الموضوع: الزهد
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 05-27-2021, 12:31 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,266
افتراضي


عن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف :أنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، أُتِيَ بطَعَامٍ وكانَ صَائِمًا، فَقالَ: قُتِلَ مُصْعَبُ بنُ عُمَيْرٍ وهو خَيْرٌ مِنِّي، كُفِّنَ في بُرْدَةٍ، إنْ غُطِّيَ رَأْسُهُ، بَدَتْ رِجْلَاهُ، وإنْ غُطِّيَ رِجْلَاهُ بَدَا رَأْسُهُ - وأُرَاهُ قالَ: وقُتِلَ حَمْزَةُ وهو خَيْرٌ مِنِّي - ثُمَّ بُسِطَ لَنَا مِنَ الدُّنْيَا ما بُسِطَ - أَوْ قالَ: أُعْطِينَا مِنَ الدُّنْيَا ما أُعْطِينَا - وقدْ خَشِينَا أَنْ تَكُونَ حَسَنَاتُنَا عُجِّلَتْ لَنَا، ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي حتَّى تَرَكَ الطَّعَامَ. " صحيح البخاري.

مَرَّ عليَّ رسولُ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ علَيهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ - ونحنُ نعالجُ خُصًّا لَنا وَهَى فنحنُ نصلحُهُ. فقالَ رسولُ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ علَيهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ " ما أرَى الأمرَ إلَّا أعجَلَ من ذلِكَ " .الراوي : عبدالله بن عمرو - المحدث : الوادعي - المصدر : الصحيح المسند-الصفحة أو الرقم: 793 - خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين.

نعالجُ: أي نصلح .
خُصًّا: الخص : بيت من قصب .
وَهَى: ضعف واسترخى .
ما أرَى الأمرَ : أي أمر الموت .
قيل في شرح الحديث :
ما يقصد صلوات الله وسلامه عليه ، أن يمنعهم من إصلاح ذلك الخُص - البيت- ولكن يقصد أن يذكرهم بأن الآخرة هي المتاع ، وبأن الموت آتٍ لا محالة ، وبأن العاقل اللبيب هو الذي يصلحُ هنالِك قبل أن يهتم بإصلاح هذا الفاني .ولاشك أن نصيحتَهُ أيضًا تتضمنُ عدم الانشغال الزائد بالدنيا ، الذي يُلْهِي المؤمن ، ويجعل الدنيا في النهاية كأنها الهدف وكأنها الغاية ، وكأنها هي المقصودة المرادة .
الأمرَ إلَّا أعجَلَ من ذلِكَ: يعني أن الموت آتٍ لا مَحَالة ، ولابد أن تستعدوا للقاء الله عز وجل ، أي لا تُبالغوا في إصلاح دنياكم ، ولا تبالغوا في الاهتمام بها ، كما هو الحال الآن ، الناس يهتمون بالدنيا اهتمامًا مبالَغًا فيه .
الدنيا عند المؤمن لابد أن تكون بِقَدَر ، ولابد فعلًا أن تكون وسيلة ، وإذا كانت وسيلة ، قطعًا لن يهتم المؤمن بالمظاهر الكاذبة ، وبالأمور التي يُقصَدُ بها التفاخر والتباهِي ، المؤمن سيكون فعلًا قصدُه أن يستعينَ بها على " حسنة " ، هذا قدر الدنيا عنده ، أنها توصله ، هي مَعْبَر ، هي جسر ، فلن يهتم المؤمن بها في هذه الحالة إلا بما يعين منها على طاعة الله عز وجل .
وفي الحديث الصحيح "ما قلَّ وكفَى خيرٌ ممَّا كثُرَ وألهَى .
هذا الحديث واضح الدلالة في أن الإنسان كلما كثُرَ انشغاله بالدنيا ، كلما كانت سببًا في إلهائِهِ وانشغاله . ا . هـ .
* عن أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ قال : قال النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" ما طلعَتْ شمسٌ قطُّ إلَّا بُعِثَ بجنبَتَيْها ملَكانِ ، إنَّهما ليُسمِعانِ أهلَ الأرضِ إلَّا الثَّقلَيْنِ يا أيُّها النَّاسُ ! هلمُّوا إلى ربِّكُم ، فإنَّ ما قلَّ وكفَى خيرٌ ممَّا كثُرَ وألهَى وما غربَتْ شمسٌ قطُّ إلَّا وبُعِثَ بجنبَتَيْها ملَكانِ يناديانِ اللَّهمَّ عجِّلْ لمُنفِقٍ خلفًا وعجِّلْ لمُمسكٍ تلفًا ما من يومٍ طلعَتْ شمسُهُ إلَّا وكان بجنبَتَيْها ملَكانِ يناديانِ نداءً يسمعُهُ ما خلقَ اللهُ كلُّهُم غيرَ الثَّقلَيْنِ يا أيُّها النَّاسُ هلمُّوا إلى ربِّكُم إنَّ ما قلَّ وكفَى خيرٌ ممَّا كثُرَ وألهَى " .رواه أحمد . صحيح الترغيب والترهيب ... / ج : 3 / حديث رقم : 3226 .
* عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال :
"يَتْبَعُ المَيِّتَ ثَلاثَةٌ، فَيَرْجِعُ اثْنانِ ويَبْقَى واحِدٌ، يَتْبَعُهُ أهْلُهُ ومالُهُ وعَمَلُهُ، فَيَرْجِعُ أهْلُهُ ومالُهُ ويَبْقَى عَمَلُهُ.صحيح مسلم.

* عن عبد الله بن الشِّخير قال "أَتَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَهو يَقْرَأُ: أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ، قالَ: يقولُ ابنُ آدَمَ: مَالِي، مَالِي، قالَ: وَهلْ لَكَ، يا ابْنَ آدَمَ مِن مَالِكَ إلَّا ما أَكَلْتَ فأفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فأبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فأمْضَيْتَ؟"صحيح مسلم.
*عن أبي عسيبٍ ـ رضي الله عنه ـ قال : خرَجَ رسولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى وآلِهِ وسلَّمَ _ ليلًا ، فمَرَّ بي ، فدعاني إليهِ ، فخرجتُ . ثمَّ مرَّ بأبي بكرٍ فدعاهُ فخرجَ إليهِ ، ثمَّ مرَّ بِعُمرَ فدعاهُ فخرجَ إليهِ ، فانطلقَ حتَّى دخلَ حائِطًا لبعضِ الأنصارِ فقالَ لصاحبِ الحائطِ : أطعِمنا بُسرًا ، فجاءَ بعِذْقٍ ، فوضعَهُ فأكلَ ، فأكلَ رسولُ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى وآلِهِ وسلَّمَ - وأصحابُهُ ، ثمَّ دعا بماءٍ باردٍ فشربَ فقالَ : لتُسألُنَّ عن هذا يومَ القيامةِ . قالَ : فأخذَ عمرُ العِذقَ فضربَ بهِ الأرضَ حتَّى تناثرَ البُسرُ قِبَلَ رسولِ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى وآلِهِ وسلَّمَ - ثمَّ قالَ : يا رسولَ اللَّهِ أئنَّا لمسئولونَ عن هذا يومَ القيامةِ ؟ قالَ ؟ نعَم ، إلاَّ من ثلاثٍ : خِرقةٍ كفَّ بها الرَّجلُ عورتَهُ، أو كِسرةٍ سدَّ بها جوعَهُ، أو جُحرٍ يتدخَّلُ فيهِ منَ الحرِّ والقُرِّ"الراوي : أبو عسيب مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم - المحدث : الوادعي - المصدر : الصحيح المسند-الصفحة أو الرقم: 1255 - خلاصة حكم المحدث : حسن.


بُسرًا : ثمر النخـل قبل أن يُرْطِب . المعجم الوجيز / ص : 50 .
بعِذْقٍ: العذق : كل غصن له شعب .المعجم الوجيز / ص : 411 .
خِرقةٍ: حقير القماش .
كِسرةٍ : قطعة خبز .
رد مع اقتباس