#20
|
||||
|
||||
![]() الـدرس الثامن عشر مـن كتــاب المختصــر في النحــو بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد لله رب العالمين ، وصلاة وسلامًا على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين . مرحبًا بكم أيها الإخوة والأخوات في هذه الدورة العلمية المباركة . وهذا هو الدرس الثامن عشر من دروس النحو من كتاب المختصر في النحو‹ وفي هذا الدرس نتعرف إن شاء الله تعالى على: الاستثناء . قال المصنف عفا الله عنه : النوع التاسع عشر : 《 الاستثناء 》 وفيه سبعة مسائل : المسألة الأولى : ما هو الاستثناء ؟ قال : الاستثناء هو : إخراج بعض أفراد العام ب(إلا) أو إحدى أخواتها . ولولا ذلك الإخراج لكان داخلا فيما قبل الأداة . ومن ذلك قولك : حضر القومُ إلا زيدًا . وقام الطلابُ غيرَ زيدٍ . هنا إذا تأملت المثال الأول وجدت ما قبل (إلا) عاما يفيد حضور جميع القوم . ولكن لما ذكرت أداة الاستثناء ( إلا ) أخرجت بعض أفراد هذا العموم من هذا الحكم وهو : الحضور . وهذا يسمى : بالاستثناء . وكذلك إذا تأملت المثال الثاني وجدت ما قبل ( غير ) وهي من أدواة الاستثناء ، عامًّا يفيد قيام جميع الطلاب . ولكن لما ذكرت أداة الاستثناء ( غير ) أخرجت بعض أفراد هذا العموم من هذا الحكم وهو : القيام . المسألة الثانية : ما هي أنواع الاستثناء ؟ الاستثناء ثلاثة أنواع : الأول : استثناء تام مُثبَت . وهو ما ذكر فيه المستثنى منه ، ولم تُسبَق أداته : بنفي . أو نهي . أو استفهام . أو دعاء . ومنه قولك : ( جاءَ القومُ إلا زيدًا ) فهذا استثناء تام مثبت . وذلك لأنه ذكر فيه : المستثنى منه . ولم تسبق أداته وهي : ( إلا ) بنفي . أو نهي . أو استفهام . أو دعاء . النوع الثاني : استثناء تام منفي . وهو ما ذكر فيه المستثنى منه . وسُبِقَت أداته : بنفي أو نهي . أو استفهام . أو دعاء . ومنه قولك : ( لم يَقُمِ الحاضرون إلا زيدًا ) أو ( زيدٌ ) فهذا استثناء تام منفي . لماذا ؟ لأنه ذكر فيه المستثنى منه . و سبقت الأداة وهي ( إلا ) بنفي وهو حرف الجزم : ( لم ) أما النوع الثالث فهو : استثناء ناقص منفي وهو : ما لم يذكر فيه المستثنى منه . وسبقت أداته : بنفي . أو نهي . أو استفهام . أو دعاء . ومنه قولك : لم يحضُرْ إلا محمدٌ فهذا استثناء ناقص منفي . لماذا ؟ لأنه لم يذكر فيه المستثنى منه لذلك ناقص . وسبقت أداته بنفي لذلك هو منفي . إذن عندنا الاستثناء ثلاثة أنواع : استثناء تام مثبت . و استثناء تام منفي . و استثناء ناقص منفي . التام هو : ما ذكر فيه المستثنى منه . و المثبت هو : ما لم يسبق بأداة : نفي ، أو نهي ، أو استفهام ، أو دعاء و المنفي هو : ما سبق بأداة : [نفي ، أو نهي ، أو استفهام ، أو دعاء] و الناقص هو : ما لم يذكر فيه المستثنى منه . قال : المسألة الثالثة : ما هي أركان الاستثناء ؟ قال : أركان الاستثناء ثلاثة وهي : المستثنى منه . وأداة الاستثناء . والمستثنى . أما المستثنى منه فهو : الاسم العام الذي يكون قبل أداة الاستثناء . وأما أداة الاستثناء فهي : الأداة التي تستثني بعض أفراد العام من العموم . وأما المستثنى فهو : الاسم المراد إخراجه من أفراد العام ويكون بعد أداة الاستثناء . ومن ذلك قولك : ( جاءَ الوفدُ إلا عمروًا ) فالمستثنى منه في هذا المثال هو : ( الوفد ) و أداة الاستثناء هي : ( إلا ) والمستثنى هو : ( عمرو ) ونوع الاستثناء : تام مثبت . ومن ذلك أيضا قولك : ( ما فازَ الطلابُ إلا زيدٌ ) فهنا المستثنى منه : ( الطلاب ) و أداة الاستثناء ( إلا ) . والمستثنى : ( زيد ) ونوع الاستثناء : تام منفي . تام : لأجل أن المستثنى ذكر فيه . منفي : لأجل أنه سُبق بأداة نفي وهي : ( ما ) . ومن ذلك أيضا تقول : ( لمْ ينجحْ سِوى سعدٌ ) هنا لم يُذكر المستثنى منه ، لذلك هذا يسمى : استثناء ناقصا . و أداة الاستثناء هي : ( سِوى ) والمستثنى هو : ( سعد ) وهذا استثناء ناقص منفي . ناقص : لأجل أنه لم يذكر فيه المستثنى منه . ومنفي : لأجل أنه سُبق بحرف نفي وهو : ( لم ) . ومن ذلك أيضا تقول : ( أكرمني الأمراءُ عدا محمودٍ ) فهنا المستثنى منه : ( الأمراءُ ) و أداة الاستثناء : ( عدا ) المستثنى : ( محمود ) ونوع الاستثناء : تام مثبت . لماذا ؟ لأجل أنه ذكر فيه المستثنى منه . ولم يُسبق بأداة : نفي . أو نهي . او استفهام . أو دعاء . المسألة الرابعة : ما هي أدوات الاستثناء ؟ قال : أشهر أدوات الاستثناء ثمانية وهي على ثلاثة أنواع : الأول : ما يكون حرفا دائما وهو : ( إلا ) الثاني : ما يكون اسما دائما وهو : [سِوى ، وسُوى ، وسَواء ، وغير ] وهذه الثلاثة بمعنى واحد .. ( سِوى ) بكسر السين . ( وسُوى) بضم السين . النوع الثالث : ما يكون حرفا تارة وفعلا تارة . وهي : [ خلا ، وعدا ، وحاشا ] المسالة الخامسة : ما إعراب المستثنى ب( إلا ) ؟ قال : المستثنى ب(إلا) له ثلاثة أحوال : الحال الأولى : وجوب النصب على الاستثناء إذا كان الاستثناء ( تاما مثبتا ) يعني متى كان الاستثناء تاما مثبتا وجب نصب المستثنى . ومن ذلك قولك : ( سافرَ الطلابُ إلا زيدًا ) فهنا الاستثناء : تام مثبت . و يكون إعراب هذا المثال على النحو التالي : ( سافرَ ) فعل ماض مبني على الفتح . و (الطلابُ ) فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة . و ( إلا ) حرف استثناء مبني على السكون لا محل له من الإعراب . و ( زيدًا ) مستثنى منصوب بالفتحة الظاهرة . ومن ذلك أيضا تقول : جاءَ الأبطالُ إلا عمروًا ( عمروًا ) هنا مستثنى منصوب بالفتحة الظاهرة . لماذا ؟ لأن الاستثناء : ( تام مثبت ) أما الحال الثانية فهي : جواز النصب على الاستثناء ، وجواز إعرابه بدلا . ذلك إذا كان الاستثناء ( تاما منفيا ) أي إذا كان الاستثناء ( تاما منفيا ) ، فهنا : يجوز إعراب المستثنى منصوبا . ويجوز إعرابه بدلا . من ذلك تقول : ( ما سافرَ الطلابُ إلا زيدٌ ) أو ( زيدًا ) لماذا ( زيدٌ ) أو ( زيدًا ) ؟ لأجل أن الاستثناء : ( تام منفي ) لذلك : يجوز إعراب المستثنى : مستثنى منصوبا بالفتحة الظاهرة . ويجوز إعرابه بدلا . ويكون الإعراب كالتالي : ( ما ) حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب . و ( سافرَ ) فعل ماضٍ مبني على الفتح . و ( الطلابُ ) فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة . و ( إلا ) حرف استثناء مبني على السكون لا محل له من الإعراب . و ( زيدٌ ) بدل من الطلاب مرفوع بالضمة الظاهرة . هذا على البدلية . أما على الاستثناء فنقول : مستثنى منصوب بالفتحة الظاهرة . ومن ذلك أيضا : ( ما جاءَ الأبطالُ إلا عمروٌ ) أو ( عمروًا ) فهنا : يجوز إعراب ( عمروًا ) مستثنى منصوبا بالفتحة الظاهرة . ويجوز إعرابه (عمروٌ) بدلا مرفوعا بالضمة الظاهرة . وذلك لأجل أن الاستثناء ( تام منفي ) أما الحال الثالثة فهي : وجوب إعرابه على حسب ما يقتضيه العامل المذكور قبل ( إلا ) إذا كان الاستثناء ( ناقصا منفيا ) فهنا يجب إعراب المستثنى على حسب ما يقتضيه العامل المذكور قبل (إلا) : فإذا كان العامل يقتضي رفع المستثنى على الفاعلية ، وجب رفعه . وإذا كان العامل يقتضي نصب المستثنى على المفعولية ، وجب نصبه . وإذا كان العامل يقتضي جر المستثنى بحرف الجر ، وجب جره . يعني من باب التسهيل : احذف أداة النفي . واحذف أداة الاستثناء . وأعرب الجملة . من ذلك قولك : ( ما سافرَ إلا زيدٌ ) هنا ( زيدٌ ) ماذا تعرب ؟ تعرب : فاعلا مرفوعا بالضمة الظاهرة . لماذا ؟ لأن الاستثناء هنا ( ناقص منفي ) فيعرب المستثنى على حسب ما يقتضيه العامل المذكور قبل ( إلا ) كما قلت : احذف حرف النفي . واحذف أداة الاستثناء . إذن صارت الجملة : ( سافرَ زيدٌ ) ( زيدٌ ) تعرب : فاعل . من ذلك أيضا تقول : ( ما رأيتُ إلا زيدًا ) احذف ( ما ) واحذف ( إلا ) صارت : ( رأيتُ زيدًا ) ( زيدًا ) تعرب : مفعولا به منصوبا بالفتحة الظاهرة . ⛳️ ومن ذلك أيضا قولك : ( ما مررتُ إلا بزيدٍ ) احذف ( ما ) واحذف ( إلا ) تصير الجملة : ( مررتُ بزيدٍ ) ( زيدٍ ) تعرب : اسما مجرورا بالكسرة الظاهرة المسألة السادسة : ما إعراب المستثنى بسِوى وسُوى وسَواء وغير ؟ قال : المستثنى بسِوى وسُوى وسَواء وغير يجب جره . يعني ما بعد هذه الأدوات يجب جره . أما الأداة : سوى ، وسوى ، وسواء ، وغير . فتعرب إعراب الاسم المذكور بعد إلا كما تقدم . فإذا كان الاستثناء تاما مثبتا : وجب نصب الأداة على الاستثناء . وإذا كان الاستثناء تاما منفيا : جاز نصب الأداة على الاستثناء ، وجاز إعرابها على البدلية . وإذا كان الاستثناء ناقصا منفيا : وجب إعراب الأداة على حسب العامل المذكور قبلها . ومن ذلك قولك : جاء القوم سوى زيدٍ . وما جاء القوم غير زيدٍ . وما جاء غير زيدٍ . وما رأيت غير زيدٍ . وما سلمت على غير زيدِ . فهنا إذا تأملت المستثنى وجدته مجرورا . لماذا ؟ لأنه وقع بعد أداة من هذه الأدوات : [ سوى ، وغير ] . أما أداة الاستثناء في المثال الأول : ( جاء القوم سوى زيد ) فتعرب (سِوَى) : مستثنى مبني على السكون في محل نصب . هنا يجب نصبها . لماذا ؟ لأن الاستثناء تام مثبت . أما أداة الاستثناء في المثال الثاني : فيجوز نصبها على الاستثناء ، ويجوز إعرابها بدلا . لماذا ؟ لأن الاستثناء تام منفي . وأما أداة الاستثناء في المثال الثالث : ( ما جاء غيرُ زيد ) فيجب رفعها . لماذا ؟ لأن الاستثناء ناقص منفي ، والعامل يقتضي الرفع . فتعرب : فاعلا مرفوعا بالضمة الظاهرة . وأما أداة الاستثناء في المثال الرابع : ( ما رأيت غير زيد ) فيجب نصبها على الاستثناء . لماذا ؟ لأن الاستثناء ناقص منفي ، والعامل يقتضي النصب . فتعرب الأداة مفعولا به منصوبا بالفتحة الظاهرة . وأما أداة الاستثناء في المثال الخامس : فيجب جرها . لماذا ؟ لأن الاستثناء ناقص منفي ، والعامل يقتضي الجر . تعرب الأداة : اسما مجرورا بالكسرة الظاهرة . المسألة السابعة : ما إعراب المستثنى بعد [عدا وخلا وحاشا ] ؟ قال : المستثنى بعد : [ عدا، وخلا ، وحاشا ] يجوز نصبه ويجوز جره . وذلك لأن هذه الأدوات تكون : أفعالا تارة وحروفا تارة . فإذا كانت أفعال : وجب نصب ما بعدها على أنه مفعول به ، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره : [ هو ] وإذا كانت حروفا : وجب جر ما بعدها على أنه اسم مجرور . ومن ذلك تقول : ( أكرمت الطلاب عدا زيدًا ) أو ( زيدٍ ) فهنا المستثنى بعد ( عدا ) يجوز نصبه ويجوز جره . إذا أردنا أن ننصبه يكون الإعراب كالتالي : نقول : ( عدا ) فعل ماض مبني على السكون . والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : [ هو ] و ( زيدًا ) يعرب مفعولا به منصوب بالفتحة الظاهرة . وإذا أردنا جره فيكون الإعراب كالتالي : ( عدا ) حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب . و ( زيد ) اسم مجرور بالكسرة الظاهرة . إذن أداة الاستثناء : عدا ، وخلا ، وحاشا إذا أعربناها فعلا فلابد أن نعرب ما بعدها مفعولا به . وإذا أعربناها حرفا فلا بد أن نعرب ما بعدها اسما مجرورا . ☄ وهنا فائدة : ما الحكم إذا سبقت عدا وخلا وحاشا ( بما ) المصدرية ؟ قال : إذا سبقت أداة من هذه الأدوات بما المصدرية : وجب نصب ما بعدها . لماذا ؟ لأن ما المصدرية لا تدخل إلا على الأفعال . تقول مثلا : ( أكرمتُ الطلابَ ما عدا زيدًا ) هنا يجب النصب . لماذا ؟ لأن ( عدا ) سبقت بما المصدرية . وما المصدرية هذه لا تدخل إلا على الأفعال . فتعين إعراب ( عدا ) هنا فعلا ماضيا . لذلك يعرب ما بعدها : مفعولا به . وتقول أيضا : ( جلسَ القومُ ما خلا عمروًا ) ( خلا ) هنا سُبقت بما المصدرية . فتعرب فعلا . لذلك يعرب ما بعدها وهو ( عمروًا ) مفعولا به . تقول أيضا : أسعدتُ القومَ ما حاشا البائسَ فهنا ( حاشا ) سُبقت بما المصدرية . لذا يجب إعرابها فعلا وإعراب ما بعدها مفعولا به . إذن نستطيع أن نلخص درس الاستثناء في عدة أمور : الأول : تعريفه : وهو إخراج بعض أفراد العام بإلا أو إحدى أخواتها . لولا ذلك الإخراج لكان داخلا في ما قبل الأداة . الثاني : أركانه : مستثنى منه . وأداة الاستثناء . ومستثنى . الثالث : أدواته : إلا . وسوى . وسوى . وسواء . وغير . وخلا . وعدا . وحاشا . الرابع : إعرابه : إذا كان الاستثناء تاما مثبتا : فيجب نصب المستثنى . إذا كان الاستثناء تاما منفيا : جاز نصب المستثنى وجاز إعرابه على البدلية . وإذا كان الاستثناء ناقصا منفيا : وجب إعراب المستثنى على حسب ما يقتضيه العامل المذكور قبل ( إلا ) . الخامس : المستثنى بعد : سوى وسوى وسواء وغير، يجب جره . أما هذه الأدوات : فتعرب إعراب الاسم المذكور بعد إلا كما تقدم . السادس : المستثنى بعد [ عدا ، وخلا ، و حاشا ] يجوز نصبه ويجوز جره . يجوز نصبه إذا أعربت الأداة فعلا . ويجوز جره إذا أعربت الاداة حرفا . أما إذا سبقت هذه الأدوات ( بما ) المصدرية ، فهنا يجب إعراب ما بعدها مفعولا به . أسئــلة الــدرس الســؤال الأول : عين : المستثنى ، والمستثنى منه ، وأداة الاستثناء في الجمل الآتية ، واضبط كل منها بالشكل : ▫️ الأولى : كلمت الطلاب سوى طالب . ▫️ الثانية : ما زارني أحد في مرضي إلا ابنك . ▫️ الثالثة : لم يكرّمني في نجاحي إلا المدير . ▫️ الرابعة : لم يذبح الجازر سوى بقرة . ▫️ الخامسة : قام الرجل الليل غير ساعة . ▫️ السادسة : ما قام القوم غير رجل . ✒️ الســـؤال الثــاني : اعرب الجمل الآتية : ▫️ الأولى : نجح الطلاب إلا زيدا . ▫️ الثانية : سافر الوفد إلا رجلا . ▫️ الثالثة : ما سلمت إلا على زيد . ▫️ الرابعة : ما أكرمت إلا سعدا . نكتفي بهذا القدر والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|