#1
|
||||
|
||||
همزة " يوم الاثنين " وصلٌ
همزة " يوم الاثنين " وصلٌ ؛ لأنها من الأسماء العشرة التي نصَّ العلماء على وصل همزتها . وكونها صارت علمًا على اليوم لا يخرجها عن الوصل إلى القطع ؛ لأنها كانت في عائلة الاسمية ، ولم تخرج من عائلتها حتى نقول بقطعها .
وها أنا ذا أضع بين يديك نصَّ إمام النحاة « سيبويه » فاستمع إليه وهو يقول في كتابه ( 3 : 198 ) « إذا سميت رجلاً بـ ( اِضْرِبْ ) أو ( اُقْتُل ) أو ( اِذهَبْ ) لم تصرفها ، وقطعتَ الألفاتِ حتى يَصير بمنزلة الأسماء ؛ لأنك قد غيّرتها عن تلك الحال .. » . ثم يتابع قوله في ( 3 : 199 ) « لأنك نقلت فعلًا إلى اسمٍ ، ولو سميتَ رجلًا ( اِنطلاقًا ) لم تقطع الألف ، لأنك نقلت اسماً إلى اسم » . قرّر سيبويه أنك إذا سميتَ شخصًا بفعل مبدوء بهمزة وصل ، فإن همزتَه تصير بعد العلمية همزةَ قطع ؛ لأنك نقلت فعلًا إلى اسم . ولو سميتَ باسمٍ مبدوء بهمزة وصل فإن همزتَه تبقى بعد العلمية همزةَ وصلٍ كما كانت . وإليك كلام « ابن مالك » في « شرح الكافية الشافية » ( 1466 ) « وإذا سُمِّيَ بما أَوَّلُهُ همزةُ وَصْلٍ قُطِعَتِ الهمزةُ إنْ كانَتْ في منقولٍ من فِعْلٍ ، وإلاَّ استُصْحِبَ وَصْلُها . فيقال في ( اعْلمَ ) إذا سُمِّيَ به : هذا إعْلمُ ، ورأيتُ إعلمَ . ويقال في ( اخرج ) إذا سُمِّي به : هذا أُخْرُجُ . ويقال في المسمَّى بـ ( اقْتِرَاب ) و ( اعتِلاَء ) هَذا اقترابٌ ، ورأيتُ اقتراباً ، وهذا اعتلاءٌ ، ورأيت اعْتِلاءً . لأنه منقولٌ من اسميَّة إلى اسميَّة ، فلم يَتَطَرَّقْ إليه تَغَيُّرٌ أكثرُ من التعيين بعدَ الشِّياعِ . بخلافِ المنقولِ منَ الفعلية إلى الاسمية ، فإنَّ التسمية أحْدَثَتْ فيه مع التَّعْيين مالم يكن فيه من إعراب ، وغيره من أحوالِ الأسماء . فَرُجِعَ به إلى قِياسِ الهمزِ في الأسماء وهو القَطْعُ » ومثله في « التبصرة والتذكرة » (2: 542) و « حاشية الدسوقي على المغني » (3: 490) و « حاشية الصبان على الأشموني » (3 : 208) . وهذه النصوص واضحة في أن همزةَ ( يوم الاثنين ) وما سُمِّي به من المصادر مثل ( كلية العلوم الاجتماعية ) و ( ابتسام " و "ابتهال " همزةُ وصلٍ . أُبقيت فيها همزةُ الوصل على حالها لعدم نقل الكلمة من قبيل إلى قبيل فاستصحبت ما كان ثابتًا لها قبل العملية " . اهـ . أعتقد أن هذا النص قد أوضح لنا بالأدلة أنّ همزة " يوم الاثنين " هي همزة وصل لأنها لم تنتقل من باب الاسمية إلى باب الفعلية . أرجو أن تكون المسألة قد اتضحت للجميع بما لا يدع مجالا للشك ، وإن كان هناك رأي آخر مبني على الأدلة ونصوص الأقدمين فلا بأس في أن نتحاور فيه،ونفيد مما يطرحه الإخوة الكرام ، وعلماؤنا الأفاضل . ملتقى أهل اللغة =
__________________
|
|
|