القاعدة السادسة: أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين:
لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور "أسألك بكل اسمٍ هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك"1الحديث رواه أحمد وابن حبان والحاكم، وهو صحيح
وما استأثر الله تعالى به في علم الغيب لا يمكن لأحدٍ حصره، ولا الإحاطة به.
**************
عرض الحديث بتخريجه وتحقيقه إضافة من خارج الشريط
1" ما أصاب أحد قط هم ولا حزن فقال"اللهم إني عبدك ، وابن عبدك ، وابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحدًا من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي" .إلا أذهب الله عز وجل همه ، وأبدله مكان حزنه فرحا. قالوا :يا رسول الله ! ينبغي لنا أن نتعلم هؤلاء الكلمات؟ قال : أجل ! ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن .
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1822- خلاصة حكم المحدث: صحيح
الدرر السنية أسماء الله ليست محصورة في عددٍ معين؛ لأن من أسماء الله ما استأثر الله بعلمه ، وما استاثر الله بعلمه لايمكن الإحاطة به.
فأما قوله صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعة وتسعين اسمًا مائة إلا واحدًا من أحصاها دخل الجنة"رواه البخاري، كتاب التوحيد (7392) ومسلم، كتاب الذكر (2677).، فلا يدل على حصر الأسماء بهذا العدد، ولو كان المراد الحصر لكانت العبارة: "إن أسماء الله تسعة وتسعون اسماً من أحصاها دخل الجنة" أو نحو ذلك.إذن فمعنى الحديث: أن هذا العدد من شأنه أن من أحصاه دخل الجنة، وعلى هذا فيكون قوله: "من أحصاها دخل الجنة" جملةً مكملةً لما قبلها، وليست مستقلة، ونظير هذا أن تقول: عندي مائة درهم أعددتها للصدقة، فإنه لا يمنع أن يكون عندك دراهم أخرى لم تعدها للصدقة.
سبق أن قررنا الآن أن أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين ، فإن قال لنا قائلٌ:بل هي محصورة ؛لأن النبي -صلى الله عليه وسلم-يقول:"إنَّ للهِ تسعة وتسعين اسمًا مَنْ أحصاها دخل الجنة"فذكر أنها تسعة وتسعون اسمًا ثم عاد واستأنف وقال:"من أحصاها" أي: من أحصى هذه الأسماءُ التسعة ُوالتسعون دخلَ الجنة،وهذا ينقض قولكم بأن أسماء الله غير محصورة!
نقول:هذا لاينقض قولنَا ؛لأننا لسنا نحن الذين قلناه، بل قاله أعلم الناس بربه وهو رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حيثُ قال: "أواستأثرت به في علم الغيب عندك"وحينئذٍ نقول : فلا يُمكن أن يتناقض كلام النبي- صلى الله عليه وسلم-.
فإن قيل : فما الجواب على حديث:" إن لله تسعة وتسعين اسمًا"؟
نقول:الجواب أن للهِ أسماء حسنى ، ومنها تسعة وتسعون اسمًا ؛ ومن أحصى هذا العدد من الأسماء دخل الجنة ، وهذا لايُنافي أن يكون له أسماءٌ أخرى لم تدخل في هذا الحُكم.
ونظيرُ ذلك أن تقول:" عندي مئةُ درهم أعددتها للصدقة " هل معنى ذلك أنه ليس عندك إلا هذه المئة؟ لا.لكن المعنى أن عندي مئة أعددتها لذلك؛ وأن عندي أشياء أخرى ؛ عندي مئات الألوف ؛ماأعددتها للصدقة.
ونظير ذلك أن أقول :"عندي ثوبان أعددتهما للجمعة " هل معناه ليس عندي ثياب غيرهما؟ لا؛ لايلزم,هذا مثلها أيضًا.
ونقول:فقول النبي صلى الله عليه وسلم :"مَنْ أحصاها دخل الجنة"جملة مكملةٌ لما قبلها، أي هذه التسعة والتسعين خُصت بأن من أحصاها دخل الجنة، وليست الجملة الثانية مستقلة عن الأولى كما يتوهم بعض العلماء.