"اللّهمّ هيئ لنا من أمرِنا رشدا"
مصطلح الرشد في القرآن الكريم تكررتسع عشرة مرة بالصيغ الموالية: الرُشْد- رَشَدا-الرَّشاد- يرشُدون- رشيد- مُرشد- الراشدون.
الرشد ورد في مقابل الغي في موضعين من موارد المصطلح هما قوله عز وجل "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ" "سورة البقرة، الآية: 245" وقوله: "وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا" "سورة الاَعراف: 145.
وعلي نفس المسار ورد في قوله صلى الله عليه وسلم في إحدى خطبه"مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ، وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ غَوَى" والغَيُّ: الضلال والخيبة أيضًا جاءت مرادفة لكلمة الغي وقد غَوي بالفتح يَغْوي غَيًّا وغَوايَةً، فهو غاوٍ وغوٍ، وأغْواهُ غيره فهو غَوِيٌّ على فَعيلٍ .
الرشد جاء كذلك مقابلا للشر في قوله سبحانه وتعالى"وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الاَرض أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا" "سورة الجن، الآية:10"وللضر في قوله عز وجل"قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا" "سورة الجن، الآية: 21.
القرآن الكريم اعتبر الإيمان طريقا للرشد في آيات قرآنية منها قوله سبحانه "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ اَجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُوْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" "سورة البقرة، الآية: 185.
ومن خصائص مصطلح الرشد في القرآن الكريم ارتباطه بالقصص القرآني، حيث ورد في معظم موارده في سياق ذكر أخبار مؤمني الأمم السابقة كمؤمن آل فرعون وأصحاب الكهف، ثم ورد في سياق ذكر الجن الذين آمنوا بالقرآن،ودعوتهم قومهم واصفين القرآن الكريم بقولهم: "إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فأَمنا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا" سورة الجن، الآية 1-2".
لأهمية الرشد كطريق للإيمان اختيار الفتية الذين أووا فهم لم يسألوا الله النصر، ولا الظفر، ولا التمكين ..فقط قالوا " ربنا آتنا من لدنك رحمة وهئ لنا من أمرنا رشدا "