عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت :
عَبَثَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في مَنَامِهِ، فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، صَنَعْتَ شيئًا في مَنَامِكَ لَمْ تَكُنْ تَفْعَلُهُ، فَقالَ: العَجَبُ إنَّ نَاسًا مِن أُمَّتي يَؤُمُّونَ بالبَيْتِ برَجُلٍ مِن قُرَيْشٍ، قدْ لَجَأَ بالبَيْتِ، حتَّى إذَا كَانُوا بالبَيْدَاءِ خُسِفَ بهِمْ، فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ الطَّرِيقَ قدْ يَجْمَعُ النَّاسَ، قالَ: نَعَمْ، فِيهِمُ المُسْتَبْصِرُ وَالْمَجْبُورُ وَابنُ السَّبِيلِ، يَهْلِكُونَ مَهْلَكًا وَاحِدًا، وَيَصْدُرُونَ مَصَادِرَ شَتَّى، يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ علَى نِيَّاتِهِمْ."صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 2 / حديث رقم : 2884 / ص :10 . رواه البخاري / كتاب : الفتن . صحيح الجامع ... / حديث رقم : 4123 .
ورد في شرح صحيح مسلم لهذا الحدـث :
عبث : اضطراب بجسمه . وقيل : حرك أطرافه ، كمن يأخذ شيئًا أو يدفعه .
يؤمون : يقصدون .
البيداء : كل أرض ملساء لا شيء بها . وفي رواية " بيداء المدينة " .
وبيداء المدينة : الشرف الذي قدام ذي الحليفة أي إلى جهة مكة .
المستبصر : هو المستبين لذلك القاصد له عمدًا .
المجبور : هو المكره . يقال أجبرته فهو مجبر . ويقال أيضًا : جبرته فهو مجبور .
وجاء هذا الحديث على هذه اللغة - الأخيرة أي : مجبور - .
ابن السبيل : المراد به سالك الطريق معهم ، وليس منهم .
أي : الـذي وجـد عرضـًا فـي هـذا الوقـت بهـذا الطريـق .
( 7 ) يهلكون مهلكًا واحدًا : أي يقع الهلاك في الدنيا على جميعهم .
( 8 ) ويصدرون مصادر شتى : أي يبعثون مختلفين على قدر نياتهم فيجازون بحسبها .
* من فقـه الحديث :
التباعد عن أهل الظلم ، والتحذير من مجالستهم ومجالسة البغاة ونحوهم من المبطلين ، لئلا يناله ما يعاقبون به . وفيه أن من كَثَّرَ سواد قوم ، جرى عليه حكمهم في ظاهر عقوبات الدنيا . ا . هـ .* ومـن الشـريط رقـم 15 / 10 :
هذا الحديث ليس فيه نص على أن هذا الرجل الذي يلجأ إلى الكعبة هو " المهدي " ولكن وردت أخبار أخرى بذلك .والحديث يدلُّنَا على أنه سيكون في آخر الزمان رجل من هذه الأمة من قريش ، يتعوذ ببيت الله الحرام ، ويلجأ إليه هو ومن معه ، ويبايَعَ إمامًا للمسلمين ، وأن أُناسًا من الأمة الإسلامية هم الذين يوجهون جيشًا كبيرًا لإخراج هذا الرجل من الكعبة ، وأن هذا الجيش إذا قارب المدينة المنورة ـ فالمدينة المنورة في الجهة الشمالية من مكة بينها وبين مكة حوالي خمسمائة كيلومتر تقريبًا ، فهذا الجيش واضح من الحديث أنه يأتي من جهة الشمال ويتوجه إلى مكة ـ .عندما يصل إلى هذه المنطقة التي تبعد عن مكة حوالي خمسمائة كيلومتر يخسف الله سبحانه بهذا الجيش . ا . هـ .
* عن عبد الله بن صفوانَ عن أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال " سَيَعُوذُ بهذا البَيْتِ، يَعْنِي الكَعْبَةَ، قَوْمٌ ليسَتْ لهمْ مَنَعَةٌ، ولا عَدَدٌ ولا عُدَّةٌ، يُبْعَثُ إليهِم جَيْشٌ، حتَّى إذا كانُوا ببَيْداءَ مِنَ الأرْضِ خُسِفَ بهِمْ."صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 2 / حديث رقم : 2883 / ص : 9 .
ليسَتْ لهمْ مَنَعَةٌ: أي ليس لهم من يحميهم .
ولا عُدَّةٌ: أي ليس معهم سلاح .
ببَيْداءَ: البيداء كل أرض ملساء لا شيء بها . وفي رواية بيداء المدينة .
وبيداء المدينة : الشرف الذي قدام ذي الحليفة أي إلى جهة مكة .

* عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم
" يَخْرُجُ فِي آخِرِ أُمَّتِي الْمَهْدِيُّ يَسْقِيهِ اللَّهُ الْغَيْثَ ، وَتُخْرِجُ الْأَرْضُ نَبَاتَهَا، وَيُعْطِي الْمَالَ صِحَاحًا ، وَتَكْثُرُ الْمَاشِيَةُ وَتَعْظُمُ الْأُمَّةُ ، يَعِيشُ سَبْعًا أَوْ ثَمَانِيًا - يَعْنِي حِجَجًا ".
صححه الحاكم ووافقه الذهبي ، وصححه الألباني في "الصحيحة" 711 .أخرجه الحاكم في المستدرك . كتاب : الملاحم والفتن .وقال الشيخ الألباني : هذا سند صحيح رجاله ثقات . السلسلة الصحيحة / المجلد الثاني / حديث رقم : 711 / ص : 328 .
يَسْقِيهِ اللَّهُ الْغَيْثَ: أي : ينزل الله المطر الكثير في عهده .

* عن أم سلمة قالت : إن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ استيقظ من منامه وهو يسترجعُ ، قالت : فقلتُ : يا رسول الله ما شأنك ؟
قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " طائفةٌ مِنْ أمَّتِي يُخْسَفُ بهم ، يَبْعَثُونَ إلى رجلٍ ، فيأتي مَكةَ ، فيمنعُهم اللهُ تعالى ، و يَخْسِفُ بِهِمْ ، مصرَعُهمْ واحِدٌ . ومصادِرُهم شتَّى ، إِنَّ منهم مَنْ يكرَهُ فيجيءُ مُكْرَهًا"الراوي : أم سلمة أم المؤمنين - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم- 3906 خلاصة حكم المحدث : صحيح

* عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ أنه قال " لو لم يبقَ منَ الدُّنيا إلَّا يومٌ لطوَّلَ اللَّهُ ذلِكَ اليومَ حتَّى يَبعثَ فيهِ رجلًا منِّي - أو من أَهْلِ بيتي - يواطئُ اسمُهُ اسمي ، واسمُ أبيهِ اسمُ أبي يملأُ الأرضَ قِسطًا وعدلًا ، كما ملئت ظُلمًا وجَورًا "أخرجه الترمذي . وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير ... / الهجائي / ج : 2 / تحت رقم : 5304 / ص : 938 .

* عن أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ قالت : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقول" المهديُّ من عِتْرتي من ولدِ فاطمةَ" أخرجه أبو داود . صححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / تحت رقم : 6734 / ص : 1140 .
من عِتْرتي: قال الخطابي : العترة ولد الرجل لصلبه .
وقد يكون العترة أيضًا الأقرباء وبنو العمومة .
وقال في النهاية : عترة الرجل : أخص أقاربه .
وعترة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بنو عبد المطلب ، وقيل قريش .
والمشهور المعروف : أنهم الذين حُرِّمَتْ عليهم الزكاة .
* عن عليّ ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " المهدي منا أهل البيتِ يُصْلِحُهُ اللهُ في ليلةٍ " . أخرجه الإمام أحمد في المسند . وابن ماجه في السنن . وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع .../ الهجائي / ج : 2 / تحت رقم : 6735 / ص : 1140 .
يُصْلِحُهُ اللهُ : قال الشيخ الألباني : أي يصلحه الله لقيادة الأمة في ليلة .
* عن أبي سعيدٍ الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " المَهْديُّ منِّي، أجلى الجبهةِ، أقنى الأنفِ، يملأُ الأرضَ قسطًا وعدلًا، كما مُلِئت جَورًا وظلمًا، يملِكُ سبعَ سنينَ"رواه أبو داود . حسنه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / تحت رقم : 6736 / ص : 1140 .
مِنِّي : أي من نسلي ومن ذريتي .
أجلى الجبهة : انحسار مقدم الرأس من الشعر ، أو نصف الرأس أو هو دون الصلع . فمعنى أجلى الجبهة : منحسر الشعر من مُقَدّمِ رأسه أو واسع الجبهة .
أقنى الأنفِ: قال في : النهاية " القنا " في الأنف : طوله ودقة أرنبته مع حدب في
وسطه . يقال رجل أقنى ، وامرأة قنواء .ا . هـ .

استفاضة المال في زمن المهدي وكثرة البركة :
* عن جابر وأبي سعيد ـ رضي الله عنهما ـ قالا : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" يَكونُ في آخِرِ الزَّمانِ خَلِيفَةٌ يَقْسِمُ المالَ ولا يَعُدُّهُ."صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 18 / حديث رقم : 2914 / ص : 54 .

* عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " يَكونُ في أمَّتي المَهْديُّ إن قَصَّرَ فسبعٌ وإلَّا فتِسعٌ فتنعَمُ فيهِ أمَّتي نِعمةً لم ينعَموا مثلَها قطُّ تُؤتَى أُكُلَها ولا تَدَّخرُ منهم شيئًا والمالُ يومئذٍ كُدوسٌ فيقومُ الرَّجلُ فيقولُ يا مَهْديُّ أعطِني فيقولُ خُذْ".حديث حسن .صحيح سنن ابن ماجه / كتاب : الفتن / باب 34 : خروج المهدي / حديث رقم : 3299 / ص : 389 .
ائتمام عيسى ـ عليه السلام ـ بالمهدي :
* عن جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول " لا تَزالُ طائِفَةٌ مِن أُمَّتي يُقاتِلُونَ علَى الحَقِّ ظاهِرِينَ إلى يَومِ القِيامَةِ، قالَ: فَيَنْزِلُ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فيَقولُ أمِيرُهُمْ: تَعالَ صَلِّ لَنا، فيَقولُ: لا، إنَّ بَعْضَكُمْ علَى بَعْضٍ أُمَراءُ تَكْرِمَةَ اللهِ هذِه الأُمَّةَ."صحيح مسلم / ج : 2 / كتاب : الإيمان / باب : 71 / حديث رقم : 156 / ص : 254 .

* عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " لا تَزالُ طائِفَةٌ مِن أُمَّتي يُقاتِلُونَ علَى الحَقِّ ظاهِرِينَ إلى يَومِ القِيامَةِ، قالَ: فَيَنْزِلُ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فيَقولُ أمِيرُهُمْ: تَعالَ صَلِّ لَنا، فيَقولُ: لا، إنَّ بَعْضَكُمْ علَى بَعْضٍ أُمَراءُ تَكْرِمَةَ اللهِ هذِه الأُمَّةَ." صحيح مسلم. .

ـ " مِنَّا الذي يُصلِّي عِيسَى بنُ مرْيَمَ خلْفَهُ" عزاه السيوطي.صحيح الجامع للألباني.
* قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في سلسلة الأحاديث الصحيحة / ج : 5 / ص : 372 :
ـ وفي الباب أحاديث أخرى فيها التصريح بأن الإمام الذي يصلي خلفه عيسى ـ عليه السلام ـ إنما هو " المهدي " ، تراها في " العرف الوردي " للسيوطي : ص : 81 ، 83 ، 84 .
ـ وختم السيوطي ذلك بما نقله عن أبي الحسن السحري :
" قد تواترت الأخبار ، واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى صلى الله عليه ولم بمجيء المهدي ، وأنه من أهل بيته ،وأنه يخرج مع عيسى عليه السلام ، فيساعده على قتل الدجال ، وأنه يؤم هذه الأمة ، وعيسى يصلي خلفه ... " . ا . هـ .نظم الفرائد / ج : 2 / ص : 527
* مما سبق يتبين وجوب الإيمان بخروج المهدي .
فقد تواترت الأحاديث والآثار عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصحبه تواترًا معنويًا في أخبار المهدي ، فوجب الإيمان بها ، ووجب الإيمان بخروجه كما أخبر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ . رحلة في رحاب اليوم الآخر / ص : 21 .

أم أبي التراب 08-27-2018 01:36 AM

خروج الدجال
الدجال : هو الكثير الكذب ، وسمي كذلك ، لأنه يكذب ويُلَبِّس على الناس دينَهُم فيغطي الحق بالباطل ، وهو رجل من بني آدم ، أهم ما يميزه أنه أعور ، عينه كأنها عنبة طافية عليها ظفرة (1) غليظة ، مكتوب بين عينيه كافر يقرأها كل مؤمن ولو كان أميًا وما من نبي إلا وقد أنذر أمته الأعور الكذاب .
( 1 ) الظفرة : لحمة ، وقيل جلدة تخرج في العين من الجانب الذي يلي الأنف .
* مكان الدجال :
يعيش الدجال الآن في هذا العالم ، محبوس مُقَيَّد بالحديد ، في دَيْر بجزيرة في البحر لا يعلمها إلا الله ، وعندما يحين الوقت الذي أجَّل الله سبحانه خروجه إليه ، سوف يخرج ويظهر .
وقد قدَّر الله عز وجل في عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لرجل نصراني أسلم ـ وهو " تميم الداري " ـ أن يصل إلى مكانه ويتحدث معه ، تصديقًا للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ . المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 119 / بتصرف يسير للإيضاح .

* فعن فاطمة بنت قيس ..... فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتي سَمِعْتُ نِدَاءَ المُنَادِي، مُنَادِي رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، يُنَادِي: الصَّلَاةَ جَامِعَةً، فَخَرَجْتُ إلى المَسْجِدِ، فَصَلَّيْتُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَكُنْتُ في صَفِّ النِّسَاءِ الَّتي تَلِي ظُهُورَ القَوْمِ فَلَمَّا قَضَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ صَلَاتَهُ جَلَسَ علَى المِنْبَرِ، وَهو يَضْحَكُ، فَقالَ: لِيَلْزَمْ كُلُّ إنْسَانٍ مُصَلَّاهُ، ثُمَّ قالَ: أَتَدْرُونَ لِمَ جَمَعْتُكُمْ؟ قالوا: اللَّهُ وَرَسولُهُ أَعْلَمُ، قالَ: إنِّي وَاللَّهِ ما جَمَعْتُكُمْ لِرَغْبَةٍ وَلَا لِرَهْبَةٍ، وَلَكِنْ جَمَعْتُكُمْ، لأنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ كانَ رَجُلًا نَصْرَانِيًّا، فَجَاءَ فَبَايَعَ وَأَسْلَمَ، وَحدَّثَني حَدِيثًا وَافَقَ الذي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عن مَسِيحِ الدَّجَّالِ، حدَّثَني أنَّهُ رَكِبَ في سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ، مع ثَلَاثِينَ رَجُلًا مِن لَخْمٍ وَجُذَامَ، فَلَعِبَ بهِمِ المَوْجُ شَهْرًا في البَحْرِ، ثُمَّ أَرْفَؤُوا (1) إلى جَزِيرَةٍ في البَحْرِ حتَّى مَغْرِبِ الشَّمْسِ، فَجَلَسُوا في أَقْرُبِ ( 2 ) السَّفِينَةِ فَدَخَلُوا الجَزِيرَةَ فَلَقِيَتْهُمْ دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرُ الشَّعَرِ، لا يَدْرُونَ ما قُبُلُهُ مِن دُبُرِهِ، مِن كَثْرَةِ الشَّعَرِ، فَقالوا: وَيْلَكِ ما أَنْتِ؟ فَقالَتْ: أَنَا الجَسَّاسَةُ، قالوا: وَما الجَسَّاسَةُ؟ قالَتْ: أَيُّهَا القَوْمُ انْطَلِقُوا إلى هذا الرَّجُلِ في الدَّيْرِ، فإنَّه إلى خَبَرِكُمْ بالأشْوَاقِ، قالَ: لَمَّا سَمَّتْ لَنَا رَجُلًا فَرِقْنَا( 3 ) منها أَنْ تَكُونَ شيطَانَةً، قالَ: فَانْطَلَقْنَا سِرَاعًا، حتَّى دَخَلْنَا الدَّيْرَ، فَإِذَا فيه أَعْظَمُ إنْسَانٍ رَأَيْنَاهُ قَطُّ خَلْقًا، وَأَشَدُّهُ وِثَاقًا، مَجْمُوعَةٌ يَدَاهُ إلى عُنُقِهِ، ما بيْنَ رُكْبَتَيْهِ إلى كَعْبَيْهِ بالحَدِيدِ، قُلْنَا: وَيْلَكَ ما أَنْتَ؟ قالَ: قدْ قَدَرْتُمْ علَى خَبَرِي، فأخْبِرُونِي ما أَنْتُمْ؟ قالوا: نَحْنُ أُنَاسٌ مِنَ العَرَبِ رَكِبْنَا في سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ، فَصَادَفْنَا البَحْرَ حِينَ اغْتَلَمَ( 4 ) ، فَلَعِبَ بنَا المَوْجُ شَهْرًا، ثُمَّ أَرْفَأْنَا إلى جَزِيرَتِكَ هذِه، فَجَلَسْنَا في أَقْرُبِهَا، فَدَخَلْنَا الجَزِيرَةَ، فَلَقِيَتْنَا دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرُ الشَّعَرِ( 5 ) ، لا يُدْرَى ما قُبُلُهُ مِن دُبُرِهِ مِن كَثْرَةِ الشَّعَرِ، فَقُلْنَا: وَيْلَكِ ما أَنْتِ؟ فَقالَتْ: أَنَا الجَسَّاسَةُ، قُلْنَا: وَما الجَسَّاسَةُ؟ قالَتْ: اعْمِدُوا إلى هذا الرَّجُلِ في الدَّيْرِ، فإنَّه إلى خَبَرِكُمْ بالأشْوَاقِ، فأقْبَلْنَا إلَيْكَ سِرَاعًا، وَفَزِعْنَا منها، وَلَمْ نَأْمَن أَنْ تَكُونَ شيطَانَةً، فَقالَ: أَخْبِرُونِي عن نَخْلِ بَيْسَانَ، قُلْنَا: عن أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قالَ: أَسْأَلُكُمْ عن نَخْلِهَا، هلْ يُثْمِرُ؟ قُلْنَا له: نَعَمْ، قالَ: أَما إنَّه يُوشِكُ أَنْ لا تُثْمِرَ، قالَ: أَخْبِرُونِي عن بُحَيْرَةِ الطَّبَرِيَّةِ، قُلْنَا: عن أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قالَ: هلْ فِيهَا مَاءٌ؟ قالوا: هي كَثِيرَةُ المَاءِ، قالَ: أَما إنَّ مَاءَهَا يُوشِكُ أَنْ يَذْهَبَ، قالَ: أَخْبِرُونِي عن عَيْنِ زُغَرَ( 6 ) ، قالوا: عن أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قالَ: هلْ في العَيْنِ مَاءٌ؟ وَهلْ يَزْرَعُ أَهْلُهَا بمَاءِ العَيْنِ؟ قُلْنَا له: نَعَمْ، هي كَثِيرَةُ المَاءِ، وَأَهْلُهَا يَزْرَعُونَ مِن مَائِهَا، قالَ: أَخْبِرُونِي عن نَبِيِّ الأُمِّيِّينَ ما فَعَلَ؟ قالوا: قدْ خَرَجَ مِن مَكَّةَ وَنَزَلَ يَثْرِبَ، قالَ: أَقَاتَلَهُ العَرَبُ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قالَ: كيفَ صَنَعَ بهِمْ؟ فأخْبَرْنَاهُ أنَّهُ قدْ ظَهَرَ علَى مَن يَلِيهِ مِنَ العَرَبِ وَأَطَاعُوهُ، قالَ لهمْ: قدْ كانَ ذلكَ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قالَ: أَما إنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لهمْ أَنْ يُطِيعُوهُ، وإنِّي مُخْبِرُكُمْ عَنِّي، إنِّي أَنَا المَسِيحُ، وإنِّي أُوشِكُ أَنْ يُؤْذَنَ لي في الخُرُوجِ، فأخْرُجَ فأسِيرَ في الأرْضِ فلا أَدَعَ قَرْيَةً إلَّا هَبَطْتُهَا في أَرْبَعِينَ لَيْلَةً غيرَ مَكَّةَ وَطَيْبَةَ( 7 ) ، فَهُما مُحَرَّمَتَانِ عَلَيَّ كِلْتَاهُمَا، كُلَّما أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ وَاحِدَةً، أَوْ وَاحِدًا، منهما اسْتَقْبَلَنِي مَلَكٌ بيَدِهِ السَّيْفُ صَلْتًا( 8 ) ، يَصُدُّنِي عَنْهَا، وإنَّ علَى كُلِّ نَقْبٍ منها مَلَائِكَةً يَحْرُسُونَهَا، قالَتْ: قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وَطَعَنَ بمِخْصَرَتِهِ في المِنْبَرِ: هذِه طَيْبَةُ، هذِه طَيْبَةُ، هذِه طَيْبَةُ، يَعْنِي المَدِينَةَ، أَلَا هلْ كُنْتُ حَدَّثْتُكُمْ ذلكَ؟ فَقالَ النَّاسُ: نَعَمْ، فإنَّه أَعْجَبَنِي حَديثُ تَمِيمٍ، أنَّهُ وَافَقَ الذي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عنْه، وَعَنِ المَدِينَةِ وَمَكَّةَ، أَلَا إنَّه في بَحْرِ الشَّأْمِ، أَوْ بَحْرِ اليَمَنِ، لا بَلْ مِن قِبَلِ المَشْرِقِ ما هُوَ، مِن قِبَلِ المَشْرِقِ ما هو( 9 ) مِن قِبَلِ المَشْرِقِ، ما هو وَأَوْمَأَ بيَدِهِ إلى المَشْرِقِ، قالَتْ: فَحَفِظْتُ هذا مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ."صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 24 / حديث رقم : 2942 / ص : 107 . الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 465 .
( 1 ) أرفئوا : أي : التجئوا .
( 2 ) أقرب : هي سفينة صغيرة تكون مع الكبيرة . وقيل المراد بأقرب السفينة آخرياتها وما قرب منها للنزول .
( 3 ) فَرِقْنَا : خفنا .
( 4 ) اغْتَلَمَ : أي هاج وجاوز حدَّهُ المعتاد .
( 5 ) أهْلَب كثير الشعر : الأهلب غليظ الشعر كثيرة .
( 6 ) عين زُغَر : بلدة معروفة في الجانب القبلي من الشام .
( 7 ) طَيْبة : هي المدينة ، ويقال لها أيضًا " طابة " .
( 8 ) السيف صَُلْتًا : أي مسلولًا - بفتح الصاد وضمها - .
( 9 ) لفظة " ما هو " قال القاضي : لفظة " ماهو " زائدة ، صلة للكلام ، ليست نافية .
والمراد : إثبات أنه في جهات المشرق . شرح صحيح مسلم / ج : 18 / ص : 108 ، 109 .
* متى يخرج الدجال :
يخرج الدجال بسبب غضبة يغضبها .
* فعن نافع ، قال لَقِيَ ابنُ عُمَرَ ابْنَ صَائِدٍ في بَعْضِ طُرُقِ المَدِينَةِ، فَقالَ له قَوْلًا أَغْضَبَهُ، فَانْتَفَخَ حتَّى مَلأَ السِّكَّةَ، فَدَخَلَ ابنُ عُمَرَ علَى حَفْصَةَ وَقَدْ بَلَغَهَا، فَقالَتْ له: رَحِمَكَ اللَّهُ ما أَرَدْتَ مِنِ ابْنِ صَائِدٍ، أَما عَلِمْتَ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، قالَ: إنَّما يَخْرُجُ مِن غَضْبَةٍ يَغْضَبُهَا؟صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب 19 : ذكر ابن صياد / حديث رقم : 2932 / ص : 77 .
كأنَّها خافَتْ أن يكونَ ابنُ صَيَّادٍ هو الدَّجَّالَ؛ فيكونَ تعرُّضُ ابنِ عُمَرَ له سببًا لخروجِه بفِتْنتِه.
السكة : الطريق .
* وقبيل خروج الدجال يكون للمسلمين شأن كبير وقوة هائلة ، وفي ذلك الوقت يصالح المسلمون الروم ويغزون جميعًا عدوًا مشتركًا فينصرون عليه ، ثم تقوم الحرب بين المسلمين والصليبيين وينتصر فيها المسلمون ، وذلك في ملحمة كبيرة أخبرنا بها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
* عن جابر بن سمرة ، عن نافع بن عتبة بن أبي وقاص ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال "ثمَّ تُقاتِلونَ الرُّومَ، فيَفتَحُها اللهُ، ثمَّ تُقاتِلونَ الدَّجَّالَ، فيَفتَحُها اللهُ. قال جابرٌ: فما يخرُجُ الدَّجَّالُ حتى تُفتَحَ الرُّومُ."صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : الفتن / باب : 35 / حديث رقم : 3304 / ص : 390 .

* عن حسان بن عطية ؛ قال : مال مكحول ، وابن أبي زكريا إلى خالد بن معدان ، وملتُ معهما . فحدثنا عن جُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ ؛ قال : قال لي جُبير : انطلِق بنا إلى ذي مِخْمَرٍ ، وكان رجلاً من أصحاب النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ . فانطلقتُ معهما . فسأله عن الهدنة ، فقال : سمعتُ النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقول" ستُصالِحونَ الرُّومَ صُلْحًا آمِنًا، فتَغزُونَ أنتم وهُمْ عَدُوًّا مِن وَرائِكُم، فتُنْصَرون وتَغْنَمون وتَسْلَمون، ثُمَّ تَرْجِعون حتَّى تَنزِلوا بمَرْجٍ ذي تُلُولٍ، فيَرفَعُ رَجُلٌ مِن أهْلِ النَّصرانيَّةِ الصَّليبَ، فيَقولُ: غَلَبَ الصَّليبُ! فيَغضَبُ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمينَ فيَدُقُّهُ، فعندَ ذلكَ تَغْدِرُ الرُّومُ، وتَجْمَعُ للمَلْحَمةِ. " . صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : الفتن / باب 35 : الملاحم / حديث رقم : 3302 / ص : 389 .
وتَسْلَمون: مـن السلامة ، أي : تسلمون من القتل والجرح في القتال . ا . هـ .
حتَّى تَنزِلوا: أي أنتم وأهل الروم .
بمَرْجٍ ذي تُلُولٍ: مَرْج : أي الموضع الذي ترعى فيه الدواب . قاله السندي .
وفي النهاية أرض واسعة ذات نبات كثيرة .
ذو تُلول : بضم التاء ، جمع " تَل " بفتحها ـ أي بفتح التاء ـ ، وهو موضع مرتفع . عون المعبود / شرح سنن أبي داود / ج : 11 / كتاب : الملاحم / باب : في أمارات الملاحم / الشرح / ص : 269 .

* عن عوف بن مالك الأشجعيِّ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" كونُ بينكم وبينَ بني الأصفرِ هدنَةٌ ، فيغدِرونَ بكم ، فيَسيرونَ إليكم في ثمانينَ غايَةً ، تَحْتَ كُلِّ غايَةً منهم اثنا عشرَ ألفًا
" .صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : الفتن / باب 35 : الملاحم / حديث رقم : 3305 / ص : 390 .
بنو الأصفر : هم الروم نسِبوا إلى الأصفر بن عيصو .
غاية : أي راية . المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 73 .

*وهذه الملحمة التي ستقع بين المسلمين والصليبيين يصفها لنا النبي ـ صلى الله عليه آله وسلم ـ :
* فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بالأعْماقِ، أوْ بدابِقٍ، فَيَخْرُجُ إليهِم جَيْشٌ مِنَ المَدِينَةِ، مِن خِيارِ أهْلِ الأرْضِ يَومَئذٍ، فإذا تَصافُّوا، قالتِ الرُّومُ: خَلُّوا بيْنَنا وبيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقاتِلْهُمْ، فيَقولُ المُسْلِمُونَ: لا، واللَّهِ لا نُخَلِّي بيْنَكُمْ وبيْنَ إخْوانِنا، فيُقاتِلُونَهُمْ، فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لا يَتُوبُ اللَّهُ عليهم أبَدًا، ويُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ، أفْضَلُ الشُّهَداءِ عِنْدَ اللهِ، ويَفْتَتِحُ الثُّلُثُ، لا يُفْتَنُونَ أبَدًا فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ، فَبيْنَما هُمْ يَقْتَسِمُونَ الغَنائِمَ، قدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بالزَّيْتُونِ، إذْ صاحَ فِيهِمِ الشَّيْطانُ: إنَّ المَسِيحَ قدْ خَلَفَكُمْ في أهْلِيكُمْ، فَيَخْرُجُونَ، وذلكَ باطِلٌ، فإذا جاؤُوا الشَّأْمَ خَرَجَ، فَبيْنَما هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتالِ، يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ، إذْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأمَّهُمْ، فإذا رَآهُ عَدُوُّ اللهِ، ذابَ كما يَذُوبُ المِلْحُ في الماءِ، فلوْ تَرَكَهُ لانْذابَ حتَّى يَهْلِكَ، ولَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ بيَدِهِ، فيُرِيهِمْ دَمَهُ في حَرْبَتِهِ.
" . صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 9 / حديث رقم : 2897 / ص : 29 .
الرسالة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة / تأليف أبي عبيدة ماهر / ص : 98 .
الروم : الظاهر أن المراد بهم النصارى .
بالأعْماقِ، أوْ بدابِقٍ: اسم لموضعين بالشام بقرب حلب .
سَبَوْا: روي " سبوا " على وجهين : فتح السين والباء وضمهما .
* قال الإمام النووي : وكلاهما صواب لأنهم سبوا أولاً ثم سبوا الكفار .

* ومن شريط شرح الفتن رقم : 15 / ص : 20 :
تفسير " سُبُوا " أو " سَبَوْا " على الوجهين .
سُبُوا منا : أي أنهم كانوا منا فَأُسِرُوا فأسلموا عندكم ، فهم أصلًا منا .
وأنتم سَبَوْتُمُوهم : أي أسَرْتُمُوهم .
سَبَوْا منا : أي هم الذين أسَروا بعضنا وأخذوهم كرهائن .
لا يتوب الله عليهم : أي لايلهمهم التوبة .
قسطنطينية : هي مدينة مشهورة من أعظم مدائن الروم .
وهي تُعرف الآن بـ استانبول في تركيا . ا . هـ .حاشية الرسالة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 98 .

* عن أبي قتادةَ العدويِّ ، عن يُسَيْرِ بنِ جابرٍ قال "هَاجَتْ رِيحٌ حَمْرَاءُ بالكُوفَةِ، فَجَاءَ رَجُلٌ ليسَ له هِجِّيرَى إلَّا: يا عَبْدَ اللهِ بنَ مَسْعُودٍ جَاءَتِ السَّاعَةُ، قالَ: فَقَعَدَ وَكانَ مُتَّكِئًا، فَقالَ: إنَّ السَّاعَةَ لا تَقُومُ، حتَّى لا يُقْسَمَ مِيرَاثٌ، وَلَا يُفْرَحَ بغَنِيمَةٍ، ثُمَّ قالَ: بيَدِهِ هَكَذَا، وَنَحَّاهَا نَحْوَ الشَّأْمِ، فَقالَ: عَدُوٌّ يَجْمَعُونَ لأَهْلِ الإسْلَامِ، وَيَجْمَعُ لهمْ أَهْلُ الإسْلَامِ، قُلتُ: الرُّومَ تَعْنِي؟ قالَ: نَعَمْ، وَتَكُونُ عِنْدَ ذَاكُمُ القِتَالِ رَدَّةٌ شَدِيدَةٌ، فَيَشْتَرِطُ المُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لا تَرْجِعُ إلَّا غَالِبَةً، فَيَقْتَتِلُونَ حتَّى يَحْجُزَ بيْنَهُمُ اللَّيْلُ، فَيَفِيءُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ، كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ، وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ، ثُمَّ يَشْتَرِطُ المُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ، لا تَرْجِعُ إلَّا غَالِبَةً، فَيَقْتَتِلُونَ حتَّى يَحْجُزَ بيْنَهُمُ اللَّيْلُ، فَيَفِيءُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ، كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ، وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ، ثُمَّ يَشْتَرِطُ المُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ، لا تَرْجِعُ إلَّا غَالِبَةً، فَيَقْتَتِلُونَ حتَّى يُمْسُوا، فَيَفِيءُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ، كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ، وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ، فَإِذَا كانَ يَوْمُ الرَّابِعِ، نَهَدَ إليهِم بَقِيَّةُ أَهْلِ الإسْلَامِ، فَيَجْعَلُ اللَّهُ الدَّبْرَةَ عليهم، فَيَقْتُلُونَ مَقْتَلَةً، إمَّا قالَ لا يُرَى مِثْلُهَا، وإمَّا قالَ لَمْ يُرَ مِثْلُهَا، حتَّى إنَّ الطَّائِرَ لَيَمُرُّ بجَنَبَاتِهِمْ، فَما يُخَلِّفُهُمْ حتَّى يَخِرَّ مَيْتًا، فَيَتَعَادُّ بَنُو الأبِ، كَانُوا مِئَةً، فلا يَجِدُونَهُ بَقِيَ منهمْ إلَّا الرَّجُلُ الوَاحِدُ، فَبِأَيِّ غَنِيمَةٍ يُفْرَحُ؟ أَوْ أَيُّ مِيرَاثٍ يُقَاسَمُ، فَبيْنَما هُمْ كَذلكَ إذْ سَمِعُوا ببَأْسٍ، هو أَكْبَرُ مِن ذلكَ، فَجَاءَهُمُ الصَّرِيخُ، إنَّ الدَّجَّالَ قدْ خَلَفَهُمْ في ذَرَارِيِّهِمْ، فَيَرْفُضُونَ ما في أَيْدِيهِمْ، وَيُقْبِلُونَ، فَيَبْعَثُونَ عَشَرَةَ فَوَارِسَ طَلِيعَةً، قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: إنِّي لأَعْرِفُ أَسْمَاءَهُمْ وَأَسْمَاءَ آبَائِهِمْ، وَأَلْوَانَ خُيُولِهِمْ، هُمْ خَيْرُ فَوَارِسَ علَى ظَهْرِ الأرْضِ يَومَئذٍ، أَوْ مِن خَيْرِ فَوَارِسَ علَى ظَهْرِ الأرْضِ يَومَئذٍ.صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب 11 : إقبال الروم في كثرة القتل عند خروج الدجال / حديث رقم : 2899 / ص : 32 .
شُرْطَةً : بضم الشين طائفة من الجيش تقدم للقتال . شرح صحيح مسلم / ص : 34 .
يفيء : يرجع . شرح صحيح مسلم / ص : 34 .

ما يستفاد من هذه الأحاديث :
1 ـ حشد الروم يكون قرابة مليون جندي : ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفًا
80 × 12000 = 960000 جنديًا .
يتمركزون بالأعماق - دابق - قرب مدينة حلب .
أما جيش المسلمين ، فينطلق من المدينة المنورة ، كما في حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ وتلتحق به الجموع كما في حديث ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ .
2- كثير من الروم يدخلون في الإسلام قبل الملحمة الكبرى .
3- أن هذه الملحمة تكون قبيل خروج الدجال .

*من أين يخرج الدجال :
من حديث حذيفة قال صلى الله عليه وسلم " ..... إنه خارجٌ خَلَّةً بين الشأمِ والعراقِ (1) ..... " . صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 20 / حديث رقم : 2937 / ص : 87 .
يبدأ خروج الدجال من طريق ليس من الشام وليس من العراق بل هو بينهما .
الشام هذه تضم بلاد سوريا والأردن وفلسطين ولبنان ، فلم يكن هناك قديمًا سوريا ولا الأردن ولا لبنان ولا فلسطين ، لأن هذه الحدود الموضوعة إنما وضعها المستعمرون ، رسموها بالقلم وطبقوها أو فرضوها على الواقع .
فالعراق هي نفس تقريبًا العراق على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ لكن مع اختلافات يسيرة في الحدود ، وهي الجزء الشرقي من شمال إقليم الحجاز ونَجْد والذي نسميهم اليوم المملكة العربية السعودية ، أما الشام فهي في المنطقة الغربية من شمال المملكة العربية السعودية .
إذن : فالمنطقة الشرقية اسمها العراق ، والمنطقة الغربية اسمها الشام والدجال يخرج من بين هاتين المنطقتين . ا . هـ .
* عن أبي بكرٍ الصديق ـ رضي الله عنه ـ قال : حدثنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " الدَّجَّالُ يخرجُ من أرضٍ بالمَشرقِ ، يُقالُ لها : خُراسانَ يَتبعُه أقوامٌ كأنَّ وجوهَهُم المَجانُّ المطرَّقةُ" صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : الفتن / باب : 33 / حديث رقم : 3291 / ص : 383 .
المجان : جمع مجن ، وهـو الترس .
المطرَّقة: الطراق : جلد يقطع على مقدار الترس ، فيلصق على ظهره .
شبه وجوههم بالترس لبسطها وتدويرها ، وبالمطرقة لغلظها وكثرة لحمها .

* مدة لبث الدجال في الأرض :
* عن النواس بن سمعان قال : ذكر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الدجال ذات غداةٍ ..... قُلْنَا: يا رَسُولَ اللهِ، وَما لَبْثُهُ في الأرْضِ؟ قالَ: أَرْبَعُونَ يَوْمًا، يَوْمٌ كَسَنَةٍ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ قُلْنَا: يا رَسُولَ اللهِ، فَذلكَ اليَوْمُ الذي كَسَنَةٍ، أَتَكْفِينَا فيه صَلَاةُ يَومٍ؟ قالَ: لَا، اقْدُرُوا له قَدْرَهُ"صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 20 / حديث رقم : 2937 / ص : 88 .
اقْدُرُوا له قَدْرَهُ: أنه إذا مضى بعد طلوع الفجر قدر ما يكون بينه وبين الظهر كل يوم فصلوا الظهر ، ثم إذا مضى بعده قدر ما يكون بين الظهر والعصر فصلوا العصر ..... وهكذا حتى ينقضي اليوم ، وقد وقع فيه صلوات سنة فرائض كلها مؤداه في وقتها .
واليوم الثاني كشهر : بنفس المقياس ، وهكذا اليوم كجمعة ..... .

* أماكن لا يدخلها الدجال :
الدجال لا يدخل المدينة :
* ..... حدثني أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال"ليسَ مِن بَلَدٍ إلَّا سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ، إلَّا مَكَّةَ، والمَدِينَةَ، ليسَ له مِن نِقَابِهَا نَقْبٌ، إلَّا عليه المَلَائِكَةُ صَافِّينَ يَحْرُسُونَهَا، ثُمَّ تَرْجُفُ المَدِينَةُ بأَهْلِهَا ثَلَاثَ رَجَفَاتٍ، فيُخْرِجُ اللَّهُ كُلَّ كَافِرٍ ومُنَافِقٍ."رواه البخاري / حديث رقم : 1881 . الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 491 .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم " عَلَى أنْقابِ المَدِينَةِ مَلائِكَةٌ، لا يَدْخُلُها الطَّاعُونُ، ولا الدَّجَّالُ."رواه البخاري / حديث رقم : 1880 . الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 492 .
أنْقابِ : مداخل أو طرق .

* ..... عن جنادة بن أبي أمية أنه قال : أتيتُ رجلًا من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقلت له : حدثني حديثًا سمعتَهُ من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الدجال ولا تحدثني عن غيرك ، وإن كان عندك مصدقًا ، فقال : سمعتُ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول :
يبلغُ سلطانُهُ كلَّ مَنهلٍ لا يأتي أربعةَ مساجدٍ الكعبةَ ومسجدَ الرَّسولِ والمسجدَ الأقصى والطُّورَ ومَهْما كانَ من ذلِكَ فاعلَموا أنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ ليسَ بأعورَ . وقالَ ابنِ عونِ وأحسبُهُ قد قالَ يسلَّطُ على رجلِ فيقتلُهُ ثمَّ يحييهِ ولا يسلَّطُ على غيرِهِ"الراوي : رجل من الصحابة الأنصار - المحدث : الوادعي - المصدر : الفتاوى الحديثية -الصفحة أو الرقم: 2/120 خلاصة حكم المحدث : صحيح

* مَنْ هم أكثر أتباع الدجال :
* أكثر أتباع الدجال من النساء :
* عن ابن عمر قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم
" يَنْزِلُ الدَّجَّالُ فِي هَذِهِ السَّبَخَةِ بِمَرّ ِقَنَاةَ ، فَيَكُونُ أَكْثَرَ مَنْ يَخْرُجُ إِلَيْهِ النِّسَاءُ ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَرْجِعُ إِلَى حَمِيمِهِ وَإِلَى أُمِّهِ وَابْنَتِهِ وَأُخْتِهِ وَعَمَّتِهِ ، فَيُوثِقُهَا رِبَاطًا ، مَخَافَةَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِ..... " . رواه الإمام أحمد . وقال الشيخ مصطفى العدوي صحيح لغيره . الصحيح المسند من أحاديث الفتن ... / ص : 497 . وهناك من ضعف الحديث قيل في موقع الإسلام سؤال وجواب: والحديث ضعيف لأجل عنعنة محمد بن إسحاق ، فإنه مدلس ، وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/473) ، والشيخ الألباني في "قصة المسيح الدجال" ص88 .
بِمَرّ ِقَنَاةَ: أصل المر ، بفتح الميم وتشديد الراء : الحبل الذي قد أُحبك فتله ، والظاهر أنهم سموا به مواضع من الوديان تكون كالجبال .
حميم الإنسان : خاصته ومن يقرب منه .حاشية كتاب علامات يوم القيامة الكبرى لمحمد بيومي ص : 28 .
* وكذلك أكثر أتباع الدجال من اليهود :
* فعن أنس بن مالك ؛ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال : " يَتْبَعُ الدَّجَّالَ مِن يَهُودِ أصْبَهانَ، سَبْعُونَ ألْفًا عليهمُ الطَّيالِسَةُ."صحيح مسلم / ج : 18/ كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 25 / حديث رقم : 2944 / ص : 113 .
الطَّيالِسَةُ: نوع من أنواع الثياب ، وهو ثوب يلبس على الكتف ويحيط بالبدن .

* قال الشيخ محمد بيومي في رسالته " علامات يوم القيامة الكبرى " ص : 28 :
ولا تعارض بين خروج الدجال من خراسان ، وبين اتباع يهود أصبهان له . ولاشك فإن ظهور الخوارق على يديه ستجعل كل سفيه وجاهل يتبعه . فنسأل الله العافية .

* صفات الدجال :
* عن أنس بن مالكٍ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم" الدَّجَّالُ مَمْسُوحُ العَيْنِ مَكْتُوبٌ بيْنَ عَيْنَيْهِ كافِرٌ، ثُمَّ تَهَجَّاها ك ف ر يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُسْلِمٍ."
صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 20 / حديث رقم : 2933 / ص :82 .
* عن عبد الله بن عمر " أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قَالَ: بيْنَا أنَا نَائِمٌ أطُوفُ بالكَعْبَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ سَبْطُ الشَّعَرِ يَنْطُفُ - أوْ يُهَرَاقُ - رَأْسُهُ مَاءً، قُلتُ: مَن هذا؟ قالوا ابنُ مَرْيَمَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ ألْتَفِتُ، فَإِذَا رَجُلٌ جَسِيمٌ أحْمَرُ جَعْدُ الرَّأْسِ أعْوَرُ العَيْنِ، كَأنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ، قالوا: هذا الدَّجَّالُ أقْرَبُ النَّاسِ به شَبَهًا ابنُ قَطَنٍ رَجُلٌ مِن خُزَاعَةَ."فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : ذكر الدجال / حديث رقم : 7128 .
آدَمُ : أي به سُمْرَة . الآدمة : شدة السُّمرة ، وأيضًا شدة البياض . صحيح الجامع ... / ج : 4 / ص : 171 .
سَبْطُ الشَّعَرِ يَنْطُفُ - أوْ يُهَرَاقُ: أي شعره ناعم سائل سايح .
قال الحافظ في الفتح : ... لا يلزم من كون النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ رآه في المنام
بمكة أنه دخلها حقيقة ، ولو سلم أنه رؤي في زمانه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمكة ، فلا
يلزم أن يدخلها بعد ذلك إذا خرج في آخر الزمان . ا . هـ . حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 480 .
ابنُ قَطَنٍ: هو رجل من بني المصطلق من خزاعة ، وهو رجل من المشركين .قال الزهري في الفتح / ج : 13 / ص : 105 / " هلك في الجاهلية " .
* عن النواس بن سَِمْعَان قال : ذكر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الدجال " ..... إنه شاب قططٌ عينُهُ طافِئة ..... " . صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 20 / حديث رقم : 2937 / ص : 85 .
قطط : أي شديد جعودة الشعر .
* عن أُبيّ ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " الدجال عَيْنُهُ خضراء " .أخرجه أحمد ، وأبونُعيم . صححه الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة / حديث رقم : 1863 .
وفي صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 1 / حديث رقم : 3401 / ص : 640 .
* ..... سمع أُبيًّا يحدث أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذكر الدجال فقال :
" إحدى عينه كأنها زجاجة خضراء ..... " . رواه أحمد . وصححه الشيخ مصطفى العدوي في الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم ... / ص : 476 .
* عن أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " الدجال لا يولد له ، ولا يدخل المدينة ، ولا مكة " .أخرجه أحمد ومسلم . صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 1 / حديث رقم : 3403 / ص : 640 .

* فتن الدجال :
* من فتن الدجال ، أنه معه ماءً ونارًا ، فناره ماء بارد ، وماؤه نار .
* عن عقبة بن عمرٍو وأبي مسعود الأنصاري ، قال : انطلقت معه إلى حُذيفةَ بن اليمان . فقال له عقبة : حدثني ما سمعتَ من رسول الله ـ صلى الله عليه ووسلم ـ في الدجال ، قال :
" إنَّ الدَّجَّالَ يَخْرُجُ، وإنَّ معهُ ماءً ونارًا، فأمَّا الذي يَراهُ النَّاسُ ماءً، فَنارٌ تُحْرِقُ، وأَمَّا الذي يَراهُ النَّاسُ نارًا، فَماءٌ بارِدٌ عَذْبٌ، فمَن أدْرَكَ ذلكَ مِنكُمْ، فَلْيَقَعْ في الذي يَراهُ نارًا، فإنَّه ماءٌ عَذْبٌ طَيِّبٌ."صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 20 / حديث رقم : 2934 / ص : 84 .

* ومن فتن الدجال سرعته في الأرض .
* عن النَّوَّاسِ بن سمعان قال : ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ، فَخَفَّضَ فيه وَرَفَّعَ، حتَّى ظَنَنَّاهُ في طَائِفَةِ النَّخْلِ ............... قُلْنَا: يا رَسُولَ اللهِ، وَما إِسْرَاعُهُ في الأرْضِ؟ قالَ: كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ، فَيَأْتي علَى القَوْمِ فَيَدْعُوهُمْ، فيُؤْمِنُونَ به وَيَسْتَجِيبُونَ له، فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ، وَالأرْضَ فَتُنْبِتُ، فَتَرُوحُ عليهم سَارِحَتُهُمْ، أَطْوَلَ ما كَانَتْ ذُرًا، وَأَسْبَغَهُ ضُرُوعًا، وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ، ثُمَّ يَأْتي القَوْمَ، فَيَدْعُوهُمْ فَيَرُدُّونَ عليه قَوْلَهُ، فَيَنْصَرِفُ عنْهمْ، فيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ ليسَ بأَيْدِيهِمْ شيءٌ مِن أَمْوَالِهِمْ، وَيَمُرُّ بالخَرِبَةِ، فيَقولُ لَهَا: أَخْرِجِي كُنُوزَكِ، فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ،..... " . صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 20 / حديث رقم : 2937 / ص : 85 .
كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ: أي كالغيث تسوقه الرياح بسرعة شديدة .
فَتَرُوحُ عليهم سَارِحَتُهُمْ: ترجع آخر النهار .
سَارِحَتُهُمْ: الماشية التي تسرح . أي : تذهب أول النهار إلى المرعى .
ذُرًا: الأعالي .
أَسْبَغَهُ: أطوله لكثرة اللبن .
وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ: لكثرة امتلائها من الشبع .
مُمْحِلِينَ: أي : يصبحون وقد أصابهم المحل ، وهو انقطاع المطر ويبس الأرض من
الكلأ والعشب .
كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ: ذكور النحل .
* ومن فتن الدجال أن معه ملكين :
* عن سفينة مولى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :خطبنا رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فقال"....... معه ـ أي الدجال- معَهُ ملَكانِ منَ الملائِكَةِ يُشْبِهانِ نبيَّينِ منَ الأنبياءِ لَو شِئتُ سمَّيتُهُما بأسمائِهِما وأسماءِ آبائِهِما واحدٌ منهُما عن يمينِهِ والآخرُ عن شمالِهِ وذلِكَ فتنتُهُ فيقولُ الدَّجَّالُ ألَستُ بربِّكم ألَستُ أُحيي وأميتُ فيقولُ لَه أحدُ الملَكَينِ كذبتَ ما يسمعُهُ أحدٌ منَ النَّاسِ إلَّا صاحبُهُ فيقولُ لَه صدقتَ فيَسمعُهُ النَّاسُ فيظنُّونَ أنَّما يصدِّقُ الدَّجَّالَ وذلِكَ فتنةٌ ..."أخرجه الإمام أحمد ، والطبراني في المعجم الكبير . وقال الشيخ مصطفى العدوي في كتابه : الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 489 . إسناده حسن .
فيقولُ لَه: أي يقول للملك الذي كذَّب الدجال .
صَدَقْـتَ : أي صَدَقْتَ في قولِكَ أن الدجال كاذب .
* فلابد من التسلح بالعلم لمواجهة الفتن ، فهذا هو رجلٌ صالح يواجه المسيح الدجال بماذا ؟ ! بحديث .
يقول للدجال : أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حديثه
* فعن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال حَدَّثَنَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَدِيثًا طَوِيلًا عَنِ الدَّجَّالِ فَكانَ فِيما حَدَّثَنَا به أنْ قالَ: يَأْتي الدَّجَّالُ، وهو مُحَرَّمٌ عليه أنْ يَدْخُلَ نِقَابَ المَدِينَةِ، بَعْضَ السِّبَاخِ الَّتي بالمَدِينَةِ، فَيَخْرُجُ إلَيْهِ يَومَئذٍ رَجُلٌ هو خَيْرُ النَّاسِ، أوْ مِن خَيْرِ النَّاسِ، فيَقولُ أشْهَدُ أنَّكَ الدَّجَّالُ، الذي حَدَّثَنَا عَنْكَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَدِيثَهُ، فيَقولُ الدَّجَّالُ: أرَأَيْتَ إنْ قَتَلْتُ هذا، ثُمَّ أحْيَيْتُهُ هلْ تَشُكُّونَ في الأمْرِ؟ فيَقولونَ: لَا، فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ، فيَقولُ حِينَ يُحْيِيهِ: واللَّهِ ما كُنْتُ قَطُّ أشَدَّ بَصِيرَةً مِنِّي اليَومَ، فيَقولُ الدَّجَّالُ: أقْتُلُهُ فلا أُسَلَّطُ عليه."صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 21 / حديث رقم : 2938 / ص : 95 .
وفي رواية أخرى لمسلم ص : 97
" ..... قال صلى الله عليه وسلم فَيَأْخُذُهُ الدَّجَّالُ لِيَذْبَحَهُ، فيُجْعَلَ ما بيْنَ رَقَبَتِهِ إلى تَرْقُوَتِهِ نُحاسًا، فلا يَسْتَطِيعُ إلَيْهِ سَبِيلًا"
نِقَابَ المَدِينَةِ: أي طرقها وفجاجها ، وهو جمع نقب وهو الطريق بين جبلين .
السِّبَاخِ: جمع سَبَخَة ، وهي الأرض لم تُحْرَث ولم تعمر لملوحتها .

* حرص الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ على التحذير من فتنة الدجال وشره .
قال تعالى " لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ". سورة التوبة / آية : 128 .
ما ترك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خيرًا إلا وأرشد الأمة إليه ، وما ترك
شرًا إلا وحذر الأمة منه ، وذلك لحرصه على سعادتهم وفلاحهم ونجاحهم وفوزهم في الدنيا والآخرة .
ولقد عَلِمَ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ شرَّ المسيح الدجال وعِظَمَ فتنته ، فحذَّر أمته منه ، ووصفه لهم وصفًا دقيقًا حتى لا يخفى على مؤمن ، ولا يُفْتَن به مؤمن بإذن الله
وأخبرنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن كل الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم حذروا أممهم من الدجال .
* فعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم " ما بُعِثَ نَبِيٌّ إلَّا أنْذَرَ أُمَّتَهُ الأعْوَرَ الكَذّابَ، ألا إنَّه أعْوَرُ، وإنَّ رَبَّكُمْ ليسَ بأَعْوَرَ، وإنَّ بيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ كافِرٌ.". رواه البخاري / 7131 ، ومسلم . واللفظ للبخاري . الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 480 .

* وعلَّمنا صلى الله عليه وسلم أن نستعيذ بربنا عز وجل في كل صلاة ، عقب التشهد من فتنة المسيح الدجال .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ مرفوعًا "إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ باللَّهِ مِن أَرْبَعٍ يقولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِن عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ."صحيح مسلم.

* ما يعصم من الدجال :
* عن أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " مَن حَفِظَ عَشْرَ آياتٍ مِن أوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ."صحيح مسلم.
"* عن النواس بن سَِمعان قال : ذكر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الدجال ذات غداةٍ
" ..... فمَن أَدْرَكَهُ مِنكُمْ، فَلْيَقْرَأْ عليه فَوَاتِحَ سُورَةِ الكَهْفِ ..."صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 20 / حديث رقم : 2937 / ص : 85 .

* عن أبي قُلابة قال : رأيت رجلًا بالمدينة وقد طاف الناس به ، وهو يقول :
" قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فـإذا رجل من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال : فسمعته وهو يقول " إنَّ مِن بعدِكمُ الكذَّابَ المضلَّ، وإنَّ رأسَه من بعدِه حُبُكٌ حُبُكٌ حُبُكٌ ثلاثَ مرَّاتٍ، وإنَّهُ سيقولُ : أنا ربُّكم فمن قالَ : لستَ ربَّنا لَكنَّ ربَّنا اللَّهُ، عليهِ توَكَّلنا وإليهِ أنبنا، نعوذُ باللَّهِ من شرِّكَ : لم يَكن لَه عليهِ سُلطانٌ ."أخرجه الإمام أحمد . وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة / حديث رقم : 2808 .وصححه الشيخ مقبل بن هادي الوادعي

* الحث على الفـرار من الدجال والبعد عنه :
* عن أبي الدهماء قال : سمعت عمران بن حصين يحدث ؛ قال :
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم من سمع بالدَّجَّالِ فلينأَ عنه ، فو اللهِ إنّ الرجلَ ليأتيه و هو يحسبُ أنه مؤمنٌ ، فيتبعُه ، مما يبعثُ به الشُّبُهات " أخرجه الإمام أحمد ، وأبو داود . وصححه الشيخ مصطفى العدوي في كتابه : الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 501 .

* فرار الناس من الدجال في الجبال :

* ..... أخبرتني أم شريك أنها سمعت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول "لَيَفِرَّنَّ النَّاسُ مِنَ الدَّجَّالِ في الجِبالِ، قالَتْ أُمُّ شَرِيكٍ: يا رَسولَ اللهِ، فأيْنَ العَرَبُ يَومَئذٍ؟ قالَ: هُمْ قَلِيلٌ."صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 25 / حديث رقم : 2945 / ص : 113 .

* بنو تميم أشد الناس على الدجال :
* عن أبي زُرْعَة عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، قالَ: لا أزالُ أُحِبُّ بَنِي تَمِيمٍ بَعْدَ ثَلاثٍ سَمِعْتُهُ مِن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُها فيهم: هُمْ أشَدُّ أُمَّتي علَى الدَّجَّالِ وكانَتْ فيهم سَبِيَّةٌ عِنْدَ عائِشَةَ، فقالَ: أعْتِقِيها، فإنَّها مِن ولَدِ إسْماعِيلَ، وجاءَتْ صَدَقاتُهُمْ، فقالَ: هذِه صَدَقاتُ قَوْمٍ، أوْ: قَوْمِي"رواه البخاري / حديث رقم : 4366 . ومسلم / حديث رقم : 2525 . الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 497 .
ومن حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 497 .
قال الحافظ في الفتح :
في رواية الشعبي عن أبي هريرة عند مسلم " هُمْ أَشَدُّ النَّاسِ قِتَالًا في المَلَاحِمِ"
" . وهي أعم من رواية أبي زُرْعَة ، ويمكن أن يُحمل العام في ذلك على الخاص ، فيكون
المراد بالملاحم أكبرها وهو قتال الدجال ، أو ذكر الدجال ليدخل غيره بطريق أولى . ا . هـ
* نهاية المسيح الدجال :
* في حديث النواس بن سمعان ، عن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" ثم يدعو رجلًا شابا ممتلئًا شبابًا فيضربُهُ بالسَّيفِ فيقطعُهُ جزلتينِ ، ثمَّ يدعوهُ فيقبلُ يتَهَلَّلُ وجهُهُ يضحَكُ ، فبينما هوَ كذلِكَ إذ هبطَ عيسى بنَ مريمَ بشرقيِّ دمشقَ عندَ المَنارةِ البيضاءِ بينَ مَهْرودتينِ ، قال : ويمرُّ واضعًا يدَه على أجنحةِ ملَكَينِ ، إذ طَأطأَ رأسَهُ قطر ، وإذا رفَعهُ تحدَّرَ منه جُمانٌ كاللُّؤلؤِ ، قال : ولا يحلُّ لِكافرٍ يجدُ ريحَ نَفسِهِ – يعني أحدًا – إلَّا ماتَ ، وريحُ نَفسِهِ مُنتهى بصرِهِ ، قال : فيطلُبُهُ حتَّى يدرِكَهُ بباب لدٍّ ، فَيقتلُهُ"صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 20 / حديث رقم : 2937 / ص : 85 .
المَنارةِ البيضاءِ: المنارة : هي المئذنة .
* من شريط شرح الفتن : رقم : 17 / ص : 25 .
ـ في زمن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما كانت دمشق ضمن بلاد الإسلام أصلًا . بل ما كان في تلك البلاد مسجد له مئذنة ، ما كانت تلك البلاد فتحت ، فهذا الحديث عَلم من أعلام النبوة .
ـ وما بُني هذا الجامع إلا في عهد الأُمويين ، وما كانت له منارة بيضاء .
واليوم في دمشق نجد المسجد الأُموي وله مآذن ومن هذه المآذن ، مأذنة واحدة بيضاء
ـ ونزول عيسى في آخر الزمان ليس كنبي ولا رسول ، وإنما سينزل كعلامة من علامات
الساعة ، وينزل كرجل صالح يحكم في هذه الأمة بالكتاب والسنة .
ـ بعد نزول عيسى عند المنارة البيضاء بدمشق ؛ يتوجه إلى الدجال حتى يدركه بباب
لُدٍّ فيقتله .باب لُدّ بلدة بفلسطين قريبة من القدس ، وهي موجودة الآن وبها مطار إسرائيلي اسمه" مطار اللّد " . ا . هـ .
مهروذتين - وتروى مهرودتين - : أي ينزل في حلتين لابسهما وفيهما صفرة خفيفة .
جمان اللؤلؤ : حبات من الفضة تشبه اللؤلؤ في صفاتها وحسنها .
لا يحل : أي لا يمكن .
حيث طَرْفُه : أي حيث ينتهي امتداد بصره .
بباب لد : بلدة معروفة الآن في فلسطين قريبة من بيت المقدس .

* ومن حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال : " لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى تنزِلَ الرُّومُ بالأعماقِ أو بدَابَقَ.............. فَبيْنَما هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتالِ، يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ، إذْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأمَّهُمْ، فإذا رَآهُ عَدُوُّ اللهِ، ذابَ كما يَذُوبُ المِلْحُ في الماءِ، فلوْ تَرَكَهُ لانْذابَ حتَّى يَهْلِكَ، ولَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ بيَدِهِ، فيُرِيهِمْ دَمَهُ في حَرْبَتِهِ."صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 9 / حديث رقم : 2897 / ص : 30 .
بالأعماقِ أو بدَابَقَ: موضعان بالشام قرب حلب .
يَقْتُلُهُ اللَّهُ بيَدِهِ: أي بيد عيسى ـ عليه السلام ـ .

* عن مجمع بن جارية الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ قال : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقول" يَقتُلُ ابنُ مَريمَ الدَّجَّالَ بِبابِ لُدٍّ"رواه أحمد ، والترمذي . وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح سنن الترمذي / ج : 2 / كتاب : الفتن / باب : 52 / حديث رقم : 1829 / ص : 251 .

* عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : - دخَل علَيَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنا أبكي فقال : ما يُبكيكِ ؟ قالت : يا رسولَ اللهِ ذكَرْتُ الدَّجَّالَ قال : فلا تبكِيَنَّ فإنْ يخرُجْ وأنا حيٌّ أَكفيكُموه وإنْ مِتُّ فإنَّ ربَّكم ليس بأعوَرَ وإنَّه يخرُجُ معه اليهودُ فيسيرُ حتَّى ينزِلَ بناحيةِ المدينةِ وهي يومَئذٍ لها سبعةُ أبوابٍ على كلِّ بابٍ ملَكانِ فيخرُجُ إليه شِرارُ أهلِها فينطلِقُ حتَّى يأتِيَ لُدَّ فينزِلُ عيسى ابنُ مَريمَ فيقتُلُه ثمَّ يلبَثُ عيسى في الأرضِ أربعينَ سنةً أو قريبًا مِن أربعينَ سنةً إمامًا عَدْلًا وحَكَمًا مُقسِطًا"رواه ابن حبان . وصححه الشيخ مصطفى العدوي في كتابه : الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 507 .

أم أبي التراب 08-27-2018 01:38 AM

*
قتال اليهود :
* عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: تُقَاتِلُونَ اليَهُودَ، حتَّى يَخْتَبِيَ أحَدُهُمْ ورَاءَ الحَجَرِ، فيَقولُ: يا عَبْدَ اللَّهِ، هذا يَهُودِيٌّ ورَائِي، فَاقْتُلْهُ." فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 6 / ( 56 ) ـ كتاب : الجهاد والسير / ( 94 ) ـ باب : قتال اليهود / حديث رقم : 2925 / ص : 121 .

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " لا تقومُ الساعةُ حتى تقاتلوا اليهودَ ، حتى يقولَ الحجرُ وراءَه اليهوديُّ : يا مسلمُ هذا يهوديٌّ ورائي فاقْتلْه" فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 6 / ( 56 ) ـ كتاب : الجهاد والسير / ( 94 ) ـ باب : قتال اليهود / حديث رقم : 2926 / ص : 121 .

* وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح / ص : 121 تعليقًا على هذا الحديث :
وفيه إشارة إلى بقاء دين الإسلام إلى أن ينزل عيسى ـ عليه السلام ـ فإنه الذي يقاتل الدجال ، ويستأصل اليهود الذين هم تبع الدجال على ما ورد من طرق أخرى ، وبيانها في علامات النبوة .

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ مرفوعًا - لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يُقاتِلَ المُسْلِمُونَ اليَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ المُسْلِمُونَ حتَّى يَخْتَبِئَ اليَهُودِيُّ مِن وراءِ الحَجَرِ والشَّجَرِ، فيَقولُ الحَجَرُ أوِ الشَّجَرُ: يا مُسْلِمُ يا عَبْدَ اللهِ هذا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعالَ فاقْتُلْهُ، إلَّا الغَرْقَدَ، فإنَّه مِن شَجَرِ اليَهُودِ."صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 18 / حديث رقم : 2922 / ص : 62 . حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 348 .
* ومن حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة : ص : 349 :
ـ قال النووي : " والغرقد " : نوع من شجر الشوك معروف ببلاد بيت المقدس ، وهناك
يكون قتل الدجال واليهود .
ـ وقال ابن حجر في الفتح 6 / 610 :
وفي الحديث ظهور الآيات قرب قيام الساعة من كلام الجماد من شجر وحجر ، وظاهره
أن ذلك ينطق حقيقة .
ـ قلت ـ أي صاحب الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة :
أما عن وقت تكليم الحجر والشجر للمسلم وقولهما يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله ،
فإن ذلك عند قتال المسلمين للدجال وأتباعه من اليهود ، كما هو واضح في رواية
أحمد وغيره من حديث ابن عمر .
* عن ابن عمر قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم"تَقْتَتِلُونَ أنتُمْ ويَهُودُ حتَّى يَقُولَ الحَجَرُ: يا مُسْلِمُ هذا يَهُودِيٌّ ورائِي تَعالَ فاقْتُلْهُ." صحيح مسلم.
* هل الدجال هو ابن صياد ؟
اختلفت الآراء في الدجال هل هو ابن صياد أم لا ؟
وابن صياد كان في عهد النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، وكانت تظهر منه بعض الأعاجيب التي جعلت بعض الصحابة يعتقدون أنه هو المسيح الدجال الذي حذرهم منه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ . علامات يوم القيامة الكبرى / ص : 42 .

* قال النووي في ابن صياد :
قال العلماء : وقصته مشكلة ، وأمره مشتبه في أنه هل هو المسيح الدجال المشهور أم غيره ، ولا شك في أنه دجال من الدجاجلة .
قال العلماء : وظاهر الأحاديث أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يوحى إليه بأنه المسيح الدجال ولا غيره ، وإنما أوحي إليه بصفات الدجال ، وكان في ابن صياد قرائن محتملة ، فلذلك كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يقطع بأنه الدجال ولا غيره ، ولهذا قال لعمر : " فإنْ يَكُنِ الذي تَخَافُ لَنْ تَسْتَطِيعَ قَتْلَهُ. " .شرح النووي : 18 / 46 .
كُنَّا نَمْشِي مع النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَمَرَّ بابْنِ صَيَّادٍ، فَقالَ له رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: قدْ خَبَأْتُ لكَ خَبْأً فَقالَ: دُخٌّ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ، فَقالَ عُمَرُ: يا رَسُولَ اللهِ، دَعْنِي فأضْرِبَ عُنُقَهُ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: دَعْهُ، فإنْ يَكُنِ الذي تَخَافُ لَنْ تَسْتَطِيعَ قَتْلَهُ.
الراوي : عبدالله بن مسعود | صحيح مسلم
وأما احتجاجه هو ـ أي ابن صياد ـ بأنه مسلم والدجال كافر ، وبأنه لا يولد للدجال ، وقد ولـد له هو ، وألا يدخل مكة والمدينة ، وأن ابن صياد دخل المدينة وهو متوجه إلى مكة فلا دلالة له فيه لأن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ إنما أخبر عن صفاته وقت فتنته وخروجه في الأرض . شرح النووي : 18 / 46 . الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 463 .

*فائدة :
هناك أحاديث صحيحة بما ذُكِرَ مذكورة في الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 449 . وغيره .
فمن أراد مزيد من التفصيل فليرجع إليه .
يقال له : ابن صياد ، وابن صائد وسمي بهما في الأحاديث ، واسمه صاف ، وهو يهودي .
*قال البخاري في صحيحه : حدثنا عبـد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري أخبرني سالم بن عبد الله عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما أنَّ عُمَرَ انْطَلَقَ في رَهْطٍ مِن أصْحَابِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قِبَلَ ابْنِ صَيَّادٍ، حتَّى وجَدُوهُ يَلْعَبُ مع الغِلْمَانِ، عِنْدَ أُطُمِ بَنِي مَغَالَةَ، وقدْ قَارَبَ يَومَئذٍ ابنُ صَيَّادٍ يَحْتَلِمُ، فَلَمْ يَشْعُرْ بشيءٍ حتَّى ضَرَبَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ظَهْرَهُ بيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أتَشْهَدُ أنِّي رَسولُ اللَّهِ؟، فَنَظَرَ إلَيْهِ ابنُ صَيَّادٍ، فَقَالَ: أشْهَدُ أنَّكَ رَسولُ الأُمِّيِّينَ، فَقَالَ ابنُ صَيَّادٍ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أتَشْهَدُ أنِّي رَسولُ اللَّهِ؟ قَالَ له النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: آمَنْتُ باللَّهِ ورُسُلِهِ، قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَاذَا تَرَى؟ قَالَ ابنُ صَيَّادٍ: يَأْتِينِي صَادِقٌ وكَاذِبٌ، قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: خُلِطَ عَلَيْكَ الأمْرُ؟ قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنِّي قدْ خَبَأْتُ لكَ خَبِيئًا، قَالَ ابنُ صَيَّادٍ: هو الدُّخُّ، قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ، قَالَ عُمَرُ: يا رَسولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لي فيه أضْرِبْ عُنُقَهُ، قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنْ يَكُنْهُ، فَلَنْ تُسَلَّطَ عليه، وإنْ لَمْ يَكُنْهُ، فلا خَيْرَ لكَ في قَتْلِهِ."صحيح البخاري.
أشْهَدُ أنَّكَ رَسولُ الأُمِّيِّينَ" قال الحافظ في الفتح / ج : 6 / ص : 200
فيه إشعار بأن اليهود الذين كان منهم ابن صياد ، كانوا معترفين ببعثة رسول الله ـ
صلى الله عليه وسلم ـ ، لكن يدَّعون أنها مخصوصة بالعرب . ا . هـ .
: يَأْتِينِي صَادِقٌ وكَاذِبٌ: أي : يأتيه الشيطان بما يسترقه من السمع فيصدق فيه ، ويأتيه مع ذلك بالكذب فيكذب عليه . والله أعلم .
اخْسَأْ: أي اسكت صاغرًا مطرودًا ، قاله ابن التـن . وأصل معناها : التباعد والطرد . انظر لسان العرب : 1155 ، 1156 .
فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ: قال الحافظ : أي لن تجاوز ما قدر الله فيك أو مقدار أمثالك من الكهان . حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 451 .
نزول عيسى ـ عليه السلام ـ

من علامات الساعة الكبرى ، نزول عيسى ـ عليه السلام ـ حيًّا من السماء إلى الأرض ، وهذه ظاهرة ومعجزة باهرة منحها الله للمسيح ـ عليه السلام ـ ، فقد أنقذه الله من أيدي اليهود عندما أرادوا قتله ، ورفَعَه حيًّا ، فإذا اقتربتِ الساعةُ ، أنزله الله إلى الأرض ـ حكمًا عدلًا ـ .قال تعالى " وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا *بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا*. سورة النساء / آية : 157 ، 158 .علامات يوم القيامة الكبرى / ص : 47 .
* فائدة :
عيسى ابن مريم : إثبات همزة الوصل في كلمة " ابن " رغم أنها بين علمين ، ذلك لأنه رسم مصحفي .أما لغةً : فتخضع لقواعد الإملاء . فتكتب " عيسى بن مريم " .
* عن ابن شهاب أن سعيد بن المسيب سمع أبا هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " والذي نَفْسِي بيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، ويَقْتُلَ الخِنْزِيرَ، ويَضَعَ الجِزْيَةَ، ويَفِيضَ المالُ حتَّى لا يَقْبَلَهُ أحَدٌ."رواه البخاري / حديث رقم : 3448 . رواه مسلم / حديث رقم : 155 .
الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 508 .
قال الحافظ في الفتح / ج : 6 / ص : 567 :
قوله : " ليوشكن " : أي ليقربن . أي لابد له من ذلك سريعًا .
قوله " أنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ " أي في هذه الأمة ، فإنه خطاب لبعض الأمة ممن لا يدرك
نزوله .
حَكَمًا: أي حاكمًا ، والمعنى : أنه ينزل حاكمًا بهذه الشريعة ، فإن هذه الشريعة باقية لا
تنسخ . ا . هـ .
وفي بعض الروايات " إمامًا مقسطًا " ، والمقسط :العادل بخلاف القاسط فهو الجائر . ا . هـ .
* إمامة المهدي لعيسى :
* ..... أنه سمع جابر بن عبد الله يقول :
سمعت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول " لا تَزالُ طائِفَةٌ مِن أُمَّتي يُقاتِلُونَ علَى الحَقِّ ظاهِرِينَ إلى يَومِ القِيامَةِ، قالَ: فَيَنْزِلُ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فيَقولُ أمِيرُهُمْ: تَعالَ صَلِّ لَنا، فيَقولُ: لا، إنَّ بَعْضَكُمْ علَى بَعْضٍ أُمَراءُ تَكْرِمَةَ اللهِ هذِه الأُمَّةَ."صحيح مسلم / ج : 2 / كتاب : الإيمان / باب : 71 / حديث رقم : 156 / ص : 254 .

*وصية من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لمن لقي عيسى ـ عليه السلام :
* عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال " مَنْ أدرَكَ منكم عيسى ابنَ مريَمَ ، فلْيُقْرِئْهُ منِّي السلامَ"صحيح الجامع للألباني.

*إهلال عيسى ـ عليه السلام ـ بالحج والعمرة :
* عن حنظلة الأسلمي قال : سمعت أبا هريرة ـ رضي الله عنه ـ يحدث عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال "وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ، لَيُهِلَّنَّ ابنُ مَرْيَمَ بفَجِّ الرَّوْحَاءِ، حَاجًّا، أَوْ مُعْتَمِرًا، أَوْ لَيَثْنِيَنَّهُمَا."صحيح مسلم.
ومن حاشية رسالة : علامات يوم القيامة الكبرى ص : 54 :
لَيُهِلَّنَّ: أي يرفع صوته بالتلبية ، يقول لبيك اللهم لبيك .
بفَجِّ الرَّوْحَاءِ: الفج : الطريق بين الجبلين ، والروحاء طريق يبعد عن المدينة ستة
أميال .
أَوْ لَيَثْنِيَنَّهُمَا: أي يحرم بالحج والعمرة معًا .

* صفة عيسى ـ عليه السلام ـ وما معه :
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " الأنبياءُ إخوَةٌ لِعَلَّاتٍ؛ أُمُّهاتُهم شَتَّى، ودِينُهم واحِدٌ، وإنِّي أوْلى النَّاسِ بعيسى ابنِ مريمَ؛ لأنَّه لم يَكنْ بَيني وبَينَه نَبيٌّ، وإنَّه نازِلٌ، فإذا رأَيْتُموه فاعْرِفوه: رَجُلٌ مَرْبوعٌ إلى الحُمْرةِ والبَياضِ، عليه ثَوْبانِ مُمَصَّرانِ، كأنَّ رأْسَه يَقطُرُ، وإنْ لم يُصِبْه بَلَلٌ، فيَدُقُّ الصَّليبَ، ويَقتُلُ الخِنزيرَ، ويَضَعُ الجِزيةَ، ويَدْعو النَّاسَ إلى الإسلامِ، فيُهلِكُ اللهُ في زمانِه المِلَلَ كُلَّها، إلَّا الإسلامَ، ويُهلِكُ اللهُ في زمانِه المَسيحَ الدَّجَّالَ، ثم تَقَعُ الأمَنَةُ على الأرضِ حتى تَرتَعَ الأُسودُ مع الإبِلِ، والنِّمارُ مع البَقَرِ، والذِّئابُ مع الغَنمِ، ويَلعَبَ الصِّبيانُ بالحَيَّاتِ، لا تَضُرُّهم، فيَمكُثَ أربعينَ سَنةً، ثم يُتَوَفَّى، ويُصلِّي عليه المُسلِمونَ" رواه الإمام أحمد 2 / 406 . وحسن إسناده الشيخ مصطفى العدوي في كتابه : الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 514 .
لِعَلَّاتٍ: العلات الضرائر . وأولاد العَلات : الإخوة من الأب وأمهاتهم شتى . ومعنى الحديث أن أصل دينهم واحد ، وهو التوحيد وإن اختلفت فروع الشرائع ، وقيل المراد : أن أزمنتهم مختلفة .
مُمَصَّرانِ: هي الثياب التي فيها شيء من صفرة ليست بالكثيرة .
الأمَنَةُ: أي الأمن .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " والذي نَفْسِي بيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، ويَقْتُلَ الخِنْزِيرَ، ويَضَعَ الجِزْيَةَ، ويَفِيضَ المالُ حتَّى لا يَقْبَلَهُ أحَدٌ."متفق عليه
حَكَمًا: أي حاكمًا . والمعنى أنه ينزل حاكمًا بهذه الشريعة ـ شـريعة الإسـلام ـ .
فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، ويَقْتُلَ الخِنْزِير: أي يبطل دين النصرانية .
ويَضَعَ الجِزْيَةَ: المعنى : أن الدين يصير واحدًا ، فلا يبقى أحد من أهـل الذمة
يؤدي الجزية . حاشية الرسالة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 156 ، 157 .

* لبثه في الأرض :
يمكث عيسى ـ عليه السلام ـ في الناس بعد نزوله من السماء ، أربعين سنة . لحديث أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها :
* عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت دخَل علَيَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنا أبكي فقال : ما يُبكيكِ ؟ قالت : يا رسولَ اللهِ ذكَرْتُ الدَّجَّالَ قال : فلا تبكِيَنَّ فإنْ يخرُجْ وأنا حيٌّ أَكفيكُموه وإنْ مِتُّ فإنَّ ربَّكم ليس بأعوَرَ وإنَّه يخرُجُ معه اليهودُ فيسيرُ حتَّى ينزِلَ بناحيةِ المدينةِ وهي يومَئذٍ لها سبعةُ أبوابٍ على كلِّ بابٍ ملَكانِ فيخرُجُ إليه شِرارُ أهلِها فينطلِقُ حتَّى يأتِيَ لُدَّ فينزِلُ عيسى ابنُ مَريمَ فيقتُلُه ثمَّ يلبَثُ عيسى في الأرضِ أربعينَ سنةً أو قريبًا مِن أربعينَ سنةً إمامًا عَدْلًا وحَكَمًا مُقسِطًا" رواه ابن حبان . وصححه الشيخ مصطفى العدوي في كتابه : الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 507 .

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال :
" الأنبياءُ إخوَةٌ لِعَلَّاتٍ؛ أُمُّهاتُهم شَتَّى، ودِينُهم واحِدٌ..... إلى أن قال صلى الله عليه وسلم : فيَمكُثَ أربعينَ سَنةً، ثم يُتَوَفَّى، ويُصلِّي عليه المُسلِمونَ" رواه الإمام أحمد . إسناده حسن . الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 514 .

* يعيش الناس في زمن عيسى عيشة كلها سلام وأمن وطمأنينة ، ويبارك الله فيما يخرج من الأرض ، وذلك بسبب بركة عيسى ـ عليه السلام ـ .
قال تعالى " قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا *وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا".سورة مريم / آية : 30 ، 31 .
ويظل الناس يتمتعون بما هم فيه من هذا النعيم ، حتى يخرج يأجوج ومأجوج ، وعيسى بين الناس ، فيوحي الله إليه " إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إلى عِيسَى: إنِّي قدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي، لا يَدَانِ لأَحَدٍ بقِتَالِهِمْ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إلى الطُّورِ وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَهُمْ مِن كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ،....."
وهذا جزء من حديث عـن النَّوَّاسِ بن سَِمْعَانَ ..... صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / ( 20 ) ـ باب : ذكر الدجال وصفته وما معه / حديث رقم : 2937 / ص : 85 .
فكيف يخرجون ومتى ؟ وأين هـم الآن ؟
هذا ما سنعرفه إن شاء الله ، في العلامة التالية .
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن . آمين .
رحلة في رحاب اليوم الآخر / ص : 50 / بتصرف .

أم أبي التراب 08-27-2018 01:41 AM

خروج يأجوج ومأجوج
العلامة الرابعة من علامات الساعة الكبرى هي : خروج يأجوج ومأجوج .
وهي العلامة التي تلي خروج " عيسى بن مريم " ـ عليه السلام ـ .
ويأجوج ومأجوج يخرجون في زمن " عيسى " ـ عليه السلام ـ ، ويهلكون في وجوده ـ عليه السلام ـ .
لحديث النواس بن سَِمعان قال" ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ، فَخَفَّضَ فيه وَرَفَّعَ، حتَّى ظَنَنَّاهُ في طَائِفَةِ النَّخْلِ ، ....... .
فَقالَ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ " ....... ، وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَهُمْ مِن كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ علَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ فَيَشْرَبُونَ ما فِيهَا، وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فيَقولونَ: لقَدْ كانَ بهذِه مَرَّةً مَاءٌ، وَيُحْصَرُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، حتَّى يَكونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِن مِئَةِ دِينَارٍ لأَحَدِكُمُ اليَومَ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، ، ..... " .صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن / ( 20 ) ـ باب : ذكر الدجال وصفته وما معه / حديث رقم : 2937 / ص : 85 . رسالة الفتن والملاحم وأشراط الساعة تأليف أبي عبيدة ماهر / ص : 120 .
حَدَبٍ: المرتفع من الأرض .
يَنْسِلُونَ: يسرعون .
بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ: هي بحيرة في طرف جبل . وجبل الطور مطل عليها .
رَأْسُ الثَّوْرِ لأَحَدِهِمْ خَيْرًا..... : وذلك لنفاذ مؤنهم وهم محاصرون بيأجوج ومأجوج .

* ذِكر يأجوج ومأجوج في القرآن الكريم ، والسنة النبوية الصحيحة :

أولًا : في القرآن الكريم

* قال تعالى " قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا" سورة الكهف / آية : 49 .
* وقال تعالى " حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ"سورة الأنبياء / آية : 96 .

ثانيًا : في السُّنَّة الصحيحة

* ..... أن زينبَ بنتِ جَحْشٍ زوج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قالت :
خَرَجَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَوْمًا فَزِعًا مُحْمَرًّا وَجْهُهُ يقولُ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِن شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ اليومَ مِن رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هذِه وَحَلَّقَ بإصْبَعِهِ الإبْهَامِ، وَالَّتي تَلِيهَا. قالَتْ فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قالَ: نَعَمْ إذَا كَثُرَ الخَبَثُ." فتح الباري / ج : 13 / كتاب الفتن / باب : 28 / حديث رقم : 7135 / ص : 113 .وصحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 1 / حديث رقم : 2880 / ص : 5 .
الخَبَثُ: الفجور والفسق وأولاد الزنا .
فلنحذر الآخرة فقد بدأ فعلًا فتح هذا السد وذلك من زمن الرسول صلى الله عليه وسلم .....
ـ وفي رواية لمسلم : 2881 : عن أبي هريرة" فُتِحَ اليومَ مِن رَدْمِ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ مِثْلُ هذِه وعَقَدَ وُهَيْبٌ بيَدِهِ تِسْعِينَ."
وذلك بأن جعل طرف سبابته اليمنى في أصل الإبهام ، وضمها محكمًا ، بحيث انطوت عقدة إبهامها حتى صارت كالحيـة المطوقـة . من كتاب المسيح المنتظر ... / ص : 233 .

* عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال يقولُ اللَّهُ تَعالَى: يا آدَمُ، فيَقولُ: لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ، والخَيْرُ في يَدَيْكَ، فيَقولُ: أخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ، قالَ: وما بَعْثُ النَّارِ؟ قالَ: مِن كُلِّ ألْفٍ تِسْعَ مِئَةٍ وتِسْعَةً وتِسْعِينَ، فَعِنْدَهُ يَشِيبُ الصَّغِيرُ، وتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها، وتَرَى النَّاسَ سُكارَى وما هُمْ بسُكارَى، ولَكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ. قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، وأَيُّنا ذلكَ الواحِدُ؟ قالَ: أبْشِرُوا؛ فإنَّ مِنكُم رَجُلًا، ومِنْ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ ألْفًا . ثُمَّ قالَ: والذي نَفْسِي بيَدِهِ، إنِّي أرْجُو أنْ تَكُونُوا رُبُعَ أهْلِ الجَنَّةِ، فَكَبَّرْنا، فقالَ: أرْجُو أنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أهْلِ الجَنَّةِ، فَكَبَّرْنا، فقالَ: أرْجُو أنْ تَكُونُوا نِصْفَ أهْلِ الجَنَّةِ، فَكَبَّرْنا، فقالَ: ما أنتُمْ في النَّاسِ إلَّا كالشَّعَرَةِ السَّوْداءِ في جِلْدِ ثَوْرٍ أبْيَضَ. أوْ كَشَعَرَةٍ بَيْضاءَ في جِلْدِ ثَوْرٍ أسْوَدَ"صحيح البخاري.
ويؤخذ من الحديث أن يأجوج ومأجوج هم أكثر أهل النار .
* كيفية خروج يأجوج ومأجوج :
قال الله تعالى " وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا*إِنَّا مَكَّنّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا*فَأَتْبَعَ سَبَبًا*حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا*قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا* وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا*ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا*حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا*كَذَٰلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا*ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا *حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا*قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا *قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا*آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا*فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا*قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ". الكهف / آية : 83 ـ 98 .
" إِنَّا مَكَّنّا لَهُ فِي الْأَرْضِ : أي ملَّكَهُ الله تعالى ، ومكنه من النفوذ في أقطار الأرض وانقيادهم له .

الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا*فَأَتْبَعَ سَبَبًا : أي أعطاه الله من الأسباب الموصلة له ، لما وصل إليه ، ما به يستعين على قهر البلدان ، وسهولة الوصول إلى أقاصي العمران .
وعمل بتلك الأسباب التي أعطاه الله إياها : أي استعملها على وجهها . تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان / تفسير سورة الكهف / ص : 435 .

فذكر الله لذي القرنين ثلاث رحلات :
الأولى : إلى الغرب .
والثانية : إلى الشرق .
والثالثة : إلى ما بين السدين .
* الرحلة الأولى : فإن الله تعالى قد مكّن لذي القرنين في الأرض ، وسخر له أسباب كل شيء ، ليتمكن بذلك من ملك الأرض والسيطرة عليها والهيمنة عليها .فخرج يومًا مع جنوده في رحلة إلى المغرب ، حتى انتهى إلى البحر المحيط ، وهناك رأى الشمس تغرب في عينٍ حَمِئَةٍ ، ومغربُ الشمس يختلف بالنسبة للرائي وبالنسبة للمكان ، فأنت إذا كنت في الوادي أمام الجبل رأيت الشمس عند غروبها وكأنها تسقط خلف الجبل ، وإذا كنت على الساحل تراءت لك كأنها تسقط في البحر وهكذا .
" حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا"
فمكنه الله منهم وخيّره أن يفعل فيهم ما يشاء .
" قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا".
وهنا يظهر عدلُ ذي القرنين وسماحته ورحمته ورأفتُهُ ، وإيمانه بالله عز وجل ، فإن ذا القرنين عبدٌ صالح ، مؤمن موحّد ، قال ذو القرنين :
" قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا"
يعني : أما من ظلم نفسه بالشرك وبالكفر ، ولم يتبعني ، ولم يؤمن بالله عز وجل ويترك عبادة ما سواه ، فسوف أعذبه في الدنيا عذابًا شديدًا ، ثم يُرَدُّ إلى ربه يوم القيامة فيعذبه عذابًا نكرًا .
" وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا"
يعني : وأما من آمن بي واتبعني على ما جئت به من الدعوة إلى الله ، وتوحيد الله ، وترك عبادة ما سوى الله .
" صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى" يعني : عند الله ، والحسنى هي الجنة ، وأما من جِهَتي .
" وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا" وهذا هو واجب الحاكم الصالح في كل زمان ، على الحاكم الصالح أن يكافيء المحسنَ على إحسانه ، وأن يجازي المسيءَ بإساءته ، فإن الناس إذا قالوا للمحسن : أحسنت ، وللمسيء : أسأت ، رجع المسيء عن إساءته ، واجتهد المحسنُ في إحسانه ، أما أن يُقَرَّبَ المسيئون ، ويُقْصى المحسنون ، فحينذاك ينتشر الفساد ، وتعم الفوضى ، وتنزع البركة .
* الرحلة الثانية :
بهذا انتهت الرحلة الأولى نحو المغرب لذي القرنين ، فعاد ليتابع المسير نحو المشرق ، قاصدًا مطلع الشمس ، متبعًا للأسباب فوصل إلى مطلع الشمس :
" حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا*
أي أن ذا القرنين انتهى في سفره نحو الشرق إلى جماعة من بني آدم يعيشون على وجه الأرض ، وليس لهم ما يسترهم من الشمس .
* الرحلة الثالثة :
ثم تابع المسير فوصل إلى ما بين السدين :
*حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا*
أين هذان السدان ؟ لم يحدد القرآن لهما مكانًا ، فلنسكت عما سكت عنه القرآن
حتى إذا بلغ بين السدين وجـد من دونهما قومًا متخلفين متأخرين ، لا حضارة لهم ولا مدنية ، ولا يكادون يفقهون قـولًا . فما إن رأوا ذا القرنين حتى استغاثوا به لما رأوا من التمكين الذي مكَّنه الله له :

قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا "أي : هل نجمع لك من أموالنا عطاء نقدمه لك مقابل أن تجعل بيننا وبين يأجوج ومأجوج سَدًا ؟ وكيف يطمع ذو القرنين في حطام الدنيا الزائل ، وفي شيء من المال قليل ، يجمعه له هؤلاء الناس ، وقد مكّنه الله في الأرض كلها ، وآتاه كنوزها كلها .
"*قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا "أي : ما مكني فيه ربي خير مما تبذلون لي وتعطوني ، أنا لست بحاجة إلى جُعْلِكم ، ولا أطمع في مالكم " مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ"" ولكن الذي أرجوه أن تساعدوني بالعدة والعتاد ، وأن تعينوني بقوة ، أجعل بينكم وبينهم ردمًا .

حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا أي : قطع الحديد الكبيرة .
"" حَتَّى إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ "أي : الجبلين اللذين بنى بينهما السد فسد المدخل الذي بينهما .

" قَالَ انفُخُوا"أي انفخوا النار : أي أوقدوها إيقادًا عظيمًا ، واستعملوا لها المنافيخ لتشتد ، فتذيب النحاس ، فلما ذاب النحاس ، الذي يريد أن يلصقه بين زُبر الحديد قال :
حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا* والقِطْر هو النحاس المذاب ، وقد ثبت علميًّا بعد قرون كثيرة أن النحاس إذا صُبَّ على الحديد أعطى معدنًا قويًا شديد الصلابة .

"فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا" يعني : أن يأجوج ومأجوج وقفوا عاجزين أمام هذا السد ، فما استطاعوا أن يعلوه بالصعود عليه لارتفاعه حتى ينزلوا من الجهة الأخرى ، وما استطاعوا أن يثقبوه لإحكامه وقوته فيخرجوا منه . رحلة في رحاب اليوم الآخر / ص : 53 : 56 . بتصرف يسير .
تفسير : تيسير الكريم الرحمن للسعدي / ص : 486 .
فلما فعل هذا الفعل الجميل والأثر الجليل ، أضاف النعمة إلى موليها وقال :
*قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ". أي من فضله وإحسانه عليّ .
وهذه حال الخلفاء والصالحين ، إذا مَنَّ الله عليهم بالنعم الجليلة ، ازداد شكرهم وإقرارهم ، واعترافهم بنعمة الله ، كما قال سليمان ـ عليه السلام ـ ، لما حضر عنده عرش ملكة سبأ ..... قال " هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ"
" فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ " أي لخروج يأجوج ومأجوج .
" جَعَلَهُ " أي ذلك السد المحكم المتقن .
" دَكَّاءَ " أي دكه فانهدم واستوى هو والأرض .
" وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا"تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان / تفسير سورة الكهف / ص : 436 .

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم
إنَّ يأجوجَ ومأجوجَ يحفُرونَ كلَّ يومٍ حتَّى إذا كادوا يَرونَ شُعاعَ الشَّمسِ قالَ الَّذي عليهم ارجِعوا فسنَحفرُهُ غدًا فيعيدُهُ اللَّهُ أشدَّ ما كانَ حتَّى إذا بلَغت مُدَّتُهم وأرادَ اللَّهُ أن يبعثَهُم علَى النَّاسِ حفروا حتَّى إذا كادوا يَرونَ شعاعَ الشَّمسِ قالَ الَّذي عليهِم ارجِعوا فستحفُرونَهُ غدًا إن شاءَ اللَّهُ تعالى واستَثنَوا فيعودونَ إليهِ وَهوَ كَهَيئتِهِ حينَ ترَكوهُ فيحفُرونَهُ ويخرجونَ علَى النَّاسِ فيُنشِفونَ الماءَ ويتحصَّنُ النَّاسُ منهم في حصونِهِم فيرمونَ بسِهامِهِم إلى السَّماءِ فترجِعُ عليها الدَّمُ الَّذي اجفَظَّ فيقولونَ قَهَرنا أهْلَ الأرضِ وعلَونا أهْلَ السَّماءِ فيبعثُ اللَّهُ نَغَفًا في أقفائِهِم فيقتلُهُم بِها قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ والَّذي نفسي بيدِهِ إنَّ دوابَّ الأرضِ لتَسمنُ وتَشكَرُ شَكَرًا من لحومِهِم"
رواه أحمد . والترمذي : 3153 . وابن ماجه : 4080 . وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة : 1735 .
استثنوا : أي قالوا : " إن شاء الله " .
احفظَّ : أي : امتلأ ، أي : ترجع ممتلئة دمًا .

* نهاية يأجوج ومأجوج :
* من حديث النواسِ بنِ سَِمْعَانَ الكلابي عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم
" .....فَبيْنَما هو كَذلكَ إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إلى عِيسَى: إنِّي قدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي، لا يَدَانِ لأَحَدٍ بقِتَالِهِمْ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إلى الطُّورِ وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَهُمْ مِن كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ علَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ فَيَشْرَبُونَ ما فِيهَا، وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فيَقولونَ: لقَدْ كانَ بهذِه مَرَّةً مَاءٌ، وَيُحْصَرُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، حتَّى يَكونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِن مِئَةِ دِينَارٍ لأَحَدِكُمُ اليَومَ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، فيُرْسِلُ اللَّهُ عليهمُ النَّغَفَ في رِقَابِهِمْ، فيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ، ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إلى الأرْضِ، فلا يَجِدُونَ في الأرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلَّا مَلأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إلى اللهِ، فيُرْسِلُ اللَّهُ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ البُخْتِ فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ مَطَرًا لا يَكُنُّ منه بَيْتُ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ، فَيَغْسِلُ الأرْضَ حتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَةِ، ثُمَّ يُقَالُ لِلأَرْضِ: أَنْبِتي ثَمَرَتَكِ، وَرُدِّي بَرَكَتَكِ، فَيَومَئذٍ تَأْكُلُ العِصَابَةُ مِنَ الرُّمَّانَةِ، وَيَسْتَظِلُّونَ بقِحْفِهَا، وَيُبَارَكُ في الرِّسْلِ، حتَّى أنَّ اللِّقْحَةَ مِنَ الإبِلِ لَتَكْفِي الفِئَامَ مِنَ النَّاسِ، وَاللِّقْحَةَ مِنَ البَقَرِ لَتَكْفِي القَبِيلَةَ مِنَ النَّاسِ وَاللِّقْحَةَ مِنَ الغَنَمِ لَتَكْفِي الفَخِذَ مِنَ النَّاسِ...."
صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 20 / حديث رقم : 2937 / ص : 92 .
لا يدانِ : تثنية " يد " . ومعناه : لا قـدرة ولا طاقة . لأن المباشرة والدفع إنما يكون
باليد . وكأن يَديه معدومتان لعجزه عن دفعه .
فَحَرِّزْ : أي ضمهم واجعل الطور لهم حرزًا .يقال : أحرزت الشيء أحرزه إحرازًا ، إذا حفظتَهُ وضممتَهُ إليك وصنته عن الأخذ .
الطور : هو الجبل الذي ناجى عليه موسى ربه ، وهو بالقرب من مصر عند
موضع يسمى مدين .
الحدب : المرتفع من الأرض .
ينسلون : يسرعون . يعني : أنهم يتفرقون في الأرض فلا ترى مرتفعًا من الأرض إلا وقوم منهم يهبطون منه مسرعين في المشي إلى الفساد .
بحيرة طبرية : هي بحيرة في طرف جبل ، وجبل الطور مطلٌّ عليها .
حتى يكون رأس الثور لأحدِهِمْ خيرًا من مائة دينارٍلأحدِكُمُ اليومَ : أي : أنهم تبلغ بهم الفاقة إلى حد نفاذ مؤنهم وهم محاصرون بيأجوج ومأجوج .
النغف : هو دود يكون في أنوف الإبل والغنم .
فَرْسَى : أي قتلى .
زَهَمُهُم : دسمهم .
نتنهم : رائحتهم الكريهة .
لا يَكُنُّ منه بيتُ مُدَرٍ : أي لا يمنع من نزول الماء بيت . المَدَر : الطين الصلب .
الزلفة : أي كالمرآة في صفائها ونظافتها . وقيل غيره .
العصابة : أي الجماعة .
بقحفها : وهو مقعر قشرها ، شبهها بقحف الرأس ، وهو الذي فوق الدماغ .
وقيل : ما انفلق من جمجمته وانفصل .
الرّسْل : هو اللبن الحليب .
اللَِّقْحة : بكسر اللام وفتحها لغتان مشهورتان ، والكسر أشهر . وهي القريبة العهد بالولادة
الفِئَام : الجماعة الكثيرة .
الْفَخْذَ : الجماعة من الأقارب ، وهم دون البطن ، والبطن دون القبيلة . قال القاضي : قال ابن فارس : " الفخذ " هنا بإسكان الخاء لا غير ، فلا يقال إلا بإسكانها ، بخلاف " الْفَخِْذ " التي هي العضو ، فإنها تكسر وتسكن .

*شُبْهَة والرد عليها :
هناك شبهة قد تعترض بعض الناس ، وهي أننا في زمان أصبحت جغرافية العالم معروفة ومكشوفة ، ومع هذا التقدم لم يُسْمَع عن هذا السّدّ ، ولا عن هؤلاء القوم الذين وراءه ، ولو كان ذلك حقيقة لاكتُشِف .
والجواب :
أنه ليس كل موجـود يُرَى ، فعقل الإنسان أقرب ما يكون إليه ، وهو لا يراه ، والجن موجودون ونحن لا نراهم ، والملائكـة كذلك .
فوجب الإيمان بما أخبر به الله تبارك وتعالى ، والوقوف بأدب مع القرآن ، والإيمان بما جاء فيه ، والسكوت عما سكت عنه وقد قيل : إن منطقة في البحـر المحيط عند مثلث برمودا لا يدخلها شيء إلا هلك ، ولا يعرفون عن سر ذلك شيئًا إلى الآن .فما الجواب عن هذا ؟ ! ! . رحلة في رحاب اليوم الآخر / عبد العظيم بدوي / ص : 58 .

أم أبي التراب 08-27-2018 01:49 AM

طلوع الشمس من مغربها
اقتضت حكمة الله في نظام الكون أن تطلع الشمس من جهة المشرق ، وأن تغيب من جهة المغرب كل يوم ، وشاءت حكمته البالغة أن يجعلها عند فساد الناس في آخر الزمان ، وعصيانهم أوامر الله ، وتبديلهم دين الحق ، أن يجعلها تطلع من جهة المغرب ، بعكس نظامها الحالي ، لتكون آية عظيمة دالة على قرب قيام الساعة ، يراها كل من يكون في ذلك الوقت ، وآنئذ تنكشف لهم الحقائق .
ولا يقبل ـ حين ذاك ـ الإيمان ممن لم يكن آمن من قبل ، كما لا تقبل توبة العاصي .
من كتاب المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 282 .
فهذه أول علامة من علامات تغير الكون قرب قيام الساعة .

* أدلة طلوع الشمس من المغرب :
* قال تعالى " هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ" سورة الأنعام / آية : 158 .
وقد دلت الأحاديث الصحيحة على أن المراد " ببعض الآيات " هنا ، هو طلوع الشمس من مغربها . وهو قول جمهور المفسرين كما قال الطبري في تفسيره لدى تعرضه للآية . المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 282 .

* ومن الأحاديث الدالة على ذلك :

* عن أبي ذرٍّ ـ رضي الله عنه ـ قال قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لأبِي ذَرٍّ حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ: أتَدْرِي أيْنَ تَذْهَبُ؟، قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: فإنَّهَا تَذْهَبُ حتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ العَرْشِ، فَتَسْتَأْذِنَ فيُؤْذَنُ لَهَا ويُوشِكُ أنْ تَسْجُدَ، فلا يُقْبَلَ منها، وتَسْتَأْذِنَ فلا يُؤْذَنَ لَهَا يُقَالُ لَهَا: ارْجِعِي مِن حَيْثُ جِئْتِ، فَتَطْلُعُ مِن مَغْرِبِهَا، فَذلكَ قَوْلُهُ تَعَالَى"وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذلكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ "يس: 38.صحيح البخاري.فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 6 / كتاب : بدء الخلق / ( 4 ) ـ باب : صفة الشمس والقمر بحسبان / حديث رقم : 3199 / ص : 343 .
تَسْجُدَ: سجود كل شيء بما يختص ويليق به ، فيسجد لعظمة الله كل شيء ،
طوعًا أو كرهًا . حاشية المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 284 .

* عن عبد الله بن عمرو ؛ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " أوَّلُ الآياتِ خُروجًا، طلوعُ الشَّمسِ مِن مغربِها، وخروجُ الدَّابَّةِ على النَّاسِ ضُحًى، قالَ عبدُ اللَّهِ: فأيَّتُهُما ما خَرجت قبلَ الأخرى فالأُخرى منها قريبٌ، قالَ عبدُ اللَّهِ: ولا أظنُّها إلَّا طُلوعَ الشَّمسِ من مغربِها"صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : الفتن / ( 32 ) ـ باب : طلوع الشمس من مغربها / حديث رقم : 3288 / ص : 382 .
* غلق باب التوبة :
دلت الآية ، والأحاديث الثابتة الصحاح والحسان على أن باب التوبة مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت من مغربها لا يُقْبَل الإيمان من الكافر ، ولا التوبة من العاصي .
* عـن أبي موسى ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ باللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِهَا." رواه مسلم .

وطلوع الشمس من مغربها هو العلامة الأولى لتغير أحوال الكون ، ولاسيما العالم العلوي ، وهو قريب جدًا من قيام الساعة ؛ ولذلك يغلق باب التوبة ، وتخرج الدابة .المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 288 .

خروج الدابة
ومن علامات الساعة بعد طلوع الشمس من مغربها ، وإغلاق باب التوبة أن يخلق الله سبحانه دابة تخالف ما عهده البشر من الدواب ، فهي تخرج من الأرض وهي تعقل وتنطق ، فهي تخاطب الناس مميزة المؤمن من الكافر ، تخاطبهم على تركهم أوامر الله وتبديلهم دين الحق .

* قال الألوسي في : روح المعاني : 6 / 314 :
أي تكلمهم بأنهم لا يتيقنون بآيات الله تعالى الناطقة بمجيء الساعة ، ومباديها ، أو بجميع آياته التي من جملتها تلك الآيات . ا . هـ .
* أدلة خروجها :
قال تعالى " وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ". سورة النمل / آية : 82 .
* عن عبد الله بن عمرو ، قال : حفظتُ من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حديثًا لم أنْسَهُ بعدُ . سمعتُ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول"إنَّ أوَّلَ الآياتِ خُرُوجًا، طُلُوعُ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها، وخُرُوجُ الدَّابَّةِ علَى النَّاسِ ضُحًى، وأَيُّهُما ما كانَتْ قَبْلَ صاحِبَتِها، فالأُخْرَى علَى إثْرِها قَرِيبًا."
صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 23 / حديث رقم : 2941 / ص : 102 .
* تَسِمُ الناس على أنوفهم بالإيمان أو الكفر :
* عن أبي أمامة ـ رضي الله عنه ـ يرفعه إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم " تخرجُ الدابَّةُ ، فتَسِمُ الناسَ على خراطيمِهم ، ثم يُعمِّرون فيكم ، حتى يشتريَ الرجلُ الدابَّةَ ، فيُقالُ : ممَّنِ اشتريتَ ؟ فيقولُ : من الرجلِ المُخَطَّمِ"صحيح الجامع للشيخ الألباني.
فتَسِمُ: تُعَلِّمهم .
خراطيمِهم: أنوفهم .
المُخَطَّمِ: أي : المعلَّم أنفه .حاشية ترتيب أحاديث صحيح الجامع الصغير وزيادته على الأبواب الفقهية / ج : 4 / كتاب : علامات الساعة / باب : 12 / ص : 198 .
* وقال صاحب : الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة ص : 548 :
هذا وقد أورد ابنُ جرير الطبري ـ رحمه الله ـ ، وكذلك الحافظ ابن كثير ، جملة آثار في هذا الباب توضح من أين تخرج الدابة ، وصفتها ، وما معها ، وما تعمل إلى غير ذلك ، وفي أغلب الأسانيد التي ذكروها نظر ، ولم نقف على شيء مرفوع يُعوَّلُ عليه في هذا الباب والله أعلم . ا . هـ .
ظهور الدخان
قال تعالى" فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ*يَغْشَى النَّاسَ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ*رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ*أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ *ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ*إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ*يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ " سورة الدخان / آية : 10 ـ 16 .
اختلف أهل العلم في " الدخان " المذكور في الآية :
هل هو المراد في حديث ابن مسعود ، وبذلك يكون خرج ومضى .
أم هو المراد في حديث حذيفة بن أَسيد ، وبذلك لا يكون خرج بعد . علامات يوم القيامة الكبرى ... / ص : 9 / بتصرف يسير .

* حديث ابن مسعود :
* عن عبد الله (1) ـ رضي الله عنه أنَّ قُرَيْشًا لَمَّا أبْطَئُوا علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالإِسْلَامِ، قالَ: اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ فأصَابَتْهُمْ سَنَةٌ حَصَّتْ كُلَّ شيءٍ حتَّى أكَلُوا العِظَامَ، حتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ يَنْظُرُ إلى السَّمَاءِ فَيَرَى بيْنَهُ وبيْنَهَا مِثْلَ الدُّخَانِ، قالَ اللَّهُ"فَارْتَقِبْ يَومَ تَأْتي السَّمَاءُ بدُخَانٍ مُبِينٍ"، قالَ اللَّهُ"إنَّا كَاشِفُو العَذَابِ قَلِيلًا إنَّكُمْ عَائِدُونَأفَيُكْشَفُ عنْهمُ العَذَابُ يَومَ القِيَامَةِ؟ وقدْ مَضَى الدُّخَانُ، ومَضَتِ البَطْشَةُ".
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 8 / كتاب : التفسير / باب : 4 / حديث رقم : 4693 / ص : 214 .
( 1 ) عبد الله : وهو ابن مسعود . الفتح / ص : 215 .
*عَنْ عبدِ اللَّهِ، قالَ: خَمْسٌ قدْ مَضَيْنَ: اللِّزَامُ، والرُّومُ، والبَطْشَةُ، والقَمَرُ، والدُّخَانُ"صحيح البخاري.
* عن أبي الضحى عن مسروق قال " بيْنَما رَجُلٌ يُحَدِّثُ في كِنْدَةَ، فَقالَ: يَجِيءُ دُخَانٌ يَومَ القِيَامَةِ فَيَأْخُذُ بأَسْمَاعِ المُنَافِقِينَ وأَبْصَارِهِمْ، يَأْخُذُ المُؤْمِنَ كَهَيْئَةِ الزُّكَامِ، فَفَزِعْنَا، فأتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، وكانَ مُتَّكِئًا فَغَضِبَ فَجَلَسَ، فَقالَ: مَن عَلِمَ فَلْيَقُلْ، ومَن لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلِ: اللَّهُ أعْلَمُ؛ فإنَّ مِنَ العِلْمِ أنْ يَقُولَ لِما لا يَعْلَمُ: لا أعْلَمُ؛ فإنَّ اللَّهَ قالَ لِنَبِيِّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ"ص: 86، وإنَّ قُرَيْشًا أبْطَؤُوا عَنِ الإسْلَامِ، فَدَعَا عليهمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فَقالَ: اللَّهُمَّ أعِنِّي عليهم بسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ. فأخَذَتْهُمْ سَنَةٌ حتَّى هَلَكُوا فِيهَا، وأَكَلُوا المَيْتَةَ والعِظَامَ، ويَرَى الرَّجُلُ ما بيْنَ السَّمَاءِ والأرْضِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ، فَجَاءَهُ أبو سُفْيَانَ فَقالَ: يا مُحَمَّدُ، جِئْتَ تَأْمُرُنَا بصِلَةِ الرَّحِمِ، وإنَّ قَوْمَكَ قدْ هَلَكُوا، فَادْعُ اللَّهَ، فَقَرَأَ"فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ" إلى قَوْلِهِ: "عَائِدُونَ" الدخان: 10 - 15، أفَيُكْشَفُ عنْهمْ عَذَابُ الآخِرَةِ إذَا جَاءَ؟! ثُمَّ عَادُوا إلى كُفْرِهِمْ، فَذلكَ قَوْلُهُ تَعَالَى"يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى"الدخان: 16. يَومَ بَدْرٍ، ولِزَامًا الفرقان: 77 يَومَ بَدْرٍ. "الم * غُلِبَتِ الرُّومُ" إلى "سَيَغْلِبُونَ" الروم: 1 - 3، والرُّومُ قدْ مَضَى."صحيح البخاري.
ومَن لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلِ: اللَّهُ أعْلَمُ: أي إن تمييز المعلوم من المجهول نوع من العلم ، وهذا مناسب لما اشتهر من أن لا أدري نصف العلم ، ولأن القول فيما لا يعلم قسم من التكلف . الفتح / ج : 8 / ص : 372 .
فقد فسر ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ هذا الدخان بأنه خيال في أعين كفار قريش ، على هيئة الدخان نتيجة لشدة ما أصابهم من الجوع والقحط عندما دعا عليهم الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بسبعٍ كسبعِ يوسفَ .
ـ وقد أُجيب عليه بأن دعاء الرسول هذا كان في مكة قبل الهجرة إلى المدينة . الرسالة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 173 .

* حديث حذيفة :
ـ عن حذيفة بن أَسيدٍ الغِفَاريِّ ـ رضي الله عنه ـ قال " اطَّلَعَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ، فَقالَ: ما تَذَاكَرُونَ؟ قالوا: نَذْكُرُ السَّاعَةَ، قالَ: إنَّهَا لَنْ تَقُومَ حتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ، فَذَكَرَ، الدُّخَانَ، وَالدَّجَّالَ، وَالدَّابَّةَ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِهَا، وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بالمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بالمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بجَزِيرَةِ العَرَبِ، وَآخِرُ ذلكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ اليَمَنِ، تَطْرُدُ النَّاسَ إلى مَحْشَرِهِمْ."صحيح مسلم.
ـ ..... حديث حذيفة متأخر عن تلك الحادثة.الرسالة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 173
يقصد بتلك الحادثة : أي دعاء الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ على كفار قريش وما سبق من تفصيل ذلك في حديث عبد الله بن مسعود .
وقد جاء تفسير " الدخان " بهذا المعنى ـ أي المعنى الوارد في حديث حذيفة ـ عن عدد من أجلاء الصحابة ، رفعه بعضهم إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كأبي سعيد الخدري ؛ وأبي مالك الأشعري ـ رضي الله عنهما ـ ووقفه بعضهم ولم يرفعه كعلي بن أبي طالب ، وعبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهم ـ .الرسالة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 174 .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عـن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال "بادِرُوا بالأعْمالِ سِتًّا: الدَّجَّالَ، والدُّخانَ، ودابَّةَ الأرْضِ، وطُلُوعَ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها، وأَمْرَ العامَّةِ، وخُوَيْصَّةَ أحَدِكُمْ."صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 25 / حديث رقم : 2947 / ص : 115 .
وأَمْرَ العامَّةِ:القيامة.

وخُوَيْصَّةَ أحَدِكُمْ: الموت .
* قال أبو الخطاب بن دحية :
" والذي يقتضيه النظر الصحيح ، حَمْل ذلك على قضيتَيْن إحداهما وقعت ، والأخرى ستقع وستكون .
فأما التي كانت ـ الواردة بحديث ابن مسعود ـ فالتي كانوا يرون فيها كهيئة دخان ، وهذا الدخان غير الدخان الحقيقي ـ المذكور في حديث حذيفة بن أَسيد ـ الذي يكون عند ظهور الآيات ، التي هي من الأشراط والعلامات ، ولا يمتنع إذا ظهرت هذه العلامة أن يقولوا" رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ " .الدخان:12. فَيُكْشَف عنهم ، ثم يعودون لقرب الساعة .
وقول ابن مسعود ، لم يسنده إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، إنما هو من تفسيره ، وقد جاء النص عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بخلافه " .ا . هـ . علامات يوم القيامة الكبرى / ص : 11 .
وقال القرطبي " ..... ويحتمل أنهما دخانان للجمع بين هذه الآثار " .شرح النووي على مسلم : 18 / 27 . علامات يوم القيامة الكبرى / ص : 11 .

أم أبي التراب 08-27-2018 01:53 AM

رفع القرآن وذهاب الدين

إن القرآن الكريم كلام الله رب العالمين أنزله ـ سبحانه "لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ" سورة يس / آية : 70 .
أنزله الله تعالى ليستضيء الناسُ بنوره ، ويهتدوا بهديه ، ويتحاكموا إليه في جميع أمورهم دقها وجلها ، وتَوَعَّدَ اللهُ تعالى الذين ينبذون كتاب ربهم وراء ظهورهم ولا يتحاكمون إليه : قال تعالى "وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ "سورة المائدة / آية : 45 .

إن هذا القرآن لم ينزل لِيُتْلَى على المقابر ، ولا ليُقرأ على الأموات ، ولا لتتخذ منه الحجب ، ولا ليكتسب به المال ، إنما أنزله الله رحمةً وشفاءً ، ونورًا وضياءً للمؤمنين ، فإذا طال الزمان وبَعُدَ العهد ، ونَسِيَ المسلمون كتابَ ربهم ، وأصبح الناس لا يعرفون صلاةً ولا صيامًا ، ولا صدقةً ولا نسكًا ، حينئذ لم يبق لوجود القرآن بينهم فائدة ، فيسرى عليه في ليلة واحدة حتى لا يبقى منه آية ، ويذهب بما في صدور الحفظة منه .
فيا معشر المسلمين : متعوا أنفسكم بالنظر إلى كتاب ربكم ، متعوا أنفسكم بقراءة القرآن ، فإنه كلام الله ، فاقرءوا القرآن ، وارجعوا إليه في جميع أموركم وفي كل الشئون " إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ". سورة الإسراء / آية : 9 .وهو لا يهدي للتي هي أقوم في مسألة دون مسألة . فاستضيئوا بالقرآن يا أُمَّة القرآن ، واهتدوا بالقرآن . تمسكوا بحبل الله المتين . تمسكوا به قبل أن يرفع . نسأل الله السلامة ، والتثبيت . اللهم أكرمنا بالقرآن وبارك لنا فيه ، وثبته في صدورنا . رحلة في رحاب اليوم الآخر / ص : 61 / بتصرف يسير .

* عن حذيفة بن اليمان ؛ قال : قال رسُول الله ـ صلى الله عليه وسلم
" يدرُسُ الإسلامُ كما يدرُسُ وَشيُ الثَّوبِ حتَّى لا يُدرَى ما صيامٌ، ولا صلاةٌ، ولا نسُكٌ، ولا صدَقةٌ، و لَيُسْرَى على كتابِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ في ليلَةٍ، فلا يبقى في الأرضِ منهُ آيةٌ، وتبقَى طوائفُ منَ النَّاسِ الشَّيخُ الكبيرُ والعجوزُ، يقولونَ: أدرَكْنا آباءَنا على هذِهِ الكلمةِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، فنحنُ نقولُها فقالَ لَهُ صِلةُ: ما تُغني عنهم: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَهُم لا يَدرونَ ما صلاةٌ، ولا صيامٌ، ولا نسُكٌ، ولا صدقةٌ؟ فأعرضَ عنهُ حُذَيْفةُ، ثمَّ ردَّها علَيهِ ثلاثًا، كلَّ ذلِكَ يعرضُ عنهُ حُذَيْفةُ، ثمَّ أقبلَ علَيهِ في الثَّالثةِ، فقالَ: يا صِلةُ، تُنجيهِم منَ النَّار ثلاثًا" صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : الفتن / ( 26 ) ـ باب : ذهاب القرآن والعلم / حديث رقم : 3273 / ص : 378 .
يدرُسُ الإسلامُ: من درس الرسم دروسًا ، إذا عفا وهلك . ومن درس الثوب درسًا : إذا صار عتيقًا .
وَشيُ الثَّوبِ: نقشه ، أو ما فيه من أعلام تزينه .
ولَيُسرى على كتابِ اللَّهِ: أي يذهب بالليل .حاشية صحيح ابن ماجه / ج : 2 / ص : 378 .
* من فوائد الحديث :
في هذا الحديث نبأ خطير ، وهو أنه سوف يأتي يوم على الإسلام يُمحَى أثره ، وعلى القرآن فيُرْفَع ، فلا يبقى منه ولا آية واحدة ، وما رُفع القرآن الكريم في آخر الزمان ؛ إلا تمهيدًا لإقامة الساعة على شرار الخلق ؛ الذين لا يعرفون شيئًا من الإسلام ألبتّة ، حتى ولا توحيده ! . نظم الفرائد / ج : 2 / ص : 535 .
وهذا يكون بمشيئة الله : قال تعالى " وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ"سورة الإسراء / آية : 86 .

هبوب الريح الطيبة
* عندما توشك الدنيا على الانتهاء ، تظهر هذه العلامة ، وهي من العلامات الكبرى الكونية .
* يرسل الله تبارك وتعالى ريحًا لينة طيبة ، تقبض أرواح من كان في قلبه مثقال حبة من
الإيمان ؛ حتى هؤلاء الذين يقولون " لا إله إلا الله " تقليدًا لآبائهم ، ولا تخلف إلا الكفرة شرار الناس ، لتقوم الساعة عليهم .

* عن عائشة قالت : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقولُ " لا يَذْهَبُ اللَّيْلُ والنَّهارُ حتَّى تُعْبَدَ اللّاتُ والْعُزَّى فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنْ كُنْتُ لأَظُنُّ حِينَ أنْزَلَ اللَّهُ"هو الذي أرْسَلَ رَسوله بالهُدَى ودِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ علَى الدِّينِ كُلِّهِ ولو كَرِهَ المُشْرِكُونَ "الصف: 9.أنَّ ذلكَ تامًّا قالَ إنَّه سَيَكونُ مِن ذلكَ ما شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا طَيِّبَةً، فَتَوَفَّى كُلَّ مَن في قَلْبِهِ مِثْقالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِن إيمانٍ، فَيَبْقَى مَن لا خَيْرَ فِيهِ، فَيَرْجِعُونَ إلى دِينِ آبائِهِمْ. صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 17 / حديث رقم : 2907 / ص : 45 .

* قال الإمام مسلم في صحيحه :قال:حدثنا أحمدُ بنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ . قال:حدثنا عبد العزيز بنُ محمدٍ وأبو علقمةَ الغروِيُّ . قالا : حدثنا صفوانُ بنُ سُلَيْمٍ ، عن عبدِ الله بنِ سَلْمَانَ ، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " إنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ رِيحًا مِنَ اليَمَنِ أَلْيَنَ مِنَ الحَرِيرِ، فلا تَدَعُ أَحَدًا في قَلْبِهِ، قالَ أَبُو عَلْقَمَةَ مِثْقَالُ حَبَّةٍ، وَقالَ عبدُ العَزِيزِ: مِثْقَالُ ذَرَّةٍ، مِن إِيمَانٍ إِلَّا قَبَضَتْهُ." . صحيح مسلم / ج : 2 / كتاب : الإيمان / ( 50 ) ـ باب : في الريح التي تكون قرب القيامة ... / حديث رقم : 117 / ص : 173 .
رِيحًا مِنَ اليَمَنِ أَلْيَنَ مِنَ الحَرِيرِ: فيه والله أعلم إشارة إلى الرفق بهم والإكرام لهم .
وجاء في هذا الحديث : إنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ رِيحًا مِنَ اليَمَنِ
وفي حديث آخر ـ سيأتي إن شاء الله - اللَّهُ رِيحًا بَارِدَةً مِن قِبَلِ الشَّأْمِ.
ويجاب عن هذا بوجهين :
أحدهما : يحتمل أنهما ريحان شامية ويمانية .
الثاني : ويحتمل أن مبدأها من أحد الإقليمين ثم تصل الآخر ، وتنتشر عنده .
والله أعلم .
مِثْقالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِن إيمانٍ: فيه بيان للمذهب الصحيح أن الإيمان يزيد وينقص.شرح صحيح مسلم / ج : 2 / ص : 174 .
قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ" يَخْرُجُ الدَّجَّالُ في أُمَّتي فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ، لا أَدْرِي: أَرْبَعِينَ يَوْمًا، أَوْ أَرْبَعِينَ شَهْرًا، أَوْ أَرْبَعِينَ عَامًا، فَيَبْعَثُ اللَّهُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ كَأنَّهُ عُرْوَةُ بنُ مَسْعُودٍ، فَيَطْلُبُهُ فيُهْلِكُهُ، ثُمَّ يَمْكُثُ النَّاسُ سَبْعَ سِنِينَ، ليسَ بيْنَ اثْنَيْنِ عَدَاوَةٌ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ رِيحًا بَارِدَةً مِن قِبَلِ الشَّأْمِ، فلا يَبْقَى علَى وَجْهِ الأرْضِ أَحَدٌ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِن خَيْرٍ، أَوْ إيمَانٍ إلَّا قَبَضَتْهُ، حتَّى لو أنَّ أَحَدَكُمْ دَخَلَ في كَبِدِ جَبَلٍ لَدَخَلَتْهُ عليه، حتَّى تَقْبِضَهُ قالَ: سَمِعْتُهَا مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: فَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ في خِفَّةِ الطَّيْرِ وَأَحْلَامِ السِّبَاعِ، لا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا، فَيَتَمَثَّلُ لهمُ الشَّيْطَانُ، فيَقولُ: أَلَا تَسْتَجِيبُونَ؟ فيَقولونَ: فَما تَأْمُرُنَا؟ فَيَأْمُرُهُمْ بعِبَادَةِ الأوْثَانِ، وَهُمْ في ذلكَ دَارٌّ رِزْقُهُمْ، حَسَنٌ عَيْشُهُمْ، ثُمَّ يُنْفَخُ في الصُّورِ، فلا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إلَّا أَصْغَى لِيتًا وَرَفَعَ لِيتًا، قالَ: وَأَوَّلُ مَن يَسْمَعُهُ رَجُلٌ يَلُوطُ حَوْضَ إبِلِهِ، قالَ: فَيَصْعَقُ، وَيَصْعَقُ النَّاسُ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ، أَوْ قالَ يُنْزِلُ اللَّهُ، مَطَرًا كَأنَّهُ الطَّلُّ أَوِ الظِّلُّ، نُعْمَانُ الشَّاكُّ، فَتَنْبُتُ منه أَجْسَادُ النَّاسِ، ثُمَّ يُنْفَخُ فيه أُخْرَى، فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ، ثُمَّ يُقَالُ: يا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمَّ إلى رَبِّكُمْ، وَقِفُوهُمْ إنَّهُمْ مَسْؤُولونَ، قالَ: ثُمَّ يُقَالُ: أَخْرِجُوا بَعْثَ النَّارِ، فيُقَالُ: مِن كَمْ؟ فيُقَالُ: مِن كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِئَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، قالَ فَذَاكَ يَومَ يَجْعَلُ الوِلْدَانَ شِيبًا، وَذلكَ يَومَ يُكْشَفُ عن سَاقٍ." الراوي : عبدالله بن عمرو - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم. 2940
* إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .
فلنعمل وإن قَرُبَت الساعة .
"إن قامَتِ السَّاعةُ وبِيَدِ أحدِكم فَسِيلةٌ فإنِ استطاع ألَّا تقومَ حتَّى يغرِسَها، فليفعَلْ."الراوي : أنس بن مالك - المحدث : الوادعي - المصدر : الصحيح المسند -الصفحة أو الرقم 34 خلاصة حكم المحدث : صحيح.


هدم الكعبة
من علامات الساعة الكبرى في آخر الزمان خروج رجل من الحبشة ، يقال له : " ذو السويقتين " . يخرب الكعبة المشرفة فيجردها من كسوتها ويسلبها حليها ، وينقضها حجرًا حجرًا ، ولا تعمر بعد ذلك أبدًا .
واختلف العلماء في الزمن الذي تُهدم فيه الكعبة ؛ والظاهر من الأحاديث أن هدمها يكون بعد رفع القرآن من المصاحف وصدور الناس ، وبعد هبوب الريح اللينة التي تقبض روح كل مؤمن ، حيث ينقطع الحج ، ولا يبقى في الأرض أحد يقول الله الله .المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 302 .
* شبهة والرد عليها عن التمكن من هدم الكعبة :
ورد بحاشية : الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 355 :
هذا ـ أي التمكن من هدم الكعبة ـ يخالف قولَه تعالى " أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا" سورة العنكبوت / آية : 67 .
ولأن الله حبس عن مكة الفيل ، ولم يمكِّن أصحابه من تخريب الكعبة ، ولم تكن إذ ذاك
" قِبْلَة " ، فكيف يسلط عليها الحبشة بعد أن صارت قِبلَة للمسلمين ؟ .
وأُجِيب بأن ذلك محمول على أنه يقع في آخر الزمان قرب قيام الساعة ، حيث لا يبقى في الأرض أحدٌ يقول : الله الله ، كما ثبت في صحيح مسلم " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى لا يُقالَ في الأرْضِ: اللَّهُ، اللَّهُ."
ولهذا وقع في رواية سعيد بن سمعان : " لا يعمر بعده أبدًا " وقد وقع قبل ذلك فيه من القتال ، وغزو أهل الشام له في زمن يزيد بن معاوية ، ثم من بعده في وقائع كثيرة ، من أعظمها " وقعة القرامطة " ، بعد الثلاثمائة ، فقتلوا من المسلمين في المطاف من لا يحصى كثرة ، وقلعوا الحجر الأسود ، فحولوه إلى بلادهم ، ثم أعادوه بعد مدة طويلة ، ثم غُزِي مِرَارًا بعد ذلك ، وكل ذلك لا يُعارض قولَهُ تعالى "" أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا" سورة العنكبوت / آية : 67 ." لأن ذلك إنما وقع بأيدي المسلمين ، فهو مطابق لقوله صلى الله عليه وسلم يبايَعُ لِرَجلٍ بينَ الرُّكنِ والمقامِ، ولن يَستَحلَّ البيتَ إلَّا أَهْلُهُ ، فإذا استحلُّوهُ ، فلا تسأَلْ عن هلَكَةِ العرَبِ ؟ ثمَّ تأتي الحبَشةُ فيُخرِّبونَهُ خرابًا لا يُعمَرُ بعدَهُ أبدًا، وَهُمُ الَّذينَ يستخرِجونَ كنزَهُ ."الراوي : أبو هريرة - المحدث : الوادعي - المصدر : الصحيح المسند -الصفحة أو الرقم: 1345 - خلاصة حكم المحدث : صحيح
فوقع ما أخبر به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو من علامات ، وليس في الآية ما يدل على استمرار الأمن المذكور فيها ، والله أعلم . ا . هـ .فتح الباري / ج : 3 / كتاب : الحج / باب : هدم الكعبة / ص : 539 .

وورد في ذلك أيضا بـ كتاب : الميح المنتظر ونهاية العالم / ص : 302
" ففي زمن الفيل لم يستحل البيت أهله ، فمنعه الله منهم ، أما في آخر الزمان ، وبعد استحلال أهله له مِرَارًا ، فإن الله سبحانه يُمَكِّن الحبشة منه ، ولا يحبسهم عنه كما حبس أصحاب الفيل عقوبة لهم ، ولقرب الساعة بعد فناء أهل الحق ، فسلطهم على تخريبها لئلا تبقى معطلة بعد ما كانت مهابة مبجلة " . ا . هـ .

فمن علامات نبوته صلى الله عليه وسلم أنه أخبرنا أن البعوث الغازية لهذا البيت لا تنتهي عن غزو هذا البيت حتى يخسف بجيش منهم ، وينتهي الأمر بتمكين الأحباش من خراب الكعبة .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال " لا تَنْتَهِي البُعُوثُ عن غَزْوِ هذا البيتِ ، حتى يُخْسَفَ بِجَيْشٍ مِنْهُمْ"رواه النسائي . صحيح . الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 354 .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " يبايَعُ لِرَجلٍ بينَ الرُّكنِ والمقامِ، ولن يَستَحلَّ البيتَ إلَّا أَهْلُهُ ، فإذا استحلُّوهُ ، فلا تسأَلْ عن هلَكَةِ العرَبِ ؟ ثمَّ تأتي الحبَشةُ فيُخرِّبونَهُ خرابًا لا يُعمَرُ بعدَهُ أبدًا، وَهُمُ الَّذينَ يستخرِجونَ كنزَهُ ."الراوي : أبو هريرة - المحدث : الوادعي -المصدر : الصحيح المسند .
* عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " لا تقومُ الساعةُ حتى لا يحجَّ البيتَ" الراوي : أبو سعيد الخدري - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم: 7419: خلاصة حكم المحدث : صحيح

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم " يُخَرِّبُ الكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الحَبَشَةِ."صحيح البخاري.فتح الباري / ج : 3 / كتاب : الحج / ( 49 ) ـ باب : هدم الكعبة / حديث رقم : 1596 / ص : 538 .
ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ: تثنية سويقة ، وهي تصغير ساق ، أي له ساقان دقيقتان . الفتح / ج : 3 / ص : 539 .
* عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال "كَأَنِّي به أسْوَدَ أفْحَجَ، يَقْلَعُهَا حَجَرًا حَجَرًا."صحيح البخاري

أفْحَجَ: والفحج : تباعد ما بين الساقين . وقيل : المتباعد الفخذين . وقيل : هو تداني صدور القدمين وتباعد العقبين .

* عن عبد الله بن عمرو قال : سمعتُ رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول " يخرِّبُ الكعبةَ ذو السُّوَيْقتينِ منَ الحبَشةِ ، ويسلِبُها حليتَها ، ويجرِّدُها من كسوتِها ، ولَكَأنِّي أنظرُ إليهِ أُصَيْلِعُ أُفَيْدعُ يضرِبُ عليها بمسحاتِهِ ومِعولِهِ"حسنه صاحب الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 356 .وصححه أحمد شاكر.
أخبَرَنا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه تقَعُ فِتنٌ في آخِرِ الزَّمانِ، وتُنتَهَكُ فيها حُرماتُ المُقدَّساتِ، وهذا الحديثُ يُبيِّنُ بعضَ ذلك؛ حيثُ يقولُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وهو الصَّادقُ المَصْدوقُ: "يُخرِّبُ الكَعبةَ"، أي: عِندَ قُربِ قيامِ السَّاعةِ، "ذو السُّوَيْقَتَيْنِ"، أي: صاحبُ السَّاقينِ الصَّغيرينِ، "مِن الحَبَشَةِ"، والحَبَشَةُ نَوعٌ مِن السُّودانِ، وكأنَّ هذه الكعبةَ المُعظَّمةَ يَهْتِكُ حُرمَتَها مثْلُ هذا الحقيرِ الذَّميمِ الخِلْقةِ، "ويَسلُبُها حِلْيَتَها، ويُجرِّدُها مِن كِسوَتِها"، أي: يأْخُذُ ذَهَبَها أو زِينتَها الَّتي تَتزيَّنُ بها، ويُنزِلُ عنها ثِيابَها الَّتي تَكْسوها، "ولكأنِّي أنظُرُ إليه أُصَيلِعَ"، أي: مَنزوعَ شَعرِ الرَّأسِ، "أُفَيْدِعَ"، أي: مُتباعِدَ ما بيْن السَّاقينِ، "يَضرِبُ عليها بمِسْحاتِه ومِعْوَلِه"، أي: يَضرِبُ الكعبةَ ويَهدِمُها بفأْسِه وأدواتِه.
وفي الحديثِ: إخبارُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عمَّا يقَعُ آخِرَ الزَّمانِ، وهو مِن أُمورِ الغيبِ الَّتي يجِبُ الإيمانُ والتَّصديقُ بها، وبكلِّ ما ثبَتَ وصحَّ عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أُمورِ الغَيبِ. الدرر .

أم أبي التراب 08-27-2018 01:54 AM

ثلاثـــة الخســـوف
أخبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن هذه الأمة سيكون فيها ثلاثة خسوف ، خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب .
واختلف العلماء هل المقصود من هذا ما سبق وحدث لبعض العصاة . وكذلك المشار إليه في أحاديث الأشراط الصغرى ! !
أم أن هذا سيحدث قُبيل قيام الساعة ويكون أشد من سابقه وأعظم أهوالاً منه ؟ ! !
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح / ج : 13 / ص : 90 :
" وقد وجد الخسف في مواضع ، ولكن يحتمل أن يكون المراد بالخسوف الثلاثة قدرًا زائدًا على ما وجد ، كأن يكون أعظم منه مكانًا أو قدرًا " . ا . هـ .
* عن حذيفةَ بنِ أَسِيدٍ الغفاريِّ قال : اطَّلَعَ النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ علينا ونحن نتذاكرُ . فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " ما تذاكَرون ؟ " . قالوا : نَذْكُرُ الساعةَ . قال صلى الله عليه وسلم " إنها لن تقومَ حتى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آياتٍ " . فذكر الدُّخَانَ ، والدجالَ والدابةَ ، وطلوع الشمسِ من مغرِبِهَا ، ونزول عيسى ابن مريمَ ـ عليه السلام ـ ، ويأجوج ومأجوج . وثلاثة خسوفٍ : خسفٌ بالمشرِقِ ، وخسفٌ بالمغربِ ، وخسفٌ بجزيرة العَرَبِ . وآخر ذلك نارٌ تخرج من اليمن ، تَطْرُدُ الناسَ إلى محشرِهم .صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / ( 13 ) ـ باب :الآيات التي تكون قبل الساعة / حديث رقم : 2901 / ص : 37 .
الخسوف : انشقاق الأرض وابتلاعها الناس .
يقال : خسف المكان يخسف خسوفًا : إذا ذهب في الأرض وغاب فيها .حاشية كتاب : المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 305 .

خروج النار التي تسوق الناس إلى أرض المحشر
لدى اقتراب النفخة ، تخرج نار عظيمة هائلة ، تسوق الناس أمامها من كل جانب تقيل معهم حيث قالوا ، وتبيت معهم حيث باتوا ، وتصبح معهم حيث أصبحوا ، وتمسي معهم حيث أمسوا . حتى تضطرهم إلى أرض المحشر " بالشام " .المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 306 / بتصرف يسير .

* عن حُذيفةَ بنِ أَسِيدٍ الغفاريِّ "اطَّلَعَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ، فَقالَ: ما تَذَاكَرُونَ؟ قالوا: نَذْكُرُ السَّاعَةَ، قالَ: إنَّهَا لَنْ تَقُومَ حتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ، فَذَكَرَ، الدُّخَانَ، وَالدَّجَّالَ، وَالدَّابَّةَ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِهَا، وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بالمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بالمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بجَزِيرَةِ العَرَبِ، وَآخِرُ ذلكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ اليَمَنِ، تَطْرُدُ النَّاسَ إلى مَحْشَرِهِمْ.صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 13 / حديث رقم : 2901 / ص : 37 .
* أنس بن مالك ،عـن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال " أوَّلُ شيءٍ يَحْشُرُ الناسَ ، نارٌ تحشُرُهُم مِنَ المشرِقِ إلى المغربِ"صحيح الجامع للألباني.
أخرجه الطيالسي . وصححه صاحب : الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم ... / ص : 558 .

* يتضح مما سبق : أن النار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب ، وقد ورد في حديث حذيفةَ بنِ أَسِيد الغفاريِّ أن النار تخرج من اليمن ، وفي رواية أنها تخرج من قعر عدن ، فكيف الجمع بين هذه وتلك ؟ ! .
قال الحافظ في الفتح / ج : 11 / ص : 386 :
" وقد أشكل الجمع بين هذه الاخبار ، وظهر لي في وجه الجمع أن كونها تخرج من " قعر عدن " لا ينافي حشرها الناس من " المشرق إلى المغرب " ، وذلك أن ابتداء خروجها من قعر عدن ، فإذا خرجت انتشرت في الأرض كلها .
والمراد بقوله " تحشُرُهُم مِنَ المشرِقِ إلى المغربِ " إرادة تعميم الحشر ؛ لا خصوص المشرق والمغرب ، أو أنها بعد الانتشار أول ما تحشر أهل المشرق .
ويؤيد ذلك : أن ابتداء الفتن دائمًا من المشرق ، وأما جعل الغاية إلى المغرب فلأن الشام بالنسبة إلى المشرق مغرب " . ا . هـ . حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 556 .
*فائدة :
اليمن : وهي دولة تقع جنوب الجزيرة العربية .
عدن : وهي مدينة ساحلية معروفة باليمن مشهورة .
والبحر الذي خلفها يسمى خليج عدن أو بحر حضرموت .فحضرموت اسم لمنطقة واسعة ، وعدن اسم لمدينة .
قعرعدن : في حضرموت واد يقال له برهوت ، وفيه بئر يتصاعد منه لهيب الزفت ،
وهو في قعر عدن . والعامة تسميه وادي النار . المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 307 .
* صفة هذا الحشر :
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال" حْشَرُ النَّاسُ علَى ثَلاثِ طَرائِقَ: راغِبِينَ راهِبِينَ، واثْنانِ علَى بَعِيرٍ، وثَلاثَةٌ علَى بَعِيرٍ، وأَرْبَعَةٌ علَى بَعِيرٍ، وعَشَرَةٌ علَى بَعِيرٍ، ويَحْشُرُ بَقِيَّتَهُمُ النَّارُ، تَقِيلُ معهُمْ حَيْثُ قالُوا، وتَبِيتُ معهُمْ حَيْثُ باتُوا، وتُصْبِحُ معهُمْ حَيْثُ أصْبَحُوا، وتُمْسِي معهُمْ حَيْثُ أمْسَوْا"صحيح البخاري.فتح الباري / ج : 11 / كتاب : الرقاق / ( 45 ) ـ باب : باب الحشر / حديث رقم : 6522 / ص : 384 .
طَرائِقَ: فِرَق . علامات يوم القيامة الكبرى / ص : 73 .
وقيل : طرائق جمع طريقة ، وهي الحالة . حاشية : المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 308 .
راغِبِينَ: يندفعون بإرادتهم يسبقون النار إلى الشام .
راهِبِينَ: أي يندفعون مجبورين لكون النار تلاحقهم . شريط القيامة : الدار الآخرة / بتصرف .
واثْنانِ علَى بَعِيرٍ: يبحثون عن أي دابة يركبونها ، اثنان يركبون على بعير يتناوبون ، إلى عشرة يتناوبون على بعير واحد يركب وآخر ينزل ويمشي وهكذا من قلة الظهر : أي من قلة الدواب التي تركب . وبقيتهم تدفعهم النار نحو الشام . شريط القيامة : الدار الآخرة / بتصرف .
تَقِيلُ معهُمْ حَيْثُ قالُو: من القيلولة . حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن ..... / ص : 559 . إذا تعبوا وأرادوا في وقت القائلة أن يرتاحوا ، توقفت النار ليرتاحوا .
وتَبِيتُ معهُمْ حَيْثُ باتُوا: أي إذا أرادوا ليلًا النوم ، تتوقف النار وتنتظرهم حتى يستيقظوا .
فإذا بدأت النار في الحركة استيقظوا وبدءوا الحركة مرة أخرى . شريط القيامة / الدارالآخرة / بتصرف يسير .
الحديث فيه إشارة إلى ملازمة النار لهم إلى أن يصلوا إلى مكان الحشر . حاشية : علامات يوم القيامة الكبرى / ص : 72 .

*آخر من تَحْشُرُه النار :
* عـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ قـال : سـمعتُ رسـولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول" تَترُكونَ المدينةَ على خيرِ ما كانتْ ، لا يَغْشاها إلَّا الْعَوَافِي ، وآخِرُ مَنْ يُحشَرُ راعِيانِ من مُزيْنةَ يُريدانِ المدينةَ ، يَنْعِقَانِ بغنمِهما ، فيَجِدانِها وُحوشًا ، حتى إذا بلَغا ثَنِيَّةَ الوداعِ ، خَرَّا على وُجوهِهِما" صحيح الجامع للألباني.
صحيح الجامع ... الفقهي / ج : 4 / كتاب : القيامة والجنة والنار / باب : الحشر / ص : 202 .
على خيرِ ما كانتْ: أي على أفضل صورة كانت عليها قبل أن تُتْرَك . ليس فيها شيء
مُدَمَّر . البيوت قائمة ، وكل شيء قائم . ولكنها خاوية ، خالية ليس فيها إلا العوافي .
الْعَوَافِي: أي السِّبَاع والطيور .
راعِيانِ من مُزيْنةَ: اثنان من العرب من قبيلة مُزَيْنَة .مُزيْنةَ : قبيلة من مُضر معروفة. شريط القيامة / الدار الآخرة .
، يَنْعِقَانِ بغنمِهما: النعيق : التصويت ، أي : يزجرانها ويسوقانها طلبًا للكلأ .
وفيه إشارة إلى طول أملهمـا .
فيَجِدانِها وُحوشًا: أي : يجدان المدينة خالية ليس فيها أحد . حاشية المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 313 .
ثَنِيَّةَ الوداعِ: باب المدينة الموجود خلف سوقها القديم ، قرب سلع .صحيح الجامع ... الفقهي / ج : 4 / ص : 202 .

* " إنَّ النَّاسَ يُحشَرونَ ثلاثةَ أفواجٍ فوجٌ راكبينَ طاعِمينَ كاسينَ وفوجٌ تسحبُهمُ الملائكةُ على وجوهِهم وتحشرُهمُ النَّارُ وفوجٌ يمشونَ ويسعَونَ يُلقي اللَّهُ الآفةَ على الظَّهرِ فلا يبقى حتَّى إنَّ الرَّجلَ لتكونُ لهُ الحديقةُ يعطيها بذاتِ القتَبِ لا يقدِرُ عليها"الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : الوادعي - المصدر : الصحيح المسند -الصفحة أو الرقم 272 -خلاصة حكم المحدث : حسن على شرط مسلم
الآفةَ: المرض القاتل .
الظَّهرِ: ما يركب من بعير وغيره .
القتَبِ: الرحل الذي يوضع على قدر سنام البعير .
أفادت الأحاديث أن الناس ـ يومئذ ـ ثلاثة أصناف أو جماعات :
أ ـ صنف يحشرون راغبين ، أو راهبين ، طاعمين ، كاسين ، راكبين .
ب ـ وصنف ثان يمشون تارة ويركبون أخرى ، يعتقبون البعير الواحد من قلة الظهر .
ج ـ وصنف ثالث ـ وهم بقية الناس ـ تحشرهم النار ، فتحيط بهم من ورائهم ، تسوقهم
من كل جانب إلى أرض المحشر ، ومن تخلف منهم أكلته .المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 309 .
* فائدة :
قال ابن كثير في النهاية 1 / 145 :
" فهذه السياقـات تدل على أن هذا الحشر هو حشر الموجودين في آخر الدنيا من أقطارها إلى محلة الحشر ، وهي أرض الشام ، وأنهم يكونون على أصناف ثلاثة :
فقسم يحشرون طاعمين ، كاسين راكبين ، وقسم يمشون تارة ويركبون أخرى ، يعتقبون البعير الواحد من قِلَّة الظَّهْر ، وتحشر بقيتهم النار التي تخرج من قعر عدن ، فتحيط بهم من ورائهم تسوقهم من كل جانب ، وَمَنْ تَخلَّفَ منهم أكلته .....وهذا كله مما يدل على أن هذا في آخر الدنيا ، حيث الأكل والشرب والركوب على الظهر المستوي وغيره ، وحيث يهلك المتخلفون منهم بالنار " . وأما الحشر من القبور فهو يوم القيامة " . ا . هـ . الرسالة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 183 .
* قال الحافظ في الفتح :
" فهذه النار التي نتحدث عنها هي التي قبل يوم القيامة ، التي بعدها ينفخ في الصور النفخة الأولى فيموت كل الخلق " . ا . هـ . الرسالة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 183 .
* واختار الحافظ ـ ابن كثير ـ أيضًا :
" أنه يتعين كون ذلك في الدنيا ، لما وقع فيه أن الظَّهْرَ يقل لِمَا يُلْقَى عليه من الآفة ، وأن الرجل يشتري الشارف الواحد بالحديقة المعجبة ، فإن ذلك ظاهر جدًا في أنه من أحوال الدنيا " . ا . هـ . حاشية : المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 310 .



حال مدينة رسول الله آخر الزمان

أخبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن المدينة سيمتد العمران فيها ، وتتوسع مساحتها ، ويأرز الإيمان بين مسجدي مكة والمدينة :
* فعـن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم "
" تَبْلُغُ المَساكِنُ إهابَ، أوْ يَهابَ."صحيح مسلم / ج : 18/ كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 15 / حديث رقم : 2903 / ص : 41 .
إهابَ، أوْ يَهابَ: وهو موضع بقرب المدينة على أميال منها .
* وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم" إنَّ الإيمَانَ لَيَأْرِزُ إلى المَدِينَةِ كما تَأْرِزُ الحَيَّةُ إلى جُحْرِهَا."صحيح البخاري.
لَيَأْرِزُ: أي يلوذ .
وهذا في سكنى المدينة وعمارتها قبل الساعة ، فالفتن تعم الدنيا ، ويأرز الإيمان إلى المدينة ، وعند مجيء الدجال إليها ومكوثه خارجها ـ كما سبق تفصيله ـ ترجف المدينة بأهلها فتنفي خبثها ، فلا يبقى فيها إلا المؤمنون المخلصون . وتتوالى الفتن إلى أن تهب الريح اللطيفة الباردة فتقبض روح كل من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان . وبموتهم تخرب المدينة ، لأنه ليس فيها إلا المؤمنون .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول " يَتْرُكُونَ المَدِينَةَ علَى خَيْرِ ما كَانَتْ، لا يَغْشَاهَا إلَّا العَوَافِي، يُرِيدُ عَوَافِيَ السِّبَاعِ وَالطَّيْرِ، ثُمَّ يَخْرُجُ رَاعِيَانِ مِن مُزَيْنَةَ يُرِيدَانِ المَدِينَةَ، يَنْعِقَانِ بغَنَمِهِمَا، فَيَجِدَانِهَا وَحْشًا، حتَّى إذَا بَلَغَا ثَنِيَّةَ الوَدَاعِ خَرَّا علَى وُجُوهِهِمَا."صحيح البخاري.


" خاتمة الجزء الثاني "
وبانتهاء أشراط الساعة الصغرى والكبرى ، تبدأ أهوال اليوم الآخر وذلك بالنفخ في الصور فيصعق كل حيِّ .
*فلنبادر بالعمل قبل أن يأتي الموت الذي عُبِّر عنه في الحديث " بخاصة أحدكم " ، أو يأتي يوم القيامة الذي عُبِّر عنه في الحديث بـ " أمر العامة " .

* فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ ؛ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال" بادِرُوا بالأعْمالِ سِتًّا: الدَّجَّالَ، والدُّخانَ، ودابَّةَ الأرْضِ، وطُلُوعَ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها، وأَمْرَ العامَّةِ، وخُوَيْصَّةَ أحَدِكُمْ."صحيح مسلم.

وأقسم الله سبحانه بأن هذا اليوم حق .
قال تعال" فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ" سورة الذاريات / آية : 23 .
وقال تعالى" يَآٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ وَٱخْشَوْاْ يَوْمًا لَّا يَجْزِى وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِۦ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ" سورة لقمان / آية : 33 .

*ولنتق شر هذا اليوم : قال تعالى " وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ." سورة البقرة / آية : 281 .

*والله سبحانه وتعالى حذرنا من هذا الموقف العصيب . قال تعالى " يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ "سورة آل عمران / آية : 30 .
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
وإلى الملتقى في الجزء الثالث إن شاء الله .


الساعة الآن 11:52 PM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر