عرض مشاركة واحدة
  #29  
قديم 07-12-2017, 01:00 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,232
Arrow

أحكام الأطعمة والأشربة والذبائح

والصيد والضيافة والاستئذان والسلام
قال تعالى"هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا "البقرة: 29 ، "قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ"الأعراف: 32" ، "أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا "المائدة: 96 . وقال في وصف النبي صلى الله عليه وسلم ووصف دينه"يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ "الأعراف: 157 ،"حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ "المائدة: 3. الآيات، إلى أن قال" يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ "المائدة: 4 ، "وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ "الأنعام: 119 ، وقال تعالى"يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا "البقرة: 168 ، "قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ" الأنعام: 145. الآية "ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ "الأنعام: 143. الآيات.
هذه الآيات تدل على أنَّ الأصل في الأطعمة الحل، إلا ما صرح الشارع بتحريمه. وقد صرح بحل بهيمة الأنعام وبحل حيوانات البحر، صيده ما صيد حياً، وطعامه ما وجد فيه ميتاً، ولم يستثنِ شيئًا. وأحل صيود البر كلَّها، لأنَّه لم يحرمها إلا في الإحرام، وأحل الحبوب والثمار وجميع الطيبات، وشرط لحل حيوانات البر إن كان مقدورًا عليها أن تذكى، كما قال"إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ "المائدة: 3 ، وذكر اسم الله عليه، وما عجز عنه برميه بما يجرح، أو إرسال الجوارح المعلمة عليه من الطيور والكلاب وشَرْطُ تعليمها بأن تسترسل إذا أرسلت، وتنزجر إذا زجرت وتمسك على صاحبها ولا تأكل منها، وبأن يذكر اسم الله عليها عند إرسالها، وحرم الميتة وهي ما مات حتف أنفه، أو بسبب لا يبيح؛ كالمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة، وما أكل السبع إلا ما أدرك من هذه، وذكي ذكاة شرعية، وحرّم الخنزير، وحرّم النبي صلى الله عليه وسلم كلَّ ذي ناب من السباع وكلَّ ذي مخلب من الطير، وما نهى عن قتله أو أمر بقتله كالفواسق والحشرات وجميع المستخبثات وجميع ما فيه ضرر، فكلُّ ما أحله فهو نافع، ولم يحرم على العباد إلا ما يضرهم في أديانهم وأبدانهم وأعراضهم وعقولهم كالمسكرات ومع ذلك قال"فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ" المائدة: 3. أي: مجاعة ."غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ "المائدة: 3. أي: مائل إليه، بأن يتزود منها، أو يأكل فوق ما يزيل ضرورته. وحرم تعالى ما ذبح لغير الله.
وقال تعالى"هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ "24: الذاريات. الآيات. فيها دلالة على أنَّ الضيافة من ملة إبراهيم التي أمرنا باتباعها، وأنَّ تمامها إكرام الضيف كما قال صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه» - أخرجه البخاري (رقم: 6018)، ومسلم (رقم: 47).-. وفيه أنَّه قرّب ضيافتهم إليهم ولم يحوجهم إلى الذهاب إلى محل آخر، وفيه العرض عليهم بلطف لقوله"أَلَا تَأْكُلُونَ ".الصافات: 91 .
وقوله تعالى"وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا "النساء: 86 ، وقال تعالى"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا" النور: 27 . في هذا مشروعية السلام، وأنَّه من شعار المسلمين، وأنَّه ينبغي الابتداء بالسلام وأنَّ الراد عليه أن يقابل التحية بمثلها، أو أحسن منها قولاً وبشاشة وملاطفة، فإنَّ السلام والتحية تحسن بما يقترن بها من اللطف وحسن اللقاء والإيناس وإدخال السرور على أخيك المسلم.
وفيه الإرشاد لعباده أن لا يدخلوا بيوتاً غير بيوتهم إلا بإذن أهلها، فإن أذنوا وإلا وجب عليه الرجوع. وحرّم عليه التطفل والأكل والشرب من بيوت الناس بدون إذن، إلا من جرت عادتهم بالرضى بذلك كالذي استثنى الله بقوله"وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آَبَائِكُمْ"النور: 61. إلى آخرها.
ونهى عن الدخول إلا بإذن، إلا المماليك والأطفال الذين لم يبلغوا الحلم، حيث كانوا مترددين طوافين على الناس، فلهم الدخول بلا إذن إلا في أوقات العورات الثلاث، حين اليقظة من النوم ووقت النوم ووقت الظهيرة.
وقد أمر بالسلام عند دخول البيوت سواء كانت للإنسان أو لغيره فإنَّها تحية مباركة طيبة.
رد مع اقتباس