عرض مشاركة واحدة
  #48  
قديم 06-14-2017, 01:41 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,232
Arrow

المتن
المثال الثالث: "إني أجد نَفسَ الرحمنِ من قِبَلِ اليمن".
الشرح
قالوا نَفَسَ الرحمن هل تأخذونه على ظاهره وتُثبتون للهِ تعالى نفسًا يأتي من جهة واحدة من قِبَل اليمن لأن هذا هو ظاهرُ الحديث؟ أهلُ السُنةِ والجماعةِ يقولون:لانُثبتُ هذا ؛ولكن ليس هذا ظاهِرُ الحديثِ كما زعمتم.فالآن المُعتركُ بين أهل السُنة وأهل التأويل.أهل التأويل يزعُمون أن ظاهرالحديث أن للهِ إيش؟نفسًا يأتي من قِبل اليمن ومعلومٌ أن النفسَ لايُمكن أن يوصف اللهُ به لأنه إنما يأتي من شيءٍ مجوفٍ يَحتاجُ إلى أن يُفَرَجَ عنه والله-عزوجل- مُنزهٌ عن هذا اللهُ أحدٌ صمدٌ فيقولون:هذا هو ظاهرُ الحديث فإما أن تأخذوا به وإما أن تقولوا إنه غير مُرادٍ وحينئذٍ تكونون قد أوَّلتم ووقعتم فيما تُنكرونه علينا.نشوف الجواب.
المتن
والجواب:أن هذا الحديث رواه الإمام أحمد في المسند:140- من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم "ألا إن الإيمان يمان، والحكمة يمانية، وأجد نفس ربكم من قبل اليمن".
الشرح
فهذه ثلاثة أشياءٍ كلها من قِبل اليمن:
1-الإيمان يمانٌ:قال العلماءُ-رحمهم الله-لأن الإيمان نَبَع من الحجاز ؛والحجازُ من قِبل اليمن لأنه قال الشام واليمن فكل الحجاز يُعتبر من منطقة اليمن.فالإيمانُ يمانٌ لأنه نَبَعَ من اليمن أي من الحجاز.
2-الحِكمة ُيَمَانية ٌ:الحكمة كما مرَّ علينا هي تنزيلُ الأشياء منازلها ؛ فأهلُ اليمن أهلُ حِكمةٍ وتأنٍ في الأمور وتقديرٍ لها وتنزيلٍ لها في منازلها.
3-أجدُ نَفَسَ ربكم من قِبل اليمن"أجدُ نفسَ ربكم" هذا محل المعترك بين أهل السُنة والجماعة وبين أهل التعطيل؛ مامعنى هذا الحديث؟يدَّعِي أهلُ التعطيلِ أنَّ ظاهره أنَّ للهِ نفسًا يأتي من قِبل اليمن وأنَّ اللهَ يتنفس ويأتي نفسه من قِبل اليمن.لكن هذا ليس هوظاهر الحديث لأن كل معنى فاسدٍ لايُمكن أن يكون هوظاهرُ الكتابِ والسُنةِ أبدًا.ومَنْ فهم من الكتاب والسُنة ظاهرًا يُنزَّهُ اللهُ عنه فقد ساء فهمه أو ساءَ قصدهُ ؛وأما مَنْ حَسُنَ قصدُهُ وصحَ فهمُهُ ؛فلن يفهم من نصوص الكتاب والسُنة ما لا يليقُ بالله أبدًا.
المتن
قال في مجمع الزوائد "رجاله رجال الصحيح غير شبيب وهو ثقة".

الشرح
مجمع الزوائد لابن حجر الهيثمي.الصحيح يعني رجال صحيح البخاري أوصحيح مسلم حسب الاصطلاح الذي إذا أطلقه صاحبُ الكتاب فهو يُريدُ به البخاري أو مسلم. على كل حال إذا كان رجاله رجال الصحيح فمعناه أن الحديث من حيث الرجال صحيحٌ ؛لكن لايلزم من كون الرجال رجال الصحيح أن يكون السندُ صحيحًا؛ لأنه ربما يكون هناك انقطاعٌ بين الراوي ومَنْ روى عنه.
فلنفرض مثلاً أن زيدًا وعَمْرًا وبكرًا وخالدًا من رجال الصحيح لكن إذا روى زيدٌ عن عمرو عن بكر عن خالد قد لايكون السندُ متصلاً وإن كان الرجالُ رجالَ الصحيح لكن الغالب أنهم لايقولون هذا إلا لقصد التوثيق بهذا السند لكن لايلزم من هذا أن يكون السندُ صحيحًا ولهذا يجب أن نتحرى في الرجال.إذا قالوا:إن الرجالَ رجالُ الصحيحِ ننظر أولًا:هل هذاصحيحٌ وأنه ينطبقُ عليهم أنهم من رجال الصحيح؟ثم ننظر إلى السند هل متصلٌ لأنه لايلزم من ثقات الرجال اتصالُ السند.
رد مع اقتباس