|
#1
|
||||
|
||||
هل يصح أن يقال توكلت على الله ثم عليك ؟
سؤال :
هل يصح أن يقال توكلت على الله ثم عليك ؟ الجواب : أن هذا لا يصلح ؛ لأن الإمام أحمد وغيره من الأئمة صرحوا بأن التوكل عمل القلب . ما معنى التوكل ؟ هو تفويض الأمر إلى الله جل وعلا بعد بذل السبب ؛ إذا بذل السبب فوض العبد أمره إلى الله ، فصار مجموع بذله للسبب وتفويضه أمره لله مجموعهما التوكل ، ومعلوم أن هذا عمل القلب كما قال الإمام أحمد . ولهذا سئل الشيخ محمد بن ابراهيم مفتي الديار السعودية السابق رحمه الله تعالى عن هذه العبارة فقال : لا تصح لأن التوكل عمل القلب ، لا يقبل لأن يقال فيه ( ثم ) ؛ توكلت على الله ثم عليك . إنما الذي يقال فيه ( ثم ) ما يسوغ أن يُنسب للبشر . بعض أهل العلم في وقتنا قالوا : إن هذه العبارة لا بأس بها ؛ توكلت على الله ثم عليك ؛ ولا يُنظر فيها إلى أصل معناها وما يكون من التوكل في القلب ، إنما ينظر فيها إلى أن العامة حينما تستعملها ما تريد التوكل الذي يعلمه العلماء ، وإنما تريد ممثل معنى اعتمدت عليك ، ومثل وكلتك ونحو ذلك ، فسهلوا فيها باعتبار مايجول في خاطر العامة من معناها وأنهم لا يعنون التوكل الذي هو لله ؛ لا يصلح إلا لله ، لكن مع ذلك فالأولى المنع لأن هذا الباب ينبغي أن يُسد ، ولو فتح باب أنه يستسهل في الألفاظ لأجل مراد العامة ، فإنه يأتي من يقول مثلا ألفاظ شركية ويقول أنا لا أقصد بها كذا ، مثل الذين يظهر ويكثر على لسانهم الحلف بغير الله بالنبي أو ببعض الأولياء أو نحو ذلك يقولون لا نقصد حقيقة الحلف ، ينبغي وصف ما يتعلق بالتوحيد ، وربما ما يكون قد يخدشه أو يضعفه ، ينبغي وصد الباب أمامه حتى تخلص القلوب والألسنة لله وحده لا شريك له . المصدر : شرح كتاب ثلاثة الأصول لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله .
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
س : ما رأيكم في قول بعض الناس :" توكلت على الله ثم عليك "، ويقصدون بذلك قضاء حاجة أو غير ذلك من أمور الدنيا ، وفيما يقدر عليه البشر ؟ والله يحفظكم .
ج : اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين: أولهما : أنه لا يجوز أن يقول الإنسان : توكلت على الله ؛ ولو أتبعها بقوله : ثم عليك ؛ لأنها لم ترد في الكتاب والسنة إلا موجهة لله تعالى ، كما أن حقيقة التوكل تفويض الأمر كله لله ، وأن ما يعمله المرء بعد ذلك إنما هو سبب وامتثال ، والمخلوق لا يوجه له ذلك . والقول الثاني في المسألة : الجواز ، ولا يُنظر فيها إلى أصل معناها وما يكون من التوكل في القلب، إنما ينظر فيها إلى أن العامة حينما تستعملها لا تريد التوكل الذي يعرفه العلماء ، وإنما تريد مثل معنى أوكلت الأمر إليك ، ومثلها وكَّلْتُك ونحو ذلك ، فسهلوا فيها باعتبار مقصود المتكلم ،ولو صح القول الثاني فالأولى هو ترك هذه العبارة ؛ لما تشتمل عليه من الإيهام . والله أعلم .ملتقى أهل التفسير = هنا = وهنا =
__________________
|
|
|