العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى الحديث وعلومه > ملتقى الحديث وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-17-2020, 10:08 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
root كَنْز تَحْتَ العرشِ

كَنْز تَحْتَ العرشِ

"فُضِّلْنا علَى الناسِ بثلاثٍ : جُعِلَتْ صفوفُنا كصفوفِ الملائِكَةِ ، وجُعِلَتْ لنا الأرْضُ كُلُّها مسجِدًا ، و جُعِلَتْ تربَتُها لنا طَهورًا إذا لَمْ نَجِدِ الماءَ ، وأُعْطيتُ هذِهِ الآياتِ مِنْ آخرِ سُورَةِ البقرَةِ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ العرشِ لَمْ يُعْطَها نَبِيٌّ قَبْلِي"الراوي : حذيفة بن اليمان - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 4223 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.

خَصَّ اللهُ سُبحانَه وتَعالى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بما لم يَخُصَّ به أحَدًا مِنَ الأنبياءِ قَبلَه.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بإحدى هذه الخِصالِ، وهي نُزولُ الآياتِ الأخيرةِ مِن سُورةِ البَقَرةِ عليه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فيَقولُ "أُعطيتُ هذه الآياتِ مِن آخِرِ سُورةِ البَقَرةِ"، والمُرادُ بها: الآيتانِ اللَّتانِ خُتِمتْ بهما سُورةُ البَقَرةِ، وهُما قَولُه تَعالى"آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ" البقرة: 285، 286.

يَقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ "مِن كَنزٍ تَحتَ العَرشِ"، وهذا بَيانٌ لِعُلوِّ شَأنِهما وفَضلِهما في الثَّوابِ على مَن قَرَأهما وعمل بما فيهما؛ طَلَبًا لهذا الأجرِ، والمُرادُ بالعَرشِ: عَرشُ الرَّحمنِ الذي استَوى عليه استِواءً يَليقُ بذاتِه وجَلالِه، وهو يُشيرُ إلى ما حَطَّه اللهُ عن أُمَّتِه مِنَ الإِصرِ وتَحميلِ ما لا طَاقةَ لهم به، ورَفعِ الخَطأِ والنِّسيانِ.الدرر السنية.

" أمرني خليلي رسولُ اللَّه صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ بسبعٍ، أمرني بحبِّ المساكينِ والدُّنوِّ منهم، وأمرني أن أنظرَ إلى من هوَ دوني ولا أنظرَ إلى من هوَ فوقي، وأمرني أن أصِلَ الرَّحمَ وإن أدبَرَتْ ،وأمرني أن لا أسألَ أحدًا شيئًا، وأمرني أن أقولَ بالحقِّ وإن كانَ مُرًّا ،وأمرني أن لا أخافَ في اللَّهِ لومَةَ لائمٍ، وأمرني أن أُكثرَ من قولِ لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ فإنَّهنَّ مِن كَنزٍ تحتَ العرشِ"الراوي : أبو ذر الغفاري - المحدث : الوادعي - المصدر : الصحيح المسند-الصفحة أو الرقم: 277 - خلاصة حكم المحدث : حسن.



لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ: وهي كلمةٌ فيها اعترافٌ مِن قائلِها بالإذعانِ والخضوعِ للهِ وتسليمِ الأمرِ إليه، ومعناها: أنَّه لا حيلةَ للعَبدِ ولا تَحوُّلَ له عن معصيةِ اللهِ إلَّا بإذنِه، وقيل: مَعْناها: لا حوْلَ في دَفْعِ الشَّرِّ، ولا طاقةَ بجَلْبِ خَيرٍ إلَّا بإذنِ اللهِ .

وهذه الكلمة شاملة وعامة، وهي استسلام وتفويض – كما تقدم – وتبرؤ من الحول والقوة إلا بالله، وأن العبد لا يملك من أمره شيئًا وليس له حيلة في دفع شر، ولا قوة في جلب خير إلا بإرادة الله تعالى، فلا تحوُّل للعبد من معصية إلى طاعة، ولا من مرض إلى صحة، ولا من وهن إلى قوة، ولا قوة له على القيام بشأن من شؤونه إلا بالله العظيم، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، لا رادَّ لقضائه، ولا معقب لحكمه. فقه الأدعية والأذكار، د. عبدالرازق البدر، ص 253 بتصرف.

والمُرادُ بالعَرشِ: عَرشُ الرَّحمنِ الذي استَوى عليه استِواءً يَليقُ بذاتِه وجَلالِه.

وهذه المَعاني كُلُّها كَنزٌ لِمَن يَعلَمُها ويَعمَلُ بها، فهي كَنزٌ له في الدُّنيا والآخِرةِ.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 10:24 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر