#9
|
||||
|
||||
![]()
7 ـ فَاحْرِصْ عَلى فَهمكَ للقواعِدِ * جَامِعةِ المسائل الشوارِدِ
8 ـ فَتَرْتَقي في العِلْمِ خَيرَ مُرْتَقَى * وَتَقْتَفِي سُبْلَ الذي قَدْ وُفِّقا لما ذكر الناظم عليه رحمة الله تعالى عموم أهمية العلم الشرعي وفضله وحض عليه وحرض على تحصيله ، خص من العلم الشرعي ما يريد شرحه وهي القواعد الفقهية ، فحض على تحصيل هذا العلم وفهمه فقال : احرص على فهمك ... . منظومة القواعد ... / شرح : خالد إبراهيم الصقعبي . والفَهمِ: الإدراك للشيء . القواعِدِ : جمع قاعدة، وهي في اللغة : الأساس . ومنه قوله تعالى : " فَأَتَى اللهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ " . سورة النحل / آية : 26 . وفي الاصطلاح : حكم كلي تدخل فيه جزئيات كثيرة . وتُطلق القواعد على القواعد الأصولية والقواعد الفقهية ، والمراد هنا الثاني ، بقرينة قول الناظم : جامعة المسائل الشوارد ، وكون النظم في علم القواعد الفقهية ، ولكنه باعتبار الغالب ؛ لأنه ذكر بعض القواعد الأصولية أيضًا ـ مثل : قواعد ألفاظ العموم ، ... ـ . والفرق بينهما من وجوه : سبق ذكرها في بداية المبحث . المسائل : هي الوقائع التي يُسألُ عنها . الشوارِدِ : جمع شاردة ، وهي النافرة وغيرُ المجموعة . فمن شأن القواعد الفقهية أنها تجمعُ المسائل المتناثرة تحت حُكم كُلِّيّ ، فَيسهُل على الإنسانِ معرفة أحكام الجزئيات ، ودراسة الفقه ، لأن دراسة الفقه عن طريق القواعد أسهل وأشمل ، كما أن دراسته عن طريق الجزئيات أدق وأحكم . والجزئيات الفقهية لا تتناهى ، ويستجد في كل زمان من المسائل ما لم يكن معروفًا قبل ذلك . قال الأهدلُ عن الفقه وهو فنٌ واسعٌ منتشرُ فروعه بالعدِّ لا تنحصرُ . وإنما تضبطُ بالقواعد فحفظها من أعظم الفوائدِ . ـ والحفظ وحده لا يكفي ولابد من الفهم كما ذكر الناظم . شرح منظومة القواعد الفقهية / للسعدي / شرح : د . مصطفى كرامة مخدوم / بتصرف . الاقتفاء : اتباع الأثر . السُّبْل : جمع سبيل ، وهو الطريق وزنًا ومعنى ، ويُذَكَّر ويؤنث . و " باء " السُّبْل في النظم ساكنةٌ ، مراعاةً للوزنِ . والمعنى : أنك لو حرصت على فهم القواعد الكلية للعلوم التي تجمع المسائل المتفرقة ، فإنك تعلو بذلك في منازل العلم ، وتكون بذلك متبِعًا لآثار العلماء الموفقين لطريق الحق . منظومة القواعد الفقهية / للسعدي / شرح : د . مصطفى كرامة مخدوم / بتصرف يسير . بل أن الله توعد من ترك سبيل المؤمنين في قوله سبحانه " وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لهُ الْهدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَساءتْ مَصِيرًا " . سورة النساء / آية : 115 . القواعد الفقهية ... / شرح : الشيخ سعد بن ناصر الشثري . ******************* 10ـ جَزاهُم المَوْلى عَظِيمَ الأَجْرِ* والعَفوَ مَعْ غُفْرانِه والبِرِّ قَوَاعدٌ : بالتنوين مراعاة للوزن ، والأصل بدون تنوين ، لأنه ممنوع من الصرف لأنه صيغة منتهى الجموع ، على وزن مفاعل ، ولكن الاضطرار مبيحٌ لذلك باتفاق ، قال ابنُ مالكٍ : ولاضطرارٍ وتناسب صرِّف ذو المنعِ والمصروفُ قد لا ينصرِفْ . نَظَمْتُها : أي جعلتها في نظم ، والنظم : عقد المنثور ، كما أن الحلّ هو نثرُ المنظومِ ، وأصل النظم في اللغة : جمع اللؤلؤ في سلكٍ ، وإنما اختار النظمَ ـ مع ضيقه ـ لسهولة حفظه وطولِ بقائه في الذهنِ . ففي هذا إشارة إلى منهج المؤلِّف في القواعد الفقهية ، بأن هذا المؤلَّف خاص بالقواعد ، وفيه إشارة إلى أنها منظومة ، وفيه إشارة إلى أن هذه القواعدَ ليست من بنات أفكارهِ ، ونتائج اختراعاتِه ، ولكنها مُستفادةٌ من كتب العلماء . وهذا من أدب الناظم ، وحُسن أخلاقه ، فإن من بركة العلم أن يُنْسَبَ إلى صاحبه .وهذا منهج أهل الإيمان فمنهجهم أنهم لا ينسِبون إلى أنفسهم ما ليس لهم . * فعن أسماء بنت أبي بكر ، أن امرأة قالت : يا رسول الله ، إن لي جارة ـ تَعني ضَرَّة ـ هل عليَّ جناحٌ إن تَشَبَّعْتُ لها بما لم يعطِ زوجي (1) ؟ قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " المتشبِّعُ بما لم يُعطَ كلابس ثوبي زور " . سنن أبي داود [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني / ( 35 ) ـ كتاب : الأدب / ( 92 ) ـ باب :فيمن يتشبع بما لم يعط / حديث رقم : 4997 / ص : 903 / صحيح . ( 1 ) تشبعت لها ... زوجي : أي ادعت أمام ضرتها بأن زوجها أعطاها كذا وكذا ، وهو لم يعطها ، ولكن لتكيد ضرتها أو ... . المولى : لفظ مشترك ، يُطلقُ على المعتَقِ ، والمعتِقِ ، والمالكِ ، والناصرِ ، والجار ، وابن العم ، والصاحب ، والقريب ، والحليف . والمراد هنا : المالك والناصر ، وهو الله تعالى ، لقوله سبحانه "ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكافِرِينَ لاَ مَوْلَى لَهمْ " .سورة محمد / آية : 11 . عَظِيمَ الأَجْرِ: من باب إضافة الصفة إلى الموصوف ، والمراد . أجرًا عظيمًا . والعَفوَ مَعْ غُفْرانِه : العفو والغُفْران : بمعنى التجاوز عن الذنب ، والأول ـ العفو ـ أبلغ ؛ لأنه يفيد محو الشيء وإزالته ، بخلاف الغفران فإنه يدل على التغطية ، وهذا لا يفيد الإزالة . وهذه دعوة طيبة دعا بها الشيخ السعدي للعلماء الأفاضل ، فنستفيد هذا الأدب ، فالدعاء لأهل العلم من حُسن الأدب ، وجميل الأفعال وهي صفة وسِمة للمؤمنين أجمعين ، كما قال تعالى "وَالَّذِينَ جَاءُو مِن بَعْدِهِم يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا " . سورة الحشر / آية : 10 . فالدعاء لأهل الإيمان من القربات التي يتقرب بها العباد إلى ربهم ـ عز وجل ـ وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " من لا يشكر الناس ، لا يشكر الله " . رواه الترمذي عن أبي هريرة . وصححه الشيخ الألباني في : صحيح الجامع ... / وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " ... ومن صنع إليكم معروفًا فكافئوه ، فإن لم تجدوا ما تكافئوا به فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه " . سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / ( 3 ) ـ كتاب : الزكاة / ( 38 ) ـ باب :عطية من سأل بالله عز وجل / حديث رقم : 1672 / ص : 290 / صحيح .الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 6601 / ص : 1122 . ومعروف العلوم أعظم من معروف المال ، ولهذا تستغفر النملة في جُحرِها ، والحيتان في بحرها لمعلم الناس الخير . منظومة القواعد الفقهية / للسعدي / شرح : د . مصطفى كرامة مخدوم / بتصرف . * فعن أبي الدرداء قال : سمعتُ رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقول " إنه ليستغفرُ للعالم مَن في السمواتِ ومن في الأرض ، حتى الحيتان في البحر " . سنن ابن ماجه [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني / ( 20 ) ـ باب : جزاهم المولى عظيم الأجر والعفو مع غفرانه والبِرِّ ..... آمين .ثواب معلِّم الناس الخير / حديث رقم : 239 / ص : 59 / صحيح . - مدونة منبر الدعوة - |
|
|