02-رواية ورش الاستعاذة والبسملة

[أم أبي التراب]

أصول رواية ورش

الاستِعاذة وأحكامها

معناها : التحصن بالله , و الاعتصام به , و الالتجاء إليه؛ من الشيطان الرجيم .

صيغ الاستعاذة : لها صيغ عدة كلها جائزة ،والمختار لجميع القرَّاء،أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيمِ . لأن هذه الصيغة أقرب مطابقة للأمر الوارد في الآية الكريمة "فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ "النحل 98 .
حكمها:
اتفق العلماء على أن الاستعاذة مطلوبة ممن يريد القراءة،واختلفوا ؛هل هي واجبة أم مندوبة؟
فذهب جمهور العلماء ،وأهل الأداء إلى أنها مندوبة عند ابتداء القراءة ،وحملوا الأمر في قوله تعالى "فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ "النحل 98 .على الندب بحيث لو تركها القارئ لا يكون آثمًا .البدور الزاهرة للشيخ القاضي ص: 10 .
وذهب بعض العلماء إلى أنها واجبة عند ابتداء القراءة ،وحملوا الأمر في الآية المذكورة على الوجوب ، وعلى مذهبهم لو تركها القارئ يكون آثمًا.
وقال ابن سيرين :وهو من القائلين بالوجوب :لو أتى الإنسانُ بها مرة واحدة في حياته كفاه ذلك في إسقاط الواجب عنه .البدور الزاهرة للشيخ القاضي ص: 10 .
يقول الإمامُ الشَّاطبيُّ:
إذا ما أرَدْتَ الدَّهرَ تقرَأُ فاستعِذْ *جهارًا من الشيطانِ باللهِ مُسجَلا
على ما أتى في النَّحلِ يُسرًا وإن تزِدْ *لرَبِّك تنزيهًا فلَسْتَ مجهَّلَا .

*مواطن الجهر بالتعوذ و الإسرار به :
= مواطن الجهربالاستعاذة:
- إذا كان القارئ يقرأ جهرًا، وهناك من يستمع إلى قراءته.
- إذا كان القارئ في جماعة يتلون القرآن، و كان هو المبتدئ بالقراءة.
= مواطن الإسرار بالاستعاذة:
- إذا كان يقرأ سرًا، سواء كان منفردًا أو في مجلس.
- إذا كان خاليًا، سواء قرأ جهرًا أو سرًا.
- إذا كان في الصلاة، سواء كانت الصلاة سرية أو جهرية، و سواء أكان منفردًا أم مأمومًا أم إمامًا.
- إذا كان يقرأ وسط جماعة، و لم يكن هو المبتدئ بالقراءة.

*أوجه الاستعاذة:
للاستعاذة أربعة أوجه و ذلك إذا اقترنت بالبسملة و أول السور , و هي :

قِفْ وَ قِفْ : أي نقف على الاستعاذة و البسملة ...

قِفْ وَ صِلْ : أي نقف على الاستعاذة , و نصل البسملة بأول السورة ...

صِلْ وَ قِفْ: أي نصل الاستعاذة بالبسملة و نقف ...

صِلِ الجميع: أي عدم الوقف ...

و هذه الأوجه جائزة غير واجبة .

و يجب الانتباه إلى ضرورة الوقف مع التنفس عند وجود الوقف ... و قداتفق كل من ورش و قالون على الاستعاذة

* تنبيهات :

= عند البدء بسورة بلا بسملة " سورة التوبة " فلا تتوفر هنا الأربعة أوجه إنما ؛ الوقف أو الوصل ؛فقط .

= لا نصل الاستعاذة :بلفظ الجلالة :كقولنا " أعوذ بالله من الشيطان الرجيماللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ " البقرة 255.
أو بالضمير العائد إليه كقولنا "أعوذ بالله من الشيطان الرجيمإِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ "فصلت 47.
أو اسم نبي من الأنبياء كقولنا "أعوذ بالله من الشيطان الرجيممُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ " الفتح 29 .إنما نكتفي بالوقف فقط ...


نحو قوله الله - تعالى - "اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا"سورة البقرة 257.
وقوله - سبحانه - "الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى" سورة طه 5.
وقوله - سبحانه - "وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ" سورة الأنعام 59.
وقوله - سبحانه - "إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ" سورة فصلت 47.
-هنا-

فائدة:
لو قطع القارئ قراءته لعذر طارئ ،كالعُطاس أو التنحنح أو لكلام يتعلق بمصلحة القراءة ؛لا يعيد الاستعاذة .
أما لو قطعها إعراضًا عن القراءة، أو لكلام لا تعلق له بالقراءة ولو لِرَدِ السلام، فإنه يستأنف الاستعاذة-أي يعيد الاستعاذة.القبس الجامع لقراءة نافع من طريق الشاطبيةص 52 .

************

[أم أبي التراب]

البسملة

لورش بين كل سورتين: البسملة بأوجهها الثلاثة قطع الجميع، ووصل الجميع، والوقف على آخر السورة، ووصل البسملة بأول الثانية، وهذه الأوجه يشترك مع حفص فيها ويزاد له عليها:

السكت بدون بسملة:والسكت: هو ترك زمن أقل من زمن التنفس, فهو وقيفة لطيفة من غير تنفس بين السورتين.

، والوصل بدون بسملة :
فيكون لورش بين كل سورتين خمسة أوجه، وهذا الحكم عام بين كل سورتين ما عدا الأنفال وبراءة.

- فبين الأنفال وبراءة ليس لورش ولا غيره بسملة ولكن لهم فيها ثلاثة أجه:
- الوقف على آخر السورة
- الوصل بين السورتين بدون بسملة
- السكت أي وُقَيفَة لطيفة من غير تنفس بين السورتين بدون بسملة.

***********

*وفي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة :
من قرأ القرآن الكريم من وَسَط السورة ، فإنه يَبدأ بالاستعاذة من الشيطان ، ثم يقرأ ولا يُسَمِّي ؛ لقوله تعالى : " فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" .
وأما مَن قَرأ مِن أول السورة فإنه يُسَمِّي بعد الاستعاذة ، إلاَّ في أول سورة التوبة فلا تُشْرَع فيها تَسمية . اهـ .
وقال شيخنا العثيمين رحمه الله : الصحيح أن البسملة إذا قرأ الإنسان مِن أثناء السورة لا تُسْتَحَب ؛ لأن الله قال في كتابه "فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" ، ولم يأمر بِسِوى ذلك . والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد