العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى المعتقد الصحيح > ملتقى المعتقد الصحيح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-27-2018, 01:38 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,252
افتراضي

*
قتال اليهود :
* عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: تُقَاتِلُونَ اليَهُودَ، حتَّى يَخْتَبِيَ أحَدُهُمْ ورَاءَ الحَجَرِ، فيَقولُ: يا عَبْدَ اللَّهِ، هذا يَهُودِيٌّ ورَائِي، فَاقْتُلْهُ." فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 6 / ( 56 ) ـ كتاب : الجهاد والسير / ( 94 ) ـ باب : قتال اليهود / حديث رقم : 2925 / ص : 121 .

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " لا تقومُ الساعةُ حتى تقاتلوا اليهودَ ، حتى يقولَ الحجرُ وراءَه اليهوديُّ : يا مسلمُ هذا يهوديٌّ ورائي فاقْتلْه" فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 6 / ( 56 ) ـ كتاب : الجهاد والسير / ( 94 ) ـ باب : قتال اليهود / حديث رقم : 2926 / ص : 121 .

* وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح / ص : 121 تعليقًا على هذا الحديث :
وفيه إشارة إلى بقاء دين الإسلام إلى أن ينزل عيسى ـ عليه السلام ـ فإنه الذي يقاتل الدجال ، ويستأصل اليهود الذين هم تبع الدجال على ما ورد من طرق أخرى ، وبيانها في علامات النبوة .

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ مرفوعًا - لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يُقاتِلَ المُسْلِمُونَ اليَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ المُسْلِمُونَ حتَّى يَخْتَبِئَ اليَهُودِيُّ مِن وراءِ الحَجَرِ والشَّجَرِ، فيَقولُ الحَجَرُ أوِ الشَّجَرُ: يا مُسْلِمُ يا عَبْدَ اللهِ هذا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعالَ فاقْتُلْهُ، إلَّا الغَرْقَدَ، فإنَّه مِن شَجَرِ اليَهُودِ."صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 18 / حديث رقم : 2922 / ص : 62 . حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 348 .
* ومن حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة : ص : 349 :
ـ قال النووي : " والغرقد " : نوع من شجر الشوك معروف ببلاد بيت المقدس ، وهناك
يكون قتل الدجال واليهود .
ـ وقال ابن حجر في الفتح 6 / 610 :
وفي الحديث ظهور الآيات قرب قيام الساعة من كلام الجماد من شجر وحجر ، وظاهره
أن ذلك ينطق حقيقة .
ـ قلت ـ أي صاحب الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة :
أما عن وقت تكليم الحجر والشجر للمسلم وقولهما يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله ،
فإن ذلك عند قتال المسلمين للدجال وأتباعه من اليهود ، كما هو واضح في رواية
أحمد وغيره من حديث ابن عمر .
* عن ابن عمر قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم"تَقْتَتِلُونَ أنتُمْ ويَهُودُ حتَّى يَقُولَ الحَجَرُ: يا مُسْلِمُ هذا يَهُودِيٌّ ورائِي تَعالَ فاقْتُلْهُ." صحيح مسلم.
* هل الدجال هو ابن صياد ؟
اختلفت الآراء في الدجال هل هو ابن صياد أم لا ؟
وابن صياد كان في عهد النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، وكانت تظهر منه بعض الأعاجيب التي جعلت بعض الصحابة يعتقدون أنه هو المسيح الدجال الذي حذرهم منه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ . علامات يوم القيامة الكبرى / ص : 42 .

* قال النووي في ابن صياد :
قال العلماء : وقصته مشكلة ، وأمره مشتبه في أنه هل هو المسيح الدجال المشهور أم غيره ، ولا شك في أنه دجال من الدجاجلة .
قال العلماء : وظاهر الأحاديث أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يوحى إليه بأنه المسيح الدجال ولا غيره ، وإنما أوحي إليه بصفات الدجال ، وكان في ابن صياد قرائن محتملة ، فلذلك كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يقطع بأنه الدجال ولا غيره ، ولهذا قال لعمر : " فإنْ يَكُنِ الذي تَخَافُ لَنْ تَسْتَطِيعَ قَتْلَهُ. " .شرح النووي : 18 / 46 .
كُنَّا نَمْشِي مع النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَمَرَّ بابْنِ صَيَّادٍ، فَقالَ له رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: قدْ خَبَأْتُ لكَ خَبْأً فَقالَ: دُخٌّ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ، فَقالَ عُمَرُ: يا رَسُولَ اللهِ، دَعْنِي فأضْرِبَ عُنُقَهُ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: دَعْهُ، فإنْ يَكُنِ الذي تَخَافُ لَنْ تَسْتَطِيعَ قَتْلَهُ.
الراوي : عبدالله بن مسعود | صحيح مسلم
وأما احتجاجه هو ـ أي ابن صياد ـ بأنه مسلم والدجال كافر ، وبأنه لا يولد للدجال ، وقد ولـد له هو ، وألا يدخل مكة والمدينة ، وأن ابن صياد دخل المدينة وهو متوجه إلى مكة فلا دلالة له فيه لأن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ إنما أخبر عن صفاته وقت فتنته وخروجه في الأرض . شرح النووي : 18 / 46 . الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 463 .

*فائدة :
هناك أحاديث صحيحة بما ذُكِرَ مذكورة في الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 449 . وغيره .
فمن أراد مزيد من التفصيل فليرجع إليه .
يقال له : ابن صياد ، وابن صائد وسمي بهما في الأحاديث ، واسمه صاف ، وهو يهودي .
*قال البخاري في صحيحه : حدثنا عبـد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري أخبرني سالم بن عبد الله عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما أنَّ عُمَرَ انْطَلَقَ في رَهْطٍ مِن أصْحَابِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قِبَلَ ابْنِ صَيَّادٍ، حتَّى وجَدُوهُ يَلْعَبُ مع الغِلْمَانِ، عِنْدَ أُطُمِ بَنِي مَغَالَةَ، وقدْ قَارَبَ يَومَئذٍ ابنُ صَيَّادٍ يَحْتَلِمُ، فَلَمْ يَشْعُرْ بشيءٍ حتَّى ضَرَبَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ظَهْرَهُ بيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أتَشْهَدُ أنِّي رَسولُ اللَّهِ؟، فَنَظَرَ إلَيْهِ ابنُ صَيَّادٍ، فَقَالَ: أشْهَدُ أنَّكَ رَسولُ الأُمِّيِّينَ، فَقَالَ ابنُ صَيَّادٍ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أتَشْهَدُ أنِّي رَسولُ اللَّهِ؟ قَالَ له النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: آمَنْتُ باللَّهِ ورُسُلِهِ، قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَاذَا تَرَى؟ قَالَ ابنُ صَيَّادٍ: يَأْتِينِي صَادِقٌ وكَاذِبٌ، قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: خُلِطَ عَلَيْكَ الأمْرُ؟ قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنِّي قدْ خَبَأْتُ لكَ خَبِيئًا، قَالَ ابنُ صَيَّادٍ: هو الدُّخُّ، قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ، قَالَ عُمَرُ: يا رَسولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لي فيه أضْرِبْ عُنُقَهُ، قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنْ يَكُنْهُ، فَلَنْ تُسَلَّطَ عليه، وإنْ لَمْ يَكُنْهُ، فلا خَيْرَ لكَ في قَتْلِهِ."صحيح البخاري.
أشْهَدُ أنَّكَ رَسولُ الأُمِّيِّينَ" قال الحافظ في الفتح / ج : 6 / ص : 200
فيه إشعار بأن اليهود الذين كان منهم ابن صياد ، كانوا معترفين ببعثة رسول الله ـ
صلى الله عليه وسلم ـ ، لكن يدَّعون أنها مخصوصة بالعرب . ا . هـ .
: يَأْتِينِي صَادِقٌ وكَاذِبٌ: أي : يأتيه الشيطان بما يسترقه من السمع فيصدق فيه ، ويأتيه مع ذلك بالكذب فيكذب عليه . والله أعلم .
اخْسَأْ: أي اسكت صاغرًا مطرودًا ، قاله ابن التـن . وأصل معناها : التباعد والطرد . انظر لسان العرب : 1155 ، 1156 .
فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ: قال الحافظ : أي لن تجاوز ما قدر الله فيك أو مقدار أمثالك من الكهان . حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 451 .
نزول عيسى ـ عليه السلام ـ

من علامات الساعة الكبرى ، نزول عيسى ـ عليه السلام ـ حيًّا من السماء إلى الأرض ، وهذه ظاهرة ومعجزة باهرة منحها الله للمسيح ـ عليه السلام ـ ، فقد أنقذه الله من أيدي اليهود عندما أرادوا قتله ، ورفَعَه حيًّا ، فإذا اقتربتِ الساعةُ ، أنزله الله إلى الأرض ـ حكمًا عدلًا ـ .قال تعالى " وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا *بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا*. سورة النساء / آية : 157 ، 158 .علامات يوم القيامة الكبرى / ص : 47 .
* فائدة :
عيسى ابن مريم : إثبات همزة الوصل في كلمة " ابن " رغم أنها بين علمين ، ذلك لأنه رسم مصحفي .أما لغةً : فتخضع لقواعد الإملاء . فتكتب " عيسى بن مريم " .
* عن ابن شهاب أن سعيد بن المسيب سمع أبا هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " والذي نَفْسِي بيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، ويَقْتُلَ الخِنْزِيرَ، ويَضَعَ الجِزْيَةَ، ويَفِيضَ المالُ حتَّى لا يَقْبَلَهُ أحَدٌ."رواه البخاري / حديث رقم : 3448 . رواه مسلم / حديث رقم : 155 .
الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 508 .
قال الحافظ في الفتح / ج : 6 / ص : 567 :
قوله : " ليوشكن " : أي ليقربن . أي لابد له من ذلك سريعًا .
قوله " أنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ " أي في هذه الأمة ، فإنه خطاب لبعض الأمة ممن لا يدرك
نزوله .
حَكَمًا: أي حاكمًا ، والمعنى : أنه ينزل حاكمًا بهذه الشريعة ، فإن هذه الشريعة باقية لا
تنسخ . ا . هـ .
وفي بعض الروايات " إمامًا مقسطًا " ، والمقسط :العادل بخلاف القاسط فهو الجائر . ا . هـ .
* إمامة المهدي لعيسى :
* ..... أنه سمع جابر بن عبد الله يقول :
سمعت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول " لا تَزالُ طائِفَةٌ مِن أُمَّتي يُقاتِلُونَ علَى الحَقِّ ظاهِرِينَ إلى يَومِ القِيامَةِ، قالَ: فَيَنْزِلُ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فيَقولُ أمِيرُهُمْ: تَعالَ صَلِّ لَنا، فيَقولُ: لا، إنَّ بَعْضَكُمْ علَى بَعْضٍ أُمَراءُ تَكْرِمَةَ اللهِ هذِه الأُمَّةَ."صحيح مسلم / ج : 2 / كتاب : الإيمان / باب : 71 / حديث رقم : 156 / ص : 254 .

*وصية من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لمن لقي عيسى ـ عليه السلام :
* عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال " مَنْ أدرَكَ منكم عيسى ابنَ مريَمَ ، فلْيُقْرِئْهُ منِّي السلامَ"صحيح الجامع للألباني.

*إهلال عيسى ـ عليه السلام ـ بالحج والعمرة :
* عن حنظلة الأسلمي قال : سمعت أبا هريرة ـ رضي الله عنه ـ يحدث عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال "وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ، لَيُهِلَّنَّ ابنُ مَرْيَمَ بفَجِّ الرَّوْحَاءِ، حَاجًّا، أَوْ مُعْتَمِرًا، أَوْ لَيَثْنِيَنَّهُمَا."صحيح مسلم.
ومن حاشية رسالة : علامات يوم القيامة الكبرى ص : 54 :
لَيُهِلَّنَّ: أي يرفع صوته بالتلبية ، يقول لبيك اللهم لبيك .
بفَجِّ الرَّوْحَاءِ: الفج : الطريق بين الجبلين ، والروحاء طريق يبعد عن المدينة ستة
أميال .
أَوْ لَيَثْنِيَنَّهُمَا: أي يحرم بالحج والعمرة معًا .

* صفة عيسى ـ عليه السلام ـ وما معه :
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " الأنبياءُ إخوَةٌ لِعَلَّاتٍ؛ أُمُّهاتُهم شَتَّى، ودِينُهم واحِدٌ، وإنِّي أوْلى النَّاسِ بعيسى ابنِ مريمَ؛ لأنَّه لم يَكنْ بَيني وبَينَه نَبيٌّ، وإنَّه نازِلٌ، فإذا رأَيْتُموه فاعْرِفوه: رَجُلٌ مَرْبوعٌ إلى الحُمْرةِ والبَياضِ، عليه ثَوْبانِ مُمَصَّرانِ، كأنَّ رأْسَه يَقطُرُ، وإنْ لم يُصِبْه بَلَلٌ، فيَدُقُّ الصَّليبَ، ويَقتُلُ الخِنزيرَ، ويَضَعُ الجِزيةَ، ويَدْعو النَّاسَ إلى الإسلامِ، فيُهلِكُ اللهُ في زمانِه المِلَلَ كُلَّها، إلَّا الإسلامَ، ويُهلِكُ اللهُ في زمانِه المَسيحَ الدَّجَّالَ، ثم تَقَعُ الأمَنَةُ على الأرضِ حتى تَرتَعَ الأُسودُ مع الإبِلِ، والنِّمارُ مع البَقَرِ، والذِّئابُ مع الغَنمِ، ويَلعَبَ الصِّبيانُ بالحَيَّاتِ، لا تَضُرُّهم، فيَمكُثَ أربعينَ سَنةً، ثم يُتَوَفَّى، ويُصلِّي عليه المُسلِمونَ" رواه الإمام أحمد 2 / 406 . وحسن إسناده الشيخ مصطفى العدوي في كتابه : الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 514 .
لِعَلَّاتٍ: العلات الضرائر . وأولاد العَلات : الإخوة من الأب وأمهاتهم شتى . ومعنى الحديث أن أصل دينهم واحد ، وهو التوحيد وإن اختلفت فروع الشرائع ، وقيل المراد : أن أزمنتهم مختلفة .
مُمَصَّرانِ: هي الثياب التي فيها شيء من صفرة ليست بالكثيرة .
الأمَنَةُ: أي الأمن .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " والذي نَفْسِي بيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، ويَقْتُلَ الخِنْزِيرَ، ويَضَعَ الجِزْيَةَ، ويَفِيضَ المالُ حتَّى لا يَقْبَلَهُ أحَدٌ."متفق عليه
حَكَمًا: أي حاكمًا . والمعنى أنه ينزل حاكمًا بهذه الشريعة ـ شـريعة الإسـلام ـ .
فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، ويَقْتُلَ الخِنْزِير: أي يبطل دين النصرانية .
ويَضَعَ الجِزْيَةَ: المعنى : أن الدين يصير واحدًا ، فلا يبقى أحد من أهـل الذمة
يؤدي الجزية . حاشية الرسالة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 156 ، 157 .

* لبثه في الأرض :
يمكث عيسى ـ عليه السلام ـ في الناس بعد نزوله من السماء ، أربعين سنة . لحديث أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها :
* عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت دخَل علَيَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنا أبكي فقال : ما يُبكيكِ ؟ قالت : يا رسولَ اللهِ ذكَرْتُ الدَّجَّالَ قال : فلا تبكِيَنَّ فإنْ يخرُجْ وأنا حيٌّ أَكفيكُموه وإنْ مِتُّ فإنَّ ربَّكم ليس بأعوَرَ وإنَّه يخرُجُ معه اليهودُ فيسيرُ حتَّى ينزِلَ بناحيةِ المدينةِ وهي يومَئذٍ لها سبعةُ أبوابٍ على كلِّ بابٍ ملَكانِ فيخرُجُ إليه شِرارُ أهلِها فينطلِقُ حتَّى يأتِيَ لُدَّ فينزِلُ عيسى ابنُ مَريمَ فيقتُلُه ثمَّ يلبَثُ عيسى في الأرضِ أربعينَ سنةً أو قريبًا مِن أربعينَ سنةً إمامًا عَدْلًا وحَكَمًا مُقسِطًا" رواه ابن حبان . وصححه الشيخ مصطفى العدوي في كتابه : الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 507 .

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال :
" الأنبياءُ إخوَةٌ لِعَلَّاتٍ؛ أُمُّهاتُهم شَتَّى، ودِينُهم واحِدٌ..... إلى أن قال صلى الله عليه وسلم : فيَمكُثَ أربعينَ سَنةً، ثم يُتَوَفَّى، ويُصلِّي عليه المُسلِمونَ" رواه الإمام أحمد . إسناده حسن . الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 514 .

* يعيش الناس في زمن عيسى عيشة كلها سلام وأمن وطمأنينة ، ويبارك الله فيما يخرج من الأرض ، وذلك بسبب بركة عيسى ـ عليه السلام ـ .
قال تعالى " قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا *وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا".سورة مريم / آية : 30 ، 31 .
ويظل الناس يتمتعون بما هم فيه من هذا النعيم ، حتى يخرج يأجوج ومأجوج ، وعيسى بين الناس ، فيوحي الله إليه " إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إلى عِيسَى: إنِّي قدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي، لا يَدَانِ لأَحَدٍ بقِتَالِهِمْ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إلى الطُّورِ وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَهُمْ مِن كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ،....."
وهذا جزء من حديث عـن النَّوَّاسِ بن سَِمْعَانَ ..... صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / ( 20 ) ـ باب : ذكر الدجال وصفته وما معه / حديث رقم : 2937 / ص : 85 .
فكيف يخرجون ومتى ؟ وأين هـم الآن ؟
هذا ما سنعرفه إن شاء الله ، في العلامة التالية .
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن . آمين .
رحلة في رحاب اليوم الآخر / ص : 50 / بتصرف .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-27-2018, 01:41 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,252
افتراضي

خروج يأجوج ومأجوج
العلامة الرابعة من علامات الساعة الكبرى هي : خروج يأجوج ومأجوج .
وهي العلامة التي تلي خروج " عيسى بن مريم " ـ عليه السلام ـ .
ويأجوج ومأجوج يخرجون في زمن " عيسى " ـ عليه السلام ـ ، ويهلكون في وجوده ـ عليه السلام ـ .
لحديث النواس بن سَِمعان قال" ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ، فَخَفَّضَ فيه وَرَفَّعَ، حتَّى ظَنَنَّاهُ في طَائِفَةِ النَّخْلِ ، ....... .
فَقالَ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ " ....... ، وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَهُمْ مِن كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ علَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ فَيَشْرَبُونَ ما فِيهَا، وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فيَقولونَ: لقَدْ كانَ بهذِه مَرَّةً مَاءٌ، وَيُحْصَرُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، حتَّى يَكونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِن مِئَةِ دِينَارٍ لأَحَدِكُمُ اليَومَ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، ، ..... " .صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن / ( 20 ) ـ باب : ذكر الدجال وصفته وما معه / حديث رقم : 2937 / ص : 85 . رسالة الفتن والملاحم وأشراط الساعة تأليف أبي عبيدة ماهر / ص : 120 .
حَدَبٍ: المرتفع من الأرض .
يَنْسِلُونَ: يسرعون .
بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ: هي بحيرة في طرف جبل . وجبل الطور مطل عليها .
رَأْسُ الثَّوْرِ لأَحَدِهِمْ خَيْرًا..... : وذلك لنفاذ مؤنهم وهم محاصرون بيأجوج ومأجوج .

* ذِكر يأجوج ومأجوج في القرآن الكريم ، والسنة النبوية الصحيحة :

أولًا : في القرآن الكريم

* قال تعالى " قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا" سورة الكهف / آية : 49 .
* وقال تعالى " حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ"سورة الأنبياء / آية : 96 .

ثانيًا : في السُّنَّة الصحيحة

* ..... أن زينبَ بنتِ جَحْشٍ زوج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قالت :
خَرَجَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَوْمًا فَزِعًا مُحْمَرًّا وَجْهُهُ يقولُ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِن شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ اليومَ مِن رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هذِه وَحَلَّقَ بإصْبَعِهِ الإبْهَامِ، وَالَّتي تَلِيهَا. قالَتْ فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قالَ: نَعَمْ إذَا كَثُرَ الخَبَثُ." فتح الباري / ج : 13 / كتاب الفتن / باب : 28 / حديث رقم : 7135 / ص : 113 .وصحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 1 / حديث رقم : 2880 / ص : 5 .
الخَبَثُ: الفجور والفسق وأولاد الزنا .
فلنحذر الآخرة فقد بدأ فعلًا فتح هذا السد وذلك من زمن الرسول صلى الله عليه وسلم .....
ـ وفي رواية لمسلم : 2881 : عن أبي هريرة" فُتِحَ اليومَ مِن رَدْمِ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ مِثْلُ هذِه وعَقَدَ وُهَيْبٌ بيَدِهِ تِسْعِينَ."
وذلك بأن جعل طرف سبابته اليمنى في أصل الإبهام ، وضمها محكمًا ، بحيث انطوت عقدة إبهامها حتى صارت كالحيـة المطوقـة . من كتاب المسيح المنتظر ... / ص : 233 .

* عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال يقولُ اللَّهُ تَعالَى: يا آدَمُ، فيَقولُ: لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ، والخَيْرُ في يَدَيْكَ، فيَقولُ: أخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ، قالَ: وما بَعْثُ النَّارِ؟ قالَ: مِن كُلِّ ألْفٍ تِسْعَ مِئَةٍ وتِسْعَةً وتِسْعِينَ، فَعِنْدَهُ يَشِيبُ الصَّغِيرُ، وتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها، وتَرَى النَّاسَ سُكارَى وما هُمْ بسُكارَى، ولَكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ. قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، وأَيُّنا ذلكَ الواحِدُ؟ قالَ: أبْشِرُوا؛ فإنَّ مِنكُم رَجُلًا، ومِنْ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ ألْفًا . ثُمَّ قالَ: والذي نَفْسِي بيَدِهِ، إنِّي أرْجُو أنْ تَكُونُوا رُبُعَ أهْلِ الجَنَّةِ، فَكَبَّرْنا، فقالَ: أرْجُو أنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أهْلِ الجَنَّةِ، فَكَبَّرْنا، فقالَ: أرْجُو أنْ تَكُونُوا نِصْفَ أهْلِ الجَنَّةِ، فَكَبَّرْنا، فقالَ: ما أنتُمْ في النَّاسِ إلَّا كالشَّعَرَةِ السَّوْداءِ في جِلْدِ ثَوْرٍ أبْيَضَ. أوْ كَشَعَرَةٍ بَيْضاءَ في جِلْدِ ثَوْرٍ أسْوَدَ"صحيح البخاري.
ويؤخذ من الحديث أن يأجوج ومأجوج هم أكثر أهل النار .
* كيفية خروج يأجوج ومأجوج :
قال الله تعالى " وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا*إِنَّا مَكَّنّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا*فَأَتْبَعَ سَبَبًا*حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا*قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا* وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا*ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا*حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا*كَذَٰلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا*ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا *حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا*قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا *قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا*آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا*فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا*قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ". الكهف / آية : 83 ـ 98 .
" إِنَّا مَكَّنّا لَهُ فِي الْأَرْضِ : أي ملَّكَهُ الله تعالى ، ومكنه من النفوذ في أقطار الأرض وانقيادهم له .

الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا*فَأَتْبَعَ سَبَبًا : أي أعطاه الله من الأسباب الموصلة له ، لما وصل إليه ، ما به يستعين على قهر البلدان ، وسهولة الوصول إلى أقاصي العمران .
وعمل بتلك الأسباب التي أعطاه الله إياها : أي استعملها على وجهها . تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان / تفسير سورة الكهف / ص : 435 .

فذكر الله لذي القرنين ثلاث رحلات :
الأولى : إلى الغرب .
والثانية : إلى الشرق .
والثالثة : إلى ما بين السدين .
* الرحلة الأولى : فإن الله تعالى قد مكّن لذي القرنين في الأرض ، وسخر له أسباب كل شيء ، ليتمكن بذلك من ملك الأرض والسيطرة عليها والهيمنة عليها .فخرج يومًا مع جنوده في رحلة إلى المغرب ، حتى انتهى إلى البحر المحيط ، وهناك رأى الشمس تغرب في عينٍ حَمِئَةٍ ، ومغربُ الشمس يختلف بالنسبة للرائي وبالنسبة للمكان ، فأنت إذا كنت في الوادي أمام الجبل رأيت الشمس عند غروبها وكأنها تسقط خلف الجبل ، وإذا كنت على الساحل تراءت لك كأنها تسقط في البحر وهكذا .
" حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا"
فمكنه الله منهم وخيّره أن يفعل فيهم ما يشاء .
" قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا".
وهنا يظهر عدلُ ذي القرنين وسماحته ورحمته ورأفتُهُ ، وإيمانه بالله عز وجل ، فإن ذا القرنين عبدٌ صالح ، مؤمن موحّد ، قال ذو القرنين :
" قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا"
يعني : أما من ظلم نفسه بالشرك وبالكفر ، ولم يتبعني ، ولم يؤمن بالله عز وجل ويترك عبادة ما سواه ، فسوف أعذبه في الدنيا عذابًا شديدًا ، ثم يُرَدُّ إلى ربه يوم القيامة فيعذبه عذابًا نكرًا .
" وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا"
يعني : وأما من آمن بي واتبعني على ما جئت به من الدعوة إلى الله ، وتوحيد الله ، وترك عبادة ما سوى الله .
" صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى" يعني : عند الله ، والحسنى هي الجنة ، وأما من جِهَتي .
" وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا" وهذا هو واجب الحاكم الصالح في كل زمان ، على الحاكم الصالح أن يكافيء المحسنَ على إحسانه ، وأن يجازي المسيءَ بإساءته ، فإن الناس إذا قالوا للمحسن : أحسنت ، وللمسيء : أسأت ، رجع المسيء عن إساءته ، واجتهد المحسنُ في إحسانه ، أما أن يُقَرَّبَ المسيئون ، ويُقْصى المحسنون ، فحينذاك ينتشر الفساد ، وتعم الفوضى ، وتنزع البركة .
* الرحلة الثانية :
بهذا انتهت الرحلة الأولى نحو المغرب لذي القرنين ، فعاد ليتابع المسير نحو المشرق ، قاصدًا مطلع الشمس ، متبعًا للأسباب فوصل إلى مطلع الشمس :
" حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا*
أي أن ذا القرنين انتهى في سفره نحو الشرق إلى جماعة من بني آدم يعيشون على وجه الأرض ، وليس لهم ما يسترهم من الشمس .
* الرحلة الثالثة :
ثم تابع المسير فوصل إلى ما بين السدين :
*حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا*
أين هذان السدان ؟ لم يحدد القرآن لهما مكانًا ، فلنسكت عما سكت عنه القرآن
حتى إذا بلغ بين السدين وجـد من دونهما قومًا متخلفين متأخرين ، لا حضارة لهم ولا مدنية ، ولا يكادون يفقهون قـولًا . فما إن رأوا ذا القرنين حتى استغاثوا به لما رأوا من التمكين الذي مكَّنه الله له :

قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا "أي : هل نجمع لك من أموالنا عطاء نقدمه لك مقابل أن تجعل بيننا وبين يأجوج ومأجوج سَدًا ؟ وكيف يطمع ذو القرنين في حطام الدنيا الزائل ، وفي شيء من المال قليل ، يجمعه له هؤلاء الناس ، وقد مكّنه الله في الأرض كلها ، وآتاه كنوزها كلها .
"*قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا "أي : ما مكني فيه ربي خير مما تبذلون لي وتعطوني ، أنا لست بحاجة إلى جُعْلِكم ، ولا أطمع في مالكم " مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ"" ولكن الذي أرجوه أن تساعدوني بالعدة والعتاد ، وأن تعينوني بقوة ، أجعل بينكم وبينهم ردمًا .

حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا أي : قطع الحديد الكبيرة .
"" حَتَّى إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ "أي : الجبلين اللذين بنى بينهما السد فسد المدخل الذي بينهما .

" قَالَ انفُخُوا"أي انفخوا النار : أي أوقدوها إيقادًا عظيمًا ، واستعملوا لها المنافيخ لتشتد ، فتذيب النحاس ، فلما ذاب النحاس ، الذي يريد أن يلصقه بين زُبر الحديد قال :
حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا* والقِطْر هو النحاس المذاب ، وقد ثبت علميًّا بعد قرون كثيرة أن النحاس إذا صُبَّ على الحديد أعطى معدنًا قويًا شديد الصلابة .

"فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا" يعني : أن يأجوج ومأجوج وقفوا عاجزين أمام هذا السد ، فما استطاعوا أن يعلوه بالصعود عليه لارتفاعه حتى ينزلوا من الجهة الأخرى ، وما استطاعوا أن يثقبوه لإحكامه وقوته فيخرجوا منه . رحلة في رحاب اليوم الآخر / ص : 53 : 56 . بتصرف يسير .
تفسير : تيسير الكريم الرحمن للسعدي / ص : 486 .
فلما فعل هذا الفعل الجميل والأثر الجليل ، أضاف النعمة إلى موليها وقال :
*قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ". أي من فضله وإحسانه عليّ .
وهذه حال الخلفاء والصالحين ، إذا مَنَّ الله عليهم بالنعم الجليلة ، ازداد شكرهم وإقرارهم ، واعترافهم بنعمة الله ، كما قال سليمان ـ عليه السلام ـ ، لما حضر عنده عرش ملكة سبأ ..... قال " هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ"
" فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ " أي لخروج يأجوج ومأجوج .
" جَعَلَهُ " أي ذلك السد المحكم المتقن .
" دَكَّاءَ " أي دكه فانهدم واستوى هو والأرض .
" وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا"تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان / تفسير سورة الكهف / ص : 436 .

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم
إنَّ يأجوجَ ومأجوجَ يحفُرونَ كلَّ يومٍ حتَّى إذا كادوا يَرونَ شُعاعَ الشَّمسِ قالَ الَّذي عليهم ارجِعوا فسنَحفرُهُ غدًا فيعيدُهُ اللَّهُ أشدَّ ما كانَ حتَّى إذا بلَغت مُدَّتُهم وأرادَ اللَّهُ أن يبعثَهُم علَى النَّاسِ حفروا حتَّى إذا كادوا يَرونَ شعاعَ الشَّمسِ قالَ الَّذي عليهِم ارجِعوا فستحفُرونَهُ غدًا إن شاءَ اللَّهُ تعالى واستَثنَوا فيعودونَ إليهِ وَهوَ كَهَيئتِهِ حينَ ترَكوهُ فيحفُرونَهُ ويخرجونَ علَى النَّاسِ فيُنشِفونَ الماءَ ويتحصَّنُ النَّاسُ منهم في حصونِهِم فيرمونَ بسِهامِهِم إلى السَّماءِ فترجِعُ عليها الدَّمُ الَّذي اجفَظَّ فيقولونَ قَهَرنا أهْلَ الأرضِ وعلَونا أهْلَ السَّماءِ فيبعثُ اللَّهُ نَغَفًا في أقفائِهِم فيقتلُهُم بِها قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ والَّذي نفسي بيدِهِ إنَّ دوابَّ الأرضِ لتَسمنُ وتَشكَرُ شَكَرًا من لحومِهِم"
رواه أحمد . والترمذي : 3153 . وابن ماجه : 4080 . وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة : 1735 .
استثنوا : أي قالوا : " إن شاء الله " .
احفظَّ : أي : امتلأ ، أي : ترجع ممتلئة دمًا .

* نهاية يأجوج ومأجوج :
* من حديث النواسِ بنِ سَِمْعَانَ الكلابي عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم
" .....فَبيْنَما هو كَذلكَ إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إلى عِيسَى: إنِّي قدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي، لا يَدَانِ لأَحَدٍ بقِتَالِهِمْ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إلى الطُّورِ وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَهُمْ مِن كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ علَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ فَيَشْرَبُونَ ما فِيهَا، وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فيَقولونَ: لقَدْ كانَ بهذِه مَرَّةً مَاءٌ، وَيُحْصَرُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، حتَّى يَكونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِن مِئَةِ دِينَارٍ لأَحَدِكُمُ اليَومَ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، فيُرْسِلُ اللَّهُ عليهمُ النَّغَفَ في رِقَابِهِمْ، فيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ، ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إلى الأرْضِ، فلا يَجِدُونَ في الأرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلَّا مَلأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إلى اللهِ، فيُرْسِلُ اللَّهُ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ البُخْتِ فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ مَطَرًا لا يَكُنُّ منه بَيْتُ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ، فَيَغْسِلُ الأرْضَ حتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَةِ، ثُمَّ يُقَالُ لِلأَرْضِ: أَنْبِتي ثَمَرَتَكِ، وَرُدِّي بَرَكَتَكِ، فَيَومَئذٍ تَأْكُلُ العِصَابَةُ مِنَ الرُّمَّانَةِ، وَيَسْتَظِلُّونَ بقِحْفِهَا، وَيُبَارَكُ في الرِّسْلِ، حتَّى أنَّ اللِّقْحَةَ مِنَ الإبِلِ لَتَكْفِي الفِئَامَ مِنَ النَّاسِ، وَاللِّقْحَةَ مِنَ البَقَرِ لَتَكْفِي القَبِيلَةَ مِنَ النَّاسِ وَاللِّقْحَةَ مِنَ الغَنَمِ لَتَكْفِي الفَخِذَ مِنَ النَّاسِ...."
صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 20 / حديث رقم : 2937 / ص : 92 .
لا يدانِ : تثنية " يد " . ومعناه : لا قـدرة ولا طاقة . لأن المباشرة والدفع إنما يكون
باليد . وكأن يَديه معدومتان لعجزه عن دفعه .
فَحَرِّزْ : أي ضمهم واجعل الطور لهم حرزًا .يقال : أحرزت الشيء أحرزه إحرازًا ، إذا حفظتَهُ وضممتَهُ إليك وصنته عن الأخذ .
الطور : هو الجبل الذي ناجى عليه موسى ربه ، وهو بالقرب من مصر عند
موضع يسمى مدين .
الحدب : المرتفع من الأرض .
ينسلون : يسرعون . يعني : أنهم يتفرقون في الأرض فلا ترى مرتفعًا من الأرض إلا وقوم منهم يهبطون منه مسرعين في المشي إلى الفساد .
بحيرة طبرية : هي بحيرة في طرف جبل ، وجبل الطور مطلٌّ عليها .
حتى يكون رأس الثور لأحدِهِمْ خيرًا من مائة دينارٍلأحدِكُمُ اليومَ : أي : أنهم تبلغ بهم الفاقة إلى حد نفاذ مؤنهم وهم محاصرون بيأجوج ومأجوج .
النغف : هو دود يكون في أنوف الإبل والغنم .
فَرْسَى : أي قتلى .
زَهَمُهُم : دسمهم .
نتنهم : رائحتهم الكريهة .
لا يَكُنُّ منه بيتُ مُدَرٍ : أي لا يمنع من نزول الماء بيت . المَدَر : الطين الصلب .
الزلفة : أي كالمرآة في صفائها ونظافتها . وقيل غيره .
العصابة : أي الجماعة .
بقحفها : وهو مقعر قشرها ، شبهها بقحف الرأس ، وهو الذي فوق الدماغ .
وقيل : ما انفلق من جمجمته وانفصل .
الرّسْل : هو اللبن الحليب .
اللَِّقْحة : بكسر اللام وفتحها لغتان مشهورتان ، والكسر أشهر . وهي القريبة العهد بالولادة
الفِئَام : الجماعة الكثيرة .
الْفَخْذَ : الجماعة من الأقارب ، وهم دون البطن ، والبطن دون القبيلة . قال القاضي : قال ابن فارس : " الفخذ " هنا بإسكان الخاء لا غير ، فلا يقال إلا بإسكانها ، بخلاف " الْفَخِْذ " التي هي العضو ، فإنها تكسر وتسكن .

*شُبْهَة والرد عليها :
هناك شبهة قد تعترض بعض الناس ، وهي أننا في زمان أصبحت جغرافية العالم معروفة ومكشوفة ، ومع هذا التقدم لم يُسْمَع عن هذا السّدّ ، ولا عن هؤلاء القوم الذين وراءه ، ولو كان ذلك حقيقة لاكتُشِف .
والجواب :
أنه ليس كل موجـود يُرَى ، فعقل الإنسان أقرب ما يكون إليه ، وهو لا يراه ، والجن موجودون ونحن لا نراهم ، والملائكـة كذلك .
فوجب الإيمان بما أخبر به الله تبارك وتعالى ، والوقوف بأدب مع القرآن ، والإيمان بما جاء فيه ، والسكوت عما سكت عنه وقد قيل : إن منطقة في البحـر المحيط عند مثلث برمودا لا يدخلها شيء إلا هلك ، ولا يعرفون عن سر ذلك شيئًا إلى الآن .فما الجواب عن هذا ؟ ! ! . رحلة في رحاب اليوم الآخر / عبد العظيم بدوي / ص : 58 .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-27-2018, 01:49 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,252
افتراضي

طلوع الشمس من مغربها
اقتضت حكمة الله في نظام الكون أن تطلع الشمس من جهة المشرق ، وأن تغيب من جهة المغرب كل يوم ، وشاءت حكمته البالغة أن يجعلها عند فساد الناس في آخر الزمان ، وعصيانهم أوامر الله ، وتبديلهم دين الحق ، أن يجعلها تطلع من جهة المغرب ، بعكس نظامها الحالي ، لتكون آية عظيمة دالة على قرب قيام الساعة ، يراها كل من يكون في ذلك الوقت ، وآنئذ تنكشف لهم الحقائق .
ولا يقبل ـ حين ذاك ـ الإيمان ممن لم يكن آمن من قبل ، كما لا تقبل توبة العاصي .
من كتاب المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 282 .
فهذه أول علامة من علامات تغير الكون قرب قيام الساعة .

* أدلة طلوع الشمس من المغرب :
* قال تعالى " هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ" سورة الأنعام / آية : 158 .
وقد دلت الأحاديث الصحيحة على أن المراد " ببعض الآيات " هنا ، هو طلوع الشمس من مغربها . وهو قول جمهور المفسرين كما قال الطبري في تفسيره لدى تعرضه للآية . المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 282 .

* ومن الأحاديث الدالة على ذلك :

* عن أبي ذرٍّ ـ رضي الله عنه ـ قال قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لأبِي ذَرٍّ حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ: أتَدْرِي أيْنَ تَذْهَبُ؟، قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: فإنَّهَا تَذْهَبُ حتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ العَرْشِ، فَتَسْتَأْذِنَ فيُؤْذَنُ لَهَا ويُوشِكُ أنْ تَسْجُدَ، فلا يُقْبَلَ منها، وتَسْتَأْذِنَ فلا يُؤْذَنَ لَهَا يُقَالُ لَهَا: ارْجِعِي مِن حَيْثُ جِئْتِ، فَتَطْلُعُ مِن مَغْرِبِهَا، فَذلكَ قَوْلُهُ تَعَالَى"وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذلكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ "يس: 38.صحيح البخاري.فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 6 / كتاب : بدء الخلق / ( 4 ) ـ باب : صفة الشمس والقمر بحسبان / حديث رقم : 3199 / ص : 343 .
تَسْجُدَ: سجود كل شيء بما يختص ويليق به ، فيسجد لعظمة الله كل شيء ،
طوعًا أو كرهًا . حاشية المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 284 .

* عن عبد الله بن عمرو ؛ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " أوَّلُ الآياتِ خُروجًا، طلوعُ الشَّمسِ مِن مغربِها، وخروجُ الدَّابَّةِ على النَّاسِ ضُحًى، قالَ عبدُ اللَّهِ: فأيَّتُهُما ما خَرجت قبلَ الأخرى فالأُخرى منها قريبٌ، قالَ عبدُ اللَّهِ: ولا أظنُّها إلَّا طُلوعَ الشَّمسِ من مغربِها"صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : الفتن / ( 32 ) ـ باب : طلوع الشمس من مغربها / حديث رقم : 3288 / ص : 382 .
* غلق باب التوبة :
دلت الآية ، والأحاديث الثابتة الصحاح والحسان على أن باب التوبة مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت من مغربها لا يُقْبَل الإيمان من الكافر ، ولا التوبة من العاصي .
* عـن أبي موسى ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ باللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِهَا." رواه مسلم .

وطلوع الشمس من مغربها هو العلامة الأولى لتغير أحوال الكون ، ولاسيما العالم العلوي ، وهو قريب جدًا من قيام الساعة ؛ ولذلك يغلق باب التوبة ، وتخرج الدابة .المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 288 .

خروج الدابة
ومن علامات الساعة بعد طلوع الشمس من مغربها ، وإغلاق باب التوبة أن يخلق الله سبحانه دابة تخالف ما عهده البشر من الدواب ، فهي تخرج من الأرض وهي تعقل وتنطق ، فهي تخاطب الناس مميزة المؤمن من الكافر ، تخاطبهم على تركهم أوامر الله وتبديلهم دين الحق .

* قال الألوسي في : روح المعاني : 6 / 314 :
أي تكلمهم بأنهم لا يتيقنون بآيات الله تعالى الناطقة بمجيء الساعة ، ومباديها ، أو بجميع آياته التي من جملتها تلك الآيات . ا . هـ .
* أدلة خروجها :
قال تعالى " وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ". سورة النمل / آية : 82 .
* عن عبد الله بن عمرو ، قال : حفظتُ من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حديثًا لم أنْسَهُ بعدُ . سمعتُ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول"إنَّ أوَّلَ الآياتِ خُرُوجًا، طُلُوعُ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها، وخُرُوجُ الدَّابَّةِ علَى النَّاسِ ضُحًى، وأَيُّهُما ما كانَتْ قَبْلَ صاحِبَتِها، فالأُخْرَى علَى إثْرِها قَرِيبًا."
صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 23 / حديث رقم : 2941 / ص : 102 .
* تَسِمُ الناس على أنوفهم بالإيمان أو الكفر :
* عن أبي أمامة ـ رضي الله عنه ـ يرفعه إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم " تخرجُ الدابَّةُ ، فتَسِمُ الناسَ على خراطيمِهم ، ثم يُعمِّرون فيكم ، حتى يشتريَ الرجلُ الدابَّةَ ، فيُقالُ : ممَّنِ اشتريتَ ؟ فيقولُ : من الرجلِ المُخَطَّمِ"صحيح الجامع للشيخ الألباني.
فتَسِمُ: تُعَلِّمهم .
خراطيمِهم: أنوفهم .
المُخَطَّمِ: أي : المعلَّم أنفه .حاشية ترتيب أحاديث صحيح الجامع الصغير وزيادته على الأبواب الفقهية / ج : 4 / كتاب : علامات الساعة / باب : 12 / ص : 198 .
* وقال صاحب : الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة ص : 548 :
هذا وقد أورد ابنُ جرير الطبري ـ رحمه الله ـ ، وكذلك الحافظ ابن كثير ، جملة آثار في هذا الباب توضح من أين تخرج الدابة ، وصفتها ، وما معها ، وما تعمل إلى غير ذلك ، وفي أغلب الأسانيد التي ذكروها نظر ، ولم نقف على شيء مرفوع يُعوَّلُ عليه في هذا الباب والله أعلم . ا . هـ .
ظهور الدخان
قال تعالى" فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ*يَغْشَى النَّاسَ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ*رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ*أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ *ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ*إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ*يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ " سورة الدخان / آية : 10 ـ 16 .
اختلف أهل العلم في " الدخان " المذكور في الآية :
هل هو المراد في حديث ابن مسعود ، وبذلك يكون خرج ومضى .
أم هو المراد في حديث حذيفة بن أَسيد ، وبذلك لا يكون خرج بعد . علامات يوم القيامة الكبرى ... / ص : 9 / بتصرف يسير .

* حديث ابن مسعود :
* عن عبد الله (1) ـ رضي الله عنه أنَّ قُرَيْشًا لَمَّا أبْطَئُوا علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالإِسْلَامِ، قالَ: اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ فأصَابَتْهُمْ سَنَةٌ حَصَّتْ كُلَّ شيءٍ حتَّى أكَلُوا العِظَامَ، حتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ يَنْظُرُ إلى السَّمَاءِ فَيَرَى بيْنَهُ وبيْنَهَا مِثْلَ الدُّخَانِ، قالَ اللَّهُ"فَارْتَقِبْ يَومَ تَأْتي السَّمَاءُ بدُخَانٍ مُبِينٍ"، قالَ اللَّهُ"إنَّا كَاشِفُو العَذَابِ قَلِيلًا إنَّكُمْ عَائِدُونَأفَيُكْشَفُ عنْهمُ العَذَابُ يَومَ القِيَامَةِ؟ وقدْ مَضَى الدُّخَانُ، ومَضَتِ البَطْشَةُ".
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 8 / كتاب : التفسير / باب : 4 / حديث رقم : 4693 / ص : 214 .
( 1 ) عبد الله : وهو ابن مسعود . الفتح / ص : 215 .
*عَنْ عبدِ اللَّهِ، قالَ: خَمْسٌ قدْ مَضَيْنَ: اللِّزَامُ، والرُّومُ، والبَطْشَةُ، والقَمَرُ، والدُّخَانُ"صحيح البخاري.
* عن أبي الضحى عن مسروق قال " بيْنَما رَجُلٌ يُحَدِّثُ في كِنْدَةَ، فَقالَ: يَجِيءُ دُخَانٌ يَومَ القِيَامَةِ فَيَأْخُذُ بأَسْمَاعِ المُنَافِقِينَ وأَبْصَارِهِمْ، يَأْخُذُ المُؤْمِنَ كَهَيْئَةِ الزُّكَامِ، فَفَزِعْنَا، فأتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، وكانَ مُتَّكِئًا فَغَضِبَ فَجَلَسَ، فَقالَ: مَن عَلِمَ فَلْيَقُلْ، ومَن لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلِ: اللَّهُ أعْلَمُ؛ فإنَّ مِنَ العِلْمِ أنْ يَقُولَ لِما لا يَعْلَمُ: لا أعْلَمُ؛ فإنَّ اللَّهَ قالَ لِنَبِيِّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ"ص: 86، وإنَّ قُرَيْشًا أبْطَؤُوا عَنِ الإسْلَامِ، فَدَعَا عليهمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فَقالَ: اللَّهُمَّ أعِنِّي عليهم بسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ. فأخَذَتْهُمْ سَنَةٌ حتَّى هَلَكُوا فِيهَا، وأَكَلُوا المَيْتَةَ والعِظَامَ، ويَرَى الرَّجُلُ ما بيْنَ السَّمَاءِ والأرْضِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ، فَجَاءَهُ أبو سُفْيَانَ فَقالَ: يا مُحَمَّدُ، جِئْتَ تَأْمُرُنَا بصِلَةِ الرَّحِمِ، وإنَّ قَوْمَكَ قدْ هَلَكُوا، فَادْعُ اللَّهَ، فَقَرَأَ"فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ" إلى قَوْلِهِ: "عَائِدُونَ" الدخان: 10 - 15، أفَيُكْشَفُ عنْهمْ عَذَابُ الآخِرَةِ إذَا جَاءَ؟! ثُمَّ عَادُوا إلى كُفْرِهِمْ، فَذلكَ قَوْلُهُ تَعَالَى"يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى"الدخان: 16. يَومَ بَدْرٍ، ولِزَامًا الفرقان: 77 يَومَ بَدْرٍ. "الم * غُلِبَتِ الرُّومُ" إلى "سَيَغْلِبُونَ" الروم: 1 - 3، والرُّومُ قدْ مَضَى."صحيح البخاري.
ومَن لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلِ: اللَّهُ أعْلَمُ: أي إن تمييز المعلوم من المجهول نوع من العلم ، وهذا مناسب لما اشتهر من أن لا أدري نصف العلم ، ولأن القول فيما لا يعلم قسم من التكلف . الفتح / ج : 8 / ص : 372 .
فقد فسر ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ هذا الدخان بأنه خيال في أعين كفار قريش ، على هيئة الدخان نتيجة لشدة ما أصابهم من الجوع والقحط عندما دعا عليهم الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بسبعٍ كسبعِ يوسفَ .
ـ وقد أُجيب عليه بأن دعاء الرسول هذا كان في مكة قبل الهجرة إلى المدينة . الرسالة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 173 .

* حديث حذيفة :
ـ عن حذيفة بن أَسيدٍ الغِفَاريِّ ـ رضي الله عنه ـ قال " اطَّلَعَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ، فَقالَ: ما تَذَاكَرُونَ؟ قالوا: نَذْكُرُ السَّاعَةَ، قالَ: إنَّهَا لَنْ تَقُومَ حتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ، فَذَكَرَ، الدُّخَانَ، وَالدَّجَّالَ، وَالدَّابَّةَ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِهَا، وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بالمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بالمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بجَزِيرَةِ العَرَبِ، وَآخِرُ ذلكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ اليَمَنِ، تَطْرُدُ النَّاسَ إلى مَحْشَرِهِمْ."صحيح مسلم.
ـ ..... حديث حذيفة متأخر عن تلك الحادثة.الرسالة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 173
يقصد بتلك الحادثة : أي دعاء الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ على كفار قريش وما سبق من تفصيل ذلك في حديث عبد الله بن مسعود .
وقد جاء تفسير " الدخان " بهذا المعنى ـ أي المعنى الوارد في حديث حذيفة ـ عن عدد من أجلاء الصحابة ، رفعه بعضهم إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كأبي سعيد الخدري ؛ وأبي مالك الأشعري ـ رضي الله عنهما ـ ووقفه بعضهم ولم يرفعه كعلي بن أبي طالب ، وعبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهم ـ .الرسالة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 174 .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عـن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال "بادِرُوا بالأعْمالِ سِتًّا: الدَّجَّالَ، والدُّخانَ، ودابَّةَ الأرْضِ، وطُلُوعَ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها، وأَمْرَ العامَّةِ، وخُوَيْصَّةَ أحَدِكُمْ."صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 25 / حديث رقم : 2947 / ص : 115 .
وأَمْرَ العامَّةِ:القيامة.

وخُوَيْصَّةَ أحَدِكُمْ: الموت .
* قال أبو الخطاب بن دحية :
" والذي يقتضيه النظر الصحيح ، حَمْل ذلك على قضيتَيْن إحداهما وقعت ، والأخرى ستقع وستكون .
فأما التي كانت ـ الواردة بحديث ابن مسعود ـ فالتي كانوا يرون فيها كهيئة دخان ، وهذا الدخان غير الدخان الحقيقي ـ المذكور في حديث حذيفة بن أَسيد ـ الذي يكون عند ظهور الآيات ، التي هي من الأشراط والعلامات ، ولا يمتنع إذا ظهرت هذه العلامة أن يقولوا" رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ " .الدخان:12. فَيُكْشَف عنهم ، ثم يعودون لقرب الساعة .
وقول ابن مسعود ، لم يسنده إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، إنما هو من تفسيره ، وقد جاء النص عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بخلافه " .ا . هـ . علامات يوم القيامة الكبرى / ص : 11 .
وقال القرطبي " ..... ويحتمل أنهما دخانان للجمع بين هذه الآثار " .شرح النووي على مسلم : 18 / 27 . علامات يوم القيامة الكبرى / ص : 11 .
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 08-27-2018, 01:53 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,252
افتراضي

رفع القرآن وذهاب الدين

إن القرآن الكريم كلام الله رب العالمين أنزله ـ سبحانه "لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ" سورة يس / آية : 70 .
أنزله الله تعالى ليستضيء الناسُ بنوره ، ويهتدوا بهديه ، ويتحاكموا إليه في جميع أمورهم دقها وجلها ، وتَوَعَّدَ اللهُ تعالى الذين ينبذون كتاب ربهم وراء ظهورهم ولا يتحاكمون إليه : قال تعالى "وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ "سورة المائدة / آية : 45 .

إن هذا القرآن لم ينزل لِيُتْلَى على المقابر ، ولا ليُقرأ على الأموات ، ولا لتتخذ منه الحجب ، ولا ليكتسب به المال ، إنما أنزله الله رحمةً وشفاءً ، ونورًا وضياءً للمؤمنين ، فإذا طال الزمان وبَعُدَ العهد ، ونَسِيَ المسلمون كتابَ ربهم ، وأصبح الناس لا يعرفون صلاةً ولا صيامًا ، ولا صدقةً ولا نسكًا ، حينئذ لم يبق لوجود القرآن بينهم فائدة ، فيسرى عليه في ليلة واحدة حتى لا يبقى منه آية ، ويذهب بما في صدور الحفظة منه .
فيا معشر المسلمين : متعوا أنفسكم بالنظر إلى كتاب ربكم ، متعوا أنفسكم بقراءة القرآن ، فإنه كلام الله ، فاقرءوا القرآن ، وارجعوا إليه في جميع أموركم وفي كل الشئون " إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ". سورة الإسراء / آية : 9 .وهو لا يهدي للتي هي أقوم في مسألة دون مسألة . فاستضيئوا بالقرآن يا أُمَّة القرآن ، واهتدوا بالقرآن . تمسكوا بحبل الله المتين . تمسكوا به قبل أن يرفع . نسأل الله السلامة ، والتثبيت . اللهم أكرمنا بالقرآن وبارك لنا فيه ، وثبته في صدورنا . رحلة في رحاب اليوم الآخر / ص : 61 / بتصرف يسير .

* عن حذيفة بن اليمان ؛ قال : قال رسُول الله ـ صلى الله عليه وسلم
" يدرُسُ الإسلامُ كما يدرُسُ وَشيُ الثَّوبِ حتَّى لا يُدرَى ما صيامٌ، ولا صلاةٌ، ولا نسُكٌ، ولا صدَقةٌ، و لَيُسْرَى على كتابِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ في ليلَةٍ، فلا يبقى في الأرضِ منهُ آيةٌ، وتبقَى طوائفُ منَ النَّاسِ الشَّيخُ الكبيرُ والعجوزُ، يقولونَ: أدرَكْنا آباءَنا على هذِهِ الكلمةِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، فنحنُ نقولُها فقالَ لَهُ صِلةُ: ما تُغني عنهم: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَهُم لا يَدرونَ ما صلاةٌ، ولا صيامٌ، ولا نسُكٌ، ولا صدقةٌ؟ فأعرضَ عنهُ حُذَيْفةُ، ثمَّ ردَّها علَيهِ ثلاثًا، كلَّ ذلِكَ يعرضُ عنهُ حُذَيْفةُ، ثمَّ أقبلَ علَيهِ في الثَّالثةِ، فقالَ: يا صِلةُ، تُنجيهِم منَ النَّار ثلاثًا" صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : الفتن / ( 26 ) ـ باب : ذهاب القرآن والعلم / حديث رقم : 3273 / ص : 378 .
يدرُسُ الإسلامُ: من درس الرسم دروسًا ، إذا عفا وهلك . ومن درس الثوب درسًا : إذا صار عتيقًا .
وَشيُ الثَّوبِ: نقشه ، أو ما فيه من أعلام تزينه .
ولَيُسرى على كتابِ اللَّهِ: أي يذهب بالليل .حاشية صحيح ابن ماجه / ج : 2 / ص : 378 .
* من فوائد الحديث :
في هذا الحديث نبأ خطير ، وهو أنه سوف يأتي يوم على الإسلام يُمحَى أثره ، وعلى القرآن فيُرْفَع ، فلا يبقى منه ولا آية واحدة ، وما رُفع القرآن الكريم في آخر الزمان ؛ إلا تمهيدًا لإقامة الساعة على شرار الخلق ؛ الذين لا يعرفون شيئًا من الإسلام ألبتّة ، حتى ولا توحيده ! . نظم الفرائد / ج : 2 / ص : 535 .
وهذا يكون بمشيئة الله : قال تعالى " وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ"سورة الإسراء / آية : 86 .

هبوب الريح الطيبة
* عندما توشك الدنيا على الانتهاء ، تظهر هذه العلامة ، وهي من العلامات الكبرى الكونية .
* يرسل الله تبارك وتعالى ريحًا لينة طيبة ، تقبض أرواح من كان في قلبه مثقال حبة من
الإيمان ؛ حتى هؤلاء الذين يقولون " لا إله إلا الله " تقليدًا لآبائهم ، ولا تخلف إلا الكفرة شرار الناس ، لتقوم الساعة عليهم .

* عن عائشة قالت : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقولُ " لا يَذْهَبُ اللَّيْلُ والنَّهارُ حتَّى تُعْبَدَ اللّاتُ والْعُزَّى فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنْ كُنْتُ لأَظُنُّ حِينَ أنْزَلَ اللَّهُ"هو الذي أرْسَلَ رَسوله بالهُدَى ودِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ علَى الدِّينِ كُلِّهِ ولو كَرِهَ المُشْرِكُونَ "الصف: 9.أنَّ ذلكَ تامًّا قالَ إنَّه سَيَكونُ مِن ذلكَ ما شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا طَيِّبَةً، فَتَوَفَّى كُلَّ مَن في قَلْبِهِ مِثْقالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِن إيمانٍ، فَيَبْقَى مَن لا خَيْرَ فِيهِ، فَيَرْجِعُونَ إلى دِينِ آبائِهِمْ. صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 17 / حديث رقم : 2907 / ص : 45 .

* قال الإمام مسلم في صحيحه :قال:حدثنا أحمدُ بنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ . قال:حدثنا عبد العزيز بنُ محمدٍ وأبو علقمةَ الغروِيُّ . قالا : حدثنا صفوانُ بنُ سُلَيْمٍ ، عن عبدِ الله بنِ سَلْمَانَ ، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " إنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ رِيحًا مِنَ اليَمَنِ أَلْيَنَ مِنَ الحَرِيرِ، فلا تَدَعُ أَحَدًا في قَلْبِهِ، قالَ أَبُو عَلْقَمَةَ مِثْقَالُ حَبَّةٍ، وَقالَ عبدُ العَزِيزِ: مِثْقَالُ ذَرَّةٍ، مِن إِيمَانٍ إِلَّا قَبَضَتْهُ." . صحيح مسلم / ج : 2 / كتاب : الإيمان / ( 50 ) ـ باب : في الريح التي تكون قرب القيامة ... / حديث رقم : 117 / ص : 173 .
رِيحًا مِنَ اليَمَنِ أَلْيَنَ مِنَ الحَرِيرِ: فيه والله أعلم إشارة إلى الرفق بهم والإكرام لهم .
وجاء في هذا الحديث : إنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ رِيحًا مِنَ اليَمَنِ
وفي حديث آخر ـ سيأتي إن شاء الله - اللَّهُ رِيحًا بَارِدَةً مِن قِبَلِ الشَّأْمِ.
ويجاب عن هذا بوجهين :
أحدهما : يحتمل أنهما ريحان شامية ويمانية .
الثاني : ويحتمل أن مبدأها من أحد الإقليمين ثم تصل الآخر ، وتنتشر عنده .
والله أعلم .
مِثْقالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِن إيمانٍ: فيه بيان للمذهب الصحيح أن الإيمان يزيد وينقص.شرح صحيح مسلم / ج : 2 / ص : 174 .
قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ" يَخْرُجُ الدَّجَّالُ في أُمَّتي فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ، لا أَدْرِي: أَرْبَعِينَ يَوْمًا، أَوْ أَرْبَعِينَ شَهْرًا، أَوْ أَرْبَعِينَ عَامًا، فَيَبْعَثُ اللَّهُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ كَأنَّهُ عُرْوَةُ بنُ مَسْعُودٍ، فَيَطْلُبُهُ فيُهْلِكُهُ، ثُمَّ يَمْكُثُ النَّاسُ سَبْعَ سِنِينَ، ليسَ بيْنَ اثْنَيْنِ عَدَاوَةٌ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ رِيحًا بَارِدَةً مِن قِبَلِ الشَّأْمِ، فلا يَبْقَى علَى وَجْهِ الأرْضِ أَحَدٌ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِن خَيْرٍ، أَوْ إيمَانٍ إلَّا قَبَضَتْهُ، حتَّى لو أنَّ أَحَدَكُمْ دَخَلَ في كَبِدِ جَبَلٍ لَدَخَلَتْهُ عليه، حتَّى تَقْبِضَهُ قالَ: سَمِعْتُهَا مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: فَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ في خِفَّةِ الطَّيْرِ وَأَحْلَامِ السِّبَاعِ، لا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا، فَيَتَمَثَّلُ لهمُ الشَّيْطَانُ، فيَقولُ: أَلَا تَسْتَجِيبُونَ؟ فيَقولونَ: فَما تَأْمُرُنَا؟ فَيَأْمُرُهُمْ بعِبَادَةِ الأوْثَانِ، وَهُمْ في ذلكَ دَارٌّ رِزْقُهُمْ، حَسَنٌ عَيْشُهُمْ، ثُمَّ يُنْفَخُ في الصُّورِ، فلا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إلَّا أَصْغَى لِيتًا وَرَفَعَ لِيتًا، قالَ: وَأَوَّلُ مَن يَسْمَعُهُ رَجُلٌ يَلُوطُ حَوْضَ إبِلِهِ، قالَ: فَيَصْعَقُ، وَيَصْعَقُ النَّاسُ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ، أَوْ قالَ يُنْزِلُ اللَّهُ، مَطَرًا كَأنَّهُ الطَّلُّ أَوِ الظِّلُّ، نُعْمَانُ الشَّاكُّ، فَتَنْبُتُ منه أَجْسَادُ النَّاسِ، ثُمَّ يُنْفَخُ فيه أُخْرَى، فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ، ثُمَّ يُقَالُ: يا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمَّ إلى رَبِّكُمْ، وَقِفُوهُمْ إنَّهُمْ مَسْؤُولونَ، قالَ: ثُمَّ يُقَالُ: أَخْرِجُوا بَعْثَ النَّارِ، فيُقَالُ: مِن كَمْ؟ فيُقَالُ: مِن كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِئَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، قالَ فَذَاكَ يَومَ يَجْعَلُ الوِلْدَانَ شِيبًا، وَذلكَ يَومَ يُكْشَفُ عن سَاقٍ." الراوي : عبدالله بن عمرو - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم. 2940
* إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .
فلنعمل وإن قَرُبَت الساعة .
"إن قامَتِ السَّاعةُ وبِيَدِ أحدِكم فَسِيلةٌ فإنِ استطاع ألَّا تقومَ حتَّى يغرِسَها، فليفعَلْ."الراوي : أنس بن مالك - المحدث : الوادعي - المصدر : الصحيح المسند -الصفحة أو الرقم 34 خلاصة حكم المحدث : صحيح.


هدم الكعبة
من علامات الساعة الكبرى في آخر الزمان خروج رجل من الحبشة ، يقال له : " ذو السويقتين " . يخرب الكعبة المشرفة فيجردها من كسوتها ويسلبها حليها ، وينقضها حجرًا حجرًا ، ولا تعمر بعد ذلك أبدًا .
واختلف العلماء في الزمن الذي تُهدم فيه الكعبة ؛ والظاهر من الأحاديث أن هدمها يكون بعد رفع القرآن من المصاحف وصدور الناس ، وبعد هبوب الريح اللينة التي تقبض روح كل مؤمن ، حيث ينقطع الحج ، ولا يبقى في الأرض أحد يقول الله الله .المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 302 .
* شبهة والرد عليها عن التمكن من هدم الكعبة :
ورد بحاشية : الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 355 :
هذا ـ أي التمكن من هدم الكعبة ـ يخالف قولَه تعالى " أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا" سورة العنكبوت / آية : 67 .
ولأن الله حبس عن مكة الفيل ، ولم يمكِّن أصحابه من تخريب الكعبة ، ولم تكن إذ ذاك
" قِبْلَة " ، فكيف يسلط عليها الحبشة بعد أن صارت قِبلَة للمسلمين ؟ .
وأُجِيب بأن ذلك محمول على أنه يقع في آخر الزمان قرب قيام الساعة ، حيث لا يبقى في الأرض أحدٌ يقول : الله الله ، كما ثبت في صحيح مسلم " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى لا يُقالَ في الأرْضِ: اللَّهُ، اللَّهُ."
ولهذا وقع في رواية سعيد بن سمعان : " لا يعمر بعده أبدًا " وقد وقع قبل ذلك فيه من القتال ، وغزو أهل الشام له في زمن يزيد بن معاوية ، ثم من بعده في وقائع كثيرة ، من أعظمها " وقعة القرامطة " ، بعد الثلاثمائة ، فقتلوا من المسلمين في المطاف من لا يحصى كثرة ، وقلعوا الحجر الأسود ، فحولوه إلى بلادهم ، ثم أعادوه بعد مدة طويلة ، ثم غُزِي مِرَارًا بعد ذلك ، وكل ذلك لا يُعارض قولَهُ تعالى "" أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا" سورة العنكبوت / آية : 67 ." لأن ذلك إنما وقع بأيدي المسلمين ، فهو مطابق لقوله صلى الله عليه وسلم يبايَعُ لِرَجلٍ بينَ الرُّكنِ والمقامِ، ولن يَستَحلَّ البيتَ إلَّا أَهْلُهُ ، فإذا استحلُّوهُ ، فلا تسأَلْ عن هلَكَةِ العرَبِ ؟ ثمَّ تأتي الحبَشةُ فيُخرِّبونَهُ خرابًا لا يُعمَرُ بعدَهُ أبدًا، وَهُمُ الَّذينَ يستخرِجونَ كنزَهُ ."الراوي : أبو هريرة - المحدث : الوادعي - المصدر : الصحيح المسند -الصفحة أو الرقم: 1345 - خلاصة حكم المحدث : صحيح
فوقع ما أخبر به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو من علامات ، وليس في الآية ما يدل على استمرار الأمن المذكور فيها ، والله أعلم . ا . هـ .فتح الباري / ج : 3 / كتاب : الحج / باب : هدم الكعبة / ص : 539 .

وورد في ذلك أيضا بـ كتاب : الميح المنتظر ونهاية العالم / ص : 302
" ففي زمن الفيل لم يستحل البيت أهله ، فمنعه الله منهم ، أما في آخر الزمان ، وبعد استحلال أهله له مِرَارًا ، فإن الله سبحانه يُمَكِّن الحبشة منه ، ولا يحبسهم عنه كما حبس أصحاب الفيل عقوبة لهم ، ولقرب الساعة بعد فناء أهل الحق ، فسلطهم على تخريبها لئلا تبقى معطلة بعد ما كانت مهابة مبجلة " . ا . هـ .

فمن علامات نبوته صلى الله عليه وسلم أنه أخبرنا أن البعوث الغازية لهذا البيت لا تنتهي عن غزو هذا البيت حتى يخسف بجيش منهم ، وينتهي الأمر بتمكين الأحباش من خراب الكعبة .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال " لا تَنْتَهِي البُعُوثُ عن غَزْوِ هذا البيتِ ، حتى يُخْسَفَ بِجَيْشٍ مِنْهُمْ"رواه النسائي . صحيح . الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 354 .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " يبايَعُ لِرَجلٍ بينَ الرُّكنِ والمقامِ، ولن يَستَحلَّ البيتَ إلَّا أَهْلُهُ ، فإذا استحلُّوهُ ، فلا تسأَلْ عن هلَكَةِ العرَبِ ؟ ثمَّ تأتي الحبَشةُ فيُخرِّبونَهُ خرابًا لا يُعمَرُ بعدَهُ أبدًا، وَهُمُ الَّذينَ يستخرِجونَ كنزَهُ ."الراوي : أبو هريرة - المحدث : الوادعي -المصدر : الصحيح المسند .
* عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " لا تقومُ الساعةُ حتى لا يحجَّ البيتَ" الراوي : أبو سعيد الخدري - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم: 7419: خلاصة حكم المحدث : صحيح

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم " يُخَرِّبُ الكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الحَبَشَةِ."صحيح البخاري.فتح الباري / ج : 3 / كتاب : الحج / ( 49 ) ـ باب : هدم الكعبة / حديث رقم : 1596 / ص : 538 .
ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ: تثنية سويقة ، وهي تصغير ساق ، أي له ساقان دقيقتان . الفتح / ج : 3 / ص : 539 .
* عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال "كَأَنِّي به أسْوَدَ أفْحَجَ، يَقْلَعُهَا حَجَرًا حَجَرًا."صحيح البخاري

أفْحَجَ: والفحج : تباعد ما بين الساقين . وقيل : المتباعد الفخذين . وقيل : هو تداني صدور القدمين وتباعد العقبين .

* عن عبد الله بن عمرو قال : سمعتُ رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول " يخرِّبُ الكعبةَ ذو السُّوَيْقتينِ منَ الحبَشةِ ، ويسلِبُها حليتَها ، ويجرِّدُها من كسوتِها ، ولَكَأنِّي أنظرُ إليهِ أُصَيْلِعُ أُفَيْدعُ يضرِبُ عليها بمسحاتِهِ ومِعولِهِ"حسنه صاحب الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 356 .وصححه أحمد شاكر.
أخبَرَنا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه تقَعُ فِتنٌ في آخِرِ الزَّمانِ، وتُنتَهَكُ فيها حُرماتُ المُقدَّساتِ، وهذا الحديثُ يُبيِّنُ بعضَ ذلك؛ حيثُ يقولُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وهو الصَّادقُ المَصْدوقُ: "يُخرِّبُ الكَعبةَ"، أي: عِندَ قُربِ قيامِ السَّاعةِ، "ذو السُّوَيْقَتَيْنِ"، أي: صاحبُ السَّاقينِ الصَّغيرينِ، "مِن الحَبَشَةِ"، والحَبَشَةُ نَوعٌ مِن السُّودانِ، وكأنَّ هذه الكعبةَ المُعظَّمةَ يَهْتِكُ حُرمَتَها مثْلُ هذا الحقيرِ الذَّميمِ الخِلْقةِ، "ويَسلُبُها حِلْيَتَها، ويُجرِّدُها مِن كِسوَتِها"، أي: يأْخُذُ ذَهَبَها أو زِينتَها الَّتي تَتزيَّنُ بها، ويُنزِلُ عنها ثِيابَها الَّتي تَكْسوها، "ولكأنِّي أنظُرُ إليه أُصَيلِعَ"، أي: مَنزوعَ شَعرِ الرَّأسِ، "أُفَيْدِعَ"، أي: مُتباعِدَ ما بيْن السَّاقينِ، "يَضرِبُ عليها بمِسْحاتِه ومِعْوَلِه"، أي: يَضرِبُ الكعبةَ ويَهدِمُها بفأْسِه وأدواتِه.
وفي الحديثِ: إخبارُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عمَّا يقَعُ آخِرَ الزَّمانِ، وهو مِن أُمورِ الغيبِ الَّتي يجِبُ الإيمانُ والتَّصديقُ بها، وبكلِّ ما ثبَتَ وصحَّ عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أُمورِ الغَيبِ. الدرر .
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 08-27-2018, 01:54 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,252
افتراضي

ثلاثـــة الخســـوف
أخبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن هذه الأمة سيكون فيها ثلاثة خسوف ، خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب .
واختلف العلماء هل المقصود من هذا ما سبق وحدث لبعض العصاة . وكذلك المشار إليه في أحاديث الأشراط الصغرى ! !
أم أن هذا سيحدث قُبيل قيام الساعة ويكون أشد من سابقه وأعظم أهوالاً منه ؟ ! !
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح / ج : 13 / ص : 90 :
" وقد وجد الخسف في مواضع ، ولكن يحتمل أن يكون المراد بالخسوف الثلاثة قدرًا زائدًا على ما وجد ، كأن يكون أعظم منه مكانًا أو قدرًا " . ا . هـ .
* عن حذيفةَ بنِ أَسِيدٍ الغفاريِّ قال : اطَّلَعَ النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ علينا ونحن نتذاكرُ . فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " ما تذاكَرون ؟ " . قالوا : نَذْكُرُ الساعةَ . قال صلى الله عليه وسلم " إنها لن تقومَ حتى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آياتٍ " . فذكر الدُّخَانَ ، والدجالَ والدابةَ ، وطلوع الشمسِ من مغرِبِهَا ، ونزول عيسى ابن مريمَ ـ عليه السلام ـ ، ويأجوج ومأجوج . وثلاثة خسوفٍ : خسفٌ بالمشرِقِ ، وخسفٌ بالمغربِ ، وخسفٌ بجزيرة العَرَبِ . وآخر ذلك نارٌ تخرج من اليمن ، تَطْرُدُ الناسَ إلى محشرِهم .صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / ( 13 ) ـ باب :الآيات التي تكون قبل الساعة / حديث رقم : 2901 / ص : 37 .
الخسوف : انشقاق الأرض وابتلاعها الناس .
يقال : خسف المكان يخسف خسوفًا : إذا ذهب في الأرض وغاب فيها .حاشية كتاب : المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 305 .

خروج النار التي تسوق الناس إلى أرض المحشر
لدى اقتراب النفخة ، تخرج نار عظيمة هائلة ، تسوق الناس أمامها من كل جانب تقيل معهم حيث قالوا ، وتبيت معهم حيث باتوا ، وتصبح معهم حيث أصبحوا ، وتمسي معهم حيث أمسوا . حتى تضطرهم إلى أرض المحشر " بالشام " .المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 306 / بتصرف يسير .

* عن حُذيفةَ بنِ أَسِيدٍ الغفاريِّ "اطَّلَعَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ، فَقالَ: ما تَذَاكَرُونَ؟ قالوا: نَذْكُرُ السَّاعَةَ، قالَ: إنَّهَا لَنْ تَقُومَ حتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ، فَذَكَرَ، الدُّخَانَ، وَالدَّجَّالَ، وَالدَّابَّةَ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِهَا، وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بالمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بالمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بجَزِيرَةِ العَرَبِ، وَآخِرُ ذلكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ اليَمَنِ، تَطْرُدُ النَّاسَ إلى مَحْشَرِهِمْ.صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 13 / حديث رقم : 2901 / ص : 37 .
* أنس بن مالك ،عـن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال " أوَّلُ شيءٍ يَحْشُرُ الناسَ ، نارٌ تحشُرُهُم مِنَ المشرِقِ إلى المغربِ"صحيح الجامع للألباني.
أخرجه الطيالسي . وصححه صاحب : الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم ... / ص : 558 .

* يتضح مما سبق : أن النار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب ، وقد ورد في حديث حذيفةَ بنِ أَسِيد الغفاريِّ أن النار تخرج من اليمن ، وفي رواية أنها تخرج من قعر عدن ، فكيف الجمع بين هذه وتلك ؟ ! .
قال الحافظ في الفتح / ج : 11 / ص : 386 :
" وقد أشكل الجمع بين هذه الاخبار ، وظهر لي في وجه الجمع أن كونها تخرج من " قعر عدن " لا ينافي حشرها الناس من " المشرق إلى المغرب " ، وذلك أن ابتداء خروجها من قعر عدن ، فإذا خرجت انتشرت في الأرض كلها .
والمراد بقوله " تحشُرُهُم مِنَ المشرِقِ إلى المغربِ " إرادة تعميم الحشر ؛ لا خصوص المشرق والمغرب ، أو أنها بعد الانتشار أول ما تحشر أهل المشرق .
ويؤيد ذلك : أن ابتداء الفتن دائمًا من المشرق ، وأما جعل الغاية إلى المغرب فلأن الشام بالنسبة إلى المشرق مغرب " . ا . هـ . حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 556 .
*فائدة :
اليمن : وهي دولة تقع جنوب الجزيرة العربية .
عدن : وهي مدينة ساحلية معروفة باليمن مشهورة .
والبحر الذي خلفها يسمى خليج عدن أو بحر حضرموت .فحضرموت اسم لمنطقة واسعة ، وعدن اسم لمدينة .
قعرعدن : في حضرموت واد يقال له برهوت ، وفيه بئر يتصاعد منه لهيب الزفت ،
وهو في قعر عدن . والعامة تسميه وادي النار . المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 307 .
* صفة هذا الحشر :
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال" حْشَرُ النَّاسُ علَى ثَلاثِ طَرائِقَ: راغِبِينَ راهِبِينَ، واثْنانِ علَى بَعِيرٍ، وثَلاثَةٌ علَى بَعِيرٍ، وأَرْبَعَةٌ علَى بَعِيرٍ، وعَشَرَةٌ علَى بَعِيرٍ، ويَحْشُرُ بَقِيَّتَهُمُ النَّارُ، تَقِيلُ معهُمْ حَيْثُ قالُوا، وتَبِيتُ معهُمْ حَيْثُ باتُوا، وتُصْبِحُ معهُمْ حَيْثُ أصْبَحُوا، وتُمْسِي معهُمْ حَيْثُ أمْسَوْا"صحيح البخاري.فتح الباري / ج : 11 / كتاب : الرقاق / ( 45 ) ـ باب : باب الحشر / حديث رقم : 6522 / ص : 384 .
طَرائِقَ: فِرَق . علامات يوم القيامة الكبرى / ص : 73 .
وقيل : طرائق جمع طريقة ، وهي الحالة . حاشية : المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 308 .
راغِبِينَ: يندفعون بإرادتهم يسبقون النار إلى الشام .
راهِبِينَ: أي يندفعون مجبورين لكون النار تلاحقهم . شريط القيامة : الدار الآخرة / بتصرف .
واثْنانِ علَى بَعِيرٍ: يبحثون عن أي دابة يركبونها ، اثنان يركبون على بعير يتناوبون ، إلى عشرة يتناوبون على بعير واحد يركب وآخر ينزل ويمشي وهكذا من قلة الظهر : أي من قلة الدواب التي تركب . وبقيتهم تدفعهم النار نحو الشام . شريط القيامة : الدار الآخرة / بتصرف .
تَقِيلُ معهُمْ حَيْثُ قالُو: من القيلولة . حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن ..... / ص : 559 . إذا تعبوا وأرادوا في وقت القائلة أن يرتاحوا ، توقفت النار ليرتاحوا .
وتَبِيتُ معهُمْ حَيْثُ باتُوا: أي إذا أرادوا ليلًا النوم ، تتوقف النار وتنتظرهم حتى يستيقظوا .
فإذا بدأت النار في الحركة استيقظوا وبدءوا الحركة مرة أخرى . شريط القيامة / الدارالآخرة / بتصرف يسير .
الحديث فيه إشارة إلى ملازمة النار لهم إلى أن يصلوا إلى مكان الحشر . حاشية : علامات يوم القيامة الكبرى / ص : 72 .

*آخر من تَحْشُرُه النار :
* عـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ قـال : سـمعتُ رسـولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول" تَترُكونَ المدينةَ على خيرِ ما كانتْ ، لا يَغْشاها إلَّا الْعَوَافِي ، وآخِرُ مَنْ يُحشَرُ راعِيانِ من مُزيْنةَ يُريدانِ المدينةَ ، يَنْعِقَانِ بغنمِهما ، فيَجِدانِها وُحوشًا ، حتى إذا بلَغا ثَنِيَّةَ الوداعِ ، خَرَّا على وُجوهِهِما" صحيح الجامع للألباني.
صحيح الجامع ... الفقهي / ج : 4 / كتاب : القيامة والجنة والنار / باب : الحشر / ص : 202 .
على خيرِ ما كانتْ: أي على أفضل صورة كانت عليها قبل أن تُتْرَك . ليس فيها شيء
مُدَمَّر . البيوت قائمة ، وكل شيء قائم . ولكنها خاوية ، خالية ليس فيها إلا العوافي .
الْعَوَافِي: أي السِّبَاع والطيور .
راعِيانِ من مُزيْنةَ: اثنان من العرب من قبيلة مُزَيْنَة .مُزيْنةَ : قبيلة من مُضر معروفة. شريط القيامة / الدار الآخرة .
، يَنْعِقَانِ بغنمِهما: النعيق : التصويت ، أي : يزجرانها ويسوقانها طلبًا للكلأ .
وفيه إشارة إلى طول أملهمـا .
فيَجِدانِها وُحوشًا: أي : يجدان المدينة خالية ليس فيها أحد . حاشية المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 313 .
ثَنِيَّةَ الوداعِ: باب المدينة الموجود خلف سوقها القديم ، قرب سلع .صحيح الجامع ... الفقهي / ج : 4 / ص : 202 .

* " إنَّ النَّاسَ يُحشَرونَ ثلاثةَ أفواجٍ فوجٌ راكبينَ طاعِمينَ كاسينَ وفوجٌ تسحبُهمُ الملائكةُ على وجوهِهم وتحشرُهمُ النَّارُ وفوجٌ يمشونَ ويسعَونَ يُلقي اللَّهُ الآفةَ على الظَّهرِ فلا يبقى حتَّى إنَّ الرَّجلَ لتكونُ لهُ الحديقةُ يعطيها بذاتِ القتَبِ لا يقدِرُ عليها"الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : الوادعي - المصدر : الصحيح المسند -الصفحة أو الرقم 272 -خلاصة حكم المحدث : حسن على شرط مسلم
الآفةَ: المرض القاتل .
الظَّهرِ: ما يركب من بعير وغيره .
القتَبِ: الرحل الذي يوضع على قدر سنام البعير .
أفادت الأحاديث أن الناس ـ يومئذ ـ ثلاثة أصناف أو جماعات :
أ ـ صنف يحشرون راغبين ، أو راهبين ، طاعمين ، كاسين ، راكبين .
ب ـ وصنف ثان يمشون تارة ويركبون أخرى ، يعتقبون البعير الواحد من قلة الظهر .
ج ـ وصنف ثالث ـ وهم بقية الناس ـ تحشرهم النار ، فتحيط بهم من ورائهم ، تسوقهم
من كل جانب إلى أرض المحشر ، ومن تخلف منهم أكلته .المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 309 .
* فائدة :
قال ابن كثير في النهاية 1 / 145 :
" فهذه السياقـات تدل على أن هذا الحشر هو حشر الموجودين في آخر الدنيا من أقطارها إلى محلة الحشر ، وهي أرض الشام ، وأنهم يكونون على أصناف ثلاثة :
فقسم يحشرون طاعمين ، كاسين راكبين ، وقسم يمشون تارة ويركبون أخرى ، يعتقبون البعير الواحد من قِلَّة الظَّهْر ، وتحشر بقيتهم النار التي تخرج من قعر عدن ، فتحيط بهم من ورائهم تسوقهم من كل جانب ، وَمَنْ تَخلَّفَ منهم أكلته .....وهذا كله مما يدل على أن هذا في آخر الدنيا ، حيث الأكل والشرب والركوب على الظهر المستوي وغيره ، وحيث يهلك المتخلفون منهم بالنار " . وأما الحشر من القبور فهو يوم القيامة " . ا . هـ . الرسالة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 183 .
* قال الحافظ في الفتح :
" فهذه النار التي نتحدث عنها هي التي قبل يوم القيامة ، التي بعدها ينفخ في الصور النفخة الأولى فيموت كل الخلق " . ا . هـ . الرسالة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 183 .
* واختار الحافظ ـ ابن كثير ـ أيضًا :
" أنه يتعين كون ذلك في الدنيا ، لما وقع فيه أن الظَّهْرَ يقل لِمَا يُلْقَى عليه من الآفة ، وأن الرجل يشتري الشارف الواحد بالحديقة المعجبة ، فإن ذلك ظاهر جدًا في أنه من أحوال الدنيا " . ا . هـ . حاشية : المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 310 .



حال مدينة رسول الله آخر الزمان

أخبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن المدينة سيمتد العمران فيها ، وتتوسع مساحتها ، ويأرز الإيمان بين مسجدي مكة والمدينة :
* فعـن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم "
" تَبْلُغُ المَساكِنُ إهابَ، أوْ يَهابَ."صحيح مسلم / ج : 18/ كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 15 / حديث رقم : 2903 / ص : 41 .
إهابَ، أوْ يَهابَ: وهو موضع بقرب المدينة على أميال منها .
* وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم" إنَّ الإيمَانَ لَيَأْرِزُ إلى المَدِينَةِ كما تَأْرِزُ الحَيَّةُ إلى جُحْرِهَا."صحيح البخاري.
لَيَأْرِزُ: أي يلوذ .
وهذا في سكنى المدينة وعمارتها قبل الساعة ، فالفتن تعم الدنيا ، ويأرز الإيمان إلى المدينة ، وعند مجيء الدجال إليها ومكوثه خارجها ـ كما سبق تفصيله ـ ترجف المدينة بأهلها فتنفي خبثها ، فلا يبقى فيها إلا المؤمنون المخلصون . وتتوالى الفتن إلى أن تهب الريح اللطيفة الباردة فتقبض روح كل من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان . وبموتهم تخرب المدينة ، لأنه ليس فيها إلا المؤمنون .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول " يَتْرُكُونَ المَدِينَةَ علَى خَيْرِ ما كَانَتْ، لا يَغْشَاهَا إلَّا العَوَافِي، يُرِيدُ عَوَافِيَ السِّبَاعِ وَالطَّيْرِ، ثُمَّ يَخْرُجُ رَاعِيَانِ مِن مُزَيْنَةَ يُرِيدَانِ المَدِينَةَ، يَنْعِقَانِ بغَنَمِهِمَا، فَيَجِدَانِهَا وَحْشًا، حتَّى إذَا بَلَغَا ثَنِيَّةَ الوَدَاعِ خَرَّا علَى وُجُوهِهِمَا."صحيح البخاري.


" خاتمة الجزء الثاني "
وبانتهاء أشراط الساعة الصغرى والكبرى ، تبدأ أهوال اليوم الآخر وذلك بالنفخ في الصور فيصعق كل حيِّ .
*فلنبادر بالعمل قبل أن يأتي الموت الذي عُبِّر عنه في الحديث " بخاصة أحدكم " ، أو يأتي يوم القيامة الذي عُبِّر عنه في الحديث بـ " أمر العامة " .

* فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ ؛ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال" بادِرُوا بالأعْمالِ سِتًّا: الدَّجَّالَ، والدُّخانَ، ودابَّةَ الأرْضِ، وطُلُوعَ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها، وأَمْرَ العامَّةِ، وخُوَيْصَّةَ أحَدِكُمْ."صحيح مسلم.

وأقسم الله سبحانه بأن هذا اليوم حق .
قال تعال" فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ" سورة الذاريات / آية : 23 .
وقال تعالى" يَآٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ وَٱخْشَوْاْ يَوْمًا لَّا يَجْزِى وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِۦ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ" سورة لقمان / آية : 33 .

*ولنتق شر هذا اليوم : قال تعالى " وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ." سورة البقرة / آية : 281 .

*والله سبحانه وتعالى حذرنا من هذا الموقف العصيب . قال تعالى " يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ "سورة آل عمران / آية : 30 .
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
وإلى الملتقى في الجزء الثالث إن شاء الله .
رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 05:58 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر