العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى الأسرة والبراعم > ملتقى الأسرة والبراعم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #1  
قديم 05-23-2021, 09:24 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
Post ممازحة النبي صلى الله عليه وسلم

ممازحة النبي صلى الله عليه وسلم


*ربَّما قال لي النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: يا ذا الأُذُنَيْنِ، قال أبو أُسامَةَ: يعني يُمازِحُه."الراوي : أنس بن مالك - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي- الصفحة أو الرقم: 3828 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.
الشرح:
كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ودودًا لطيفًا، يُداعِبُ أصحابَه ويُلاطِفُهم ويُمازِحُهم ويَضْحَكُ معَهم ولا يَقولُ إلَّا صِدْقًا.
وفي هذا الحديثِ يَقولُ أَنَسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه: "ربَّما قال لي النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، أي: أحيانًا كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُداعِبني ويُمازِحني فيقولُ لي "يا ذا الأُذنينِ"، أي: يا صاحِبَ الأُذنينِ، "قال أبو أسامةَ"- وهو أحَدُ رُواةِ الحديثِ-:
"يَعْني يُمازِحُهُ"، أي: كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُداعِبُهُ ويُلاطِفُهُ، وقيل: قد لا تَعْني المُمازَحةَ والمُداعبةَ وإنَّما تَعْني التَّنبُّهَ والتَّيقُّظَ لِما يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ فهو يَحُضُّه ويُنَبِّهُه على الاسْتِماعِ لقولِه والتَّنبُّهِ له. الدرر.

*أنَّ رجلًا أتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال : يا رسولَ اللهِ، احمِلْني، قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : إنا حاملوكَ على ولدِ ناقةٍ . قال : وما أصنع بولدِ الناقةِ ؟ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ " وهل تلدُ الإبلُ إلا النوقَ"الراوي : أنس بن مالك - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح أبي داود-الصفحة أو الرقم: 4998- خلاصة حكم المحدث : صحيح.


الشرح:

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُمازِحُ أصحابَه رَضِيَ اللهُ عَنْهم، ولا يَقولُ إلَّا صِدْقًا.
وفي هذا الحديثِ يَحكِي أنَسُ بنُ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه: "أنَّ رَجُلًا أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ فقال: يا رسولَ اللهِ، احْمِلني"، أي: أَعْطني ما يَحْمِلُني وأَرْكَبُ عليه من الدَّوابِّ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُمازِحًا له: "إنَّا حامِلوكَ على ولَدِ ناقةٍ"، أي: نُعْطيكَ ولَدَ النَّاقةِ لتَرْكَبَه، قال الرَّجُلُ: "وما أَصْنَعُ بولَدِ النَّاقَةِ؟"، وهذا لظِنِّه أنَّه يَقْصِدُ الصَّغيرَ مِنْ ولَدِ النَّاقةِ الَّذي لا يَصْلُحُ للرُّكوبِ، ممَّا كان يَشْتَهِرُ في لُغَةِ العامَّةِ أنَّ وَلَدَ الحيوانِ صَغيرُها، ولو أراد النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صغيرَها لقال له: فَصِيلٌ، "فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: وهل تَلِدُ الإبلَ إلَّا النُّوقُ"؟! أي: وهل تُولَدُ الإبلُ إلَّا مِنَ النُّوقِ وهي أُنْثى الجَمَلِ، والمعنى: أنَّ كلَّ الإبلِ هي مِن ولدِ الناقةِ؛ فعبَّر صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَنْ لَفْظِ الولدِ والْمُرادُ بِه أنواعُ الإبلِ ذَكَرًا كان أو أُنْثى كبيرًا أو صغيرًا، وهذا مِنْ مُلاطفَتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم للرَّجُلِ، وهذا من باب التَّوريةِ؛ حيثُ أرادَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم العمومَ، وهذا الرجُلُ فَهِم شيئًا خاصًّا.
وفي الحديثِ: مَشروعيَّةُ الممازحةِ بالتوريةِ بالصِّدقِ. الدرر.



*كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وكانَ لي أخٌ يُقَالُ له أبو عُمَيْرٍ - قالَ: أحْسِبُهُ - فَطِيمًا، وكانَ إذَا جَاءَ قالَ: يا أبَا عُمَيْرٍ، ما فَعَلَ النُّغَيْرُ. نُغَرٌ كانَ يَلْعَبُ به، فَرُبَّما حَضَرَ الصَّلَاةَ وهو في بَيْتِنَا، فَيَأْمُرُ بالبِسَاطِ الذي تَحْتَهُ فيُكْنَسُ ويُنْضَحُ، ثُمَّ يَقُومُ ونَقُومُ خَلْفَهُ فيُصَلِّي بنَا."الراوي : أنس بن مالك - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 6203 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.

الشرح:

قال أَنَسُ بنُ مَالِكٍ رَضِيَ الله عنه-وهو خادِمُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم «كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أحسنَ الناسِ خُلُقًا» مِمَّا يراه مِن تعامُلِه، «وكان لي أخٌ» وهو أَخُوه من أُمِّه أُمِّ سُلَيْمٍ مِن أبي طَلْحَةَ رَضِيَ الله عنهم، «فَطِيم»، أي: مَفطوم، وهو المُنتهِي مِن الرَّضاعة، فكان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يُلاعِب هذا الصَّغير فيقولُ له: «يا أبا عُمَير، ما فعَل النُّغَيْر؟» والنُّغَير: تَصغيرُ النُّغَرِ، وهو طائِرٌ صغيرٌ، قِيل: هو الصَّعْوُ، وقد سألَه عنه لَمَّا بلَغه حُزنُ الصَّغيرِ على موتِ هذا الطائِرِ.
ثُمَّ أخبَر أَنَسٌ رَضِيَ الله عنه أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم كان يأمُر بالبِساطِ الَّذِي يَجلِسون عليه فيُكنَس ويُنضَح (أي يُرَشُّ عليه الماء) فيصلِّي بهم جماعةً.
وفي الحديثِ: تواضُعُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وما كان عليه مِن حُسنِ الخُلُقِ وكرَمِ الشَّمائلِ.
وفيه: مُداعبةُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم للصِّغارِ، والمُزاحُ معهم، وإدخالُ السُّرورِ عليهم.
وفيه: مَشروعيَّةُ الكُنْيَةِ للصبيِّ، وقبلَ أن يُولَد للرجل
.الدرر.


*اسْتُعْمِلَ علَى المَدِينَةِ رَجُلٌ مِن آلِ مَرْوَانَ قالَ: فَدَعَا سَهْلَ بنَ سَعْدٍ، فأمَرَهُ أَنْ يَشْتِمَ عَلِيًّا قالَ: فأبَى سَهْلٌ فَقالَ له: أَمَّا إذْ أَبَيْتَ فَقُلْ: لَعَنَ اللَّهُ أَبَا التُّرَابِ فَقالَ سَهْلٌ: ما كانَ لِعَلِيٍّ اسْمٌ أَحَبَّ إلَيْهِ مِن أَبِي التُّرَابِ، وإنْ كانَ لَيَفْرَحُ إذَا دُعِيَ بهَا، فَقالَ له: أَخْبِرْنَا عن قِصَّتِهِ، لِمَ سُمِّيَ أَبَا تُرَابٍ؟ قالَ: جَاءَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بَيْتَ فَاطِمَةَ، فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا في البَيْتِ، فَقالَ: أَيْنَ ابنُ عَمِّكِ؟ فَقالَتْ: كانَ بَيْنِي وبيْنَهُ شيءٌ، فَغَاضَبَنِي فَخَرَجَ، فَلَمْ يَقِلْ عِندِي، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لإِنْسَانٍ انْظُرْ، أَيْنَ هُوَ؟ فَجَاءَ فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، هو في المَسْجِدِ رَاقِدٌ، فَجَاءَهُ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَهو مُضْطَجِعٌ، قدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عن شِقِّهِ، فأصَابَهُ تُرَابٌ، فَجَعَلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَمْسَحُهُ عنْه ويقولُ قُمْ أَبَا التُّرَابِ قُمْ أَبَا التُّرَابِ."الراوي : سهل بن سعد الساعدي - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم: 2409.

وفي رواية البخاري:

*أنَّ رَجُلًا جَاءَ إلى سَهْلِ بنِ سَعْدٍ، فَقَالَ: هذا فُلَانٌ -لأمِيرِ المَدِينَةِ- يَدْعُو عَلِيًّا عِنْدَ المِنْبَرِ، قَالَ: فيَقولُ: مَاذَا؟ قَالَ: يقولُ له: أبو تُرَابٍ، فَضَحِكَ، قَالَ: واللَّهِ ما سَمَّاهُ إلَّا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وما كانَ له اسْمٌ أحَبَّ إلَيْهِ منه، فَاسْتَطْعَمْتُ الحَدِيثَ سَهْلًا، وقُلتُ: يا أبَا عَبَّاسٍ، كيفَ ذلكَ؟ قَالَ: دَخَلَ عَلِيٌّ علَى فَاطِمَةَ ثُمَّ خَرَجَ فَاضْطَجَعَ في المَسْجِدِ، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيْنَ ابنُ عَمِّكِ؟ قَالَتْ: في المَسْجِدِ، فَخَرَجَ إلَيْهِ فَوَجَدَ رِدَاءَهُ قدْ سَقَطَ عن ظَهْرِهِ، وخَلَصَ التُّرَابُ إلى ظَهْرِهِ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ التُّرَابَ عن ظَهْرِهِ فيَقولُ: اجْلِسْ يا أبَا تُرَابٍ، مَرَّتَيْنِ."الراوي : سهل بن سعد الساعدي - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 3703.

الشرح:
علِيُّ بنُ أبي طالبٍ رَضيَ اللهُ عنه رابِعُ الخُلفاءِ الرَّاشِدينَ، وابنُ عَمِّ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وله مَكانةٌ عَظيمةٌ في الإسْلامِ.
وفي هذا الحَديثِ يَرْوي التَّابِعيُّ أبو حازمٍ سَلَمةُ بنُ دينارٍ أنَّ رَجلًا جاء إلى الصَّحابيِّ سَهلِ بنِ سَعدٍ رَضيَ اللهُ عنه، فأخْبَرَه أنَّ أميرَ المَدينةِ -وهو مَرْوانُ بنُ الحَكَمِ- يسُبُّ علِيًّا رَضيَ اللهُ عنه عندَ المِنبَرِ، فذَكَره بشَيءٍ غَيرِ مَرْضيٍّ، فسَأَله: ماذا يقولُ له؟ فقال: يقولُ: أبو تُرابٍ، فضَحِكَ سَهلٌ رَضيَ اللهُ عنه، وقال: واللهِ ما سمَّاه أبا تُرابٍ إلَّا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وما كان له اسمٌ أحبَّ إليه منه، قال أبو حازمٍ «فاستَطْعَمتُ الحَديثَ سَهلًا»، أي: طلَبْتُ مِن سَهلٍ أنْ يُحدِّثَني الحَديثَ، وإتْمامَ القِصَّةِ، مُنادِيًا إيَّاه بكُنْيَتِه: يا أبا عبَّاسٍ، كيف ذلك؟ فأخبَرَ سَهلٌ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ عَليًّا رَضيَ اللهُ عنه دَخَل على زَوجَتِه فاطمةَ بنتِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في بيْتِه، ثمَّ خرَج، فذَهَب إلى المَسجِدِ النَّبَويِّ، فاضطَجَعَ في المَسجدِ، فجاءَها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقال «أين ابنُ عمِّكِ علِيٌّ؟»، وفي الصَّحيحَينِ «جاء رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيتَ فاطمةَ، فلمْ يَجِدْ علِيًّا في البَيتِ، فقال: أين ابنُ عمِّكِ؟ قالت: كان بَيْني وبيْنَه شَيءٌ، فغاضَبَني، فخَرَج، فلمْ يَقِلْ عِنْدي»، والقَيْلولةُ هي نَومُ نِصفِ النَّهارِ، أوِ النَّومُ بعْدَ الظَّهيرةِ، فأخبَرَتْ فاطمةُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه في المَسجِدِ، فخرَجَ إليه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فوجَدَ رِداءَه قدْ سَقَط عن ظَهْرِه، ووصَل التُّرابُ إلى ظَهرِه، فجعَلَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَمسَحُ التُّرابَ عن ظَهرِه ويَقولُ له: «اجلِسْ يا أبا تُرابٍ»، مرَّتَينِ، وفي رِوايةٍ أُخْرى للبُخاريِّ قال له: «قُمْ أبَا تُرابٍ، قُمْ أبَا تُرابٍ»، وهي كُنْيةٌ أطْلَقَها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على علِيٍّ رَضيَ اللهُ عنه؛ لأنَّه نامَ على التُّرابِ، وتَعفَّرَ ثَوبُه وجَسَدُه به، وفيها مِن التَّلطُّفِ به، ومُؤانَسَتِه في غضَبِه، وتَسْليةِ أمْرِه مِن عِتابِه بطَريقِ التَّعْريضِ لا التَّصْريحِ؛ لأنَّه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ لم يُعاتِبْ علِيًّا على مُغاضَبتِه لأهْلِه؛ بل قال له «قُمْ»، وعَرَّضَ له بالانْصِرافِ إلى أهْلِه، وهو مِن حُسنِ خُلُقِه، وجَميلِ عِشْرتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي الحَديثِ: فَضيلةُ علِيٍّ رَضيَ اللهُ عنه، وعُلوُّ مَنزِلَتِه عندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ لأنَّه مَشى إليه، ودخَل المَسجِدَ، ومسَح التُّرابَ عن ظَهرِه، واستَرْضاه تَلطُّفًا به.
وفيه: تَعاهُدُ الأبِ لأحْوالِ أبْنائِه، حتَّى بعدَ زَواجِهم.
وفيه: تَعْليمٌ للأحْماءِ والأصْهارِ أنْ يُحسِنوا التَّعامُلَ لأزْواجِ بَناتِهم عندَ وُقوعِ الخِلافِ بيْنَهم.
وفيه: أنَّ أهلَ الفَضلِ قدْ يقَعُ بيْنهم وبيْنَ أزْواجِهم ما جَبَل اللهُ عليه البشَرَ مِن الغضَبِ والحَرَجِ، حتَّى يَدعوَهم ذلك إلى الخُروجِ عن بُيوتِهم، وليس ذلك بعائبٍ لهم.
وفيه: دُخولُ الوالِدِ بَيتَ ابنَتِه بغَيرِ إذْنِ زَوْجِها، حيث يُعلَمُ رِضاهُ.
وفيه: المُمازَحةُ للغاضِبِ بالتَّكْنيةِ بغَيرِ كُنْيَتِه، إذا كان لا يَكرَهُ ذلك ولا يُغْضِبُه؛ بل يُؤْنِسُه مِن حَرَجِه.
وفيه: التَّكْنيةُ بغَيرِ الولَدِ.
وفيه: مَشْروعيَّةُ النَّومِ في المَسجِدِ مُطلَقًا
.الدرر.


*إنَّ زاهرًا باديتُنا ونحن حاضروه . وكان يحبُّه وكان رجلًا دميمًا فأتاه النبيُّ يومًا وهو يبيع متاعَه ، فاحتضنه من خلفِه وهو لا يبصرُه ، فقال : من هذا ؟ أَرْسِلْني . فالتفتَ ، فعرف النبيَّ ، فجعل لا يألو ما ألصقَ ظهرَه بصدرِ النبيِّ حين عرفه ، فجعل النبيُّ يقول : من يشتري هذا العبدَ ؟ . فقال : يا رسولَ اللهِ ! إذًا واللهِ تجدُني كاسدًا . فقال النبيُّ : لكن عند اللهِ لستَ بكاسدٍ . أو قال : أنت عند اللهِ غالٍ"الراوي : أنس بن مالك - المحدث : الألباني - المصدر : مختصر الشمائل- -الصفحة أو الرقم: 204 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.

الشرح:
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وَدودًا لَطيفًا، يُداعِبُ أصحابَهُ، ويُلاطِفُهم، ويُمازِحُهم، ويَضْحَكُ معَهم، ولا يَقولُ إلَّا صِدْقًا.
وفي هذا الحديثِ يَحكي أنسُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه "أنَّ رَجُلًا من أهْلِ البادِيَةِ اسْمُهُ زاهِرٌ" وهُوَ زاهِرُ بنُ حَرامٍ الأَشْجَعيُّ شَهِدَ بَدْرًا .....
"وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّم يُجهِّزُهُ إذا أرادَ الخُروجَ إلى البادِيَةِ"، أي: يُعِدُّ وَيُهيِّئُ له ما يَحْتاجُ إليه في البادِيَةِ من أمْتِعَةِ البُلْدانِ من المدينةِ، وغَيْرِها، "وكان زَاهِرٌ دَميمَ الخِلْقَةِ"، أي: قَبيحَ الوَجهِ، "فأتاهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّم، وهو يَبيعُ شيئًا له في السوقِ، فاحْتَضَنَهُ من خَلْفِهِ"، أي: أحاطَ به النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأَمْسَكَ زاهِرًا من ظَهْرِهِ مُداعِبًا ومازِحًا معه، فقال له زاهِرٌ "مَنْ هذا؟ أَرْسِلْنِي،"، أي: اُتْرُكْني، قال أنسٌ رضِيَ اللهُ عنه: "والْتَفَتَ"، أي: بِبَعْضِ بَصَرِهِ، "فعَرَفَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّم، فجَعَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّم يقولُ: مَنْ يَشْتَري مِني هذا العَبْدَ؟"، أي: مَنْ يَشْتَري مِثْلَ هذا العَبْدِ مِنِّي، ولا يَلْزَمُ من هذا القَوْلِ -لاسِيَّما وَالْمَقامُ مَقامُ المُزَاحِ- إِرادَةُ تَحَقُّقِ بَيْعِهِ، "وجَعَلَ هو يُلْصِقُ ظَهْرَهُ بصَدْرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّم"، أي: فبَدَأَ زاهِرٌ لا يُقصِّرُ فِي أنْ يُلْزِقَ ظَهْرَهُ بِصَدْرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تَبَرُّكًا، وَتَدَلُّلًا على مَحْبُوبِهِ، "ويقولُ: إذًا تَجِدُني كاسِدًا"، أي: إِنْ عَرَضْتَنِي على البَيْعِ، إِذًا تَجِدُني مَتاعًا رَخيصًا أَوْ غَيْرَ مَرْغُوبٍ فِيهِ " فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّم: ولكِنَّك عندَ اللهِ لسْتَ بكاسِدٍ"، أي: أنَّك بإيمانِكَ تكونُ غاليًا عندَ اللهِ.
وفي الحديثِ: مَنْقَبةُ وفَضْلُ زاهِرِ بنِ حَرامٍ رضِيَ اللهُ عنه.
وفيه: أنَّ المُؤْمِنَ قِيمَتُه غالِيَةٌ عندَ اللهِ.
وفيه: تَواضُعُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وحُسنُ عِشرتِه لأصحابِه . الدرر.



رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 11:31 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر