العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى عام > ملتقى عام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-12-2017, 05:23 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,255
Exclamation

المجلس العشرون
الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة
تابع :فريقٌ في الجنةِ وفريقٌ في السعيرِ
إنَّ الحَمْدَ لله، نَحْمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُهُ، ونعوذُ به مِن شُرُورِ أنفُسِنَا، وَمِنْ سيئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِه الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضْلِلْ، فَلا هَادِي لَهُ. وأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبْدُه ورَسُولُه
إسلام عمرو بن العاص رضي الله عنه وموته
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيد ولد آدم
نعيش لحظات مؤثرة وعبر جمة مع عمرو بن العاص رضي الله عنه وهو في سياقة الموت ،ثبتنا الله وإياكم على الحق
وقد وردت قصة عجيبة في إسلامه اشتملت على فضيلة له وللنجاشي واشتملت على تاريخ إسلامه وإسلام خالد بن الوليد -رضي الله عنه- .
ومن اللطائف أن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- هو الصحابي الذي أسلم على يد تابعي .-أو صحابي مخضرم- على خلاف-.
أخي المسلم: اكتب بعلم أو اسكت بحلم
ملتقى أهل الحديث

عمرو بن العاص من الصحابة الأجلاء الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد:
فإن عمرو بن العاص من الصحابة الأجلاء -رضي الله عنهم- الذين توفي النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو عنهم راض ، ومن الذين صحت لهم الفضائل والمناقب العديدة.وقد وصفه النبي -صلى الله عليه وسلم- بالصلاح وبالإيمان .
- "ابنا العاص مؤمنانِ : هشامٌ و عَمرو"
الراوي : أبو هريرة |المحدث : الألباني |المصدر : صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم: 45 |خلاصة حكم المحدث : صحيح . الدرر .
- خُذْ عليكَ ثيابَكَ ، وسلاحَكَ ، ثمَّ ائتِني . فأتيتُهُ وَهوَ يتوضَّأُ فصعَّدَ فيَّ النَّظَرِ ، ثمَّ طَأطأَهُ فقالَ : إنِّي أريدُ أن أَبعثَكَ على جَيشٍ فيسلِّمُكَ اللَّهُ ويغنِّمُكَ ، وأرغَبُ لَكَ منَ المالِ رَغبةً صالِحةً قال قُلتُ يا رسولَ اللَّهِ ، ما أسلَمتُ من أجلِ المالِ ، ولَكِنِّي أسلَمتُ رغبةً في الإسلامِ ، وأن أَكونَ معَ رسولِ اللَّهِ - صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ - . فقالَ :يا عَمرو ، نِعمَ المالِ الصَّالحِ للمرءِ الصَّالحِ.الراوي : عمرو بن العاص|المحدث : الوادعي|المصدر : الصحيح المسند-الصفحة أو الرقم: 1009 |خلاصة حكم المحدث : صحيح. الدرر .
وكانت له الجهود العظيمة في حروب الردة وفي الفتوحات الإسلامية وكان من كبار القواد في عهدي عمر وعثمان -رضي الله عنهما- .
وهو فاتح مصر وغيرها من الأماكن .
عمرو بن العاص في سياقة الموت
قال الإمام مسلم في صحيحه
حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنَزِيُّ ‏ ‏وَأَبُو مَعْنٍ الرَّقَاشِيُّ ‏ ‏وَإِسْحَقُ بْنُ مَنْصُورٍ ‏ ‏كُلُّهُمْ ‏، ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي عَاصِمٍ ‏ -‏وَاللَّفْظُ ‏ ‏لِابْنِ الْمُثَنَّى ‏- قال: ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏الضَّحَّاكُ- يَعْنِي أَبَا عَاصِمٍ -‏ ‏قَالَ: أَخْبَرَنَا ‏ ‏حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ ‏، ‏قَالَ :حَدَّثَنِي ‏ ‏يَزِيدُ ابْنُ أَبِي حَبِيبٍ ‏، ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ شِمَاسَةَ الْمَهْرِيِّ ‏، ‏قَالَ :‏
حَضَرْنَا ‏ ‏عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ ‏ ‏وَهُوَ ‏ ‏فِي سِيَاقَةِ ‏ ‏الْمَوْتِ فَبَكَى طَوِيلًا وَحَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَى الْجِدَارِ، فَجَعَلَ ابْنُهُ يَقُولُ :يَا أَبَتَاهُ أَمَا بَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏بِكَذَا أَمَا بَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏بِكَذَا . قَالَ :فَأَقْبَلَ بِوَجْهِهِ فَقَالَ: إِنَّ أَفْضَلَ مَا نُعِدُّ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ ‏ ‏مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ،‏ ‏إِنِّي كُنْتُ عَلَى أَطْبَاقٍ ثَلَاثٍ لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَمَا أَحَدٌ أَشَدَّ بُغْضًا لِرَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏مِنِّي وَلَا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَكُونَ قَدْ اسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ فَقَتَلْتُهُ فَلَوْ مُتُّ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ لَكُنْتُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلَمَّا جَعَلَ اللَّهُ الْإِسْلَامَ فِي قَلْبِي أَتَيْتُ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَقُلْتُ ابْسُطْ يَمِينَكَ فَلْأُبَايِعْكَ، فَبَسَطَ يَمِينَهُ قَالَ فَقَبَضْتُ يَدِي قَالَ:
"مَا لَكَ يَا ‏ ‏عَمْرُو"‏ ‏قَالَ قُلْتُ أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ
قَالَ:" تَشْتَرِطُ بِمَاذَا"؟. قُلْتُ: أَنْ يُغْفَرَ لِي، قَالَ ‏:
" ‏أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْإِسْلَامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلِهَا وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ"
وَمَا كَانَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَلَا أَجَلَّ فِي عَيْنِي مِنْهُ وَمَا كُنْتُ أُطِيقُ أَنْ أَمْلَأَ عَيْنَيَّ مِنْهُ إِجْلَالًا لَهُ وَلَوْ سُئِلْتُ أَنْ أَصِفَهُ مَا أَطَقْتُ لِأَنِّي لَمْ أَكُنْ أَمْلَأُ عَيْنَيَّ مِنْهُ وَلَوْ مُتُّ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ لَرَجَوْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ،ثُمَّ وَلِينَا أَشْيَاءَ مَا أَدْرِي مَا حَالِي فِيهَا،
فَإِذَا أَنَا مُتُّ فَلَا تَصْحَبْنِي نَائِحَةٌ وَلَا نَارٌ فَإِذَا دَفَنْتُمُونِي ‏ ‏فَشُنُّوا ‏ ‏عَلَيَّ التُّرَابَ شَنًّا ثُمَّ أَقِيمُوا حَوْلَ قَبْرِي قَدْرَ مَا تُنْحَرُ ‏ ‏جَزُورٌ ‏ ‏وَيُقْسَمُ لَحْمُهَا حَتَّى أَسْتَأْنِسَ بِكُمْ وَأَنْظُرَ مَاذَا أُرَاجِعُ بِهِ رُسُلَ رَبِّي"
صحيح مسلم / 1-كتاب الإيمان /54- باب ‏كون الإسلام يهدم ما قبله وكذا الهجرة والحج‏ / حديث رقم :192-(121) / ص: 39
شرح الحديث
بكَى عمرُو بنُ العاصِ رضي الله عنه طويلًا حين حضَره الموتُ، وحوَّل وجهَه إلى الجِدارِ، فجعَل ابنُه يقولُ: يا أبتاه، أمَا بشَّرك رسولُ الله بكذا؟ كناية عنِ المُبشَّرِ هو به، فأقبَل بوجهِه فقال: إنَّ أفضلَ ما نعُدُّ، أي: نتَّخِذُه ذُخرًا أو عُدَّةً للمَعادِ: شَهادةُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ
.
إنِّي كنتُ على أطباقٍ ثلاثٍ، أي: أحوالٍ ثلاثٍ، لقد رأيتُني وما أحدٌ أشدَّ بُغضًا لرسولِ اللهِ منِّي، ولا أَحبَّ إليَّ أنْ أكونَ قد استمكنتُ، أي: تمكَّنتُ منه فقتلتُه، فلو متُّ على تلك الحالِ لكنتُ مِن أهلِ النَّارِ، أي: مِن أصحابِها المُخلَّدينَ فيها أبدًا. فلمَّا جعَل اللهُ الإسلامَ، أي: حبَّه، في قلبي، أتيتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وذلك بعدَ الحُديبيَةِ، فقلتُ: ابسُطْ يمينَك فلِأُبايِعَكَ، أي: على اتِّباعِه ونُصرةِ الإسلامِ، فبسَط يمينَه، فقبضتُ يدي، أي: يميني؛ لأنَّها الَّتي يُبايعُ بها، فقال: ما لكَ يا عمرُو؟ قلتُ: أرَدْتُ أنْ أشترطَ، قال: تشترطُ بماذا؟ قلتُ: أن يُغفَرَ لي، قال: أمَا علِمْتَ أنَّ الإسلامَ يهدِمُ ما كان قبْلَه، أي: مِن سائرِ الذُّنوبِ الَّتي أعظَمُها الكفرُ، وأنَّ الهجرةَ تهدِمُ ما كان قبلها، أي: ممَّا يحدُثُ بين الإسلامِ وبينَها، وأنَّ الحجَّ يهدِمُ ما كان قبْلَه.
وما كان أحدٌ أحبَّ إليَّ مِن رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ لأنَّ الإيمانَ لا يتمُّ إلَّا بذلك، ولا أجَلَّ، أي: أعظَمَ في عينيَّ منه، وما كنتُ أُطيقُ أنْ أملأَ عينيَّ منه؛ إجلالًا له، أي: ما كنتُ أُحدِّقُ فيه؛ تَعظيمًا لقَدْرِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ولو سُئِلتُ أنْ أصِفَه، أي: أذكُرَ صفةَ خَلقِه، ما أطَقْتُ ذلك؛ لأنَّه لا يكونُ إلَّا عن إمعانِ نظَرٍ مِن الواصفِ للَّذي يُريدُ وصْفَه؛ لأنِّي لم أكُنْ أملأُ عينيَّ منه، ولو متُّ على تلك الحالةِ العظيمةِ الشَّأنِ لرجوتُ أن أكونَ مِن أهلِ الجنَّة.
ثمَّ وَلِينَا أشياءَ ما أدري ما حالي فيها، وهذا منه مزيدُ تواضُعٍ لمولاه، وإلَّا فهو مِن علماءِ الصَّحابةِ، والصَّحابةُ كلُّهم عُدولٌ، فإذا أنا متُّ فلا تصحَبْني نائحةٌ، وهي الرَّافعةُ للصَّوتِ بالبُكاءِ مع تَعدادِ الأوصافِ، ولا نارٌ؛ قيل: ذلك للتَّفاؤلِ بالنَّجاةِ منها وكراهةً لصُحبتِها للميِّتِ، وقيل: لأنَّ هذا كانَ مِن فِعل الجاهليَّةِ، أو فُعِل على وجهِ الظُّهورِ والتَّعالِي؛ فمُنِع لذلك. ثم قال: فإذا دفَنْتموني فشُنُّوا علَيَّ التُّرابَ شنًّا، أي: فصُبُّوا علَيَّ التُّرابَ قليلًا قليلًا، ثمَّ أقيموا حولَ قبْري أي: امكثُوا عِندَ قدْرَ ما تُنحَرُ جَزُورٌ ويُقسَمُ لحمُها، "والجَزُورُ" المذبوحُ مِن الإبلِ خاصَّةً، وسواءٌ كان ذكرًا أم أنثى؛ كي أستأنِسَ بكم وأنظُرَ ماذا أُراجِعُ به رُسُلَ ربِّي، أي: سؤال الملَكينِ.
في الحديثِ: إثباتُ سُؤالِ الملَكينِ في القَبْرِ.
وفيه: المُكثُ عند القَبرِ بعد الدَّفنِ نحوَ ما ذكَر؛ لِما ذكَر.
وفيه: صبُّ التُّرابِ في القبرِ؛ فإنَّه لا يُقعَدُ عليه.
وفيه: عِظَمُ موقعِ الإسلامِ والهجرةِ والحجِّ، وأنَّ كلَّ واحدٍ منها يهدِمُ ما كان قبْلَه مِن المعاصي.
وفيه: النَّهيُ عن النِّياحةِ أو اتِّباعِ الميِّتِ بنارٍ.
وفيه: هيبةُ الصَّحابةِ وإجلالُهم للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وفيه: تنبيهُ المُحتَضَرِ على إحسانِ ظنِّه باللهِ سبحانه وتعالى، وذِكرُ آياتِ الرَّجاءِ وأحاديثِ العفوِ عنده، وتبشيرُه بما أعَدَّه اللهُ تعالى للمُسلِمينَ، وذِكرُ حسَنِ أعمالِه عنده؛ ليحسُنَ ظنُّه باللهِ تعالى ويموتَ عليه.
وفيه: أنَّ المُؤمنَ لا تفارقُه خشيةُ اللهِ، ولو عَمِل مِن الصَّالحاتِ ما عمِل.هنا .
أبو الدرداء
أبو الدرداء رضي الله عنه – واسمه عويمر – من قرّاء الصحابة ، وقد توفي لسنتين بقيتا من خلافة عثمان رضي الله عنه، وتزوّج امرأتين :
الأولى : أم الدرداء الكبرى الصحابية رضي الله عنها .
وهي خَيْرَةُ بِفَتْحِ الْمُعْجَمَةِ وَسُكُونِ التَّحْتَانِيَّةِ بِنْتُ أَبِي حَدْرَدٍ الْأَسْلَمِيَّةُ صَحَابِيَّةٌ بِنْتُ ... ، ماتت قبل أبي الدرداء،
الثانية : أم الدرداء الصغرى التابعية .
وهي هُجَيْمَةُ بِنْتُ حُيَيٍّ الوَصَّابِيَّةُ، مات أبو الدرداء عنها، فلم تتزوّج بعده، وترجم لها المزّي في تهذيب الكمال (8569)، وذكر أنها كانت يتيمة في حِجر أبي الدرداء، ولها ترجمة مطوّلة في تاريخ دمشق، ونقل ابن عساكر عن التاريخ الأوسط للبخاري أنها حجّت سنة إحدى وثمانين وأنها كانت فقيهة، وذكر ابن حجر في تقريب التهذيب (8728) أنها ماتت سنة إحدى وثمانين .
ولأبي الدرداء من أم الدرداء الكبرى الصحابية :
- ابنه بلال، روى عن أبيه أحاديث، وكان قاضيًا، ترجم له المزِّي في تهذيب الكمال (768)، وهو أسنّ من أم الدرداء الصغرى، وتوفي سنة ثلاث وتسعين، وله عقب .
- ابنته الدرداء، روت عن أبيها حديثًا مرفوعًا؛ أخرجه البزار (2198 – مختصر زوائده لابن حجر)، ولها ترجمة في تاريخ يحيى بن معين (3/124/ ت : أحمد نور سيف، وتوفّيت قبل أم الدرداء الصغرى، وذكر مسلم في صحيحه (2733) أن زوجها هو صفوان بن عبد الله بن صفوان ، وهو من الرواة عن أبي الدرداء .ملتقى أهل الحديث .
-
آخى النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بين سلمانَ وأبي الدرداءِ، فزار سلمانُ أبا الدرداءِ، فرأى أمَّ الدرداءِ متبذِّلةً، فقال لها : ما شأنُكِ ؟ قالت : أَخُوكَ أبو الدرداءِ ليس له حاجةٌ في الدنيا، فجاء أبو الدرداءِ، فصنع له طعامًا، فقال : كُلْ فإني صائمٌ، قال : ما أنا بآكِلٍ حتى تأكلَ، فأكل، فلما كان الليلُ ذهب أبو الدرداءِ يقومُ، فقال : نَمْ، فنام، ثم ذهب يقومُ، فقال : نَمْ، فلما كان آخِرُ الليلِ، قال سلمانُ : قُمِ الآنَ، قال : فصَلَّيَا، فقال له سلمانُ : إن لربِّكَ عليك حقًّا، ولنفسِك عليك حقًّا، ولأهلِك عليك حقًّا، فأَعْطِ كلَّ ذِي حقٍّ حقَّه، فأتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فذكر ذلك له، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : ( صَدَق سلمانُ ) . أبو جُحَيْفَةَ وهبٌ السُّوائيُّ، يقال : وَهْبُ الخيرِ
الراوي : وهب بن عبدالله السوائي أبو جحيفة |المحدث: البخاري | المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 6139 | خلاصة حكم المحدث : صحيح| انظر شرح الحديث رقم 15224 -الدرر .
-
قَدِمْتُ الشامَ فصَلَّيْتُ ركعتين ، ثم قُلْتُ : اللهمَّ، يَسِّرْ لي جليسًا صالحًا ، فأَتَيْتُ قومًا فجَلَسْتُ إليهم ، فإذا شيخٌ قد جاء حتى جلَسَ إلى جنبي ، قلتُ : مَن هذا ؟ قالوا : أبو الدرداءِ . فقُلْتُ : إني دعوتُ اللهَ أن يُيَسِّرَ لي جليسًا صالحًا . فيَسَّرَكَ لي . قال : ممَن أنت ؟ قلتُ : مِن أهلِ الكوفةِ ، قال : أو ليس عندَكم ابنُ أمِّ عبدٍ ، صاحبُ النعلين والوِسادِ والمِطْهَرَةِ ، وفيكم الذي أجارَه اللهُ مِن الشيطانِ - يعني: على لسانِ نبيِّه صلى الله عليه وسلم - أو ليس فيكم صاحبُ سرِّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم الذي لا يَعْلَمُه أحدٌ غيرُه ، ثم قال : كيف يقرأُ عبدُ اللهِ : والليل إذا يغشى . فقَرَأْتُ عليه : والليل إذا يغشى . والنهار إذا تجلى . والذكر والأنثى . قال : واللهِ لقد أَقَرَأَنِيها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِن فِيه إلى فِي .
الراوي : أبو الدرداء | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 3742 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | انظر شرح الحديث رقم 15427 . الدرر .
-
أنَّ رجلًا قالَ : يا رسولَ اللَّهِ: إنَّ لفُلانٍ نَخلةً ، وأَنا أقيمُ حائطي بِها ، فأمرهُ أن يُعْطيَني حتَّى أقيمَ حائطي بِها ، فقالَ لَهُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلَّمَ: أعطِها إيَّاهُ بنخلةٍ في الجنَّةِ فأبى ، فأتاهُ أبو الدَّحداحِ فقالَ: بِعني نخلتَكَ بحائطي. ففعلَ ، فأتى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلَّمَ فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ ، إنِّي قدِ ابتَعتُ النَّخلةَ بحائطي. قالَ: فاجعَلها لَهُ ، فقد أعطيتُكَها. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلَّمَ: كَم مِن عذقٍ رَداحٍ لأبي الدَّحداحِ في الجنَّةِ قالَها مرارًا. قالَ: فأتى امرأتَهُ فقالَ: يا أمَّ الدَّحداحِ اخرُجي منَ الحائطِ ، فقد بعتُهُ بنخلةٍ في الجنَّةِ. فقالَت: ربحَ البيعُ. أو كلِمةً تشبِهُها .
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم: 26|
خلاصة حكم المحدث : صحيح .الدرر .
لم يفكر أبو الدحداح في البستان وما يمثله له , وما يمثله هذا التبادل من خطأ تجاري فادح بمعيار أهل الدنيا , ولكن كل معايير أهل الدنيا تسقط بشراء نخلة في الجنة , فيساومه أبو الدحداح على بستانه كاملا بكل ما فيه من نخيل وثمار وبئر محفورة وبيت للسكنى وحائط يحفظه كل ذلك في مقابل هذه النخلة ويرجوه القبول , انه لا يريد النخلة فعنده من النخيل ما يكفيه وما يزيد عليها ناتجا وثمرا , هو يريد ما وراءها , وهنا تحقق لهما العقد وربحا سويا , ربح أحدهما حائطا كبيرا بنخيله وثماره , بينما ربح الآخر موضع قدم له في الجنة ليضمن دخوله فيها , فما أعظم ربح أبي الدحداح فما أعظم ربح أبي الدحداح الذي ردده النبي صلى الله عليه وسلم مرارا كم من عذق دواح لأبي الدحداح , كم من عذق دواح لأبي الدحداح - ونأتي للموقف الأكثر دلالة ورقيا , لحظة أن يدخل أبو الدحداح على أم الدحداح طالبا منها مفارقة بيتها وبستانها وأشجارها ونخيلها , فكانت على نفس المستوى الإيماني , لم تتردد ولم تناقشه ولم تخرج وهي ممتعضة من قراراه ولم تكن عونا لنفسه عليه , بل تقبلت البيع بفرح , وأعانته على تنفيذه وشجعته قائلة ربح البيع أو ربحت البيع , فكانت مثالا مغايرا لطبيعة نساء كثيرات , لكنها من نساء الصحابة اللاتي بعن ما يملكن إرضاء لله , فهانت عليهن كل الممتلكات الدنيوية , فحالها مثل حالهن جميعا يوم أن خرجن من حليهن لتجهيز جيش تبوك , وكحال من سألن النبي صلى الله عليه وسلم عن سبل الأجر لهن حيث اعتقدن أن الرجال قد ذهبوا بكل الأجر بالجمعة والجماعة والجهاد , لم يشغلن أنفسهم بتفاهات يسمونها اليوم بحقوق المرأة , فكن يعلمن أن الإسلام قد اجزل لهن العطاء وجعلهن مساوين للرجال تماما في التكليف والأجر مع اختصاصها ببعض التخفيف لطبيعتها التي خلقها الله عليها إنهن نساء الصحابة اللاتي شاركن في الجهات يسقين المقاتلين ويداوين الجرحى بل ويقاتلن أيضا إذا حمي الوطيس واشتد الكرب , فمنن من قتلت من يحوم حول حصنهن في الأحزاب ومنهن من قتلت تسعة بعامود خيمتها ومنهن من دافعت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الرجال في أعظم ملاحم المرأة في كل العصور لم يربح أبو الدحداح وحده , بل ربح آل الدحداح جميعا , فهنيئا لهم جميعًا , فكم أعد لهم من عذق دواح في الجنة .
منقول بتصرف
.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-12-2017, 05:28 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,255
Exclamation

المجلس الحادي والعشرون
الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة


من علماء الآخرة

شيخ الإسلام ابن تيميَّة
إنَّ الحَمْدَ لله، نَحْمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُهُ، ونعوذُ به مِن شُرُورِ أنفُسِنَا، وَمِنْ سيئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِه الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضْلِلْ، فَلا هَادِي لَهُ. وأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبْدُه ورَسُولُه
علماء الآخرة

شيخ الإسلام ابن تيمية
هو الإمام الربَّاني، الفقيه المجتهد، المجدِّد، بحْر العلوم العقلية والنقلية، شيخ الإسلام، تقي الدين، أبو العباس، أحمد بن الشيخ الإمام شهاب الدِّين أبي المحاسن عبدالحليم بن الشيخ الإمام مجد الدين أبي البركات عبدالسلام بن أبي محمَّد عبدالله بن أبي القاسم الخَضر بن محمَّد بن تيميَّة بن الخضر بن علي بن عبدالله النميري.لقبه:لُقِّب بشيخ الإسلام، وبابن تيمية.
إنَّ لقب تيمية: إنما هو لجَدِّه محمد بن الخضر، وسببه قولان: "فقيل: إنَّ جَده محمد بن الخضر حجَّ على درْب تيماء -بلدة بين الشام ووادي القُرى في طريق حجاج الشام-، فرأى هناك طفلةً فلما رجع وجد امرأته قد ولدتْ له بنتًا فقال: يا تيميَّة - يا تيمية، وقيل: إنَّ جده محمدًا كانت أمُّه تسمَّى تيمية، وكانت واعظةً، فنُسب إليها، وعرف بها"؛ الإمام مرعي الكرمي، الكواكب الدرية، (ص: 52) بتصرف.، وغالبًا ما يُجمع بينهما فيقال: شيخ الإسلام ابن تيمية.كنيته:كني بأبي العباس، مع أنه لم يتزوَّج؛ ذلك أنَّه من السُّنة أن يكنى المسلِم، ولو لم يُولد له، أو كان صغيرًا؛ لحديث عائشة أمِّ المؤمنين - رضي الله عنها -: أنها قالت للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: يا رسول الله، كل نسائك لها كُنية غيري، فقال لها رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم-"اكتني بابنِك عبدالله-يعني: ابنَ الزبير-أنت أمُّ عبدالله" صحيح: رواه الإمام أحمد في مسنده (6/151)، 186)، وصحَّحه الشيخ الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة"، (1 ص 45)، رقم (132).، ولقول أنس - رضي الله عنه -: إنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - دخل فرأى ابنًا لأبي طلحةَ، يُقال له:أبو عُمَير، وكان له نُغَير يلعب به، فقال"يا أبا عُمير، ما فعَل النُّغَير؟".رواه البخاري، (16/479 - 480 فتح) رقم (6203)، وبوَّب عليه الإمام البخاري في كتاب الأدب بابًا بعنوان: الكُنية للصبي وقبل أن يُولَد للرجل، ورواه مسلم (4/1692 - 1694) رقم (2150).
الألوكة
*الاسم: أحمد تقي الدين بن شهاب الدين عبدالحليم بن أبي البركات مجد الدين بن تيمية، الحرَّاني، الدمشقي -أبو العباس- .*ولادته: ولد بحرَّان يوم الإثنين 10 من شهر ربيع الأول سنة 661 هـ.* انتقل مع والده من حرَّان إلى دمشق، وكان عمره سبع سنوات، وذلك بعد إغارة التتر على حرَّان.
-كانت أولى أعمال ابن تيمية في تعليم القرآن الكريم، فقد كان يعلم الناس كيفية قراءة القرآن وحفظه، كما أنه أتم حفظ القرآن الكريم منذ سن صغيرة، واهتم بعد ذلك في تعلم علوم الفقه والتفسير، وبدأ في البحث في مثل هذه الأمور، وبعد أن بلغ من العمر سبعة عشر عامًا بدأ في جمع وتأليف ملاحظاته في بعض الكتب-
*
تُوفِّي والدُه وعمره 22سنة، سنة 682هـ.قام مقام والدِهِ في مشيخة التدريس في هذه السن المبكرة، بدار الحديث السكرية في 2 المحرم 683هـ، وحضر درسَه كبار علماء دمشق.هنا ..
من تلاميذه :
الإمام ابن قيِّم الجوزية، والإمام الذهبي، والإمام ابن كثير، والحافظ البزار، والإمام ابن عبدالهادي ، والشيخ الواسطي ، والشيخ ابن الوردي ، والشيخ ابن رشيق ، والإمام ابن مُفلِح ، وغيرهم الكثير والكثير، والذين قد حملوا عِلمَه، وسلَكوا منهاجَه في تبليغ الشريعة.وبالنظر إلى تلاميذ هذا الإمام العملاق، تظهر منزلتُه، ويبين قدرُه، فإذا كان تلاميذه أئمة، ولهم من العلم ما لهم مِن تآليف، وتولٍّ لقضاء أو إصلاح، فكيف يكون قدرُ أستاذهم وشأنه؟!إنَّه بحر لا ساحلَ له، وموسوعةٌ عِلمية ومكتبية متنقِّلة، مع العلم والعمل، والزهد وترْك المناصب، واللهج بذِكْر الله - عز وجل - والدعوة إلى نُصْرة شرْعه بنفسه ورُوحه وماله كله، وهذا معروفٌ وواضح من أحواله، بما ترجم له مَن رآه، أو رأى مَن رآه، وبما تواترتْ أخباره بيْن ناقليها مِن جميع فئات شعبي دمشق ومصر، وبما ترَك خلفَه من آثار: سواء في تلاميذ، أو كتب، أو إصلاح.عقيدته ومذهبه:عقيدته:عقيدة الإمام ابن تيمية التي يعتقِدها هي عقيدة السلف الصالح: أهل السنة والجماعة، المتمثِّلة في القرون الثلاثة الأولى، على ما كان عليه النبيُّ محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - بقوله"خير أمَّتي قرْني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم".رواه البخاري (10/517 - 518 فتح)، رقم (3650)، ومسلم (4/1962- 1964) رقم (2533-2535).، فلا علاقة لمعتقده بشخصٍ معيَّن، ولا بمذهب معيَّن، لا حنبلي ولا غيره؛ بل بما جاء في كتاب الله - عز جل - وبما ثبَت في صحيح السنة النبوية المطهَّرة، وتفسير لما فيها بما ثبت عن الصحابة الكِرام، وعن تابعيهم بإحسانٍ من تلك القُرون الثلاثة الفاضلة، ومع أنَّ إمامه في الفقه هو الإمام أحمد بن حنبل، فإنَّ الإمام ابن تيمية لم يَدْعُ أحدًا قط إلى الْتزام العقيدة على منهج الحنابلة؛ بل كان يدعو إلى الْتزام معتقد السلف الصالح، وقد أبان ذلك هو بنفسه إذ قال "أما الاعتقاد، فإنَّه لا يُؤخذ عني ولا عمَّن هو أكبرُ مني؛ بل يؤخذ عن الله ورسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وما أجمع عليه سلفُ الأمَّة، فما كان في القرآن وجَب اعتقادُه، وكذلك ما ثبَت في الأحاديث الصحيحة، مثل صحيحي البخاري ومسلم... وكان يَرِدُ عليَّ مِن مصر وغيرها مَن يسألني عن مسائلَ في الاعتقاد أو غيره، فأُجيبه بالكتاب والسُّنة، وما كان عليه سَلفُ الأمة"الإمام ابن عبدالهادي، العقود الدرية، (ص: 170) بتصرف، الإمام ابن تيمية، مجموع الفتاوى، (3/161).، وقد كتَب الإمام ابن تيمية هذه العقيدةَ التي يَدين اللهَ بها حينما طُلِب منه أن يَكتبها، فكتبَها فيما بيْن الظُّهر والعصرالإمام ابن تيمية، مجموع الفتاوى، (3/194)، وهذه العقيدة هي:
الإيمانُ بالله وملائكته، وكُتبه ورسله، والبعْث بعد الموت، والإيمان بالقَدر خيره وشرِّه، وإثبات معيَّة الله لخلْقه، وأنها لا تُنافي علوَّه فوقَ عرْشه، ورؤية المؤمنين لربِّهم يومَ القيامة.ومِن الإيمان بالله تعالى:الإيمانُ بكلِّ الأسماء والصفات الواردة في الكتاب وصحيح السنة، ثم الإيمان بالقُرآن الكريم، وأنَّه كلام الله، منزَّل، غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، وأنَّ الله تكلَّم به حقيقة، وأنَّ هذا القرآن الذي أنزله على محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - هو كلام الله حقيقة، لا كلام غيره.ثم الإيمان باليوم الآخِر، وما يكون فيه من أمورٍ بعد هذه الفِتنة، إمَّا نعيم وإمَّا عذاب، إلى أن تقومَ القيامة الكبرى، فتُعاد الأرواح إلى الأجساد، ثم تقوم القيامة، فيقوم الناس مِن قبورهم لربِّ العالمين حفاةً عراةً غرلاً، وتدنو منهم الشمس، ويُلجمهم العرق، وتُنصب الموازين، فتوزَن بها أعمالُ العباد، وتنشَر الدواوين، ثم الإيمان بالحِساب.والإيمان بحوْض النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - الذي من شرِب منه شربةً لا يظمأ بعدها أبدًا، والإيمان بالصِّراط، وهو منصوبٌ على متْن جهنم: وهو الجِسر الذي بين الجَنَّة والنار، يمرُّ الناس على قدْر أعمالهم، فمَن مرَّ على الصِّراط، دخَل الجنة، فإذا عبَرُوا عليه وقفوا على قنطرة بيْن الجنة والنار، فيُقتص لبعضهم مِن بعض، فإذا هُذِّبوا ونُقُّوا، أُذِن لهم في دخول الجَنَّة، وأوَّل مَن يَستفتح بابَ الجنة محمَّدٌ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأوَّل مَن يدخل الجنة مِن الأمم أمَّتُه - صلَّى الله عليه وسلَّم - وله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في القيامة ثلاثُ شفاعات:الأولى:يشفع في أهْل الموقف حتى يُقضى بينهم، بعد أن يتراجع الأنبياءُ عنها؛ آدم فمَن بعده، حتى تنتهي إليه - صلَّى الله عليه وسلَّم.الثانية:يشفع في أهل الجَنَّة أن يدخلوها.
الثالثة:يشفع فيمَن استحقَّ النار، وهذه الشفاعة لـه ولسائرِ النبيِّين والصِّدِّيقين وغيرهم، فيشفع فيمَن استحق النار ألاَّ يدخلها، ويشفع فيمَن دخلها أن يخرج منها.كما يعتقد أنَّ الإيمان قولٌ وعمل، يَزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، وهو متَّبع لمعتقد أهل السُّنة والجماعة؛ الفرْقة الناجية، في عدم تكفير أهْل القِبلة بمُطلق المعاصي والكبائر؛ بل الأُخوَّة الإيمانية ثابتةٌ مع المعاصي.ومما يعتقده:وجوب سلامة القلْب واللِّسان لأصحاب النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم - ويتولَّى آل بيت رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ويحبُّهم، كما يتولَّى أزواج رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أمهات المؤمنين، وأنهنَّ أزواجه في الدنيا وفي الآخرة، كما أنَّه يُمسك عما شجَر بين الصحابة - رضي الله عنهم - لأنَّ الآثار المروية في مساويهم: منها ما هو كذب، ومنها ما قد زِيدَ فيه ونقص وغُيِّر عن وجهه.والصحيح منه هم فيه معذورون:إما مجتهدون مُصيبون، وإما مجتهدون مخطئون، مع الاعتقاد بأنَّ كل واحد من الصحابة ليس بمعصومٍ عن كبائر الإثم وصغائره، لكن لهم من السوابق والفضائل ما يُوجِب مغفرةَ ما يصدر منهم إنْ صدر، حتى إنهم يُغفر لهم من السيئات ما ليس لمَنْ بعدَهم، أو بتوبة أو شفاعة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - الذي هم أحقُّ الناس بشفاعته، أو ابتُلي ببلاء في الدنيا كفِّر به عنه، فإذا كان هذا في الذنوب المحقَّقة، فكيف بالأمور التي كانوا فيها مجتهدين؟!وأنَّهم خيرُ البشر بعد الأنبياء، لا كان ولا يكون مثلهم، وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمَّة التي هي خيرُ الأمم، وأكرمُها على الله.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-12-2017, 05:29 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,255
Exclamation

المجلس الثاني والعشرون
الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة
إنَّ الحَمْدَ لله، نَحْمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُهُ، ونعوذُ به مِن شُرُورِ أنفُسِنَا، وَمِنْ سيئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِه الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضْلِلْ، فَلا هَادِي لَهُ. وأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبْدُه ورَسُولُه
شيخ الإسلام ابن تيمية
تابع عقيدة شيخ الإسلام ابن تيميَّة
*وهو تابع لأهل السُّنة بأنهم يَدينون بالنصيحة للأمَّة، والصبر عند البلاء، والشُّكر عند الرخاء، والرضا بمرِّ القضاء، ويدْعون إلى مكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال، والعفو عمَّن ظلم، ويدْعون إلى برِّ الوالدين، وصِلة الأرحام، وحسن الجوار، والإحسان إلى اليتامى والمساكين، والبُعد عن الأخلاق السيِّئة؛ كل ذلك اتباعًا للكتاب والسنة، وتطبيقًا للشريعة التي بُعِث بها محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم.
وله عبارات رقراقة ومن هذه العبارات:
1
-المـؤمن مأمورٌ بأن يفعـل المأمور، ويترك المحظور، ويصبر على المقدور"
2
الذِّكْر للقلْب مثل الماء للسمك"
3
إنَّ في الدنيا جَنَّةً مَن لم يدخلها لا يدخُل جَنَّةَ الآخرة"
4
المحبوس مَن حُبِس قلْبه عن ربه - تعالى - والمأسور مَن أَسَره هواه"
5
ما يَصنع أعدائي بي؟! أنا جَنَّتي وبُسْتاني في صدري، أين رحتُ فهي معي لا تُفارقني؛ إنَّ حبسي خلوة، وقتْلي شهادة، وإخراجي مِن بلدي سياحة".
6
العبادة: اسمٌ جامِع لكلِّ ما يحبه الله ويرْضاه، مِن الأقوال والأعمال، الباطنة والظاهرة"
7
النَّفْس لا تزكو وتصلح حتى تُمحَّصَ بالبلاء، كالذهب الذي لا يخلص جيِّده من رديئه، حتى يفتنَ في كِير الامتحان"
8
الطاعة والعبادة هي مصلحةُ العبد التي فيها سعادتُه ونجاته"
9
ما يقوم بالقلْب من الشعور والحال يُوجب أمورًا ظاهرة، وما يقوم بالظاهر مِن سائر الأعمال يُوجِب للقلب شعورًا وأحوالاً"
10
المشارَكة في الهديِ الظاهر تُورِث تناسبًا وتشاكلاً بيْن المتشابهين، يقود إلى موافقةٍ ما في الأخْلاق والأعمال.
11
كلُّ قائل إنَّما يُحتَجُّ لقوله لا به، إلا الله ورسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم".
12
ما ينبغي أن يُمنَع العِلمُ ممَّن يطلبه".
13
لن يخاف الرجلُ غيرَ الله إلا لمرَض في قلبه".



رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-12-2017, 05:31 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,255
Exclamation

المجلس الثالث والعشرون
الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة
إنَّ الحَمْدَ لله، نَحْمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُهُ، ونعوذُ به مِن شُرُورِ أنفُسِنَا، وَمِنْ سيئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِه الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضْلِلْ، فَلا هَادِي لَهُ. وأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبْدُه ورَسُولُه
تابع من علماء الآخرة
شيخ الإسلام ابن تيمية
14-"الإمامة في الدِّين موروثةٌ عن الصبر واليقين"
إِذَا كَانَ المُسلِمُ في حَيَاتِهِ مُحتَاجًا إِلى التَّحَلِّي بِمَحَامِدِ الأَخلاقِ وَكَرِيمِ الصِّفَاتِ؛ لِيَعِيشَ في دُنيَاهُ عِيشَةً نَقِيَّةً، وَيَمُوتَ إِذَا انتَهَى أَجَلُهُ مِيتَةً سَوِيَّةً، فَإِنَّ الصَّبرَ مِن أَهَمِّ مَا يَحتَاجُ إِلَيهِ في جَوَانِبِ حَيَاتِهِ وَمَجَالاتِهَا المُختَلِفَةِ، ذَلِكُم أَنَّهُ لا استِقَامَةَ وَلا كَرَامَةَ، وَلا إِمَامَةَ وَلا زَعَامَةَ، وَلا فَوزَ وَلا فَلاحَ إِلاَّ بِالتَّحَلِّي بِالصَّبرِ، إِذْ هُوَ وَقُودٌ وَزَادٌ، وَقُوَّةٌ في الشَّدَائِدِ وَعَتَادٌ، يَحتَاجُهُ المَرِيضُ في شَكوَاهُ، وَلا يَستَغني عَنهُ المُبتَلى في بَلوَاهُ، وَلَولا الصَّبرُ لَغَرِقَ المَهمُومُ في بُحُورِ هُمُومِهِ، وَلَغَشَتِ المَحزُونَ سَحَائِبُ غُمُومِهِ. طَالِبُ العِلمِ بِحَاجَةٍ إِلى الصَّبرِ عَلَى كُتُبِهِ وَدُرُوسِهِ، وَالدَّاعِيَةُ مَعَ مَدعُوِّيهِ لا يَشُدُّ عَزمَهُ مِثلُ الصَّبرِ، وَلَن تَرَى أَبًا في بَيتِهِ وَلا مُعَلِّمًا في مَدرَسَتِهِ ولا موظفًا في مُؤَسَّسَتِهِ، وَلا أُمًّا وَلا زَوجَةً وَلا رَبَّةَ بَيتٍ وَلا خَادِمًا، إِلاَّ وَهُم في حَاجَةٍ إِلى الصَّبرِ مَاسَّةٍ. وَعَلَى كَثرَةِ النِّعَمِ الَّتي يُولِيهَا الرَّبُّ ـ جل وعلا ـ لِعِبَادِهِ، فَإِنَّ الصَّبرَ يَأتي مِنهَا في المُقَدِّمَةِ، قَالَ - صلى الله عليه وسلم ـ"....وَمَا أُعطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيرًا وَأَوسَعَ مِنَ الصَّبرِ"
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 1469 | خلاصة حكم المحدث : صحيح.
قَالَ الشَّيخُ ابنُ سِعدِيٍّ - رحمه الله

-: وَإِنَّمَا كَانَ الصَّبرُ أَعظَمَ العَطَايَا؛ لأَنَّهُ يَتَعَلَّقُ بِجَمِيعِ أُمُورِ العَبدِ وَكَمَالاتِهِ، وَكُلُّ حَالَةٍ مِن أَحوَالِهِ تَحتَاجُ إِلى صَبرٍ، فَإِنَّهُ يَحتَاجُ إِلى الصَّبرِ عَلَى طَاعَةِ اللهِ حَتى يَقُومَ بها وَيُؤَدِّيَهَا، وَإِلى صَبرٍ عَن مَعصِيَةِ اللهِ حَتى يَترُكَهَا للهِ، وَإِلى صَبرٍ عَلَى أَقدَارِ اللهِ المُؤلِمَةِ فَلا يَتَسَخَّطَهَا، بَل إِلى صَبرٍ عَلَى نِعَمِ اللهِ وَمَحبُوبَاتِ النَّفسِ، فَلا يَدَعَ النَّفسَ تَمرَحُ وَتَفرَحُ الفَرَحَ المَذمُومَ، بَل يَشتَغِلُ بِشُكرِ اللهِ، فَهُوَ في كُلِّ أَحوَالِهِ يَحتَاجُ إِلى الصَّبرِ وَبِالصَّبرِ يَنَالُ الفَلاحَ أ. هـ.وَلأَهَمِّيَّةِ الصَّبرِ وَعُلُوِّ مَنزِلَتِهِ وَرِفعَةِ شَأنِهِ، فَقَد ذَكَرَهُ - جل وعلا ـ في كِتَابِهِ في أَكثَرَ مِن تِسعِينَ مَوضِعًا، فَأَمَرَ بِهِ وَنَهَى عَن ضِدِّهِ فَقَالَ"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصبِرُوَا وَصَابِرُوا"، وَقَالَ لِنَبِيِّهِ - صلى الله عليه وسلم ـ"فَاصبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو العَزمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَستَعجِلْ لَهُم"، وَقَرَنَهُ بِالصَّلاةِ في قَولِهِ: (وَاستَعِينُوا بِالصَّبرِ وَالصَّلاةِ)، وَجَعَل الإِمَامَةَ في الدِّينِ مَورُوثَةً عَنِ الصَّبرِ وَاليَقِينِ بِقَولِهِ:"وَجَعَلنَا مِنهُم أَئِمَّةً يَهدُونَ بِأَمرِنَا لَمَّا صَبَرُوَا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ"، وَحَتَّى في الأَحوَالِ الَّتي أُبِيحَ فِيهَا لِلمُؤمِنِ أَن يَتَجَاوَزَ مَا يَقتَضِيهِ الصَّبرُ فَيَنتَقِمَ لِنَفسِهِ، فَقَد نُدِبَ إِلى الصَّبرِ وَحُبِّبَ إِلَيهِ إِتيَانُهُ وَجُعِلَ خَيرًا لَهُ، قَالَ - تعالى ـ"وَإِنْ عَاقَبتُم فَعَاقِبُوا بِمِثلِ مَا عُوقِبتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرتُم لَهُوَ خَيرٌ لِلصَّابِرِينَ"، وَإِنَّ مِن أَعظَمِ الخَيرِ في الصَّبرِ أَنَّ أَجرَهُ لا يُقَدَّرُ وَلا يُحَدَّدُ، قَالَ - سبحانه ـ"إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجرَهُم بِغَيرِ حِسَابٍ"، وَإِذَا وَجَدَ الصَّابِرُونَ في الصَّبرِ مَرَارَةً في الحُلُوقِ وَثِقَلاً عَلَى النُّفُوسِ، أَتَت مَحَبَّةُ اللهِ - جل وعلا ـ لِلصَّابِرِينَ وَمَعِيَّتُهُ لَهُم، لِتُخَفِّفَ عَنهُم وَطأَتَهُ وَتُهَوِّنَ عَلَيهِم صُعُوبَتَهُ، قَالَ - تعالى ـ"وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ"، وَقَالَ - تعالى ـ"وَاصبِرُوَا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ" وَحِينَ يَفرَحُ المُستَعجِلُونَ بمَا يَنَالُونَهُ مِن مَتَاعٍ دُنيَوِيٍّ زَائِلٍ، أَو يَتَمَتَّعُونَ بِتَحقِيقِ مَا يَتَمَنَّونَهُ مِن أَمَانِيَّ قَرِيبَةٍ، يَأتي فَلاحُ الصَّابِرِينَ وَفَوزُهُم بِالجَنَّةِ مُطَمئِنًا لَهُم بِأَنَّ لَهُمُ العَاقِبَةَ الحَسَنَةَ وَالمَتَاعَ الجَمِيلَ في الآخِرَةِ؛ لِئَلاَّ يَيأَسُوا مِن رَوحِ اللهِ أَو يَقنَطُوا مِن رَحمَتِهِ، قَالَ - تعالى ـ"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ"، وقَالَ - تعالى ـ في أَهلِ الجَنَّةِ"إِنِّي جَزَيتُهُمُ اليَومَ بما صَبَرُوا أَنَّهُم هُمُ الفَائِزُونَ" وَقَالَ - سبحانه ـ: "وَالمَلائِكَةُ يَدخُلُونَ عَلَيهِم مِن كُلِّ بَابٍ. سَلامٌ عَلَيكُم بما صَبَرتُم فَنِعمَ عُقبى الدَّارِ"، وَقَالَ ـ تعالى ـ"أُولَئِكَ يُجزَونَ الغُرفَةَ بما صَبَرُوا" . هنا .

15-"حصول العِلم في القلْب كحصول الطعام في الجِسم"العلم أعظم هبة من الله لعبده . به يعُرف به جل وعلا وتُعرف حدوده ونواهيه , ومن أعمر وقته بطلب العلم , كان في لذة وأنس لا تعدلها لذائد الدنيا كلها .
وإنك إن وقفت على سير من وجدوا هذه اللذة تملكك العجب من حالهم , وغبطتهم على ذلك السرور
إنه نموذج للحياة الطيبة التي كان يعيشها العلماء , والأنس والسرور الذي كانوا عليه في حياتهم الدنيا , ولما كثر انشغالنا بالتوافه من الأمور صارت حياتنا ضنك وهَمّ
قال: شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله - قال العلامة ابن القيِّم - رحمه الله - "وسَمِعت شيخنا أبا العبَّاس ابن تيميَّة - رحمه الله - يقول - وقد عرضَ له بعضُ الألم - فقال له الطَّبيب: أضَرُّ ما عليك الكلام في العلم والفِكْر فيه، والتوجُّه والذِّكْر، فقال: ألَسْتُم تزعمون أن النَّفْس إذا قوِيَتْ وفَرِحت أوجب فرَحُها لها قوَّةً تُعين بها الطَّبيعة على دَفْع العارض؛ فإنه عدوُّها، فإذا قويَتْ عليه قهرَتْه؟ فقال الطبيب: بلى، فقال: إذا اشتغلَتْ نفسي بالتَّوجيه والذِّكْر والكلام في العلم، وظفرَتْ بِما يُشْكِل عليها منه، فرِحَتْ به وقويت، فأوجب ذلك دفْعَ العارض، هذا أو نحوه من الكلام!"مفتاح دار السعادة . هنا .
فدعوة إلى العلم وطلبه , وإن لم تستطع فلا أقل من تغذية الروح بالمطالعة في كتب أهل العلم, انظر في تفسير آية , أو شرح حديث , أو سيرة عطرة ,16-"لا يُنال الهُدى إلا بالعلم، ولا يُنال الرَّشاد إلا بالصَّبْر"الرَّشاد:الصواب
17-"العبادة مبناها على الشَّرْع والاتباع، لا على الهوى والابتداع"18-"كلُّ نقمة منه عدل، وكلُّ نِعمة منه فضل"
"....ماضٍ فيَّ حكمُك ، عدلٌ فيَّ قضاؤُك... " الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة-الصفحة أو الرقم: 199 | خلاصة حكم المحدث : صحيح.

19-"مَن أراد السعادة الأبدية، فلْيلزم عتبة العبودية".
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 05-12-2017, 05:32 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,255
Exclamation

المجلس الرابع والعشرون
الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة
إنَّ الحَمْدَ لله، نَحْمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُهُ، ونعوذُ به مِن شُرُورِ أنفُسِنَا، وَمِنْ سيئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِه الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضْلِلْ، فَلا هَادِي لَهُ. وأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبْدُه ورَسُولُه
تابع من علماء الآخرة
شيخ الإسلام ابن تيمية
20 "لا تجعل قلْبك للإيرادات والشُّبهات مِثل السفنجة فيتشربها، فلا ينضح إلا بها، ولكن اجعلْه كالزُّجاجة المصمَتة، تمرُّ الشبهات بظاهرها، ولا تستقرُّ فيها، فيراها بصفائه، ويدفعها بصلابته"
-أبو سلمةَ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ عوفٍ قال سألتُ عائشةَ أمَّ المؤمنين : بأيِّ شيءٍ كان نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يفتتحُ صلاتَه إذا قام من الليلِ ؟ قالت : كان إذا قام من الليلِ افتتح صلاتَه "اللهمَّ ! ربَّ جبرائيلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ . فاطرَ السماواتِ والأرضِ . عالمَ الغيبِ والشهادةِ . أنت تحكم بين عبادِك فيما كانوا فيه يختلفون . اهدِني لما اختُلفَ فيه من الحقِّ بإذنِك إنك تهدي من تشاءُ إلى صراطٍ مستقيمٍ " .الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 770 | خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر .
*عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فيما روى عن اللهِ تبارك وتعالى أنَّهُ قال"يا عبادي ! إني حرَّمتُ الظلمَ على نفسي وجعلتُه بينكم محرَّمًا . فلا تظَّالموا . يا عبادي ! كلكم ضالٌّ إلا من هديتُه . فاستهدوني أَهْدِكم."
الراوي : أبو ذر الغفاري |المحدث : مسلم |المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2577 |خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر.
كلُّكم ضَالٌّ إلَّا مَن هديْتُه، يعني: إنَّ الهدايةَ لِمَنْ حصَلتْ إنَّما هي مِن عندِ اللهِ لا مِن عندِ نفْسِه, الدرر.
*قال الإمام مسلم في صحيحه : حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، قال:حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قُلِ اللهُمَّ اهْدِنِي وَسَدِّدْنِي،وَاذْكُرْ، بِالْهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ، وَالسَّدَادِ، سَدَادَ السَّهْمِ».صحيح مسلم .صحيح مسلم / 48 - كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار / 18 - باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل / حديث رقم 2725
الشرح (سددني) أي وفقني واجعلني مصيبًا في جميع أموري مستقيمًا ،وأصل السداد الاستقامة والقصد في الأمور وسداد السهم تقويمهبالهدىالهدى هنا هو الرشاد ويذكر ويؤنث ومعنى اذكر بالهدى هدايتك الطريق والسداد سداد السهم أي تذكر ذلك في حال دعائك بهذين اللفظين لأن هادي الطريق لا يزيغ عنه ومسدد السهم يحرص على تقويمه ولا يستقيم رميه حتى يقومه وكذا الداعي ينبغي أن يحرص على تسديد عمله وتقويمه ولزومه السنة وقيل ليتذكر بهذا لفظ السداد والهدى لئلا ينساه.شرح النووي لـ صحيح مسلم .

*دعاء مأثور وليس حديثًا عن الرسول صلى الله عليه وسلم:
اللهم أرنى الحق حقًا و ارزقنى اتباعه و أرني الباطل باطلا ووفقنى لاجتنابه ..هو دعاء عام . هنا .
هذا دعاء مأثور عن عمر -رضي الله عنه-، ذكره البهوتي في كتابه شرح منتهى الإرادات 3/497، وعزاه إلى عمر - رضي الله عنه -، و ذكره ابن كثير في تفسيره. ابن كثير 1/ 444 .هنا .

*فهذه نصيحة - لا تجعل قلْبك للإيرادات والشُّبهات...-قدمها شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – لأشهر تلاميذه، وهو ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى – فنعم الناصح ونعم المنصوح.يقول ابن القيم عن هذه النصيحة: ما أعلم أني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك.مفتاح دار السعادة:1/ 443.
وهذا موجّه لابن القيم المعروف بسعة علمه، وبقوة تألُّهه وعبادته، وخبرته بأحوال القلوب وأمراضها وأدوائها وطرائق علاجها: فكيف بنا وبأحوالنا والله المستعان؟
الإسفنجي الذي حذّر منه شيخ الإسلام تلميذه ابن القيم، فهو ذلك الذي يتشرّب شبهات أهل الأهواء فتعلق في قلبه فيكررها وينشرها وينضح قلبه بها.
هنا .
21 " مَن فارق الدليل ضلَّ السبيل، ولا دليل إلا بما جاء به الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم"
. الألوكة .
¤
قال الإمام أحمد بن حنبل:
لا تقلدني ولا تقلد مالكًا ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري، وخذ من حيث أخذوا .الإعلام لابن القيم
¤«ومَن أحالك على غيرِ «أخبرنا» و«حدَّثنا» فقد أحالك: إمَّا على خيالٍ صوفيٍّ، أو قياسٍ فلسفيٍّ، أو رأيٍ نفسيٍّ. فليس بعد القرآن و«أخبرنا» و«حدَّثنا» إلَّا شبهاتُ المتكلِّمين، وآراءُ المنحرفين، وخيالاتُ المتصوِّفين، وقياسُ المتفلسفين. ومَن فارق الدليلَ ضلَّ عن سواء السبيل، ولا دليل إلى الله والجنَّة سوى الكتاب والسنَّة. وكلُّ طريقٍ لم يصحبها دليلُ القرآن والسنَّة فهي مِن طرق الجحيم والشيطان الرجيم».
«مدارج السالكين» ابن القيِّم ¤.
¤إنَّ من أهمِّ ما ينبغي أن يعتني به المسلم ـ عمومًا ـ، وطالب العلم ـ خصوصًا ـ في أمور الإيمان والاعتقاد: تصحيح المصدر الَّذي يقيم عليه دينه واعتقاده، ذلك بأنَّه إذا سلم للإنسان مصدرُه؛ سلم له ـ تبعًا لذلك ـ إيمانُه ومعتقدُه. هنا .

¤¤¤¤¤
¤إن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من النفر القليل الذين كانت حياتُهم كلُّها للهِ، والذين دعوا إلى الله على بصيرة، شاهدًا لله سبحانه وتعالى أنه لا إله إلا هو، قائمًا بالقسط، فقد كتب وألف عشرات المجلدات بل مئات المجلدات في هذين المعنيين: إثبات وحدانية الله سبحانه وتعالى وتحذير الأمة من الشرك الذي تفشى فيها بعد صدر الإسلام، ثم إثبات عدلِ اللهِ في تشريعاتِهِ وقضائهِ وقَدَرِهِ، ولقد تعرض شيخ الإسلام في سبيل ذلك إلى تفنيد مزاعم قوى الشرِّ كلِّها التي انتشرت وسادت المسلمينَ في عصرِهِ في القرن السابع الهجري وأوائل الثامن. فتصدى بالرد على الفلاسفةِ وأذنابِهم والرافضةِ وأكاذيبِهم، والباطنيةِ وخبثِهم ونفاقِهم، والصوفيةِ وعقائدِهم الفاسدةِ و تُرَّهَاتِهِم، وللمتكلمينَ وخلفائِهم وتأويلاتِهم الباطلةِ، وللمقلدينَ وعبادتِهم لشيوخِهم وتعصبِهم لآرائِهم المخالفةِ للكتابِ والسنةِ، وألف في كل ذلك وكتب ودرس وسافر وارتحل وناقش ولم يكتف بهذا أيضًا بل جرد سيفَهُ لقتالِ التتارِ فجمعَ الجموعَ لملاقاتِهم، ووحدَ صفوفَ المسلمينَ لحربِهم، وخاضَ المعاركَ ونصرَهُ اللهُ عليهم..
وهو في كل هذا عازفٌ عنِ الدنيا، لم يتزوج ولم يكتنز مالاً أو يبني دارًا ويتخذ عقارًا إلا ما أراده من دار الآخرة.
وعدم زواجه ليس زهدًا وتبتلًا ."
قال الشيخ الفوزان حفظه الله : شيخ الإسلام ،إنما ترك الزواج : لأنه مجاهد في سبيل الله ..وأيضا مُطارد ويُسجن ويُعذب ..وهو لم يتفرغ للزواج .الألوكة .
ومما يدل على ذلك قول شيخ الإسلام ابن تيمية "الامتناع من فعل المباحات مطلقًا كالذي يمتنع من أكل اللحم ... ويمتنع من نكاح النساء ويظن أن هذا من الزهدِ فهذا جاهلٌ ضالٌ "الألوكة .
وعالِم هذا شأنُهُ لا شك أن يكثرَ أعداؤُهُ وحسادُهُ.. فقد عادى الدنيا كلَّها في اللهِ وخاصم كلَّ منحرفٍ في ذاتِ اللهِ، ولم يُداهن أميرًا ولا وزيرًا في الحق، بل صدعَ به حيثُ كانَ، ولذلك كثُرَتِ ابتلاءاتُهُ ومحنهُ فلا يخلصُ من محنةٍ إلا ودخلَ في أخرى، وكل ذلك وهو صابر محتسب، بل فرح مستبشر أن أكرمه الله بكل هذه الكرامات وهيأ له كل هذه الأسباب لينشر علمَهُ وتَعْظُم محبةُ أهلِ الخيرِ له، فكان قدوةً للعالمينَ من أهلِ الخيرِ في زمانِهِ، ونموذجًا للعلماء العاملين في وقته، بل كان من تلاميذِهِ جهابذة الأمة في كل فرع من فروع المعرفة الدينية فمن تلاميذِهِ ابن كثير إمام المؤرخينَ والمفسرينَ، والذهبي علَم المحققينَ والحافظ المِزي، إمام من أئمة النقل والرجال والحديث وابن عبد الهادي عَلَم التحقيقِ، وابن القيم إمام الأمة وفارسها، وروحاني الإسلام.. وخَلْق كثيرونَ.. ثم أصبحت كتبُهُ من بعدِهِ هي الهادي والمرشد لعقيدة أهل السنة والجماعة، بعد أن لبَّسَ المُلَبِّسونَ من أهلِ الكلامِ والزندقةِ على الناسِ
*
أعود فأقول عالم هذا شأنه وكثر حسادُهُ وأعداؤه في حياته وبعد مماته ينقبون كتبَهُ ويفتشون لعلهم يظفرون له بخطيئةٍ أو بزَلَّةٍ وليس هو بمعصوم فيضخمون ما ظنوه خطأ. فيجعلون خطأَهُ كفرًا، ورِدَّةً، ثم يفترون عليه ويكذبون، وكل ذلك يسعون جاهدينَ أن ينفروا الأمةَ عن طريقِهِ ويصرفوا العَالَمَ عن مطالعةِ كتبِهِ، ولكن هذا منهم كان ينقلب في كل مرة عليهم حيث يقف الناس على كذب شانئيه ومبغضيه .، هنا
*المعارضة الأولى لأفكارِه كانت سنة 698هـ عندما وجَّه إليه أهلُ حَماة يسألونه عن تحقيق العلماء في الصفات التي وصف الله بها نفسه، فدافع ابن تيمية عن عقيدة السلف واعتقاد أهل السنة هنا ..
جهاده كما ذكرنا بأن عائلة ابن تيمية اضطرت لمغادرة حُرَّان في الفترة التي بدأ فيها اقتراب المغول إلى حُران، ولجأوا إلى مدينة دمشق في بلاد الشام، ولكن مع بدء اقتراب الزحف المغولي إلى دمشق، قام ابن تيمية بتحريض الناس إلى ضرورة الوقوف أمام الزحف المغولي، وكان ذلك في فترة حكم المماليك، وتم انتدابه من قِبل الناس من أجل السفر إلى مصر من أجل لقاء السلطان محمد بن قلاوون، وذلك من أجل الحديث معه في أمر الجهاد، والتصدي إلى الزحف المغولي، وقام بالحديث معه عن أهمية الجهاد، وبدأ بنشر الفتاوى التي تخص الجهاد بين الناس في تلك المناطق .حدثت موقعة شقحب المشهورة، التي كان فيها أول انتصار للمسلمين على التتر، وكان المحرك والسبب الذي قيضه الله لهذا الانتصار هو شيخ الإسلام رحمه الله تعالى،فإنه قد اشترك بنفسه، ودعائه، وعلمه، وتعليمه للناس، فكان يمر عليهم، ويَعِدُهُم بالنصرِ، ويقرأ عليهم آيات الجهاد، وكانت الموقعة في رمضان، فجعل يأكل، ويفطر أمامهم، ويأمرهم بالفطر، ويتأول حديث رسول اللهصلى الله عليه وسلم " -إنكم قد دنَوتُم من عدوِّكم والفطرُ أقْوى لكم."الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 1120 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الدرر.وجعل يفطر أمامهم مُعَلِّمًا إياهم، ثم أنه جعل يحلف بالله الذي لا إله إلا هو إن المسلمين لمنصورون، فكان بعض الناس يقولون له: قل إن شاء الله، فيقول: أقولها تحقيقًا لا تعليقًا، وكان يتأول آيات القرآن،"ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّه "الحج60. فصار انتصار المسلمين على يديه، بفضل الله تعالى.

-عفوه: موقفه لما عَرضَ عليه السلطانُ قتلَ بعض القضاة الذين أفتوا بقتل ابن تيمية، لكلامه في الصفات ولرَدِّهِ على ابن العربي وأمثاله:
قال بعض أصحاب شيخ الإسلام:
"
وسمعت الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله يذكر أن السلطان لما جلسا-يعني السلطان وشيخ الإسلام- بالشباك أخرج من جيبه فتاوى لبعض الحاضرين في قتله واستفتاه في قتل بعضهم
قال ففهمتُ مقصودَهُ وأن عندَهُ حنقًا شديدًا عليهم لما خلعوه وبايعوا الملكَ المظفرَ ركنَ الدين بيبرس الجاشنكير
فشرعت في مدحهم والثناء عليهم وشكرهم وأن هؤلاء لو ذهبوا لم تجد مثلهم في دولتكأما أنا فهم في حِلٍ من حقي ومن جهتي وسكَّنْتُ ما عنده عليهم
قال فكان القاضي زيد الدين ابن مخلوف قاضي المالكية يقول بعد ذلك ما رأينا أتقى من ابن تيمية لم نُبْقِ ممكنًا في السعي فيه، ولما قَدَرَ علينا عفا عنا"
العقود الدرية ص 298هنا .
وكان من جملة معارضيه ابن مخلوف.. وقد كتب إلى السلطان قائلا عن ابن تيمية :
"
يجب التضييق عليه إن لم يقتل , وإلا فقد ثبت كفره " العقود الدرية
و كان كلام شيخ الإسلام في ابن مخلوف " وابن مخلوف لو عمل مهما عمل والله ما أقدر على خير إلا وأعمله معه ولا أعين عليه عدوه قط ولا حول ولا قوة إلا بالله
هذه نيتي وعزمي مع علمي بجميع الأمور فإني أعلم أن الشيطان ينزغ بين المؤمنين ولن أكون عونًا للشيطانِ على إخواني المسلمين" مجموع الفتاوى - ج 3 / ص 271.هنا .
- موقفه لما قام عليه بعض مُقَلدة أهل البدع وضربوه وآذوه:
"
قال رجل فيما بلغني إلى أخيه الشيخ شرف الدين وهو في مسكنه بالقاهرة فقال له إن جماعة بجامع مصر قد تعصبوا على الشيخ وتفردوا به وضربوه فقال حسبنا الله ونعم الوكيل وكان بعض أصحاب الشيخ جالسًا عند شرف الدين قال فقمت من عنده وجئت إلى مصر فوجدت خلقًا كثيرًا من الحسينية وغيرها رجالا وفرسانا يسألون عن الشيخ فجئت فوجدته بمسجد الفخر كاتب المماليك على البحر واجتمع عنده جماعة وتتابع الناس وقال له بعضهم يا سيدي قد جاء خلق من الحسينية ولو أمرتهم أن يهدموا مصر كلها لفعلوا .
فقال لهم الشيخ لأي شيء قال لأجلك فقال لهم هذا ما يحق ، فقالوا نحن نذهب إلى بيوت هؤلاء الذين آذوك فنقتلهم ونخرب دورهم فإنهم شوشوا على الخلق وأثاروا هذه الفتنة على الناس، فقال لهم هذا ما يحل قالوا فهذا الذي قد فعلوه معك يحل هذا شيء لا نصبر عليه ولا بد أن نقاتلهم على ما فعلوا والشيخ ينهاهم ويزجرهم فلما أكثروا في القول قال لهم إما أن يكون الحق لي أو لكم أو لله فإن كان الحق لي فهم في حِلٍّ منه وإن كان لكم فإنْ لم تسمعُوا مني ولا تستفتوني فافعلوا ما شئتم ،وإن كان الحقُّ لله فالله يأخذ حقه إن شاء كما يشاء قالوا فهذا الذي فعلوه معك هو حلال لهم قال هذا الذي فعلوه قد يكونون مثابين عليه مأجورين فيه قالوا فتكون أنت على الباطل وهم على الحق فإذا كنت تقول إنهم مأجورين فاسمع منهم ووافقهم على قولِهم،
فقال لهم ما الأمر كما تزعمونَ فإنهم قد يكونونَ مجتهدينَ مخطئينَ، ففعلوا ذلك باجتهادِهم ،والمجتهد المخطىء له أجر" العقود الدرية ص 302. هنا .
"إذا حكم الحاكمُ فاجتهد ثم أصاب فله أجرانِ ، وإذا حكم فاجتهدَ ثم أخطأَ فله أجرٌ".الراوي : عمرو بن العاص |المحدث : البخاري |المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 7352 |خلاصة حكم المحدث : [صحيح]- الدرر.

الله أكبر!! هكذا علماء الآخرة لا ينتصرون لأنفسهم!
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 05-12-2017, 05:34 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,255
Exclamation

المجلس الخامس والعشرون
الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة
¤موت الفجأة يزهدنا في الدنيا ويرغبنا في الآخرة
إنَّ الحَمْدَ لله، نَحْمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُهُ، ونعوذُ به مِن شُرُورِ أنفُسِنَا، وَمِنْ سيئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِه الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضْلِلْ، فَلا هَادِي لَهُ. وأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبْدُه ورَسُولُه

¤نسيان الموت سبب للهو والغفلة والانغماس في الدنيا كما أن تذكر الموت سبب للزهد في الدنيا والإقبال على العمل الصالح؛ولذا حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على تذاكر الموت وعدم نسيانه لئلا نغفل فقال صلى الله عليه وسلم :
- "
أَكثروا ذِكرَ هاذمِ اللَّذَّات" يعني الموتَ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي. الصفحة أو الرقم: 2307 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح.الدرر .
الشرح :تَذكُّرُ الموتِ والآخرةِ مِن البواعثِ الحقيقيَّةِ على تَحسينِ الصِّلةِ بين العبدِ وربِّه، وإزالةِ شواغلِ الدُّنيا مِن الفِكرِ والعقلِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "أكثِروا ذِكْرَ هاذِمِ"، أي: قاطِعِ "اللَّذَّاتِ"، أي: الشَّهواتِ العاجلةِ، "يَعني الموتَ"، أي: إنَّ الموتَ هو سَببٌ يمنَعُ المتوغِّلَ في الشَّهواتِ والمعاصي الاستمرارَ في ذلك، وذِكرُه والوقوفُ على حقيقتِه يُعدِّلُ مسارَ هذا العاصي إلى الزِّيادةِ في أفعالِ الجنَّة، والابتعادِ عن كلِّ ما يُقرِّبُ مِن النَّارِ، كما يُنبِّهُ على عدمِ تركِ النَّفسِ لمشاغِلِ الدُّنيا. .الدرر .
وأكثر ما يخافه المؤمن في الموت أن يباغته وهو لم يتهيأ له، هنا.
لقد كتب الله الموت على كل واحد منا، وهو ملاقيه لا محالة؛ فـ"كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ"آل عمران:185.كل واحد منا ذائقٌ للموتِ في الوقت الذي قضاه الله وقدره، لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه، ولن يتجاوز أحد ما قدره سبحانه ، وأجرى به القلم، فهي مكتوبة عنده في اللوح المحفوظ، فعن عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ -رضي الله عنه- قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ. قَالَ: رَبِّ: وَمَاذَا أَكْتُبُ؟! قَالَ: اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ".
الراوي : عبادة بن الصامت |المحدث : الألباني |المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 4700 |خلاصة حكم المحدث : صحيح.الدرر .

ويكتبُ الملك الكريم -عليه السلام- "رِزْقَهُ، وَأَجَلَهُ، وَعَمَلَهُ، وَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ؛ ثُمَّ يَنْفُخُ فِيهِ". رواه البخاري وغيره- إنَّ خَلْقَ أحدِكم يُجمعُ في بطنِ أُمِّهِ أربعين يومًا أو أربعين ليلةً ، ثم يكونُ علقةً مثلَه ، ثم يكونُ مضغةً مثلَه ، ثم يُبعثُ إليه المَلَكُ ، فيُؤذنُ بأربعِ كلماتٍ ، فيكتبُ : رزقَه ، وأجَلَه ، وعملَه ، وشقيٌّ أم سعيدٌ ، ثم يُنفخُ فيه الروحُ ، فإنَّ أحدَكم ليعملُ بعملِ أهلِ الجنةِ حتى لا يكونُ بينها وبينَه إلا ذراعٌ ، فيسبقُ عليه الكتابُ ، فيعملُ بعملِ أهلِ النارِ فيدخلُ النارَ . وإنَّ أحدَكم ليعملُ بعملِ أهلِ النارِ ، حتى ما يكونُ بينها وبينَه إلا ذراعٌ ، فيسبقُ عليه الكتابُ ، فيعملُ عملَ أهلِ الجنةِ فيدخُلها"

الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 7454 | خلاصة حكم المحدث : صحيح. الدرر .
يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم خَلْقَ الإنسانِ؛ بأنَّ الجنينَ في بَطْنِ أمِّه يَمرُّ في تكوينِه بأربعةِ أدوارٍ، فيَكونُ في الدَّورِ الأوَّلِ لِمُدَّة أربَعين يومًا نُطْفَة، أيْ: حَيوانًا مَنويًّا يَجتمِع ببُوَيْضةِ الأُنثى فيُلقِّحها، وتَحمَل الْمَرأةُ بإِذنِ الله تعالى، ثمَّ يتَحوَّل في الدَّورِ الثاني لمدَّة أربعين يومًا إلى عَلَقة، أي: نُقطةٍ دموِيَّة جامِدة تَعْلَق بالرَّحِم، ثمَّ يتحوَّلُ في الدَّور الثَّالث لمدَّة أربَعين يومًا مُضْغَةً، أي: قطعةَ لَحْمٍ صَغيرة بِقَدْر ما يَمْضَغ الإنسانُ في الفَمِ، ثمَّ في الدَّور الرَّابع يَبدَأ تَشْكِيلُه وتَصْوِيره، ويكونُ قد أكملَ أربعةَ أشهُر، فيُرسِلُ اللهُ إليه الْمَلَك الموكَّلَ بالأرحامِ وكِتابةِ الأَقْدَارِ؛ فيَكتُب أعمالَه التي يَفعَلها طِيلَةَ حياتِه خيرًا أو شرًّا، ورِزْقَه وأجَلَه ويَكتُب خاتِمَته ومَصيرَه الذي يَنتهي إليه إن كان مِن أهلِ الشَّقاوةِ أو مِن أهل السَّعادة، مِن أهل الجنَّةِ أو النَّار؛"فإنَّ الرَّجلَ ليَعمَل بعمَلِ أهلِ الجنَّةِ حتَّى ما يَكونُ بينَه وبينَ الجنَّةِ إلَّا ذِرَاع"؛ وهو غَايةُ القُرْب، "فيَسْبِق عليه كِتَابُه"، أي: فيَكون قد كُتِب عليه سابقًا في بَطْنِ أمِّه أنَّه شَقِي، فيُختَم له بالشَّقاوة؛ ((فيَعْمَل بعمَلِ أهلِ النَّار فيَدخُلها)) كما سبَق به القَدَرُ، ((ويَعمَل حتَّى ما يَكونُ بينَه وبينَ النَّارِ إلَّا ذِرَاع، فيَسبِق عليه كتابُه فيَعمَل بعمَلِ أهلِ الجنَّة فيَدخُلها)).
في الحديث: كِتابة أَقْدار كلِّ إنسان وهو ما زال جَنينًا في بَطْن أمِّه بعدَ استِكمالِ تَشْكِيلِه وتَصوِيره، وتَكامُلِ أَعْضائه وحَواسِّه.
وفيه: الإيمانُ بالقدَرِ، سواءٌ تعلَّقَ بالأعمالِ أو بالأرزاقِ والآجَال.
وفيه: نَفْخُ الرُّوح في الجَنِين بعدَ استِكْمال تكوينِه.
وفيه: عدمُ الاغتِرار بصُوَر الأعمال؛ لأنَّ الأعمالَ بالخَوَاتيم.
وفيه: أنَّ الأعمال مِن الحسَنات والسيِّئات أَمَارَاتٌ لا مُوجِبات، وأنَّ مصيرَ الأَمْر في العاقبة إلى ما سَبَق به القَضاءُ وجرَى به التَّقديرُ.. الدرر .

*والجواب عن ذلك أن هذا في حق من لا يعمل إخلاصًا وإيمانا ، بل يعمل بعمل أهل الجنة
"
فيما يبدو للناس" فقط ، كما جاء موضحا في الحديث الآخر الذي رواه البخاري (4207) ومسلم (112) عَنْ سَهْلٍ قَالَ" الْتَقَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُشْرِكُونَ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ فَاقْتَتَلُوا فَمَالَ كُلُّ قَوْمٍ إِلَى عَسْكَرِهِمْ وَفِي الْمُسْلِمِينَ رَجُلٌ لَا يَدَعُ مِنْ الْمُشْرِكِينَ شَاذَّةً وَلَا فَاذَّةً إِلَّا اتَّبَعَهَا فَضَرَبَهَا بِسَيْفِهِ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَجْزَأَ أَحَدٌ مَا أَجْزَأَ فُلَانٌ فَقَالَ إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَقَالُوا أَيُّنَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِنْ كَانَ هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ لَأَتَّبِعَنَّهُ فَإِذَا أَسْرَعَ وَأَبْطَأَ كُنْتُ مَعَهُ حَتَّى جُرِحَ فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَوَضَعَ نِصَابَ سَيْفِهِ بِالْأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَيْهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَجَاءَ الرَّجُلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ وَمَا ذَاكَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ"إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ النَّارِ وَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ". الدرر .
وأما من يعمل بعمل أهل الجنة حقيقة ، إخلاصًا وإيمانًا ، فالله تعالى أعدل وأكرم وأرحم من أن يخذله في نهاية عمره .
بل هذا أهل للتوفيق والتسديد والتثبيت ، كما قال تعالى " يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ" إبراهيم/27 ، وقال " وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ " العنكبوت/69 ، وقال " إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ " يوسيف/90 ، وقال "يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ" آل عمران/171
قال ابن القيم رحمه الله في "الفوائد" ص 163 : " وأما كون الرجل يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب ، فإن هذا عمل أهل الجنة فيما يظهر للناس ، ولو كان عملا صالحا مقبولا للجنة قد أحبه الله ورضيه لم يبطله عليه . وقوله " لم يبق بينه وبينها إلا ذراع " يشكل على هذا التأويل ، فيقال : لما كان العمل بآخره وخاتمته ، لم يصبر هذا العامل على عمله حتى يتم له ، بل كان فيه آفة كامنة ونكتة خُذل بها في آخر عمره ، فخانته تلك الآفة والداهية الباطنة في وقت الحاجة ، فرجع إلى موجبها ، وعملت عملها ، ولو لم يكن هناك غش وآفة لم يقلب الله إيمانه ... والله يعلم من سائر العباد ما لا يعلمه بعضهم من بعض" انتهى .
وقال ابن رجب رحمه الله :
"
وقوله "فيما يبدو للناس" إشارة إلى أن باطن الأمر يكون بخلاف ذلك ، وأن خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يطلع عليها الناس ؛ إما من جهة عمل سيء ونحو ذلك ، فتلك الخصلة الخفية توجب سوء الخاتمة عند الموت .
وكذلك قد يعمل الرجل عمل أهل النار ، وفي باطنه خصلة خفيه من خصال الخير ، فتغلب عليه تلك الخصلة في آخر عمره ، فتوجب له حسن الخاتمة .
قال عبد العزيز بن أبي رواد:حضرت رجلا عند الموت يلقن الشهادة : لا إله إلا الله ، فقال في آخر ما قال : هو كافر بما تقول ، ومات على ذلك !!
قال : فسألت عنه ، فإذا هو مدمن خمر !!
وكان عبد العزيز يقول اتقوا الذنوب فإنها هي التي أوقعته .
وفي الجملة: فالخواتيم ميراث السوابق ؛ وكل ذلك سبق في الكتاب السابق ، ومن هنا كان يشتد خوف السلف من سوء الخواتيم ، ومنهم من كان يقلق من ذكر السوابق .
وقد قيل : إن قلوب الأبرار معلقة بالخواتيم ، يقولون : بماذا يختم لنا ؟!!
وقلوب المقربين معلقة بالسوابق ، يقولون : ماذا سبق لنا ؟!! ...
وقال سهل التستري : المريد يخاف أن يبتلى بالمعاصي ، والعارف يخاف أن يبتلى بالكفر !!
ومن هنا كان الصحابة ومن بعدهم من السلف الصالح يخافون على أنفسهم النفاق ، ويشتد قلقهم وجزعهم منه ؛ فالمؤمن يخاف على نفسه النفاق الأصغر ، ويخاف أن يغلب ذلك عليه عند الخاتمة فيخرجه إلى النفاق الأكبر ؛ كما تقدم أن دسائس السوء الخلفية توجب سوء الخاتمة " انتهى .
جامع العلوم والحكم (1/57-58.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " إن حديث ابن مسعود "حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع" أي: بين الجنة ، ليس المراد أن عمله أوصله إلى هذا المكان حتى لم يبق إلا ذراع ، لأنه لو كان عمله عمل أهل الجنة حقيقة من أول الأمر ما خذله الله عز وجل ؛ لأن الله أكرم من عبده، عبد مقبل على الله ، ما بقي عليه والجنة إلا ذراع ، يصده الله؟! هذا مستحيل ، لكن المعنى: يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس ، حتى إذا لم يبق على أجله إلا القليل زاغ قلبه والعياذ بالله -نسأل الله العافية- هذا معنى حديث ابن مسعود . إذًا: لم يبق بينه وبين الجنة إلا ذراع بالنسبة لأجله ، وإلا فهو من الأصل ما عمل عمل أهل الجنة -نعوذ بالله من ذلك ، نسأل الله ألا يزيغ قلوبنا- عامل وفي قلبه سريرة خبيثة أودت به إلى أنه لم يبق إلا ذراع ويموت "انتهى من "اللقاء الشهري" (13/14.
وأشار بعض أهل العلم إلى أن المذكور في الحديث قد يعمل بعمل أهل الجنة حقيقة ، حتى إذا اقترب أجله ساءت خاتمته ، فمات على كفر أو معصية ، لكن هذا نادر ، وهو راجع أيضًا إلى خبيئة وبلية يقيم عليها هذا الشخص ، من اعتقاد فاسد أو كبيرة موبقة ، أوجبت سوء خاتمته ، نسأل الله العافية .فيكون الحديث فيه تحذير من الاغترار بالأعمال ، وتوجيه إلى سؤال الله الثبات حتى الممات، فإن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء .
قال النووي رحمه الله في "شرح مسلم" : " الْمُرَاد بِالذِّرَاعِ التَّمْثِيل لِلْقُرْبِ مِنْ مَوْته وَدُخُوله عَقِبه , وَأَنَّ تِلْكَ الدَّار مَا بَقِيَ بَيْنه وَبَيْن أَنْ يَصِلهَا إِلَّا كَمَنْ بَقِيَ بَيْنه وَبَيْن مَوْضِع مِنْ الْأَرْض ذِرَاع , وَالْمُرَاد بِهَذَا الْحَدِيث أَنَّ هَذَا قَدْ يَقَع فِي نَادِر مِنْ النَّاس , لَا أَنَّهُ غَالِب فِيهِمْ , ثُمَّ أَنَّهُ مِنْ لُطْف اللَّه تَعَالَى وَسَعَة رَحْمَته اِنْقِلَاب النَّاس مِنْ الشَّرّ إِلَى الْخَيْر فِي كَثْرَة , وَأَمَّا اِنْقِلَابهمْ مِنْ الْخَيْر إِلَى الشَّرّ فَفِي غَايَة النُّدُور , وَنِهَايَة الْقِلَّة , وَهُوَ نَحْو قَوْله تَعَالَى" إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي وفي رواية غَلَبَتْغَضَبِي" مرقاة المفاتيح . وَيَدْخُل فِي هَذَا مَنْ اِنْقَلَبَ إِلَى عَمَل النَّار بِكُفْرٍ أَوْ مَعْصِيَة , لَكِنْ يَخْتَلِفَانِ فِي التَّخْلِيد وَعَدَمه ; فَالْكَافِر يُخَلَّد فِي النَّار , وَالْعَاصِي الَّذِي مَاتَ مُوَحِّدًا لَا يُخَلَّد فِيهَا كَمَا سَبَقَ تَقْرِيره . وَفِي هَذَا الْحَدِيث تَصْرِيح بِإِثْبَاتِ الْقَدَر , وَأَنَّ التَّوْبَة تَهْدِم الذُّنُوب قَبْلهَا , وَأَنَّ مَنْ مَاتَ عَلَى شَيْء حُكِمَ لَهُ بِهِ مِنْ خَيْر أَوْ شَرّ , إِلَّا أَنَّ أَصْحَاب الْمَعَاصِي غَيْر الْكُفْر فِي الْمَشِيئَة . وَاَللَّه أَعْلَم " انتهى .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
"
وَهَذَا الْحَدِيثُ وَنَحْوُهُ فِيهِ فَصْلَانِ:
أَحَدُهُمَا : الْقَدَرُ السَّابِقُ وَهُوَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ عَلِمَ أَهْلَ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَعْمَلُوا الْأَعْمَالَ وَهَذَا حَقٌّ يَجِبُ الْإِيمَانُ بِهِ ; بَلْ قَدْ نَصَّ الْأَئِمَّةُ : كَمَالِكِ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد أَنَّ مَنْ جَحَدَ هَذَا فَقَدَ كَفَرَ ; بَلْ يَجِبُ الْإِيمَانُ أَنَّ اللَّهَ عَلِمَ مَا سَيَكُونُ كُلَّهُ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ وَيَجِبُ الْإِيمَانُ بِمَا أَخْبَرَ بِهِ مِنْ أَنَّهُ كَتَبَ ذَلِكَ وَأَخْبَرَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ ...
والفصل الثاني :أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَعْلَمُ الْأُمُورَ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ ، وَهُوَ قَدْ جَعَلَ لِلْأَشْيَاءِ أَسْبَابًا تَكُونُ بِهَا ؛ فَيَعْلَمُ أَنَّهَا تَكُونُ بِتِلْكَ الْأَسْبَابِ ، كَمَا يَعْلَمُ أَنَّ هَذَا يُولَدُ لَهُ بِأَنْ يَطَأَ امْرَأَةً فَيُحْبِلَهَا ؛ فَلَوْ قَالَ هَذَا : إذَا عَلِمَ اللَّهُ أَنَّهُ يُولَدُ لِي فَلَا حَاجَةَ إلَى الْوَطْءِ كَانَ أَحْمَقَ ; لِأَنَّ اللَّهَ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ بِمَا يُقَدِّرُهُ مِنْ الْوَطْءِ ، وَكَذَلِكَ إذَا عَلِمَ أَنَّ هَذَا يُنْبِتُ لَهُ الزَّرْعَ بِمَا يَسْقِيهِ مِنْ الْمَاءِ وَيَبْذُرُهُ مِنْ الْحَبِّ ؛ فَلَوْ قَالَ : إذَا عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ فَلَا حَاجَةَ إلَى الْبَذْرِ كَانَ جَاهِلًا ضَالًّا ; لِأَنَّ اللَّهَ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ بِذَلِكَ ...
وَكَذَلِكَ إذَا عَلِمَ أَنَّ هَذَا يَكُونُ سَعِيدًا فِي الْآخِرَةِ وَهَذَا شَقِيًّا فِي الْآخِرَةِ ، قُلْنَا : ذَلِكَ لِأَنَّهُ يَعْمَلُ بِعَمَلِ الْأَشْقِيَاءِ ؛ فَاَللَّهُ عَلِمَ أَنَّهُ يَشْقَى بِهَذَا الْعَمَلِ ، فَلَوْ قِيلَ : هُوَ شَقِيٌّ وَإِنْ لَمْ يَعْمَلْ كَانَ بَاطِلًا ; لِأَنَّ اللَّهَ لَا يُدْخِلُ النَّارَ أَحَدًا إلَّا بِذَنْبِهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى " لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ" ؛ فَأَقْسَمَ أَنَّهُ يَمْلَؤُهَا مِنْ إبْلِيسَ وَأَتْبَاعِهِ ، وَمَنْ اتَّبَعَ إبْلِيسَ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ تَعَالَى ، وَلَا يُعَاقِبُ اللَّهُ الْعَبْدَ عَلَى مَا عَلِمَ أَنَّهُ يَعْمَلُهُ حَتَّى يَعْمَلَهُ ...
وَكَذَلِكَ الْجَنَّةُ خَلَقَهَا اللَّهُ لِأَهْلِ الْإِيمَانِ بِهِ وَطَاعَتِهِ فَمَنْ قَدَّرَ أَنْ يَكُونَ مِنْهُمْ يَسَّرَهُ لِلْإِيمَانِ وَالطَّاعَةِ ؛ فَمَنْ قَالَ : أَنَا أَدْخُلُ الْجَنَّةَ سَوَاءٌ كُنْت مُؤْمِنًا أَوْ كَافِرًا ، إذَا عَلِمَ أَنِّي مِنْ أَهْلِهَا كَانَ مُفْتَرِيًا عَلَى اللَّهِ فِي ذَلِكَ ، فَإِنَّ اللَّهَ إنَّمَا عَلِمَ أَنَّهُ يَدْخُلُهَا بِالْإِيمَانِ ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ مَعَهُ إيمَانٌ لَمْ يَكُنْ هَذَا هُوَ الَّذِي عَلِمَ اللَّهُ أَنَّهُ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ ، بَلْ مَنْ لَمْ يَكُنْ مُؤْمِنًا ، بَلْ كَافِرًا ، فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ .
وَلِهَذَا أَمَرَ النَّاسَ بِالدُّعَاءِ وَالِاسْتِعَانَةِ بِاَللَّهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْأَسْبَابِ . وَمَنْ قَالَ : أَنَا لَا أَدْعُو وَلَا أَسْأَلُ اتِّكَالًا عَلَى الْقَدَرِ كَانَ مُخْطِئًا أَيْضًا ; لِأَنَّ اللَّهَ جَعَلَ الدُّعَاءَ وَالسُّؤَالَ مِنْ الْأَسْبَابِ الَّتِي يَنَالُ بِهَا مَغْفِرَتَهُ وَرَحْمَتَهُ وَهُدَاهُ وَنَصْرَهُ وَرِزْقَهُ . وَإِذَا قَدَّرَ لِلْعَبْدِ خَيْرًا يَنَالُهُ بِالدُّعَاءِ لَمْ يَحْصُلْ بِدُونِ الدُّعَاءِ ، وَمَا قَدَّرَهُ اللَّهُ وَعَلِمَهُ مِنْ أَحْوَالِ الْعِبَادِ وَعَوَاقِبِهِمْ فَإِنَّمَا قَدَّرَهُ اللَّهُ بِأَسْبَابِ يَسُوقُ الْمَقَادِيرَ إلَى الْمَوَاقِيتِ ؛ فَلَيْسَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ شَيْءٌ إلَّا بِسَبَبِ ، وَاَللَّهُ خَالِقُ الْأَسْبَابِ وَالْمُسَبَّبَاتِ ...
وَفِي هَذَا الْمَوْضِعِ ضَلَّ طَائِفَتَانِ مِنْ النَّاسِ : " فَرِيقٌ " آمَنُوا بِالْقَدَرِ وَظَنُّوا أَنَّ ذَلِكَ كَافٍ فِي حُصُولِ الْمَقْصُودِ ، فَأَعْرَضُوا عَنْ الْأَسْبَابِ الشَّرْعِيَّةِ وَالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ ، وَهَؤُلَاءِ يَئُولُ بِهِمْ الْأَمْرُ إلَى أَنْ يَكْفُرُوا بِكُتُبِ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَدِينِهِ !!
وَفَرِيقٌ أَخَذُوا يَطْلُبُونَ الْجَزَاءَ مِنْ اللَّهِ كَمَا يَطْلُبُهُ الْأَجِيرُ مِنْ الْمُسْتَأْجِرِ مُتَّكِلِينَ عَلَى حَوْلِهِمْ وَقُوَّتِهِمْ وَعَمَلِهِمْ ، وَكَمَا يَطْلُبُهُ الْمَمَالِيكُ ، وَهَؤُلَاءِ جُهَّالٌ ضُلَّالٌ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَأْمُرْ الْعِبَادَ بِمَا أَمَرَهُمْ بِهِ حَاجَةً إلَيْهِ ، وَلَا نَهَاهُمْ عَمَّا نَهَاهُمْ عَنْهُ بُخْلًا بِهِ ؛ وَلَكِنْ أَمَرَهُمْ بِمَا فِيهِ صَلَاحُهُمْ ، وَنَهَاهُمْ عَمَّا فِيهِ فَسَادُهُمْ ، وَهُوَ سُبْحَانَهُ كَمَا قَالَ : " يَا عِبَادِي إنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضُرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي" ...
فَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَالْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ نَاظِرًا إلَى الْقَدَرِ فَقَدْ ضَلَّ ، وَمَنْ طَلَبَ الْقِيَامَ بِالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ مُعْرِضًا عَنْ الْقَدَرِ فَقَدْ ضَلَّ ; بَلْ الْمُؤْمِنُ كَمَا قَالَ تَعَالَى " إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ" ؛ فَنَعْبُدُهُ اتِّبَاعًا لِلْأَمْرِ وَنَسْتَعِينُهُ إيمَانًا بِالْقَدَرِ ..." انتهى .
مقتطفات من مجموع الفتاوى (8/66) وما بعدها . .هنا.


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 05-12-2017, 05:38 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,255
Exclamation

المجلس السادس والعشرون
الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة
¤تابع موت الفجأة يزهدنا في الدنيا ويرغبنا في الآخرة


إنَّ الحَمْدَ لله، نَحْمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُهُ، ونعوذُ به مِن شُرُورِ أنفُسِنَا، وَمِنْ سيئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِه الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضْلِلْ، فَلا هَادِي لَهُ. وأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبْدُه ورَسُولُه
¤وأكثر ما ينبغي للمؤمن أن يخافه في الموت أن يباغته وهو لم يتهيأ له، وهو ما يسمى بموت الفجأة؛ ذلك أن من عادة الإنسان التسويف في التوبة والعمل الصالح، وطول الأمل والرغبة في الدنيا، وإلا فإن المقدم على الموت لمرض عُضال أصابه أو نحوه تتغير حياة أكثرهم في آخر أيامه، فترخُصُ عنده الدنيا وتَعْظُمُ الآخرة، فيكونُ ما ألَمَّ به من علامات الموت ومقدماته خيراً له؛ فيجدد التوبة ويخرج من المظالم ويكفرُ الله مِنْ خَطَايَاهُ بما أصابه من مصيبة المرض، قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍتعب-وَلاَ وَصَبٍ مرض-، وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حُزْنٍ وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ". رواه البخاري.
أيها الأحبة: في الحديث: أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "إِنَّ مِنْ اقْتِرَاب السَّاعَة أَنْ يُرَى الْهِلاَل لِلَيْلَة فَيُقَالُ: لِلَيلَتَينِ، وَأَنْ يَظْهَر مَوتُ الْفَجْأة، وَأَنْ تُتَّخَذ الْمَسَاجِد طُرُقاً". رواه الطبراني عَنْ أَنَس -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وحسنه الألباني.
وموت الفجأة موجود من قديم الزمان، ولكن كثر ظهوره وانتشاره في هذه الأزمان، والمتابع للأخبار اليوم يجد عجبًا من كثرته سواء على المستوى الفردي أم الجماعي.
خلاصة أقوال أهل العلم في موت الفجأة: أنه تخفيف عن العبد المؤمن ومحبوب للمراقبين المستعدين للموت، وقد مات به جماعة من الأنبياء؛ فقد قيل:......، وكذلك بعض الصالحين.
أما من ليس مستعدًا للموت بكونه مثقل الظهر بالمظالم فليس بمحبوب، وبذلك يجتمع القولان.
ومفاجأة الموت ربما تفوّت على الإنسان أشياءً كثيرة؛ فقد يكون في حاجة إلى أن يوصي، فتفوته الوصية، وقد يكون يعمل في عمل دنيا بعيد عن ذكر الآخرة أو الموت، فيفوّت عليه أن يكون آخر كلامه لا إله إلا الله.
ومع كثرة موت الفجأة إلا أن جملة منا في غفلة، وكأن الأمر لا يعنيه ولن يأتيه أو يقرب من داره.
عجبًا لنا!! كيف نجرؤ على أن نعصي الله وأرواحنا بيده!! وكيف نغفُل عن رقابته والموت بأمره يأتي فجأة، أما سأل أحدنا نفسه: لماذا لا يستطيع أحد أن يعلم متى سيموت؟! إنها حكمة بالغة، ليبقى المؤمن طوال حياته مترقبًا وَدَاعَ الدنيا، مستعدًا للقاء ربه، فهل لنا أن نتنبه لذلك؟!
يا لها من غفلة أن نسير في هذه الدنيا ولسان فِعَلنا كأن أحدنا سيُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُنجيه مِنَ الْموتِ أَنْ يُعَمَّرَ! ونغفل كأن بيننا وبين الموت ميعادًا مؤجلاً! كم قريبًا دَفَنَّا، وكم حبيبًا ودَّعنا، نفضنا أيدينا من غبار قبره، وعدنا من دُوْرِ اللحود، وعادت معنا الدنيا لنغرق في همومها وملذاتها، وكأن الأمر لا يعنينا، بل نجد منا من لا يفتر عن حديث الدنيا وهو قائم على تلك الأجداث، وكأن معه صكًّا إِلهَيًّا بالخلود في الدنيا.
أين العيون الباكية من خشية الله؟! أين القلوب الوجلة من لقاء الله؟! لم لا نعود أنفسنا على توديع هذه الدنيا كل يوم، فنحاسب أنفسنا قبل أن يحاسبها الله؟! ونؤدي للعباد كل ما علينا قبل أن يؤديه الله من أعمالنا الصالحة؟! لمَ لا نعزم على مضاعفة الأعمال الصالحة من صلاة واستغفار وذكر وبر وصلة؟! لم لا نفكر بجدية مقرونة بعمل أن نقلع من معاصينا، ونتوب من تقصيرنا في حق الله تعالى؟! لم لا نجعل ساعة الموت هذه واعظًا لنا في هذه الدنيا الفانية من الغفلة عن الله تعالى؟! .
"كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ".
قال ابن الجوزيّ "الواجب على العاقل أخذ العدّة لرحيله؛ فإنّه لا يعلم متى يفجؤه أمر ربّه، ولا يدري متى يستدعى، وإنّي رأيت خلقًا كثيرًا غرّهم الشّباب ونسوا فقدان الأقران، وألهاهم طول الأمل"
قال بعضهم: أعجب حالات الإنسان أنه يحسب لكل شيء حسابًا ويستعدُ له، يخشى الفقر فيدخر له المال، ويخشى البردَ فيستعدُ له، والحر كذلك.
ويخشى الشيخوخةَ والكبر فيسعى في تحصيل الأولاد، لعلهم يخدمونه عند العجز، ويخلفونه في شؤونه الدنيوية والأخروية... وهكذا.
لكنه لا يدخل الموت الذي ربما فاجأه في حسابه فلا يستعد له مع أنه يشاهد الموتى يذهبون ولا يعودون.
وهو مهدد بالموت في كل ساعة، خصوصًا في زمننا الذي كثرت فيه أسباب موت الفجأة. نسأل الله أن يوقظ قلوبنا للاستعداد له.
موت الفجأة، ويكون عامًا وخاصًا:
أما العام فيشمل أهل بلاد بوقوع وباء مهلك يحصد الأرواح، ويملأ المقابر، ويتساقط الناس فيه سراعًا، حتى تفنى أُسر وعشائر بأكملها، وتغلق دور وتخلو مدن من ساكنيها، وحفار القبور لا يرفع ظهره من كثرة من يدفنون فما يلبث أن يدفن هو فيما حفر من قبور، وكم من مغسل للموتى غسل على ذات السرير الذي يغسل الناس عليه، وقد وقع ذلك كثيرًا في التاريخ في القديم والحديث، وفي الشرق والغرب.
وفي وقت الصحابة رضي الله عنهم هلك كثير منهم ومن التابعين في طاعون عَمَوَاس الذي ضرب بلاد الشام في خلافة عمر رضي الله عنه فمات فيه خلق كثير، ومن مشاهير من مات فيه من الصحابة أبو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل وزوجتاه وأولاده كلهم وأبو جندل رضي الله عنهم.
وكانت هذه الأوبئة العامة تنتقل من بلاد إلى بلاد، وتعاود الظهور زمانًا بعد زمان، وتشمل أحيانا الإنسان والحيوان كما وقع في أخريات القرن الخامس إذ كثرت الأمراض بالحمى والطاعون في العراق والحجاز والشام وأعقب ذلك موت الفجأة ثم ماتت الوحوش في البراري ثم تلاها موت البهائم حتى عزت الألبان واللحوم، فيما ذكره المؤرخون.
ولما منَّ الله تعالى على البشرية باكتشاف أمصال وتلقيحات ضد الأمراض المعدية، والأوبئة الفتاكة كانت الأعاصير والزلازل والفيضانات ميادين رحبة لموت الفجأة..تضرب بلادا في لحظة فتهلك أهلها وتتركها خرابا يبابا، ولا قدرة للبشر على مواجهتها أو دفعها أو تخفيفها.
وعقب اختراع الطائرات والسفن العملاقة أضحت مجالا جديدا من مجالات موت الفجأة بسقوط الطائرات وغرق السفن، فتهلك فيها أنفس كثيرة ما كانت تظن أن ركوبها فيها هو آخر العهد بالحياة.
وأما الموت المفاجئ الخاص فيقع لفرد أو أسرة على إثر هدم أو حريق أو غرق أو نحوه، ثم كانت حوادث السيارات في العصر الحاضر من أوسع المجالات الفردية لموت الفجأة، يخرج الرجل أو الأسرة من منزلهم بسيارتهم فيؤتى بهم إلى ثلاجة الموتى.
وقد يموت العبد بشيء لا يظن أنه يموت به أبدا، وفي حجة الوداع وقع رجل في عرفة من راحلته فوقصته فمات، وكم من سقوط لا يميت في العادة هلك به صاحبه، وكم من ضربة لا تؤلم مات المضروب بها، وليست إلا مقادير قُدِّرت على بني آدم، كانت هذه أسبابها، كبرت الأسباب أم صغرت.
وموت الفجأة لا يُذم ولا يمدح، فقد يكون رحمة للمؤمن الطائع كما يكون عقوبة على الكافر والفاجر، فمن كان مستعدًا للموت كل حين بالإيمان والعمل الصالح فإن موت الفجأة رحمة في حقه، وتخفيف عليه. ومن كان متثاقلا عن الطاعات، مسارعا إلى المحرمات فإن موت الفجأة نقمة عليه وعذاب في حقه؛ لأن الميت يبعث يوم القيامة على ما مات عليه؛ ولأنه لا يتمكن من التوبة، ومن أداء ما عليه من الحقوق؛ ولذا كان موت الفجأة كأخذة الغضب، وجاء في حديث عند أبي داود عن عُبَيْدِ بن خَالِدٍ السُّلَمِيِّ :(مَوْتُ الْفَجْأَةِ أَخْذَةُ أَسِفٍ) أي غضبان وصححه الألباني. قال النخعي رحمه الله تعالى: إنْ كانوا ليكرهون أخذةً كأخذةِ الأَسِف.
أسأل الله تعالى أن يحسن خواتمنا، وأن يرزقنا الاعتبار بغيرنا، والاستعداد لما أمامنا، وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، "رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" {البقرة:201} بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم....
هنا
قد يكون ملك الموت بانتظارنا ولم يبق من أعمارنا إلا دقائق معدودة، فما نحن فاعلون؟! وهل نحن مستعدون؟! هذه ـ والله ـ هي الحقيقة لا محيد لنا ولا مهرب ولا ملجأ. إن موت الفجأة هو جرس إنذار لنا لنستيقظ من غفلتنا، ولننتبه من رقادنا في وقت انشغل الناس بالدنيا ونسوا الآخرة، ونسوا أنهم قادمون على الله شاؤوا أم أبوا.
هنا


وأقبل شهر شعبان

حال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في شعبان ؟
ـ عن أسامة بن زيد ـ رضي الله عنهما ـ قال : قلتُ يا رسول الله ! لَمْ أَرَكَ تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان ؟ .
قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" ذاك شـهر تغفـل النـاس فيـه عنـه ، بيـن رجـب ورمضـان ، وهـو شـهر ترفـع فيـه الأعمـال إلـى رب العالميـن ، وأحـب أن يُرفـع عملـي وأنـا صائـم"
رواه النسائي . وحسنه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب / ج : 1 / ( 9 ) ـ كتاب : الصوم / ( 8 ) ـ باب ـ : الترغيب في صوم شعبان / حديث رقم : 1022 / ص : 595 .
وقـد بيِّـنَ صلـى الله عليـه وسـلم فـي هـذا الحديـث ؛ الحكمـة مـن إكثـار الصـوم في هذا الشهر ، وهـي :
أ ـ غفلة الناس عن هذا الشهر .
ب ـ رفع الأعمال فيه إلى الله .
ـ عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت :
" كـان رسـولُ اللهِ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يصومُ حتـى نقولَ لا يفطرُ ، ويفطر حتى نقولَ لا يصوم ، وما رأيتُ رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ استكمل صيامَ شهرٍ قطّ إلا شهرَ رمضانَ ، وما رأيتُهُ في شهرٍ أكثرَ صيامًا منه في شعبان ".


صحيح الترغيب والترهيب / ج : 1 / 9 ـ كتاب : الصوم8 / ـ باب ـ : الترغيب في صوم شعبان / حديث رقم : 1024

قالـت ـ أي : عائشـة ـ " مـا رأيـتُ النبـيَّ فـي شـهر أكثـر صيامـًا منـه فـي شـعبان،كـان يصومـه إلا قليـلاً ، بـل كـان يصومُـه كُلَّـه(1)"
صحيح الترغيب والترهيب / ج : 1 / ( 9 ) ـ كتاب :الصوم /( 8 ) ـ باب ـ : الترغيب في صوم شعبان /حديث رقم : 1024
( 1 )كُلّه: أي أكثره .حاشية صحيح الترغيب والترهيب / ج : 1

ـ عن أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ قالت :
"ما رأيتُ رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان"
رواه الترمذي . وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب / ج : 1 / ( 9 ) ـ كتاب : الصوم / ( 8 ) ـ باب ـ الترغيب في صوم شعبان / حديث رقم : 1025


هذا هو حال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهديه في شعبان ، كان يحب أن يرفع عملُه وهو صائم ،
الله الله على الصوم
فالصوم له تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة ، والقوى الباطنة .فالصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها ويعيد إليها ما استلبته منها أيدي الشهوات ووساوس الشياطين.


*فالصوم من أكبرِ العونِ على التقوى.
قال تعالى" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" سورة البقرة / آية : 183

*الصيام من مظاهر حسن الخاتمة ، وسبب لدخول الجنة


ـ فعن حذيفة ـ رضي الله عنه ـ قال : أسندتُّ النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى صدري فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " من قال ( لا إله إلا الله ) ؛ خُتمَ له بها ؛ دخل الجنة ، ومن صـام يومًا ابتغاء وجه الله ؛ خُتم له به ؛ دخل الجنة ، ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله ؛ خُتم له بها ؛ دخل الجنة"
رواه أحمد . وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب / ج : 1 / ( 9 ) ـ كتاب : الصوم / ( 8 ) ـ باب ـ : الترغيب في صوم شعبان / حديث رقم : 985 / ص : 579 .
ألا مـن مُشَـمِّر للجنـة
هيا نعيش شهر شعبان كما كان يعيشه الرسول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ونطهر أنفسنا من دنس الذنوب والمعاصي تمهيدًا لاستقبال شهر رمضان والفوز به ، عسى أن تكون حسن خاتمة .
قـال صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم :
" إذا أراد الله بعبدٍ خيرًا استعمله " قيل : كيف يستعمله ؟ .قال صـى الله عليه وعلى آله وسلم"يوفقه لعملٍ صالحٍ قبل الموتِ ثم يقبضه عليه "
رواه أحمد والترمذي عن أنس . وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع الصغير وزيادته / الهجائي / ج : 1 / حديث رقم : 305 / ص : 117 .




اللهم استعملنا ولا تستبدلنا واختم لنا بالصالحات

مـا ورد فـي ليلــة النصــف مـن شـعبان

ـ عـن معـاذ بـن جبـل ـ رضي الله عنه ـ عـن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال :

" يطَّلـع اللهُ إلـى جميـع خلقِـهِ ليلَـةَ النصـفِ مـن شـعبانَ ، فيغفـرُ لجميـعِ خلقـه إلا لمشـركٍ أو مُشـاحن " .

رواه الطبراني ، وابن حبان . وقال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب / ج : 1 / ( 9 ) ـ كتاب : الصوم / ( 8 ) ـ باب ـ : الترغيب في صوم شعبان / حديث رقم : 1026 / ص : 597 ، حسن صحيح .



وليـس معنـى هـذا أن نخـص هـذه الليلـة بعبـادة معينـة ( صيـام ، قيـام ، ..... ) ، ولكـن نفعـل كمـا فعـل رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، وهـو صيـام أغلـب شـهر شـعبان بمـا فيـه هـذه الليلـة دون تخصيـص .



تحويــــل القِبلـــة

* فعـن البـراء بـن عـازبٍ أن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ كـان أولَ مـا قَـدِمَ المدينـةَ نـزل علـى أجـداده أو قـال : أخوالـهِ مـن الأنصـار ، وأنـه صلـى قِبـلَ بيـت المقـدسِ سـتة عَشَـرَ شـهرًا ، أو سـبعة عشـرَ شـهرًا ، وكـان يعجبـه أن تكـون قبلتـه قِبـلَ البيـتِ ، وأنـه صلـى أول صـلاةٍ صلاهـا صـلاة العصـر ، وصلـى معـه قـوم ، فخـرج رجـل ممـن صلـى معـه فمـر علـى أهـل مسـجد وهـم راكعـون فقـال : أشـهد بالله لقـد صليـتُ مـع رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قِبَـلَ مكـةَ ، فـداروا كمـا هـم قِبَـلَ البيـتِ وكانـت اليهـودُ قـد أعجبهـم إذ كـان يصلـي قِبَـلَ بيـتِ المقـدسِ وأهـلُ الكتـابِ 0 فلمـا ولـى وجهـه قِبَـلَ البيـتِ أنكـروا ذلـك .

صحيح البخاري . متون / ( 2 ) ـ كتاب : الإيمان / ( 30 ) ـ باب : الصلاة من الإيمان ... / حديث رقم : 40 / ص : 15 .

تعقيـــب :

********

1 ـ نقـل الإمـام القرطبـي عـن أبـي حاتـم البسـتي قـال :

صلـى المسـلمون إلـى بيــت المقـدس سـبعة عشـر شـهرًا وثلاثــة أيـام ، وذلـك أن قـدومـه صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم المدينـة كـان يـوم الإثنيـن لاثنتـي عشـرة ليلـة ، خلـت مـن شـهر ربيـع الأول ، وأمـره الله عــز وجــل باسـتقبال الكعبـة يـوم الثلاثـاء للنصـف الأول مـن

شـعبان .



2ـ ويحكـي ابـن كثيـر فـي البدايـة والنهايـة ، وكذلـك فـي تفسـيره أن ذلـك كـان فـي رجـب سـنة اثنتيـن علـى رأس سـتة عشـر شـهرًا .

علـى أن الخـلاف فـي وقـت التحويـل لا يهمنـا بقـدر مـا يهمنـا مـا يفعلـه النـاس فـي المواسـم بمـا طغـى علـى ما وقـع فيهـا مـن أحـداث هامـة مـن أمـر الإسـلام .

مجلة التوحيد العدد الخاص بشـعبان : 1414 هـ ، 1415 هـ .



رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 12:59 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر