#1
|
||||
|
||||
02- شرح الآجرومية- مقدمات الكتاب وتعريف الكلام وأنواعه
02- شرح الآجرومية- مقدمات الكتاب وتعريف الكلام وأنواعه المجلس الثاني التُّحْفَةُ السَّنِيَّةُ بِشَرْحِ الْمُقَدِّمَةِ الآجُرُّومِيَّةِ بِسْمِ الله الَّرحْمَنِ الرَّحِيمِ هذا شَرْحٌ واضحُ العبارةِ، ظاهرُ الإشارَةِ ، يَانِعُ الثَّمَرَةِ، دَانِي القِطَافِ، كثيرُ الأسئلةِ والتمريناتِ، قصدتُ به الزُّلْفَى إلى الله تعالى بتيسير فهم "المقَدِّمَة الآجُرُّومِيَّةِ"على صغارِ الطلبةِ ؛ لأنها البابُ إلى تَفَهُّمِ العربيةِ التي هي لُغَةُ سيدِنَا ومولانا رسولِ اللهِ صلي الله عليه و على آله وصَحْبه وسلم ولُغَةُ الكتابِ العزيزِ. وأرجو أن أستحقَّ به رضا اللهِ عزَّ وجلَّ ؛ فهو خيرُ ما أَسْعَى إليه. رَبَّنَا عليك توكلنَا ، وإليك أَنَبْنَا ، وإليك المصيرُ ، رَبَّنَا اغفرْ لي وَلوَالِدَيَّ وللمؤمنينَ والمؤمناتِ يومَ يَقُومُ الحسابُ مقدمةُ الشيخِ العلامةِ محمد محيي الدين عبدالحميد رحمَهُ اللَّهُ
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
الْمُقَدِّمَاتُ التعريفُ : كلمة" ُنحو" تطلقُ في اللغةِ العربيةِ على عدَّةِ معانٍ :منها الْجِهَةُ ، تقول ذَهَبْتُ نَحْوَ فلاَنٍ ، أي :جِهَتهُ . ومنها الشّبْهُ والمِثْلُ ، تقول :مُحَمَّدٌ نَحْوُ عَلِيّ ، أي شِبْهُهُ وَمِثْلُهُ .وتُطلق كلمة "نحو" في اصطلاح العلماء على " العلم بالقواعد التي يُعْرَفُ بها أحكامُ أوَاخِرِ الكلماتِ العربيةِ في حالِ تركيبِهَا : من الإعرابِ ، والبناءِ وما يتبعُ ذلكَ " الموضوعُ:وموضوعُ علمِ النحوِ : الكلماتُ العربيةُ ، من جهةِ البحثِ عنْ أحوالِهَا المذكورة.ِ الثمرةُ:وثمرةُ تَعَلُّمِ علمِ النحوِ : صِيَانَةُ اللسانِ عنِ الخطأِ في الكلامِ العَرَبيِّ ، وَفَهْمُ القرّآنِ الكريمِ و الحديثِ النبويِّ فَهْمًا صحيحًا ، اللذَيْنِ هما أَصْلُ الشَّريعَةِ الإسلاميةِ وعليهِما مَدَارُها . نسبتهُ :هو من العلومِ العربيةِ . واضعُهُ:والمشهورُ أن أوَّلَ واضعٍ لعلمِ النحوِ هو أبو الأسْوَدِ الدُّؤلِىُّ ، بأمرِ أميرِ المؤمنينَ عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي الله عنه . حكمُ الشارعِ فيهِ :وتعلمُهُ فَرْضٌ من فروضِ الكفايةِ ، وربما تَعَيَّنَ تعَلُّمُهُ على واحدٍ فَصَارَ فَرْضَ عَيْنٍ عليهِ.
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
تعريف الكلام بسم الله الرحمن الرحيم قال : الكَلاَمُ هُوَ اللَّفْظُ الْمُرَكَّبُ الْمُفِيدُ بِالْوَضْعِ وأقول : لِلَفْظِ " الكلامِ " معنيَان : أحدُهما لُغَوِيٌّ ، والثاني نَحْوِيِّ.أما الكلامُ اللُّغَوِيُّ فهو عبارةٌ عَمَّا تَحْصُلُ بسببهِ فَائِدَةٌ ، سواءٌ أَكان لفظًا ، أم لم يكن كالخط والكتابة والإشارة [1] [1]إذا قالَ لكَ قائلٌ: "هل أحضرتَ لي الكتابَ الذي طلبتُه منكَ؟فأشرتَ إليه برأسِكَ من فوقِ لأسفلِ ، فهو يفهمُ أنكَ تقولُ لهُ" نعم" وأما الكلامُ النَحْوِيُّ، فلابُدَّ من أن يجتمعَ فيه أربعةُ أمورٍ : الأولُ أن يكونَ لفظًا ، والثاني أن يكونَ مركَّبًا ، والثالثُ أنْ يكونَ مفيدًا ، والرابعُ أنْ يكونَ موضوعًا بالوضعِ العربيِّ . ومعنى كونِهِ لفظًا: أن يكونَ صَوْتًا مشتمِلاً على بعضِ الحروفِ الهجائيةِ التي تبتدئُ بالألفِ وتنتهي بالياءِ ومثالُهُ " أحمد " و " يكتب " و " سعيد " ؛ فإنَّ كلَّ واحدةٍ من هذه الكلماتِ الثلاث عندَ النطقِ بها تكونُ صَوْتًا مشتمِلاً عَلَى أربعةِ أحْرُفٍ هجائيةٍ : فالإشارةُ مثلاً لا تُسَمَّى كلامًا عندَ النَّحْوِيينَ ؛ لعدمِ كونِهَا صوتًا مشتمِلاً على بعضِ الحروفِ ، وإنْ كانتْ تُسمَى عندَ اللُّغَوِيِينَ كلامًا ؛ لحصولِ الفائدةِ بها . ومعنى كونِهِ مركبًا : أن يكونَ مؤلفًا من كلمَتَيْنِ أو أكْثَرَ ، نحو : " مُحَمَّدٌ مُسَافِرٌ " و" الْعِلْمُ نَافِعٌ " و " يَبْلُغُ الْمُجْتَهِدُ الْمَجْدَ " و " لِكلِّ مُجْتَهِدٍ نَصِيبٌ " و "الْعِلْمُ خَيْرُ مَا تَسْعَى إِلَيْهْ " فكلُّ عبارةٍ من هذِهِ العباراتِ تُسمَى كلامًا ، وكلُّ عبارةٍ منها مؤلفةٌ من كلمتينِ أو أكْثَر ، فالكلمةُ الواحدةُ لا تُسمَّى كلامًا عندَ النحاةِ إلا إذا انْضَمَّ إليها غيرُها : سواءٌ أَكان انضمامُ غيرِهَا إليها حقيقةً كالأمثلةِ السابقةِ ، أم تقديرًا ، كما إذا قال لكَ قائلٌ : مَنْ أَخُوكَ؟ فتقول : مُحَمَّدٌ ، فهذه الكلمةُ تُعتَبَرُ كلامًا ، لأن التَّقدِيرَ : مُحَمَّدٌ أَخِي : فهي في التقديرِ عبارةٌ مؤلَّفةٌ من ثلاثِ كلماتٍ . ومعنى كونه مفيدًا: أن يَحْسُنَ سكوتُ المتَكلمِ عليهِ ، بحيثُ لا يبقى السَّامِعُ منتظرًا لشيءٍ آخرَ ، فلو قلتَ " إِذَا حَضَرَ الأُستَاذُ " لا يسمى ذلك كلامًا ، ولو أَنَّهُ لفظٌ مركبٌ من ثلاثِ كلماتٍ ؛ لأن المخاطَبَ ينتظرُ ما تقولُهُ بعد هذا مِمَّا يَتَرَتَّبُ على حضورِ الأستاذِ . فإذا قلتَ : " إذَا حَضَرَ الأُسْتَاذُ أَنْصَتَ التَّلاَمِيذُ " صارَ كلامًا لحصولِ الفائدة .ِ ومعنى كونه موضوعًا بالوضعِ العربيِّ: أنْ تكونَ الألفاظُ المستعمَلَةُ في الكلامِ منَ الألفاظِ التي وَضَعَتْهَا العربُ للدَّلالةِ على معنى من المعاني : مثلاً " حَضَرَ " كلمة وضعها العربُ لمعنًى ، وهو حصولُ الحضورِ في الزمانِ الماضي ، وكلمة " ُمحمد " قد وضعَهَا العربُ لمعنًى ، وهو ذاتُ الشخصِ المسمَى بهذا الاسمِ ، فإذا قُلْتَ " حَضَرَ مُحَمَّدٌ " تكونُ قد استعملتَ كلمتَينِ كُلٌّ منهما مما وَضعَهُ العربُ ، بخلافِ ما إذا تكلمْتَ بكلامٍ مما وضعَهُ العَجَمُ : كالفُرْسِ ، والتُركِ ، والبَرْبَرِ ، والفِرنْجِ ، فإنه لا يُسمَى في عُرفِ علماءِ العربيةِ كلامًا ، وإن سمَّاهُ أهل اللغة الأخرى كلامًا . أمثلةٌ للكلامِ المستوفي الشروطِ : الْجَوُّ صَحْوٌ . الْبُسْتَانُ مُثْمِرٌ . الْهِلاَلُ سَاطِعٌ . السَّمَاءُ صَافِيَةٌ . يُضِيءُ الْقَمَرُ لَيْلاً . يَنْجَحُ المُجْتَهِدُ . لاَ يُفْلِحُ الكَسُولُ . لاَ إِلهَ إلاَّ الله . مُحَمَّدٌ صَفْوَةُ الْمُرْسَلِينَ . اللهُ رَبُّنَا . محمدٌ نَبِيُّنَا . أمثلةٌ للفظِ المفردِ : محمدٌ . عليٌّ . إبراهيمُ . قامَ . مِنْ . أمثلةٌ للمُرَكَبِ الغيرُ مفيدٍ : مدينةُ الأسكندريةِ . عَبْدُ اللهِ . حَضْرَمَوْتُ . لو أَ نْصَفَ الناسُ . إذا جاءَ الشتاءُ . مَهْمَا أَخْفَى المُرَائِي . أنْ طَلَعَتِ الشَّمسُ . أسئلة على ما تقدم ما هو الكلام ؟ ما معنى كونه لفظًا ؟ ما معنى كونه مفيدًا ؟ ما معنى كونه مُركَّبًا ؟ ما معنى كونه موضوعًا بالوضعِ العربيِّ ؟ مَثِّلْ بخمسةِ أمثلِةٍ لما يُسمى عندَ النحاةِ كلامًا . أنواعُ الكلامِ وَأَقول : الألفاظُ التي كان الْعَرَبُ يَسْتَعْمِلُونَهَا في كلامِهِمْ ونُقِلَتْ إلينا عنهُم ، فنحن نتكلم بها في مُحاوراتِنَا ودروسِنَا ، ونقرؤها في كُتُبِنا ، ونكتبُ بها إلى أهلينا وأصدقائِنا ، لا يخلو واحدٌ منها عنْ أن يكونَ واحدًا من ثلاثةِ أشياءَ : الاسمُ ، والفعلُ ، والحرفُ . أما الاسمُ في اللغةِ فهوَ : ما دلَّ على مُسَمَّى ، وفي اصطلاحِ النَحْوِيِين : َكلمةٌ دَلَّتْ عَلَى معنًى في نفسِهَا ، ولم تقترنْ بزمانٍ ، نحو : محمدٌ ، عليٌّ، ورَجُلٌ ، وَجَملٌ ،و نَهْرٌ ، و تُفَّاحَةٌ ، و لَيْمُونَةٌ ، وَعَصًا ، فكل واحدٍ من هذه الألفاظ يدلُّ على معنى ، وليس الزمانُ داخلاً في معناه ، فيكون اسمًا. وأما ، الفعلُ فهو في اللغةِ : الْحَدَثُ ، وفي اصطلاحِ النحويينَ : كلمةٌ دلَّتْ على معنى في نفسِهَا ، واقترنتْ بأحدِ الأزمنةِ الثلاثةِ ـ التي هي الماضي ، والحالُ ، والمستقبلُ ـ نحو " كَتَبَ " فإنه كلمةٌ دالةٌ على معنى وهو الكتابةُ ، وهذا المعنى مقترنٌ بالزمانِ الماضي ، و نحو " يَكْتُبُ" فإنه دالٌّ على معنى ـ وهو الكتابةُ أيضًا ـ وهذا المعنى مقترنٌ بالزمانِ الحاضرِ ، و نحو " اكْتُبْ" فإنه كلمةٌ دالةٌ على معنى ـ وهو الكتابةُ أيضًا ـ وهذا المعنى مقترنٌ بالزمانِ المستقبلِ الذي بعدَ زمانِ التكلمِ . ومثلُ هذه الألفاظِ :نَصَرَ وَ يَنْصُرُ وَانْصُرْ ،وَ فَهِمَ وَيَفْهَمُ وَ افْهَمْ ، وَعَلِمَ وَيَعْلَمُ وَاعْلَمْ ،وَ جَلَسَ وَ َيْجِلسُ وَاجْلِسْ ،وَ ضَرَبَ وََيَضِْربُ وَاضْرِبْ. والفعلُ على ثلاثةِ أنواعٍ : ماضٍ و مُضَارِعٌ وأَمْرٌ: فالماضي ما دَلَّ على حَدَثٍ وَقَعَ في الزَّمَانِ الذي قبل زمانِ التكلُّمِ ، نحوَ كَتَبَ ، وَ فَهِمَ ، وَ خَرَجَ ، وَسَمِعَ ، وَأَبْصَرَ ، وَتَكَلَّمَ ، وَاسْتَغْفَرَ ، وَاشْتَرَكَ . والمضارعُ : مَا دَلَّ عَلَى حدثٍ يقعُ في زمانِ التكلُّمِ أو بعدَهُ ، نحوُ يَكْتُبُ ، وَ يَفْهَمُ ، وَ يَخْرُجُ ،وَ يَسْمَعُ ، وَيَنْصُرُ ، وَيَتَكلمُ ، وَيَسٍتَغْفِرُ ، وَيَشْتَرِكُ . وَالأمرُ: ما دَلَّ على حَدَثٍ يُطْلَبُ حُصولُهُ بعدَ زمانِ التكلُّمِ ، نحو اكْتُبْ ، وَافْهَمْ ، واخْرُجْ ، واسْمَعْ ، وَانْصُرْ ، وَتَكَلَّمْ ، وَاسْتَغْفِرْ ، وَاشْتَرِكْ . وأما الحرفُ : فهوَ في اللغةِ الطرَفُ ، وفي اصطلاحِ النُّحَاةِ : كلمةٌ دَلَّتْ على مَعْنًى في غيرِهَا ، نحوُ " مِنْ " ، فإنَّ هذا اللفظَ كلمةٌ دلَّتْ على معنى ـ وهو الابتداءُ ـ وهذا المعنى لا يتمُّ حتَّى تَضُمَّ إلى هذه الكلمةِ غيرَهَا ، فتقولُ " ذَهَبْتُ مِنَ الْبَيْت " مثلًا ً. أمثلة للاسم : كتابٌ ، قَلَمٌ ، دَوَاةٌ ، كرَّاسَةٌ ، جَرِيدَةٌ ، خليلٌ ، صالحٌ، عمرانُ ، وَرَقَةٌ ، سَبُعٌ ، ِحمَارٌ ، ذِئْبٌ ، فَهْدٌ ، نَمِرٌ ، لَيْمُونَةٌ ، بُرْتقَالَةٌ ، كُمَّثْرَاةٌ ، نَرْجِسَةٌ ، وَرْدَةٌ ، هَؤلاءِ ، أنتم . أمثلة للفعل : سافَرَ يُسَافِرُ سَافِرْ ، قالَ يَقُولُ قُلْ ، أَمِنَ يَأْمَنُ إِيمَنْ ، رَضِيَ يَرْضَى ارْضَ ، صَدَقَ يَصْدُقُ اصْدُقْ ، اجْتَهَدَ يَجْتَهِدُ اجْتَهِدْ ، اسْتَغْفَرَ يَسْتَغْفِرُ اسْتَغْفِرْ . أمثلة للحرف : مِنْ ، إلى ، عَنْ ، عَلَى ، إلا ، لكِنْ ، إنَّ ، أَنْ ، بَلى ، بَلْ ، قَدْ ، سَوْفَ ، حَتَّى ، لَمْ ، لا ، لَنْ ، لَوْ ، لَمَّا ، لعَلَّ ، مَا ، لاَتَ ، لَيْت ، إنْ ، ثُمَّ ، أَوْ . أسئلة
__________________
|
|
|