عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 12-18-2021, 08:48 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,224
Post

فيا أيها العاقون: البدارَ البدارَ، بالتوبة الخالصة، والبر الصادق، قبل فوات الأوان برحيلهما من هذه الدنيا، فإنهما لن يَرَيَا دموعَكم التي ستذرفونها بعد أن يغادروها، ولن يشعُرَا بقُبلاتكم لجثمانهما ولا بضمكم لهما، ولا بتنهيداتكم لرحيلهما، فلا قيمةَ لشيء من ذلكم البتةَ، ما دامَا لم يرياها منكم وهما على قيد الحياة، فتاللهِ وباللهِ لقد رَغِمَتْ أنوفُكم، ثم رغمت أنوفُكم، ثم رغمت أنوفكم أن تدركوا أبويكم أحدهما أو كليهما فلم يدخلاكم جنة ربكم، كما صحَّ بذلكم الخبرُ عن الصادق المصدوق، صلوات الله وسلامه عليه.

ألا أيها العاق: ها قد عرفت فالزم، فقد أحسن من انتهى إلى ما سمع، وخذ العبرة من قصة الرجل الذي قال لعبد الله بن عباس: "إني قتلتُ نفسًا فهل لي من توبة؟ فقال له: أُمُّكَ حيَّةٌ؟ قال: لا، فقال له: أكثِرْ من الاستغفار، ولَمَّا انصرف الرجل قال عطاء بن يسار لابن عباس: يا ابن عم رسول الله، رأيتُكَ سألتَه عن أمه؟ فقال ابن عباس: لا أعلم عملًا أحبَّ إلى الله من بر الوالدة"رواه البخاري.

اللهم إنا نسألك البر والإحسان، ونعوذ بك من العقوق وإضاعة الحقوق، ومن الشقاق والنفاق وسيئ الأخلاق.

بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيهما من الآيات والذِّكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات، من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه وتوبوا إليه، إن ربي كان غفورًا رحيمًا.
رد مع اقتباس