عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 04-24-2018, 03:39 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,225
Arrow

نقدم قبسة من قبسات علم العقيدة ، نظرًا لأهمية دراسة العقيدة
«فأهمية دراسة العقيدة تتبين من وجهين:
°الوجه الأول:أنها جزء من الدين , وبالتالي فكل النصوص الآمرة بأخذ الدين وتعلمه تتناول مسائل العقيدة بالأولوية.
°الوجه الثاني:أنها أصل في صلاح أعمال الجوارح , بمعنى أن صلاح العقيدة يورث صلاح العمل والعكس بالعكس , وقد ضرب الله مثلا لذلك بأهل الكتاب حين قال:"أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ *ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ"آلعمران 24- 23.
تولوا وهم معرضون لاعتقادهم أن النار لن تمسهم إلا أيامًا معدودات" لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ "فالله -عز وجل- جعل افتراءهم في الدين , وفساد اعتقادهم،سببًا لفساد أعمالهم وأصلا لإعراضهم .منقول.
فغرس العقيدة في النفوس هو أمثَلُ طريقة لإيجاد عناصر صالحة تستطيع أن تقوم بدورها كاملاً في الحياة وتُسْهِم بنصيب كبير في تزويدها بما هو أنفع وأرشد؛ إذْ إنَّ هذا اللون من التربية يُضْفِي على الحياة ثوب الجمال والكمال، ويظلِّلها بظلال المحبَّة والسلام.
الألوكة
العقيدة هي الالتزام بالأصول والمسلمات والقطعيات في أبواب الدين كله، وللعقيدة أهمية بالغة؛ إذ إنها هي الأسس والركائز التي يقوم عليها الدين، وللعقيدة الإسلامية خصائص وسمات منها: الوضوح والكمال والشمول، ونقاء المصادر، والبقاء والديمومة، بخلاف بقية العقائد الملفقة التي نهايتها الزوال والاضمحلال.شرح مجمل أصول أهل السنة .ناصر العقل
ونظرًا لأنه في بداية كل علم لابد من الوقوف على مصطلحاته، فلابد هنا أن نستهل هذه الدورة بالتعريف بأهم مصطلحات الموضوع أو مصطلحات العقيدة وما يرادفها.

°تعريف العقيدة وعلاقتها بالتوحيد«
*العقيدة في اللغة :
العقيدة في اللغة: من العقد؛ وهو الربط، والإبرام، والإحكام، والتوثق، والشد بقوة، والتماسك، والمراصة، والإثبات؛ ومنه اليقين والجزم. والعقد نقيض الحل، ويقال: عقده يعقده عقدًا، ومنه عقدة اليمين والنكاح، قال الله تبارك وتعالى"لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ"المائدة: 89.
والعقيدة: الحكم الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده، والعقيدة في الدين ما يقصد به الاعتقاد دون العمل؛ كعقيدة وجود الله وبعث الرسل. والجمع: عقائد وخلاصة ما عقد الإنسان عليه قلبه جازمًا به؛ فهو عقيدة، سواء كان حقًا، أم باطلاً
الوجيز في عقيدة السلف الصالح لعبد الحميد الأثري - ص29
°العقيدة في الاصطلاح :
هي الأمور التي يجب أن يصدق بها القلب، وتطمئن إليها النفس؛ حتى تكون يقينًا ثابتًا لا يمازجها ريب، ولا يخالطها شك. أي: الإيمان الجازم الذي لا يتطرق إليه شك لدى معتقده، ويجب أن يكون مطابقًا للواقع، لا يقبل شكًا ولا ظنًا؛ فإن لم يصل العلم إلى درجة اليقين الجازم لا يسمى عقيدة. وسمي عقيدة؛ لأن الإنسان يعقد عليه قلبه
الوجيز في عقيدة السلف الصالح لعبد الحميد الأثري - ص30
-وقد تكون عقيدة فاسدة مثل : عقيدة النصارى - التثليث -، وعقائد الفرق الضالة وقد تكون عقيدة حقة ، فهي عقيدة المسلم - التوحيد - .
°والعقيدة الإِسلاميَّة :
هي ما يدين به الإنسان ربه وجمعها عقائد، والعقيدة الإسلامية مجموعة الأمور الدينية التي تجب على المسلم أن يصدق بها قلبه، وتطمئن إليها نفسه، وتكون يقينًا عنده لا يمازجه شك ولا يخالطه ريب، فإن كان فيها ريب أو شك كانت ظنًّا لا عقيدة، ودليل ذلك قوله تعالى"إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا"الحجرات 15، وقوله تعالى "ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيه"البقرة 2. وقوله تعالى"إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيه" آل عمران 9.
فالعقيدة إذًا ليست أمورًا عملية، إنما هي الأمور الدينية العلمية التي تجب على المسلم اعتقادها في قلبه لإخبار الله تعالى بها بكتابه أو بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
.كتاب :
عقيدة التوحيد في القرآن الكريم.
=والعقيدة الإِسلاميَّة:إِذا أُطلقت فهي عقيدة أَهل السُّنَّة والجماعة ؛ لأنَّها هي الإِسلام الذي ارتضاه اللّه دينًا لعبادِهِ ، وهي عقيدة القرون الثلاثة المفضَّلة من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإِحسان .الوجيز في عقيدة السلف الصالح لعبد الحميد الأثري - ص30
تنبيه
ليست العقيدة مجرد معرفة باردة بالله أو معرفة يستعلي صاحبها عن الإقرار بها أو يرفض أن ينصاع لحكمها ؛ بل هي عقيدة رضي بها قلبُ صاحبِها وأعلن عنها بلسانه وارتضى المنهج الذي فرضه الله متصلاً بها .
ولذلك قال علماء السلف : " الإيمان : اعتقاد بالجنان ، ونطق باللسان ، وعمل بالأركان " .

فالعقيدة الإسلامية إجمالاً :هي الإيمان ، وتفصيلا هي :
مجموعة التصورات الإيمانية المستمدة من الكتاب والسنة وما يرتبط بها من الإرادات التي يربط عليها القلب ويظهر أثر ذلك على اللسان والجوارح ما أمكن .
وأقصد بالتصورات: قول القلب، وبالإرادات :عمل القلب، والإرادات والتصورات: هما الباطن الذي إذا صلح صلح الجسد كله - اللسان والأعضاء -.
فنحن نرى كثيرًا من الناس يعرفون الحقيقة على وجهها ولكنّهم لا ينصاعون لها ، ولا يصوغون حياتهم وفقها بل قد يعارضون الحق الذي استيقنوه ويحاربونه.
*فهذا إبليس :يعرف الحقائق الكبرى معرفة يقينية يعرف الله ، ويعرف صدق الرسل والكتب ولكنّه نذر نفسه لمحاربة الحق الذي يعرفه .قال تعالى"وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِيفلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "إبراهيم:22.
*وفرعون :كان يوقن بأن المعجزات التي جاء بها موسى إنما هي من عند الله ولكنه جحد بها استكبارًا وعلوًا كما قال الله في حقه وملئه "وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا "النمل : 14 .وقد خاطب موسى فرعون قائلاً " قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ" الإسراء : 102.
*وأهل الكتاب :يعرفون أنّ محمدًا مُرسلٌ من ربِّهِ "يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ "البقرة : 146. ولكنّهم لا يقرّون بذلك.

°نموذج للمعرفة التي لا تعتبر تصديقًا
*عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، أَخِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ، وَكَانَ، مِنْ أَصْحَابِ بَدْرٍ، قَالَ: كَانَ لَنَا جَارٌ مِنْ يَهُودَ فِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، قَالَ: فَخَرَجَ عَلَيْنَا يَوْمًا مِنْ بَيْتِهِ قَبْلَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَسِيرٍ، فَوَقَفَ عَلَى مَجْلِسِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، قَالَ سَلَمَةُ: وَأَنَا يَوْمَئِذٍ أَحْدَثُ مَنْ فِيهِ سِنًّا، عَلَيَّ بُرْدَةٌ، مُضْطَجِعًا فِيهَا بِفِنَاءِ أَهْلِي، فَذَكَرَ الْبَعْثَ وَالْقِيَامَةَ وَالْحِسَابَ، وَالْمِيزَانَ، وَالْجَنَّةَ، وَالنَّارَ فَقَالَ: ذَلِكَ لِقَوْمٍ أَهْلِ شِرْكٍ، أَصْحَابِ أَوْثَانٍ، لَا يَرَوْنَ أَنَّ بَعْثًا كَائِنٌ بَعْدَ الْمَوْتِ، فَقَالُوا لَهُ: وَيْحَكَ يَا فُلَانُ تَرَى هَذَا كَائِنًا؟ إِنَّ النَّاسَ يُبْعَثُونَ بَعْدَ مَوْتِهِمْ إِلَى دَارٍ فِيهَا جَنَّةٌ، وَنَارٌ يُجْزَوْنَ فِيهَا بِأَعْمَالِهِمْ، قَالَ: نَعَمْ، وَالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ لَوَدَّ1 أَنَّ لَهُ بِحَظِّهِ2 مِنْ تِلْكَ النَّارِ أَعْظَمَ تَنُّورٍ فِي الدُّنْيَا، يُحَمُّونَهُ ثُمَّ يُدْخِلُونَهُ إِيَّاهُ فَيُطْبَقُ بِهِ عَلَيْهِ، وَأَنْ يَنْجُوَ مِنْ تِلْكَ النَّارِ غَدًا، قَالُوا لَهُ:وَيْحَكَ وَمَا آيَةُ ذَلِكَ؟ قَالَ:نَبِيٌّ يُبْعَثُ مِنْ نَحْوِ هَذِهِ الْبِلَادِ،وَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْوَ مَكَّةَ، وَالْيَمَنِ،قَالُوا: وَمَتَى ترَاهُ؟قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيَّ وَأَنَا مِنْ أَحْدَثِهِمْ سِنًّا، فَقَالَ:إِنْ يَسْتَنْفِدْ هَذَا الْغُلَامُ عُمُرَهُ يُدْرِكْهُ،قَالَ سَلَمَةُ:فَوَاللَّهِ مَا ذَهَبَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى " بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ حَيٌّ3بَيْنَ أَظْهُرِنَا "، فَآمَنَّا بِهِ وَكَفَرَ بِهِ بَغْيًا وَحَسَدًا، فَقُلْنَا: وَيْلَكَ يَا فُلَانُ أَلَسْتَ بِالَّذِي قُلْتَ: لَنَا فِيهِ مَا قُلْتَ؟ قَالَ:بَلَى . وَلَيْسَ بِهِ .
رواه أحمد . وحسنه الشيخ مقبل ـ رحمه الله ـ في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين / مجلد رقم : 5 / ص : 407 .
1 يَوَدّ : أي : يَوَدُّ الذي رأى هذه النار .
2 بحظه : أي : بنصيبه .
3 وهو : أي : اليهودي .


**************

نمـــوذج للتصديـــق
قال تعالى "وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ"سورة التحريم / آية : 12
قال الشيخ / عبد الرحمن السعدي في تفسيره : تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان:
وهذا وصف لها بالعلم والمعرفة ، فإنالتصديق بكلمات الله يشمل كلماته الدينية والقدرية .
والتصديق بكتبِهِ يقتضي معرفة ما به يحصل التصديق ، ولا يكون ذلك إلا بالعلم والعمل .
ولهذا قال تعالى : " وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ " أي : المطيعين لله ، المداومين على طاعته بخشية وخشوع ، وهذا وصف لها بكمال العمل ، فإنها ـ رضي الله عنها ـ صِدِّيقة ، والصديقية هي كمال العلم والعمل . ا.هـ
رد مع اقتباس