حكم الاحتفال بالمولد النبوي
ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي ؟ الجواب :الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَن أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:▂▂▂▂▂▂▂▂ ~➷‿➹⁀ ➷ حب النبي صلى الله عليه وسلم يكون باتباع سنته والاهتداء بهديه قال الله تبارك وتعالى- قال:{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} وقال تعالى:" لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا(21) الأحزاب. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( فمن رغب عن سنتي فليس مني ) جزء من حديث رواه البخاري ومسلم وغيرهما. أما اتخاذ يوم مولده صلى الله عليه وسلم عيدا _ مع أن هناك اختلافا في تحديد يوم مولده انظر " السيرة النبوية " لابن كثير ( ص 199 ، 200 ) ._ فاتخاذ اليوم الذي يقال انه ولد فيه عيدا من البدع المنكرة المحدثة المحرمة لانه ليس من هديه صلى الله عليه وسلم ولا من هدي أصحابه الكرام قال الله تعالى "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا " المائدة/3 . وقال تعالى "فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " النور : 63. وقال تعالى " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ " الأحزاب / 21 وقال الله تعالى"وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا"النساء: 117. والمؤمنون عند نزول هذه الآية الكريمة هم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبيلهم هو سبيل المؤمنين ولم يكن من سبيلهم اتخاذ هذه الموالد البدعية وقال تعالى " وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" الحشر / 7 . وقال سبحانه" وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِينًا " الأحزاب / 36 . وقال تعالى " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ " الأحزاب / 21 وقال النبي صلى الله عليه وسلم "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"متفق على صحته.البخاري 2697، ومسلم 1718. وفي رواية أخرى لمسلم"من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" قال الإمام النووي رحمه الله : " قَالَ أَهْل الْعَرَبِيَّة : ( الرَّدّ ) هُنَا بِمَعْنَى الْمَرْدُود , وَمَعْنَاهُ : فَهُوَ بَاطِل غَيْر مُعْتَدّ بِهِ . وَهَذَا الْحَدِيث قَاعِدَة عَظِيمَة مِنْ قَوَاعِد الْإِسْلَام , وَهُوَ مِنْ جَوَامِع كَلِمه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ صَرِيح فِي رَدّ كُلّ الْبِدَع وَالْمُخْتَرَعَات . وَفِي الرِّوَايَة الثَّانِيَة زِيَادَة وَهِيَ أَنَّهُ قَدْ يُعَانِد بَعْض الْفَاعِلِينَ فِي بِدْعَة سَبَقَ إِلَيْهَا , فَإِذَا اُحْتُجَّ عَلَيْهِ بِالرِّوَايَةِ الْأُولَى يَقُول : أَنَا مَا أَحْدَثْت شَيْئًا فَيُحْتَجّ عَلَيْهِ بِالثَّانِيَةِ الَّتِي فِيهَا التَّصْرِيح بِرَدِّ كُلّ الْمُحْدَثَات , سَوَاء أَحْدَثَهَا الْفَاعِل , أَوْ سَبَقَ بِإِحْدَاثِهَا . " انتهى . وقال صلى الله عليه وسلم " *عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة". مسند أحمد 4/126، وانظر صحيح الجامع 2546. وكان صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته يوم الجمعة: "أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة". (صحيح مسلم867). وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ... مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا ، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ ؛ تَمَسَّكُوا بِهَا ، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ) . اخرجه أبو داود (4607) وغيره و صححه الألباني . وقوله صلى الله عليه وسلم_ كل بدعة ضلالة _اصل من الاصول وقاعدة من القواعد المهمة قال الحافظ ابن رجب :" (كل بدعة ضلالة) من جوامع الكلم لايخرج عنه شيء، وهو أصل عظيم من أصول الدين"[ انظر جوامع العلوم والحكم 1/266] وقال :" والمراد بالبدعة ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه "جامع العلوم والحكم (2/127). قال الحافظ ابن كثير رحمه الله : " أهل السنة والجماعة يقولون في كل فعل وقول لم يثبت عن الصحابة : هو بدعة ؛ لأنه لو كان خيرا لسبقونا إليه ، لأنهم لم يتركوا خصلة من خصال الخير إلا وقد بادروا إليها " انتهى "تفسير ابن كثير" (7 / 278-279) وقال الامام الشاطبي : " قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ((كل بدعة ضلالة)) محمول عند العلماء على عمومه لايُستثنى منه شيء البتة ، وليس فيها ماهو حسن أصلاً , إذ لاحسن إلا ماحسَّنه الشرع ولا قبيح الا ماقبَّحه الشرع ، فالعقل لا يحسِّن ولا يقبِّح ,وإنما يقول بتحسين العقل وتقبيحه أهل الضلال" [انظر فتاوى الامام الشاطبي ص(181,180)] وقال ابن عمر- رضي الله عنه - : " كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة " وسنده صحيح كما قال الألباني في تخريج اصلاح المساجد ص(13). وقال معاذ بن جبل- رضي الله عنه - : " إياكم وما ابتُدع فإن ما ابتدع ضلال " رواه أبو داوود برقم(4611) وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «اتبعوا ولا تبتدعوا، فقد كفيتم، كل بدعة ضلالة» (كتاب الزهد لوكيع بن الجراح، باب: من قال البلاء موكل بالقول.. وقال رضي الله عنه « إنكم أصبحتم على الفطرة، وإنكم ستحدثون، ويحدث لكم، فإذا رأيتم محدثة، فعليكم بالهدي الأول ». [الدارمي (169) ، السنَّة للمروزي (80)] وقال : « مَنْ كان مُسْتنّا فَلْيَسْتن بمَنْ قَدْ مَاتَ أولئكَ أَصْحابُ مُحمد - صلى الله عليه وسلم - كانوا خَيرَ هذه الأمَّة، وأَبَرها قُلوبا، وأَعْمقَها عِلْما، وأَقَلّها تَكلفا، قَوم اخْتارَهُمُ اللهُ لِصُحْبَة نَبيه - صلى الله عليه وسلم - ونَقلِ دينه فَتَشبَّهوا بأَخْلاقِهِم وطَرائِقِهم ؛ فَهُمْ كانوا عَلَى الهَدْي المُستقِيم ». [جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر (2/97) ، الحجة في بيان المحجة للأصبهاني (498) ، الشريعة للآجري (1143)] وعن عثمان بن حاضر، قال: قلت لابن عباس: أوصني، قال: « عليك بالاستقامة، واتباع الأثر، وإياك والتبدع ». [سنن الدارمي (141) ، الإبانة لابن بطه (164)] وقال الأوزاعي: «اصبر نفسك على السنة، وقف حيث وقف القوم، وقل بما قالوا، وكف عما كفوا عنه، واسلك سبيل سلفك الصالح، فإنه يسعك ما وسعهم» ()الشريعة للآجري ؛ وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (ج1 ص154). وقال: «عليك بآثار السلف وإن رفضك الناس، وإياك ورأي الرجال وإن زخرفوه لك بالقول، فإن الأمر ينجلي وأنت منه على طريقٍ مستقيم» ( رواه الخطيب البغدادي في شرف أصحاب الحديث؛ والبيهقي في المدخل إلى السنن؛ وروى جزء منه الآجري في كتابه الشريعة.). قال سعيد بن جبير (ت: 95هـ ) رحمه الله تعالى : " مالم يعرفه البدريون فليس من الدِّين " . والبدعة استدراك على الله وعلى رسوله بأنهم لم يدلونا على هذه العبادة العظيمة التي تقرب إلى الله والرسول . قال الله تعالى : ((أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ)) والبدعة اتهام للرسول صلى الله عليه وسلم بالخيانة وعدم الأمانة في التبليغ قال الإمام مالك – رحمه الله -: " من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة لأن الله يقول "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا " المائدة/3 . فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا".الاعتصام (1/49). والبدعة اتهام للرسول صلى الله عليه وسلم وللصحابة واائمة السلف بالجهل والتقصير والغفلة لانهم لم يفعلو هذه البدع التي يزعم أصحابها أنها تقرب إلى الله وصاحب البدعة مشاق لله ورسوله متبع لغير سبيل المؤمنين قال الله تعالى"وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا"النساء: 117، والمؤمنون عند نزول هذه الآية الكريمة هم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبيلهم هو سبيل المؤمنين وانظر كتاب "الاعتصام" للامام الشاطبي في بيان البدعة وخطرها واتخاذ يوم مولده صلى الله عليه وسلم عيدًا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يفعله الخلفاء الراشدون من بعده ابو بكر وعمر وعثمان وعلي ولم يفعله الصحابة رضي الله عنهم . يقول سبحانه وتعالى " وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " التوبة/100 وما أحسن ما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات ؛ فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ؛ أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة ؛ أبرها قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا ، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه ، فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم ، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم ، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم " رواه ابن عبد البر في الجامع ، رقم (1810) . ولم يفعله التابعين وخير القرون الذين قال رسول صلى الله عليه وسلم فيهم" خَيرُ النَّاسِ قَرنِي ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم " رواه البخاري (2652) ومسلم (2533) ولم يفعله الائمة المقتدون ائمة اهل السنة والجماعة امثال مالك وابي حنيفة واحمد والشافعي والثوري والليث وسفيان والاوزاعي وهم الائمة في العلم والدين واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم قال الحافظ السخاوي في فتاويه :"عمل المولد الشريف لم ينقل عن أحد من السلف الصالح في القرون الثلاثة الفاضلة وإنما حدث بعد"_عن سبل الهدى والرشاد للصالحي (1/439)* النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه من بعده والتابعون لهم باحسان كلهم لم يتخذو يوم مولده عيدا افلا يسعنا ما وسعهم الا يكفينا ما كفاهم ؟ اليسو هم على الحق ومن ابتدع وخالف هو على الباطل ؟؟ قال الحافظ ابن حجر العسقلاني : (فالسعيد من تمسك بما كان عليه السلف واجتنب ما أحدثه الخلف). فتح الباري لابن حجر (ج13 ص267) قال الامام مالك رحمه الله_ : (لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها) وكان رحمه الله كثيراً ما يتمثل : وخير أمور الدين ما كان سنة *** وشر الأمور المحدثات البــدع ذكره الشاطبي في كتابه "الاعتصام" (1/115). و أخرج الترمذي وغيره: أنَّ رجلاً عطس إلى جنب ابن عمر، فقال: الحمد لله ، والسلام على رسول الله فقال ابن عمر: وأنا أقول : الحمد لله ، والسلام على رسول الله ، وليس هكذا علمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-! علمنا أن نقول: الحمد لله على كل حال) [ " إرواء الغليل" (3/245). وروى البيهقي بسندٍ صحيح عن سعيد بن المسيب أنَّه رأىٰ رجلاً يصلي بعد طلوع الفجر أكثر من ركعتين، يكثر فيها الركوع والسجود؛ فنهاه؛ فقال: "يا أبا محمد! أيعذبني الله على الصلاة؟! قال: لا، ولكن يُعذِّبُك علىٰ خِلافِ السُّنـَّة". قال الشيخ الألباني –رحمه الله- وهٰذا من بدائع أجوبة سعيد بن المسيب -رحمه الله تعالى-، وهو سلاح قوي على المبتدعة الذين يستحسنون كثيرًا من البدع باسم أنها ذكر وصلاة، ثم ينكرون على أهل السنة إنكار ذٰلك عليهم ويتهمونهم بأنهم ينكرون الذكر والصلاة!! وهم في الحقيقة إنما ينكرون خلافهم للسنة في الذكر والصلاة ونحو ذٰلك. إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل (2/ 236). وسأل رجلٌ الإمام مالك بن أنس: يا أبا عبد الله من أين أحرم ؟قال : من ذي الحليفة من حيث أحرم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-فقال : إني أريد أن أحرم من المسجد من عند القبر؟ قال الامام مالك : لا تفعل، فإني أخشى عليك الفتنة! فقال: وأي فتنة في هذه ؟ إنما هي أميال أريدها! قال الامام مالك : وأي فتنة أعظم من أن ترى أنك سبقت إلى فضيلة قصر عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟ إني سمعت الله يقول : {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}[ينظر: (الباعث على إنكار البدع) لأبي شامة، (الاعتصام) للشاطبي. رحم الله الامام مالك وليت من يدعون اليوم الانتساب الى مذهبه كانو مالكية حقا لنبذو اذا كل بدعة ولتمسكو بهدي السلف فما اعظم فقه ائمة السلف وانظر رحمك الله الى تمسكهم بالسنة ونبذهم للبدعة وان كان ظاهرها ذكرا لله .. _بدعة االاحتفال بالمولد احدثها هم العبيديون الرافضة بدعة االاحتفال بالمولد اول من احدثها هم العبيديون الرافضة الذي كانو يتسمون بالفاطميين انظر كتاب الخطط ( 1/ ص 490وما بعدها) للإمام المقريزي ) رحمه الله و" الإبداع في مضار الابتداع " ( ص 251 ) .للشيخ علي محفوظ رحمه الله فالعبيديون الذين حكم اهل العلم_ وعلى راسهم علماء المالكية _ بضلالهم وكفرهم وردتهم هممن اول من احدث هذه البدعة المنكرة فهؤلاء هم سلف المحتفلين بالمولد وفي اقامة هذا المولد مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه و مشابهة واضحة لدين النصارى الذين يحتفلون بعيد ميلاد المسيح وقد نهينا عن التشبه بهم كما قال صلى الله عليه وسلم ( ومن تشبه بقوم فهو منهم ).(أنظر اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية (2/581). فاسال نفسك ايها المسلم لو كان الاحتفال بالمولد مشروعا وفيه الخير والبركة وكان يقرب الى الله والى الجنة كما يقول المحتفلون فلماذا تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولماذا لم يامر به ؟ وهو صلى الله عليه وسلم الذي علم اصحابه كل شيئ ودلهم على كل خير وهو القائل صلى الله عليه وسلم قال : ( والله ما تركت شيئا يقربكم إلى الله والجنة إلا وأخبرتكم به ، وما تركت شيئا مما أمركم الله به إلا وقد أمرتكم به ، وما تركت شيئا مما نهاكم الله عنه إلا قد نهيتكم عنه ) النسائي (2719) وقال صلى الله عليه و سلم : (ما بقي شيء يقرب من الجنة ويباعد من النار إلا وقد بين لكم) . وصححه الألباني في الصحيحة (1803) . فلماذا لم يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحتفل بمولده ؟! لو كان في هذا الاحتفال خير لفعله وامر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولفلعه الصحابة والتابعون وخير القرون هل نحن اشد حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم من اصحابه رضي الله عنهم .؟ حاشا وكلا فهم اشد حبا والزم له اتباعا . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "وكذلك ما يُحدثه بعض الناس ، إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام ، وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم ، وتعظيماً له - والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد ، لا على البدع - من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيداً - مع اختلاف الناس في مولده - : فإن هذا لم يفعله السلف ، مع قيام المقتضي له ، وعدم المانع منه ، ولو كان هذا خيراً محضاً ، أو راجحاً : لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منَّا ؛ فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيماً له منَّا ، وهم على الخير أحرص ، وإنما كمال محبته وتعظيمه : في متابعته ، وطاعته ، واتباع أمره ، وإحياء سنَّته ، باطناً ، وظاهراً ، ونشر ما بُعث به ، والجهاد على ذلك ، بالقلب ، واليد ، واللسان ؛ فإن هذه هي طريقة السابقين الأولين ، من المهاجرين ، والأنصار ، والذين اتبعوهم بإحسان" انتهى ." اقتضاء الصراط " ( ص 294 ، 295 ) . وهذا كلام متين مفيد لمن يعقل . وقد راينا اكثر هؤلاء المحتفلين بالمولد من ابعد الناس عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء به بل منهم من يحارب سنته صلى الله عليه وسلم ويستهزئ بها نسال الله السلامة والعافية زد على ذلك ما يحدث في هذه الموالد من المنكرات من بدع وغلو واختلاط وفساد وغناء افهكذا يكون حب النبي صلى الله عليه وسلم ؟ يقول ابن الحاج في المدخل (2/15):" ثم العجب العحيب كيف يعملون المولد للمغاني والفرح والسرور لأجل مولده عليه الصلاة والسلام كما تقدم في هذا الشهر الكريم وهو عليه الصلاة والسلام فيه انتقل إلى كرامة ربه عزو جل وفجعة الأمة فيه وأصيبت بمصاب عظيم لايعدل ذلك غيرها من المصائب أبداً فعلى هذا كان يتعين البكاء والحزن الكثير وأنفراد كل إنسان بنفسه لما أصيب به ......". أهـ يقول السيد رشيد رضا في المنار (2/74-76):" فالموالد أسواق الفسوق فيها خيام للعواهر وخانات للخمور ومراقص يجتمع فيها الرجال لمشاهدة الراقصات المتهتكات الكاسيات العاريات ومواضع أخرى لضروب من الفحش في القول والفعل يقصد بها إضحاك الناس ....(إلى أن قال ): فلينظر الناظرون إلى أين وصل المسلمون ببركة التصوف واعتقاد أهله بغير فهم ولا مراعاة شرع اتخذوا الشيوخ أنداداً وصار يقصد بزيارة القبور والأضرحة قضاء الحوائج وشفاء المرضى وسعة الرزق بعد أن كانت للعبرة وتذكرة القدوة وصارت الحكايات الملفقة ناسخة فعلا لما ورد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعاون على الخير ونتيجة لذلك كله ؛ أن المسلمين رغبوا عما شرع الله إلى ما توهموا أنه يرضي غيره ممن اتخذوهم أنداداً وصاروا كالإباحيين في الغالب فلاعجب إذا عم فيهم الجهل واستحوذ عليهم الضعف وحرموا ماوعد الله المؤمنين من النصر لأنهم انسلخوا من مجموع ما وصف الله به المؤمنين ولم يكن في القرن الأول شيئ من هذه التقاليد والأعمال التي نحن عليها بل ولا في الثاني ولايشهد لهذه البدع كتاب ولاسنة وإنما سرت إلينا بالتقليد أو العدوى من الامم الأخرى ، إذ رأى قومنا عندهم أمثال هذه الاحتفالات فظنوا أنهم إذا عملوا مثلها يكون لدينهم عظمة وشأن في نفوس تلك الأمم فهذا النوع من اتخاذ الأنداد كان من أهم أسباب تأخر المسلمين وسقوطهم فيما سقطوا فيه ".أ.هـ وقد تواترت فتاوى علماء الإسلام على اختلاف أماكنهم وأزمانهم ومذاهبهم الفقهية بحرمة عمل المولد وأنه من البدع المنكرة منهم على سبيل المثال العلامة أبوالوليد الباجي الأندلسيّ المالكيّ المتوفّى سنة (494هـ) والشّيخ محمّد بن مرزوق التّلمساني المالكيّ المتوفّى سنة (781هـ) و أحمد بن يحيى الونشريسيّ التّلمسانيّ (ت: 914هـ) و أحمد بن قاسم الشّهير بالقبّاب المالكيّ توفّي سنةَ: (778هـ). والعلامة تاج الدين عمر بن علي اللخمي الإسكندراني المشهور بـ(الفاكهاني ـ) له رسالة في انكار بدعةالاحتفال بالمولد عنونها بـ(المورد في عمل المولد) والعلامة ابن الحاج المالكي المتوفى سنة 737 هـ والإمام المحقِّق أبو إسحاق الشاطبي المالكي -رحمه الله- 790هـ)انظرفتاوى الإمام الشاطبي ص203، 204.والاعتصام له والشيخ المفتي محمَّد عليش المالكي و الشيخ البناني المالكي و العلامة الأستاذ أبو عبد الله الحفَّارالمالكي وشيخ الإسلام ابن تيمية وهو من علماء الشام ومن المجتهدين.(انظر اقتضاء الصراط المستقيم ( 2 /619 )، ومجموع الفتاوى( 1/312 ) . والشيخ تقي الدين الهلالي المغربي والشيخ العلامة الشيخ محمد بخيت المطيعي الحنفي مفتي الديار المصرية. و الشيخ على محفوظ في كتابه الإبداع في مضار الابتداع . والشيخ رشيد رضا انظر مثلا المنار (9/96)، (2/74-76) (17/111) (29/ 664-668).وفتاواه (الجزء الخامس في الصفحة 2112-2115) و(الجزء الرابع في الصفحة 1242-1243). والشيخ أبو الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي وهو من علماء الهند والشيخ بشير الدين القنوجي وهو من علماء الهند وهو شيخ أبي الطيب والشيخ فوزان السابق كما في كتابه البيان والإشهارص 299. والشيخ محمد بن عبد السلام خضر الشقيري في كتابه السنن والمبتدعات و شيخ الإسلام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله والعلامة الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ كما في الدرر السنية. والعلامة الشيخ محمد بن ابراهيم له رسالة في إنكار عمل المولد وانظر مجموع فتاواه (3/48-95)فقد اشتملت على عدد من الفتاوى المتنوعة حول المولد . والعلامة المحدث محمد ناصر الدين الالباني و العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز له رسالة في حكم الاحتفال بالمولد النبوي و العلامة الشيخ حمود بن عبد الله التويجري والعلامة الشيخ محمد الصالح العثيمين. وغيرهم كثير من اهل العلم كلهم اتفقت كلمتهم على اختلاف زمانهم وبلدانهم على ان الاحتفال بالمولد بدعة منكرة وحب النبي صلى الله عليه وسلم يكون باتياع سنته والاهتداء بهديه قال الله تبارك وتعالى- قال:{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} وقال تعالى:" لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا(21) الأحزاب. وقال الله تعالى: ((فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فـيـمــا شـجـــر بـيـنـهـم ثــم لا يجــــدوا في أنفسهم حرجاْ مما قضيت ويسلموا تسليماْ))[النساء: 65]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( فمن رغب عن سنتي فليس مني ) جزء من حديث رواه البخاري ومسلم وغيرهما قال الامام ابن كثير رحمه الله عند تفسير قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [آل عمران: 31] «هذه الآيةُ الكريمةُ حاكمةٌ على كلِّ من ادّعى محبّةَ اللهِ وليس هو على الطّريقةِ المحمّديّةِ؛ فإنّه كاذبٌ في دعواه في نفسِ الأمرِ حتّى يتّبعَ الشّرعَ المحمّديَّ والدّينَ النّبويَّ في جميعِ أقوالِه وأحوالِه؛ كما ثبت في الصّحيح عن رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّم أنّه قال: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ولهذا قال: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ﴾ أي: يحصلْ لكم فوق ما طلبْتم من محبّتِكم إيّاه، وهو محبّتُه إيّاكم، وهو أعظمُ من الأوّلِ، كما قال بعضُ الحكماءِ العلماءِ: «ليس الشّأنُ أن تحبَّ، إنّما الشّأنُ أن تُحَبَّ»، وقال الحسنُ البصريُّ وغيرُه من السّلفِ: زعم قومٌ أنّهم يحبّون اللهَ فابتلاهم اللهُ بهذه الآيةِ، فقال: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ﴾».[«تفسير القرآن العظيم» ابن كثير (1/ 340)] وقال الإمام محمَّد البشير الإبراهيمي «الحبُّ الصحيح لمحمَّد صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم هو الذي يَدَعُ صاحبَه عن البدع، ويحملُه على الاقتداء الصحيح، كما كان السلف يحبُّونه، فيحبُّون سُنَّته، ويَذُودون عن شريعته ودينه، من غير أن يقيموا له الموالد، وينفقُوا منها الأموال الطائلة التي تفتقر المصالحُ العامَّةُ إلى القليـل منها فلا تَجدُه »[«آثار الإمام محمَّد البشير الإبراهيمي»: (2/ 132)]. ومن أراد أن يعظِّم اليوم الذي وُلد فيه النبي صلى الله عليه وسلم فعليه بالبديل الشرعي ، وهو صوم يوم الاثنين ، وليس خاصًّا بيوم المولد فقط بل في كلّ يوم اثنين . عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم الاثنين ؟ فقال : فيه ولدت ، وفيه أنزل عليَّ . رواه مسلم ( 1978) . وعن عائشة رضي الله عنه قالت : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرَّى صوم الاثنين والخميس ) رواه الترمذي (745) والنسائي (2361) وابن ماجه (1739) وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (1044) . وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " تُعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس ، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم" رواه الترمذي (747) وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (1041) وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين - هنا - |
الساعة الآن 11:10 PM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
تركيب: استضافة صوت مصر