العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى الحديث وعلومه > ملتقى الحديث وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-01-2024, 04:02 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,226
Post اللهم قاتِلِ الكفرةَ

اللهم قاتِلِ الكفرةَ

لما كان يومُ أُحُدٍ ، وانكفأ المشركون ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ استَوُوا حتى أُثنِيَ على ربي عزّ و جلَّ اللهم لك الحمدُ كلُّه ، اللهم لا قابضَ لما بسطتَ ، و لا مُقَرِّبَ لما باعدتَ ، و لا مُباعِدَ لما قرَّبتَ ، و لا مُعطِيَ لما منعْتَ ، و لا مانعَ لما أَعطيتَ اللهم ابسُطْ علينا من بركاتِك و رحمتِك و فضلِك و رزقِك ، اللهم إني أسألُك النَّعيمَ المقيمَ الذي لا يحُولُ و لا يزولُ اللهم إني أسألُك النَّعيمَ يومَ العَيْلَةِ ، و الأمنَ يومَ الحربِ ، اللهم عائذًا بك من سوءِ ما أُعطِينا ، و شرِّ ما منَعْت منا اللهم حبِّبْ إلينا الإيمانَ وزَيِّنْه في قلوبِنا ، وكَرِّه إلينا الكفرَ والفسوقَ والعصيانَ واجعلْنا من الراشدين اللهم توفَّنا مسلمِين ، و أحْيِنا مسلمِين و ألحِقْنا بالصالحين ، غيرَ خزايا ، و لا مفتونين اللهم قاتِلِ الكفرةَ الذين يصدُّون عن سبيلِك ، و يُكذِّبون رُسُلَك ، و اجعلْ عليهم رِجزَك و عذابَك اللهم قاتِلِ الكفرةَ الذين أُوتوا الكتابَ ، إلهَ الحقِّ
الراوي : رفاعة بن رافع | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الأدب المفرد | الصفحة أو الرقم : 538 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
الشرح : لمَّا هاجَرَ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم إلى المَدينةِ واستَقَرَّ فيها بَنى دَولةَ الإسلامِ، وبَنى المَسجِدَ وآخى بَينَ المُهاجِرينَ والأنصارِ، وبَدَأت حَياةُ الكِفاحِ والجِهادِ في سَبيلِ اللهِ، فكانت غَزوةُ بَدرٍ في السَّنةِ الثَّانيةِ للهِجرةِ، وانتَصَرَ فيها المُسلِمونَ انتِصارًا عَظيمًا سَمَّاه اللَّهُ تَعالى بيَومِ الفُرقانِ، وأذَلَّ اللَّهُ فيه كُفَّارَ قُرَيشٍ، وقُتِلَ صَناديدُهم، فأرادَ كُفَّارُ قُرَيشٍ أن يَثأروا لزُعَمائِهم، فكانت غَزوةُ أُحُدٍ في السَّنةِ الثَّالثةِ، ومِمَّا جاءَ في أحداثِ غَزوةِ أُحُدٍ، يَقولُ رِفاعةُ بنُ رافِعٍ رَضيَ اللهُ عنه: لمَّا كان يَومُ أُحُدٍ، أي: يَومُ غَزوةِ أُحُدٍ، وكان فيه مَقتَلةٌ عَظيمةٌ للمُسلمينَ ومُصيبةٌ كَبيرةٌ لَهم، وأُصيبَ فيها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وجُرح، ولمَّا انتَهَتِ المَعرَكةُ وانكَفأ المُشرِكونَ، أي: انقلبوا ورَجَعوا إلى بُيوتِهم. قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأصحابِه: استَووا، أي: اعتَدِلوا في الصُّفوفِ، فصاروا خَلفَه صُفوفًا كما في الرِّوايةِ الأُخرى، حَتَّى أُثنيَ على رَبِّي عَزَّ وجَلَّ، أي: أحمَدَه وأشكُرَه على جَزيلِ فَضلِه ونِعَمِه، ثُمَّ دَعا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: اللَّهُمَّ لَك الحَمدُ كُلُّه، أي: أنتَ المُستَحِقُّ للحَمدِ؛ فالحَمدُ الكامِلُ كُلُّه للَّهِ تعالى، وهو يَتَضَمَّنُ إثباتَ جَميعِ أنواعِ الكَمالِ للَّهِ، فهو الذي يُحمَدُ سُبحانَه على كُلِّ حالٍ، اللَّهُمَّ لا قابضَ لِما بَسَطتَ، أي: لا أحَدَ يَستَطيعُ أن يُضَيِّقَ ما وسَّعتَ؛ وذلك لكَمالِ قُدرَتِك ومَشيئَتِك، ولا مُقَرِّبَ لِما باعَدتَ، ولا مُباعِدَ لِما قَرَّبتَ، أي: أنَّه سُبحانَه يُقرِّبُ الطَّائِعَ وأهلَ الإيمانِ، ويُباعِدُ الكُفَّارَ والمُنافِقينَ، ولا أحَدَ يَستَطيعُ أن يُقَرِّبَهم إذا بَعَّدَهمُ اللَّهُ. ولا مُعطيَ لِما مَنَعتَ، أي: لا أحَدَ يَستَطيعُ أن يُعطيَ أحَدًا شَيئًا مِن عِلمٍ أو رِزقٍ أو جاهٍ ونَحوِ ذلك، إذا أنتَ مَنَعتَ ذلك، ولا مانِعَ لِما أعطَيتَ، أي: لا أحَدَ يَستَطيعُ أن يَمنَعَ أحَدًا شَيئًا أرَدتَ أنتَ إعطاءَه إيَّاه. ثُمَّ بَعدَ أن تَوسَّلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بهذه التَّوسُّلاتِ للَّهِ تعالى، دَعا فقال: اللَّهُمَّ ابسُطْ علينا، أي: وسِّعْ علينا مِن بَرَكاتِك، والبَرَكةُ: هيَ الخَيرُ والنَّماءُ والزِّيادةُ، ورَحمَتِك وفَضلِك ورِزقِك، اللَّهُمَّ إنِّي أسألُك، أي: أطلُبُ مِنك، النَّعيمَ المُقيمَ، أي: الدَّائِمَ الباقيَ، الذي لا يَحولُ، أي: لا يَتَحَوَّلُ ولا يَنتَقِلُ، ولا يَزولُ، أي: يَذهَبُ، وهو نَعيمُ الآخِرةِ؛ فنَعيمُها باقٍ وليس بفانٍ. اللَّهُمَّ إنِّي أسألُك النَّعيمَ يَومَ العَيلةِ، أي: أطلُبُ مِنك يا اللَّهُ السَّعةَ والنِّعمةَ يَومَ الفقرِ والحاجةِ، وأن تُغنيَني عنِ السُّؤالِ والافتِقارِ لسِواك مِنَ الخَلقِ. والأمنَ يَومَ الحَربِ، أي: أسألُك الاطمِئنانَ وَقتَ الحُروبِ، وهو وقتُ خَوفٍ وفزَعٍ، اللَّهُمَّ عائِذًا بك، أي: مُلتَجِئًا ومُعتَصِمًا بك، مِن سوءِ ما أعطَيتَنا، أي: استَعاذَ مِن شَرِّ ما يُعطاه مِنَ الرِّزقِ والخَيرِ، فيُؤَدِّي به إلى تَركِ ما يَجِبُ عليه مِنَ الزَّكاةِ وصِلةِ الأرحامِ، وبأن يَكونَ سَبَبًا للطُّغيانِ والعِصيانِ والاستِكبارِ، قال اللهُ تعالى: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق: 6، 7]، وقد لا يوظِّفُ ما أعطاه اللهُ ورَزَقَه في الطَّاعاتِ والخَيراتِ. وشَرِّ ما مَنعتَ مِنَّا، أي: استَعاذَ مِنَ الشَّرِّ الذي مَنَعَه اللهُ مِنه؛ لكَمالِ عِلمِه وحِكمَتِه بحالِه، فيُؤَدِّي إلى الحَسَدِ، وما يَتَولَّدُ عنِ الحَسَدِ، كالسَّعيِ في هَلاكِه بَغيًا وعُدوانًا، ومِنَ الحُزنِ والهَمِّ المانِعِ مِنَ الأُمورِ المُهمَّةِ في الدِّينِ والدُّنيا، بسَبَبِ عَدَمِ القَناعةِ والرِّضا بما قَسَمَ اللهُ له، اللَّهُمَّ حَبِّبْ إلَينا الإيمانَ، وزَيِّنْه في قُلوبِنا، أي: اجعَلِ الإيمانَ مَحبوبًا لَنا في نُفوسِنا، مُزَيَّنًا في قُلوبِنا، فيَتَزَيَّنُ ظاهِرُنا بالأعمالِ الصَّالحةِ، بما زَيَّنتَ به باطِنَنا؛ فإنَّه أعظَمُ أعمالِ القُلوبِ الموصِلةِ إلى دارِ الخُلودِ، وكَرَّهَ إلَينا الكُفرَ والفُسوقَ والعِصيانَ، أي: اجعَلْ قُلوبَنا ونُفوسَنا تَكرَهُ وتُبغِضُ هذه المَعاصيَ العِظامَ مِنَ الكُفرِ والفُسوقِ، وهو الخُروجُ عنِ الطَّاعةِ والعَمَلِ بالمَعصيةِ واجعَلْنا مِنَ الرَّاشِدينَ، أي: اجعَلْنا راشِدينَ مُستَقيمينَ، في أعمالِنا على طاعَتِك، وحُسنِ عِبادَتِك في الظَّاهرِ والباطِنِ، اللَّهُمَّ توفَّنا مُسلِمينَ، أي: أمِتْنا على الإسلامِ، ففيه سُؤالُ اللهِ تعالى المَوتَ بحُسنِ الخاتِمةِ، وأحيِنا مُسلِمينَ، أي: بأن نَحيا على الإسلامِ، وذلك بالاستِسلامِ لَك في الظَّاهرِ والباطِنِ، وألحِقْنا بالصَّالحينَ، أي: بأن نَلحَقَ في رَكبِهم، غَيرَ خَزايا، أي: لا يُصيبُنا ذُلٌّ ومَهانةٌ. وأصلُ الخِزيِ هو الذُّلُّ الذي يُستحيا مِن مِثلِه لِما يُخافُ مِنَ الفضيحةِ مِنه، والمَعنى: لا تُذِلَّنا بمَعصيَتِك، ولا تُهِنَّا بتَركِ أوامِرِك، ولا مَفتونينَ، أي: غَيرَ واقِعينَ في الفِتنةِ الدِّينيَّةِ، والبَليَّةِ الأُخرَويَّةِ، اللَّهُمَّ قاتِلِ الكَفرةَ الذينَ يَصُدُّونَ عن سَبيلِك، أي: يَحولونَ بَينَ النَّاسِ وبَينَ دينِك، ويُكَذِّبونَ رُسُلَك، أي: يُعانِدونَهم ولا يُصَدِّقونَهم واجعَلْ عليهم رِجزَك. الرِّجزُ: الرِّجسُ، وعَذابَك. وإنَّما خَصَّ الرِّجزَ بالذِّكرِ مَعَ كَونِه داخِلًا تَحتَ العَذابِ لبَيانِ شِدَّتِه وقوَّتِه، وقيلَ: الرِّجزُ العَذابُ المُعَلَّقُ، قاتِلِ الكَفَرةَ الذينَ أوتوا الكِتابَ، أي: مِنَ اليَهودِ والنَّصارى، إلَهَ الحَقِّ، أي: أنتَ إلَهُ الحَقِّ وحدَك لا شَريكَ لَك. وخُتِم الدُّعاءُ بهَذَين الاسمَينِ: اسمُه تعالى الإلَهُ، فهو المَألوهُ، أي: المُستَحِقُّ أن يُؤَلَّهَ فيُعبَدَ، ويُفرَدَ بالعِبادةِ دونَ أحَدٍ سِواه. واسمُه الحَقُّ؛ فهو الإلَهُ الحَقُّ، ضِدُّ الباطِلِ، وكُلُّ مَعبودٍ دونَه باطِلٌ؛ فهو سُبحانَه مُتَحَقِّقٌ في وُجودِه وفي رُبوبيَّتِه وإلَهيَّتِه وأسمائِه وصِفاتِه أزَلًا وأبَدًا.
وفي الحَديثِ مَشروعيَّةُ دُعاءِ الإمامِ بهذا الدُّعاءِ بَعدَ المَعرَكةِ.
وفيه مَشروعيَّةُ الحَمدِ والثَّناءِ على اللهِ، والتَّوسُّلُ إلَيه بأسمائِه وصِفاتِه في الدُّعاءِ.
وفيه بَيانُ ما كان عليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن شِدَّةِ الافتِقارِ والتَّضَرُّعِ للَّهِ تعالى . الدرر السنية.
رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 09:46 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر