شروط وضوابط الحجاب الشرعي
الضابط الأول: أن يستُرَ جميعَ بَدَنِها
الضابط الثاني: ألَّا يَشِفَّ أو يَصِفَ بَدَنَها
الضابط الثالث: ألَّا يكونَ ضَيِّقًا يصِفُ حَجْمَ أعضائِها
الضابط الرابع: ألَّا يكونَ زِينةً في نَفسِه
الضابط الخامس: ألَّا يكونَ مُعطَّرًا أو مُبَخَّرًا
فمن تبحثُ عن رضا اللهِ ورسولِهِ،وليس مجرد إرضاء نفسها وتسكين ضميرها ، فالواجب عليها ارتداء الحجاب كما أمر صاحب الأمر جلَّ وعلا بشروطه الشرعية ، لا كما تتطلب الموضة أو تشتهي النفس.
حوار مع بعض الفتيات المتبرجات عند سؤالهن لماذا لا تتزيي بزي المسلمة العزيزة الفخورة بدينها:
قالت إحداهن:
الكثيرات من صديقاتي في نفس المرحلة العمرية بدون حجاب حتى الآن.وأرى أنني ما زلت صغيرة وأنني لم أعتاد على لبس الحجاب فإنني أفضل ظهوري بشعري أمام الناس كما اعتدت منذ مرحلة الطفولة.وإن شاء الله هذه المرحلة سوف تأتي بدون شك ولكن في مرحلة متأخرة من العمر وليست في مقدمة مرحلة الشباب.
وقفة بُنَيَتِي:
هل سمعتِ عن موت الفُجأة الذي داهم بعض الفتيات في مثل عمرك وأقل أو مرض عُضال أصابهن أعجزهن عن أي قرارات ..... قريبًا تابعنا خبر فتاة كانت في لجنة الامتحان وفجأة قُبضت وهي مازالت في الثالثة عشر من عمرِها ولم تكن تعاني من أي أمراض ، وغيرها كثير ...من يضمن طول العمر فالتسويف من أسلحة الشيطان انتبهي ، والإصرار على المعصية ينكت على القلب نكت سوداء تكون ران يحول بين المرء والطاعة .نسأل الله العافية والسلامة.
قال صلى الله عليه وسلم " إنَّ المؤمنَ إذا أذنبَ كانت نكتةٌ سوداءُ في قلبِه فإن تاب ونزع واستغفرَ صقلَ قلبُه فإن زاد زادت فذلك الرَّانُ الذي ذكرَه اللهُ في كتابِه " كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوْا يَكْسِبُونَ "الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح ابن ماجه- الصفحة أو الرقم : 3441 - خلاصة حكم المحدث : حسن.
فإذا عرفتِ حكمًأ شرعيًّأ فسارعي إلى الامثال لأمر الله قبل أن يحال بينك وبين الطاعة . وهذا عام في كل الأحكام الشرعية للذكر والأنثى وكل مكلف . قال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ"الأنفال : 24.قال الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسيره : فإياكم أن تردوا أمر اللّه أول ما يأتيكم، فيحال بينكم وبينه إذا أردتموه بعد ذلك، وتختلف قلوبكم، فإن اللّه يحول بين المرء وقلبه، يقلب القلوب حيث شاء ويصرفها أنى شاء. فليكثر العبد من قول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، يا مصرف القلوب، اصرف قلبي إلى طاعتك. "وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ" أي: تجمعون ليوم لا ريب فيه، فيجازي المحسن بإحسانه، والمسيء بعصيانه.ا.هـ.
قال التَّابعيُّ شَهْرُ بنُ حَوشَبٍ : قُلتُ لأمِّ سلمةَ : يا أمَّ المؤمنينَ ما كانَ أَكْثرُ دعاءِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ إذا كانَ عندَكِ ؟ قالَت : كانَ أَكْثرُ دعائِهِ : يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ قالَت : فقُلتُ : يا رسولَ اللَّهِ ما أكثرُ دعاءكَ يا مقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ ؟ قالَ : يا أمَّ سلمةَ إنَّهُ لَيسَ آدميٌّ إلَّا وقلبُهُ بينَ أصبُعَيْنِ من أصابعِ اللَّهِ ، فمَن شاءَ أقامَ ، ومن شاءَ أزاغَ . فتلا معاذٌ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا"الراوي : شهر بن حوشب - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي- الصفحة أو الرقم: 3522 - خلاصة حكم المحدث : صحيح .
قال تعالى "وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ"آل عمران : 133.
وقال صلى الله عليه وسلم" اغْتَنِمْ خَمْسًا قبلَ خَمْسٍ : شَبابَكَ قبلَ هِرَمِكَ ، وصِحَّتَكَ قبلَ سَقَمِكَ ، وغِناكَ قبلَ فَقْرِكَ ، وفَرَاغَكَ قبلَ شُغْلِكَ ، وحَياتَكَ قبلَ مَوْتِكَ .الراوي : عبدالله بن عباس - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترغيب-الصفحة أو الرقم : 3355 - خلاصة حكم المحدث : صحيح .
*رد الفتاة "سحر" كان أفضل رد في حواري مع الفتيات، حيث قالت: الصراحة أنا أعترف بأنني مقصرة في حق ربي، وأتمنى أن أتحجب، ولكنني أشعر بأني غير مهيأة له الآن، وكل يوم أدعوا ربي أن يشرح صدري للحجاب،فالحجاب يعبر عن هوية المرأة المسلمة، وهو فخر لها وتاج على رأسها ومن أسباب حمايتها وحفظها لطاعتها وقربها من الله، والمحجبة أجرها عند الله كبير، وخاصة إذا كانت في مجتمع يحارب الحجاب أو يشوه صورة المحجبات.
سؤال : كيف أنتصر على نفسي الأمارة بالسوء لأمتثل لأمر الله وأرتدي الحجاب الشرعي دون تسويف.
أولها : الدعاء بشرح الصدر لما يرضي الله عنا.
ثم قراءة وسماع أدلة الشرع على الحجاب فمن وسائل الثبات عبادة الله على بصيرة ويقين .قال تعالى آمرًا نساء المؤمنين "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا "الأحزاب:59 .ألستِ من نساء المؤمنين؟! .
ثم التقرب إلى الأخيار والتزود من قربهم ، فجماعية العبادة من أسباب الإعانة والثبات على الحق . قال تعالى "وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا "الكهف: 28. وقال صلى الله عليه وسلم " المرءُ على دينِ خليلِهِ فلينظر أحدُكم من يخالِلْ "الراوي : - المحدث : الألباني - المصدر : الإيمان لابن تيمية-الصفحة أو الرقم : 60 - خلاصة حكم المحدث : حسن .
استبشري خيرًا برحمة الله واغتنمي الفرصة والوعد بتبديل هذه الذنوب حسنات وتوبي إلى الله توبة نصوحة وامتثلي لأوامر الله.قال تعالى "إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا "الفرقان: 70.
قال الشيخ السعدي في تفسيره :
"إِلَّا مَنْ تَابَ "عن هذه المعاصي وغيرها بأن أقلع عنها في الحال وندم على ما مضى له من فعلها وعزم عزما جازما أن لا يعود، " وَآمَنَ " بالله إيمانا صحيحا يقتضي ترك المعاصي وفعل الطاعات " وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا " مما أمر به الشارع إذا قصد به وجه الله.
" فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ " أي: تتبدل أفعالهم وأقوالهم التي كانت مستعدة لعمل السيئات تتبدل حسنات، فيتبدل شركهم إيمانًا ومعصيتهم طاعة وتتبدل نفس السيئات التي عملوها ثم أحدثوا عن كل ذنب منها توبة وإنابة وطاعة تبدل حسنات كما هو ظاهر الآية.الآية وورد في ذلك حديث الرجل الذي حاسبه الله ببعض ذنوبه فعددها عليه ثم أبدل مكان كل سيئة حسنة فقال: : يا رب إن لي سيئات لا أراها هاهنا " والله أعلم.انتهى.
"إنِّي لأَعْلَمُ آخِرَ أهْلِ الجَنَّةِ دُخُولًا الجَنَّةَ، وآخِرَ أهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْها، رَجُلٌ يُؤْتَى به يَومَ القِيامَةِ، فيُقالُ: اعْرِضُوا عليه صِغارَ ذُنُوبِهِ، وارْفَعُوا عنْه كِبارَها، فَتُعْرَضُ عليه صِغارُ ذُنُوبِهِ، فيُقالُ: عَمِلْتَ يَومَ كَذا وكَذا كَذا وكَذا، وعَمِلْتَ يَومَ كَذا وكَذا كَذا وكَذا، فيَقولُ: نَعَمْ، لا يَسْتَطِيعُ أنْ يُنْكِرَ وهو مُشْفِقٌ مِن كِبارِ ذُنُوبِهِ أنْ تُعْرَضَ عليه، فيُقالُ له: فإنَّ لكَ مَكانَ كُلِّ سَيِّئَةٍ حَسَنَةً، فيَقولُ: رَبِّ، قدْ عَمِلْتُ أشْياءَ لا أراها هاهُنا. فَلقَدْ رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ضَحِكَ حتَّى بَدَتْ نَواجِذُهُ.الراوي : أبو ذر الغفاري - صحيح مسلم .
"أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ""الحديد: 16.