عرض مشاركة واحدة
  #37  
قديم 06-13-2017, 06:35 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,233
Arrow

الوجه الرابع: في إبطال مذهب أهل التعطيل: أن صرف نصوص الصفات عن ظاهرها مخالف لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسلف الأمة وأئمتها، فيكون باطلاً، لأن الحق بلا ريب فيما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وسلف الأمة وأئمتها.
الوجه الخامس: أن يقال للمعطل:
هل أنت أعلم بالله من نفسه؟ فسيقول: لا.
وإن قال:نعم كفر؛ صح ولا لأ؟.
ثم يقال له: هل ما أخبر الله به عن نفسه صدق وحق؟ فسيقول: نعم.
فإن قال لأ؛ كفر؛ لأنه كذَّبَ اللهَ.
ثم يقال له: هل تعلم كلامًا أفصح وأبين من كلام الله - تعالى؟ فسيقول: لا.
ثم يقال له: هل تظن أن الله - سبحانه وتعالى - أراد أن يعمِّيَ الحق على الخلق في هذه النصوص ليستخرجوه بعقولهم؟ فسيقول: لا.
نعم كلُ هذا يُقربه.
لو قال:إنَّ اللهَ أرادَ أن يُعَمِّي الحق :كفرلأن اللهَ يقول: "يُريدُ اللهُ ليُبيِّنَ لكم" ويقول:" يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ ".
هذا ما يقال له باعتبار ما جاء في القرآن.

أما باعتبار ما جاء في السنة فيقال له:
هل أنت أعلم بالله من رسوله صلى الله عليه وسلم؟ فسيقول: لا.
ثم يقال له: هل ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحق صدق وحق؟ فسيقول: نعم.
ثم يقال له: هل تعلم أن أحدًا من الناس أفصح كلامًا، وأبين من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فسيقول لا ؛ثم يقال له هل تعلم أن أحدًا من الناس أنصح لعباد الله من رسول الله ؟ فسيقول : لا
فيقال له: إذا كنت تقر بذلك فلماذا لا يكون عندك الإقدام والشجاعة في إثبات ما أثبته الله - تعالى - لنفسه، وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم على حقيقته وظاهره اللائق بالله؟ وكيف يكون عندك الإقدام والشجاعة في نفي حقيقته تلك، وصرفه إلى معنى يخالف ظاهره بغير علم؟
الشرح
صحيح ؛أيهما أولى أن يكون عنده شجاعة في إثبات ذلك على حقيقته ؛أم يكون عنده شجاعة فى نفي حقيقته؟الأول هو الأولى بالشجاعة ؛ومع هذا جَبُنوا عن الأول وتعدَّوا في الثاني.
المتن
وماذا يضيرك إذا أثبت لله - تعالى - ما أثبته لنفسه في كتابه، أو سنة نبيه على الوجه اللائق به، فأخذت بما جاء في الكتاب والسنة إثباتاً ونفيًا؟
أليس هذا أسلم لك وأقوم لجوابك إذا سئلت يوم القيامة
"مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ"القصص :65.
أوليس صرفك لهذه النصوص عن ظاهرها، وتعيين معنى آخر مخاطرة منك؟! فلعل المراد يكون - على تقدير جواز صرفها - غير ما صرفتها إليه.

الوجه السادس في إبطال مذهب أهل التعطيل: أنه يلزم عليه لوازم باطلة؛ وبطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم.
فمن هذه اللوازم:
أولاً: أن أهل التعطيل لم يصرفوا نصوص الصفات عن ظاهرها إلا حيث اعتقدوا أنه مستلزم أو موهم لتشبيه الله - تعالى - بخلقه، وتشبيه الله - تعالى - بخلقه كفر؛ لأنه تكذيب لقوله – تعالى"لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ"الشورى 11. قال نُعيم بن حماد الخزاعي أحد مشايخ البخاري - رحمهما الله :" من شبه الله بخلقه فقد كفر ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس ما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيهًا". أهـ.
ومن المعلوم أن من أبطل الباطل أن يجعلَ ظاهر كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ؛تشبيهًا وكفرًا أو موهمًا لذلك.
ثانيًا: أن كتاب الله - تعالى - الذي أنزله تبيانًا لكل شيء، وهدى للناس، وشفاءً لما في الصدور، ونورًا مبينًا، وفرقانًا بين الحق والباطل لم يبين الله - تعالى - فيه ما يجب على العباد اعتقاده في أسمائه وصفاته، وإنما جعل ذلك موكلاً إلى عقولهم، يثبتون لله ما يشاءون، وينكرون ما لا يريدون. وهذا ظاهر البطلان.
ثالثًا: أن النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاءه الراشدين وأصحابه وسلف الأمة وأئمتها، كانوا قاصرين أو مقصرين في معرفة وتبيين ما يجب لله تعالى من الصفات أو يمتنع عليه أو يجوز؛ إذ لم يرد عنهم حرف واحد فيما ذهب إليه أهل التعطيل في صفات الله - تعالى - وسموه تأويلاً.
وحينئذ إما أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون وسلف الأمة وأئمتها قاصرين لجهلهم بذلك وعجزهم عن معرفته، أو مقصرين لعدم بيانهم للأمة، وكلا الأمرين باطل!!
الشرح
تقدم لنا خمسة َأوجهٍ في إبطال مذهب أهل التعطيل منها:
أولا:أنه جناية على النصوص.
الثاني:أنه صرفٌ للكلام عن ظاهره.
الثالث:أنه قولٌ على الله بلا علمٍ.
الرابع:أن صرفَ النصوصِ عن ظاهرها مُخالفٌ لطريقة السلف.
الخامس:أن يُقال للمعطل هل أنتَ أعلمُ من باللهِ من نفسه؟
السادس:أن أهل التعطيل يُقالُ لهم"إنه يلزمُ عليه لوازم باطلة.القولُ بالتعطيل يلزمُ عليه لوازم باطلة. ماهي هذه اللوازم؟
أهل التعطيل إنما عطلوا وأنكروا ظاهرة هذه الصفات لأنهم اعتقدوا أن ظاهرها التمثيل ولم تتسع قلوبُهم وتصوراتهم للجمع بين إثبات الحقيقة ونفي التمثيل. مثلًا لما أثبت الله-سبحانه وتعالى لنفسه اليدين ماذا فهموا من اليدين؟ فهموا أنهما يدان مماثلتان لأيدي المخلوقين هذا الذي فهموا.لما فهموا هذا الفهم ذهبوا يُعطلونهما وقالوا ليس المراد باليدين اليدين الحقيقيتين.لماذا ياجماعة؟ قالوا: لأن اليدين الحقيقيتين يستلزمان التمثيل.
طيب ماهو الظاهر من القرآن والسُنة في إثبات اليدين؟ أنهما حقيقيتان أو لا؟ حقيقيتان. نقول:على قولكم يلزم أن يكون ظاهر الكتاب والسُنة كفرًا ؛لأن تمثيلَ اللهِ بخلقهِ كُفرٌ.ولهذا يقول:
أن أهل التعطيل لم يصرفوا نصوص الصفات عن ظاهرها إلاحيثُ اعتقدوا أنه مستلزمٌ أوموهمٌ بتشبيه الله-سبحانه وتعالى-بخلقه ؛وتشبيهُ اللهِ بخلقه كفرٌ ؛لأنه
تكذيبٌ لقول الله تعالى"
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ" قال:قال نُعَيم الحماد الخزاعي أحد ُمشايخ البخاري-رحمهم الله-"مَنْ شبَّهَ اللهَ بخلقه فقد كفر ومَنْ جحد ماوصفَ اللهُ به نفسه فقد كفر"وليس ماوصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيهًا.ومن المعلوم أن مِن أبطل الباطلِ أن يُجعل ظاهر كلام الله تعالى وكلام رسوله تشبيهاً وكفرًا أو موهمًا لذلك أظن واضح. نعود مرة ثانية: لماذا أنكر أهلُ التعطيل حقيقة َماوصف اللهُ به نفسه وحرَّفوه؟لاعتقادهم أن إثباته يستلزم التمثيل ؛ونحنُ عدلنا عن التشبيه إلى التمثيل.يقول:لوأثبتَ للهِ يداً حقيقية ؛أثبتَ له مثيلاً واضح؟.نقول:على كلامك الآن زعمتَ أن ظاهر الكتاب والسُنة هوالكُفر ؛لأن تمثيل الله بخلقه كفرٌ؛وأيُّ قولٍ أفسد من قولٍ يستلزمُ أن يكونَ ظاهرُ الكتابِ والسُنة كفرًا؟ ليس هناك قولٌ أشدُّ من هذا القولِ بُطلانًا.
اللازم الثاني الباطل أنَّ كتاب الله الذي أنزله تبيانًا لكل شيءٍ وهدىً للناسِ وشفاءً لما في الصدور ونورًا مُبيناً وفرقانًا بين الحق والباطل لم يُبيِّن له فيه مايجب على العباد اعتقاده في أسماء الله وصفاته ؛إنما جُعل ذلك موكولاً إلى عقولهم يثبتون لله مايشاءون ويُنكرون ما لا يُريدون؟وهذا هو ظاهر البطلان. المعطلة الآن يُنكرون حقائق الأسماء والصفات ويقولون المراد باليد القوة.ماالذي دلك على هذا؟قال دلني على ذلك العقل.المراد بالاستواء إيش؟الاستيلاء.ماالذي دلك على ذلك؟ قال العقلوهكذا.نقول إذًا هذا الكتاب العظيم الذي أنزله الله تعالى تِبياناً لكل شيء وشفاءً لما في الصدور ليس هوالطريق إلى معرفة الله-سبحانه وتعالى-بأسمائه وصفاته؟وإيش الطريق؟العقل!!وهذا من أكبرالقذف في القرآن والسُنة ألا نجعل القرآن والسنة هما المرجع بل نجعلُ ماتقتضيه العقول بل نجعل عقولنا القاصرة هيالمرجع!!. وهذا لازمٌ باطلٌ ولا صحيح؟هذا لازمٌ باطلٌ.

الثالث: أن النبي-صلى الله عليه وسلم-وخلفائه الراشدين وأصحابه وسلف الأمة وأئمتها كانوا قاصرين أو مُقصرين في معرفة وتبيين مايجب لله تعالى من الصفات أو يمتنع عليه أو يجوز؟إذ لم يرد عنهم حرفٌ واحدٌ فيما ذهب إليه أهلُ التعطيل في صفات الله تعالى وسمَّوه تأويلًا. وهذا لازمٌ باطلٌ أيضًا ؛لأنك إذا قلتَ:إنَّ الحقَ فيما قاله أهلُ التعطيل من تحريفِ النصوص وسمَّوه تأويلاً فإنه يُقال لك:هل سلكَ هذاالطريق رسول الله-صلى الله عليه وسلم-؟ سلكه الخلفاء ؟لا. الصحابة؟ لأ. أئمة المسلمين بعدهم؟لأ . إذن يلزم على كلامك أن ماكان النبي-صلى اللهعليه وسلم عليه وأصحابه والخلفاءِ الراشدون كان باطلا؟! وخطأ وأن الصواب معك؟ هذا لاشك لازمٌ باطلٌ لأنه يلزم منه تخطئة الرسول-صلى الله عليه وسلم-وأصحابه وخلفائه الراشدين وأئمة المسلمين من بعده!! فهم الآن إما قاصرون لايعرفون الحق وإما مُقصرون لم يُبيِّنوا الحق لأنهم كانوا عالمين به وكتموه فهم مقصرون وإن كانوا جاهلين فهم قاصرون ،وحينئذٍ إما أن يكون النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-وخلفاؤه الراشدون وسلف الأمة وأئمتها قاصرين لجهلهم بذلك وعجزهم عن معرفته أو مقصرين لعدم بيانه للأمة.وكلا الأمرين باطلٌ وإذا بَطل اللازم بطلَ الملزوم.
رد مع اقتباس