
02-08-2019, 05:00 AM
|
 |
غفر الله لها
|
|
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,313
|
|
"وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ"
ما المقصود بكلمة نَافِلَةً لك؟ هل المقصود أنها مندوبة في حقه صلى الله عليه وسلم؟
"وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا "الإسراء : 79.
"وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ "
أَيْ: صَلِّ بِهِ فِي سَائِرِ أَوْقَاتِهِ." نَافِلَةً لَكَ" أَيْ: لِتَكُونَ صَلَاةُ اللَّيْلِ زِيَادَةً لَكَ فِي عُلُوِّ الْقَدْرِ، وَرَفْعِ الدَّرَجَاتِ، بِخِلَافِ غَيْرِكَ، فَإِنَّهَا تَكُونُ كَفَّارَةً لِسَيِّئَاتِهِ.
وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى: أَنَّ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ فَرْضٌ عَلَيْكَ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ، بِخِلَافِ صَلَاةِ اللَّيْلِ، فَإِنَّهَا فَرْضٌ عَلَيْكَ بِالْخُصُوصِ، لِكَرَامَتِكَ عَلَى اللَّهِ، أَنْ جَعَلَ وَظِيفَتَكَ أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِكَ، وَلِيَكْثُرَ ثَوَابُكَ، وَتَنَالَ بِذَلِكَ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ، وَهُوَ الْمَقَامُ الَّذِي يَحْمَدُهُ فِيهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ، مَقَامُ الشَّفَاعَةِ الْعُظْمَى، حِينَ يَسْتَشْفِعُ الْخَلَائِقُ بِآدَمَ، ثُمَّ بِنُوحٍ، ثُمَّ إِبْرَاهِيمَ، ثُمَّ مُوسَى، ثُمَّ عِيسَى، وَكُلُّهُمْ يَعْتَذِرُ وَيَتَأَخَّرُ عَنْهَا، حَتَّى يَسْتَشْفِعُوا بِسَيِّدِ وَلَدِ آدَمَ، لِيَرْحَمَهُمُ اللَّهُ مِنْ هَوْلِ الْمَوْقِفِ وَكَرْبِهِ، فَيَشْفَعُ عِنْدَ رَبِّهِ، فَيُشَفِّعُهُ، وَيُقِيمُهُ مَقَامًا يَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ، وَتَكُونُ لَهُ الْمِنَّةُ عَلَى جَمِيعِ الْخَلْقِ.
تفسير الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله.
|