|
#1
|
||||
|
||||
الشريط السابع
الشريط السابع تابع الفصل الرابع : شبهات والجواب عنها المثال السابع والثامن: قوله تعالى "وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ" ق:16، وقوله: "وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ"الواقعة 85. حيث فسر القرب فيهما بقرب الملائكة. الشرح يقولُ أهلُ التعطيل إن ظاهرَ الآيتين أنَّ اللهَ بنفسِهِ أقربُ إلى الإنسان من حبل الوريد ويقولون أيضًا إن ظاهرَ الآيةِ الثانيةِ أنَّ اللهَ بنفسه أقربُ إلى المُحتضَر من أهله.هذا هو ظاهرُ الآيتين. هل السلف يقولون هذا؟ الجواب: لأ. المعروف عن السلف أنَّ المراد َهو قربُ الملائكة لا قرب الله عزوجل.ولهذا قال حيث فُسر القرب فيهما بقرب الملائكة. المتن والجواب: أن تفسير القرب فيهما بقرب الملائكة ليس صرفًا للكلام عن ظاهره لمن تدبره. أما الآية الأولى فإن القرب مقيد فيها بما يدل على ذلك، حيث قال"وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ* إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ* مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" ق 16: 18. ففي قوله"إِذْ يَتَلَقَّى" دليل على أن المراد به قرب الملكين المتلقيين. الشرح واضح"ونحنُ أقربُ إليه من حبل الوريد" متى؟"إذ يتلقى المُتلقيانِ".ولو كان المرادُ قرْبَ اللهِ لكان اللهُ أقربَ إليه دائمًا سواء حين يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيدٌ أو لأ. وسيأتي بإذن الله الجواب عن نسبةِ القرب إلى الله مع أنَّ المرادَ قربُ الملائكة. المتن وأما الآية الثانية: فإن القرب فيها مقيد بحال الاحتضار، والذي يحضر الميت عند موته هم الملائكة، لقوله تعالى"حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ" الأنعام 161. ثم إن في قوله: "وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ" الواقعة 85. دليلاً بينًا على أنهم الملائكة، إذ يدل على أن هذا القريب في نفس المكان ولكن لا نبصره، وهذا يعين أن يكون المراد قرب الملائكة لاستحالة ذلك في حق الله - تعالى. الشرح قال اللهُ تعالى:" فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ 84* وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ *85" الواقعة83-85. قوله" وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ"اختلف العلماء في قوله"إليه"هل المراد إلى المُحتضر أو المراد إلى الحُلقوم؟وهذا لايُؤثر في معنى الآية بالنسبة لقوله " وَلَٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ"فإن ظاهرَ ذلك أن هذا القريب؛ موجودٌ في المكان ؛لكن لانُبصره واللهُ-عزوجل-يستحيل أن يكون موجودًا في المكان الذي نحنُ فيه. المتن بقي أن يقال: فلماذا أضاف الله القرب إليه، وهل جاء نحو هذا التعبير مرادًا به الملائكة؟ فالجواب: أضاف الله تعالى قُرب الملائكة إليه؛ لأن قربهم بأمره، وهم جنوده ورسله. الشرح إذًا أضاف اللهُ القربَ إليه؛ لماذا؟ لأن هؤلاء ملائكته وجنوده يأتمرون بأمره؛ فكان قربهم كقربه ؛كما تقول بنى الأميرُ قصرَهُ ؛هل الأمير هواللي صار يجيب الطين والَّلبِن والمحفر وما أشبه ذلك؟ أو أمرَ به؟ إذًا فإضافة الشيء إلى مَنْ يُدبر القوم ؛إضافة ٌسائغة ٌ في اللغةِ العربية وليس فيها إشكال. فهنا أضافَ اللهُ القربَ إليه ؛والمُرادُ ملائكته لأنهم إنما قَرُبُوا بأمره ولأنهم جنوده فقُربُهم كقربه-تبارك وتعالى إي نعم وله نظيرٌ. المتن وقد جاء نحو هذا التعبير مراداً به الملائكة، كقوله تعالى "فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ"القيامة 18. فإن المراد به قراءة جبريل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع أن الله تعالى أضاف القراءة إليه، لكن لما كان جبريل يقرؤه على النبي صلى الله عليه وسلم بأمر الله تعالى صحت إضافة القراءة إليه تعالى. وكذلك جاء في قوله تعالى "فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ" هود 74. وإبراهيم إنما كان يجادل الملائكة الذين هم رسل الله تعالى. الشرح إذن هل المرادُ بقوله تعالى:"وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ " الواقعة 85. وقوله:"وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ "ق 16.هل فيه إخراجُ للآيتين عن ظاهرهما؟ لأ. إذن فاحتجاجُ أهلِ التعطيلِ علينا بأننا أوَّلنا احتجاجٌ باطلٌ؛ لأن دعواهم أن ظاهرَهما قربُ اللهِ نفسِهِ دعوة ٌباطلة ؛ٌلايُساعدُ عليه اللفظ ُكماعرفتم.فتخلصنا الآن من هذا الإيراد ولا لأ؟ تخلصنا منه.
|
#2
|
||||
|
||||
![]() المتن *المثال التاسع والعاشر قوله تعالى عن سفينة نوح: "تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا"القمر 14. وقوله لموسى: "وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي" طه 39. والجواب: أن المعنى في هاتين الآيتين على ظاهر الكلام وحقيقته، لكن ما ظاهر الكلام وحقيقته هنا؟ هل يقال: إن ظاهره وحقيقته أن السفينة تجري في عين الله؛ أو أن موسى عليه الصلاة والسلام يربى فوق عين الله تعالى؟!! أو يقال: إن ظاهره أن السفينة تجري وعين الله ترعاها وتكلؤها، وكذلك تربية موسى تكون على عين الله تعالى يرعاه ويكلؤه بها. ولا ريب أن القول الأول باطل من وجهين: الأول: أنه لا يقتضيه الكلام بمقتضى الخطاب العربي، والقرآن إنما نزل بلغة العرب، قال الله تعالى: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ"يوسف 2. وقال تعالى: "نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ* عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ* بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ"الشعراء 193: 195. ولا أحد يفهم من قول القائل: فلان يسير بعيني أن المعنى أنه يسير داخل عينه. ولا من قول القائل: فلان تخرَّج على عيني، أن تخرّجَه كان وهو راكب على عينه، ولو أدعى مدع أن هذا ظاهر اللفظ في هذا الخطاب لضحك منه السفهاء فضلاً عن العقلاء. الثاني: أن هذا ممتنع غاية الامتناع، ولا يمكن لمن عرف الله وقدَرَهُ حق قدره أن يفهمه في حق الله تعالى؛ لأن الله تعالى مستو على عرشه بائن من خلقه لا يحل فيه شيء من مخلوقاته، ولا هو حال في شيء من مخلوقاته - سبحانه وتعالى - عن ذلك علوًا كبيرًا. الشرح طيب إذن أهلُ التعطيل قالوا إن قولَهُ تعالى"تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا"مُؤوَّلٌ عندكم لأن ظاهرَ"تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا"أنها وسْط ُالعينِ." وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي " طه 39.ظاهره أنه فوق العين.هذا ظاهِرُهُ عندهم.نقول:تبًا لكم كيف يكونُ هذا الظاهر؟وهل أحدٌ يمكنهُ أن يقولَ إن ظاهرَ قولِهِِ "تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا"أن السفينة َجرت في عين الله؟ فى وسط العين؟ أبدًا لايمكن.ثم نقول هذا أيضًا دليلٌ على جهلكم باللغةِ العربيةِ.الباء لاتأتي للظرفيةِ إلا بقرينةٍ وأنتم الآن جعلْتُموها للظرفية وهي لاتأتي للظرفية إلا بقرينةٍ كما في قوله تعالى" وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ "الصافات 137/ "وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ "الصافات 138يعني وفي الليل ،وإلا فالأصل أنها لغيرِالظرفية وأنها للمصاحبةِ والتعدية هذا الأصل.فهنا الباء" تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا " للمصاحبةِ.هذا المعنى الأصلي يعني تجري وعيُننا تصحبها بالرؤيةِ والرعايةِ والعنايةِ هذا المعنى لا يحتمله غيرُهُ هذا من جهةِ اللفظ.كذلك أيضًا كل الناس إذا قال:هذا الشيءُ بعيني فمعناه أنه عندي مرئيٌ ومنظورٌ ومعتنىً به ولم تُفارقه عيني.هذا معناه لاأحدَ يفهم من هذا إن قال:أنتَ بعيني وعلى راسي.واحد يقول أنت بعيني وعلى راسي ويش يفهم؟ أن الرجل دخل بوسط العين وركب على الرأس ولالأ؟ ما أحد يفهم هذا. يُفهم"على راسي"يعني مُعَظَّمٌ عندي"بعيني"يعنى معتنى ٌبك غاية ُالعناية حتى أنك ماتغيب عن عيني. هذا معناه في اللغة العربيةِ ولاأحدَ يفهمُ من هذا التركيب إلاهذا.هذان وجهان
الوجه الثالث:"كلٌ يعلمُ أن السفينة َما صعدت إلى السماء وإنما السفينة كانت في الأرض" يصنعها نوحٌ في الأرض وجرت على الماء في الأرض كيف يمكن أن نقول إن ظاهرَ اللفظ أن السفينة َ جرت في عين الله؟!!وهل هذا إلا مغالطة ٌوعدوانٌ على أهلِ السُنةِوالجماعة؟وعدوانٌ على كلام الله ورسوله-صلى الله عليه وسلم-؟طيب قالوا"ولتُصْنَعُ على عيني""تُصنع"بمعنى تُربَّى لأن صناعة َكلِ شيءٍ بحسبهِ.صناعة الحديد لأجعله قِدَرًا معناه تهيئته للطبخ. صناعة الإنسان معناه تربيته حتى أُحَمِلَهُ على أن يكون في أحسن مايكون من الأخلاق. "ولتُصنع على عيني"نقول:إنَّ ظاهرَ الآية أن موسى على عين الله ؛مصنوعٌ على عين الله.كيف هذا؟ هل أحدٌ يفهمُ هذا؟ أبدًا لاأحدَ يفهمُ هذا من هذا اللفظ إطلاقًا. صحيحٌ أن على بمعنى العلو.لكن على بمعنى العلو في كل موضع بحسبه.لو أن إنسانًا قالَ لشخصٍ:هاتِ لي إن شاء الله هذا قال:على عيني وأحيانًا يقول:على هذا؛ يعني على أنفي.هل معناه أنه يجيبه آخر النهار نُعالجه بالأنف؟أبدًا لكن المعنى أني مستعدٌ غاية الاستعداد حتى ولو لم أجدما أحمله عليه إلا أنفي حملتُهُ. على عيني:يعني أن هذا سيكون مني محل نظردائمًا وعناية فكلٌ يعرف هذا المعنى.ثم نقول:أين تربى موسى؟ في الأرض ولا في السماء على عين الله؟ في الأرض.هذا أيضًا ممايُبطل قولهم:إن ظاهرَ الآيةِ أن موسى تربى على عين الله حقيقة ً.حينئذٍ نقول:نحنُ لم نصرفْ اللفظ عن ظاهره .والظاهر الذي ذكرتم أنه ظاهرُهُ ظاهرٌ باطلٌ ليس مرادًا ولاأحدَ يفهم أن هذا هو المرادُ فبَطُلَ إلزامكم إيَّانا بالتأويل.إي نعم. المتن فإذا تبين بطلان هذا من الناحية اللفظية والمعنوية تعين أن يكون ظاهر الكلام هو القول الثاني أن السفينة تجري وعين الله ترعاها وتكلؤها، وكذلك تربية موسى تكون على عين الله يرعاه ويكلؤه بها. وهذا معنى قول بعض السلف بمرأى مني، فإن الله تعالى إذا كان يكلؤه بعينه لزم من ذلك أن يراه، ولازم المعنى الصحيح جزء منه كما هو معلوم من دلالة اللفظ حيث تكون بالمطابقة والتضمن والالتزام. الشرح بعضُ السلفِ فسَرَ قولَه تعالى"" تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا"أي بمرأىً منَّا وليس مُرادهم بذلك أن اللهَ لا عينَ لهُ ؛كما احتج به بعضُ الناس وقالوا إن السلف فسروا العين بالرؤية لأننا نقول إن تفسيرَالعينِ بالرؤية لأن الرُؤية لازمٌ للعين وتفسيرُ الشيءِ بلازمهِ صحيحٌ لأنه تفسيرٌ بجزء معناه فإن الدِلالة كماسبق إما مطابقة أو تضمن أو التزام.كما فسر بعضُ السلفِ المعيةَ َبأنه معنا بعلمه لأن ذلك من لازم المعية. "محال أن تكون السفينة في عين الله-عزوجل- نُخاطب ناسًا يقولون نحنُ نتبعُ الشرع.!!" |
#3
|
||||
|
||||
![]() المتن *المثال الحادي عشر قوله تعالى في الحديث القدسي: "وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه". الشرح طيب كيف الإيراد من أهل التعطيل؟يقولون:إن ظاهر الحديث أنَّ اللهَ يكونُ سمعَ الإنسان وبصرَهُ ويدَهُ ورجلهُ فهل تقولون بذلك؟ طبعًا لأ.إذن يقولون: صرفتموه عن ظاهره. المثال الحادي عشريعني مما أورده أهلُ التعطيل على أهلِ السُنة وقالوا:إنكم خرجتم به عن ظاهره فلماذا تُخرجون هذه النصوص عن ظاهرها ثم تُنكرون علينا إخراجَ النصوص الأخرى عن ظاهرها؟قوله تعالى في الحديث القدسي"ومايزالُ عبدي يتقربُ إليَّ بالنوافل حتى أُحبَّهُ"أولُ هذا الحديث"ماتقربَ إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مما أفترضتُهُ عليه و مازال يتقربُ إليَّ بالنوافل حتى أُحبه فإذا أحببته كُنتُ سمعه الذي يسمعُ به وبصره الذي يُبصِرُ به ويده التي يثبطِشُ بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطِيَّنَهُ ولئن استعاذني لأعيذنه".ظاهر هذا الحديث عند أهل التعطيل أن الله-عزوجل-إذا أحبَّ هذا الشخص كان سمعه وبصره ويده ورِجله.هذا ظاهِرُهُ عندَ أهلِ التعطيل. يقولون:فهل تقولون يامعشرالسُنة:إنَّ اللهَ تعالى يكون قدم الإنسان المحبوب؟ورِجْل الإنسان المحبوب؟ وسمع الإنسان المحبوب؟وبصر الإنسان المحبوب؟ نقول لهم:لأ.يقولون:إذن أخرجتم الحديث عن ظاهره لأنَّ ظاهِرَهُ"كُنتُ سمعه"يعني يكون اللهُ هونفسُ سمع الإنسان نفسُ بصر الإنسان نفسُ رجل الإنسان ونفسُ يدِ الإنسان.هذا ظاهرُالحديث عندَهُم ونحنُ نقول بهذا ولالأ؟ لانقولُ بهذا.لانقول إنّ اللهَ هويدُ الإنسان ولارجلُ الإنسان ولاسَمعُ الإنسان ولابصره.ولهذا نقول الجواب. المتن والجواب: أن هذا الحديث صحيح رواه البخاري في باب التواضع الثامن والثلاثين من كتاب الرقاق:186. وقد أخذ السلف أهل السنة والجماعة بظاهر الحديث وأجروه على حقيقته. ولكن ما ظاهر هذا الحديث؟ هل يقال: إن ظاهره أن الله تعالى يكون سمع الولي وبصره ويده ورِجْله؟ الشرح يدعي أهلُ التعطيل أنَّ هذا هوالظاهرُ ،وأنَّ صرفَهُ عن هذا تأويلٌ لايجوز أن يذهب إليه الإنسان وهو يُنكِرعلى أهل التأويل . المتن أو يقال: إن ظاهره أن الله تعالى يسدد الولي في سمعه وبصره ويده ورجله بحيث يكون إدراكه وعمله لله وبالله وفي الله؟ الشرح أيهما الظاهر؟ الثاني هوالظاهرُ قطعًا فمعنى كُنتُ سمعه:يعني أُسدِد سمعَهُ حتى يكون بالله وفي الله ولله. بصره:كذلك يُسدده في بصره حتى يكون بصره في الله ولله وبالله.يده:يُسدد بطشه بيدهِ وعمله بيده حتى يكون لله وبالله وفي الله.رجله:يُسدده في مشيه بحيث يكون مشيه لله وفي الله وبالله.واضح ياجماعة يعني معناه التسديد بلاشك .لكن ما معنى قولنا:لله وبالله وفي الله ؟ لله:- هذا الإخلاص حتى لايسمع إلاسمعًا يتقربُ به إلى الله ولايُبصِرُ إلا كذلك ولايمشي إلا كذلك ولايبطش إلاكذلك. بالله:- أي الاستعانة يعني أنه لايعتدُ بنفسهِ ويعتمدُ عليها وإنمايستعينُ بالله. في الله: في شرعه يعني لايتجاوز الشرع فلايبتدع في دينِ الله ماليس منه بل يكون عملُهُ خالصًا موافِقًا لشريعةِ الله على وجهِ الاستعانةِ به. هذا هو الفرق بين العبارات الثلاثة. لله:أي خالِصًا,بالله:الاستعانة بالله,في الله: في شرعه لايتجاوزه ولايتعداه.هذا هو معنى الحديث قطعاً أنَّ اللهَ يُسددُ الوليَّ على هذا الوجه يكون عمله لله وبالله وفي الله. المتن ولا ريب أن القول الأول ليس ظاهر الكلام، بل ولا يقتضيه الكلام لمن تدبر الحديث، فإن في الحديث ما يمنعه من وجهين: الشرح دعوى أنَّ ظاهرَ الحديثِ أن يكونَ اللهُ نفس البصر والسمع واليد والرجل؛هذا في الحديث مايمنعه من وجهين. المتن الوجه الأول: أن الله تعالى قال: "وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه"، وقال: "ولئن سألني لأعطيته، ولئن استعاذني لأعيذنه". فأثبت عبدًا ومعبودًا ومتقرِبًا ومتقرَّبًا إليه، ومحِبًا ومحبوبًا، وسائلاً ومسئولاً، ومعطيًا ومعطى، ومستعيذًا ومستعاذًا به، ومعيذًا ومعاذًا. الشرح أثبت: عبدًا:-لقوله:"ولايزالُ عبدي"هذا العبد، ومعبودًا أنه لا يُتصورعبودية إلا بعابدٍ ومعبودٍ. مُتَقَرِّبًا ومُتَقَرَّبًا إليه:-"يتقربُ إليَّ"فهنا مُتَقرِّبٌ وهو العبدُ ومُتَقَرَّبٌ إليه وهو اللهُ. مُحِبًا ومحبوبًا:-"حتى أُحِبَّهُ" ؛والحابُ غيرُالمحبوبِ بل هو بائنٌ منه. وسائِلا ومسئولاً:-"ولئن سألني"هذا سائلٌ ومسئولٌ. ومُعطِياً ومُعطىً: "لأعطيَّنه"هذا مُعطِي ومُعطَى. ومُستَعيذًاومُستعاذًا به:-"ولئن استعاذني"هذا مُستعيذ ٌ ومُستعاذ به.لأنالمُستعيذ َلابد أن يكون هناك مُستعاذ ٌ به. ومُعِيذًا ومُعاذًا:-لقوله"لأعيذنه". المتن فسياق الحديث يدل على اثنين متباينين كل واحد منهما غير الآخر، وهذا يمنع أن يكون أحدهما وصفًا في الآخر أو جزءًا من أجزائه. الشرح |
![]() |
|
|