عرض مشاركة واحدة
  #74  
قديم 06-15-2017, 02:36 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,227
Arrow

المتن
ونحن لا ننكر أن لبعض العلماء المنتسبين إلى الأشعري قَدَمَ صدقٍ في الإسلام والذب عنه، والعناية بكتاب الله تعالى وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم رواية ودراية، والحرص على نفع المسلمين وهدايتهم،ولكن هذا لا يستلزم عصمتهم من الخطأ فيما أخطؤوا فيه، ولا قبول قولهم في كل ما قالوه، ولا يمنع من بيان خطئهم ورده لما في ذلك من بيان الحق وهداية الخلق.
الشرح
هذا واضحٌ نحنُ لانُنكِرُ أنَّ لبعضِ العلماء المسلمين الأشعريين قدمَ صِدقٍ في الإسلامِ في الذبِ عن كتابِ اللهِ وسُنةِ رسولهِ والعنايةِ بهما وغيرِ ذلكَ ولكن هذا لا يمنعُ من أن نقولَ إذا أخطؤوا إنهم أخطؤوا ولايلزمُ أن يكونَ كلُّ ماقالوهُ صوابًا.
المتن
ولا ننكر أيضًا أن لبعضهم قصدًا حسنًا فيما ذهب إليه وخفي عليه الحق فيه، ولكن لا يكفي لقبول القول حسن قصد قائله، بل لابد أن يكون موافقًا لشريعة الله - عز وجل - فإن كان مخالفًا لها وجب رده على قائله كائنًا من كان؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد".
الشرح
صح نحنُ لا ننكِرُ أنَّ هؤلاءِ لهم قدمَ صدقٍ في العنايةِ بكتابِ اللهِ وسُنةِ رسوله-عليه الصلاة والسلام-لاننكر أيضًا أنَّ لهم قصدًا حسنًا فيما ذهبوا إليهِ من تأويلِ آياتِ الصفاتِ.فمثلاً إذا قالوا في قوله تعالى"وجاءَ ربُكَ" جاءَ أمرُربِكَ تنزيهًا للهِ-عز وجل-عن مُماثلةِ المخلوقين كما زعموا فهذا حُسنُ القصدِ يعني ماقصدوا من قولهم وجاءَ أمرُ ربكَ تحريف الكتابِ والسُنةِ ؛وإنما قصدوا قصدًا حسنًا وهو تنزيهُ اللهِ تعالى عن مماثلةِ المخلوقين. لكن هل قصدُ الإنسانِ الحسنِ إذا خالفَ قولُهُ الحقَ؛ هل يُبَررُ لنا أن نقولَ بقولِهِ أو أن نُصَوِّبَ قولَهُ؟ لأ؛لا يلزمُ بل نقولُ:إنَّ قولَهُ إذا كان خطأً ولوكانَ هو حَسنُ القصدِ فإنَّهُ مردودٌ ؛لقولِ الرسول-عليه الصلاة والسلام "مَنْ عَمِلَ عملاً ليسَ عليهِ أمرُنا فهو ردٌ"وفي لفظ "مَنْ أحدثَ في أمرِنا ماليس منه فهو ردٌ".
المتن
ثم إن كان قائله معروفًا بالنصيحة والصدق في طلب الحق اعتذر عنه في هذه المخالفة وإلا عومل بما يستحقه بسوء قصده ومخالفته.
الشرح
طيب شوف إذا كان هذا القائلُ الذي خرجَ عن جهةِ الصوابِ معروفًا بالنصيحةِ والصِدقِ في طلبِ الحقِ؛ فإننا نعتذِرُ عنه ولانَكْرَهُهُ على ما قال ولانُبغِضُهُ ؛بل نقولُ:هذا رجلٌ بشرٌ يجوزُ عليه ما يجوزُ على البشرِ من الخطأِ ونعتذِرُ ونسألُ اللهَ له العفوَ والمغفِرة ؛أمَّا إذاكانَ غير معروفٍ بالنصيحةِ بل هو داعية إلى البدعةِ مُصِرٌّ عليها لايقبلُ نصيحة من ناصِح فإننا نُعامِلَهُ بما يستحِقُ لسوءِ قصدِهِ ومخالفتِهِ. لأن هذا الرجلَ تبيَّن لنا فيهِ أمران:المُخالفة ُوالثاني سوءُ القصدِ فنعامله بما يستحقُ. إذا كان لنا سُلطة فإننا نُردِعهُ بالقوةِ السلطانيةِ أن يمضي في بدعتِهِ أما إذا لم يكن لنا سُلطة فباللسانِ والقلمِ نُبيِّنَ أنَّ هذا خطأٌ مجانبٌ للصوابِ.فإن قال قائلٌ: بماذا نستدِلُ على سوءِ القصدِ لأنَّ سوءَ القصدِ في الواقعِ عملٌ قلبيٌ لايطلِعُ عليهِ أحدٌ فما جوابُكم عن هذا؟ ما لَنا إلا القرائن ؛مثل أن نعرفَ أنَّ هذا الرجلَ رقيقُ الدين,ماعندَهُ دينٌ,مانجدَهُ مُحافِظًا على الصلواتِ ولا كثيرَ الصدقاتِ ولامُحِبًا لأهلِ الخيرِ؛نعرِفُ هذا سيئَ القصدِ,ولاعلمنا أنهُ قام يومًا من الأيامِ ينصُرُ الحقِ أو يتكلمُ به.فهذا لاشكَ يعني قد تكونُ هذه القرائنُ براهينَ على أنه سيئَ القصدِ ؛ولهذا قال اللهُ تعالى "وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ".يعني جعلنا لهم سِمَة ً:علامة ًواضِحة ً" وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ" يُعرَفُ المُنافقُ والعياذ باللهِ يُعرفُ لايُمكن أن يقومَ يومًا من الأيامِ لنصرِ الحقَ بل يتسترُ وغاية ماهنا لكَ أنهُ يُدافِعُ هُجومَ الناسِ عليهِ فقط.أما أن يكونَ عندَهُ شيءٌ إيجابيٌ في نصرِ الحقِ ودحضِ الباطِلِ فهذا لا يمكنُ. فنحنُ نعرفُ سوءَ قصدِهِ بقرائنِ عمَلِهِ ؛وإلا فإننا في الحقيقةِ لم نُنَقِبْ ولايحلُ لنا أن نُنقِبَ عن قلوبِ الناسِ ؛لكن جَعَلَ اللهُ تعالى لكلِ شيءٍ قدرَهُ وعلى كل شيءٍ دليلَهُ. إي نعم.
رد مع اقتباس