الموضوع: عالم الملائكة
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-09-2017, 04:40 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,263
Post عالم الملائكة

عالم الملائكة
عباد الله : اتقوا الله تعالى ربكم ، وراقبوه سبحانه في جميع أعمالكم مراقبة من يعلم أن ربَّه يسمعُه ويراه. يشهد معكم هذه المجالس ويستمعون معكم إلى الذكر فيها خلق من خلق الله لا ترونهم ،يشهدون معكم الجُمَع ويستمعون معكم إلى الذكر ،أخبر عنهم نبيكم الكريم صلى الله عليه وسلم ، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال"إذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ مَلَائِكَةٌ يَكْتُبُونَ الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ، فَإِذَا جَلَسَ الْإِمَامُ طَوَوُا الصُّحُفَ وَجَاءُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ" .الدرر -
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إنَّ للهِ تباركَ وتعالَى ملائكةً سيَّارةً . فُضُلًا . يتبعونَ مجالسَ الذكرِ . فإذا وجَدوا مجلسًا فيه ذِكرٌ قعَدوا معهمْ . وحفَّ بعضُهم بعضًا بأجنحتِهِم . حتَّى يملئوا ما بينَهُم وبينَ السَّماءِ الدُّنيا . فإذا تفرَّقوا عرَجوا وصعِدوا إلى السَّماءِ . قال فيسألُهُم اللهُ عزَّ وجلَّ ، وهو أعلمُ بهم : من أين جِئتُم ؟ فيقولونَ : جِئنا من عندِ عِبادٍ لك في الأرضِ ، يسبِّحونكَ ويكَبِّرونكَ ويُهلِّلونكَ ويَحمدونكَ ويسألونكَ . قال : وماذا يسألوني ؟ قالوا : يسألونَكَ جنَّتكَ . قال : وهلْ رأوْا جنَّتي ؟ قالوا : لا . أي ربِّ ! قال : فكيف لو رأَوْا جنَّتي ؟ قالوا : ويَستجيرونَكَ . قال : وممَّ يستجيرونَني ؟ قالوا : من نارِكَ . يا ربِّ ! قال : وهل رأَوْا ناري ؟ قالوا : لا . قال : فكيفَ لو رأَوْا ناري ؟ قالوا : ويستغفرونَكَ . قال فيقولُ : قد غفرتُ لهم . فأعطيتُهم ما سألوا وأجَرتُهم ممَّا استجاروا . قال فيقولونَ : ربِّ ! فيهم فلانٌ . عبدٌ خطَّاءٌ . إنَّما مرَّ فجلس معهم . قال فيقولُ : وله غفرتُ . همُ القومُ لا يَشقَى بهم جليسُهُم" الراوي : أبو هريرة - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 2689 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر-,
، وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ".-الدرر-

والإيمان بالملائكة يدخل في الإيمان بالغيب لكوننا لا نراهم وقد أثنى الله عز وجل على المؤمنين بالغيب إذ قال :
"ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ "البقرة :2 ، 3.

°متى خُلِقوا؟
ليس لنا علم على وجه التحديد بوقت خلقهم لعدم ورود النص في ذلك لكنهم سابقون لخلق الإنس يقينًا ،فقد خلق الله -سبحانه وتعالى- الملائكة قبل آدم, قال الله تعالى"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ"البقرة: 30.
عقيدة التوحيد/ القاضي أحمد محمد علي، ص52.

فخاطبهم قبل خلق الإنسان فدل هذا على وجودهم قبله

°وجوب الإيمان بالملائكة
الإيمان بالملائكة جزء من الإيمان بالغيب الذي يجب على المسلم أن يقتصر فيه على ما جاء في الوحي،فالإيمان بالملائكة ركن من أركان الإيمان الستة ،فلا يصح إيمان العبد المسلم إلا به، وقد دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة وإجماع المسلمين، قال تعالى" آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ"285.
°الإيمان بالملائكة؛ هو الاعتقاد الجازم بوجودهم، وأنهم مخلوقون لله سبحانه، قال تعالى"وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ "البقرة:177.
وقد ورد في حديث جبريل عليه السلام الطويل :.....
"....قال: فأخبِرْني عنِ الإيمانِ، قال: أن تُؤمِنَ باللهِ، وملائكتِه، وكُتبِه، ورُسلِه، واليومِ الآخِرِ، وتُؤمِنَ بالقدَرِ خَيرِه وشَرِّه، قال: صدَقْتَ..."الراوي : عمر بن الخطاب - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 8 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر-
وورد في متن آخر
لحديث جبريل عليه السلام الطويل...
"أن تُؤْمِنَ باللَّهِ وملائِكَتِهِ وَكُتبِهِ ورسلِهِ وبالموتِ وبالبعثِ والجنَّةِ والنَّارِ والقدرِ كلِّهِ فإذا فعلتُ ذلِكَ فقد آمنتُ قالَ نعَم قالَ صدقتَ. قالَ: فلمَّا ولَّى قالَ رسولُ اللَّهِ: عليَّ بالرَّجلِ ،قالَ فطلبوهُ فلم يجدوهُ ،فقالَ :هذا جبريلُ علَيهِ السَّلامُ جاءَ يعلِّمُكُم أمرَ دينِكُم " الراوي : عمر بن الخطاب - المحدث : الألباني - المصدر : تخريج كتاب السنة-الصفحة أو الرقم: 120 - خلاصة حكم المحدث : صحيح - الدرر-
°حقيقة الإيمان بالملائكة
والإيمان بالملائكة هو إيمانٌ بكل ما جاء عنهم في القرآن أو السنة من ذكرٍ لأسمائهم ، أو أعدادهم ، أو أوصافهم ، أو أعمالهم ؛ إجمالًا فيما أُجمل وتفصيلًا فيما فُصِّل .
وكلما ازداد العبد علمًا بتفاصيل ما جاء في القرآن والسنة مما يتعلق بهذا الأصل العظيم كان ذلك زيادةً في إيمانه وقوةً في يقينه وسببًا عظيمًا لصلاح عمله . الشيخ عبد الرزاق عبد المحسن البدر .

الملائكة لا يوصفون بالذكورة ولا الأنوثة ، والخوض في هذا الغيب من أسباب ضلال بني آدم. هنا -
°والإيمان بالملائكة يتضمن أربعة أمور لا بد منها :
1- الإقرار الجازم بوجودهم وأنهم خلق من خلق الله ، مربوبون مسخرون و "
عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ "لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ" الأنبياء/26 :27 و" لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ" التحريم/6 و" لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ . يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ"
2- الإيمان بأسماء من علمنا اسمه منهم بالنص الشرعي : كجبريل ، وميكائيل ، وإسرافيل ، ،ومالك ، ورضوان ، وغيرهم عليهم السلام .
3-الإيمان بأوصاف من علمنا وصفه : كما علمنا من السنة وصف جبريل عليه السلام ، وأن له ستمائة جناح قد سد الأفق - أي ملأ السماء - .
4-الإيمان بأعمال من علمنا عمله منهم : فجبريل عليه السلام ، موكل بما فيه حياة القلوب وهو الوحي ، وإسرافيل موكل بالنفخ في الصور ، وميكائيل موكل بالمطر ، ومالك موكل بالنار ، وهكذا .

الإسلام سؤال وجواب -

°عظم مكانة الملائكة عند ربهم
لعل من أعظم الآيات، التي تدل على عظم مكانة الملائكة عند ربهم، قوله تعالى" شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ "آل عمران:18، ووجه الدلالة؛ أن الله احتج بشهادتهم على أعظم مشهود على الإطلاق، وهو توحيده سبحانه، وقرن شهادتهم بشهادته، والله لا يستشهد من خلقه إلا من عظم قدره عنده، فهذه الآية تدل على علو قدرهم ومكانتهم.إسلام ويب .
رؤية الملائكة
الأصل أن الملائكةَ لايُشَاهَدُونَ، وقد يُشَاهَدُونَ ،إنما الأصل أنهم عالم غيبي.
ولم ير الملائكةَ في صورِهم الحقيقية من هذه الأمة إلا الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه رأى جبريل مرتين في صورته التي خلقه الله عليها.
الرؤية الأولى : كانت في الأرض في بداية الوحي ، ونزلت عليه بعدها سورة المدثر .
فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال :

سمعتُ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، يُحَدِّثُ عن فتْرَةِ الوحْيِ " فبَيْنَا أنَا أمْشي ، سمعتُ صوتًا من السماءِ ، فرفعْتُ بصرِي قِبَلَ السماءِ ، فإذَا المَلَكُ الذي جاءَني بِحِراءَ ، قاعدٌ على كرسيٍّ بينَ السماءِ والأرضِ ، فجَئِثْتُ منهُ ، حتى هَوَيْتُ إلى الأرضِ ، فجِئْتُ أهلِي فقلْتُ : زمِّلونِي زمِّلونِي ، فَزَمَّلونِي ، فأَنْزَلَ اللهُ تعالى "يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ . قُمْ فَأَنْذِرْ - إلى قولهِ - فَاهْجُرْ " . قالَ أبو سَلَمَةَ : والرُّجْزَ الأوثانَ - ثمَّ حَمِيَ الوحيُ وتَتَابَعَ .
الراوي : جابر بن عبدالله - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4926 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.الدرر-
وهذه الرؤية هي التي قال الله سبحانه وتعالى فيها "وَلَقَدْ رَآهُ بِالأفُقِ الْمُبِينِ" التكوير/23 .
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :
"يعني : ولقد رأى محمدٌ جبريل الذي يأتيه بالرسالة عن الله عز وجل على الصورة التي خلقه الله عليها له ستمائة جناح ، "بِالأفُقِ الْمُبِينِ"أي : البيِّن ، وهي الرؤية الأولى التي كانت بالبطحاء -موضع بمكة- ، وهي المذكورة في قوله "عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى وَهُوَ بِالأفُقِ الأعْلَى ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إَلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى" النجم/5 –10 ،
والظاهر- والله أعلم - أن هذه السورة – يعني سورة التكوير - نزلت قبل ليلة الإسراء ؛ لأنه لم يذكر فيها إلا هذه الرؤية ، وهي الأولى .
وأما الثانية : كانت في السماء ، ليلة الإسراء والمعراج عند سدرة المنتهى .وهي المذكورة في قوله " وَلَقَدْ رَآهُ نزلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى " النجم: 13 -16، فتلك إنما ذكرت في سورة " النجم " ، وقد نزلت بعد سورة الإسراء " انتهى .
" تفسير القرآن العظيم " 8/339 .
وقد نصت الآية في سورة النجم على الرؤية الثانية ، وأشارت إلى الرؤية الأولى ، وذلك في قوله سبحانه وتعالى " وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى . عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى " النجم/13-14. هنا-

" وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى "أي: رأى محمد جبريل مرة أخرى، نازلا إليه.تفسير السعدي.


¤وقد دلت النصوص على أن البشر يستطيعون رؤية الملائكة، إذا تمثل الملائكة في صورة بشر.

تمثل لمريم في صورة بشر، قال تعالى"فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا"مريم:17.
. وجاءت الملائكة إلى إبراهيم عليه السلام في صورة بشر، ولم يعرف أنهم ملائكة حتى كشفوا له حقيقة أمرهم، قال تعالى"هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ . إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ"الذاريات: 25
. وكذلك في قصة الثلاثة من بني إسرائيل الأبرص والأقرع والأعمى، وأن الملك تشكّل لهم في صورة بشر، كما في صحيح البخاري ومسلم.
قال البخاري في صحيحه:
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ ،قال:حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ ،قال: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ،قال: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ح وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ ،قال: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ ثَلَاثَةً فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ أَبْرَصَ وَأَقْرَعَ وَأَعْمَى بَدَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلَكًا ،فَأَتَى الْأَبْرَصَ فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟قَالَ :لَوْنٌ حَسَنٌ وَجِلْدٌ حَسَنٌ قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ. قَالَ: فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ فَأُعْطِيَ لَوْنًا حَسَنًا وَجِلْدًا حَسَنًا، فَقَالَ: أَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟. قَالَ: الْإِبِلُ أَوْ قَالَ الْبَقَرُ هُوَ شَكَّ فِي ذَلِكَ إِنَّ الْأَبْرَصَ وَالْأَقْرَعَ قَالَ أَحَدُهُمَا الْإِبِلُ وَقَالَ الْآخَرُ الْبَقَرُ. فَأُعْطِيَ نَاقَةً عُشَرَاءَ، فَقَالَ: يُبَارَكُ لَكَ فِيهَا .وَأَتَى الْأَقْرَعَ فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: شَعَرٌ حَسَنٌ وَيَذْهَبُ عَنِّي هَذَا قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ. قَالَ فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ وَأُعْطِيَ شَعَرًا حَسَنًا .قَالَ: فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الْبَقَرُ .قَالَ: فَأَعْطَاهُ بَقَرَةً حَامِلًا وَقَالَ يُبَارَكُ لَكَ فِيهَا.وَأَتَى الْأَعْمَى فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ :يَرُدُّ اللَّهُ إِلَيَّ بَصَرِي فَأُبْصِرُ بِهِ النَّاسَ .قَالَ: فَمَسَحَهُ فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ بَصَرَهُ .قَالَ :فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟قَالَ: الْغَنَمُ .فَأَعْطَاهُ شَاةً وَالِدًا فَأُنْتِجَ هَذَانِ وَوَلَّدَ هَذَا فَكَانَ لِهَذَا وَادٍ مِنْ إِبِلٍ وَلِهَذَا وَادٍ مِنْ بَقَرٍ وَلِهَذَا وَادٍ مِنْ غَنَمٍ. ثُمَّ إِنَّهُ أَتَى الْأَبْرَصَ فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ فَقَالَ :رَجُلٌ مِسْكِينٌ تَقَطَّعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي فَلَا بَلَاغَ الْيَوْمَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ أَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَعْطَاكَ اللَّوْنَ الْحَسَنَ وَالْجِلْدَ الْحَسَنَ وَالْمَالَ بَعِيرًا أَتَبَلَّغُ عَلَيْهِ فِي سَفَرِي .فَقَالَ لَهُ :إِنَّ الْحُقُوقَ كَثِيرَةٌ .فَقَالَ لَهُ: كَأَنِّي أَعْرِفُكَ أَلَمْ تَكُنْ أَبْرَصَ يَقْذَرُكَ النَّاسُ فَقِيرًا فَأَعْطَاكَ اللَّهُ. فَقَالَ: لَقَدْ وَرِثْتُ لِكَابِرٍ عَنْ كَابِرٍ .فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ. وَأَتَى الْأَقْرَعَ فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ فَقَالَ لَهُ: مِثْلَ مَا قَالَ لِهَذَا. فَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا رَدَّ عَلَيْهِ هَذَا. فَقَالَ :إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ. وَأَتَى الْأَعْمَى فِي صُورَتِهِ فَقَالَ : رَجُلٌ مِسْكِينٌ وَابْنُ سَبِيلٍ وَتَقَطَّعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي فَلَا بَلَاغَ الْيَوْمَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ أَسْأَلُكَ بِالَّذِي رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ شَاةً أَتَبَلَّغُ بِهَا فِي سَفَرِي . فَقَالَ :قَدْ كُنْتُ أَعْمَى فَرَدَّ اللَّهُ بَصَرِي وَفَقِيرًا فَقَدْ أَغْنَانِي فَخُذْ مَا شِئْتَ فَوَاللَّهِ لَا أَجْهَدُكَ الْيَوْمَ بِشَيْءٍ أَخَذْتَهُ لِلَّهِ فَقَالَ: أَمْسِكْ مَالَكَ فَإِنَّمَا ابْتُلِيتُمْ فَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْكَ وَسَخِطَ عَلَى صَاحِبَيْكَ"
صحيح البخاري » كتاب أحاديث الأنبياء » حديث أبرص وأعمى وأقرع في بني إسرائيل حديث رقم 3277 -هنا-
الراوي : أبو هريرة - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري
-الصفحة أو الرقم: 3464 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر-
فوائد مستخلصة من الحديث
في الحديثِ:
التَّحذيرُ منْ كُفْرانِ النِّعَمِ.
وفيه: تَذكيرُ الإنسانِ بحالَتِهِ السَّيِّئَةِ الَّتي كان عليها إذا كان ذلكَ لِنُصْحِهِ ودَعْوَتِهِ لِشُكرِ الله تعالى.
وفيه: الحثُّ على الصَّدقةِ، والرِّفْقِ بالضُّعفاءِ، ومَدِّ يَدِ المَعونَةِ لهم.
وفيه: أنَّ على الإنسانِ أنْ يَذكُرَ إذا صار في نِعمةٍ ما كان عليه سابِقًا منْ فَقْرٍ أو مَرَضٍ أو عاهَةٍ، لأنَّ ذلكَ يَدْفَعُهُ لمَزيدِ الشُّكرِ والِامْتِنانِ.
وفيه: الزَّجْرُ عنِ البُخْلِ، والتَّحذيرُ منْ عَواقِبِهِ السَّيِّئَةِ.
وفيه: القَصَصُ وما فيه منْ مَواعِظَ وعِبَر.
وفيه: أنَّ الصَّبرَ على البَلاءِ قدْ يَكونُ خَيرًا للمُبْتَلى من زَوالِهِ.
-الدرر-
وقد ورد في حديث جبريل عليه السلام الطويل :.....
"أن تُؤْمِنَ باللَّهِ وملائِكَتِهِ وَكُتبِهِ ورسلِهِ وبالموتِ وبالبعثِ والجنَّةِ والنَّارِ والقدرِ كلِّهِ فإذا فعلتُ ذلِكَ فقد آمنتُ قالَ نعَم قالَ صدقتَ. قالَ: فلمَّا ولَّى قالَ رسولُ اللَّهِ: عليَّ بالرَّجلِ ،قالَ فطلبوهُ فلم يجدوهُ ،فقالَ :هذا جبريلُ علَيهِ السَّلامُ جاءَ يعلِّمُكُم أمرَ دينِكُم " الراوي : عمر بن الخطاب - المحدث : الألباني - المصدر : تخريج كتاب السنة-الصفحة أو الرقم: 120 - خلاصة حكم المحدث : صحيح - الدرر-

قال الإمام مسلم في صحيحه:حَدَّثَنِي عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، قال: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ اللهُ لَهُ، عَلَى مَدْرَجَتِهِ، مَلَكًا فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ، قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ، قَالَ: هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قَالَ: لَا، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكَ، بِأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ" "صحيح مسلم / 45 - كتاب البر والصلة والآداب / 12 - باب في فضل الحب في الله / حديث رقم 2567- هنا -



عن أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ : " أَنَّ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ بَيْنَمَا هُوَ لَيْلَةً يَقْرَأُ فِي مِرْبَدِه ِ، إِذْ جَالَتْ فَرَسُهُ ، فَقَرَأَ ، ثُمَّ جَالَتْ أُخْرَى ، فَقَرَأَ ، ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا ، قَالَ أُسَيْد ٌ: فَخَشِيتُ أَنْ تَطَأَ يَحْيَى ، فَقُمْتُ إِلَيْهَا ، فَإِذَا مِثْلُ الظُّلَّةِ فَوْقَ رَأْسِي فِيهَا أَمْثَالُ السُّرُجِ ، عَرَجَتْ فِي الْجَوِّ حَتَّى مَا أَرَاهَا ، قَالَ : فَغَدَوْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ بَيْنَمَا أَنَا الْبَارِحَةَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ أَقْرَأُ فِي مِرْبَدِي ، إِذْ جَالَتْ فَرَسِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "اقْرَأِ ابْنَ حُضَيْرٍ " ، قَالَ : فَقَرَأْتُ ، ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"اقْرَأِ ابْنَ حُضَيْرٍ " ، قَالَ : فَقَرَأْت ُ، ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" اقْرَأِ ابْنَ حُضَيْرٍ " قَالَ : فَانْصَرَفْتُ ، وَكَانَ يَحْيَى قَرِيبًا مِنْهَا ، خَشِيتُ أَنْ تَطَأَهُ ، فَرَأَيْتُ مِثْلَ الظُّلَّةِ فِيهَا أَمْثَالُ السُّرُج ِ، عَرَجَتْ فِي الْجَوِّ حَتَّى مَا أَرَاهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " تِلْكَ الْمَلَائِكَةُ كَانَتْ تَسْتَمِعُ لَكَ ، وَلَوْ قَرَأْتَ لَأَصْبَحَتْ يَرَاهَا النَّاسُ مَا تَسْتَتِرُ مِنْهُمْ " .
رواه البخاري :5018 ، ومسلم :796، واللفظ له .هنا-


قال الإمام أحمد في مسنده
2674 حَدَّثَنَا
حَسَنٌ ،قال:حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ،عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ " كُنْتُ مَعَ أَبِي عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ يُنَاجِيهِ - ص 294 - فَكَانَ كَالْمُعْرِضِ عَنْ أَبِي فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ فَقَالَ لِي أَبِي أَيْ بُنَيَّ أَلَمْ تَرَ إِلَى ابْنِ عَمِّكَ كَالْمُعْرِضِ عَنِّي فَقُلْتُ يَا أَبَتِ إِنَّهُ كَانَ عِنْدَهُ رَجُلٌ يُنَاجِيهِ قَالَ فَرَجَعْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ كَذَا وَكَذَا فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ كَانَ عِنْدَكَ رَجُلٌ يُنَاجِيكَ فَهَلْ كَانَ عِنْدَكَ أَحَدٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهَلْ رَأَيْتَهُ يَا عَبْدَ اللَّهِ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَإِنَّ ذَاكَ جِبْرِيلُ وَهُوَ الَّذِي شَغَلَنِي عَنْكَ
.
مسند أحمد - وَمِنْ مُسْنَدِ بَنِي هَاشِمٍ - مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذاك جبريل وهو الذي شغلني عنك هنا وصححه الشيخ مقبل بن هادي الوادعي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين / ج : 1 / ص :341

ـ وحديث أسامة بن زيد ـ رضي الله عنهما -
قال البخاري في صحيحه:
4695 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ،قال: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ أُنْبِئْتُ " أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ أُمُّ سَلَمَةَ فَجَعَلَ يَتَحَدَّثُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُمِّ سَلَمَةَ مَنْ هَذَا أَوْ كَمَا قَالَ قَالَتْ هَذَا دِحْيَةُ فَلَمَّا قَامَ قَالَتْ وَاللَّهِ مَا حَسِبْتُهُ إِلَّا إِيَّاهُ حَتَّى سَمِعْتُ خُطْبَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخْبِرُ خَبَرَ جِبْرِيلَ أَوْ كَمَا قَالَ قَالَ أَبِي قُلْتُ لِأَبِي عُثْمَانَ مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا قَالَ مِنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ"
صحيح البخاري - كِتَاب فَضَائِلِ الْقُرْآنِ - لبث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن هنا
دحية الكلبي : هو دحية بن خليفة الكلبي .كان صحابيًا مشهورًا بالجمال ، وكان جبريل ينزل على صورته .
رد مع اقتباس