عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 09-09-2017, 01:08 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,266
Arrow

تحذير
على المسلم أن لا يتكل على صيام هذا اليوم على أنه يُكَفِّرَ السَّنة الَّتي قبْلَهُ مع مقارفته للكبائر إذ الواجب التوبة من جميع الذنوب كبيرها وصغيرها ثم يرجو أن يُكَفِّرَ صوم هذا اليوم السَّنَة الَّتي قبلهُ .
قال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ :
" وكاغترار بعضهم على صوم يوم عاشوراء أو يوم عرفة حتى يقول بعضهم : يوم عاشوراء يكفر ذنوب العام كلها ويبقى صوم عرفة زيادة في الأجر ولم يدر هذا المغتر أن صوم رمضان والصلوات الخمس أعظم وأجل من صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء وهي إنما تكفر ما بينهما إذا اجتنبت الكبائر فرمضان والجمعة إلى الجمعة لا يقويا على تكفير الصغائر إلا مع انضمام ترك الكبائر إليها فيقوى مجموع الأمرين على تكفير الصغائر ، فكيف يكفر صوم تطوع كل كبيرة عملها العبد وهو مُصر عليها غير تائب منها ، هذا محال على أنه لا يمتنع أن يكون صوم يوم عرفة ويوم عاشوراء يكفر لجميع ذنوب العام على عمومه ويكون من نصوص الوعد التي لها شروط وموانع ويكون إصراره على الكبائر مانعًا من التكفير ، فإذا لم يصر على الكبائر يساعد الصوم وعدم الإصرار وتعاونًا على عموم التكفير كما كان رمضان والصلوات الخمس مع اجتناب الكبائر متساعدَين متعاونين على تكفير الصغائر ، مـع أنه سبحانه قد قال { إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ ... } فاعلم أن جعل الشيء سببًا للتكفير لا يمنع أن يتساعد هو وسبب آخر على التكفير ويكون التكفير مع اجتماع السببين أقوى وأتم منه مع انفراد أحدهما وكلما قويت أسباب التكفير كان أقوى وأتم وأشمل " . ا . هـ . الجواب الكافي / 13 .
فمن فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة ، فهو سبحانه ذو الفضل العظيم .
فالمعاصي والذنوب سبب من أسباب الذل والمهانة ، فكم تأتي المعاصي بتسلط الأعداء والذل والصغار .
اللهم انقلنا من ذل المعصية إلى عز الطاعة ، برحمتك يا أرحم الراحمين .
فلكي ننتفع بهذه النفحات سواء في عاشوراء أو أي فضل لله لابد من التخلية قبل التحلية أي نخلي بيننا وبين المعاصي ونحن في حال رجاء رحمة الله وعفـوه وفضله .
اللهم ارزقنا يقظة من رقدات الغفلة ، وارزقنا الاستعداد قبل النقلة ، وألهمنا اغتنام الزمان وقت المهلة ، ووفقنا لفعل الخيرات ، وترك المنكرات والفوز بالرحمات .
* * * * *

حقيقة هذه النفحة
مما يحسن الإشارة إليه أنه وردت جملة من الأحاديث الصحيحة التي تُؤكد استحباب صيام هذا اليوم وأنه مر بمراحل تشريعية نتعرف عليها من خلال السنة النبوية الصحيحة .
* قال البخاري في صحيحه : حدثنا أبو مَعْمَرٍ ، قال : حدثنا عبد الوَارثِ ، قال : حدثنا أيُّوبُ ، قال : حدثنا عبدُ اللهِ بنُ سعيدِ بن جُبَيْرِ ، عن أبيهِ عن ، ابن عباسِ ـ رضي الله عنهما ـ قال : قدِمَ النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ المدينة فرأى اليهودَ تَصُومُ يوم عاشوراءَ فقال : " ما هذا ؟ " قالوا : هذا يومٌ صالحٌ هذا يومٌ نَجَّى اللهُ بني إسرائِيلَ من عدُوِّهِم فصامهُ موسى ، قال : " فأنا أَحَقُّ بموسى مِنْكُمْ " فصامهُ وأمرَ بصيامهِ .
صحيح البخاري / ( 30 ) ـ كتاب : الصوم / ( 69 ) ـ باب : صيام يوم عاشوراء / حديث رقم : 2 / ص : 225 .
* عن أبي موسى ـ رضي الله عنه ـ قال : كان أهلُ خَيْبَرَ يصُومُونَ يومَ عاشُوراءَ يتَّخِذُونَهُ عِيدًا ويُلبِسُونَ نِسَاءَهُم فيه حُلِيَّهُم وشارَتَهُم .
فقال رسولُ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " فصُومُوهُ أنْتُمْ " .
صحيح مسلم / ( 13 ) ـ كتاب : الصيام / ( 19 ) ـ باب : صوم يوم عاشوراء / حديث رقم : 130 / ( 1131 ) / ص : 271 .
* وعن أبي موسى ـ رضي الله عنه ـ ، قال : كان يومُ عاشوراءَ تَعُدُّهُ اليهُودُ عِيدًا . قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " فصُومُوهُ أنتم " .
صحيح البخاري / ( 30 ) ـ كتاب : الصوم / ( 69 ) ـ باب : صيام يوم عاشوراء / حديث رقم : 2005 / ص : 225 .
وظاهر هذا أن الباعث على الأمر بصومه محبة مخالفة اليهود حتى يصام ما يفطرون فيه ، لأن يوم العيد لا يُصَام .
فتح الباري : ( 4 / 292 ) .
وهذا يدل على النهي عن اتخاذه عيدًا .
لطائف المعرف : ( 124 ) .
مستخلص عقدي
كيف تفاعل موسى ـ عليه السلام ـ مع يوم نجاته .. هل جعله عيدًا مخترعًا ولماذا صامه موسى
ـ عليه السلام ـ ؟
لتعظيم اليوم والذكرى في قلبه ؟ لا ، لا ، لا
صامه شكرًا لله لنجاته التي تقتضي إعلاء كلمة الحق .
بل كان أهل الكتاب يصومونه ، بل حتى قريش كانت تصومه في الجاهلية ، اليهود تفاعلوا مع هذه المناسبة - نجاة نبيهم موسى ومن معه بجعله عيدًا مخترعًا - بالباطل . ثم هناك من يعظم هذا اليوم لاعتقادات باطلة،وعقيدةُ أهل السُّنَّة والجماعة وسَطٌ بين الإفراطِ والتَّفريط ، والغلُوِّ والجَفاء في جميعِ مسائل الاعتقاد ، ولا يثبتون إلا ما ثبت في كتاب الله أو سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالسند الصحيح ، ولم يثبت شيء في يوم عاشوراء فيما سنه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ غير الصيام ، شكرًا لله لأنه يوم نجَّى الله فيه نبيه موسى ـ عليه السلام ـ والمؤمنين معه ، أغرق فيه فرعون وحزبه ؛ وأن صيامه سُنة .
قال البخاري في صحيحه : حدثنا عَلِيُّ بن عبدِ اللهِ ، قال : حدثنا سُفيانُ ، قال : حدثنا أيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ ، عن ابن سعيد بن جُبيرِ ، عن أبيهِ ، عن ابن عباسِ ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما قَدِمَ المدينة وجدهُم يصومون يومًا يعني عاشوراء فقالوا هذا يومٌ عظيم وهو يومُ نَجَّى اللهُ فيهِ موسى وأغرق آل فِرعونَ فصام موسى شُكرًا للهِ ، فقال : " أنا أولى بموسى منهُم فصامَهُ وأمَرَ بصيامِهِ " .
صحيح البخاري / ( 60 ) ـ كتاب : أحاديث الأنبياء / ( 23 ) ـ باب : قول الله تعالى " وهل أتاك حديث موسى "" وكلم الله موسى تكليمًا / حديث رقم : 3397 / ص : 401 .
* * * * *



شُبْهَة والرد عليها
ورد في الأحاديث أن اليهود كانوا يصومون يوم عاشوراء وأنهم كانوا يتخذونه عيدًا .
فكيف نجمع بين الفعلين ومعلوم الأعياد لا يصام فيها ؟
نحيا مع تحليل شائق لابن حجر العسقلاني لهذه المسألة في فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ( 30 ) ـ كتاب : الصوم / ( 69 ) ـ باب صيام يوم عاشوراء .
قال ابن حجر : حديث أبي موى وهو الأشعري قال : " كان يوم عاشوراء تعده اليهود عيدًا ، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : فصوموه أنتم " .
وفي رواية مسلم " كان يوم عاشوراء تعظمه اليهود تتخذه عيدًا " فظاهره أن الباعث على الأمر بصومه محبة مخالفة اليهود حتى يصام ما يفطرون فيه لأن يوم العيد لا يصام ، وحديث ابن عباس يدل على أن الباعث على صيامه موافقتهم على السبب وهو شكر الله تعالى على نجاة موسى ، لكن لا يلزم من تعظيمهم له واعتقادهم بأنه عيد أنهم كانوا لا يصومونه فلعلهم كان من جملة تعظيمهم في شرعهم أن يصوموه ، وقد ورد ذلك صريحًا في حديث أبي موسى .
هذا فيما أخرجه المصنف في الهجرة بلفظ " وإذا أناس من اليهود يعظمون عاشوراء ويصومونه " ولمسلم من وجه آخر عن قيس بن مسلم بإسناده قال " كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء يتخذونه عيدًا ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم " وهو بالشين المعجمة أي هيئتهم الحسنة ، وقوله " هذا يوم " الإشارة إلى نوع اليوم لا إلى شخصه ، ومثله قوله تعالى : { ... وَلاَ تَقْرَبا هَذِهِ الشَّجَرَةَ ... }فيما ذكره الفخر الرازي في تفسيره . ا . هـ .

* * * * *

الأمر بوجوب صيام يوم عاشوراء
قبل أن يفرض صيام رمضان قد كان الأمر بصيام يوم عاشوراء على الوجوب والفرضية كما جاء في صحيح البخاري .
قال البخاري في صحيحه : حدثنا المَكِّيُّ بنُ إبراهيمَ ، قال : حدثنا يَزيدُ بنُ أبي عُبيدٍ ، عن سلمة بن الأكْوعِ ـ رضي الله عنه ـ قال : أمرَ النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ رجُلاً مِن أسلمَ " أن أذّن في الناس أنَّ مَن كان أكلَ فليصُم بقِيَّة يومهِ وَمَن لم يكن أكل فليصُم فإنَّ اليَومَ يومُ عاشوراءَ " .
صحيح البخاري / ( 30 ) ـ كتاب : الصوم / ( 69 ) ـ باب : صيام يوم عاشوراء / شرح حديث رقم : 2007 / ص : 225 .
واستُدِل بهذا الحديث على أن صيام عاشوراء كان مفترضًا قبل أن ينزل فرض رمضان ثم نسخ .
قال ابن حجر :
ويؤخذ من مجموع الأحاديث أنه كان واجبًا لثبوت الأمر بصومه ، ثم تأكد الأمر بذلك ثم زيادة التأكيد بالنداء العام ثم زيادته بأمر من أكل بالإمساك . ا . هـ .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ( 30 ) ـ كتاب : الصوم / ( 69 ) ـ باب : صيام يوم عاشوراء / شرح حديث رقم : 2003 .
* قال البخاري في صحيحه : حدثنا مُسدَّدٌ ، قال : حدثنا بشرُ بنُ المُفضَّلِ ، قال : حدثنا خالِدُ ابنُ ذَكْوَانَ ، عن الرُّبَيِّع بنتِ مُعَوِّذٍ قالت أرسلَ النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ غدَاة عاشوراءَ إلى قرى الأنصار " مَن أصبحَ مُفطِرًا فليُتِمَّ بقِيَّة يومِهِ ومَن أصبحَ صائِمًا فليصُم " . قالت : فكُنَّا نصومُهُ بعدُ ونُصَوَّمُ صِبيانَنَا ونَجعلُ لهُم اللُّعبَة من العِهْنِ فإذا بكى أحدُهُم على الطعام أعطيناهُ ذاكَ حتَّى يكونَ عِندَ الإفطار .
صحيح البخاري / ( 30 ) ـ كتاب : الصوم / ( 47 ) ـ باب : صوم الصبيان / حديث رقم : 1960 / ص : 221 .
قوله : من العهن أي : الصوف .
قوله : أعطيناهُ ذاكَ حتَّى يكُونَ عِندَ الإِفطَار: وفي الحديث حُجَّة على مشرُوعِيَّة تَمرِين
الصِّبْيَان على الصِّيَام . ا . هـ . فتح الباري .
* قال التسائي في سننه : أخبرنا عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ يُونُسَ أبو حَصِينٍ ، قـال : حدثنا عَبثَرٌ ، قال : حدثنا حُصَينٌ ، عن الشَّعْبيِّ ، عن مُحمدِ بنِ صَيفِيٍّ ، قال : قال رسول اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم عاشوراءَ : " أَمِنْكُم أحدٌ أكَلَ اليومَ ؟ " فقالوا : مِنَّا مَن صام
ومِنَّا لم يصُم . قال : " فأتِمُّوا بقِيَّةَ يومِكُم وابعثُوا إلى أهل العَرُوض فليُتِمُّوا بقِيَّةَ يومِهِم " .

سنن النسائي / تحقيق الشيخ الألباني / كتاب : الصيام / باب : إذا طهرت الحائض أو قدم المسافر في رمضان هل يصوم بقية / حديث رقم : 2320 / التحقيق صحيح .
قوله : " فأتِمُّوا بقِيَّةَ يومِكُم " فيه دليل على التَّرجَمَة ، فإنَّهُ بالإِتمامِ لِمَن أكلَ ومَن لم يأكُل .
قوله : " أهل العَرُوض " ضُبِطَ بِفَتْحِ العينِ يُطلقُ على مَكَّة والمدينة وما حولهُما .شرح سنن النسائي للسندي .
قوله : " وابعثُوا إلى أهل العَرُوض " قال في النهاية : أرادَ فيها أكنَاف مَكَّة والمدينة يُقال لِمَكَّة والمدينة واليَمن العَرُوض ويُقَال للِرَّسَاتيقِ بأرضِ الحِجَاز الأعرَاض واحِدها عِرَض بالكَسْرِ .
شرح سنن النسائي للسيوطي .
كلام نفيس للشيخ العثيمن :
" ... فليُتِمُّوا بقِيَّةَ يومِهِم ... " : أي مع كونهم مفطرين لكن أمرهم صلى الله عليه وسلم بالإمساك عن الطعام حتى تغرب الشمس ، أمرهم صلى الله عليه وسلم " ... لأن صوم يوم عاشوراء ليس فيه زوال مانع ، وإنما فيه تجدد وجوب ، وفرق بين زوال المانع وتجدد الوجوب ؛ لأن تجدد الوجوب معناه أن الحكم لم يثبت قبل [ وجود ] سببه ، وأما زوال المانع فمعناه أن الحكم ثابت مع المانع لولا هذا المانع ، ومادام هذا المانع موجودًا مع وجود أسباب الحكم ، فمعناه أن هذا المانع لا يمكن أن يصح معه الفعل لوجوده . ونظير هذه المسألة التي أوردها السائل نظيرها : مالو أسلم إنسان في أثناء اليوم ، فإن هذا الذي أسلم تجدد له الوجوب ، ونظيرها أيضًا : ما لو بلغ الصبي في أثناء اليوم وهو مفطر ، فإن هذا تجدد له الوجوب ، فنقول لمن أسلم في أثناء النهار : يجب عليك الإمساك ، ولكن لا يجب عليك القضاء ، ونقـول للصبي إذا بلغ في أثناء النهار : يجب عليك الإمساك ، ولا يجب عليك القضاء ، بخلاف الحائض إذا طهرت ، فإنه بإجماع أهل العلم يجب عليها القضاء ، الحائض إذا طهرت أثناء النهار أجمع العلماء على أنها إن أمسكت بقية اليوم لا ينفعها هذا الإمساك ولا يكـون صومًا ، وأن عليهـا القضاء ، وبهذا عُرِف الفرق بين تجدد الوجوب وبين زوال المانع ، فمسألة الحائض إذا طهرت من باب زوال المانع ، ومسألة الصبي إذا بلغ أو ما ذكره السائل من إيجاب صوم يوم عاشوراء قبل أن يفرض رمضان ، هذا من باب تجدد الوجوب ، والله الموفق " . ا . هـ .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 19 / السؤال رقم : 60 ) .
وهذا كلام في هذا الشأن ورد في فتح الباري بشرح صحيح البخاري :
..... لمن طرأ عليه العلم بوجوب صوم ذلك اليوم ، كمن ثبت عنده في أثناء النهار أنه من رمضان ، فإنه يتم صومه ويجزئه ، وقد تقدم البحث في ذلك والرد على من ذهب إليه ، وأن عند أبي داود وغيره أمر من كان أكل بقضاء ذلك اليوم مع الأمر بإمساكه .ا . هـ .
* * * * *

نسخ الوجوب إلى الاستحباب
مع ثبوت الأجر الوفير
قبل أن يفرض صيام رمضان فقد كان الأمر بصيامه على الوجوب والفرضية ، على الراجح كما سبق بيانه ثم بعد نزول شهر رمضان المبارك ، نُسِخَ الوجوب إلى الاستحباب مع ثبوت الأجر الوفير .
قال الإمام مسلم في صحيحه : حدثنا قُتِيبَةُ بنُ سعيدٍ ومحمدُ بنُ رُمحٍ جَميعًا ، عن اللَّيثِ ابنِ سعدٍ ، قال : قال ابنُ رُمحٍ ، قال : أخبرنا الليثُ ، عن يزيدَ بنِ أبي حبيبٍ ، أنَّ عِراكًا أخْبَرهُ ، أنَّ عُروَةَ أخبَرَهُ أنَّ عائشةَ أخبرَتْهُ أنَّ قُرَيشًا كانت تصُومُ عاشوراءَ في الجاهليَّةِ ثُمَّ أمرَ رسُولُ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ بصيامهِ حتَّى فُرِضَ رمضانُ فقال : رسولُ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ " مَنْ شاء فليصٌمهُ ومَن شاء فليُفطِرْهُ " .
صحيح مسلم / ( 13 ) ـ كتاب : الصيام / ( 19 ) ـ باب : صوم يوم عاشوراء / حديث رقم : 116 ـ ( 1125 ) / ص : 270 .

قال الإمام البخاري في صحيحه : حدثنا عبدُ اللهِ بنُ مسْلَمَةَ ، عن مالِكٍ ، عن ابنِ شِهابٍ ، عن حُمَيدٍ بنِ عبدِ الرحمنِ ، أنه سمعَ مُعاويةَ بنَ أبي سُفيانَ ـ رضي الله عنهما ـ يوم عاشوراء عام حَجَّ على المِنبَرِ يقولُ يا أهلَ المدينِة أين عُلماؤكُم سمعتُ رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : " هذا يومُ عاشوراء ولم يكتب اللهُ عليكُم صيامَهُ وأنا صائِمٌ فمَن شاء فليصُم ومَن شاء فليُفطِرْ " .
صحيح البخاري / ( 30 ) ـ كتاب : الصوم / ( 69 ) ـ باب : صيام يوم عاشوراء / حديث رقم : 2003 / ص : 225 .
ورغم تحول الحكم من الوجوب إلى الاستحباب رغم ذلك كان صلى الله عليه وسلم يحرص كل الحرص على تحري صيامه ابتغاءًا للأجر الوفير ( يكفر السنة الماضية ) .

قال الإمام البخاري في صحيحه : حدثنا عُبيدُ بنُ موسى ، عن ابنِ عُيَينَةَ ، عن عبيدِ اللهِ بنِ أبي يزيدَ ، عن ابن عباسٍ ـ رضي الله عنهما ـ قال : ما رأيتُ النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يتحَرَّى صيامَ يومٍ فضَّلَهُ على غيرهِ إلاَّ هذا اليوم يومَ عاشوراءَ وهذا الشَّهرَ- يعني شهر رمضانَ .
صحيح البخاري / ( 13 ) ـ كتاب : الصوم / ( 69 ) باب : صيام يوم عاشوراء / حديث رقم : 2006 / ص : 225 .
قوله : يتحرى : أي : يقصد .
قوله : وهذا الشهر يعني شهر رمضان
...... وإنما جمع ابن عباس بين عاشوراء ورمضان ـ وإن كان إحداهما واجبًا والآخر مندوبًا ـ لاشتراكهما في حصول الثواب ، لأن معنى " يتحرى " أي يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه . ا . هـ .

قال الإمام مسلم في صحيحه : حدثنا أبو بكرِ بنُ أبي شَيبةَ وعَمرٌو النّاقِدُ جميعًا ، عن سُفيانَ ، قال : قال أبو بكرٍ حدثنا ابنُ عُيينَةَ ، عن عُبيدِ اللهِ بنِ أبي يزيدَ سمعَ ابنَ عباسٍ ـ رضي الله عنهما ـ وسُئلَ عن صيامِ يومَ عاشوراءَ فقال : ما علمتُ أنَّ رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ صامَ يومًا يطلُبُ فضْلَهُ على الأيامِ إلاَّ هذا اليومَ ، ولا شهرًا إلاَّ هذا الشهرَ - يعني رمضانَ .
صحيح البخاري / ( 13 ) ـ كتاب : الصيام / ( 19 ) باب : صوم يوم عاشوراء / حديث رقم : 131 ـ ( 1132 ) / ص : 271 .
* * * * *
رد مع اقتباس