عرض مشاركة واحدة
  #40  
قديم 06-13-2017, 06:46 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,227
Arrow

المتن
يقول المؤلف:ولايمكنهم الانفكاك عنه- أي عن هذا النفي -بتأويله إلى أمره لأنه ليس في السياق مايدل عليه.
الشرح
لوقالوا في قوله-صلىالله عليه وسلم-:"يضحكُ اللهُ إلى رجلين يقتل أحدُهما الآخر كلاهما يدخل الجنة"يقول: يضحك بمعنى يُثيب وليس المراد به الضحك الحقيقي. نقول:إذن نفيتُم الضحك ؛ونفي ماأثبته الله لنفسه تكذيبٌ له ؛والتكذيب بالنصوص كفرٌ.فإذا قالوا نحنُ مانفينا الضحك لكن قلناالمراد بالضحك كذا.ماذا نقول لهم؟ نقول:ماالدليل؟فلايمكن انفكاكهم عن النفي بالتأويل أبداً؛ لأن التأويل يحتاج إلى دليل.ثم إن من أهل التعطيل من طرد قاعدته في جميع الصفات أو تعدى إلى الأسماء أيضًا؛ومنهم من تناقض فأثبت بعض الصفات دون بعض؛
هذه الجملة نستفاد منها أن أهل التعطيل انقسموا إلى ثلاثةأقسام: قسم أنكرالأسماء والصفات. وقسم أنكرالصفات دون الأسماء. وقسم ثالث أنكروا بعض الصفات وأثبتوا الأسماء وبعض الصفات. فالذين أنكروا الأسماء والصفات هم غُلاة الجهمية.قالوا: لا يجوز أن نُثبت لله اسمًا ولاصفة .والوارد في القرآن والسُنة؟ قالوا هذه أسماء لبعض مخلوقاته وليست أسماءً لله؛ وإنما تسمى بها على سبيل المجاز.
والذين قالوا نُثبت الأسماء دون الصفات قالوا:إن اللهَ سميعٌ بلاسمع,بصيرٌ بلا بصر إلى آخره.إذن كيف تقولون:سميعٌ بلا سمع بصيرٌ بلا بصر؟قالوا:نعم لأن البصرصفة ونحنُ ننكرالصفات؛ ويجعلون هذه الأسماء أعلامًا مجردة فقط ؛كما تضع اسم خالد لولدك.وهل له صفة الخُلد؟لأ.يقولون هكذا أسماءُ الله تُذكر لكنها أعلامٌ مجردة لمجرد العلمية فقط وليست أسماءً تدلُ على معاني.وأعجبُ من ذلك أن بعضهم يقول:إن السميع والعليم والبصير شيءٌ واحدٌ يُسمى به الله كما تقول:بُر وقمح وحب.يقولون هذه الأسماء كلها شيءٌ واحدٌ.وهذا أيضًا يُخالف المعقول والمنقول.كيف تقول السميع هوالعليم والعليم هوالرحيم والرحيم هوالعزيز وهكذا؟هذا ممتنِعٌ وهؤلاء هم المعتزلة.
المعتزلة يقولون:إننا نؤمن بالأسماء وننكر الصفات. أما القسم الثالث:آمنوا بالأسماء وآمنوا بالصفات لكن لابكل الصفات بل ببعضها.وهؤلاء هم الأشعرية والماتُريدية نسبة ًإلى أبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي. أبوالحسن الأشعري-رحمه الله-قد كان له في حياته ثلاثة مذاهب:المذهب الأول:مذهب المعتزلة وبقي على هذا المذهب نحو أربعين سنة.
المذهب الثاني:مذهب الأشاعرة الذي بين مذهب السلف ومذهب المعتزلة وهوالذي بقي عليه أصحابه المنتسبون إليه. والثالث:مذهب أهل السُنة الذي التزم فيه مذهب الإمام أحمد-رحمه الله-.فالأشعرية في الواقع لاتصح نسبتهم إلى أبي الحسن الآن بعد أن ثبت رجوعه عما كان عليه.هؤلاء يقولون:نثبت الأسماء ونُثبت بعض الصفات والباقي لانثبته ولهذا يقول:أثبتوا ماأثبتوه بحجة أن العقل يدلُ عليه ونفوا مانفوه بحجة أن العقل ينفيه أو لايدلُ عليهِ ؛لأنهم يقولون: مادلَّ العقلُ على ثبوته أثبتناه ومادلَّ على نفيه نفيناه ومالا يدل على نفيه ولاإثباته نتوقفُ فيه؛ وأكثرهم يقولون ننفيه فنقول لهم:نفيكم لما نفيتموه بحجة أن العقل لايدل عليه؛ يُمكن إثباته بالطريق العقلي الذي أثبتم بهما أثبتموه كما هو ثابتٌ بالدليل السمعي.على كل حال الرد عليهم أكثر مما ذُكر في القواعد هنا لأننا نقول: أولًا:اعتمادكم على العقل في إثبات مايجب إثباته ونفي مايُنفى عنه باطلٌ وغيرُ صحيحٍ لأنه مُخالفٌ لما كانعليه النبي-صلى الله عليه وسلم-وأصحابه. ثانيًا:ولأن ذلك من أمورالغيب التي لاتدركها العقول. ثالثًا:ولأن العقول التي زعمتم الرجوعَ إليها متناقضة مختلفة. رابعًا:ولأن الرجوع إليها يستلزم إبطال ما دلَّ عليه السمع. فكل هذه الأمورتدل على أن الرجوعَ إلى العقل في باب صفات الله باطلٌ.نعيدها مرة ثانية وإن كانت غير موجودة بالقواعد لكنها مهمة. أولاً:أن الرجوع إلى العقل باطلٌ لأن الرسول-صلى الله عليه وسلم-وسلف الأمة لم يرجعوا إليه"العقل".ثانيًا:أن العقول متناقضة مضطربة لايمكن الرجوع إليها لأن تناقض الأدلة يدل على فسادهاوبطلانها.ولأنها إذا كانت متناقضة مضطربة فإلى أيِّ شيءٍ نرجع؟إلى عقل فلان أو إلى عقل فلان؟ماندري.ثالثًا:أن الرجوع إلى العقل يستلزم رد مادلَّ عليه السمع من صفات الله-عزوجل-وهذا لاشك أنه باطلٌ لأن كلَ شيءٍ يستلزم رد ماجاء به الشرع فإنه باطلٌ بلاشك.
رابعًا:أنما وصف اللهُ به نفسه من أمورالغيب ولايُمكن للعقول إدراكُ ذلك فحينئذٍ أبطلنا أصل دليلهم.أبطلنا أصل دليلهم من كام وجه؟ من وجوهٍ أربعة:
الثاني:أن تقول لهم:هب أن العقل لايدل على مانفيتم لكنه ثبت بدليل السمع لأن انتفاءَ الدليلِ المُعَيَّنِ لايستلزم انتفاء المدلول.واضح ولالأ؟ طيب نقول:هب أن العقل لايدل على مانفيتم,هب أن العقل لايدل على ثبوت الضحك والفرح والرحمة وماأشبهُ ذلك لكن؛ السمعُ دلَّ عليه فوجب إثباته بدليل السمع.وانتفاء الدليل المُعيَّن الذي هو العقل كما قالوا لايستلزم انتفاء المدلول الذي هو الضحك والفرح وماأشبهُ ذلك. لماذا؟ لأن المدلول قد يكون له أكثر من دليل ؛وهذا واضحٌ في الأمر المعقول والأمر المشهود بالحِس. إذا قدَّرنا أن هذاالطريق الذي يوصل إلى مكة الآن مسدودٌ ؛هل معناه يمتنع الوصول إلى مكة؟لأ لماذا؟يمكن من طريق آخر. لو قال قائلٌ:إن الإجماع لايدل على أن لحم الإبل ينقض الوضوء؛ فلاينقض الوضوءَ به لأن الإجماع لايدل عليه. إيش؟ نقول ثبت بدليلٍ آخر وهو السمع"السُنة".لو قال لك قائلٌ:إن القرآن لايدل على وجوب سجود السهو لمن تركَ واجباً فنقول:جاء بدليل السُنة.
والمهم أن هذه القاعدة مفيدة
وهوأن انتفاء الدليل المُعيَّن لايستلزم انتفاء المدلول.لماذا؟ لأنه قد يكون له دليلٌ آخر يَثبتُ به. فنقول لهؤلاء:سلمنا أن العقل لايدل على مانفيتم لكنه يدل عليه السمعُ فوجب إثباته بدليل السمع.
خامساً:نقول بل يمكن أن يكون العقل قد دلَّ على مانفيتم؛ وقولكم إن العقلَ لايدلُ عليه غيرُ مقبولٍ. مثالُ ذلك هم يقولون:إن العقل يدل على أن الله لايتصفُ بالرحمة.قالوا:لأن الرحمة َلينٌ وعطفٌ ورقة ٌوهذا لا يُناسب مقام الربوبية.أو إرادة الإحسان أما أن يكون له رحمة هذا لايمكن.لماذا؟ قالوا:لأن العقل يدل على عدم ثبوتها.فنقولُ لهم- أولاً:إذا لم يدل العقل على ثبوتها العقل فقد دلَّ عليها السمعُ ؛ونقول ثانيًا بل قد دلَّ عليها العقل.كيف دَلالة ُالعقلِ عليها؟نقول نحنُ الآن نتقلبُ في نِعمِ الله من الصحةِ والرزقِ والسمع والبصر والعلم والمال والولدِ والأهل والأمنِ وغيرِ ذلك ممالايُحصى.هذه النِعم إيش تدل عليه؟ على الرحمة.إذن نثبت صفة الرحمة بالعقل.قال اللهُ تعالى: "فانظر إلى آثار رحمةِ اللهِ كيف يُحي الأرضَ بعد موتها
" الروم 50 -فحينئذٍ يكونُ العقلُ دالاً على ثبوت صفة الرحمة ؛ والسمع.

المتن
فنقول لهم نفيكم لما نفيتموه بحجة أن العقل لايدلُ عليه يمكن إثباته بالطريق العقلي الذي أثبتم به ما أثبتموه كما هو ثابتٌ بالدليل السمعي.
الشرح
مثال ذلك أنهم أثبتوا صفة الإرادة ونفوا صفة الرحمة. أثبتوا صفة الإرادة لدلالة السمع والعقل عليها. أما السمع فمنه قوله تعالى:"ولكنَّ اللهَ يفعلُ مايُريدُ".أما العقل فإن اختلافَ المخلوقاتِ وتخصيصَ بعضها بما يختصُ به من ذاتٍ أووصفٍ دليلٌ على الإرادة.صح ؟ التخصيص يدل على الإرادة.تغييرالأشياء يدل على الإرادة ؛الشمس والقمر والسماء والأرض والجمل والبقرة وما أشبهُ ذلك ؛هذا التنوع يدل على الإرادة إرادَ اللهُ أن يكون هذا جملاً فصار جملاً,هذه بقرة صارت بقرة وهذه سماء فصارت سماءً وهكذا يدل على الإرادة.
ونفوا الرحمة قالوا لأنها تستلزمُ لينَ الراحم ورقته للمرحوم. وهذا مُحالٌ في حقِ الله تعالى وأوَّلوا الأدلة َالسمعية َالمُثبِتة للرحمةِ إلى الفعل أو إرادة الفعل ففسروا"الرحيم"بالمُنعِم أو مُريد الإنعام.
المتن

فنقول لهم: الرحمة ثابتة لله تعالى بالأدلة السمعية، وأدلة ثبوتها أكثر عدداً وتنوعاً من أدلة الإرادة. فقد وردت بالاسم مثل: "الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"والصفة مثل"وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ"والفعل مثل"وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ".
ويمكن إثباتها بالعقل فإن النعم التي تترى على العباد من كل وجه، والنقم التي تدفع عنهم في كل حين دالة على ثبوت الرحمة لله - عز وجل - ودلالتها على ذلك أبين وأجلى من دلالة التخصيص على الإرادة، لظهور ذلك للخاصة والعامة، بخلاف دلالة التخصيص على الإرادة، فإنه لا يظهر إلا لأفراد من الناس.
وأما نفيها بحجة أنها تستلزم اللين والرقة؛ فجوابه: أن هذه الحجة لو كانت مستقيمة لأمكن نفي الإرادة بمثلها فيقال: الإرادة ميل المريد إلى ما يرجو به حصول منفعة أو دفع مضرة، وهذا يستلزم الحاجة، والله تعالى منزه عن ذلك.
فإن أجيب: بأن هذه إرادة المخلوق أمكن الجواب بمثله في الرحمة بأن الرحمة المستلزمة للنقص هي رحمة المخلوق.
وبهذا تبين بطلان مذهب أهل التعطيل سواء كانت تعطيلاً عامًا أو خاصاً.وبه علم أن طريق الأشاعرة والماتريدية في أسماء وصفاته وما احتجوا به لذلك لا تندفع به شبه المعتزلة والجهمية وذلك من وجهين:
الشرح
كنا بصدد الرد على أهل التعطيل الذين اعتمدوا في إثبات الصفات ونفيها على العقل وبيَّنا أن هذا خطأ من عدة وجوهٍ ثم رددنا عليهم بأن نقول:أولاً:اعتمادكم على العقل اعتمادٌ باطلٌ لأنها طريقة لم يكن عليها السلف.ثانيًا:ولأنها طريقة متناقضة فإن أصحابَ العقولِ كُلُ واحدٍ منهم يدَّعي أن العقل يوجب هذا الشيء والآخر يقول العقل يمنعه على طرفي نقيض والأخر يقول إن العقلَ يُجوزُهُُ إذن إلى أيِّ عقلٍ نرجع؟كما قال الإمامُ مالك-رحمه الله-: ياليتَ شِعري بأيِّ عقلٍ يوُزنُ عليه الكتابُ والسُنة ُحتى نقول هذا دلَّ عليهِ العقلُ وهذا لم يدلْ عليه العقل.
ثالثًا:أن اعتماد هذه الطريقة يستلزم رد ماجاءت به النصوص من صفات الله ولاشك أنَّ ردَ ماجاءت به النصوص من صفات الله باطلٌ وما استلزم الباطل فهوَ باطلٌ. رابعًا:نقول لهم:إذا قلتم مثلاً إن هذه الصفة لايدل عليها العقل قلنا لكم:إن انتفاءَ الدليلِ المُعينِّ لايستلزم انتفاء المدلول.فإذا قلتَ:إن العقل لم يدل عليها فقد دلَّ عليها السمع فوجبَ إثباتها.ولهذا إذا قال قائلٌ:إن الوضوءَ من لحم الإبل لاينتقِض لأن الإجماع لايدلعليه؟ماذانقولُ له؟ نقول له:لكن دلَّ عليه السمع فوجب القولُ به.
خامسًا:نقول:إن العقلَ دلَّ على مانفيتموه.يعني أنه يُمكن أن تستدل بعقل على مانفيتموه بالعقل كيف ذلك؟ نقول:مثلاً الرحمة ادَّعوا أن العقلَ لايدلُ عليها بل ادعوا أن العقل يدلُ على أن الله لايوصَفُ بها.ليش؟ قالوا:لأن الرحمة َلينٌ وعطفٌ ورقة ٌوهذا لايُناسب مقام الربوبية ومقام السلطان فيجب أن يُنفى.ماذا نقولُ لهم؟ نقول:أولاً إن الرحمة َواللين والعطف وماأشبه ذلك هل هي صفاتُ كمالٍ ولاصفات نقصٍ؟ هي في موضعها صفاتُ كمالٍ.قال اللهُ تعالى
"فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْوَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ"آل عمران 159.وإذا كانت في غيرِموضعها فلاشك أنها صفة ُنقصٍ.الرب-عزوجل-إذا قلناإن الرحمة َتستلزم ماذكرتم في المخلوق فإنه لايلزم أن تستلزمه في الخالق فيكونُ لهُ رحمة ًتخصه؛ ولذلك لو كان مَلِكاً ذا سُلطانٍ قويٍ وقدرةٍ تامةٍ فقَدِمَ إليه رجلٌ ضعيفٌفرَحِمَهُ ورق له وعفا عنه؛ هل نقول:إن هذه صفة ُنقصٍ في هذا السلطان؟لأ؛ بل نقول هذه صفة ُكمالٍ ودليلٌ على كمالِ سُلطانهِ؛ حيثُ كان يُنزلُ الأشياءَمنازلها ويُعاملها بما تقتضيه حالُها. ونقول:أوَّلوا الأدلة السمعية.وأما العقل فإن اختلاف المخلوقات وتخصيص بعضها بما يختصُ به من ذاتٍ أو وصفٍ دليلٌ على الإرادة ونفوا الرحمة قالوا لأنها تستلزمُ لين الراحم ورقته للمرحوم وهذا مُحالٌ في حق الله.
وأولوا الأدلة َالسمعية َالمُثبتة َللرحمة إلى الفعل أوإرادة الفعل ففسروا الرحيم بالمنعم أو مريد الإحسان . فنقول لهم:الرحمة ثابتة ٌلله تعالى بالأدلةِ السمعيةِ ولالأ؟ فيه أدلة ٌسمعية ٌتدل على صفة الرحمة؟نعم أدَّلُها"بسم الله الرحمن الرحيم" وأدلة ثبوتها أكثرُ عدداً وتنوعاً من أدلة الإرادة صح؟ يعني لو أحصيت صفة الرحمة الواردة في القرآن الكريم وصفة الإرادة؛ لوجدت أن صفة الرحمة أكثر بكثير من صفة الإرادة ؛وأيضًا أكثرتنوعًا من صفة الإرادة. الإرادة وردت بصفة الفعل"قُلْ مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُم مِّنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً""وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ " ولكن هل جاءت باسم فاعل؟ لأ.جاءت بالمصدر؟لأ. أما الرحمة فقد وردت بالاسم مثل"الرحمن الرحيم"هذااسمٌ ووردت بالصفة"وربُكَ الغفورُ ذوالرحمةِ"ووردت بالفعل "ويرحَمُ مَنْ يشاء"فصارت أكثر تنوعاً من صفة الإرادة. ويُمكن إثباتها بالعقل:- فإن النعم التي تترى على العباد من كل وجهه والنِقم التي تُصرف عنهم في كل حينٍ ؛دالة ٌعلى ثبوت الرحمة لله عزوجل ودلالتهاعلى ذلك أبيَّنُ وأجلى من دلالة التخصيص على الإرادة لظهور ذلك للخاصة والعامة بخلاف دلالة التخصيص على الإرادة ؛فإنه لايظهر إلا لأفرادٍ من الناس. الآن لو سألتَ عامياً ؛هل اللهُ تعالى يُريد؟لقال:نعم اللهُ يُريد.بأيِّ شيءٍ تُثبتتُ الإرادة َمن الناحية العقلية؟إيش يقول؟ يقول لأن اللهَ يُريدُ في القرآن.تقوله:هات دليل عقلي؟ هوما يعرف إلا هذا.لكن لوتأتي إلى عامي وتقول هل اللهُ يرحم؟ سيقول:نعم طيب وايش الدليل؟هات لي دليل عقلي أوحسي على الرحمة؟طيب ماتشوف ها النِعَم.الآن اللهُ يُنزلُ الغيث ويُنبتُ النبات ويُجلب الأرزاق إيش دليلُ على هذا؟على الرحمة.إذن دلالة العقل على ثبوت صفة الرحمة لله أبينُ وأجلى من دلالته على ثبوت الإرادة لله.وهذا لايمكن أن يُنكره إلامُكابرٌ والمكابر لا فائدة َمن مناظرته؛ لكن الإنسان غير المكابر لابد أن يقر ويعترف بثبوت الرحمة لله وأن العقلَ دالٌ على ذلك. طيب اندفاعُ النِقم؟لو أن رجلاً أصيبَ بحادثٍ :صَدم أو انقلاب وسَلِمَ من هذا الحادث سيتحدث ويقول حصل حادثٌ عظيمٌ ولكن من رحمة الله أننا سَلِمنا أو نجونا.هل سيقول هكذا؟ نعم.إذن استدل باندفاع النقم على رحمة الله تعالى. أما نفيها ؛أي الرحمة بحجة أنها تستلزم اللين والرقة فجوابه: أن هذه الحجة لوكانت مستقيمة؛ انتبه لكلمة لوكانت مستقيمة لأمكن نفيُ الإرادة بمثلها أي بمثل هذه الحجة. فيُقال:الإرادة:ميلُ المريد إلى ما يرجو به حصول منفعة أو دفع مضرة وهذا يستلزم الحاجة واللهُ تعالى مُنزَّهٌ عن ذلك. إذا قالوا:إن الرحمة َتستلزمُ الرقة َواللين وماأشبهَ ذلك. أولاً:نسأل هل هذه الصفات ممتنعة على الله-عزوجل-؟ ليس مُستلزمًا أن يكون الله-عزوجل-لينًا ورقيقًا لمن يستحق الرحمة.ولامانع. وعلى فرض أن ذلك ممتنعٌ فإننا نقول: يلزمكم في الإرادة مثل مايلزمكم في الرحمة. الإرادة أن يميل الإنسان إلى شيءٍ ؛وإيش يرجو منه؟ حصول منفعة أودفع مضرة.لايمكن أن يريد الإنسان شيئاً لايرجو منفعته ولادفع مضرته إلا رجلا ليس له عقل. إذن إذا أثبتم الإرادة لَزِمَ من إثباتها أن يكون اللهُ-عزوجل-يميلُ إلى مايرجو منفعته أو دفع مضرته والله-عزوجل-لا ينتفعُ بشيءٍ أو لايحتاجُ إلى انتفاعٍ بشيءٍ ولاتلحقه المضرة حتى يحتاج إلى مايدفع الضررعنه فما يلزمه في الرحمة يلزمه في الإرادة.فإن أجابوا بأن هذه إرادة المخلوق أمكن الجواب بمثله في الرحمة لأن الرحمة المُستلزمة للنقص هي رحمة المخلوق.هنا قلنا الرحمة المستلزمة للنقص ولم نقل الرحمة المستلزمة للين والرقة لأنه كما أشرنا آنفاً قد نُسلِّم بأن اللين والرقة في مو ضعهما من صفات الكمال؛ وحينئذٍ لايمتنعان على الله- عزوجل- فنقول لهم:إن الرحمة المستلزمة للنقص وليكن النقص كما زعمتم اللين والرقة هي رحمة المخلوق؛ أمارحمة ُالخالق فإنها رحمة ٌثابتة ٌله مع كماله-سبحانه وتعالى-. وبهذا تبين بُطلان مذهب أهل التعطيل سواء كان تعطيلًا عامًا أم خاصًا وبه عُلِم أن طريق الأشاعرة والماتُريدية في أسماء الله وصفاته وما احتجوا به لذلك؛ لا تندفعُ به شبه المعتزلة والجهمية.
الغريب أن الأشاعرة يدَّعون أنه لم يَرُدّ أهلَ البدع من الجهمية والمعتزلة ؛ولاأهلَ الكفر من الفلاسفة وغيرهم؛ إلا الأشاعرة.ويقولون:إن السلف لم ينفعوا في الرد على المعتزلة؛ أتدرون لماذا؟ لأنهم يعتقدون أن مذهب السلف هو التفويض.ومعلومٌ أننا إذا قلنا إن مذهب السلف هو التفويض فإن ذلك لايُجدي ولايرد بدع المبتدع؛ لأن المبتدع إيش يقول للمفوض؟يقول:إنك لم تُثبت المعنى حتى تحتج به علىَّ.أنتَ رجلٌ أميٌّ لاتعرف الكتاب إلا أمانيَّ. لأن الأشاعرة يقولون:إن مذهب السلف هو التفويض؛ تسأل السلفي عن قوله تعالى:"ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ"مامعناها؟ فيقول:لاأدري أفوض معناها إلى الله. تسأل الأشعري عن معناها فيقول:معناها استولى.إذن أيهما أعلم الذي يقول لا أدري أو الذي يقول لها معنى وهو الاستيلاء؟الثاني لاشك أنه أعلمُ.فمن أجل ذلك قالوا:إن السلف لم ينفعوا في الرد على الجهمية والمعتزلة والفلاسفة وغيرهم من أئمةً البدع والكفر وأن الذي ردهم هم الأشاعرة لأنهم قالوا:نحنُ نُثبت المعنى ؛ومعناه الاستيلاء ؛وفرقٌ بين مَنْ يُثبت معنىً ومَنْ كان أميًا لايعرف من الكتاب إلا القراءة َفقط.وهذا قرأناه فيما كُتِبَ وحتى فيما نُشر في الصحف الآن ممن تكلموا عن الأشاعرة ؛قالوا:الأشاعرة من أهل السُنة؛ بل هم الذين نفعوا في دفع البدع ؛أما السلفيون فإنهم لم ينفعوا في رد البدع لأنهم على زعمهم؛ مُفوِّضة يُفوضون المعنى ويقولون:لاندري مامعنى هذه الآيات أو الأحاديث التي في صفات الله-عزوجل-.
المؤلف رد عليهم
المتن
وبه علم أن طريق الأشاعرة والماتريدية في أسماء وصفاته وما احتجوا به لذلك لا تندفع به شبه المعتزلة والجهمية وذلك من وجهين:
أحدهما: أنه طريق مبتدع لم يكن عليه النبي صلى الله عليه وسلم ولا سلف الأمة وأئمتها، والبدعة لا تدفع بالبدعة وإنما تدفع بالسنة.
الشرح
هذه واحدة. وهذه قاعدة مفيدة في الأمور العلمية والأمور العملية. البدعة لايمكن أن ندفعها ببدعةٍ أبداً ؛سواء كانت علمية أو عملية.مثال العِلمية:هنا ؛الأشاعرة قالوا:إن الصفات التي أثبتناها وهي السبع ؛ دلَّ عليها العقل فيجبُ إثباتُها. المعتزلة ماذا يقولون في هذه الصفات؟ لانثبتُها لأن المعتزلة لايثبتون الصفات.
انتهى الشريط الرابع


http://mnbralda3wa.blogspot.com.eg/2...blog-post.html

رد مع اقتباس