عرض مشاركة واحدة
  #60  
قديم 06-14-2017, 03:19 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,232
Arrow

المتن
وأما الفطرة: فقد دلت على علو الله تعالى دلالة ضرورية فطرية فما من داع أو خائف فزع إلى ربه تعالى إلا وجد في قلبه ضرورة الاتجاه نحو العلو لا يلتفت عن ذلك يمنه ولا يسرة.
واسأل المصلين، يقول الواحد منهم في سجوده: "سبحان ربي الأعلى" أين تتجه قلوبهم حينذاك؟

الشرح
يقول الفطرة دلالتها أيضًا واضحة فصارت الأدلة الخمسة كلها مجتمعة على أثبات علو الله واسأل المصلين يقول الواحد منهم فى سجوده سبحان ربى الاعلى أين تتجه قلبهم حينذاك.

المتن
أما الإجماع:فقد أجمع الصحابة والتابعون والأئمة على أن الله تعالى فوق سمواته مستوٍ على عرشه. وكلامهم مشهورٌ في ذلك نصًا وظاهرًا.قال الأوزاعيُ: كنا والتابعين متوافرون نقول إن اللهَ تعالى ذِكرهُ فوق عرشه ونؤمن بماجاءت به السُنة ُمن صفاتٍ وقد نقل الإجماع على ذلك غير واحدٍ من أهلِ العلم ومُحال أن يقع في مثل ذلك خلافٌ.وقد تطابقتِ عليه الأدلة العظيمة التي لايُخالفها إلامكابرٍطُمِسَ على قلبه واجتالته الشياطينُ عن فطرته.نسألُ اللهَ السلامة َوالعافية َ. فعلو الله تعالى بذاته وصفاته من أبينِ الأشياء وأظهرها دليلًا واحقِ الأشياء واثبتها واقعًا.
تنبيهٌ ثالثٌ:اعلم أيها القارئ الكريم أنه صدر مني كتابة لبعض الطلبة تتضمن ماقلته في بعض المجالس في معية الله تعالى لخلقه ذكَرتُ فيها:أن عقيدتنا أن لله تعالى معية حقيقية ذاتيةً تليقُ به وتقتضي إحاطته بكل شيءٍ علمًا وقدرة وسمعًا وبصرًا وسلطانًا وتدبيرًا وأنه -سبحانه وتعالى-منزهٌ أن يكون مختلطًا بالخلق أوحالاً في أمكنتهم بل هو العليُ بذاتهِ وصفاتهِ وعلوه من صفاته الذاتية التي لاينفكُ عنها وأنه مستوٍ على عرشه كما يليقُ بجلاله وأن ذلك لايُنافي معيته لأنه تعالى "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" الشورى 11. وأردتُ بقولي"ذاتية"توكيدَ حقيقةً معيتهِ-تبارك وتعالى. وما أردتُ أنه مع خلقه-سبحانه-في الأرض كيف وقد قلتُ في نفس هذه الكتابة كما ترى أنه-سبحانه-مُنزهٌ أن يكون مختلطًا بالخلق أو حالًا في أمكنتهم وأنهُ العليُّ بذاته وصفاته وأن علوه من صفاته الذاتية التي لاينفكُ عنها.وقلتُ فيها أيضًا مانصه بالحرفِ الواحدِ"ونرى أن مَنْ زعم أنَّ اللهَ بذاته في كل مكان فهو كافرٌ أو ضالٌ إن اعتقده وكاذبٌ إن نسَبَهُ إلى غيره من سلف الأمة أو أئمتها" ا.هـ
ولايمكن لعاقل عرف الله وقدَرَهُ حق قدره أن يقول إنَّ اللهَ مع خلقهِ في الأرض.ومازلتُ ولاأزالُ أنكِرُ هذا القولُ في كل مجلسٍ من مجالسي جرى فيه ذكره. وأسألُ اللهَ تعالى أن يُثبتني وإخواني المسلمين بالقول الثابت في الحياةِ الدنيا وفي الآخرة. هذا وقد كتبتُ بعد ذلكَ مقالاً نُشِرَ في مجلة الدعوة التي تصدُرُ في الرياض نُشِرَ يوم الإثنين الرابع من شهر الله المحرم سنة1404هـ أربعٍ وأربعمائة وألفٍ برقم911 قررتُ فيه ماقررهُ شيخُ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله تعالى-من أن معية َاللهِ تعالى لخلقِهِ حقٌ على حقيقتها وأنَّ ذلكَ لايقتضي الحلول والاختلاط بالخلق فضلاً عن أن يستلزمُهُ.ورأيتُ من الواجبِ استبعادَ كلمة "ذاتية" وبينتُ أوجهَ الجمعِ بين عُلوِ الله تعالى وحقيقةِ المعية. واعلم أنَّ كلَ كلمةٍ تستلزمُ كونَ اللهُ تعالى في الأرض أو اختلاطهِ بمخلوقاتهِ أو نفي علوه أونفي استوائه على عرشه أو غير ذلك مما لا يليقُ به تعالى فإنهاكلمة ٌباطلة ٌيجبُ إنكارُها على قائلها كائنٍ من كان وبأيِّ لفظٍ كانت.وكلُ كلامٍ يوهم ولوعند بعض الناس ما لا يليقُ بالله تعالى فإن الواجب تجنبه لئلا يُظَنُ بالله تعالى ظنَّ السَّوء.لكن ماأثبته الله تعالى لنفسه في كتابه أوعلى لسان رسوله-صلى الله عليه وسلم-فالواجب إثباته ُ وبيانُ بُطلان وهم مَنْ توهم فيه مالا يليقُ بالله-عزوجل-.
الشرح
هذا الكلام كما ترون هوعبارة عما أشرنا إليه من أن بعض الطلبة سمع منا تقريرَ حقيقة المعية وأن الله تعالى معنا حقيقةً هونفسُهُ وكتبتُ له كلمة في ذلك ونقلتُ كلامَ أهلِ العلم ِلكن ما نُقِلَ هنا.وبينتُ له أن عقيدتنا أننا نعتقد أن اللهَ تعالى معنا حقٌ على حقيقته معية ذاتية ففهِمَ بعضُ الناسِ من كلمة ذاتية أنه يُرادُ بها الحلول وأنه معنا هونفسُهُ في الأرض فاحتج بذلك قومٌ علينا واحتج بها قومٌ لنا حتى إني سمعتُ من بعض الناس في بعض البلاد يحتجون بكلامي هذا على مذهبهم الباطل بأن الله-سبحانه وتعالى-معنا في الأرض وآخرون احتجوا بهذا علينا وقالوا:هذا كلامٌ لايجوز. فلما رأينا أن هذه الكلمة أوجبت هذا الشك أو هذا الوهم رأيتُ من الواجبِ تركها لماذا؟ لأنها توهم معنىً باطلاً ولو عند بعض الناس.والإنسان يجب أن يحمي "جِناب "الربوبية من كل مايوهم معنىً فاسدًا فقررتُ في هذا الكتاب وكذلك فيما نُشر في مجلات الدعوة أن أحذف كلمة"ذاتية" وأقتصرُ على قوله حقٌ على حقيقتها التي قالها شيخُ الإسلام ابنُ تيمية وتلميذه ابنُ القيِّم لاشك أنها تدلُ على ذلك أنه معنا هو نفسه ولكنه فوق السموات ولامنافاة َبين أن نقول هو معنا هونفسه ولكنه فوق السماء لِمَا ذكرناه سابقًا من أن الله تعالى لايُقاسُ بخلقهِ ومن أن العُلو لا يُنافي المعية كما يُقال القمرُ معنا وهو في السماء. على كلِ حالٍ كلمة"ذاتية" الآن نرى أنه تجبُ إزالتها ويُقتصرُ على قول "حقٌ على حقيقتها" لئلا يتوهم واهمٌ أن قولنا هذا مايُريده أهل الحلول.والإنسان لاسيما الإنسان الذي يُعتبرُ قولُهُ ويُؤخذبه يجب عليه أن يتجنبَ كلَّ ما يمكن أن يتشبث به أهلُ الباطلِ لئلا يوقعَ الناسَ في باطلٍ فيكون كلامُهُ من المتشابه وأهلُ الزيغ يتبعون المتشابه فيأخذون به.وأهلُ الجَوْر يتبعون المتشابه من أجل القدح في قائله.فالناس قي الحقيقة إذا جاءت كلمة موهمة ينقسمون فيها إلى قسمين:قسمٌ يتخذ ُمنها مجالاً للسب والقدح وقسمٌ آخر يتخذ ُمنها مجالاً للتشبثِ بها على باطلهم الذي يريدونَهُ.لهذا رأيتُ أنه من الواجب أن نترك هذه الكلمة لئلا توهم ولو بعد أزمانٍ طويلةٍ لأن الكتب تبقى ويفنى الكاتبُ ولو بعد أزمانٍ طويلةٍ ربما يأتي واحدٌ يحتجُ يقول هذا كلامُ فلانٍ ابنِ فلان ٍيقول كذا وكذا.إذن فهذا يدلُ على أن الله تعالى معنا في الأرض.فإذا أُزيلت الكلمة الموهمة وأوتِيَ بالكلام الذي يدل عليه القرآن والسُنة زال المحذور واللهُ أعلمُ.
انتهى الشريط السادس
رد مع اقتباس