عرض مشاركة واحدة
  #53  
قديم 06-14-2017, 02:49 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,232
Arrow

المتن
الثالث: أنه مستلزم للوازم باطلة لا تليق بالله - سبحانه وتعالى.
الشرح
أنه أي تفسيرُ المعيةِ بالاختلاطِ والحلول مُستلزمٌ لوازمَ باطلة ًلاتليقُ بالله ؛مثالُ ذلك: إذا كان الإنسانُ في مكانٍ قذرٍ ؛كالحمَّام وقلنا:إن معنى كونه معنا أنه في مكاننا؛ يلزم أنَّ اللهَ- سبحانه وتعالى- أن يكون في هذه الأماكنِ القذرةِ ؛ والعياذ ُ بالله تعالى الله.وهذا لازمٌ من أبطل اللوازم.ومعلومٌ أنَّ بُطلانَ اللازمِ يدلُ على بُطلان الملزوم ضرورة.
المتن
ولا يمكن لمن عرف الله - تعالى - وقَدره حق قدره، وعرف مدلول المعية في اللغة العربية التي نزل بها القرآن أن يقول: إن حقيقة معية الله لخلقه تقتضي أن يكون مختلطًا بهم أو حالاً في أمكنتهم، فضلاً عن أن تستلزم ذلك، ولا يقول ذلك إلا جاهل باللغة، جاهل بعظمة الرب - جل وعلا.
الشرح
فاللغة العربية لا تقتضي أن يكونَ اللهُ تعالى معنا في الأرض؛ فضلًا على أن تكون تستلزم ذلك وهم يقولون:إنها تستلزمُ ذلك.ومن أجل هذا رَمَونا بأننا نؤولُ نصوصَ المعيةِ.
المتن
فإذا تبين بطلان هذا القول تعين أن يكون الحق هو القول الثاني، وهو أن الله- تعالى - مع خلقه معية تقتضي أن يكون محيطًا بهم، علمًا وقدرة، وسمعًا وبصرًا، وتدبيرًا وسلطانًا، وغير ذلك مما تقتضيه ربوبيته مع علوه على عرشه فوق جميع خلقه.
الشرح
انتبه لقوله"مع خلقه معية تقتضي أن يكون"لتعرف الفرق بين المُقتضِي والمُقتضَى.فالعلم والسمع والبصر والقدرة والسلطان والتدبير؛هذه ليست هي المعية ولكنها من مُقتضيات المعية والمقتضَى غيرُالمُقتضِي. فإذا كانَ اللهُ معنا اقتضى أن يكونَ عالمًا بنا سميعًا لأقوالنا بصيرًا بأفعالنا قديرًا علينا له السُلطة ُالكاملة ُوالتدبير والتصرف.أما المعية حقًا فقد سبق لنا أنها معية ٌتليقُ به-سبحانه وتعالى-وهي لاتستلزم بل ولا تقتضي أن يكونَ معنا في الأرض.
المتن
وهذا هو ظاهر الآيتين بلا ريب، لأنهما حق، ولا يكون ظاهر الحق إلا حقًا، ولا يمكن أن يكون الباطل ظاهر القرآن أبدًا.
قال شيخ الإسلام ابن تيميّه في الفتوى الحموية ص103 جـ5 من مجموع الفتاوى لابن قاسم: "ثم هذه المعية تختلف أحكامُها بحسب الموارد، فلما قال"يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا" إلى قوله"وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَاكُنْتُمْ"دل ظاهر الخطاب على أن حكم هذه المعية ومقتضاها أنه مُطلع عليكم، شهيد عليكم، ومهيمنٌ عالم بكم، هذا معنى قول السلف: إنه معهم بعلمه.
الشرح
يقول دلَّ ظاهرُالخطابِ على أن حُكمَ هذه المعيةِ؛ ولم يقل: إن هذه المعية بل قال"حُكمُ هذه المعيةِ ومُقتضاها" إنه مطلعٌ عليكم شهيدٌ عليكم مُهيمِنٌ عالمٌ بكم وهذا معنى قول السلفِ إنه معكم بعلمه.
رد مع اقتباس