#1
|
||||
|
||||
31-التحفة السنية المخفوضات من الأسماء
« المخفوضات من الأسماء » وأقول: الاسمُ المخفوضُ على ثلاثةِ أنواع؛ وذلك لأن الخافض له إما أن يكون حرفًا من حروفِ الخفضِ التي سبقَ بيانُهَا، في أوَّلِ الكتابِ والتي سيذكرُهَا المؤلِّفُ بعدَ ذلكَ، وذلك نحو « خالد » من قولِكَ: « أشْفَقْتُ على خالدٍ »فإنه مجرور بعلى، وهو حرفٌ من حروفِ الخفضِ، وإما أن يكونَ الخافضُ للاسمِ إضافةَ اسمٍ قبْلَهُ إليه، ومعنى الإضافة: نسبة الثاني للأول، وذلك نحو « محمد » من قولِكَ: « جاءَ غلامُ محمدٍ » فإنه مخفوض بسبب إضافة « غلام » إليه، وإما أنْ يكونَ الخافضُ للاسمِ تبعِيَّتُه لاسمٍ مخفوضٍ: بأنْ يكونَ نعتًا له، نحو « الفاضل » نحو قولك: « أخذتُ العلمَ عن محمدٍ الفاضلِ » أو معطوفًا عليه، نحو « خالد » من قولك: « مررتُ بمحمدٍ وخالدٍ » أو غير هذين من التوابعِ التي سبقَ ذِكْرُهَا. قال: فأما المخفوض بالحرف فهو: ما يخفضُ بمن، وإلى، وعن، وعلى، وفي، ورُبَّ، والباءِ، والكافِ، واللام، وحُرُوفِ القسمِ، وهي: الواوُ، والباءُ، والتاءُ، أو بواوِ رُبَّ، وبِمُذ، ومُنذُ . وأقول: النوع الأول من المخفوضات: المخفوض بحرف من حروف الخفض وحروف الخفض كثيرة. منها « مِنْ » ومن معانيها الابتداءُ، وتجر الاسم الظاهر والمضمر، نحو قوله تعالى" وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ" . ومنها « إلى » ومن معانيها الانتهاء، وتجر الاسم الظاهر والمضمر أيضًا، نحو قوله تعالى"إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ"،"إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا ". ومنها « عن » ومن معانيها المجاورة، وتجر الاسم الظاهر والضمير أيضًا، نحو قوله تعالى"لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ " وقوله" رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ". ومنها « على » ومن معانيها الاستعلاء، وتجر الاسم الظاهر والمضمر أيضًا، نحو قوله تعالى"وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ". ومنها « في » ومن معانيها الظرفية، وتجر الاسم الظاهر والضمير أيضًا، نحو قوله تعالى"وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ""لا فِيهَا غَوْلٌ ". ومنها « رُبَّ » ومن معانيها التقليل، ولا تجر إلَّا الاسم الظاهر النكرة، نحو قولك: « رُبَّ رَجُلٍ كريمٍ لَقِيتَهُ ». ومنها « الباء » ومن معانيها التعديةُ، وتجر الاسم الظاهر والضمير جميعًا، نحو قوله تعالى" ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ". ومنها « الكاف » ومن معانيها التشبيه، ولا تجر إلَّا الاسم الظاهر، نحو قوله تعالى"مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ ". ومنها « اللام » ومن معانيها الاستحقاق والمِلكُ، وتجر الاسم الظاهر والمضمر جميعًا، نحو قوله سبحانه وتعالى" سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ "، وقوله: " لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ". ومنها حروف القسم الثلاثة ـ وهي: الباء، والتاءُ، والواو ـ وقد تكلمنا عليها كلامًا مُستوفى في أولِ الكتابِ؛ فلا حاجة بنا إلى إعادة شيء منه. ومنها واو « رُبَّ » ومثالُها قول امريء القيس: « وليلٍ كَمَوجِ البحرِ أرْخَى سُدُولهُ » « وَبَيْضَةٍ خِدْر لا يُرَامُ خِباؤهَا » . فإن وقع بعد « مذ » أو « منذ » فعلٌ، أو كان الاسم الذي بعده مرفوعًا فهما اسمان. قال: وأما ما يخفض بالإضافة، فنحو قولك: « غلامُ زيدٍ » وهو على قسمين: ما يُقَدَّرُ باللام، وما يُقَدرُ بمن؛ فالذي يقدر باللام نحو « غلامُ زيدٍ » والذي يقدرُ بِمِن، نحو « ثوبُ خَزٍّ » و « بابُ ساجٍ » و « خاتَمُ حديد ». وأقول: القسم الثاني من المخفوضات: المخفوض بالإضافة، وهو على ثلاثة أنواع، ذكر المؤلف منها نوعين؛ الأول: ما تكون بالإضافة فيه على معنى « مِن » والثاني: ما تكون الإضافة فيه على معنى «اللام»، والثالث: ما تكون اللإضافة فيه على معنى « في ». أما ما تكون الإضافة فيه على معنى « مِنْ » فضابِطُهُ: أن يكون المضاف جزءًا وبعضًا من المضاف إليه، نحو « جُبَّةُ صوفٍ » فإن الجبة بعض الصوف وجزء منه، وكذلك أمثلة المؤلف. وأما مالا تكون الإضافة فيه على معنى « في » فضابطهُ: أن يكون المضاف إليه ظرفًا للمضاف، نحو قوله تعالى" بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ " فإن الليل ظرفٌ للمكر ووقتٌ يَقعُ المكرُ فيه. وأما ما تكون الإضافة فيه على معنى «اللام»؛ فكُلُّ ما لا يصلح فيه أحَدُ النوعين المذكورين، نحو « غلامُ زيدٍ » و « حصيرُ المسجدِ ». **** أسئلة ما المعنى الذي تدل عليه الحروف: من، عن، في ، رُبَّ، الكاف، اللام ؟ وما الذي يجُرُهُ كُلُّ واحد منها ؟ مَثِّل بمثالين من إنشائك لاسم مخفوض بكل واحد من الحروف: على، الياءُ، إلى، واو القسم. على كم نوع تأتي الإضافة ؟ مع التمثيل لكل نوع بمثالين. ما ضابط الإضافة التي على معنى « من » ؟ مع التمثيل. ما ضابط الإضافة التي على معنى «في» ؟ مع التمثيل الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ |
#2
|
||||
|
||||
حل الأسئلة المخفوضات ثلاثة أنواع، مخفوضٌ بالحرفِ، ومخفوضٌ بالإضافةِ، وتابعٌ للمخفوضِ. *ما المعنى الذي تدل عليه الحروف: من، عن، في ، رُبَّ، الكاف، اللام ؟*وما الذي يجُرُهُ كُلُّ واحد منها ؟ « مِنْ » ومن معانيها الابتداءُ.وتجر الاسم الظاهر والمضمر، نحو قوله تعالى" وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ" . « عنْ » ومن معانيها المجاورة.وتجر الاسم الظاهر والضمير أيضًا، نحو قوله تعالى"لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ " وقوله" رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ". « في » ومن معانيها الظرفية.وتجر الاسم الظاهر والضمير أيضًا، نحو قوله تعالى"وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ""لا فِيهَا غَوْلٌ ". « رُبَّ » ومن معانيها التقليل.ولا تجر إلَّا الاسم الظاهر النكرة، نحو قولك: « رُبَّ رَجُلِ كريمٍ لَقِيتَهُ ». « الكاف » ومن معانيها التشبيه. ولا تجر إلَّا الاسم الظاهر، نحو قوله تعالى"مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ ". « اللام » ومن معانيها الاستحقاق والمِلكُ. وتجر الاسم الظاهر والمضمر جميعًا، نحو قوله سبحانه وتعالى" سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ "، وقوله: " لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ". *مَثِّل بمثالين من إنشائك لاسم مخفوض بكل واحد من الحروف:على، الياءُ، إلى، واو القسم. أولاً: مثال "على" 1- قال تعالى" وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ"المؤمنون: 22. 2- قال تعالى" أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى "طه: 10. ثانيًا: الباء: 1- قال تعالى" ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ "البقرة: 17. 2- قال تعالى"وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ "البقرة: 20. ثالثًا: إلى: 1- قال تعالى" ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ "البقرة: 187. 2- قال تعالى" مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى "الإسراء: 1. رابعًا: واو القسم: 1- قال تعالى" وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ "يس: 2. 2- قال تعالى" وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ "التين: 1. *على كم نوع تأتي الإضافة ؟ مع التمثيل لكل نوع بمثالين. المخفوض بالإضافة، على ثلاثة أنواع . الأول: ما تكون بالإضافة فيه على معنى « مِن » نحو : حذاءُ قماشٍ. الإضافة فيه على معنى حذاء من قماش منضدةُ خشبٍ .الإضافة فيه على معنى منضدة منخشبٍ والثاني: ما تكون الإضافة فيه على معنى «اللام»، بابُ المسجدِ .الإضافة فيه على معنى باب للمسجدِ كتابُ سعيدٍ .الإضافة فيه على معنى كتاب لسعيدٍ والثالث: ما تكون اللإضافة فيه على معنى « في ». صلاةُ الليلِ .الإضافة فيه على معنى صلاة في الليل . قراءةُ النهارِ.الإضافة فيه على معنى قراءة في النهار. *ما ضابط الإضافة التي على معنى « من » ؟ مع التمثيل. ضابط الإضافة التي على معنى « مِنْ » : أن يكون المضاف جزءًا وبعضًا من المضاف إليه. نحو : ورقُ كتابٍ . *ما ضابط الإضافة التي على معنى «في» ؟ مع التمثيل ضابط الإضافة التي على معنى «في»:أن يكون المضاف إليه ظرفًا للمضاف، نحو قوله تعالى" بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ " فإن الليل ظرفٌ للمكر ووقتٌ يَقعُ المكرُ فيه. الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ
__________________
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|