عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 04-25-2018, 03:47 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,224
Post

ثالثًا : الإيمان بالكتب
من أركان الإيمان الستة ، أن نؤمن بالكتب التي أنزلها الله على أنبيائه ورسله .
·تعريف :
الكتب جمع كتاب . والكتاب هو ما حوى كلامًا مفيدًا ، ذا أغراض متعددة .
والكتب التي يجب الإيمان بها : هي الصحف التي حوت كلام الله عز وجل ، الذي أوحاه إلى رسله عليهم السلام فكونت كتبًا ، أو بقيت صحفًا لم تجمع ، ولم يتكون منها كتاب خاص .
فالصحف : كصحف " إبراهيم " ، " وموسى " عليهما السلام .
والكتب : كالتوراة ، والزبور ، والإنجيل ، والقرآن العظيم .

حقيقة الإيمـان بالكتب :

إن معنى الإيمان بالكتب الإلهية الذي هو جزء من معتقد المؤمن :
التصديق الجازم بما أوحى الله تعالى من كلامه " إلى من اصطفى من رسله عليهم السلام " ، فجُمع ودُوِّنَ ، فكان " صحفًا مطهرة " و " كتبًا قيمة " فما عُرف منها آمن به المؤمن تفصيلًا ، وما لم يُعرف آمن به إجمالًا .

ما هي الكتب وما أسمائها ؟
من هذه الكتب ما سماه الله في القرآن الكريم ، ومنها ما لم يسم ، ولا مصدر لمعرفة الكتب سوى القرآن الكريم ، والذي أخبرنا به عز وجل منها :
1ـ التوراة :
التي نزلت على " موسى " ـ عليه السلام ـ . حيث قال تعالى "إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ". سورةالمائدة / آية : 44 .
2 ـ الإنجيل :
الذي نزل على " عيسى " ـ عليه السلام ـ . حيث قال تعالى "وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ" .سورة المائدة / آية : 46 .

3ـ الزبور :
الذي أنزل على " داود " ـ عليه السلام ـ . حيث قال تعالى " وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا " .سورة الإسراء / آية : 55 .
4 ـ الصحف :
التي أنزلها الله على " إبراهيم " و " موسى " . حيث قال تعالى"أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى* وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى" .سورة النجم / آية : 36 ، 37 .
وقال تعالى "إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى" . سورة الأعلى / آية : 18 ، 19 .

وأما الكتب الأخرى التي نزلت على سائر الرسل ، فلم يخبرنا الله سبحانه عن أسمائها ، وإنما أخبرنا سبحانه أن لكل نبي أرسله الله ، رسالة بلغها قومه .
فقال تعالى "كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ.."سورة البقرة / آية : 213 .
ـ فيجب علينا أن نؤمن بهذه الكتب التي لم تسم إجمالًا ، ولا يجوز لنا أن ننسب كتابًا إلى الله تعالى سوى ما نسبه إلى نفسه مما أخبرنا عنه في القرآن الكريم .
ـ كما يجب أن نؤمن بأن هذه الكتب نزلت بالحق والنور والهدى ، وتوحيد الله سبحانه في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته ، وأن ما نسب إليها مما يخالف ذلك ، إنما هو تحريف البشر وصنعهم .
قال تعالى "إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ " .سورة المائدة / آية : 44 .
وقال تعالى عن الإنجيل "وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ " .سورة المائدة / آية : 46 .
ـ ويجب علينا أن نؤمن بأن القرآن العظيم هو آخر كتاب نزل من عند الله تعالى ، وأن الله عز وجل قد خصه بمزايا تميز بها عن جميع ما تقدمه من الكتب المنزلة من أهمها :
1ـ أنه تضمن خلاصة التعاليم الإلهية ، وجاء مؤيدًا ومصدقًا لما جاء في الكتب السابقة من توحيد الله وعبادته ووجوب طاعته . وجمع كل ما كان متفرقًا في تلك الكتب من الحسنات والفضائل . وجاء مهيمنًا ورقيبًا ، يقر ما فيها من حق ، ويبين ما دخل عليها من تحريف وتغيير .
قال تعالى "وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ"سورة المائدة / آية : 48 .
وإنه جاء بشريعة عامة للبشر فيها كل ما يلزمهم لسعادتهم في الدارين ، نسخ بها جميع الشرائع العملية الخاصة بالأقوام السابقة ، وأثبت فيها الأحكام النهائية الخالدة لكل زمان ومكان .

2ـ إن القرآن هو الكتاب الرباني الوحيد الذي تعهد الله حفظه .قال تعالى "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " .سورة الحجر / آية : 9 .

3 ـ القرآن أنزله الله على رسوله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ للناس كافة ، وليس خاصًا بقوم معينين كما كانت تنزل الكتب السابقة .فكان حفظه من التحريف وصيانتة من عبث الناس ، ليبقى ما فيه حجة الله على الناس قائمة حتى يرث الله الأرض ومن عليها .
وأما الكتب الأخرى فقد وجه الكلام في كل واحد منها إلى أمة خاصة دون سائر الأمم ،وهي وإن اتفقت في أصل الدين ، إلا أن ما نزل فيها من الشرائع والأحكام كان خاصًا بأزمنة معينة وأقوام معينين . قال تعالى "..لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا" .سورة المائدة / آية : 48 .
لذلك لم يتعهد الله سبحانه بحفظ أي منها على مدى الأزمان كما هو الحال بالنسبة للقرآن .بل أخبر عز وجل في آخر كتبه - القرآن - عن التحريف الذي وقع على تلك الكتب .

* فعن التحريف والتغيير الذي أدخله اليهود على التوراة ، قال تعالى "أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" .سورة البقرة / آية : 75 .
وقال أيضًا" "مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ"
سورة النساء / آية : 46 .
* وأما عن التحريف الذي أدخله النصارى على الإنجيل ، قال تعالى " وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ *يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ". سورة المائدة / آية : 14 ، 15 .

* والحق الذي لا يماري فيه منصف أنه لا يوجد اليوم على ظهر الأرض كتاب تصلح نسبته إلى الخالق تبارك وتعالى سوى " القرآن الكريم " .

ـ فالكتب التي نزلت قبل القرآن ، قد ضاعت نسخها الأصلية ، ولم يبق في أيدي الناس إلا تراجمها .
أما القرآن فإنه لا يزال محفوظًا بسوره وآياته وكلماته وحركاته ، كما تلاه جبريل ـ عليه السلام ـ على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكما تلاه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على صحابته ـ رضوان الله عليهم ـ .

ـ والكتب قد اختلط فيها كلام الله بكلام الناس من تفسير وتاريخ وسير الأنبياء وتلاميذهم ، واستنباطات الفقهاء ، فلا يعرف فيها كلام الله من كلام البشر .
أما " القرآن " فهو جميعه كلام الله تعالى ، ولم يختلط به غيره من حديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو أقوال الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ ، أو غيرهم .

ـ والكتب ليس منها كتاب تصح نسبته إلى الرسول الذي ينسب إليه ، فليس لأي منها سند تاريخي موثوق .
فالأسفار الموجودة ضمن ما يسمى بالعهد القديم ، ويطلق عليه التوراة ، إنما دُونت بعد موسى ـ عليه السلام ـ بقرون عديدة .
وأما القرآن العظيم فهو الكتاب الوحيد الذي ثبتت نسبته بصورة قطعية إلى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
ومن الأدلة على وقوع التحريف في تلك الكتب تعدد نسخها واختلافها فيما نقلته من الأقوال والآراء .

وورد في العقائد الإسلامية / سيد سابق / ص : 16 :
ويكفي لصحة التدليل على التحريف في الأناجيل المتداولة بأيدي النصارى الآن أنها أربعة اختيرت من نحو سبعين إنجيلًا.
ومن القرائن القاطعة على وقوع التحريف في هذه الكتب ما تضمنته من العقائد الفاسدة والتصورات الباطلة عن الخالق سبحانه ، وعن رسله الكرام عليهم السلام .

* فنجد فيها تشبيه الخالق بالإنسان ، وأنه ينجب .
قال تعالى "وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ" .
سورة التوبة / آية : 30 .
* ونجد فيهم القدح بالأنبياء .فقد ادعوا في كتبهم أن " إبراهيم " ـ عليه السلام ـ كذاب ، وأن " لوطًا " زنا بابنته ، وأن " هارون " دعا الإسرائيليين إلى عبادة العجل ، وأن " داود " زنا ، وأن " سليمان " عبد الأصنام إرضاءً لزوجته .

فهل ثم دليل على التحريف أقوى من هذا ؟ ! .
رد مع اقتباس