عرض مشاركة واحدة
  #49  
قديم 06-14-2017, 01:45 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,232
Arrow

المتن
رجاله رجال الصحيح غير شبيب وهو ثقة". قلت: وكذا قال في التقريب عن شبيب ثقة من الثالثة، وقد روى البخاري نحوه في التاريخ الكبير.
الشرح
التقريب لمَنْ؟ لابن حجر"تقريبُ التهذيب"عبارة عن ذُبدة لما في التهذيب من الحُكم بالتوثيق أو عدمه على الرجال، وقد روى البخاري نحوه في التاريخ الكبير. وهذا الحديث أهلُ السُنةِ والجماعةِ يُجرونَهُ على ظاهره كسائر النصوص؛ لكنهم يُخالفون أهلَ التعطيلِ في معناه. أهلُ التعطيل يزعمون أن ظاهر الحديث أن للهِ نفسًا يأتي من قِبل اليمن؛ ويقولون:هذا الظاهرُ غيرُمرادٍ حتى عندكم معشر أهلِ السُنةِ؛ لكننا نحنُ نقولُ لأ؛ ليس هذا هو ظاهرُ الحديث؛ بل نقول:إن الحديثَ ظاهره ماسنسمعه في المعنى .
المتن
وهذا الحديث على ظاهره والنَّفس فيه اسم مصدر نفس ينفس تنفسيًا، مثل فرج يفرج تفريجًا وفرجًا،
الشرح
التنفيس هذا المصدر؛ واسم المصدر نَفَسًا، عرفتم؟ "نفَّس"له مصدر وله اسمُ مصدر.مصدره تنفيسًا واسم مصدره نفَسٌ وهذا يوجد في الأفعال كثيرًا يكونُ لها مصدر ولها اسمُ مصدر.فكلم يُكَلِمُ المصدرُ تكليمًا ؛واسم المصدر كلام. سَلمَ يُسَلِّمُ تسليمًا ؛واسم المصدر سلام.
نظيرما نحنُ فيه؛ فرَّجَ يُفرِّجُ تفريجًا ؛واسم المصدر فَرَجًا. نَفَسَ يُنفِّسُ تنفيسًا ؛واسم المصدر نفسًا.إذًا نفَسَ بمعنى تنفيس لأن اسم المصدر بمعنى المصدر لكن يُخالفه في الصيغة فقط وإلا المعنى واحدٌ.فكلِمتُهُ تكليمًا وكلمتُهُ كلامًا بمعنى واحدٍ ؛لكن اختلفا في الصيغةِ.نفسَ يُنَفِّسُ تنفيسًا ؛ونفسَ يُنفِسُ نفسًا بمعنى واحدٍ لكن اختلفا في الصيغةِ هذا اسمُ مصدرٍ وهذا مصدر.
المتن
هكذا قال أهل اللغة كما في ؛النهاية"لابن الأثير؛ والقاموس ومقاييس اللغة.
الشرح
؛النهاية"لابن الأثير:قاموس لكنه ليس عامًّا في اللغةِ كلها قاموس لما جاء في ألفاظ الحديث من الغريب.الغريب المعنى الذي يُشكل. فصاحبُ النهاية-رحمه الله- هو ابنُ الأثير جمع الكلمات الغريبة في الأحاديث وفسرها.كذلك"القاموس المحيط" للفيروز آبادي.والغريب أن هذا الرجل فارسي ؛ويجمع قاموس اللغة العربية ؛وهذا من بركة القرآن لأن القرآن كتابُ الله تعالى المُنزَّلُ لجميع الخلق ؛يعتني به جميعُ المسلمين.وإذا اعتنوا به لزمَ من ذلك أن يعلموا اللغة العربية.
المتن
قال "ومقاييس اللغة" لابن فارس.
الشرح
ومقاييس اللغة" لابن فارس ؛مفيد لطالب العلم لأنه يذكُر المادة وجميع مشتقاتها فيقول لك مثلاً:فرَّجَ بمعنى نفَّسَ وأزال الكربة ثم يذكر اشتقاقاتها وهو مفيدٌ ولهذا يُسمى "مقاييس اللغة"وينفعُ الإنسان في معرفة اشتقاقات اللغة؛ وفيه أيضًا فائدة أخرى؛ كثرة ُالشواهد فيه من الشعر العربي.

المتن
قال في مقاييس اللغة: النَّفَس كل شيء يفرج به عن مكروب. فيكون معنى الحديث: أن تنفيس الله - تعالى - عن المؤمنين يكون من أهل اليمن.
الشرح
كل شيء يفرج به عن مكروب فهو نفسٌ إذن بمعنى التنفيس.فيكون معنى الحديث أن تنفيس الله تعالى عن المؤمنين يكون من أهل اليمن وهو كذلك.يقول شيخُ الإسلام ابن تيمية:وهذا هو الواقع فإن الأنصار الذين آووا المهاجرين ونصروهم كانوا من قحطان وقحطان من اليمن.فيكون المعنى أن الفرج للمؤمنين والتنفيس والنُصرة يكون من قِبل أهل اليمن.
المتن
قال شيخ الإسلام ابن تيميه: "وهؤلاء هم الذين قاتلوا أهل الردة، وفتحوا الأمصار، فبهم نفس الرحمن عن المؤمنين الكربات". أهـ. ص398جـ6 مجموع فتاوى شيخ الإسلام لابن قاسم
.الشرح
إذن الحديث ليس فيه تأوّيِلٌ ؛لأن المعنى الذي ادَّعى أهلُ التعطيل أنه ظاهرهُ معنى فاسدٌ ليس هو معناه ولايمكن أن يكون ظاهرُ الكتاب والسُنة معنى باطلاً لايليقُ بالله.والمعنى الذي يليقُ بالله والذي لايُخالفُ الظاهر بل يوافقه هو ما أشرنا إليه أن المراد بالنفس التنفيس والمعنى أن التنفيس عن المؤمنين وتفريج الكربات عنهم ونصرهم يكون من قِبَل اليمن,من أهل اليمن؛ سواءٌ في أول الإسلام كالأنصار الذين تلقوا المهاجرين أو كان فيما بعدُ كالذين قاتلوا أهل الردة.
رد مع اقتباس