عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 08-09-2021, 06:47 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,224
root

"مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نارًا فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ "17" صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ "18.أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ"19. يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُم مَّشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "20.
أي: مثلهم - الضمير يعود على المنافقين - المطابق لما كانوا عليه كمثل الذي استوقد نارًا، أي: كان في ظلمة عظيمة, وحاجة إلى النار شديدة فاستوقدها من غيره, ولم تكن عنده مُعَدَّة, بل هي خارجة عنه، فَلَمَّا أَضَاءَتْ النَّارُ مَا حَوْلَهُ ، وَنَظَر الْمَحَلّ الَّذِي هُوَ فِيهِ., وما فيه من المخاوف وأمنها, وانتفع بتلك النار،وقرت بها عينه, وظن أنه قادر عليها, فبينما هو كذلك, إذ ذهب الله بنوره،فذهب عنه النور, وذهب معه السرور, وبقي في الظلمة العظيمة والنار المحرقة،فذهب ما فيها من الإشراق, وبقي ما فيها من الإحراق.
فبقي في ظلمات متعددة
: ظلمة الليل, وظلمة السحاب, وظلمة المطر, والظلمة الحاصلة بعد النور, فكيف يكون حال هذا الموصوف؟ فكذلك هؤلاء المنافقون, استوقدوا نار الإيمان من المؤمنين, ولم تكن صفة لهم, فانتفعوا بها وحقنت بذلك دماؤهم،وسلمت أموالهم, وحصل لهم نوع من الأمن في الدنيا، فبينما هم على ذلك إذ هجم عليهم الموت, فسلبهم الانتفاع بذلك النور, وحصل لهم كل هم وغم وعذاب،وحصل لهم ظلمة القبر, وظلمة الكفر, وظلمة النفاق, وظلمة المعاصي على اختلاف أنواعها, وبعد ذلك ظلمة النار وبئس القرار.فلهذا قال تعالى عنهم" صُمٌّ" أي: عن سماع الخير" بُكْمٌ"أي عن النطق به، " عُمْيٌ" عن رؤية الحق، "فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ" لأنهم تركوا الحق بعد أن عرفوه, فلا يرجعون إليه، بخلاف من ترك الحق عن جهل وضلال, فإنه لا يعقل, وهو أقرب رجوعًا منهم.ثم قال تعالى" أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ" يعني: أو مثلهم كصيب، أي: كصاحب صيب من السماء، وهو المطر الذي يصوب, أي: ينزل بكثرة، " فِيهِ ظُلُمَاتٌ" ظلمة الليل, وظلمة السحاب, وظلمات المطر، " وَرَعْدٌ" وهو الصوت الذي يسمع من السحاب، " وَبَرْقٌ" وهو الضوء اللامع المشاهد مع السحاب." كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ" البرق في تلك الظلمات " مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا" أي: وقفوا.فهكذا حال المنافقين, إذا سمعوا القرآن وأوامره ونواهيه ووعده ووعيده،جعلوا أصابعهم في آذانهم, وأعرضوا عن أمره ونهيه ووعده ووعيده, فيروعهم وعيده وتزعجهم وعوده، فهم يعرضون عنها غاية ما يمكنهم, ويكرهونها كراهة صاحب الصيب الذي يسمع الرعد, ويجعل أصابعه في أذنيه خشية الموت, فهذا تمكن له السلامة. وأما المنافقون فأنى لهم السلامة, وهو تعالى محيط بهم, قدرة وعلما فلا يفوتونه ولا يعجزونه, بل يحفظ عليهم أعمالهم, ويجازيهم عليها أتم الجزاء.ولما كانوا مبتلين بالصمم, والبكم, والعمى المعنوي, ومسدودة عليهم طرق الإيمان، قال تعالى" وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ" أي: الحسية، ففيه تحذير لهم وتخويف بالعقوبة الدنيوية, ليحذروا, فيرتدعوا عن بعض شرهم ونفاقهم، " إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" فلا يعجزه شيء، ومن قدرته أنه إذا شاء شيئا فعله من غير ممانع ولا معارض.تفسير السعدي."يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ"22/21.العبادة:خضوع ينشأ عن استشعار القلب بعظمة المعبود.خضوع مبني على الإخلاص والاتباع أي لكي يقبل العمل لابد أن يكون خالصًا لله صوابًا أي على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
بعد أن ذكر سبحانه أصناف الخلق وبيّن أن منهم المهتدين، والكافرين الذين فقدوا الاستعداد للهداية، والمنافقين المذبذبين بين ذلك - دعا الناس إلى دين التوحيد الحق وهو عبادة الله وحده عبادة خشوع وإخلاص، حتى كأنهم ينظرون إليه ويرونه، فإن لم يكونوا يرونه فإنه يراهم، فإن فعلوا ذلك أعدّوا أنفسهم للتقوى.ثم عَدَّد بعضَ نعمِهِ المتظهرة عليهم الموجبة للعبادة والشكر،فمن أهم مقاصد القرآن التعريفُ بالله سبحانه وتعالى، ومن طرق القرآن في التعريف بالله تعالى ذِكر نِعم الله على خلقه وما أعطاهم،فالقرآن يخاطب العقول والفِطَر والقلوب السليمة،فمن نهج القرآن التربية العقلية التي تتعامل مع البرهان،ليتذكر أولوا الألباب ، فمن نعم الله وآياته على عبادِهِ أن خلقهم أحياء قادرين على العمل والكسب،الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ".

" لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ "فالمتقون هم المنتفعون بالآيات القرآنية.
ثم خلق الأرض مستقرا ومهادا لينتفعوا بخيراتها ويستخرجوا معادِنَها ونباتَها،"الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشًا" أي هو الذي مهدّ لكم الأرض وجعلها صالحة للافتراش والإقامة فيها.ثم بنى لهم السماء التي زينها بالكواكب، وجعل فيها مصابيح يهتدي بها الساري في الليل المظلم، وَالسَّمَاءَ بِنَاءً". أي وهو الذي كوّن السماء بنظام متماسك كنظام البناء، وسوّى أجرامَها على ما نُشاهد وأمسكها وجعل الجاذبية، حتى لا تقع على الأرض ولا يصطدم بعضها ببعض، حتى يأتي اليوم الموعود. وهنا برهان آخر على البعث أعظم من خلق الإنسان وهو خلق الكون.

"وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ".أي وهو الذي أنزل من السماء مطرًا يسقى به الزرع، ويغذّى به النبات، فأخرج به ثمرا مختلفًا ألوانها وأشكالها نأكل منه وننتفع به."فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدادًا" الأنداد هم الذين خضع الناس لهم وقصدوهم في قضاء حاجاتهم.عن عبد الله بن مسعود قال :سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:أيُّ الذَّنْبِ أعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قالَ"أنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وهو خَلَقَكَ ....".صحيح البخاري.والنِّدُّ هو المثيلُ والنَّظيرُ.أي: لا تشركوا بالله غيره من الأنداد التي لا تنفع ولا تضر أي:لا تجعلوا لله نظراء وأشباها من المخلوقين،فتعبدونهم كما تعبدون الله، وتحبونهم كما تحبون الله, وهم مثلكم, مخلوقون، مرزوقون مدبرون، لا يملكون مثقال ذرة في السماء ولا في الأرض، ولا ينفعونكم ولا يضرون، وأنتم تعلمون أنه لا رب لكم يرزقكم غيره. "وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ"أي وإنكم لتعلمون بطلان ذلك وأن الله ليس له شريك, ولا نظير, لا في الخلق, والرزق، والتدبير، ولا في العبادة. وإنكم إذا سُئِلتم من رزقكم من السموات والأرض ومن يدبر الأمر؟ تقولون: الله، فلم إذا تدْعُونَ غيرَه، وتستشفعون به؟
" قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ"يونس :31.
ومن أين أتيتم بهذه الوسائط التي لا تضر ولا تنفع؟ ومن أين جاءكم أن التقرب إلى الله يكون بغير ما شرعه الله حتى قلتم معتذرينعن أنفسكم وقائلين "ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى"الزمر:3.
أي: لترفع حوائجنا للّه، وتشفع لنا عنده، وإلا، فنحن نعلم أنها، لا تَخْلق، ولا تَرزق، ولا تملك من الأمرِ شيئًا.
أي: فهؤلاء، قد تركوا ما أمر اللّه به من الإخلاص، وتجرأوا على أعظم المحرمات، وهو الشرك، وقاسوا الذي ليس كمثله شيء، الملك العظيم، بالملوك، وزعموا بعقولهم الفاسدة ورأيهم السقيم، أن الملوك كما أنه لا يوصل إليهم إلا بوجهاء، وشفعاء، ووزراء يرفعون إليهم حوائج رعاياهم، ويستعطفونهم عليهم، ويمهدون لهم الأمر في ذلك، أن اللّه تعالى كذلك.
وهذا القياس من أفسد الأقيسة، وهو يتضمن التسوية بين الخالق والمخلوق، مع ثبوت الفرق العظيم، عقلا ونقلا وفطرة، فإن الملوك، إنما احتاجوا للوساطة بينهم وبين رعاياهم، لأنهم لا يعلمون أحوالهم. فيحتاج من يعلمهم بأحوالهم، وربما لا يكون في قلوبهم رحمة لصاحب الحاجة، فيحتاج من يعطفهم عليه ويسترحمه لهمويحتاجون إلى الشفعاء والوزراء، ويخافون منهم، فيقضون حوائج من توسطوا لهم، مراعاة لهم، ومداراة لخواطرهم، وهم أيضا فقراء، قد يمنعون لما يخشون من الفقر.
وأما الرب تعالى، فهو الذي أحاط علمه بظواهر الأمور وبواطنها، الذي لا يحتاج من يخبره بأحوال رعيته وعباده، وهو تعالى أرحم الراحمين، وأجود الأجودين، لا يحتاج إلى أحد من خلقه يجعله راحما لعباده، بل هو أرحم بهم من أنفسهم ووالديهم، وهو الذي يحثهم ويدعوهم إلى الأسباب التي ينالون بها رحمته، وهو يريد من مصالحهم ما لا يريدونه لأنفسهم، وهو الغني، الذي له الغنى التام المطلق، الذي لو اجتمع الخلق من أولهم وآخرهم في صعيد واحد فسألوه، فأعطى كلا منهم ما سأل وتمنى، لم ينقصوا من غناه شيئا، ولم ينقصوا مما عنده، إلا كما ينقص البحر إذا غمس فيه المخيط.
شبهة والرد عليها:هل يجوز التوسل بجاه أحد من المخلوقين أو طلب الدعاء منه ؟
"أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه كانَ إذَا قَحَطُوا اسْتَسْقَى بالعَبَّاسِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ، فقالَ: اللَّهُمَّ إنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إلَيْكَ بنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا، وإنَّا نَتَوَسَّلُ إليكَ بعَمِّ نَبِيِّنَا فاسْقِنَا، قالَ: فيُسْقَوْنَ."الراوي : أنس بن مالك : صحيح البخاري .
فكان عمَرُ رَضيَ اللهُ عنه يُقدِّمُ العباسَ بنَ عبدِ المطَّلِبِ عمَّ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ليَدعُوَ للناسِ، ويقولُ: اللَّهمَّ إنَّا كنَّا نطلبُ مِن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَدْعوَ؛ لِيكونَ وَسيلةً لنا إليك؛ لِمَا له مِن فَضْلٍ عندَك، فتَسْتجيبُ وتَسْقِينا، وبعدَ مَوتِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فإنَّا نَتوسَّلُ إليك بِعَمِّ نَبيِّنا، أي: بدُعائِه واستِسقائِه، فَاسْقِنا، وأَنزِلْ علينا المطَرَ، وكان إذا فَعَلَ عمَرُ ذلك أنْزَلَ اللهُ تعالَى المطَرَ عليهم بِاستِسقاءِ العبَّاسِ رَضيَ اللهُ عنه. وهذا ليس مِن التَّوسُّلِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ بالرَّجُلِ الصالحِ بذاتِه وبِجاهِه وبحَقِّه، بلْ هو التَّوسُّلُ بدُعائِه وتَضرُّعِه واستِغاثتِه به سُبحانه وتعالَى.
والحاصل: أن التوسل إلى الله تعالى بدعاء من ترجى فيه إجابة الدعاء لصلاحه لا بأس به؛ فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يتوسلون إلى الله تعالى بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم لهم ؛ وكذلك عمر رضي الله عنه توسل بدعاء العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه ، فلا بأس إذا رأيت رجلاً صالحاً حرياً بالإجابة لكون طعامه وشرابه وملبسه ومسكنه حلالاً وكونه معروفًا بالعبادة والتقوى ، لا بأس أن تسأله أن يدعو الله لك بما تحب ، بشرط أن لا يحصل في ذلك غرور لهذا الشخص الذي طلب منه الدعاء ، فإن حصل منه غرور بذلك فإنه لا يحل لك أن تقتله وتهلكه بهذا الطلب منه؛ لأن ذلك يضره. الإسلام سؤال وجواب.
قد يقول قائل: طلب الدعاء من الغير ، ربما يحرم صاحبه من أن يكون من السبعين ألفا ، كما هو حال الذين يسترقون ؛ وذلك لحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في وصف الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب"هُمُ الذِينَ لاَ يَستَرقُونَ وَلاَ يَكتَوُونَ وَلاَ يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِم يَتَوَكَّلُونَ " رواه البخاري :3410- ومسلم :220.
فيقال في جوابه : إن هذا القياس لا يصح.

طلب المسلم الدعاء من أخيه المسلم : جائز لا حرج فيه ؛ للأدلة المتكاثرة الواردة في الكتاب والسنة النبوية ، وهي تدل على جواز طلب الدعاء من الآخرين ، خاصة إذا كان طلب الدعاء ممن هو مشهور بالخير والصلاح .
ومن الأدلة على ذلك :
1- قول الله عز وجل عن إخوة يوسف " قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ" يوسف/97.
2- حديث أويس القرني الطويل ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر " .. فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ " فَأَتَى أُوَيْسًا فَقَالَ : اسْتَغْفِرْ لِي ... رواه مسلم :رقم/2542 .

سؤال المسلم الدعاء من أخيه المسلم جائز مشروع، ففي صحيح مسلم: عن صفوان بن عبد الله بن صفوان -وكان زوجًا للدرداء- قال: قدمت الشام، فأتيت أبا الدرداء في منزله، فلم أجده ووجدت أم الدرداء، فقالت: أتريد الحج العام؟ فقلت: نعم. قالت: فادع الله لنا بخير، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول"دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل". قال: فخرجت إلى السوق، فلقيت أبا الدرداء فقال لي مثل ذلك يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والتحقيق في المسألة ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في مجموع الفتاوى :1/191:
ومن قال لغيره من الناس: ادع لي - أو لنا - وقصد أن ينتفع ذلك المأمور بالدعاء وينتفع هو أيضًا بأمره، وبفعل ذلك المأمور به كما يأمره بسائر فعل الخير فهو مقتدٍ بالنبي صلى الله عليه وسلم مؤتم به ليس هذا من السؤال المرجوح، وأما إن لم يكن مقصوده إلا طلب حاجته لم يقصد نفع ذلك والإحسان إليه، فهذا ليس من المقتدين بالرسول المؤتمين به في ذلك، بل هذا من السؤال المرجوح الذي تركه إلى الرغبة إلى الله ورسوله أفضل من الرغبة إلى المخلوق وسؤاله.
فإذًا ينبغي للمسلم أن يطلب الدعاء من أخيه المسلم على هذا الوجه، وهو قصد نفع المسؤول بالتسبب في ما يحصل من خير الدعاء لإخوانه، كما فعلت أم الدرداء، وفعله أبو الدرداء، وهذا هو توجيه الحديث السابق، فإنما طلب النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء من عمر ليحصل له من الخير نظير ما يحصل له من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الأجر.
وأما من طلب الدعاء من غيره لينتفع هو فقط بذلك الدعاء، فإنه وإن كان قد فعل جائزًا لكنه خلاف الأولى.
والله أعلم.
إسلام ويب.

وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء" 24/261 :
"طلب الدعاء مباح ....، وتركه ... والاستغناء عن الناس وقيامه بهما لنفسه أحسن".الإسلام سؤال وجواب.

رد مع اقتباس