عرض مشاركة واحدة
  #29  
قديم 07-11-2018, 05:13 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,224
Arrow

« ظرفُ الزمانِ، و ظرفُ المكانِ»
قال«بابُ ظرفِ الزمانِ، و ظرفِ المكانِ »
ظرُف الزمانِ هو: اسمُ الزمانِ المنصوبِ بتقديرِ« فى» نحو اليوم، والليلة، وغدوة، وبكرة، و سحرًا، وغدًا، و عتمةً، وصباحًا، ومساءًا، وأبدًا، و أمدًا، وحينًا وما أشبه ذلك.
وأقول: الظرفُ معناهُ فى اللغةِ: الوعاءُ، والمرادُ به فى عرفِ النحاةِ المفعولُ فيهِ، وهو نوعانِ: الأولُ: ظرفُ الزمانِ، والثانى: ظرفُ المكانِ.
أما ظرفُ الزمانِ: فهو عبارةٌ عن الاسمِ الذي يدلُّ على الزمانِ المنصوبِ باللفظِ الدالِّ على المعنى الواقعِ ذلكَ المعنى فيه، بملاحظةِ معنى « فى» الدالةُ على الظرفيةِ، وذلك مثلُ قولِكَ: « صمتُ يومَ الاثنينِ» فإن « يومَ الاثنينِ» ظرفُ زمانٍ مفعولٌ فيهِ، وهو منصوبٌ بقولِكَ « صمتُ » وهذا العاملُ دالٌّ على معنى وهو الصيامُ، والكلامُ على ملاحظةِ معنى « فى » أى: أن الصيامَ حدثَ فى اليومِ المذكورِ؛ بخلافِ قولِكَ: «يخافُ الكسولُ يومَ الامتحانِ» فإن معنى ذلك أنه يخافُ نفسَ يومِ الامتحانِ وليس معناه أنه يخافُ شيئًا واقعًا فى هذا اليومِ.
واعلمْ أن الزمانَ ينقسمُ إلى قسمينِ: الأولُ المُخْتَصُّ، والثانى المُبْهَمُ.
أما المُخْتَصُّ فهوَ « ما دلَّ على مقدارٍ مُعَيِّنٍ محدودٍ منَ الزمانِ »
وأما المُبْهَمُ فهو « ما دلَّ على مقدارٍ غيرِ معينٍ ولا محدودٍ »
ومثالُ المُخْتَصِّ: الشهرُ، والسنةُ، واليومُ، والعامُ، والأسبوعُ.
ومثال
المُبْهَمِ: اللحظة، والوقت، والزمان، والحين.
وكلُّ واحدٍ منْ هذينِ النوعينِ يجوزُ انتصابُهُ على أنَّه مفعولٌ فيهِ.
وقد ذكرَ المؤلفُ من الألفاظِ الدالةِ على الزمانِ اثنى عشرَ لفظًا:
الأولُ « اليومُ » وهو من طلوعِ الفجرِ إلى غروبِ الشمسِ، تقولُ: « صمتُ اليومَ» أو « صمتُ يومَ الخميسِ » أو « صمتُ يومًا طويلًا »
والثانى« الليلةُ » وهى منْ غروبِ الشمسِ إلى طلوعِ الفجرِ تقول « اعتكفتُ الليلةَ البارحةَ » أو « اعتكفتُ ليلةً» أو « اعتكفتُ ليلةَ الجمعةِ ».
الثالث« غَدْوة» وهى الوقتُ ما بينَ صلاةِ الصبحِ وطلوعِ الشمسِ، تقول « زارني صديقي غَدوةَ الأحدِ » أو « زارني غَدْوةً»
والرابع« بُكْرة» وهى أولُ النهارِ، تقول: « أزورك بكرةَ السبت »، و« أزورُكَ بُكرةً»
والخامس« سَحَرًا» وهوآخرُ الليلِ قُبَيْلُ الفجرِ، تقولُ: « ذاكرتُ درسي سَحَرًا»
والسادس« غدًا » وهو اسمٌ لليومِ الذي بعدَ يومِكَ الذي أنتَ فيهِ، تقول: « إذا جِئتني غدًا أَكْرَمْتُكَ ».
والسابع« عَتَمَة»وهي اسمٌ لثلثِ الليلِ الأولِ، تقول « سأزورُكَ عَتَمَةً»
والثامن « صَباحًا» وهو اسمٌ للوقتِ الذي يبتدئُ من أولِ نصفِ الليلِ الثاني إلى الزوالِ، تقول « سافر أخي صباحًا»
والتاسع« مساءً» وهو اسمٌ للوقتِ الذي يبتدئُ منَ الزوالِ إلى نصفِ الليلِ، تقول: « وصل القِطارُ بنا مساءً »
والعاشر« أبدًا»، والحادي عشر« أمدًا»
وكلٌّ منهما اسمٌ للزمانِ المستقبلِ الذي لا غايةَ لانتهائِهِ، تقول: « لا أصحبُ الأشرارَ أبدًا» و « لا أقترفُ الشرَّ أمدًا»
والثاني عَشْرَ « حينًا» وهو اسمٌ لزمانٍ مُبْهَمٍ غيرُ معلومِ الابتداءِ ولا الانتهاءِ، تقول: « صاحبتُ عليًّا حينًا منَ الدهرِ »
ويُلحقُ بذلك ما أشبَهَهُ من كلِّ اسمٍ دالٍّ على الزمانِ: سواءٌ أكان مُخْتَصًامثلُ « صحوةً، وضحى » أم كان مبهمًامثل« وقت، وساعة، ولحظة، وزمان، وبُرهة »؛ فإن هذه وما ماثَلَهَا يجوزُ نصبُ كلَّ واحدٍ منها على أنه مفعولٌ فيه.

*****

« ظرفُ المكانِ »
قال:وظرفُ المكانِ هو: اسمُ المكانِ المنصوبُ بتقديرِ « في »، نحو: أمامَ، وخلف، وقُدَّامَ، وَوَراءَ، وفوق، وتحت، وعندَ، وإزاءَ، وحِذاءَ، وتلقاءَ وثمَّ، وهُنا، وما أشبه ذلك.
وأقول:قد عرفتَ فيما سبقَ ظرفَ الزمانِ، وأنه ينقسمُ إلى قسمينِ
:مُخْتَصٌّ، والثانى مُبْهَمٌ.، وعرفتَ أنَّ كلَّ واحدٍ منهما يجوزُ نصبُهُ على أنَّهُ مفعولٌ فيهِ.
واعْلَمْ هنا أنَّ ظرفَ المكانِ عبارةٌ عن « الاسمِ، الدالِّ على المكانِ، المنصوبِ باللفظِ الدالِّ على المعنى الواقِع فيه بملاحظةِ معنى «في» الدالة على الظرفيةِ »
وهو أيضًا ينقسمُ إلى قسمينِ: مختصٌ، ومبهمٌ؛ أماالمختصُ فهو« ما له صورةٌ وحدودٌ محصورةٌ » مثل: الدار، والمسجد، والحديقة، والبستان؛ وأما المُبْهَمُ فهو « ما ليس له صورةٌ ولا حدودٌ محصورةٌ » مثلُ: وراء، وأمام.
ولا يجوزُ أنْ ينُصْبَ على أنه مفعول فيه من هذين القسمين إلا الثاني، وهو المُبهَم؛ أمَّا الأولُ ـ وهو المختصُ ـ فيجبُ جرُّهُ بحرفِ جرٍّ يدلُّ على المرادِ، نحو « اعتكفتُ في المسجدِ » و « زُرتُ عليًّا في دارِهِ »
وقد ذكرَ المؤلفُ من الألفاظِ الدالةِ على المكانِ ثلاثةَ عشرَ لفظا:ً
الأول« أمامَ» نحو « جلستُ أمامَ الأستاذِ مؤدَّبًا ».
الثاني « خلفَ» نحو « سارَ المشاةُ خَلْفَ الرُّكْبَانِ »
الثالث « قُدَّامَ» نحو « مشى الشرطيُّ قُدَّامَ الأميرِ»
الرابع «وَرَاءَ » نحو: « وقفَ المصلونَ بعضهم وراءَ بعضٍ »
الخامس « فوقَ» نحو: « جلستُ فوقَ الكرسيِّ »
السادس «تحتَ» نحو: « وقفَ القطُّ تحتَ المائدةِ »
السابع « عِندَ» نحو: « لِمحمَّدٍ منزلةٌ عندَ الأستاذِ »
الثامنُ « معَ» نحو: « سار مع سليمانَ أخوه »
التاسع « إزاءَ» نحو: « لنا دارٌ إزاءَ النيلِ ».
العاشر « حِذاء» نحو: « جلسَ أخي حِذاءَ أخيكَ ».
الحادي عشر « تِلقاءَ» نحو « جلسَ أخي تِلقاءَ دارِ أخيكَ ».
الثاني عشر « ثَمَّ» نحو قول الله تعالى" وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ".
الثالث عشر «هُنا» نحو: « جلسَ محمدٌ هُنا لحظةً ».
ومثلُ هذه الألفاظ كلُّ ما دل على مكانٍ مبهم، نحو: يمينٍ، وشمالٍ.

أسئلة وتمرينات
1ـ ما هو الظرف؟ إلى كم قسم ينقسم الظرف؟ ما هو ظرف الزمان؟ إلى كم قسم ينقسم ظرف الزمان؟ مَثِّل بثلاثة أمثلة في جمل مفيدة لظرف الزمان المختص، وبثلاثة أمثلة أخرى لظرف الزمان المبهم، هل ينصب على أنه مفعول فيه كل ظرف زمان؟

2 ـ اجعلْ كلَّ واحدٍ من الألفاظِ الآتيةِ مفعولاً فيه ،في جملةٍ مفيدةٍ، وبيِّن معناه: عتمة، صباحًا، زمانًا، لحظة، ضحوةً، غدًا.

3ـ ما هو ظرفُ المكانِ؟ ما هو ظرفُ المكانِ المُبْهَمِ؟ ما هو ظرفُ المكانِ المختصِّ، مَثِّل بثلاثةِ أمثلةٍ لكلٍّ منْ ظرفِ المكانِ المبهم، وظرفِ الزمانِ المختصِّ، وهل يُنصبُ على أنه مفعولٌ فيهِ كلُّ ظرفِ مكانٍ؟

4ـ اذكرْ سبعَ جملٍ تَصِفُ فيها عملَكَ يومَ الجمعةِ، بشرطِ أنْ تشتملَ كلَّ جملةٍ على مفعولٍ فيهِ.
رد مع اقتباس