#1
|
||||
|
||||
التفصيل في تسوية الصف للمصلي على الكرسي
التفصيل في تسوية الصف للمصلي على الكرسي بسم الله الرحمن الرحيم. وبعد؛ فللمصلي على الكرسي في الصف لتحقيق التسوية التفصيل التالي: من كان سيفتتح الصلاة جالسًا، فإنه يقدم الكرسي حتى يسامت ويحاذي إخوانه بالمناكب، ولا عبرة بتقدم قدميه، كما لو صلى قاعداً على الأرض ومد رجليه أمامه؛ فلن يعتبر بمحاذاة قدميه لأقدام إخوانه في الصف فكذلك هذا. وأما من سيفتتح صلاته قائمًا ثم سيجلس عند عجزه عن استمرار القيام أو عند ركوعه وسجوده؛ فإنه يؤخر الكرسي للخلف ويحاذي منكبه بمنكب صاحبه وركبته بركبته وكعبه بكعبه، كما جاء في حديث النُّعْمَان بْن بَشِيرٍ رضي الله عنهما قال: أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ عَلَى النَّاسِ بِوَجْهِهِ فَقَالَ "أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ - ثَلَاثًا - وَاللَّهِ لَتُقِيمُنَّ صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ ". قَالَ: فَرَأَيْتُ الرَّجُلَ يَلْزَقُ مَنْكِبَهُ بِمَنْكِبِ صَاحِبِهِ، وَرُكْبَتَهُ بِرُكْبَةِ صَاحِبِهِ، وَكَعْبَهُ بِكَعْبِهِ. رواه أبو داوود وسنده صحيح، وأصله في الصحيحين، وجاء موضع الشاهد منه مختصرا بمعناه من حديث أنس عند البخاري. فالعبرة إذن في المصافة بأول الصلاة، حيث قول الإمام"استووا اعتدلوا أقيموا صفوفكم ...."، فكيف يكبر الإمام وأحد المأمومين صدره باد عن الآخرين، ولا يقال: إن ذلك كان للضرورة. ﻷن ضرورة تقدمه على غيره تندفع بتأخره بكرسيه للخلف حتى يحاذي أهل صفه بجسده. وأما إيراد أذية من بالخلف؛ فيقال: ولو أدى تأخر الكرسي لتلافي الصلاة خلف صاحب الكرسي فكانت فرجة في الصف المؤخر بسبب كرسي المعذور؛ فإنه لا بأس بذلك للضرورة، إذ مراعاة الصف المقدم بالاعتدال والتسوية أولى من مراعاة الصف المؤخر بذلك. وإذا أمكن لمن بالخلف أن يسجدوا عن يمين الكرسي ويساره؛ فبها ونعمت ويكونون بذلك تلافوا فرجة صفهم، والله أعلم. كتبه فؤاد بن بشر الكريم الجهني ١٤٣٨/٩/٢٥هج.
__________________
|
|
|