#3
|
||||
|
||||
![]() تعريف التوحيد *التوحيد في اللغة التوحيد : مصدر وحَّد ، يوحِّد ، وهو جعل الشيء واحدًا .لسان العرب / مادة : وحَّد . *التوحيد في الاصطلاح التوحيد : هو الإيمان بوجود الله ، وإفراده بالربوبية والألوهية ،والإيمان بجميع أسمائه وصفاته – التي أثبتها لنفسه - .تسهيل العقيدة الإسلامية / د . عبد الله بن عبد العزيز الجبرين أو : هو إفراد الله تعالى بما يختص به . فتاوى أركان الإسلام / للشيخ محمد بن صالح العثيمين / ص : 9 . وورد في القول المفيد على كتاب التوحيد ج : 1 / ص : 56 : والعبادة الخالصة الحقة ، مبنية على التوحيد ، فكل عبادة لا توحيد فيها فهي باطلة . عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " قال الله تعالى : أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، مَنْ عمل عملاً أشرك فيه مَعِيَ غَيري ، تركته وشركه " . صحيح مسلم / كتاب : الزهد / باب : من أشرك في عمله غير الله / حديث رقم : 2289 . ا . هـ . وقد بقي النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ في مكةَ بعد البعثةِ ثلاثة عشرَ عامًا يدعو الناسَ إلى التوحيد ، وإصلاح العقيدة ، لأنها الأساس الذي يقوم عليه بناء الدين وقد احتذى الدعاةُ والمصلحون في كل زمان حذو الأنبياء والمرسلين ، فكانوا يبدؤون بالدعوة إلى التوحيد ، وإصلاح العقيدة ، ثم يتجهون بعد ذلك إلى الأمر ببقية أوامر الدين . أنواع التوحيد أنواع التوحيد تدخل كلها في تعريف عام وهو :إفراد الله سبحانه وتعالى بما يختص به . هناك من أهل العلم من قسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام وهي : 1ـ توحيد الربوبية . 2ـ توحيد الألوهية . 3 ـ توحيد الأسماء والصفات . وقد اجتمعت هذه الأنواع الثلاثة في قوله تعالى "رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا " سورة مريم / آية : 65 . قال الشيخ العثيمين : والعلماء ـ علموا ذلك التقسيم ـ بالتتبع والاستقراء والنظر في الآيات والأحاديث فوجدوا أن التوحيد لا يخرج عـن هذه الأنواع الثلاثة .ا . هـ .فتـاوى العقيـدة للشـيخ العثيميـن : ص : 6 . ومن العلماء من قسم التوحيد إلى قسمين فقط وهما: -توحيد المعرفة والإثبات وهو يقابل: توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات - توحيد الطلب والقصد وهو يقابل: توحيد الألوهية * قال ابن أبي العز الحنفي في شرحه على العقيدية الطحاوية: ثم التوحيد الذي دعت إليه رسل الله، ونزلت به كتبه نوعان: 1/ توحيد في الإثبات والمعرفة. 2/ وتوحيد في الطلب والقصد. وهذا التقسيم إنما هو للتفهيم والبيان ، وإلا فالله لايقبل التوحيد من إنسان أخل بأحد أنواعه . ما حقيقة أنواع التوحيد الثلاثة ؟ أولاً : توحيد الربوبية هو الإيمان بأن الرب هو الخالق ، الرازق ، المحيي ، المميت ، مُنَزِّل الكتب ، مرسل الرسل ، المجازي في الدنيا والآخرة ، وإفراده سبحانه بكل هذا . فتوحيد الربوبية : كل ما نزل من الرب إلى العباد من رزق ، وإحياء - قدر كوني -، رسالات -قدر تشريعي - .فتوحيد الربوبية توحيد الله تعالى بأفعاله كالخلق والرَّزق والإحياء والإماتة وغيرها من أفعاله التي اختص بها ولم يشاركه فيها أحد. ومن خلال هذا التعريف نجد أن : أقسام توحيد الربوبية هى 1 ـ قدر كوني : قال تعالى " إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ"سورة القمر / آية : 49 وقال تعالى " إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ "سورة النحل / آية : 40 . فالقدر الكوني : كالخلق ، والرزق ، والإحياء ، والإماتة ، والنفع ، والضر . 2ـ قدر تشريعي : وهو يشمل العلم ، والرسالات ، والكتب ، والوحي ، والتحليل ، والتحريم . ـ ومن أدلة ذلك : ـ العلم : قال تعالى " ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي ..." .سورة يوسف / آية : 37 . وقال تعالى " وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا "سورة طه / آية : 114 ـ الرسالات: قال تعالى"لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاَتِ رَبِّهِمْ .." .سورة الجن / آية : 28 . ـالكتب : قال تعالى " تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ ..."سورة الرعد / آية : 1 ـالوحي : قال تعالى " ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ ."سورة الإسراء / آية : 39 . ـ التحليل والتحريم : قال تعالى"قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ .".سورةالأنعام / آية : 151 . باختصار القدر التشريعي يشمل : افعل ولا تفعل . 3 ـ القدر الجزائي : فالذي يجازي في الدنيا والآخرة إنما هو الرب . من أمثلة الجزاء في الدنيا : قوله تعالى " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ".سورة الفيل / آية : 1 . وقوله تعالى " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ "سورة الفجر / آية : 6 . ومن أمثلة الجزاء في الآخرة : قوله تعالى " إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى ". سورة طه / آية : 15 . وقوله تعالى " أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ". سورة غافر / آية : 46 . وقوله " إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا " . سورة الكهف / آية : 29 . وقوله " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً * أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأََنْهَارُ ..".سورة الكهف / آية : 30 ، 31 . ونتيجة تعاملك مع قدر الله الكوني والتشريعي ، يكون قدر الله الجزائي ،الجزاء من جنس العمل. فالمعاصي جزاؤها الابتلاءات والمصائب في الدنيا ، وشدة سكرات الموت ، وعذاب القبر ، وشدة المرور على الصراط ، وعذاب النار ... . وفي المقابل مَنْ عمل صالحًا لا يضيع أجرُهُ ، وله جزاء ذلك في الدنيا والآخرة بحكمة الله. مع ملاحظة أن الابتلاءات في الدنيا قد تكون لتكفير الذنوب ، أو لرفع الدرجات والتمحيص ، وليست دائمًا عقابًا . فقد لا ينال المؤمن منزلة عالية في الآخرة بعمله ، فتكون هذه الابتلاءات والصبر عليها سبب لرفع درجاته . هنا |
|
|