عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-08-2018, 05:20 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
root 23-التحفة السنية تابع المنصوبات -ظرف الزمان وظرف المكان

« ظرفُ الزمانِ، و ظرفُ المكانِ »
قال « بابُ ظرفِ الزمانِ، و ظرفِ المكانِ »

ظرُف الزمانِ هو: اسمُ الزمانِ المنصوبِ بتقديرِ« فى » نحو اليوم، والليلة، وغدوة، وبكرة، و سحرًا، وغدًا، و عتمةً، وصباحًا، ومساءًا، وأبدًا، و أمدًا، وحينًا وما أشبه ذلك.
وأقول: الظرفُ معناهُ فى اللغةِ: الوعاءُ، والمرادُ به فى عرفِ النحاةِ المفعولُ فيهِ، وهو نوعانِ: الأولُ: ظرفُ الزمانِ، والثانى: ظرفُ المكانِ.
أما ظرفُ الزمانِ: فهو عبارةٌ عن الاسمِ الذي يدلُّ على الزمانِ المنصوبِ باللفظِ الدالِّ على المعنى الواقعِ ذلكَ المعنى فيه، بملاحظةِ معنى « فى » الدالةُ على الظرفيةِ، وذلك مثلُ قولِكَ: « صمتُ يومَ الاثنينِ» فإن « يومَ الاثنينِ » ظرفُ زمانٍ مفعولٌ فيهِ، وهو منصوبٌ بقولِكَ « صمتُ » وهذا العاملُ دالٌّ على معنى وهو الصيامُ، والكلامُ على ملاحظةِ معنى « فى » أى: أن الصيامَ حدثَ فى اليومِ المذكورِ؛ بخلافِ قولِكَ: « يخافُ الكسولُ يومَ الامتحانِ » فإن معنى ذلك أنه يخافُ نفسَ يومِ الامتحانِ وليس معناه أنه يخافُ شيئًا واقعًا فى هذا اليومِ.

واعلمْ أن الزمانَ ينقسمُ إلى قسمينِ: الأولُ المُخْتَصُّ، والثانى المُبْهَمُ.

أما المُخْتَصُّ فهوَ « ما دلَّ على مقدارٍ مُعَيِّنٍ محدودٍ منَ الزمانِ ».

وأما المُبْهَمُ فهو « ما دلَّ على مقدارٍ غيرِ معينٍ ولا محدودٍ ».
ومثالُ
المُخْتَصِّ: الشهرُ، والسنةُ، واليومُ، والعامُ، والأسبوعُ.
ومثال
المُبْهَمِ: اللحظة، والوقت، والزمان، والحين.
وكلُّ واحدٍ منْ هذينِ النوعينِ يجوزُ انتصابُهُ على أنَّه مفعولٌ فيهِ.
وقد ذكرَ المؤلفُ من الألفاظِ الدالةِ على الزمانِ اثنى عشرَ لفظًا:
الأولُ « اليومُ » وهو من طلوعِ الفجرِ إلى غروبِ الشمسِ، تقولُ: « صمتُ اليومَ » أو « صمتُ يومَ الخميسِ » أو « صمتُ يومًا طويلًا ».
والثانى « الليلةُ » وهى منْ غروبِ الشمسِ إلى طلوعِ الفجرِ تقول « اعتكفتُ
الليلةَ البارحةَ » أو « اعتكفتُ ليلةً » أو « اعتكفتُ ليلةَ الجمعةِ ».
الثالث « غَدْوة » وهى الوقتُ ما بينَ صلاةِ الصبحِ وطلوعِ الشمسِ، تقول « زارني صديقي غَدوةَ الأحدِ » أو « زارني غَدْوةً ».
والرابع « بُكْرة » وهى أولُ النهارِ، تقول: « أزورك بكرةَ السبت »، و« أزورُكَ بُكرةً ».
والخامس « سَحَرًا » وهوآخرُ الليلِ قُبَيْلُ الفجرِ، تقولُ: « ذاكرتُ درسي سَحَرًا ».
والسادس « غدًا » وهو اسمٌ لليومِ الذي بعدَ يومِكَ الذي أنتَ فيهِ، تقول: « إذا جِئتني غدًا أَكْرَمْتُكَ ».
والسابع « عَتَمَة »وهي اسمٌ لثلثِ الليلِ الأولِ، تقول « سأزورُكَ عَتَمَةً ».
والثامن: « صَباحًا » وهو اسمٌ للوقتِ الذي يبتدئُ من أولِ نصفِ الليلِ الثاني إلى الزوالِ، تقول « سافر أخي صباحًا ».
والتاسع « مساءً » وهو اسمٌ للوقتِ الذي يبتدئُ منَ الزوالِ إلى نصفِ الليلِ، تقول: « وصل القِطارُ بنا مساءً ».
والعاشر « أبدًا »، والحادي عشر « أمدًا »:
وكلٌّ منهما اسمٌ للزمانِ المستقبلِ الذي لا غايةَ لانتهائِهِ، تقول: « لا أصحبُ الأشرارَ أبدًا » و « لا أقترفُ الشرَّ أمدًا ».
والثاني عَشْرَ: « حينًا » وهو اسمٌ لزمانٍ مُبْهَمٍ غيرُ معلومِ الابتداءِ ولا الانتهاءِ، تقول: « صاحبتُ عليًّا حينًا منَ الدهرِ ».
ويُلحقُ بذلك ما أشبَهَهُ من كلِّ اسمٍ دالٍّ على الزمانِ: سواءٌ أكان مُخْتَصًا مثلُ « صحوةً، وضحى » أم كان مبهمًا مثل
« وقت، وساعة، ولحظة، وزمان، وبُرهة »؛ فإن هذه وما ماثَلَهَا يجوزُ نصبُ كلَّ واحدٍ منها على أنه مفعولٌ فيه.

« ظرفُ المكانِ »
قال: وظرفُ المكانِ هو: اسمُ المكانِ المنصوبُ بتقديرِ « في »، نحو: أمامَ، وخلف، وقُدَّامَ، وَوَراءَ، وفوق، وتحت، وعندَ، وإزاءَ، وحِذاءَ، وتلقاءَ وثمَّ، وهُنا، وما أشبه ذلك.
وأقول: قد عرفتَ فيما سبقَ ظرفَ الزمانِ، وأنه ينقسمُ إلى قسمينِ:
مُخْتَصٌّ، والثانى مُبْهَمٌ.، وعرفتَ أنَّ كلَّ واحدٍ منهما يجوزُ نصبُهُ على أنَّهُ مفعولٌ فيهِ.
واعْلَمْ هنا أنَّ ظرفَ المكانِ عبارةٌ عن « الاسمِ، الدالِّ على المكانِ، المنصوبِ باللفظِ الدالِّ على المعنى الواقِع فيه بملاحظةِ معنى « في » الدالة على الظرفيةِ ».
وهو أيضًا ينقسمُ إلى قسمينِ: مختصٌ، ومبهمٌ؛ أما المختصُ فهو « ما له صورةٌ وحدودٌ محصورةٌ » مثل: الدار، والمسجد، والحديقة، والبستان؛ وأما المُبْهَمُ فهو: « ما ليس له صورةٌ ولا حدودٌ محصورةٌ » مثلُ: وراء، وأمام.
ولا يجوزُ أنْ ينُصْبَ على أنه مفعول فيه من هذين القسمين إلا الثاني، وهو المُبهَم؛ أمَّا الأولُ ـ وهو المختصُ ـ فيجبُ جرُّهُ بحرفِ جرٍّ يدلُّ على المرادِ، نحو: « اعتكفتُ في المسجدِ » و « زُرتُ عليًّا في دارِهِ ».
وقد ذكرَ المؤلفُ من الألفاظِ الدالةِ على المكانِ ثلاثةَ عشرَ لفظا:ً
الأول: « أمامَ » نحو « جلستُ أمامَ الأستاذِ مؤدَّبًا ».
الثاني: « خلفَ » نحو « سارَ المشاةُ خَلْفَ الرُّكْبَانِ ».
الثالث: « قُدَّامَ » نحو « مشى الشرطيُّ قُدَّامَ الأميرِ ».
الرابع: « وَرَاءَ » نحو: « وقفَ المصلونَ بعضهم وراءَ بعضٍ ».
الخامس: « فوقَ » نحو: « جلستُ فوقَ الكرسيِّ ».
السادس: « تحتَ » نحو: « وقفَ القطُّ تحتَ المائدةِ ».
السابع: « عِندَ » نحو: « لِمحمَّدٍ منزلةٌ عندَ الأستاذِ ».
الثامنُ: « معَ » نحو: « سار مع سليمانَ أخوه ».
التاسع: « إزاءَ » نحو: « لنا دارٌ إزاءَ النيلِ ».
العاشر: « حِذاء » نحو: « جلسَ أخي حِذاءَ أخيكَ ».
الحادي عشر: « تِلقاءَ » نحو « جلسَ أخي تِلقاءَ دارِ أخيكَ ».
الثاني عشر: « ثَمَّ » نحو قول الله تعالى" وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ".
الثالث عشر: « هُنا » نحو: « جلسَ محمدٌ هُنا لحظةً ».
ومثلُ هذه الألفاظ كلُّ ما دل على مكانٍ مبهم، نحو: يمينٍ، وشمالٍ.
رد مع اقتباس