10-26-2018, 01:15 AM
|
|
غفر الله لها
|
|
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,263
|
|
"أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ " الملك :22.
هذا مثلٌ ضربه الله للضال والمهتدي.
أَيْ: أَيُّ الرَّجُلَيْنِ أَهْدَى؟ مَنْ كَانَ تَائِهًا فِي الضَّلَالِ، غَارِقًا فِي الْكُفْرِ قَدِ انْتَكَسَ قَلْبُهُ، فَصَارَ الْحَقُّ عِنْدَهُ بَاطِلًا وَالْبَاطِلُ حَقًّا؟ وَمَنْ كَانَ عَالِمًا بِالْحَقِّ، مُؤْثِرًا لَهُ، عَامِلًا بِهِ، يَمْشِي عَلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ فِي أَقْوَالِهِ وَأَعْمَالِهِ وَجَمِيعِ أَحْوَالِهِ؟ فَبِمُجَرَّدِ النَّظَرِ إِلَى حَالِ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ، يَعْلَمُ الْفَرْقَ بَيْنَهُمَا، وَالْمُهْتَدِي مِنَ الضَّالِّ مِنْهُمَا، وَالْأَحْوَالُ أَكْبَرُ شَاهِدٍ مِنَ الْأَقْوَالِ. تفسير السعدي = هنا =
والمُكِب: هو المتعثِر الذي يَخِرُّ على وجهِهِ؛ لوعورةِ طريقِهِ، واختلاف سطحه ارتفاعًا وانخفاضًا.
الذي تمادى في طغيانه وفر من الحق والإيمان، يمشي منسكًا وجهه فلا يرى الحق.التفسير الموضوعي لسورة الملك= هنا =
وأما الذي يمشي سويًا فهو القائم المعتدل السالم من التعثر؛ لاستواء طريقه واستقامة سطحه.
ذلك الذي انتفع بالحق فهو على صراط مستقيم لا اعوجاج في سيره.التفسير الموضوعي لسورة الملك= هنا =
قال قتادة: يحشر الله الكافر مكبًا على وجهه، والمؤمن يمشي سويًا.
وقال البيضاوي:.......لم يقل الله تبارك وتعالى: أفمن يمشي مكبًا على وجهه على طريق وعر فيه كذا وكذا من الآفات والحفر والارتفاع والانخفاض والتفاوت؛ لأن ما عليه الكافر من الضلال والانحراف لا يستحق أصلاً أن يوصف بأنه طريق؛ لأنه وَهْم وضلال، فاكتفى عن التعبير عن وعورة الطريق بوصف من يمشي عليه، وهذا مَلْمَح مهم جدًا من إعجاز القرآن الكريم وبلاغته، وهذا من عجائب القرآن الكريم، حيث ذكر المسلك في الثاني دون الأول، قال سبحانه: "أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى" ثم قال"أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا" أي: ليس منكبًا مخرًا على وجهه؟ لا، بل يمشي سويًا معتدلًا يرى الطريق "عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" أي: على طريق واضح، في حين أنه لما وصف حال الكافر لم يثبت له الطريق، فكأن ما عليه الكافر لا يستحق أن يسمى طريقًا أو منهجًا، فأهمله واكتفى بالدلالة على وعورة الطريق بذكر صفة من يمشي عليه ويعاني من حزونته وصعوبته
تفسير القرآن الكريم - المقدم = هنا =
وقال الشيخ مصطفى العدوي في تفسيرِهِ لهذه الآية:
شبه الكافر في مشيه ومسيره في الحياة الدنيا بأنه يمشي مكبًا على وجهه، وهو أيضًا سيمشي مكبًا على وجهه في الآخرة كذلك، كما قال سبحانه"وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وَجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا"الإسراء:97.
أن رجلًا قال : يا نبيَّ اللهِ ، كيف يُحْشَرُ الكافرُ على وجهِه يومَ القيامةِ ؟! قال : أليسَ الذي أَمْشَاه على الرجلين في الدنيا قادرًا على أن يُمْشِيَه على وجهِه يومَ القيامةِ . قال قتادةُ : بلى وعزةِ ربِّنَا .الراوي : أنس بن مالك - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 4760 - خلاصة حكم المحدث : - صحيح - الدرر-
سلسلة التفسير لمصطفى العدوي = هنا =
" أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا " أي : منتصب القامة ، "عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ "أي : على طريق واضح بين ، وهو في نفسه مستقيم ، وطريقه مستقيمة . هذا مثلهم في الدنيا ، وكذلك يكونون في الآخرة . فالمؤمن يحشر يمشي سويًا على صراط مستقيم ، مفضى به إلى الجنة الفيحاء ، وأما الكافر فإنه يحشر يمشي على وجهه إلى نار جهنم .
" احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ * مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ * وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ *بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ "الصافات 22: 26 *تفسير ابن كثير = هنا =
|