|
#1
|
||||
|
||||
« الحال » وأقولُ:الحالُ في اللغةِ « ما عليه الإنسانُ من خيرٍ أو شرٍ » وهو في اصطلاحِ النحاةِ عبارةٌ عن « الاسمِ، الفَضْلَةِ، المنصوبِ، المفسِّرِ لما انبهمَ من الهيئاتِ » وقولنا «الاسمُ » يشملُ الصريحَ مثلُ « ضاحكًا» في قولك: « جاء محمدٌ ضاحكًا» ويشملُ المؤولَ بالصريحِ مثلُ « يَضْحَكُ» في قولِكَ « جاءَ محمدٌ يَضْحَكُ» فإنه في تأويلِ قولِك « ضاحكًا» وكذلِكَ قولُنَا « جاءَ محمدٌ مَعهُ أخوه» فإنه في تأويل قولك « مصاحبًا لأخيهِ » وقولنا « الفَضْلَةُ» معناهُ أنَّهُ ليسَ جزءًا منَ الكلامِ؛ فخرجَ بهِ الخبرُ. وقولُنا « المنصوبُ» خرجَ به المرفوعُ والمجرورُ. وإنما يُنْصَبُ الحالُ بالفعلِ وشبهِ الفعلِ: كاسمِ الفاعلِ، والمصدرِ، والظرفِ، واسمِ االإشارةِ. وقولُنَا « المفسِّرُلما انبهمَ من الهيئاتِ» معناهُ أنَّ الحالَ يُفَسِّرُ ما خفيَ واستترَ من صفاتِ ذَويِ العَقلِ أو غيرِهِم . ثُمَّ إنَّهُ قد يكونُ بيانًا لصفةِ الفاعلِ، نحو « جاءَ عبدُ اللهِ راكبًا» أو بيانًا لصفةِ المفعولِ بهِ، نحو « ركبتُ الفرسَ مُسْرَجًا»، وقد يكون محتَمِلاً للأمرينِ جميعًا، نحو « لقيتُ عبدَ اللهِ راكبًا» وكما يجيءُ الحالُ من الفاعلِ والمفعولِ بهِ فإنه يجيءُ من الخبرِ، نحو « أنت صديقي مخلصًا »، وقد يجيءُ من المجرورِ بحرفِ الجرِ، نحوُ: مَرَرتُ بِهندٍ راكبةً » وقد يجيءُ من المجرورِ بالإضافةِ، نحوُ قولِهِ تعالى" أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا" فحنيفًا: حالٌ من إبراهيمَ، وإبراهيمُ مجرورٌ بالفتحةِ نيابةً عنِ الكسرةِ، وهو مجرورٌ بإضافةِ « ملةِ » إليه. ***** « شروطُ الحالِ وشروطُ صاحبِها» وأقول: يجبُ في الحالِ أن يكونَ نكرةً، ولا يجوزُ أن يكونَ مَعْرِفَةً، وإذا جاءَ تركيبٌ فيه الحالُ معرفةٌ في الظاهرِ، فإنه يجبُ تأويلُ هذه المعرفةِ بنكرةٍ مثلُ قولِهم: « جاء الأميرُ وحدَهُ»، فإن « وحده » حالٌ من الأميرِ، وهو معرفةٌ بالإضافةِ إلى الضميرِ، ولكنه في تأويلِ نكرةٍ هي قولُكَ « منفردًا» فكأنَّكَ قلتَ « جاء الأميرُ منفردًا»، ومثلُ ذلِك قولُهم: « أرسَلَهَا العِرَاك»، أي:مُعتَرِكَةً، و « جَاءُوا الأوَّلَ فالأوَّلِ» أي مُترتِّبينَ. والأصلُ في الحالِ أن يجيءَ بعد استيفاءِ الكلامِ، ومعنى استيفاءِ الكلامِ: أن يأخذَ الفعلُ فاعلَهُ والمبتدأُ خبرَهُ. وربما وجبُ تقديمُ الحالِ على جميعِ أجزاءِ الكلامِ، كما إذا كان الحالُ اسمَ استفهامٍ، نحوُ « كيفَ قَدِمَ عليٌّ » فكيف: اسمُ استفهامٍ مبنيٌّ على الفتحِ في محلِّ نصبِ حالٍ من عليٍّ، ولا يجوزُ تأخيرُ اسمِ الاستفهامِ. ويُشتَرَطُ في صاحبِ الحالِ أن يكونَ معرفةً، فلا يجوزُ أنْ يكونَ نكرةً بغيرِ مُسَوِّغٍ. ومما يُسَوِّغُ مجيءَ الحالِ من النكرةِ أنْ تتقدمَ الحالُ عليها، كقولِ الشاعرِ: لِمَيَّةَ مُوحِشًا طلَلُ يَلُوحُ كأنَّهُ خِلَلُ فموحشًا: حال من « طلل »، وطللٌ نكرةٌ، وسُوِّغَ مجيءُ الحالِ منه تقدُّمها عليه. ومما يسوِّغُ مجيءُ الحالِ من النكرةِ أنْ تُخَصَّصَ هذه النكرةُ بإضافةٍ أو وصفٍ. فمثال الأول في قوله تعالى" فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً" فسواء: حالٌ من « أربعة »وهو نكرةٌ، وساغَ مجيءُ الحالِ منها لكونِها مضافة، ومثال الثاني قول الشاعر: نَجَّيْتَ يَاربِّ نُوحًا واستجبتَ لهُ في فُلُكٍ مَاخِرِ في اليمِّ مشحونًا. تمرينات أ يعود الطالب المجتهد إلى بلده ... هـ لا تنم في الليل.. بـ لا تأكلِ الطعام ... و رَجَعَ أخي من ديوانه ... جـ لا تَسِر في الطريق ... زلا تمشِ في الأرض ... د البس ثوبك ... حـ رأيت خالدًا ... 2 ـ اجعل كل اسم من الأسماء الآتية حالاً مبينًا لهيئة الفاعل في جملة مفيدة: مسرورًا، مختالاً، عريانًا، مُتْعبًا، حارًّا، حافيًا، مجتهدًا. 3 ـ اجعل كل اسم من الأسماء الآتية حالاً مبينًا لهيئة المفعول به في جملة مفيدة: مَكتُوفًا، كئيبًا، سريعًا، صافيًا، نظيفًا، جديدًا، ضاحكًا، لامعًا، ناضرًا، مستبشرات. 4 ـ صف الفرسَ بأربع جمل، بشرط أن تجيء في كل جملة بحال. تدريب على الإعراب أعرب الجملتين الآتيتين « لقيتني هند باكية، لبست الثوب جديدًا » الجواب 1 ـ لقي: فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والتاء علامة التأنيث، والنون للوقاية، والياء ضمير المتكلم مفعول به، مبني على السكون في محل نصب. ـ هند: فاعل لقي مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. ـ باكية: حال مبين لهيئة الفاعل منصوب بالفتحة الظاهرة. 2 ـ لبس: فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون المأتي به لدفع كراهة توالي أربع متحركات في ما هو كالكلمة الواحدة، والتاء ضمير المتكلم فاعل مبني على الضم في محل رفع. ـ الثوب: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، جديدًا: حال مبين لهيئة المفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. أسئلة |
#2
|
||||
|
||||
«التمييز» وأقول: للتمييزِ في اللغةِ معنيانِ؛ الأولُ: التفسيرُ مطلقًا، تقول: ميّزتُُ كذا .. تريدُ أنَّكَ فسَّرتَهُ. والثاني: فصلُ بعضِ الأمورِ عن بعضٍ ، تقولُ:ميَّزتُ القومَ، تريدُ أنَّكَ فَصَلْتَ بعضَهم عن بعضٍ. والتمييزُ في اصطلاحِ النحاةِ عبارةٌ عن « الاسمِ، الصريحِ، المنصوبِ، المُفَسِرِ لما انبهمَ من الذواتِ أو النِّسبِ» فقولُنا «الاسم» معناهُ أنَّ التمييزَ لا يكونُ فعلاً ولا حرفًا. وقولنا « الصريح» لإخراج الاسم المؤول، فإن التمييز لا يكون جملةً ولا ظرفًا، بخلافِ الحالِ كما سبقَ في بابهِ. وقولنا « المفسرُ لما انبهمَ من الذواتِ أو النسب» يشير إلى أن التمييز على نوعين، الأول: تمييزُ الذاتِ، والثاني: تمييز النِّسبة. أما تمييز الذات فهو « ما رفع إبهام اسم مذكور قَبلَهُ مُجملِ الحقيقة » ويكون بعد العدد، نحوُ قولِهِ تعالى" إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا"إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شهرًا" أو بعد المقاديرِ، من الموزوناتِ، نحو « اشتريتُ رطلًا زيتًا» أو المَكيلاتِ، نحو « اشتريتُ إردَبًّا قمحًا» أو المساحات، نحو « اشتريتُ فدانًا أرضًا» وأما تمييز النِّسبة فهو: « ما رفع إبهامَ نسبةٍ في جملةٍ سابقةٍ عليهِ » وهو ضربانِ؛ الأول:مُحوَّل، والثاني: غير محول. فأما المحول فهو على ثلاثة أنواع: النوع الأول: المحول عن الفاعل، وذلك نحو « تَفَقَّأ زيدٌ شحمًا » الأصل فيه « تفقأ شحمُ زيدٍ » فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مُقامَهُ، فارتفعَ ارتفاعَهُ، ثم أتى بالمضاف المحذوف فانتصب على التمييز. النوع الثاني: المحولُ عن المفعولِ وذلك نحوُ قولِهِ تعالى " وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا" أصله « وفجرنا عيونَ الأرضِ » فَفُعِلَ فيه مثلُ ما سبقَ. النوع الثالث:المحوَّلُ عن المبتدأ، وذلك نحوُ قولِهِ تعالى " أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا " وأصله « مالي أكثرُ من مالِكَ »فحذف المضاف، وهو «مال » وأُقيمَ المضاف إليه ـ وهو الضمير الذي هو ياء المتكلم ـ مقامه فارتفع ارتفاعًا وانفصل؛ لأن ياءَ المتكلمِ ضميرٌ متصلٌ كما عرفتَ، وهو لا يُبْتَدَأُ به، ثم جِيءَ بالمضافِ المحذوفِ فَجُعلَ تمييزًا، فصار كما ترى. وأما غير المحول فنحو « امتلأ الإناءُ ماءً » « شروط التمييز» وأقول: يشترط في التمييز أن يكون نكرة، فلا يجوز أن يكون معرفة، وأما قول الشاعر: رَأيتُكَ لمَّا أن عَرَفتَ وُجُوهَنا صَدَدْتَ وطِبٍْتَ النَّفسَ يَا قيسُ عن عمرِو فإن قوله « النفس » تمييز، وليست « أل » هذه « أل » المُعَرِّفة حتى يلزم منه مجيء التمييز معرفة، بل هي زائدة لا تفيد ما دخلت تعريفًا؛ فهو نكرة، وهو موافق لما ذكرنا من الشرط. ولا يجوز في التمييز أن يتقدم على عامله، بل لا يجيء إلا بعد تمام الكلام، أي: بعد استيفاء الفعلُ فاعلَهُ، والمبتدأُ خبرَهُ. تمرينات 2ـ ضع في كل مكان من الأمكنة الخالية من الأمثلة تمييزًا مناسبًا: أ الذهب أغلى ... من الفضة. هـ الزرافة أطول الحيوانات ... ب الحديد أقوى ... من الرصاص.والشمس أكبر.. من الأرض. ج العلماء أصدق الناس ... ز أكلت خمسة عشرَ ... د طالب العلم أكرم ... من الجهال. ح شربت قدحًا ... 3ـ اجعل كل اسم من الأسماء الآتية تمييزًا في جملة مفيدة: شعيرًا، قصبًا، خُلُقًا، أدبًا، ضَحكًا، بأسًا، بَسَالة . 4ـ هات ثلاث جمل يكون في كل جملة منها تمييز مسبوق باسم عدد، بشرط أن يكون اسم العدد مرفوعًا في واحدة ومنصوبًا في الثانية ومخفوضًا في الثالثة. تدريب على الإعراب « محمد أكرم من خالد نفسًا، عندي عشرون ذراعًا حريرًا ». الجواب 1 ـ محمد: مبتدأ، مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. أكرم: خبر المبتدأ، مرفوع بالمبتدأ، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. من خالد: جار ومجرور متعلق بأكرم. نفسًا: تمييز نسبة محول عن المبتدأ منصوبوعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. 2 ـ عند: ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر مقدم، وعند مضاف وياء المتكلم مضاف إليه، مبني على السكون في محل خفض. عشرون: مبتدأ مؤخر مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعة الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. ذراعًا: تمييز لعشرين، منصوب بالفتحة الظاهرة. حريرًا: تمييز لذراع، منصوب بالفتحة الظاهرة. أسئلة ما هو التمييز لغة واصطلاحًا؟ إلى كم قسم ينقسم التمييز؟ ما هو تمييز الذات؟ ما هو تمييز النسبة؟ بماذا يسمى تمييز الذات؟ بماذا يسمى تمييز النسبة؟ ما الذي يقع قبل تمييز الذات؟ مَثِّل لتمييز الذات بثلاثة أمثلة مختلفة وأعرب كل واحد منها؟ إلى كم قسم ينقسم تمييز النسبة المحوَّل؟ مَثِّل للتمييز المحول عن الفاعل وعن المفعول وعن المبتدأ، مَثِّل لتمييز النسبة غير المحول، ما هي شروط التمييز؟ ما معنى أن التمييز لا يجيء إلا بعد تمام الكلام؟ مَثِّل لتمييز له تمييز. |
#3
|
||||
|
||||
« الاستثناء » « حكم المستثنى بإلا » ***** « المستثنى بغير وأخواتها» « المستثنى بعدا وأخواته » أسئلة |
#4
|
||||
|
||||
« شروط إعمال « لا » عمل إنَّ» قال « باب « لا » » اعلم أن « لا » تنصبُ النكرات بغير تنوين إذا باشرتِ النكرة ولم تتكرر « لا » نحو « لا رجلَ في الدارِ » وأقول: اعلم أن «لا » النافية للجنس تعمل عمل « إن » فتنصب الاسم لفظًا أو محلاً وترفع الخبر. وهي لا تعمل هذا العمل وجوبًا إلا بأربعةِ شروط: الأول: أن يكون اسمها نكرة. الثاني: أن يكون اسمها متصلاً بها: أي غير مفصول منها ولو بالخبر. والثالث: أن يكون خبرها نكرة أيضًا والرابع: ألّا تتكرر « لا» ثم اعلم أن اسم « لا » على ثلاثة أنواع، الأولُ المفرد، والثاني المضاف إلى نكرة، والثالث الشبيه بالمضاف. أما المفرد في هذا الباب، وفي باب المنادى، فهو: « ما ليس مضافًا ولا شبيهًا بالمضاف » فيدخل فيه المثنى، وجمعُ التكسير، وجمع المذكر السالم، وجمع المؤنث السالم. وحكمه أنه يُبنى على ما ينصبُ به: فإذا كان نصبه بالفتحة بني على الفتح، نحو « لا رجلَ في الدارِ »، وإنْ كانَ نصبهُ بالياءِ ـ وذلك المثنى وجمع المذكر السالم ـ بُني على الياء نحو « لا رجُلَينِ في الدارِ » وإن كان نصبهُ بالكسرةِ نيابةً عن الفتحةِ ـ وذلك جمع المؤنث السالم ـ بُني على الكسرِ، نحو « لا صالحاتٍ اليومَ» وأما المضافُ فينصب بالفتحةِ الظاهرةِ أو بما نابَ عنها، نحو « لا طالبَ علمٍ ممقوتٌ » وأما الشبيه ـ المضاف ـ وهو « ما اتصل به شيءٌ من تمام معناه » فمثلُ المضاف في الحكم: أي ينصب بالفتحة، نحو « لا مستقيمًا حالَهُ بين الناسِ » قال: فإن لم تُباشِرها وجبَ الرفعُ ووجبَ تكرارُ « لا » نحو « لا في الدار رجلٌ ولا امرأةٌ » فإن تكررت جاز إعمالُها وإلغاؤُها، فإن شئت قلت: « لا رجُلَ في الدارِ ولا امرأةٌ ». وأقول: قد عرفتَ أن شروط وجوب عمل « لا» عملَ « إنَّ »أربعة، وهذا الكلام في بيان الحكم إذا اختل شرط من الشروط الأربعة السابقة. وبيان ذلك أنه إذا وقع بعد «لا » معرفة وجب إلغاءُ « لا » وتكرارها، نحو « لا محمدٌ زارني ولا بكرٌ » وإذا فصل بين لا واسمها فاصلٌ ما وجب كذلك إلغاؤها وتكرارها نحو " لا فِيهَا غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ " فغولٌ: مبتدأ مؤخر، وفيها: متعلق بمحذوف خبر مقدم، و« لا » نافية مهملة، وإذا تكررت « لا » لم يجب إعمالها، بل يجوز إعمالها إذا استوفت بقية الشروط، ويجوز إهماله؛ فتقول على الإعمال « لا رجلَ في الدار ولا امرأةً »، وتقول على الإهمال: « لا رجلٌ في الدار ولا امرأةٌ » برفع رجل وامرأة. أسئلة ما الذي تفعله «لا» النافية للجنس؟ ما شروط وجوب عمل «لا» النافية للجنس؟ إلى كم قسم ينقسم اسم « لا» ؟ ما حكم اسم «لا» المفرد ؟ ما هو المفرد في باب «لا» والمنادى ؟ ما حكم اسم «لا» إذا كان مضافًا أو شبيهًا به ؟ ما الحكم إذا تكررت «لا» النافية ؟ ما الحكم إذا وقع بعد «لا» النافية معرفة ؟ ما الحكم إذا فصل بين «لا» واسمها فاصل ؟ |
#5
|
||||
|
||||
« المنادى» وأقول: « المنادَى في اللغةِ هو: المطلوبُ إقبالُهُ مطلقًا، وفي اصطلاح النحاة هو « المطلوب إقبالُهُ بيا أو إحدى أخواتها »، وأخواتُ « يا» هي الهمزة نحو« أزيدُ أقبل » و «أيْ» « أيْ إبراهيمُ تَفهم » و « أيا » نحو :أيَا شَجَرَ الخابُورِ مَالَكَ مُورقًا كأنك لم تجزع على ابنِ طريف و « هيا » نحو « هيا محمدُ تعالَ » ثم المنادى على خمسة أنواع: 1 ـ المفردُ العلمُ، وقد مضى في باب « لا » تعريف المفرد، ومثاله « يا محمد » و « يا فاطمة » و « يا محمدان » و « يا فاطمتان » و « يا محمدون » و « يا فاطمات » 2 ـ النكرة المقصودة؛ وهي: التي يقصد بها واحدٌ معينٌ ممَّا يصحُ إطلاق لفظها عليه، نحو « يا ظالمُ » تريد واحدًا بعينه. 3 ـ النكرة غير المفصودة؛ وهي: التي يقصد بها واحدٌ غير معين، نحو قول الواعظ « يا غافلاً تنبَّه »، فإنه لا يريد واحدًا معينًا، بل يريد كل من يطلق عليه لفظ « غافل » 4 ـ المضاف، نحو « يا طالبَ العلمِ اجتهد » 5 ـ الشبيه بالمضاف، وهو ما اتصل به شيء من تمام معناه، سواءٌ أكان المتصل به مرفوعًا به، نحو « يا حميدًا فعْلهُ » أم كان منصوبًا به نحو « يا حافظًا درسَهُ » أم كان مجرورًا بحرف جر يتعلق به نحو « يا محبًا للخير ». قال: فأما المفرد العلم، والنكرة المقصودة فيبنيان على الضم من غير تنوين، نحو « يا زيدُ » و « يا رجلُ » والثلاثة الباقية منصوبة لا غير. وأقول: إذا كان المنادى مفردًا أو نكرة مقصودة فإنه يُبنى على ما يرفع به؛ فإن كان يُرفع بالضمة فإنه يبنى على الضمة، نحو « يا محمدُ » و « يا فاطمةُ » و « يا رجلُ » و « يا فاطماتُ » وإن كان يرفع بالألف نيابةً عن الضمة ـ وذلك المثنى ـ فإنه يبنى على الألف، نحو « يا محمدان » و « يا فاطمتان » وإن كان يُرفع بالواو نيابة عن الضمة ـ وذلك جمع المذكر السالم ـ فإنه يبنى على الواو نحو « يا محمدون » وإذا كان المنادى نكرة غير مقصودة أو مضافًا أو شبيهًا بالمضاف فإنه ينصب بالفتحة أو ما ناب عنها نحو « يا جاهلًا تعلّم » و « يا كسولًا أقبل على ما ينفعك » ونحو « يا راغبَ المجدِ اعمل له » و « يا محبَّ الرِّفعةِ ثابر على السعي » و نحو « يا راغبًا في السُّؤدُدِ لا تَضجر من العمل » و « يا حريصًا على الخير استقم ». أسئلة ما هو المنادى لغة واصطلاحًا ؟ ما هي أدوات النداء ؟ مَثِل لكل أداة بمثال، إلى كم قسم ينقسم المنادى ؟ ما هو المفرد ومَثِّل له بمثالين مختلفين، ما هي النكرة المقصودة مع التمثيل؟ ما هو الشبيه بالمضاف؟ إلى كم نوع يتنوع الشبيه بالمضاف مع التمثيل لكل نوع ؟ ما حكم المنادى المفرد؟ ما حكم المنادى المضاف؟ مثِّل لكل نوع من أنواع المنادى الخمسة بمثالين، وأعرب واحدًا منهما. |
#6
|
||||
|
||||
« المفعول له » وأقول:المفعول من أجله ـ ويقال « المفعول لأجله »، و « المفعول له » ـ هو في اصطلاح النحاة عبارة عن « الاسم، المنصوب، الذي يذكر بيانًا لسبب وقوع الفعل » وقولنا « الاسم» يشمل الصريح والمؤول به. ولا بد في الاسم الذي يقع مفعولاً له من أن يجتمع فيه خمسة أمور: الأول: أن يكون مصدرًا. والثاني: أن يكون قَلبيًّا، ومعنى كونه قَلبيًّا ألا يكون دالاً على عمل من أعمال الجوارح كاليد واللسان مثل « قراءة » و« ضرب » والثالث: أن يكون علة لما قبله. والرابع: أن يكون متحدًا مع عامله في الوقت. الخامس :أن يتحد مع عامله في الفاعل ومثال الاسم المستجمع لهذه الشروط « تأديبًا » من قولك: « ضربتُ ابني تأديبًا» فإنه مصدر، وهو قلبي؛ لأنه ليس من أعمال الجوارح، وهو علة للضرب، وهو متحد مع « ضربت » في الزمان، وفي الفاعل أيضًا. وكل اسم استوفى هذه الشروط يجوز فيه أمران: النصب، والجر بحرف من حروف الجر الدالة على التعليل كاللام. واعلم أن للاسم الذي يقع مفعولاً لأجله ثلاث حالاتٍ: الأولى: أن يكون مقترنًا بأل. الثانية: أن يكون مضافًا. الثالثة: أن يكون مجردًا من « أل ومن الإضافة». وفي جميع هذه الأحوال يجوز فيه النصب والجر بحرف الجر، إلا أنه قد يترجح أحد الوجهين، وقد يستويان في الجواز. فإن كان مقترنًا بأل فالأكثر فيه أن يجرَّ بحرفِ جر دالٌ على التعليل، نحو: « ضربت ابني للتأدبِ» ويقلُّ نصبُه. وإن كان مضافًا جاز جوازًا متساويًا أن يجر بالحرف وأن ينصب، نحو: « زرتك محبَّةَ أدبِكَ » أو « زرتك لمحبَّةِ أدبِكَ » وإن كان مجردًا من « أل ومن الإضافة » فالأكثر فيه أن ينصب، نحو: « قمتُ إجلالاً للأستاذِ » ويقلُّ جره بالحرف، والله أعلم. أسئلة ما هو المفعول لأجله؟ ما الذي يشترط في الاسم الذي يقع مفعولاً لأجله؟ كم حالة للاسم الواقع مفعولاً له؟ ما حكم المفعول له المقترن بأل والمضاف؟ مَثِّل بثلاثة أمثلة للمفعول لأجله بشرط أن يكون الأول مقترنًا بأل والثاني مضافًا والثالث مجردًا من أل والإضافة، وأعرب كل واحد منها، وبين في كل مثال ما يجوز فيه من الوجوه مع بيان الأرجح إن كان . |
#7
|
||||
|
||||
« المفعول معه » وأقول: المفعول معه عند النحاة هو« الاسم، الفضلة، المنصوب بالفعل أو مافيه معنى الفعل وحروفه، الدّالُّ على الذات التي وقع الفعل بمصاحبتها، المسبوق بواو تفيد المعيةَ نصًا » فقولنا« الاسم» يشمل المفرد والمثنى والجمع، والمذكر والمؤنث والمراد به: الاسم الصريح دون المؤول، وخرج عنه الفعل والحرف والجملة. وقولنا « الفضلة » معناه أنه ليس ركنًا في الكلام؛ فليس فاعلاً، ولا مبتدأ ولا خبرًا، وخرج به العمدة، نحو « اشترك زيدٌ وعمروٌ. وقولنا: « المنصوب بالفعل أو ما فيه معنى الفعل وحروفه» يدل على أن العامل في المفعول معه على ضربين: الأول: الفعل، نحو « حضر الأميرُ والجيشَ». الثاني: الاسم الدال على معنى الفعل المشتمل على حروفه، كاسم الفاعل في نحو « الأميرُ حاضرٌ والجيشَ » وقولنا « المسبوق بواو هي نص في الدلالة على المعية » يخرج به الاسم المسبوق بواو ليست نصًا في الدلالة على المعية، نحو « حضر محمدٌ وخالدٌ » واعلم أن الاسم الواقع بعد الواو على نوعين: 1 ـ ما يتعين نَصبُهُ على ذلك واتباعُه لما قبله في إعرابه معطوفًا عليه. أما النوع الأول فمحله إذا لم يصحَّ تشريك ما بعد الواو لما قبلها في الحكم، نحو « أنا سائرٌ والجبلَ» ونحو « ذاكرتُ والمصباحَ» فإن الجبل لا يصح تشريكه للمتكلم في السير، وكذلك المصباح لا يصح تشريكه للمتكلم في المذاكرة، وقد مَثّل المؤلف لهذا النوع بقوله: « استوى الماءُ والخشبةَ » وأما الثاني فمحله إذا صح تشريك ما بعد الواو لما قبلها في الحكم، نحو « حضر عليٌ ومحمدٌ» فإنه يجوز نصب « محمد» على أنه مفعول معه، ويجوز رفعه على أنه معطوف على « علي »؛ لأن محمدًا يجوز اشتراكه مع علي في الحضور، - أي :لو اعتبرنا المعنى حضر عليٌ ومحمدٌ معًا بنفس الوقت أي اشتركا في الفعل وهو الحضور ،أي تحققت المصاحبة في الفعل ، ففي هذه الحال يرفع على أنه معطوف على عليوقد مَثَّل المؤلف لهذا النوع بقوله « جاء الأميرُ والجيشَ». أسئلة ما هو المفعول معه؟ ما المراد بالاسم هنا؟ ما المراد بالفضْلة؟ ما الذي يعمل في المفعول معه؟ إلى كم قسم ينقسم المفعول معه؟ مثِّل للمفعول معه الذي يجب نصبه بمثالين، مثِّل للمفعول معه الذي يجوز نصبه واتباعه لما قبله بمثالين، أعرب المثالين اللذين في كلام المؤلف، وبين في كل مثال منهما من أي نوع هو. ***** وأقول: من المنصوبات اسم « إنَّ » وأخواتها، وخبر « كان » وأخواتها، وتابعُ المنصوب، وقد تقدم بيان ذلك في أبوابه؛ فلا حاجة بنا إلى إعادة شيءٍ منه. |
|
|