عرض مشاركة واحدة
  #34  
قديم 06-13-2017, 06:24 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,227
Arrow

المتن
أحدها:أن الذي خاطبنا بذلك هوالذي قال عن نفسه:"لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ"ونهى عباده أن يضربوا له الأمثال أويجعلواله أندادًا فقال:"فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"وكلامه تعالى كله حقٌ يُصدق بعضه بعضًا ولا يتناقض.
الشرح
صح طيب لو قلتُ:إن هذا مثل هذا كذبْتَ قوله تعالى: "ليس كمثله شيء"وضربتَ له مِثلاً وجعلتَ له نِدًّا وقد نُهِيتَ عن ذلك.وكلامُ اللهِ-عزوجل-يُصَدِّقُ بعضه بعضًا. ونحنُ يُمكنُنا أن نجمع بين قوله:"لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ" وقوله: " لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ"أو"تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا"نستطيع أن نوفق بينهم فنقول:عينٌ لأن اللهَ أثبتها لاتُماثل أعين المخلوقين لأن اللهَ قال:"لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ"فيُمكن أن نوفق؛ وحينئذٍ نَسْلمُ من تمثيلِك وضربِكَ أمثالاً لله مع إثباتنا حقائق ما وصف اللهُ به نفسه.
المتن
ثانيها: أن يقال له: ألست تعقل لله ذاتًا لا تشبه الذوات؟ فسيقول:بلى.
الشرح
نقول:هل أنتَ تُؤمن بأن للهِ ذاتًا؟ سيقول:معلوم أومِنُ بذلك ؛هل تقول:إنها تشبه الذوات أوإنها لاتشبه الذوات؟ سيقول: لا تشبه الذوات.فنقولُ له:هل تعقل له صفاتٍ لاتشبه الصفات ؟ فإن القول في الصفات كالقول في الذات ومَنْ فرَّقَ بينهما فقد تناقض. فنقولُ لهُ:إن كُنتَ تعقل له ذاتًا لا تشبه الذوات فاعقل له صفاتٍ لاتشبه الصفات.أما أن تقول أعقل له ذاتًا لاتشبه الذوات ولكن لا أعقل صفاتٍ لاتشبه الصفات فهذا تناقض.

المتن
فيقال له: فلتعقل له صفات لا تشبه الصفات، فإن القول في الصفات كالقول في الذات، ومن فرق بينهما فقد تناقض!.
ثالثها: أن يقال: ألست تشاهد في المخلوقات ما يتفق في الأسماء ويختلف في الحقيقة والكيفية؟ فسيقول: بلى! فيقال له: إذا عقلت التباين بين المخلوقات في هذا، فلماذا لا تعقله بين الخالق والمخلوق، مع أن التباين بين الخالق والمخلوق أظهر وأعظم، بل التماثل مستحيل بين الخالق والمخلوق كما سبق في القاعدة السادسة من قواعد الصفات.

الشرح
هذا أيضًا جوابٌ ثالث عقلي. نقول الآن ألستَ تُشاهدُ في المخلوقات مايتفقُ في الأسماء ويختلف في الحقيقة والكيفية؟ إن قال:لأ ما أشاهد.قلنا:تفضل لحديقة الحيوان ؛شوف فيها أسود فيها حُمر وحش وفيها ضباع وفيها حيات وفيها قرود ؛كلُ واحدٍ منها له وجه وله عين وله يد وله رجل وله ذيل؛ فهل اختلفت أواتفقت ؟إن قال ما اختلفت؛نقول له يالا على المرستان . لأنه مجنون. فإذًا وضَحَ أن المخلوقات تكون صفاتُها متفقة ًفي الاسم وتُخالفها في الحقيقة ؛لماذا لانعقل لربنا- عزوجل- صفاتٍ تُوافق صفاتنا في الاسم وتُخالفها في الحقيقة؟ لماذا لانعقل؟ أليسَ التبايُن بين الخالق والمخلوق أظهر وأبين من التبايُن بين المخلوقات بعضها مع بعض؟ بلى.وحينئذٍ لايكون قوله فيما سبق أنا لاأعقل من هذا اللفظ إلا مثل ما أشاهد من الأعيان.نقول: تبين أن قولكَ هذا باطلٌ وأنه قد يُعْقلُ الشيءُ مماثلا للشيءِ في الاسم مُخالفًا له في الحقيقة إينعم.
رد مع اقتباس