#8
|
||||
|
||||
![]() المبحـــث الثالـــث مصـــادر التشـــريع تعريــف مصــادر التشــريع : المـراد بمصـادر التشـريع : الطـرق التـي تسـتفاد وتسـتنبط مـن خلالهـا حقائـق التشـريع الإسـلامي . أقســام مصـــادر التشـــريع : تنقسـم مصـادر التشـريع باعتبـار مـا اتُّفِـقَ عليـه ، ومـا لـم يُتَّفَـق عليـه ، وذلـك بيـن الأئمـة المعتبريـن ، إلـى ثلاثـة أقسـام : * مـا اتفـــق عليــه أئمــة المســلمين : الكتـــاب ، والســنة . * مـا اتفــق عليــه جماهيــر العلمـــاء ـ بعــد الكتـاب والســنة ـ : الإجمـــاع ، والقيـــاس . * مـا اختلــف فيــه علمـــاء المســلمين : قـول الصحابـي ، شـرع مَـنْ قَبْلَنـا ، الاسـتصحاب ، المصالـح المرسـلة ، العـرف ، سـد الذرائـع . التأسيس في أصول الفقه ... / ص : 98 / بتصرف . المصـــدر الأول : القـــرآن الكريــم القـرآن الكريـم هـو المصـدر الأول للتشـريع ـ وهـو كـلام الله تعالـى ـ المُنَـزَّل علـى رسـولِهِ محمـد بـن عبـد الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، ليكـون هدايـة للعالميـن . وأنـواع الأحكـام التـي جـاء بهـا القـرآن ثلاثـة : أ ـ أحكـام اعتقاديـة : وهـي مـا تتعلـق بالإيمـان بالله وملائكتـه وكتبـه ورسـله ... . ب ـ أحكـام خُلُقِيَّـة : وهـي مـا تتعلـق بأعمـال القلـوب والحـث علـى مكـارم الأخـلاق ... . " إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ " سورة الحجرات / آية : 12 ، " وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ "سورة الهُمزة / آية : 1 . ج ـ أحكـام عمليـة : وهـي مـا تتعلـق بأفعـال الجـوارح مـن الأوامـر والنواهـي والتحذيـرات ... وهـذه مباحـث علـم الفقـه * دَلالــة القــرآن علـى الأحكــام : لا خـلاف فـي أن القـرآن الكريـم هـو عمـدة الشـريعة وأصـل أدلتهـا ، وآيـات القـرآن جميعهـا قطيعـة الثبـوت ، ونَقْلهـا عـن رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ نقـلاً متواتـرًا ، وقـد أجمـع المسـلمون علـى هـذا . وأما آيـات القـرآن الكريـم مـن جهـة دَلالتهـا علـى مـا تضمنتـه مـن أحكـام ، فتنقسـم إلـى قسـمين : الأول : آياتـه تـدل علـى قطعيـة الحكـم ، بحيـث لا يحتمـل تأويـلاً ، ولا مجـال لفهـم معنـى آخـر منه . كمـا فـي قولـه تعالـى { وَلَكُـمْ نِصْـفُ مَـا تَـرَكَ أَزْوَاجُكُـمْ إِن لَّـمْ يَكُـن لَّهُـنَّ وَلَـدٌ... } .سورة النساء / آية : 12 . فدَلالـة الآيـة واضحـة لا تحتمـل تأويـلاً علـى أن الـزوج إذا ماتـت زوجتـه ، ولـم يكـن لهـا ولـد ، ذكـرًا أو أنثـى ، فلـه نصـف تركتهـا . الثانــي : آياتـه دلالتهـا علـى الحكـم ليسـت قطعيـة ، وهـو كـل آيـة اشـتملت علـى لفـظ ، يحتمـل أكثـر مـن معنـى . كمـا فـي قولـه تعالـى { وَالْمُطَلَّقَـاتُ يَتَرَبَّصْـنَ بِأَنفُسِـهِنَّ ثَلاَثَـةَ قُـرُوَءٍ ... } .سورة البقرة / آية : 228. فلفـظ " قُـرُوَءٍ " جمـع قُـرْء ، والقُـرْءُ فـي اللغـة العربيـة يطلـق بمعنـى : الطُّهْـر ، ويطلـق بمعنـى الحيـض . فمـن فسـر " قُـرُوَءٍ " " بالحيضـات " كالأحنـاف والحنابلـة ، كـان المعنـى عندهـم : علـى المطلقـات أن يمكثـن بعـد طلاقهـن مــدة ثـلاث حيضـات بـدون زواج ثـم بعـد ذلـك يتزوجـن إذا شـئن . ومـن فسـر " قُـرُوَءٍ " بمعنـى الطُّهـر ، كالمالكيـة والشـافعية ، كـان المعنـى عندهـم : علـى المطلقـات أن يمكثـن بعـد طلاقهـنَّ مـدة ثلاثـة أطهـار ثـم بعـد ذلـك يتزوجـن إذا شـئن . فلفـظ " قُـرُوَءٍ " يحتمـل أن يـراد بـه الأطهـار ، ويحتمـل أن يـراد بـه الحيضـات ، فمـع هـذا الاحتمـال تكـون دِلالـة الآيـة علـى الحكـم ظنيـة لا قطعيـة . وهكـذا نـرى آيـات القـرآن الكريـم جميعهـا قطعيـة الثبـوت مـن جهـة نقلهـا عـن النبـي ـ صلى اللهعليه وعلى آله وسلم ـ نقـلاً متواتـرًا كمـا أنزلهـا الله تعالـى علـى رسـوله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ عـن طريـق جبريـل ـ عليه السلام ـ . وأمـا مـن جهـة دلالتهـا علـى مـا تضمنتـه مـن أحكـام ، فتـارة تكـون قطعيـة الدلالـة علـى الحكـم ، وهـذا هـو الأغلـب والأعـم ، وتـارة تكـون ظنيـة الدلالـة .الوجيز في أصول الفقه / ص : 163 / بتصرف .
__________________
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|