عرض مشاركة واحدة
  #44  
قديم 06-14-2017, 01:18 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,232
Arrow

المتن
ولنمثل بالأمثلة التالية فنبدأ بما حكاه أبو حامد الغزالي عن بعض الحنبلية أنه قال:إن أحمد لم يتأوَّل إلا في ثلاثة أشياء: "الحجرُ الأسودُ يمينُ اللهِ فِي الأرضِ".و"قلوبُ العبادِ بينَ إصبعينِ منْ أصابعِ الرحمنِ".و"إني أجدُ نفسَ الرحمنِ من قِبَلِ اليمنِ".
نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيميه
ص398جـ5 من مجموع الفتاوى. وقال: هذه الحكاية كذب على أحمد.
المثال الأول: "
الحجرُ الأسودُ يمينُ اللهِ فِي الأرضِ".
والجواب عنه: أنه حديث باطل، لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال ابن الجوزي في العلل المتناهية: هذا حديث لا يصح. وقال ابن العربي:
حديث باطل فلا يلتفت إليه، وقال شيخ الإسلام ابن تيمِيَّة: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد لا يثبت أهـ. وعلى هذا فلا حاجة للخوض في معناه.
-لما قرأ القاريء كلمة "صفحة" قرأها "ص" قال الشيخ العثيمين مصوبًا :إيش صاد؟! صاد أرنبا أوغزالا ؟!ترى هذه الرموز لاتنطق بها بشكل ؛الرمز- ينطق كاملًا- بعض الناس قال النبي صلى الله عليه وسلم يكتب "ص"صاد وبعضهم يكتب "صلعم"لا؛ الرموز تنطق بما جعلت رمزًا لها هذا فى مصطلح الحديث-
الشرح
طيب نبدأ الآن ذكرنا أن أهل التعطيل أوردوا على أهل السُنة والجماعة أمثلة؛ وقالوا:إنكم تأولتموها. وإيرادهم لذلك له غرضان:
الغرض الأول:أن يُلزِموا أهلَ السُّنةِ والجماعةِ بالتأويلِ فيما عداه ؛حيثُ قالوا:إنكم إذ أوَّلتم فى هذه النصوص فأوِّلوا في غيرها.فإن أوَّلتم فيها ولم تُأوِّلوا في غيرها فأنتم مُتحكمون تقولوا هذا نُأول وهذا لانُئول.فهذا تحكُم والتحكم في الأدلة غيرُجائزٍ.فإما أن تُجْرى مَجْرىً واحدًا وإلا فالتناقض.
الأمر الثاني:مما يهدفون إليه وهو أن أهل السُنة والجماعة يُداهنونهم.وإيش معنى يُداهنونهم؟ أي يسكتون عنهم فيقولون:أنتم تأولتم هذه النصوص فاسكتوا عنا لا تُنكروا علينا لأنكم فعلتم مثل فعلنا في هذه النصوص فلا حق لكم في الإنكار علينا.ونحن أجبنا بجوابٍ مُجمَلٍ كما سبق فقلنا: أولاً:رفض أن هذا من باب التأويل.
ثانيًا:أنه لو قُدِّرأنه من باب التأويل فقد دلَّ عليه النص إما دلالة َمتصلة وإما دلالة َمنفصلة.فجوابُنا الآن إما بالمنع أو بالتسليم مع الدليل.إيش هو المنع؟المنع بأن نقول:هذا ليس فيه تأويل لأن اللفظ لايدلُ على سواه؛ والتسليم أن نقول:نعم هذا تأويلٌ ولكن دلَّ عليه الدليل فلا مانع منه ولكن نحنُ نُنكرعليكم التأويل الذي ليس له دليلٌ. ثم أجبنا بجوابٍ مُفصلٍ عن كل مسألةٍ بعينها فبدأنا أولاً:بما حاكاه أبو حامد الغزالي عن بعض الحنبلية أنه قال:إن أحمد لم يتأول إلا في ثلاثةِ أشياءٍ:
الأول:مايُروى عن النبي-صلى الله عليه وسلم-أنه قال:"الحجرُ الأسودُ يمينُ اللهِ في الأرض". والثاني:"قلوبُ العبادِ بين أصبُعينِ من أصابعِ الرحمنِ".
والثالث:"وإني أجدُ نَفَسَ الرحمنِ من قِبَلِ اليمنِ". طيب كيف التأويلُ فيها؟ قالوا:الحجرُ الأسودُ يمينُ اللهِ في الأرض ؛ لايُرادُ به أن هذا هو يدُ الله اليُمنى في الأرض؛ قطعًا هذا لايُراد ولكنه بمنزلةِ يمين الله في كون الإنسان يستلمه.واستلامه إياهُ كأنهُ مُعاهدة بينه وبين ربه -عزوجل- أو تحيةً بالمُصافحة ؛فعُبِّرَعنه بأنه يمينُ.قالوا:هذا تأويلٌ.
الثاني:"قلوبُ العبادِ بين أصبُعين من أصابع الرحمن"وهو المُراد به كمالُ قدرةِ اللهِ تعالى في تصريفِ عباده ؛وليس المرادُ أن القلوب بين أصبُعين من أصابع الرحمن حقيقه
الثالث
إني أجدُ نفسَ الرحمن من قِبَلِ اليمن"قالوا:إن الرحمنَ ليس له نفسٌ ولكنَّ المُرادُ بذلك نصرُ اللهِ-عزوجل-فهذا تأويلٌ. ولنسمع أما الأول:فالجواب عنه أنه حديثٌ باطلٌ لايثبت عن النبي-صلى الله عليه وسلم-وحينئذٍ هل يصح إيراده على أهل السُنة؟ لأ ليش؟ يقولون:ماصح عن النبي-صلى الله عليه وسلم-.إذا لم يصح فكيف تُلزمونا بأننا صححناه وأولناه؟ فنحنُ نقول:إن هذاحديثٌ لايصح ولايثبت.قال ابنُ الجوزي في"العلل المتناهية"هذاحديثٌ لايصح وقال ابنُ عربي: حديثٌ باطلٌ فلا يُلتفتُ إليه وقال شيخُ الإسلام ابن تيميَّة:رُويَ عن النبي-صلى الله عليه وسلم-بإسنادٍ لايَثبُت. وعلى هذا فقد كُفِينا إياهُ بعدم ثبوته.وعلى هذا فلا حاجة للخوضِ في معناه لأنه ليس بثابتٍ ؛فضلاً عن أن نضرب له معنى.
رد مع اقتباس