عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 04-24-2018, 05:08 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,225
Arrow

تعريف التوحيد
*التوحيد في اللغة
التوحيد : مصدر وحَّد ، يوحِّد ، وهو جعل الشيء واحدًا .
لسان العرب / مادة : وحَّد .
*التوحيد في الاصطلاح
التوحيد : هو الإيمان بوجود الله ، وإفراده بالربوبية والألوهية ،والإيمان بجميع أسمائه وصفاته – التي أثبتها لنفسه - .تسهيل العقيدة الإسلامية / د . عبد الله بن عبد العزيز الجبرين
أو : هو إفراد الله تعالى بما يختص به .
فتاوى أركان الإسلام / للشيخ محمد بن صالح العثيمين / ص : 9 .

وورد في القول المفيد على كتاب التوحيد ج : 1 / ص : 56 :
والعبادة الخالصة الحقة ، مبنية على التوحيد ، فكل عبادة لا توحيد فيها فهي باطلة .
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" قال الله تعالى : أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، مَنْ عمل عملاً أشرك فيه مَعِيَ غَيري ، تركته وشركه " .
صحيح مسلم / كتاب : الزهد / باب : من أشرك في عمله غير الله / حديث رقم : 2289 .
ا . هـ .
وقد بقي النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ في مكةَ بعد البعثةِ ثلاثة عشرَ عامًا يدعو الناسَ إلى التوحيد ، وإصلاح العقيدة ، لأنها الأساس الذي يقوم عليه بناء الدين
وقد احتذى الدعاةُ والمصلحون في كل زمان حذو الأنبياء والمرسلين ، فكانوا يبدؤون بالدعوة إلى التوحيد ، وإصلاح العقيدة ، ثم يتجهون بعد ذلك إلى الأمر ببقية أوامر الدين .

أنواع التوحيد
أنواع التوحيد تدخل كلها في تعريف عام وهو :
إفراد الله سبحانه وتعالى بما يختص به .
هناك من أهل العلم من قسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام وهي :
1ـ توحيد الربوبية .
2ـ توحيد الألوهية .
3 ـ توحيد الأسماء والصفات .

وقد اجتمعت هذه الأنواع الثلاثة في قوله تعالى "رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا " سورة مريم / آية : 65 .
قال الشيخ العثيمين :
والعلماء ـ علموا ذلك التقسيم ـ بالتتبع والاستقراء والنظر في الآيات والأحاديث فوجدوا أن التوحيد لا يخرج عـن هذه الأنواع الثلاثة .ا . هـ .فتـاوى العقيـدة للشـيخ العثيميـن : ص : 6 .
ومن العلماء من قسم التوحيد إلى قسمين فقط وهما:
-توحيد المعرفة والإثبات وهو يقابل:
توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات


- توحيد الطلب والقصد وهو يقابل: توحيد الألوهية
* قال ابن أبي العز الحنفي في شرحه على العقيدية الطحاوية:
ثم التوحيد الذي دعت إليه رسل الله، ونزلت به كتبه نوعان:
1/ توحيد في الإثبات والمعرفة.
2/ وتوحيد في الطلب والقصد.
وهذا التقسيم إنما هو للتفهيم والبيان ، وإلا فالله لايقبل التوحيد من إنسان أخل بأحد أنواعه .

ما حقيقة أنواع التوحيد الثلاثة ؟
أولاً : توحيد الربوبية
هو الإيمان بأن الرب هو الخالق ، الرازق ، المحيي ، المميت ، مُنَزِّل الكتب ، مرسل الرسل ، المجازي في الدنيا والآخرة ، وإفراده سبحانه بكل هذا .
فتوحيد الربوبية توحيد الله تعالى بأفعاله كالخلق والرَّزق والإحياء والإماتة وغيرها من أفعاله التي اختص بها ولم يشاركه فيها أحد.
ومن خلال هذا التعريف نجد أن : أقسام توحيد الربوبية هى
1 ـ قدر كوني :
قال تعالى " إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ"سورة القمر / آية : 49
وقال تعالى " إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ "سورة النحل / آية : 40 .
فالقدر الكوني : كالخلق ، والرزق ، والإحياء ، والإماتة ، والنفع ، والضر .
2ـ قدر تشريعي :
وهو يشمل العلم ، والرسالات ، والكتب ، والوحي ، والتحليل ، والتحريم .
ـ ومن أدلة ذلك :
ـ العلم : قال تعالى " ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي ..." .سورة يوسف / آية : 37 .
وقال تعالى " وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا "سورة طه / آية : 114
ـ الرسالات: قال تعالى"لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاَتِ رَبِّهِمْ .." .سورة الجن / آية : 28 .
ـالكتب : قال تعالى " تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ ..."سورة الرعد / آية : 1
ـالوحي : قال تعالى " ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ ."سورة الإسراء / آية : 39 .
ـ التحليل والتحريم :
قال تعالى"قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ .".سورةالأنعام / آية : 151 .
باختصار القدر التشريعي يشمل : افعل ولا تفعل .
3 ـ القدر الجزائي :
فالذي يجازي في الدنيا والآخرة إنما هو الرب .
من أمثلة الجزاء في الدنيا :
قوله تعالى " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ".سورة الفيل / آية : 1 .
وقوله تعالى " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ "سورة الفجر / آية : 6 .
ومن أمثلة الجزاء في الآخرة :
قوله تعالى " إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى ". سورة طه / آية : 15 .
وقوله تعالى " أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ". سورة غافر / آية : 46 .
وقوله " إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا " . سورة الكهف / آية : 29 .

وقوله " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً * أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأََنْهَارُ ..".سورة الكهف / آية : 30 ، 31 .
فتوحيد الربوبية : كل ما نزل من الرب إلى العباد من رزق ، وإحياء - قدر كوني -، رسالات -قدر تشريعي - .
ونتيجة تعاملك مع قدر الله الكوني والتشريعي ، يكون قدر الله الجزائي ،الجزاء من جنس العمل.
فالمعاصي جزاؤها الابتلاءات والمصائب في الدنيا ، وشدة سكرات الموت ، وعذاب القبر ، وشدة المرور على الصراط ، وعذاب النار ... .
وفي المقابل مَنْ عمل صالحًا لا يضيع أجرُهُ ، وله جزاء ذلك في الدنيا والآخرة بحكمة الله.
مع ملاحظة أن الابتلاءات في الدنيا قد تكون لتكفير الذنوب ، أو لرفع الدرجات والتمحيص ، وليست دائمًا عقابًا .
فقد لا ينال المؤمن منزلة عالية في الآخرة بعمله ، فتكون هذه الابتلاءات والصبر عليها سبب لرفع درجاته .
هنا
رد مع اقتباس