05-08-2024, 02:44 AM
|
|
غفر الله لها
|
|
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,263
|
|
"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَٰئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ" 10. مُناسَبةُ الآيةِ لِمَا قَبلَها:
وبعد هذا الدعاء الجامع الحكيم الذي حكاه الله - تعالى - عن عبادِهِ المؤمنين عقب ذلك بالحديث عن الكافرين، وعن أسباب كفرهم وغرورهم، وعن سوء عاقبتهم.تفسير الوسيط.
إن الذين كفروا بالحق لما جاءهم، وعموا وصموا عن الاستجابة له، لن تنفعهم أموالهم ولا أولادهم يوم القيامة، ولن تدفع عنهم شيئًا من عذاب الله الذي استحقوه بسبب كفرهم، واغترارهم بكثرة المال، وعزة النفر، وقوة العصبية وقد أكد - سبحانه - هذا الحكم ردًا على مزاعمهم الباطلة من أن ذلك سينفعهم فقد حكى القرآن عنهم أنهم قالوا" نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلاَدًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ " فبين - سبحانه - أنه بسبب كفرهم الذي أصروا عليه، لن تنفعهم أموالهم ولا أولادهم أي نفع من وقوع عذاب الله عليهم.
فيوم القيامة يبدو لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون "وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ"الزمر: 48.
وليس للأولاد والأموال قدر عند الله، إنما ينفع العبد إيمانه بالله وأعماله الصالحة، كما قال تعالى:
"وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ "سبأ : 37.
وَأُولَٰئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ: أي: حطبها، الملازمون لها دائما أبدًا. وفى هذا التذييل تهديد شديد للكفار الذين اغتروا بأموالِهم وأولادِهم ببيان أن ما اغتروا به لن يحول بينهم وبين الخلود فى النار.
"كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ " 11.
الدأب: أصله الدوام والاستمرار. يقال: دأب على كذا ، إذا داوم عليه وجَدَّ فيه وتعب. ثم غلب استعماله فى الحال والشان والعادة، لأن من يستمر فى عمل أمدًا طويلًا يصير عادة من عاداته، وحالًا من أحواله .
وآل فرعون: هم أعوانه ونصراؤه وأشياعه الذين استحبوا العمى على الهدى واستمروا على النفاق والضلال حتى صار ديدنا لهم.
والمعنى: حال هؤلاء الكافرين الذين كرهوا الحق الذي جئت به - يا محمد - ولم يؤمنوا بك حالهم فى استحقاق العذاب، كحال آل فرعون والذين من قبلهم من أهل الزيغ والضلال، كفروا بآيات الله، وكذبوا بما جاءت به من هدايات فكانت نتيجة ذلك أن أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر حيث أهلكهم بسبب ما ارتكبوه من ذنوب، والله - تعالى - شديد العقاب على من أتى بأسباب العقاب وهو الكفر والذنوب على اختلاف أنواعها وتعدد مراتبها.
"قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ " 12.
قُل : يا محمد لهؤلاء اليهود وأمثالهم من المشركين الذين كانوا يتفاخرون عليه بأموالهم وبقوتهم ، ويغترون بأموالهم وأولادهم وعصبيتهم، قل لهم ستغلبون وتهزمون فى الدنيا على أيدي المؤمنين وتحشرون يوم القيامة ثم تساقون إلى نار جهنم لتلقوا فيها مصيركم المؤلم. وَبِئْسَ الْمِهَادُ: أي بئس المكان الذى هيأوه لأنفسهم فى الآخرة بسبب سوء فعلهم. والمهاد: المكان الممهد الذى ينام عليه كالفِرَاشِ. فبئس المهاد مهادهم، وبئس الجزاء جزاؤهم.
وفي هذا إشارة للمؤمنين بالنصر والغلبة وتحذير للكفار، وقد وقع كما أخبر تعالى، فنصر الله المؤمنين على أعدائهم من كفار المشركين واليهود والنصارى، وسيفعل هذا تعالى بعباده وجنده المؤمنين إلى يوم القيامة.
|