آية 255
"اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَوَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ العظيم" الْعَظِيمُ"255.
مُناسبة الآية لِمَا قبلها:
لَمَّا ذَكَرَ اللهُ تعالى أنَّ الكافرين هم الظَّالمون،فالكفر أعظم الظلم ، في المقابل ذَكَرَ بعدها أعظم آية في كتاب الله، هذه الآية العظيمة الدَّالة على إفراد الله بالوحدانيَّة، المتضمِّنة لأصول صفاتِه العُلا، والعقيدةِ الصَّحيحةِ التي هي مَحْض التَّوحيد، وتضمنت هذه الآية العظيمة الدلائل على أحقيته سبحانه وتعالى بالتوحيد.
قال النووي "قال العلماء: إنما تميزت آية الكرسي بكونها أعظم آية لما جمعت من أصول الأسماء والصفات من الإلهية والوحدانية والحياة والعلم والملك والقدرة والإرادة".ا.هـ.
وهذه الآية تملأ القلب مهابةً من الله وعظمته وجلاله وكماله، فهي تدل على أن الله تعالى منفرد بالألوهية والسلطان والقدرة، قائم على تدبير الكائنات في كل لحظة، لا يغفل عن شيء في السماوات والأرض.
ومن تأمل هذه الآية وتدبرها ظهر له من هذه المعاني ما يُعرّفه بقدر هذه الآية، وفضلها وعلوّ منزلتها، فحريّ بكل مسلم أن يتعلمها ويحفظها ، ويتدبر معناها ، ويعمل بمقتضاها، ويحافظ على قراءتها في مواطنها كي ينعم بفضلها.
فضل ومواطن قراءة آية الكرسي:
"يا أبا المُنْذِرِ، أتَدْرِي أيُّ آيَةٍ مِن كِتابِ اللهِ معكَ أعْظَمُ؟ قالَ: قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ. قالَ: يا أبا المُنْذِرِ أتَدْرِي أيُّ آيَةٍ مِن كِتابِ اللهِ معكَ أعْظَمُ؟ قالَ: قُلتُ"اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ"البقرة: 255.قالَ: فَضَرَبَ في صَدْرِي، وقالَ: واللَّهِ لِيَهْنِكَ العِلْمُ أبا المُنْذِرِ."الراوي : أُبي بن كعب - صحيح مسلم.
شرح الحديث: أتَدْرِي أيُّ آيَةٍ مِن كِتابِ اللهِ معكَ أعْظَمُ؟: أي أعظم : في الأجرِ والنَّفعِ لصاحبِها في الدُّنيا والآخِرةِ.
قالَ: قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ: وهذا مِن حُسنِ أدبِ الصَّحابةِ رَضِي اللهُ عنهم مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، وقدْ قيل: كان أُبَيٌّ يَعلَمُ أيُّ آيةٍ أعظَمُ حِينَ سَألَه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عن ذلك، ولكنْ لم يُجِبْهُ؛ تَعظيمًا وتَواضُعًا له صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، وتأدُّبًا معه؛ فإنَّه لو أجابَه أوَّلَ ما سَأله لكانَ إظهارًا لعِلمِه. ويَحتمِلُ أنَّه سكَت عن الجوابِ؛ لتَوقُّعِ أنْ يُخبِرَه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنَّ آيةً أُخرى أعظَمُ منها، أو يُخبِرَه بفائدةٍ ما، فلمَّا كرَّر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم السُّؤالَ عَلِم أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يُطالِبُه بالجَوابِ، ويُريدُ امتحانَ حِفظِه ودِرايتِه، فأجابه بأنَّ أفضَلَ آيةٍ -على حدِّ عِلمِه- هي قولُ اللهِ تعالَى "اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ....." فأقَرَّه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم على إجابتِه وأنَّها صَحيحةٌ، وضرَبَ بيَدِه الشَّريفةِ على صدْرِ أُبيٍّ رَضِي اللهُ عنه، وهذا الفِعلُ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم مِن التَّلطُّفِ؛ لرِضاهُ بهذه الإجابةِ، ومُوافقَتِه عليها، مع إعجابِه بالمُجيبِ، وقالَ له"واللهِ لِيَهْنِكَ العِلمُ أبا المُنذرِ"، أيْ: لِيَكُنِ العلمُ هَنيئًا لك تَهنَأُ به، والقَصدُ الدُّعاءُ لَه بتَيسيرِ العِلمِ والرُّسوخِ فيهِ. الدرر السنية.
"مَن قرأَ آيةَ الكُرسيِّ في دبُرِ كلِّ صلاةٍ مَكْتوبةٍ لم يمنَعهُ مِن دخولِ الجنَّةِ إلَّا أن يموتَ"الراوي : أبو أمامة الباهلي - المحدث : الوادعي - المصدر : الصحيح المسند .
لم يمنَعهُ مِن دخولِ الجنَّةِ إلَّا أن يموتَ: أي: أن الموت يكون هو الحاجز بينه وبين دخول الجنة، فإذا انقضى هذا الحاجز -الموت- حصل دخول الجنة.
وهذا يدل على أن من أراد أيضًا أن يختم له بخير فليحرص على آية الكرسي دبر الصلاة المكتوبة.
آية الكرسي من أعظم ما يحصن العبد من الشياطين-بإذن الله- ، فليس أشد شيء على الشياطين من آية الكرسي:يقول أبو هريرة:
وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو عَمْرٍو حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ "وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ وَقُلْتُ: وَاللَّهِ لأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: إِنِّي مُحْتَاجٌ، وَعَلَىَّ عِيَالٌ، وَلِي حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ.
قَالَ: فَخَلَّيْتُ عَنْهُ.
فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً وَعِيَالاً، فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ.
قَالَ: أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ، وَسَيَعُودُ.
فَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَعُودُ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنَّهُ سَيَعُودُ، فَرَصَدْتُهُ، فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ: لأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
قَالَ: دَعْنِي فَإِنِّي مُحْتَاجٌ، وَعَلَىَّ عِيَالٌ، لاَ أَعُودُ، فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ؟قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً وَعِيَالاً، فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ.
قَالَ: أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ وَسَيَعُودُ.
فَرَصَدْتُهُ الثَّالِثَةَ، فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ: لأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهَذَا آخِرُ ثَلاَثِ مَرَّاتٍ، أَنَّكَ تَزْعُمُ لاَ تَعُودُ ثُمَّ تَعُودُ.
قَالَ: دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهَا.
قُلْتُ: مَا هُوَ؟ قَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ "اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ"حَتَّىتَخْتِمَ الآيَةَ فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلاَ يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ.
فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ.
فَأَصْبَحْتُ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ؟قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ زَعَمَ أَنَّهُ يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهَا فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ.
قَالَ: مَا هِيَ؟قُلْتُ: قَالَ لِي إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ أَوَّلِهَا حَتَّى تَخْتِمَ "اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ"
وَقَالَلِي: لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ وَلاَ يَقْرَبَكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ، وَكَانُوا أَحْرَصَ شَىْءٍ عَلَى الْخَيْرِ.
فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ، تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلاَثِ لَيَالٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟قَالَ: لاَ.
قَالَ: ذَاكَ شَيْطَانٌ".
صحيح البخاري. الحديث 2311 - طرفاه في: 3275، 5010 .
حديث مُعَلَّق .ووصله النسائي والإسماعيلي وأبو نعيم من طرق إلى عثمان.
قال الحافظ ابن حجر: والمراد بالتعليق ما حذف من مبتدأ إسناده واحد فأكثر، ولو إلى آخر الإسناد، وتارة يجزم به كـ "قال"، وتارة لا يجزم به -أي بصيغة التمريض - كـ "يُذكر". وقيل أن آية الكرسي تحوي اسم الله الأعظم الذي إذا دُعِيَ به أجاب:
وردَت أحاديثُ صحيحةٌ كثيرةٌ تَدُلُّ على اسْمِ اللهِ الأعظَمِ، ولكِنْ دونَ تحديدٍ؛ ولهذا وقَع الاختلافُ بينَ العلماءِ في تحديدِه؛ فقيل: إنَّ اسْمَ اللهِ الأعظمَ هو (اللهُ)؛ لأنَّه الاسمُ الوحيدُ الَّذي يُوجَدُ في كلِّ النُّصوصِ الَّتي جاءَ أنَّ اسْمَ اللهِ الأعظَمِ ورَدَ فيها، وقِيلَ غيرُ ذلك.
عن بُرَيْدَةَ بنِ الحُصَيْب أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ " اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ " ، فَقَالَ : لَقَدْ سَأَلْتَ اللَّهَ بِالِاسْمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ" .رواه الترمذي ( 3475 ) وأبو داود ( 1493 ) وابن ماجه ( 3857 ) ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود. وصححه أبو عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين. " .
"اسْمُ اللهِ الأعْظَمُ الذي إذا دُعِيَ بهِ أجابَ ؛ في ثلاثِ سُوَرٍ من القُرآنِ : في ( البَقرةِ ) و ( آلِ عِمْرانَ ) ، و ( طه ).الراوي : أبو أمامة الباهلي - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع-الصفحة أو الرقم : 979 - خلاصة حكم المحدث : صحيح .
قال الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم فالتمستها فوجدت في سورة البقرة قول الله تعالى"اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ" آية الكرسي، وفي سورة آل عمران"الم * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ"آل عمران:١ – ٢. وفي سورة طه"وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ"طه:١١١.فمن رغب في الدعاء باسم الله الأعظم ليستجاب له فليدعُ بما جاء في آية الكرسي"اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ"، فمن توفيق الله سبحانه وتعالى للعبد أن يدعو الله عز وجل باسمه الأعظم؛ لأن الإنسان إذا دعا باسم الله الأعظم وتوسل به فإنه إذا سأل الله أعطاه، وإذا دعاه أجابه.كتاب دروس الشيخ محمد إسماعيل المقدم.
ويأتي في الدرجة الثانية من القوة في كونه اسم الله الأعظم " الحي القيوم " ، وهو قول طائفة من العلماء ، ومنهم النووي ، ورجحه الشيخ العثيمين رحمه الله .
تفسير آية الكرسي :
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ: الإِلَهِيَّةُ والأُلُوهِيَّةُ صِفةٌ ثابتةٌ للهِ عزَّ وجلَّ، مِن اسمِه: اللهِ، واسمِه: الإِلَهِ، وهما اسمانِ ثابتانِ في مواضِعَ عديدةٍ مِن كِتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ.قال السَّعْديُّ في تفسيره : اللهُ: هو المألوهُ المعبودُ ذو الأُلوهيَّةِ والعُبوديَّةِ على خَلْقِه أجمعينَ؛ لِمَا اتَّصَفَ به مِن صِفات الأُلوهيَّةِ الَّتي هي صِفاتُ الكَمالِ.
في الآيةإخبار بأنه المتفرد سبحانه بالإلهية لجميع الخلائق والإلهية في اللغة هي العبادة على المشهور، الله هو المعبود بحق، لا معبود بحق سواه ، فهو الإله الحق الذي تتعين أن تكون جميع أنواع العبادة والطاعة والتأله له تعالى، لكمالِهِ وكمال صفاته وعظيم نعمه، ولكون العبد مستحقا أن يكون عبدًا لربه، ممتثلا أوامره مجتنبًا نواهيه، وكل ما سوى الله تعالى باطل، فعبادة ما سواه باطلة.
والعبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
ولا يكون العمل عبادة إلا إذا كان مأمورًا به من الشارع الحكيم سبحانه وتعالى على لسانِ رسولِهِ صلى الله عليه وسلم ، فالله لا يحب ولا يرضى إلا ما أمر به، والشيء الذي لم يأمر الله جل وعلا به لا يكون عبادة، فلا يتعبد الإنسان برأيه أو بنظره وقياسه، وإن كان هذا العمل عبادة في اللغة، ولكنه في الشرع ليس عبادة.
فالعبادة في الشرع لابد أن يجتمع فيها أمران: أحدهما: أن تكون خالصة لله. والثاني: أن تكون هذه العبادة صوابًا وَالصَّوابُ أَنْ يَكُونَ عَلَى السُّنَّةِ أي جاء بها نص صحيح الثبوت والدلالة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرعها سواء من القرآن أو السنة الصحيحة.
الْحَيُّ : هو الحي في نفسه حياة أزلية أبدية لم يسبقها عدم ولا يلحقها زوال، أي واجب الوجود، فهو سبحانه الْحَيُّ أي الباقي الذي له الحياة الدائمة التي لا فناء لها ، وسائر الأحياء سواه – ممكنة الوجود - يعتريهم الموت والفناء.
والْقَيُّومُ مأخوذ من القيام، ومعناه : أنه جل جلاله القائم بنفْسه الذي لا يَحتاج لأحدٍ، والقائمُ بتدبير أمر الخلق وحفظهم، والمعطي لهم ما به قوامهم من رزقٍ ورعاية وحفظ، وما من شيء إلا وإقامته بأمره وتدبيره سبحانه وتعالى. قال الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى "الْحَيُّ"كمال الأوصاف، و " الْقَيُّومُ " تعبير عن كمال الأفعال.ا.هـ.
"الْحَيُّ"من له الحياة الكاملة المستلزمة لجميع “صفات الذات”؛ كالسمع والبصر والعلم والقدرة، ونحو ذلك.فصفة “الحياة” متضمنة لجميع صفات الكمال المستلزمة لها.
" الْقَيُّومُ "مستلزم لجميع الأفعال التي اتصف بها رب العالمين من فعله ما يشاء؛ من الاستواء والنزول والكلام والقول والخلق والرزق والإماتة والإحياء، وسائر أنواع التدبير، كل ذلك داخل في قيومية الباري.
لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ:في قوله: لَا تَأْخُذُهُ دَِلالة على أن للنوم قوة قاهرة تأخذ المخلوق أخذًا وتقهر الكثير من أجناس المخلوقات قهرًا، ولكنه- سبحانه - وهو القاهر فوق عباده- منزه عن ذلك، ومُبَرأ من أن يعتريه ما يعتري الحوادث – أي المخلوقات-. وكلاهما ينافي كمال القدرة والحياة ، ومن تمام حياته وقيوميته أنه لا تأخذه سِنة ولا نوم.أَيْ: لَا تَغْلِبُهُ سِنَةٌ وَهِيَ الْوَسَنُ وَالنُّعَاسُ والوسن مقدمة النوم والفتور الذي يكون في أول النوم مع بقاء الشعور والإدراك.ويقال له غَفْوَة. وَلِهَذَا قَالَ" وَلَا نَوْمٌ " لِأَنَّهُ أَقْوَى مِنَ السِّنَةِ ، وتقديم السِّنة على النوم يفيد المبالغة من حيث إن نفي السِّنَة يدل على نفي النوم بالأولى ،أي لَا يَعْتَرِيهِ نَقْصٌ وَلَا غَفْلَةٌ وَلَا ذُهُولٌ عَنْ خَلْقِهِ بَلْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ شَهِيدٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ لَا يَغِيبُ عَنْهُ شَيْءٌ وَلَا يَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ ، وَمِنْ تَمَامِ الْقَيُّومِيَّةِ أَنَّهُ لَا يَعْتَرِيهِ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ.
" قامَ فِينا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بأَرْبَعٍ: إنَّ اللَّهَ لا يَنامُ ولا يَنْبَغِي له أنْ يَنامَ، يَرْفَعُ القِسْطَ ويَخْفِضُهُ، ويُرْفَعُ إلَيْهِ عَمَلُ النَّهارِ باللَّيْلِ، وعَمَلُ اللَّيْلِ بالنَّهارِ".الراوي : أبو موسى الأشعري - صحيح مسلم.
لا يَنامُ ولا يَنْبَغِي له أنْ يَنامَ: اللهَ عزَّ وجلَّ لا يَأتيه النَّومُ، فهو دائمُ اليَقَظةِ، ولا يَليقُ به سُبحانَه جَلَّ شَأنُه أن يَنامَ؛ فإنَّ النَّومَ مُستحيلٌ في حقِّه جلَّ شأنُه؛ لأنَّ النَّومَ صِفَةُ نَقصٍ، ويَستَحيلُ على اللهِ عزَّ وجلَّ أن يكونَ به نَقصٌ، وكيفَ يَنامُ مُدبِّرُ السَّمواتِ والأرضِ؟!
يَرْفَعُ القِسْطَ ويَخْفِضُهُ:اللهَ عزَّ وجلَّ يَملِكُ بيَدِه القِسطَ، وهو ميزانُ العدلِ والأرزاقِ الَّذي يَعدِلُ به بينَ عِبادِه فيُضيِّقُ ويُوسِّعُ عليهم؛ لِحكمةٍ عندَه سُبحانَه وتعالَى، وسُمِّيَ قِسطًا لأنَّ القِسطَ العَدلُ، وبالميزانِ يَقَعُ العدلُ، والمُرادُ أنَّ اللهَ تَعالَى يَخفِضُ الميزانَ ويَرفعُه بما يُوزَنُ من أعمالِ العِبادِ المُرتفِعةِ، ويُوزَنُ من أرزاقِهمُ النَّازِلةِ، وقيلَ: المُرادُ بالقِسطِ الرِّزقُ الذي هو قِسطُ كلِّ مخلوقٍ؛ يَخفِضُه فيَقتُرُه، ويَرفَعُه فيُوسِعُه.
لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ : تقرير لانفراده بالألوهية إذ جميع الموجودات مخلوقاته خاضعون لمشيئته ، وتعليل لاتصافه بالقيومية، لأن من كانت جميع الموجودات ملكًا له فهو حقيق بأن يكون قائمًا بتدبير أمرها.و تفيد الملكية المطلقة لرب العالمين لكل ما في هذا الوجود من شمس وقمر وحيوان ونبات وجماد وغير ذلك من المخلوقات.
وصُدرت الجملة بالجار والمجرور " لَّهُ " لإفادة القصر أي ملك السموات والأرض له وحده ليس لأحد سواه شيء معه.
مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ: الشفاعة في الاصطلاح: هي التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة، فمثلًا: شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الموقف أن يُقْضَى بينهم: هذه شفاعة بدفع مضرة، وشفاعته لأهل الجنة أن يدخلوها هذه شفاعة بجلب منفعة.
والاستفهام هنا للنفي والإنكار أي: لا أحد يستطيع أن يشفع عنده- سبحانه - إلا بإذنه ورضاه قال-تبارك وتعالى"وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشاءُ وَيَرْضى" النجم: 26.
وهذا تمثيل لانفراده بالملك والسلطان في ذلك اليوم، وأن أحدًا من عباده لا يجرؤ على الشفاعة أو التكلم بدون إذنه. وفي ذلك تيئيس للكفار حيث زعموا أن آلهتهم شفعاء لهم عند الله".
قال تعالى "يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ " غافر : 16.
يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ : تأكيد لكمال سلطانه في هذا الوجود، وبيان لشمول علمه على كل شيء. أي أن علمه محيط بجميع خلقه، فلا تخفى عليه خافية في السماوات ولا في الأرض. يعلم ما بين أيديهم - أي: ما مضى من جميع الأمور وما خلفهم - أي: ما يستقبل منها، فعلمه تعالى محيط بتفاصيل الأمور، متقدمها ومتأخرها، بالظواهر والبواطن، بالغيب والشهادة، والعباد ليس لهم من الأمر شيء ولا من العلم مثقال ذرة إلا ما علمهم تعالى.
وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ:
عن ابنِ عباسٍ في قولِه تعالى"وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ" "الكرسيُّ موضعُ القدمين ، والعرشُ لا يقدرُ قدرَه إلا اللهُ تعالى"
الراوي : سعيد بن جبير- المحدث : الألباني - المصدر : شرح الطحاوية- الصفحة أو الرقم : 279 - خلاصة حكم المحدث : صحيح موقوف .
أهْلُ السُّنَّةِ والجَماعةِ يُثبِتونَ للهِ ما جاء في القُرآنِ والسُّنَّةِ الصَّحيحةِ؛ ومِن ذلك صِفاتُه جلَّ وعلا.وفي هذا الأثَرِ يَرْوي التَّابِعيُّ سَعيدُ بنُ جُبَيرٍ، عن عَبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما في قولِه تعالى"وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ" البقرة: 255؛ أنَّ الكُرْسيَّ هو مَوضِعُ القَدَمينِ؛ لأنَّ الكُرْسيَّ أكبَرُ مِن السَّمَواتِ والأرْضِ، فكيْف بعَظَمةِ خالِقِ الكُرْسيِّ، ومُوجِدِه ومُبدِعِه؟! وعلى هذا درَج أهْلُ السُّنَّةِ، والواجِبُ إثْباتُ ما أثبَتَه اللهُ لنفْسِه مِنَ اليَدَينِ والقَدَمَينِ والأصابِعِ وغَيرِها منَ الصِّفاتِ الوارِدةِ في الكِتابِ والسُّنَّةِ على الوَجهِ اللَّائقِ باللهِ سُبحانَه، من غيرِ تَحريفٍ، ولا تَكْييفٍ، ولا تَمْثيلٍ، ولا تَعْطيلٍ.
وعَرشُ الرَّحمنِ هو الَّذي اسْتَوى عليه اللهُ جلَّ جَلالُه، وهو أعْلى المَخْلوقاتِ وأكبَرُها، وصَفَه اللهُ بأنَّه عَظيمٌ، وبأنَّه كَريمٌ، وبأنَّه مَجيدٌ، وهو غَيرُ الكُرسيِّ الَّذي هو مَوضِعُ قدَمَيْه، كما تَقدَّمَ.الدرر السنية.
"ما السَّماوات السّبع في الكُرسيِّ إلَّا كحلقةٍ ملقاةٍ بأرضٍ فلاةٍ ، وفضلُ العرشِ على الكُرسيِّ كفضلِ تلك الفلاةِ على تلك الحلقةِ" الراوي : أبو ذر الغفاري - المحدث : الألباني - المصدر : التعليق على الطحاوية- الصفحة أو الرقم : 36 - خلاصة حكم المحدث : هذا القدر فقط صح مرفوعًا .
وَالْكُرْسِيُّ مَخْلُوقٌ عَظِيمٌ بَيْنَ يَدَيِ الْعَرْشِ، وَهُوَ أَعْظَمُ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، نُفَوِّضُ عِلْمَ حَقِيقَتِهِ إِلَيْهِ -تَعَالَى-.
إذا كان هذه حالة الكرسي أنه يسع السماوات والأرض على عظمتهما وعظمة من فيهما، والكرسي ليس أكبر مخلوقات الله تعالى، بل هناك ما هو أعظم منه وهو العرش، وما لا يعلمه إلا هو سبحانه ، وفي عظمة هذه المخلوقات تتحير الأفكار وتكل الأبصار، وتقلقل الجبال ....، فكيف بعظمة خالقها ومبدعها، والذي أودع فيها من الحكم والأسرار ما أودع، والذي قد أمسك السماوات والأرض أن تزولا من غير تعب ولا نصب، فلهذا قال: وَلَا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا :أي: لا يُثقِله ولا يَشقُّ عليه حِفْظ السَّموات والأرض ومن فيهما ومن بينهما.
وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ : أما العلي فهو من العلو المطلق، وفي العلو تنزيه ، ولا يكون عليا إلا لأنه عظيمًا،العلي لكمال قوته وقدرته وسلطانه وعظمته، العلي بذاته -جل وعلا- على جميع المخلوقات، العلي بعظيم الصفات، العليّ الذي قهر جميع المخلوقات، ودانت له الموجودات، وخضعت لقدرته الصعاب وذلت له الرقاب. ، العلي بقَدْرِهِ لكمال صفاته. العلي بذاته فوق عرشه.
الْعَظِيمُ : والله سبحانه هو العظيم العظمة المطلقة من جميع الوجوه ؛ فهو عظيم في ذاته، عظيم في أسمائه كلها، عظيم في صفاته كلها، فهو عظيم في سمعه وبصره، عظيم في قُدْرَتِهِ وقوتِهِ، عظيم في علمِهِ.العظيم الذي تتضائل عند عظمته جبروت الجبابرة، وتصغر في جانب جلاله أنوف الملوك القاهرة، فسبحان من له العظمة والكبرياء والقهر والغلبة لكل شيء.
"قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ : الكبرياءُ ردائي ، والعظمةُ إزاري ، فمَن نازعَني واحدًا منهُما ، قذفتُهُ في النَّارِ"الراوي : أبو هريرة -المحدث : الألباني - المصدر : صحيح أبي داود -الصفحة أو الرقم : 4090 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.
الكِبرياءُ والعَظمةُ وما يُقارِبُهما مِن المعانِي مِن الصِّفاتِ التي اختصَّ المولى عزَّ وجلَّ بها نفْسَه عن سائرِ الخلقِ، وهي في حَقِّه سبحانَه صفاتُ كمالٍ، وأمَّا في حقِّ الخَلقِ فهي صفةُ نقْصٍ. ووصْفُ اللهِ تَعالى بأنَّ العَظَمَة إزارُه والكبرياءَ رِداؤُه كسائرِ صِفاته؛ تُثبَت على حقيقتها على ما يَليقُ به سبحانَه، والواجبُ الإيمانُ بها وإمرارُها كما جاءتْ؛ دونَ تَحريفٍ ولا تَعطيلٍ، ودون تَكييفٍ أو تمثيلٍ.أي نثبت ونؤمن أن لها كيف لكن لا نعلمه لذا نفوض الكيف لعلمه سبحانه وتعالى عما يصفون أي تنزه عن الصفات الدنيا.
العلي لكمال قوته وقدرته وسلطانه وعظمته، العلي بذاته -جل وعلا- على جميع المخلوقات، العلي بعظيم الصفات، العليّ الذي قهر جميع المخلوقات، ودانت له الموجودات، وخضعت لقدرته الصعاب وذلت له الرقاب.
خلاصة تفسير هذه الآية :
هذه الآية تملأ القلب مهابة من الله وعظمته وجلاله وكماله، واشتملت هذه الآية على توحيد الإلهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات، فهذه الآية بمفردها عقيدة في أسماء الله وصفاته.
فهي تدل على أن الله تعالى متفرد بالألوهية والسلطان والقدرة، قائم على تدبير الكائنات في كل لحظة لأنه القيوم، لا يغفل عن شيء من أمور خلقه ولا تأخذه عن خلقه سِنَة ولا نوم ، وهو مالك كل شيء في السموات والأرض، لا يجرأ أحد على شفاعة لأحد إلا بإذنه، ويعلم كل شيء في الوجود، ويحيط علمه بكل الأمور وأوضاع الخلائق دقيقها وعظيمها،، والعباد ليس لهم من العلم مثقال ذرة إلا ما علمهم تعالى، ومن دلائل عظمته أن كرسيه وسع السموات والأرض فكيف بعظمة خالقه ومبدعه ، هو العلي الشأن، القاهر الذي لا يُغلب، العظيم الملك والقدرة على كل شيء سواه، فلا موضع للغرور، ولا محل لعظمة أمام عظمة الله تعالى.
توحيد الألوهية" اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُو"
قوله"لَّهُ مَا فِي السَّمَواتِ ومَا فِي الأَرْضِ" هذا إثبات لربوبيته، فهو مالك السماوات والأرض ومن فيهن.
توحيد الأسماء والصفات " اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ "وهذا فيه إثبات لفظ الجلالة الله اسم من أسماء الله الحسنى. واسم الحي واسم القيوم، وما يشتق منها من أوصاف، الحياة والقيومية لله.
وقوله" لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ " هذا نفي، نفى اللهُ عن نفسِهِ النقص والعيب، فمن صفات النقص المنفية المثبتة لكمال الضد:نفى عن نفسه صفات النوم والسِّنة.
"وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ"إثبات لاسمه العلي واسمه العظيم .
هَذِهِ الْآيَةُ تَتَضَمَّنُ مِنْ أَسْمَاءِ اللهِ خَمْسَةً، وَهِيَ: اللهُ، الْحَيُّ، الْقَيُّومُ، الْعَلِيُّ، الْعَظِيمُ. وما يشتق منهما من صفات فكل اسم لله تشتق منه صفة، وليس العكس.