عرض مشاركة واحدة
  #42  
قديم 06-13-2017, 09:04 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,232
Arrow

المتن
"تنبيه" عُلم مما سبق أن كل معطل ممثل، وكل ممثل معطل.
أما تعطيل المعطل فظاهر، وأما تمثيله فلأنه إنما عطل لاعتقاده أن إثبات الصفات يستلزم التشبيه فمثل أولاً، وعطل ثانيًا، كما أنه بتعطيله مثله بالناقص.

الشرح
واضح الآن؟ إذن وجه تمثيله أن هذا المُعطل فهم من نصوص الصفات أنها دالة ٌعلى التمثيل.ففهم من مثل قوله تعالى:"لِمَا خلقتُ بيديَ"أن إثبات اليد معناه التمثيل فذهب يُعطلها ويقول المُرادُ باليد القدرةُ أوالنعمة ُفصار تعطيله مبنيًّا على أي شيء؟ مبنيًّا على التمثيل.مَثَّلَ أولًا ؛وعطل ثانيًا.ثم نقول:إنكَ مُعطلٌ من وجهٍ آخر إذا كنتَ تعتقدُ أن إثبات الصفات يستلزم التمثيل فقد عطلت اللهَ من كماله الواجب ولا لأ؟ لأن أي إنسانٍ يعتقد أن صفات الله تعالى مماثلة لصفات المخلوق فهو معطلٌ للهِ عن كماله الواجب واضح الآن.هذا الرجل المعطل نقول:إنك ممثلٌ من وجهين:
الوجه الأول: أنكَ إنما عطلت بِناءً على أن النصوص تستلزم التمثيل.
الوجه الثاني:أنت إذا عطلت اللهَ عن كماله الواجب مثلته بالناقص فتكون ممثلًا من وجهين.هذا المعطل. طيب الممثل كيف كان معطلاً؟
المتن
وأما تمثيل الممثل فظاهر، وأما تعطيله فمن ثلاثة أوجه:
الأول: أنه عطل نفس النص الذي أثبت به الصفة، حيث جعله دالًّا على التمثيل مع أنه لا دلالة فيه عليه وإنما يدل على صفة تليق بالله عز وجل
.الشرح

طيب نأخذ مثلاً للممثل.قال الممثل في قوله تعالى:"ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ"استوى كاستوائنا على السرير نقول:أنت الآن ممثلٌ وأنت في نفس الوقت معطلٌ.كيف معطلٌ؟نقول:هل النص دل على ما ذكرتَ من التمثيل؟لأ مادل لأن لدينا أدلة كثيرة تدلُ على نفي مماثلةِ الله للخلق. إذًا عطلتَ النص عن مدلولهِ لأن دلالة النصِ على صفات الله-عزوجل-إنما تكون على صفاتٍ لا تُماثل صفات المخلوقين.فإذا جعلته دالًّا على صفاتٍ تُماثِلُ صفات المخلوقين فقد عطلته عن معناه الحقيقي.
المتن

الثاني: أنه عطل كل نص يدل على نفي مماثلة الله لخلقه.
الشرح
قال تعالى:"لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ".إذا قال هو:إن استواء الله على العرش كاستوائنا على السرير؛هل عطل هذه الآية "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ "؟ نعم.كيف كان تعطيله إياها؟ لأنها تدلُ على نفيِّ المماثلةِ؛ وهوأثبتَ المماثلة َ.
المتن
. الثالث: أنه عطل الله تعالى عن كماله الواجب حيث مثله بالمخلوق الناقص.
الشرح
وهذا تعطيلٌ ثالثٌ؛ إذا زعمَ أنَّ اللهَ استوى على العرش كاستوائه على السرير؛ فقد عطل الله عن كماله الواجب لأن تشبيهَ الكاملِ بالناقصِ يجعله ناقصًا كما هو معروفٌ. فصار تمثيل المعطل من وجهين:
الوجه الأول:أنه إنما عطل النصوص لاعتقاده أنها تدلُ على التمثيل فَمَثَّلَ أولًا ثم عطل ثانيًا؟
الوجه الثاني:أنه إذا عطل هذه النصوص فقد مَثَّل اللهَ بالناقص لأنه إذا عطله عن الكمال صار ناقصًا فمثَّل اللهَ تعالى بالناقص. تعطيل الممثل:- نقول للممثل:
إنك أولًا عطلتَ النص الذي أثبت به الصفة وزعمته دالًّا على التمثيل لأن النص لايدل على هذا لامن قريب ولامن بعيد.
ثانيًا أنه عطل إيش؟ كلَّ نصٍ يدلُ على نهيِّ التمثيل مثل "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ","وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ","هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا " إلى آخره.
ثالثًا أنه عطل اللهَ عن كماله الواجب كيف؟ لأنه إذا مثله بالناقص جعله ناقصًا.فصار الآن القاعدة عندنا:
كلُ مُعطلٍ ممثلٌ ؛وكلُ ممثلٍ معطلٌ.فالأول من وجهين؛ والثاني من ثلاثة أوجهِ.
انتهى الفصل الثالث
رد مع اقتباس