عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-08-2018, 04:57 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,266
Post 20-التحفة السنية باب البدل

« البدل وحكمه »
قال: إذا أُبدِلَ اسمٌ من اسمٍ أو فعلٌ من فعلٍ تَبِعه في جميعِ إعرابِهِ.
وأقول: البدل معناه في اللغة: العِوَضُ، تقول: استبدلتُ كذا بكذا، وأبدلتُ كذا من كذا؛ تريد أنك استعضتَهُ منه.
وهو في اصطلاح النحويين «التابعُ المقصودُ بالحكمِ بلا واسطةٍ».
وحكمُهُ أنه يتبعُ المبدلَ منه في إعرابِه، على معنى أنه إن كان المُبْدَلُ منه مرفوعًا كان البدلُ مرفوعًا، نحو « حضر إبراهيمُ أبوكَ » وإن كان المبدلُ منه منصوبًا كان البدل منصوبًا، نحو: « قابلتُ إبراهيمَ أخاك» وإن كان المبدلُ منه مخفوضًا كان البدلُ مخفوضًا، نحو: « أعجبتني أخلاقُ محمدٍ خالِكَ» وإن كان المبدل منه مجزومًا كان البدل مجزومًا، نحو: « من يشكرْ ربَّهُ يسجدْ له يَفُزْ»

« أنواع البدل »
قال: وهو على أربعةِ أقسام: بدلُ الشيِء من الشيءِ، وبدلُ البعضِ من الكل، وبدل الاشتمالِ، وبدل الغلطِ، نحو قولك: « قام زيدٌ أخوكَ»، « أكلتُ الرغيفَ ثُلُثَه »، « نفعني زيدٌ علمُهُ »، « ورأيتُ زيدًا الفرسَ»، أردت أن تقول الفرَسَ فَغَلِطت فأبدلت زيدًا منه.

وأقول: البدلُ على أربعةِ أنواعٍ:
النوع الأول: بدلُ الكل من الكل، ويسمى البدلَ المطابقَ، وضابطه: أن يكونَ البدلُ عينَ المبدلِ منه، نحو:

" زارني محمدٌ عمُكَ ".
النوع الثاني:بدل البعض من الكل، وضابطه: أن يكون البدل جزءً من المُبْدَلِ منه، سواءٌ أكان أقلَّ من الباقي أم مساويًا له أم أكثرَ منه، نحو: « حفظتُ القرآنَ ثُلُثَه» أو « نصفَهُ» أو « ثلثَيْهِ» ويجب في هذا النوع أن يضاف إلى ضميرٍ عائدٍ إلى المبدلِ منه، كما رأيتَ.
النوع الثالث: بدلُ الاشتمال، وضابطه: أن يكون بين البَدل والمبدل منه ارتباطٌ بغير الكلية والجزئية، ويجب فيه إضافة البدل إلى ضمير عائد إلى المبدل منه أيضًا، نحو: « أعجبتي الجاريةُ حديثُهَا» و « نَفَعني الأستاذُ حُسْنُ أخلاقِهِلا يصلح فصله-
النوع الرابع: بدل الغلطِ، وهذا النوع على ثلاثة أضرب:
1 ـ بدل البَداءِ، وضابطه: أن تقصد شيئًا فتقوله، ثم يظهر لك أن غيرَه أفضلُ منه فتعدلَ إليه، وذلك كما لو قلتَ: « هذه الجاريةُ بدرٌ» ثم قلت بعد ذلك: « شمسٌ ».
2 ـ بدل النسيان، وضابطه: أن تبني كلامَك في الأول على ظنٍّ، ثم تعلم خطأهُ فتعدل عنه، كما لو رأيت شبحًا من بعيد فظننتَهُ إنسانًا فقلت: « رأيتُ إنسانًا» ثم قرب منك فوجَدْتَه « فرسًا» فقلت: " فرسًا "
3 ـ بدل الغلط، وضابطه: أن تريد كلامًا فيسبق لسانُك إلى غيره وبعد النطق تعدل إلى ما أردتَ أوَّلاً، نحو: « رأيت محمدًا الفرسَ»
رد مع اقتباس