عرض مشاركة واحدة
  #73  
قديم 06-15-2017, 02:35 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,227
Arrow

المتن
والأشعري أبو الحسن - رحمه الله - كان في آخر عمره على مذهب أهل السنة والحديث، وهو إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل. ومذهب الإنسان ما قاله أخيرًا إذا صرح بحصر قوله فيه كما هي الحال في أبي الحسن كما يعلم من كلامه في "الإبانة".
الشرح
إذاقيل ما مذهب الإنسان؟ ما قاله أخيرًا إذا صَرَحَ بحصرِ قولِهِ فيه.أما إذا لم يُصرح فيكون عنَه قولان يعني إذا قال المُجتهدُ قولين فهل مذهبه الأخير أو الأول؟ أو ماوافقَ قواعدَهُ؟ أوماوافقَ الكتاب والسُنة؟فيه خلافٌ والصحيحُ أن كلا القولين مذهبٌ له؛ إلا أذا صَرَّحَ بالرجوعِ عن الأولِ فيكونُ الأولُ غيرَ مذهبٍ له ؛أوإذا حَصَرَ قولَهُ في الثاني في الأخير فيكونَ الأولُ غيرَ قولٍ له ليش؟ لأنَّ الحَصْرَ إثباتُ الحُكمِ بالمذكور ونفيه عما سواهُ.أبوالحسن الأشعري في كتابه"الإبانة"حَصَرَقولَهُ. فإذا قال قائلٌ:قد أنكرتم قولَ المُعتزلةِ والجهميةِ والحروريةِ والرافضةِ والمُرجِئةِ فعرِّفونا قولَكم الذي به تقولون وديانَتِكم التي بها تَدينون؟قيل له:قولُنا الذي به نقول وديانتنا التي بها ندينُ؛التمسُكِ بكتابِ ربنا-عزوجل-وبسُنةِ نبينا-صلى الله عليه وسلم-وما رُوي عن الصحابةِ والتابعينَ وأئمةِ الحديثِ ونحنُ بذلك مُعتصِمون إلى آخره.فهذا دليلٌ واضحٌ على أنَّ مذهبَهُ ماقال أخيرًا في هذا الكتاب. فكان على أتباعِهِ أن يتبعوا ماقاله أخيرًا إذا كانوا صادقين في انتسابهم إلى مذهبه وانتمائهم إليه.
المتن
وعلى هذا فتمام تقليده اتباع ما كان عليه أخيرًا وهو التزام مذهب أهل الحديث والسنة؛ لأنه المذهب الصحيح الواجب الاتباع الذي التزم به أبو الحسن نفسه.
الشرح
الأشاعرة لم يقروا بما كان عليه أبو الحسن أخيرا؛لأنهم لو أقروا بأنَّهُ له لكان حُجةً عليهم. لكن أثبتَهُ غيرُهُم.أثبتهُ من الأئمة ُكشيخُ الإسلامِ ابنُ تيمية َوغيره ؛وهم أوثقُ من هؤلاءِ وأجلُ.من المعلومِ كلُ إنسانٍ ينفي ويقدحُ فيما يكونُ حُجةً عليه.هذا
المتن
والجواب عن السؤال الثالث من وجهين:
الأول: أن الحق لا يوزن بالرجال، وإنما يوزن الرجال بالحق، هذا هو الميزان الصحيح وإن كان لمقام الرجال ومراتبهم أثر في قبول أقوالهم كما نقبل خبر العدل ونتوقف في خبر الفاسق، لكن ليس هذا هو الميزان في كل حال، فإن الإنسان بشر يفوته من كمال العلم وقوة الفهم ما يفوته، فقد يكون الرجل دينًا وذا خلق ولكن يكون ناقص العلم أو ضعيف الفهم، فيفوته من الصواب بقدر ما حصل له من النقص والضعف، أو يكون قد نشأ على طريق معين أو مذهب معين لا يكاد يعرف غيره فيظن أن الصواب منحصر فيه ونحو ذلك.
الشرح
طيب هذه الجملة ُ مفيدة ٌجدًا في الوزنِ أوفي الميزانِ. نقول"الحقُّ لايوزنُ بالرجالِ"يعني بمعنى أننا لا نستدلُ على هذا القولِ بأنَّهُ صوابٌ أو صحيحٌ لأنَّ فلانًا قالَهُ ؛لماذا؟ لأن فلانًا قد يُخطِئُ لاشكَ لكننا نَزِنُ الرجالَ بالحقِ أي أننا إذا عرفنا أنَّ هذا الرجلَ حريصٌ على الحق متبِعٌ له ارتفع قدرُهذا الرجلِ إيش؟عندنا وصارَله ميزانٌ.فالرجالُ يوزَنونَ بالحق؛ ولايُوزَنُ بهم الحقُ لأنهم تابعونَ للحقِ والحقُ ليس تابعًا لهم واضح؟طيب هذا الكلام على إطلاقِهِ يُشكِلُ علينا؛ لأننا إذا رأينا رجلاً عالمًا ذا دينِ قويًا في علمِهِ فإنَّ لكلامه عندنا وزنٌ أكثرُ من أن يقولَهُ رجلٌ آخرُ دونَه في العلمِ والدينِ أليس كذلك؟ بلى ولهذا نقبلُ خبرَ العدلِ ونتوقفُ في خبرِ الفاسِقِ.فوَزَنَّا الخبرَالآن بمن؟ بالرجال.قلنا خبرُ العدلِ مقبولٌ وخبرُ الفاسِقِ متوقفٌ لامتوقفٌ فيه ماهو مردود " إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا" الحجرات 6.ما قال فردوه نَتَبَيَّن والعدلُ نقبلُ.إذن صارَ للرجالِ اعتبارٌ؛ لكننا نقولُ ليس هذا على سبيلِ الإطلاقِ.فالنفيُ على سبيلِ الإطلاقِ ليس بصحيحٍ والإثباتُ على سبيلِ الإطلاقِ ليس بصحيحٍ؛ ولهذا استدركنا فقلنا:هذا هو الميزانُ الصحيحُ وإن كانَ لمقامِ الرجالِ ومراتِبِهم أثرٌ في قبولِ أقوالِهم كما نقبلُ خبر العدلِ ونتوقفُ في خبرِ الفاسِقِ. لكن ليس هذا هو الميزانُ في كلِ حالٍ فإنَّ الإنسانَ بشرٌ إلى آخره.إذن فنقول حتى لو فرضنا أنَّ أبا الحسنِ الأشعريّ كان مذهبُهُ مذهبَ الأشاعِرةِ المتأخرين فإنَّ هذا لايستلزمُ أن يكون هو الصوابُ.بِناءً على القاعدةِ أننا لانزنُ الحقَ بالرجالِ ولكن نزنُ الرجالَ بالحقِ. إينعم طيب يقولُ:فإنَّ الرجلَ قد يكونُ دَيِّنًا وذا خلقٍ ولكن يكونَ ناقِصَ العلمِ أوضعيفَ الفهمِ فيفوتُهُ من الصوابِ بقدرِ ماحَصلَ له من النقصِ والضعفِ أو يكون قد نشأ على طريقٍ معينٍ أومذهبٍ معينٍ لايكادُ يعرفُ غيرَهُ فيظنُ أنَّ الصوابَ مُنحصِرٌ فيهِ ونحو ذلك.واضح؟
المتن
الثاني: أننا إذا قابلنا الرجال الذين على طريق الأشاعرة بالرجال الذين هم على طريق السلف وجدنا في هذه الطريق من هم أجل وأعظم وأهدى وأقوم من الذين على طريق الأشاعرة، فالأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المتبوعة ليسوا على طريق الأشاعرة.
وإذا ارتقيت إلى من فوقهم من التابعين لم تجدهم على طريق الأشاعرة.
وإذا علوت إلى عصر الصحابة والخلفاء الأربعة الراشدين لم تجد فيهم من حذا حذو الأشاعرة في أسماء الله تعالى وصفاته وغيرهما مما خرج به الأشاعرة عن طريق السلف.
الشرح
صحيح يقول أنتم إذا قابلتمونا بالرجال قلتم معنا فلان وفلان وفلان قلنا لهم:الله يحييكم ؛معنا الأئمة َالأربعة هذا
أولا:فهل في متبوعيكم مَنْ هو مثلُ الأئمةِ الأربعةِ؟ الجواب:كلُ أحدٍ حتى هم يقولون لأ ولايستطيعون أن يقولوا نعم,لا أن يقولوا إنَّ في متبوعينا مَنْ هو مثلُ الأربعةِ ولا من هو خيرٌ منهم.ولوقالوا ذلكَ لكذبَهُمُ الناسُ. فالإمامةُ بالدينِ تُعرفُ بكثرةِ الأتباعِ.فأينَ لواحدٍ من أئمةِ الأشاعرةِ من الأتباعِ ماكان لهؤلاءِ الأئمةِ الأربعةِ الذين جمهورُ المسلمين على طريقتِهم.
ثانيًا:نرتقي فوقَ هذا,التابعون كلُ التابعين مافيهم أحدٌ على مذهبِ الأشاعرةِ.هل أحدٌ يدعي أنَّ في متبوعه مَنْ هو أفضلُ من التابعين؟على سبيلِ العموم ماهو على سبيلِ الإفراد؟ لأ.
ثالثًا:طيب نعلوا على ذلك ونقولُ عندنا الصحابة ُ والخلفاءُ الراشدون لو وُزِنَ جميعُ متبوعيكم وأنتم معهم بأبي بكرٍ-رضي الله عنه-لرَجَحَ بهم أبوبكر ألفَ مرةٍ.فهل في متبوعيكم أن يكون مثلُ هؤلاءِ؟الجواب: لأ .فتبيَّنَ الآن أننا لوذهبنا نُقابلُ الرجالَ بالرجالِ لوجدنا رجالَنا أعظمَ بكثيرٍ من رجالِهم لا الذين في طبقتِهِم ولا الذين أعلى من طبقتِهِم ولاالطبقة العليا وهم الصحابة ُ والخلفاءُ الراشدون واضح؟ فتبيَّنَ الآن أنَّ قولَهُم على كلِّ تقديرٍ لايُمكِنُ رُجحانهُ بل ولامساواتهُ لمذهبِ السلفِ بأيِّ حالٍ من الأحوالِ والحمدُ لله.
رد مع اقتباس