* * * * *
نظرات عقدية حول أحداث هذا اليوم العظيم
هذا يوم نجى الله فيه التوحيد والطاعة على الاستكبار والاستعلاء والتجبر . نجاة من غير عُدة ولا عِداد ولكن بتوحيد رب الأرباب .
ففي قصة موسى ـ عليه السلام ـ لأبلغ عبرة لمن أراد النجاة في الدنيا والآخرة .
فهذه جيوش الطغيان تلاحقه ومن اتبعه حتى إذا أيقنوا بالهلاك وشارفوا على الموت ، نجاهم الله وأغرق المستعلين في الأرض بغير الحق ، لتبقى معجزة خالدة وعبرة لمن أراد الاعتبار .
فمن أراد النجاة والنصر ولو من غير عُدة ولا عداد فليستمسك بحبل الله وليطع الله والرسول ـ لى الله عليه وسلم ـ .
هذا يوم انتصار إصرة العقيدة على إصرة القرابة والانتماء القومي . فالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
أولى بموسى من قومه . والمسلمون ، كذلك إنما كان ولاؤهم لله ومعقودًا بالإيمان .
فليكن ولاؤنا في شتى مجالات الحياة ؛ لله .
هذا يوم من صامه كان مقتديًا بسنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في شيء مستحب .
فكان حَرِيًا به ومن باب أولى له ، يتبعه في الواجبات والفرائض .
هذا يوم تاب الله فيه على قوم ، فعساه أن يتوب فيه علينا
صيام التاع معه فيه مفارقة لأهل الكتاب ومخالفة لهم .
قال أبو داود في سننه : حدثنا عثمان بن أبي شَيْبَة ، قال : حدثنا أبو النضر ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن ثابت ، قال : حدثنا حان بن عطية ، عن أبي منيب الجرشي ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " من تشبه بقوم فهو منهم " .
سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / ( 26 ) ـ كتاب : اللباس / ( 5 ) ـ باب :في لبس الشهرة / حديث رقم : 4031 / التحقيق : حسن صحيح / ص : 721 .
هذا يوم يذكرنا بأن الخير كله في الاتباع والشر كله في الابتداع فقد فُرد بالصيام ، فلا يجوز إفراده بقيام ولا غيره من العبادات لأنه مما لم يثبت . والأصل في العبادات التوقف حتى يرد الدليل الصحيح .
هذا اليوم ليس بيوم عيد يُستقبل بمظاهر الفرحة تُلبس فيه أفخر الملابس ، وتُصنع فيه أشهى الأطعمة والحلوى ( البليلة المسماة بالعاشوراء ؛ في بعض البلدان ) وتظهر فيه الزينة والسرور كما يفعل النواصب .
وفي المقابل هو ليس بيوم مأتم ولا ندب ولا نياحة كما يفعل الشيعة حزنًا مدعًا لمقتل الحسين ؛ الذي صادف وقوعه في عاشوراء ، وهو عليه السلام منهم براء .
نسأل الله أن يجعلنا من أهل سنة نبيه الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأن يحيينا على الإسلام ويميتنا على الإيمان ، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى .
ونسأله أن يُعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ، وأن يتقبل منا ويجعلنا من المتقين ، ويجعلنا هينين لينين للحق وللخلق .
عن ابن مسعود أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " حُرم على النار كل هين لين سهل قريب من الناس "
مسند أحمد / مسند المكثرين من الصحابة / مسند عبد الله بن مسعود ـ رضي الله تعالى عنه ـ .وصححه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته / حديث رقم : 3135 .